الفهرس

المؤلفات

السياسة والدولة

الصفحة الرئيسية

 

المجتمع الصالح

مسألة: المجتمع الإسلامي أنظف وأحسن مجتمع إنساني عرفه البشر، حيث تسوده الأخلاق الطيبة والتقدم العلمي فلا فقر فيه ولا جريمة إلا الأندر من النادر.

عن أبي عبد الله (عليه السلام): «إن رسول الله (صلى الله عليه وآله) خطب الناس في مسجد الخيف فقال في حديثه: المسلمون إخوة تتكافأ دماؤهم ويسعى بذمتهم أدناهم»[1].

وقال رسول الله (صلى الله عليه وآله): «العفاف زينة البلاء، والتواضع زينة الحسب، والفصاحة زينة الكلام، والعدل زينة الإيمان، والسكينة زينة العبادة، والحفظ زينة الرواية، وحفظ الحاج زينة العلم، وحسن الأدب زينة العقل، وبسط الوجه زينة الحلم، والإيثار زينة الزهد، وبذل الموجود زينة اليقين، والتقلل زينة القناعة، وترك المن زينة المعروف، والخشوع زينة الصلاة، وترك ما لا يعني زينة الورع»[2].

وعن أمير المؤمنين (عليه السلام) قال: «استأذن رجل على رسول الله (صلى الله عليه وآله) فقال: يا رسول الله أوصني، قال: أوصيك أن لا تشرك بالله شيئا وإن قطعت وحرقت بالنار، ولا تنهر والديك وإن أمراك على أن تخرج من دنياك فاخرج منها، ولا تسب الناس وإذا لقيت أخاك المسلم فألقه ببشر حسن، وصب له من فضل دلوك، أبلغ من لقيت من المسلمين عني السلام وادع الناس إلى الإسلام، واعلم أن لك بكل من أجابك عتق رقبة من ولد يعقوب، واعلم أن الصغيراء عليهم حرام يعني النبيذ وهو الخمر وكل مسكر عليهم حرام»[3].

كالجسد الواحد

مسألة: يعتبر الإسلام المجتمع كالجسد الواحد، إذا اشتكى منه عضو تداعت له سائر الأعضاء بالسهر والحمى.

عن أبي بصير قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: « المؤمن أخو المؤمن كالجسد الواحد إن اشتكى شيئاً منه وجد ألم ذلك في سائر جسده، وأرواحهما من روح واحدة»[4].

وعن أبي جعفر (عليه السلام) قال: «قال جدي رسول الله (صلى الله عليه وآله): أيها الناس حلالي حلال إلى يوم القيامة، إلى أن قال: ألا وإن ود المؤمن من أعظم سبب الإيمان، ألا ومن أحب في الله عزوجل وأبغض في الله وأعطى في الله ومنع في الله فهو من أصفياء المؤمنين عند الله تعالى، ألا وإن المؤمنين إذا تحابا في الله عزوجل وتصافيا في الله كانا كالجسد الواحد إذا اشتكى أحدهما من جسده موضعاً وجد الآخر ألم ذلك الموضع»[5].

وعن جابر الجعفي: قال تقبضت بين يدي أبي جعفر (عليه السلام) فقلت: جعلت فداك ربما حزنت من غير مصيبة تصيبني أو ألم ينزل بي حتى يعرف ذلك أهلي في وجهي وصديقي، فقال: «نعم يا جابر إن الله عزوجل خلق المؤمنين من طينة الجنان وأجرى فيهم من ريح روحه، فلذلك المؤمن أخو المؤمن لأبيه وأمه، فإذا أصاب روحا من تلك الأرواح في بلد من البلدان حزن حزنت هذه لأنها منها»[6].

كمال الإيمان

مسألة: يؤكد الإسلام على أن يحب المرء لأخيه ما يحب لنفسه، ويكره له ما يكره لها، فعن رسول الله (صلى الله عليه وآله): «لا يستكمل المرء الإيمان حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه» الحديث [7].

وعن حفص بن البختري قال: كنت عند أبي عبد الله (عليه السلام) ودخل عليه رجل فقال لي: «تحبه؟ » فقلت: نعم، فقال لي: «ولم لا تحبه وهو أخوك وشريكك في دينك وعونك على عدوك ورزقه على غيرك»[8].

قضاء حاجة الغير

مسألة: ورد التأكيد الكثير على قضاء حوائج الإخوان، ففي الحديث الشريف: «خير الناس من نفع الناس»[9].

عن المفضل عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال لي: «يا مفضل اسمع ما أقول لك واعلم أنه الحق واتبعه وأخبر به علية إخوانك» قلت: جعلت فداك وما علية إخواني، قال: «الراغبون في قضاء حوائج إخوانهم» قال: ثم قال: «ومن قضى لأخيه المؤمن حاجةً قضى الله له يوم القيامة مائة ألف حاجة من ذلك أوله الجنة ومن ذلك أن يدخل قرابته ومعارفه وإخوانه الجنة بعد أن لا يكونوا نصاباً» فكان مفضل إذا سأل الحاجة أخاً من إخوانه قال له: أما تشتهي أن تكون من علية الإخوان [10].

وقال الصادق (عليه السلام): «قضاء حاجة المؤمن أفضل من طواف وطواف وطواف، حتى عد عشراً»[11].

وعن إسماعيل بن عمار قال: قلت لأبي عبد الله (عليه السلام): المؤمن رحمة على المؤمن، قال: «نعم» قلت: وكيف ذاك؟ قال: «أيما مؤمن أتى أخاه في حاجة فإنما ذلك رحمة من الله ساقها إليه وسيبها له، فإن قضى حاجته كان قد قبل الرحمة بقبولها، وإن رده عن حاجته وهو يقدر على قضائها فإنما رد عن نفسه رحمةً من الله عز وجل ساقها إليه وسيبها له، وذخر الله عز وجل تلك الرحمة إلى يوم القيامة حتى يكون المردود عن حاجته هو الحاكم فيها إن شاء صرفها إلى نفسه وإن شاء صرفها إلى غيره» إلى أن قال: «استيقن أنه لن يردها عن نفسه يا إسماعيل من أتاه أخوه في حاجة يقدر على قضائها فلم يقضها له سلط الله عليه شجاعاً ينهش إبهامه في قبره إلى يوم القيامة مغفوراً له أو معذباً»[12].

الأمر بالمعروف

مسألة: يجب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بشرائطه، فلا يجوز للمسلم أن يجلس في بيته ويرى المنكرات الكثيرة ولا ينهى عنها، ومن المنكر: سلوك الحكام سبيل الشيطان ورجزه بالمخامرة والمقامرة وسن وتطبيق الأحكام غير الإسلامية في قوانينهم وأعمالهم، فعليه أن يسعى لإزالة المنكر بالحكمة والموعظة الحسنة.

عن محمد بن عمر بن عرفة قال: سمعت أبا الحسن (عليه السلام) يقول: «لتأمرن بالمعروف ولتنهن عن المنكر أو ليستعملن عليكم شراركم فيدعو خياركم فلا يستجاب لهم»[13].

وعن أبي عبد الله (عليه السلام): «إن رجلا من خثعم جاء إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله) فقال: يا رسول الله أخبرني ما أفضل الإسلام؟

قال: الإيمان بالله.

قال: ثم ماذا؟

قال: صلة الرحم.

قال: ثم ماذا؟

قال: الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.

قال: فقال الرجل: فأي الأعمال أبغض إلى الله عز وجل؟

قال: الشرك بالله.

قال: ثم ماذا؟

قال: قطيعة الرحم.

قال: ثم ماذا؟

قال: الأمر بالمنكر والنهي عن المعروف»[14].

وخطب أمير المؤمنين (عليه السلام) الناس فحمد الله وأثنى عليه وذكر ابن عمه محمدا (صلى الله عليه وآله) فصلى عليه ثم قال: «أما بعد، فإنه إنما هلك من كان قبلكم بحيث ما عملوا من المعاصي ولم ينههم الربانيون والأحبار عن ذلك، فإنهم لما تمادوا في المعاصي نزلت بهم العقوبات، فمروا بالمعروف وانهوا عن المنكر واعلموا أن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر لا يقربان أجلا ولا يقطعان رزقا»[15].

قوا أنفسكم وأهليكم

مسألة: اللازم على كل إنسان وفي أي بلد أو مكان كان أن يصلح نفسه أولاً بالمواظبة على فعل الطاعات، وترك المحرمات، والتخلق بالأخلاق الطيبة، والتأدب بالآداب الحسنة، كما أمره الله عزوجل. ثم يعلّم أهله وأقرباءه وجيرانه وأصدقاءه، الأقرب فالأقرب، بل جميع الناس إن أمكنه ذلك.

قال تعالى: ((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَاراً وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلاَئِكَةٌ غِلاَظٌ شِدَادٌ لاَ يَعْصُونَ اللهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ)) [16].

وعن أبي خديجة قال: دخلت على أبي الحسن (عليه السلام) فقال لي: «إن الله تبارك وتعالى أيد المؤمن بروح منه تحضره في كل وقت يحسن فيه ويتقي، وتغيب عنه في كل وقت يذنب فيه ويعتدي، فهي معه تهتز سروراً عند إحسانه، وتسيخ في الثرى عند إساءته، فتعاهدوا عباد الله نعمه بإصلاحكم أنفسكم تزدادوا يقيناً وتربحوا نفيساً ثميناً، رحم الله امرأً هم بخير فعمله، أو هم بشر فارتدع عنه، ثم قال: نحن نؤيد الروح بالطاعة لله والعمل له»[17].

وعن جعفر بن محمد عن أبيه عن جده علي بن الحسين عن أبيه (عليهم السلام) قال: «قال علي بن أبي طالب (عليه السلام): أحمق الناس من حشا كتابه بالترهات، إنما كانت الحكماء والعلماء والأتقياء والأبرار يكتبون بثلاثة ليس معهن رابع، من أحسن لله سريرته أحسن الله علانيته، ومن أصلح فيما بينه وبين الله أصلح الله تعالى فيما بينه وبين الناس، ومن كانت الآخرة همه كفاه الله همه من الدنيا»[18].

من آداب المعاشرة

مسألة: هناك آداب كثيرة في خصوص المعاشرة مع الناس والعشرة الاجتماعية وردت في الروايات، وقد خصّص لها العلماء كتبا تحت عنوان (العشرة)، وقد بينا بعض ذلك في كتاب (الفقه: الآداب والسنن) [19] وما أشبه[20].

قال الصادق (عليه السلام): «حسن المعاشرة مع خلق الله تعالى في غير معصيته من مزيد فضل الله تعالى عند عبده، ومن كان خاضعاً لله تعالى في السر كان حسن المعاشرة في العلانية، فعاشر الخلق لله تعالى ولا تعاشرهم لنصيبك لأمر الدنيا ولطلب الجاه والرياء والسمعة، ولا تسقطن لسببها عن حدود الشريعة من باب المماثلة والشهرة فإنهم لا يغنون عنك شيئاً وتفوتك الآخرة بلا فائدة، فاجعل من هو أكبر منك بمنزلة الأب، والأصغر بمنزلة الولد، والمثل بمنزلة الأخ، ولا تدع ما تعلمه يقيناً من نفسك بما تشك فيه من غيرك، وكن رفيقاً في أمرك بالمعروف، وشفيقاً في نهيك عن المنكر، ولا تدع النصيحة في كل حال قال الله تعالى: ((وقولوا للناس حسناً)) [21]»[22].

وعن أبي الربيع الشامي قال: دخلت على أبي عبد الله (عليه السلام) والبيت غاص بأهله فيه الخراساني والشامي ومن أهل الآفاق، فلم أجد موضعاً أقعد فيه، فجلس أبو عبد الله (عليه السلام) وكان متكئاً، ثم قال: «يا شيعة آل محمد اعلموا أنه ليس منا من لم يملك نفسه عند غضبه ومن لم يحسن صحبة من صحبه ومخالقة من خالقه ومرافقة من رافقه ومجاورة من جاوره وممالحة من مالحه، يا شيعة آل محمد اتقوا الله ما استطعتم ولا حول ولا قوة إلا بالله»[23].

وعن أبي جعفر (عليه السلام) قال: «ما يعبأ بمن سلك هذا الطريق إذا لم يكن فيه ثلاث خصال: ورع يحجزه عن معاصي الله، وحلم يملك به غضبه، وحسن الصحبة لمن صحبه»[24].

من حقوق الآخرين

مسألة: يكره دخول المسجد والاجتماعات وما أشبه ذلك، لمن أكل الثوم والبصل وما يجعل رائحة فمه رائحة كريهة، حتى لا يتأذى منه غيره ولو بهذا المقدار.

عن محمد بن مسلم عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: سألته عن أكل الثوم؟ فقال: «إنما نهى رسول الله (صلى الله عليه وآله) عنه لريحه، فقال: من أكل هذه البقلة الخبيثة فلا يقرب مسجدنا فأما من أكله ولم يأت المسجد فلا بأس»[25].

أقول: الخبيثة أي في ريحها، أما أصل الثوم فقد ورد في مدحه روايات ذكرناها في كتاب (من الآداب الطبية).

وعن الحسن الزيات قال: لما أن قضيت نسكي مررت بالمدينة فسألت عن أبي جعفر (عليه السلام) فقالوا: هو بينبع، فأتيت ينبع، فقال: «يا حسن أتيتني إلى هاهنا» قلت: نعم جعلت فداك، كرهت أن أخرج ولا ألقاك، فقال (عليه السلام): «إني أكلت من هذه البقلة يعني الثوم فأردت أن أتنحى عن مسجد رسول الله (صلى الله عليه وآله) »[26].

وعن أمير المؤمنين (عليه السلام) قال: «من أكل شيئاً من المؤذيات ريحها فلا يقربن المسجد»[27].

حدود الصداقة وآدابها

مسألة: هناك روايات عديدة في باب الصداقة وحدودها وآدابها، فعن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: «لاتكون الصداقة إلا بحدودها، فمن كانت فيه هذه الحدود أو شيء منها فانسبه إلى الصداقة، ومن لم يكن فيه شيء منها لا تنسبه إلى شيء من الصداقة.

فأولها: أن تكون سريرته وعلانيته لك واحدة.

والثاني: أن يرى زينك زينه وشينك شينه.

والثالثة: أن لا تغيره عليك ولاية ولا مال.

والرابعة: أن لا يمنعك شيئاً تناله مقدرته.

والخامسة: وهي تجمع هذه الخصال أن لا يسلمك عند النكبات»[28].

عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: «قال أمير المؤمنين (عليه السلام): لا عليك أن تصحب ذا العقل وإن لم تحمد كرمه ولكن انتفع بعقله واحترس من سيئ أخلاقه، ولا تدعن صحبة الكريم وإن لم تنتفع بعقله ولكن انتفع بكرمه بعقلك وافرر كل الفرار من اللئيم الأحمق»[29].

وعن أمير المؤمنين (عليه السلام) أنه قال: «لا يكون الصديق صديقاً حتى يحفظ أخاه في ثلاث: في نكبته وغيبته ووفاته»[30].

المجالسة وأحكامها

مسألة: المجالسة مع الأفراد تؤثر في نفس الإنسان، سلباً وإيجاباً، قالوا: إن من عاشر قوماً أربعين يوماً صار منهم، ولذلك فاللازم أن ينظر الإنسان إلى من يجالس، ويتجنب مجالسة من يؤثر على قلبه وروحه سلبياً.

عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: «كان أمير المؤمنين (عليه السلام): إذا صعد المنبر قال: ينبغي للمسلم أن يتجنب مؤاخاة ثلاثة: الماجن الفاجر والأحمق والكذاب، فأما الماجن الفاجر فيزين لك فعله ويحب أنك مثله ولا يعينك على أمر دينك ومعادك، ومقاربته جفاء وقسوة، ومدخله ومخرجه عار عليك، وأما الأحمق فإنه لا يشير عليك بخير ولا يرجى لصرف السوء عنك ولو أجهد نفسه، وربما أراد منفعتك فضرك، فموته خير من حياته، وسكوته خير من نطقه، وبعده خير من قربه، وأما الكذاب فإنه لا يهنئك معه عيش، ينقل حديثك وينقل إليك الحديث كلما أفنى أحدوثةً مطرها بأخرى مثلها، حتى إنه يحدث بالصدق فما يصدق، ويفرق بين الناس بالعداوة فينبت السخائم في الصدور، فاتقوا الله عز وجل وانظروا لأنفسكم»[31].

وعن عمرو بن نعمان الجعفي قال: (كان لأبي عبد الله (عليه السلام) صديق لا يكاد يفارقه أين يذهب فبينا هو يمشي معه في الحذاءين ومعه غلام له سندي يمشي خلفهما إذا التفت الرجل يريد غلامه ثلاث مرات فلم يره فلما نظر في الرابعة قال: يا ابن الفاعلة أين كنت؟ قال: فرفع أبو عبد الله (عليه السلام) يده فصك بها جبهة نفسه، ثم قال: «سبحان الله تقذف أمه، قد كنت أرى أن لك ورعاً فإذا ليس لك ورع»، فقال: جعلت فداك إن أمه سندية مشركة، فقال: «أما علمت أن لكل أمة نكاحاً، تنح عني» قال: فما رأيته يمشي معه حتى فرق الموت بينهما) [32].

وعن أبي عبد الله (عليه السلام) في حديث أن النبي (صلى الله عليه وآله) قال: «إن من شر عباد الله من تكره مجالسته لفحشه»[33].

المشورة والتشاور

مسألة: مما ورد في النصوص الإسلامية التأكيد عليه كثيراً هو: المشورة والتشاور، وذلك لعظيم فائدتها، وجليل عوائدها، وطيب ثمارها، وجميل نتاجها في حياة الفرد والمجتمع، وتختلف في التأثير بحسب مواردها شدة وضعفاً، ولذا فهي بين واجب ومستحب.

عن حمران وصفوان بن مهران الجمال قالا: سمعنا أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: «لا غنى أخصب من العقل، ولا فقر أحط من الحمق، ولا استظهار في أمر بأكثر من المشورة فيه»[34].

وعن الحلبي عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: «إن المشورة لا تكون إلا بحدودها، فمن عرفها بحدودها وإلا كانت مضرتها على المستشير أكثر من منفعتها له، فأولها أن يكون الذي تشاوره عاقلا، والثانية أن يكون حراً متديناً، والثالثة أن يكون صديقاً مؤاخياً، والرابعة أن تطلعه على سرك فيكون علمه به كعلمك بنفسك ثم يسر ذلك ويكتمه، فإنه إذا كان عاقلا انتفعت بمشورته، وإذا كان حراً متديناً جهد نفسه في النصيحة لك، وإذا كان صديقاً مؤاخياً كتم سرك إذا أطلعته على سرك، وإذا أطلعته على سرك فكان علمه به كعلمك تمت المشورة وكملت النصيحة»[35].

قال الصادق (عليه السلام): «شاور في أمورك ما يقتضي الدين من فيه خمس خصال، عقل وعلم وتجربة ونصح وتقوى، فإن لم تجد فاستعمل الخمسة واعزم وتوكل على الله، فإن ذلك يؤديك إلى الصواب وما كان من أمور الدنيا التي هي غير عائدة إلى الدين فارفضها ولا تتفكر فيها، فإنك إذا فعلت ذلك أصبت بركة العيش وحلاوة الطاعة، وفي المشاورة اكتساب العلم والعاقل من يستفيد منها علماً جديداً ويستدل بها على المحصول من المراد، ومثل المشورة مع أهلها مثل التفكر في خلق السماوات والأرض وفنائهما وهما غنيان عن العبد لأنه كلما قوي تفكره فيهما غاص في بحار نور المعرفة وازداد بهما اعتباراً ويقيناً، ولا تشاور من لايصدقه عقلك وإن كان مشهوراً بالعقل والورع، وإذا شاورت من يصدقه قلبك فلا تخالفه فيما يشير به عليك وإن كان بخلاف مرادك، فإن النفس تجمح عن قبول الحق وخلافها عند قبول الحقائق أبين قال الله تعالى: ((وشاورهم في الأمر)) [36] وقال الله تعالى: ((وأمرهم شورى بينهم)) [37] أي متشاورون فيه»[38].

حقوق متقابلة

مسألة: هناك روايات كثيرة في بيان حق المؤمن على أخيه مذكورة في مواردها، وهي بين واجب ومستحب.

عن معلى بن خنيس عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قلت له: ما حق المسلم على المسلم؟

قال: «له سبع حقوق واجبات ما منهن حق إلا وهو عليه واجب، إن ضيع منها شيئاً خرج من ولاية الله وطاعته ولم يكن لله فيه من نصيب».

قلت له: جعلت فداك وما هي؟

قال: «يا معلى إني عليك شفيق أخاف أن تضيع ولا تحفظ وتعلم ولا تعمل».

قال: قلت له: لا قوة إلا بالله.

قال: «أيسر حق منها أن تحب له ما تحب لنفسك وتكره له ما تكره لنفسك.

والحق الثاني: أن تجتنب سخطه وتتبع مرضاته وتطيع أمره.

والحق الثالث: أن تعينه بنفسك ومالك ولسانك ويدك ورجلك.

والحق الرابع: أن تكون عينه ودليله ومرآته.

والحق الخامس: أن لا تشبع ويجوع ولا تروى ويظمأ ولا تلبس ويعرى.

والحق السادس: أن يكون لك خادم وليس لأخيك خادم فواجب أن تبعث خادمك فيغسل ثيابه ويصنع طعامه ويمهد فراشه.

والحق السابع: أن تبر قسمه وتجيب دعوته وتعود مريضه وتشهد جنازته وإذا علمت أن له حاجةً تبادره إلى قضائها ولا تلجئه أن يسألكها ولكن تبادره مبادرةً، فإذا فعلت ذلك وصلت ولايتك بولايته وولايته بولايتك»[39].

وعن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: «للمسلم على أخيه المسلم من الحق أن يسلم عليه إذا لقيه، ويعوده إذا مرض، وينصح له إذا غاب، ويسمته إذا عطس، يقول: الحمد لله رب العالمين لا شريك له ويقول: يرحمك الله فيجيب يقول له: يهديكم الله ويصلح بالكم ويجيبه إذا دعاه، ويتبعه إذا مات»[40].

وعن أبي المأمون الحارثي قال: قلت لأبي عبد الله (عليه السلام): ما حق المؤمن على المؤمن؟ قال: «إن من حق المؤمن على المؤمن المودة له في صدره والمواساة له في ماله والخلف له في أهله والنصرة له على من ظلمه، وإن كان نافلة في المسلمين وكان غائباً أخذ له بنصيبه، وإذا مات الزيارة إلى قبره، وأن لا يظلمه، وأن لا يغشه، وأن لا يخونه، وأن لا يخذله، وأن لا يكذبه، وأن لا يقول له أف، وإذا قال له أف فليس بينهما ولاية، وإذا قال له أنت عدوي فقد كفر أحدهما، وإذا اتهمه انماث الإيمان في قلبه كما ينماث الملح في الماء»[41].

حرمة الإيذاء

مسألة: يحرم إيذاء المؤمن حرمة شديدة.

عن هشام بن سالم قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: «قال الله عز وجل: ليأذن بحرب مني من آذى عبدي المؤمن وليأمن غضبي من أكرم عبدي المؤمن»[42].

وعن المفضل بن عمر قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام): «إذا كان يوم القيامة نادى مناد أين الصدود لأوليائي، قال: فيقوم قوم ليس على وجوههم لحم، قال: فيقال: هؤلاء الذين آذوا المؤمنين ونصبوا لهم وعادوهم وعنفوهم في دينهم قال: ثم يؤمر بهم إلى جهنم»[43].

وعن رسول الله (صلى الله عليه وآله) أنه قال: «من آذى مؤمناً فقد آذاني، ومن آذاني فقد آذى الله، ومن آذى الله فهو ملعون في التوراة والإنجيل والزبور والفرقان» وفي خبر آخر: «فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين»[44].

لا للغيبة

مسألة: لا تجوز غيبة المؤمن ولا يجوز الاستماع إليها، فان الغيبة بمثابة أكل الإنسان لحم أخيه ميتاً، قال تعالى: ((وَلاَ يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضاً أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتاً فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللهَ)) [45].

عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: «من اغتيب عنده أخوه المؤمن فنصره وأعانه نصره الله وأعانه في الدنيا والآخرة، ومن اغتيب عنده أخوه المؤمن فلم ينصره ولم يعنه ولم يدفع عنه وهو يقدر على نصرته وعونه إلا خفضه الله في الدنيا والآخرة»[46].

وعن رسول الله (صلى الله عليه وآله) أنه قال في خطبة له: «ومن رد عن أخيه غيبةً سمعها في مجلس رد الله عنه ألف باب من الشر في الدنيا والآخرة، فإن لم يرد عنه وأعجبه كان عليه كوزر من اغتاب»[47].

لا للبهتان

مسألة: لا يجوز بهت المؤمن، ولا اتهامه، ولا الافتراء عليه، فان البهتان من أشد المحرمات.

عن أبى عبد الله (عليه السلام) قال: «من قال في مؤمن ما ليس فيه حبسه الله في طينة خبال حتى يخرج مما قال فيه» وقال (عليه السلام): «إنما الغيبة أن تقول في أخيك ما هو فيه مما قد ستره الله عز وجل، فإذا قلت فيه ما ليس فيه فذلك قول الله عز وجل في كتابه: ((فقد احتمل بهتاناً وإثماً مبيناً)) [48]»[49].

عن ابن أبي يعفور عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: «من بهت مؤمنا أو مؤمنة بما ليس فيه بعثه الله يوم القيامة في طينة خبال حتى يخرج مما قال» قلت: وما طينة الخبال؟ قال: «صديد يخرج من فروج المومسات»[50].

وعن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: «تبع حكيم حكيماً سبعمائة فرسخ في سبع كلمات، فلما لحق به قال: يا هذا ما أرفع من السماء، إلى أن قال: وأثقل من الجبال الراسيات، فقال له: يا هذا الحق أرفع من السماء، إلى أن قال: والبهتان على البري‏ء أثقل من الجبال الراسيات»[51].

تزين لأخيك المؤمن

مسألة: يستحب للمسلم أن يتزين لأخيه المسلم إذا خرج إليه، كما وتستحب الزينة في عموم الخروج إلى المسجد والمراكز العامة، واللقاء بالاخوان، مع مراعاة الموازين الشرعية.

روى أبو بصير عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: «قال أمير المؤمنين (عليه السلام): غسل الثياب يذهب الهم والحزن وهو طهور للصلاة»[52].

وقال النبي (صلى الله عليه وآله): «نفقة درهم في الخضاب أفضل من نفقة درهم في سبيل الله، إن فيه أربع عشرة خصلةً: يطرد الريح من الأذنين، ويجلو الغشاء عن البصر، ويلين الخياشيم، ويطيب النكهة، ويشد اللثة، ويذهب بالغشيان، ويقل وسوسة الشيطان، وتفرح به الملائكة، ويستبشر به المؤمن، ويغيظ به الكافر، وهو زينة، وهو طيب، وبراءة في قبره، ويستحيي منه منكر ونكير»[53].

عن الصادق (عليه السلام) عن آبائه (عليهم السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): «أربع من سنن المرسلين العطر والنساء والسواك والحناء»[54].

إكرام الضيف

مسألة: يستحب إكرام الضيف ولو كان كافرا[55].

عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: «مما علم رسول الله (صلى الله عليه وآله) فاطمة (عليها السلام) أن قال لها: يا فاطمة من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم ضيفه»[56].

وعن أمير المؤمنين (عليه السلام) أنه قال: «أكرم ضيفك وإن كان حقيراً»[57].

وفيما أوصى به أمير المؤمنين (عليه السلام) عند وفاته قال: «أوصيك بحسن الجوار، وإكرام الضيف، ورحمة المجهود، وأصحاب البلاء، وصلة الرحم، وحب المساكين ومجالستهم»[58].

حسن الجوار

مسألة: قد ورد في النصوص والروايات التأكيد الكثير على رعاية حق الجار وحسن التعامل معه، فانه بين واجب ومستحب.

قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): «هل تدرون ما حق الجار، ما تدرون من حق الجار إلا قليلاً، ألا لا يؤمن بالله واليوم الآخر من لا يأمن جاره بواثقه، وإذا استقرضه أن يقرضه، وإذا أصابه خير هنأه، وإذا أصابه شر عزاه، لا يستطيل عليه في البناء يحجب عنه الريح إلا بإذنه، وإذا اشترى فاكهةً فليهد له، وإن لم يهد له فليدخلها سراً، ولا يعطي صبيانه منه الشيء يغايظون صبيانه، ثم قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): الجيران ثلاثة فمنهم من له ثلاثة حقوق حق الإسلام وحق الجوار وحق القرابة، ومنهم من له حقان حق الإسلام وحق الجوار، ومنهم من له حق واحد الكافر له حق الجوار»[59].

وقال رسول الله (صلى الله عليه وآله): «من آذى جاره فقد آذاني ومن حاربه فقد حاربني»[60].

وعن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: «قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): البر وحسن الجوار زيادة في الرزق وعمارة في الديار»[61].

عيادة المريض

مسألة: يستحب عيادة المريض وأخذ الهدايا إليه، حتى وإن لم يكن مؤمنا أو مسلماً.

عن ميسر قال: سمعت أبا جعفر (عليه السلام) يقول: «من عاد امرئً مسلماً في مرضه صلى عليه يومئذ سبعون ألف ملك إن كان صباحاً فحتى يمسي، وإن كان مساءً فحتى يصبح مع أن له خريفاً في الجنة»[62].

وعن أبي حمزة عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: «أيما مؤمن عاد مؤمناً خاض في الرحمة خوضاً، فإذا جلس غمرته الرحمة، فإذا انصرف وكل الله به سبعين ألف ملك يستغفرون له ويسترحمون عليه ويقولون طبت وطابت لك الجنة إلى تلك الساعة من غد، وكان له يا أبا حمزة خريف في الجنة» قلت: وما الخريف جعلت فداك؟ قال: «زاوية في الجنة يسير الراكب فيها أربعين عاماً»[63].

وعن أبي جعفر (عليه السلام) قال: «كان فيما ناجى به موسى بن عمران ربه عزوجل أن قال: يا رب ما بلغ من عيادة المريض من الأجر؟ قال: أوكل به ملكاً يعوده في قبره إلى محشره»[64].

عن مولى لجعفر بن محمد (عليه السلام) قال: مرض بعض مواليه فخرجنا نعوده ونحن عدة من مواليه، فاستقبلنا (عليه السلام) في بعض الطريق فقال: «أين تريدون؟ » فقلنا: نريد فلانا نعوده، فقال: «قفوا» فوقفنا، قال: «مع أحدكم تفاحة أو سفرجلة أو أترجة أو لعقة من طيب أو قطعة من عود؟ » فقلنا: ما معنا من هذا شيء،‏ قال: «أما علمتم أن المريض يستريح إلى كل ما أدخل به عليه»[65]. وعن معاوية بن وهب قال: قلت لأبي عبد الله (عليه السلام): كيف ينبغي لنا أن نصنع فيما بيننا وبين قومنا وبين خلطائنا من الناس ممن ليسوا على أمرنا؟ فقال: «تنظرون إلى أئمتكم الذين تقتدون بهم فتصنعون ما يصنعون فو الله إنهم ليعودون مرضاهم ويشهدون جنائزهم ويقيمون الشهادة لهم وعليهم ويؤدون الأمانة إليهم»[66].

وعن جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جده علي بن الحسين، عن أبيه، عن علي بن أبي طالب (عليهم السلام): «أن النبي (صلى الله عليه وآله) عاد يهوديا في مرضه»[67].

آداب النكاح

مسألة: يستحب رعاية آداب النكاح، وقد ورد في مجال انتخاب الصالحات، واختيار الطيبات نصوص وروايات كثيرة.

قال تعالى: ((وَالطَّيِّبَاتُ لِلطَّيِّبِينَ وَالطَّيِّبُونَ لِلطَّيِّبَاتِ)) [68].

عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: «قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): أفضل نساء أمتي أصبحهن وجهاً وأقلهن مهراً»[69].

وعن أبي الحسن الرضا (عليه السلام) قال: «قال أمير المؤمنين (عليه السلام): خير نسائكم الخمس، قيل يا أمير المؤمنين وما الخمس؟ قال: الهينة، اللينة، المؤاتية، التي إذا غضب زوجها لم تكتحل بغمض حتى يرضى، وإذا غاب عنها زوجها حفظته في غيبته، فتلك عامل من عمال الله وعامل الله لا يخيب»[70].

وقال أمير المؤمنين (عليه السلام): «إذا أراد أحدكم أن يتزوج فليسأل عن شعرها كما يسأل عن وجهها فإن الشعر أحد الجمالين»[71].

الزواج وبناء الأسرة

مسألة: يحرّض الإسلام تحريضاً شديداً على النكاح والزواج إبان البلوغ الشرعي للبنين والبنات، وبذلك تغلق أبواب الفساد أمام الشباب والفتيات، إضافة إلى ما في الزواج المبكّر من الفوائد الصحية والجسمية، وسلامة الروح والبدن.

عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: «قال أمير المؤمنين (عليه السلام): تزوجوا فإن رسول الله (صلى الله عليه وآله) قال: من أحب أن يتبع سنتي فإن من سنتي التزويج»[72].

وعن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: «إن الله تعالى لم يترك شيئاً مما يُحتاج إليه إلا علمه نبيه (صلى الله عليه وآله) وكان من تعليمه إياه أنه صعد المنبر ذات يوم فحمد الله وأثنى عليه ثم قال: أيها الناس إن جبرئيل أتاني عن اللطيف الخبير فقال: إن الأبكار بمنزلة الثمر على الشجر إذا أدرك ثمارها فلم يجتنى أفسدته الشمس وهدمته الريح، وكذلك الأبكار إذا أدركن ما تدرك النساء فليس لهن دواء إلا البعولة وإلا لم يؤمن عليهن الفساد لأنهن بشر، قال: فقام إليه رجل فقال: يا رسول الله فمن نتزوج؟ قال: الأكفاء، قال: يا رسول الله ومن الأكفاء؟ قال: المؤمنون بعضهم أكفاء بعض»[73].

وقال رسول الله (صلى الله عليه وآله): «إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه ((إلا تفعلوه تكن فتنة في الأرض وفساد كبير)) [74]»[75].

عفة الفرج

مسألة: يجب أن يعف الإنسان فرجه عن الحرام وعما لا يحل.

قال تعالى: ((وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ، إِلاَ عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ، فَمَنِ ابْتَغَى وَرَاء ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْعَادُونَ)) [76].

وعن أبي حمزة قال: كنت عند علي بن الحسين (عليه السلام) فجاءه رجل فقال: يا أبا محمد إني مبتلى بالنساء فأزني يوماً وأصوم يوماً فيكون ذا كفارةً لذا، فقال له علي بن الحسين (عليه السلام): «إنه ليس شيء أحب إلى الله عز وجل من أن يطاع فلا يعصى فلا تزني ولا تصوم» فاجتذبه أبو جعفر (عليه السلام) إليه فأخذه بيده فقال: «تعمل عمل أهل النار وترجو أن تدخل الجنة»[77].

وعن أبي جعفر (عليه السلام) قال: قال النبي (صلى الله عليه وآله): «في الزنا خمس خصال، يذهب بماء الوجه، ويورث الفقر، وينقص العمر، ويسخط الرحمن، ويخلد في النار نعوذ بالله من النار»[78].

وعن الصادق (عليه السلام) عن آبائه (عليهم السلام) في وصية النبي (صلى الله عليه وآله) لعلي (عليه السلام) قال: «يا علي في الزنا ست خصال ثلاث منها في الدنيا، وثلاث منها في الآخرة، فأما التي في الدنيا فيذهب بالبهاء، ويعجل الفناء، ويقطع الرزق، وأما التي في الآخرة فسوء الحساب، وسخط الرحمن، والخلود في النار»[79].

غض البصر

مسألة: يجب غض البصر عما لا يحل النظر إليه، فان النظر إلى ما لا يحل سهم مسموم من سهام إبليس، يسمّم الروح، ويعكّر صفاء القلب، ويرهق النفس، ويمرض الجسم.

قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): «النظر إلى محاسن النساء سهم من سهام إبليس فمن تركه أذاقه الله طعم عبادة تسره»[80].

وقال الصادق (عليه السلام): «ما اغتنم أحد بمثل ما اغتنم بغض البصر، فإن البصر لا يغض عن محارم الله تعالى إلا وقد سبق إلى قلبه مشاهدة العظمة والجلال» وسئل أمير المؤمنين (عليه السلام): بما ذا يستعان على غض البصر؟ فقال (عليه السلام): «بالخمود تحت سلطان المطلع على سرك، والعين جاسوس القلب وبريد العقل، فغض بصرك عما لا يليق بدينك ويكرهه قلبك وينكره عقلك» قال النبي (صلى الله عليه وآله): «غضوا أبصاركم ترون العجائب» قال الله تعالى: ((قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم ويحفظوا فروجهم)) [81]، وقال عيسى ابن مريم (عليه السلام) للحواريين: «إياكم والنظر إلى المحذورات فإنه بذر الشهوات وبنات الفسق» قال يحيى (عليه السلام): «الموت أحب إلي من نظرة بغير واجب» وقال عبد الله بن مسعود لرجل نظر إلى امرأة قد عادها في مرضها: لو ذهب عيناك لكان خيراً لك من عيادة مريضك، ولا تتوفر عين يصيبها من نظر إلى محذور إلا وقد انعقد عقدة على قلبه من المنية ولا تنحل بإحدى الحالين إما ببكاء الحسرة والندامة بتوبة صادقة، وإما بأخذ نصيبه مما تمنى ونظر إليه فأخذ الحظ من غير توبة فيصيره إلى النار، وأما التائب البالي بالحسرة والندامة عن ذلك فمأواه الجنة ومنقلبه الرضوان [82].

لا للاختلاط المحرّم

مسألة: لا يجوز الاختلاط المحرم بين الرجال والنساء، فان ذلك مفسدة للمجتمع، وممرضة للقلوب والأجسام، ومهزلة للعقول والأفكار.

روي: «أن موسى (عليه السلام) كان جالسا في بعض مجالسه إذ أقبل إبليس (لعنه الله) وعليه برنس يتلون فيه ألوانا، فلما دنا منه خلع البرنس فوضعه ثم أتاه فقال: السلام عليك.

فقال موسى: من أنت؟

قال: أنا إبليس.

قال: فلا حياك الله، ما جاء بك؟

قال: جئت لأسلم عليك لمنزلتك من الله تعالى ومكانك منه.

قال: فما الذي رأيت عليك؟

قال: به أختطف قلوب بني آدم.

قال: فما الذي إذا صنعه الإنسان استحوذت عليه؟

قال: إذا أعجبته نفسه واستكثر عمله ونسي ذنوبه، وأحذرك ثلاثة لا تخل بامرأة فإنه ما خلا رجل بامرأة لا تحل له إلا كنت صاحبه أفتتنه بها، ولا تعاهد الله عهدا إلا وفيت به، ولا تخرجن صدقة إلا أمضيتها، فإنه ما أخرج رجل صدقة ولم يمضها إلا كنت صاحبها دون أصحابه حتى أحول بينه وبين الوفاء بها، ثم ولى وهو يقول: يا ويلتاه علم موسى ما يحذر به بني آدم»[83].

وعن محمد بن الطيار قال: دخلت المدينة وطلبت بيتاً أتكاراه فدخلت داراً فيها بيتان بينهما باب وفيه امرأة، فقالت: تكاري هذا البيت. قلت: بينهما باب وأنا شاب، فقالت أنا أغلق الباب بيني وبينك، فحولت متاعي فيه وقلت لها: أغلقي الباب، فقالت: تدخل علي منه الروح دعه، فقلت: لا أنا شاب وأنت شابة أغلقيه، فقالت: اقعد أنت في بيتك فلست آتيك ولا أقربك، وأبت أن تغلقه، فلقيت أبا عبد الله (عليه السلام) فسألته عن ذلك، فقال: «تحول منه فإن الرجل والمرأة إذا خليا في بيت كان ثالثهما الشيطان»[84].

وقال الحسن البصري: ما كان في هذه الأمة أعبد من فاطمة (عليها السلام) كانت تقوم حتى تورم قدماها وقال النبي لها: «أي شيء خير للمرأة»؟ قالت: «أن لا ترى رجلا ولا يراها رجل» فضمها إليه وقال: «((ذرية بعضها من بعض)) [85]»[86].

حقوق المرأة

مسألة: هناك نصوص كثيرة تؤكد على لزوم احترام المرأة ورعاية حقوقها كاحترام الرجل ورعاية حقوقه، لاشتراكهما في الإنسانية، وفي جميع الأحكام إلا ما خرج بالدليل لحكمة رآها الشارع، فقد وردت روايات عديدة توصي بحسن التعامل معها مطلقاً، زوجة كانت أم أماً أو بنتاً أو أختاً أو خالة أو عمة أو ما أشبه.

قال أبو عبد الله (عليه السلام): «من أخلاق الأنبياء صلى الله عليهم حب النساء»[87].

وعن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: «ما أظن رجلا يزداد في الإيمان خيراً إلا ازداد حباً للنساء»[88].

وعن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: «إن المرأة خلقت من الرجل وإنما همتها في الرجال فأحبوا نساءكم وإن الرجل خلق من الأرض وإنما همته في الأرض»[89].

أقول: خلقت من الرجل أي من مائه، أو المقصود خلق حواء (عليها السلام) من فاضل الطين الذي خلق الله منه آدم (عليه السلام) كما في الروايات.

التوسعة على العيال

مسألة: يستحب التوسعة على العيال، وذلك حسب النصوص والروايات الشريفة.

عن معمر بن خلاد عن أبي الحسن (عليه السلام) قال: «ينبغي للرجل أن يوسع على عياله كيلا يتمنوا موته، وتلا هذه الآية ((ويطعمون الطعام على حبه مسكيناً ويتيماً وأسيراً)) [90]، قال: الأسير عيال الرجل ينبغي للرجل إذا زيد في النعمة أن يزيد أسراءه في السعة عليهم ثم قال: إن فلاناً أنعم الله عليه بنعمة فمنعها أسراءه وجعلها عند فلان فذهب الله بها» قال معمر: وكان فلان حاضراً [91].

وعن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: «قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): إن المؤمن يأخذ بآداب الله إذا وسع الله عليه اتسع وإذا أمسك عنه أمسك»[92].

وعن مسعدة قال: قال لي أبو الحسن (عليه السلام): «إن عيال الرجل أسراؤه، فمن أنعم الله عليه نعمة فليوسع على أسرائه فإن لم يفعل أوشك أن تزول عنه تلك النعمة»[93].

وعن أبي بصير عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: «قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): إن في الجنة درجة لا يبلغها إلا إمام عادل، أو ذو رحم وصول، أو ذو عيال صبور»[94].

مع الأهل والأولاد

مسألة: يستحب شراء التحف والهدايا للعيال والأهل والأولاد.

وعن ابن عباس قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): «من دخل السوق فاشترى تحفةً فحملها إلى عياله كان كحامل صدقة إلى قوم محاويج وليبدأ بالإناث قبل الذكور، فإن من فرح ابنة فكأنما أعتق رقبةً من ولد إسماعيل، ومن أقر عين ابن فكأنما بكى من خشية الله، ومن بكى من خشية الله أدخله الله جنات النعيم»[95].

وعن عبد الله بن مسعود قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): «إذا أنفق المسلم على أهله نفقة وهو يحتسبها كانت له صدقة»[96].

عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: «كان رسول الله (صلى الله عليه وآله) يأكل الهدية ولا يأكل الصدقة ويقول: تهادوا فإن الهدية تسل السخائم وتجلي ضغائن العداوة والأحقاد»[97].

تربية الأولاد

مسألة: يستحب أو يجب ـ كل في مورده ـ الاهتمام بتربية الأولاد، وحسن كفالتهم، وتعليمهم، وتربيتهم تربية صالحة.

عن النبي (صلى الله عليه وآله) أنه قال: «لأن يؤدب أحدكم ولدا خير له من أن يتصدق بنصف صاع كل يوم»[98].

وعن الصادق (عليه السلام) قال: «دع ابنك يلعب سبع سنين، ويؤدب سبع سنين، والزمه نفسك سبع سنين، فإن أفلح وإلا فإنه ممن لا خير فيه»[99].

بر الوالدين

مسألة: من الواجبات الشرعية والأخلاقية معاً هو: بر الوالدين في الجملة، ويحرم عقوقهما.

عن أبي ولاد الحناط قال: سألت أبا عبد الله (عليه السلام) عن قول الله عزوجل: ((بالوالدين إحساناً)) [100] ما هذا الإحسان؟ فقال: «الإحسان أن تحسن صحبتهما، وأن لا تكلفهما أن يسألاك شيئاً مما يحتاجان إليه وإن كانا مستغنيين، أليس يقول الله عز وجل: ((لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون)) [101].

قال: ثم قال أبو عبد الله‏ (عليه السلام): «وأما قول الله عز وجل ((إما يبلغن عندك الكبر أحدهما أو كلاهما فلا تقل لهما أف ولا تنهرهما)) [102] قال: إن أضجراك فلا تقل لهما أف ولا تنهرهما إن ضرباك، قال ((وقل لهما قولا كريماً)) [103]، قال: إن ضرباك فقل لهما غفر الله لكما فذلك منك قول كريم، قال: ((واخفض لهما جناح الذل من الرحمة)) [104] قال: لا تملأ عينيك من النظر إليهما إلا برحمة ورقة ولا ترفع صوتك فوق أصواتهما ولا يدك فوق أيديهما ولا تقدم قدامهما»[105].

وعن محمد بن مروان قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: «إن رجلا أتى النبي (صلى الله عليه وآله) فقال: يا رسول الله أوصني، فقال: لا تشرك بالله شيئاً وإن حرقت بالنار وعذبت إلا وقلبك مطمئن بالإيمان، ووالديك فأطعهما وبرهما حيين كانا أو ميتين، وإن أمراك أن تخرج من أهلك ومالك فافعل فإن ذلك من الإيمان»[106].

قال أبو عبد الله (عليه السلام): «ما يمنع الرجل منكم أن يبر والديه حيين وميتين يصلي عنهما ويتصدق عنهما ويحج عنهما ويصوم عنهما، فيكون الذي صنع لهما وله مثل ذلك، فيزيده الله عز وجل ببره وصلته خيراً كثيراً»[107].

[1] دعائم الإسلام: ج1 ص378 كتاب الجهاد.

[2] جامع الأخبار: ص122-123 ف79 في الزينة.

[3] بحار الأنوار: ج74 ص136 ب6 ح44.

[4] مصادقة الإخوان: ص48 يج باب المؤمن أخو المؤمن ح2.

[5] مستدرك الوسائل: ج12 ص217-218 ب14 ح13924.

[6] الكافي: ج2 ص166 باب أخوة المؤمنين بعضهم لبعض ح6.

[7] بحار الأنوار: ج69 ص257 ب114 ضمن ح20.

[8] الكافي: ج2 ص166 باب أخوة المؤمنين بعضهم لبعض ح6.

[9] غرر الحكم ودرر الكلم: ص450 ق6 ب4 ف13 ح10352.

[10] مصادقة الإخوان: ص53 يط باب ثواب قضاء حوائج الإخوان.

[11] من لا يحضره الفقيه: ج2 ص208 باب فضائل الحج ح2159.

[12] وسائل الشيعة: ج16 ص358 ب25 ح21757.

[13] الكافي: ج5 ص56 باب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ح3.

[14] تهذيب الأحكام: ج6 ص176 ب80 ح4.

[15] الزهد: ص105-106 ب20 ح288.

[16] سورة التحريم: 6.

[17] بحار الأنوار: ج66 ص194 ب33 ح10.

[18] مستدرك الوسائل: ج11 ص322-323 ب39 ح13155.

[19] موسوعة الفقه: ج94-97 كتاب الآداب والسنن.

[20] راجع كتاب (الأخلاق الإسلامية) و (الفضائل والأضداد) و (الفضيلة الإسلامية ج1-4) و (الفقه: المستحبات والمكروهات) و... للإمام المؤلف (قدس سره الشريف).

[21] سورة البقرة: 83.

[22] مصابيح الشريعة: ص42 ب19.

[23] الكافي: ج2 ص637 باب حسن المعاشرة ح2.

[24] وسائل الشيعة: ج12 ص10 ب2 ح15508.

[25] الكافي: ج6 ص374-375 باب الثوم ح1.

[26] المحاسن: ج2 ص523 ب103 ح744.

[27] تهذيب الأحكام: ج3 ص255 ب25 ح28.

[28] الكافي: ج2 ص639 باب من يجب مصادقته ومصاحبته ح6.

[29] وسائل الشيعة: ج12 ص19 ب8 ح15530.

[30] نهج البلاغة، قصار الحكم: 134.

[31] الكافي: ج2 ص639-640 باب من تكره مجالسته ومرافقته ح1.

[32] تنبيه الخواطر ونزهة النواظر: ج2 ص206-207.

[33] وسائل الشيعة: ج16 ص30 ب70 ح20887.

[34] الكافي: ج1 ص29 كتاب العقل والجهل ح36.

[35] المحاسن: ج2 ص602-603 ب3 ح28.

[36] سورة آل عمران: 159.

[37] سورة الشورى: 38.

[38] مستدرك الوسائل: ج8 ص344-345 ب21 ح9618.

[39] الكافي: ج2 ص169 باب حق المؤمن على أخيه وأداء حقه ح2.

[40] وسائل الشيعة: ج12 ص86-87 ب57 ح15709.

[41] بحار الأنوار: ج71 ص248 ب15 ح45.

[42] تنبيه الخواطر ونزهة النواظر: ج2 ص208.

[43] جامع الأخبار: ص162 ف127 في التعصب.

[44] مستدرك الوسائل: ج9 ص99 ب125 ح10335.

[45] سورة الحجرات: 12.

[46] ثواب الأعمال: ص148 ثواب معاونة الأخ ونصرته.

[47] وسائل الشيعة: ج12 ص292 ب156 ح16336.

[48] سورة النساء: 112.

[49] مستدرك الوسائل: ج9 ص127 ب133 ح10445.

[50] الكافي: ج2 ص357-358 باب الغيبة والبهت ح5.

[51] مستدرك الوسائل: ج9 ص127-128 ب133 ح10446.

[52] بحار الأنوار: ج64 ص278 ب14 ضمن ح4.

[53] وسائل الشيعة: ج2 ص85 ب42 ح1560.

[54] الخصال: ج1 ص242 باب الأربعة ح93.

[55] انظر بيان العلامة المجلسي (رحمه الله) في بحار الأنوار: ج67 ص370 ب59 ح17.

[56] الكافي: ج6 ص285 باب حق الضيف وإكرامه ح1.

[57] مستدرك الوسائل: ج6 ص260 ب34 ح19800.

[58] بحار الأنوار: ج71 ص411 ب30 ح22.

[59] روضة الواعظين: ج2 ص388-389 مجلس في ذكر حقوق الإخوان والأقرباء.

[60] مستدرك الوسائل: ج8 ص424 ب72 ح9879.

[61] مستدرك الوسائل: ج8 ص425-426 ب73 ح9884، مستدرك الوسائل: ج12 ص424 ب32 ح14507.

[62] تنبيه الخواطر ونزهة النواظر: ج2 ص85-86.

[63] الكافي: ج3 ص120 باب ثواب عيادة المريض ح3.

[64] من لا يحضره الفقيه: ج1 ص140 باب غسل الميت ح387.

[65] مكارم الأخلاق: ص361-362 ب11 ف1 في عيادة المريض.

[66] وسائل الشيعة: ج12 ص6 ب1 ح15497.

[67] الجعفريات: ص159 باب وجوب حق الدعوة.

[68] سورة النور: 26.

[69] تهذيب الأحكام: ج7 ص404 ب34 ح24.

[70] الكافي: ج5 ص324-325 باب خير النساء ح5.

[71] من لا يحضره الفقيه: ج3 ص388 باب ما يستحب ويحمد من أخلاق النساء ح4364.

[72] وسائل الشيعة: ج20 ص17-18 ب1 ح24911.

[73] روضة الواعظين: ج2 ص374 مجلس في ذكر الحث على النكاح وفضله.

[74] سورة الأنفال: 73.

[75] غوالي اللآلي: ج3 ص340 ق2 باب النكاح ح252.

[76] سورة المؤمنون: 5-7، سورة المعارج: 29-31.

[77] عدة الداعي: ص313 ب6.

[78] الكافي: ج5 ص542 باب الزاني ح9.

[79] الخصال: ج1 ص320-321 باب الستة ح3 في الزنا ست خصال.

[80] مستدرك الوسائل: ج14 ص270-271 ب81 ح16686.

[81] سورة النور: 30.

[82] مصباح الشريعة: ص9-10 ب3 في غض البصر.

[83] تنبيه الخواطر ونزهة النواظر: ج1 ص103 باب تهذيب الأخلاق.

[84] من لا يحضره الفقيه: ج3 ص252 باب المزارعة والإجارة ح3913.

[85] سورة آل عمران: 34.

[86] المناقب: ج3 ص342 فصل في سيرتها.

[87] الكافي: ج5 ص320 باب حب النساء ح1.

[88] وسائل الشيعة: ج2 ص21-22 ب3 ح24922.

[89] بحار الأنوار: ج100 ص66 ب10 ح13، بحار الأنوار: ج100 ص226 ب2 ح16.

[90] سورة الإنسان: 8.

[91] الكافي: ج4 ص11 باب كفاية العيال والتوسع عليهم ح3.

[92] وسائل الشيعة: ج21 ص540-541 ب20 ح27808.

[93] الأمالي للصدوق: ص442 المجلس68 ح3.

[94] بحار الأنوار: ج71 ص90 ب3 ح9، بحار الأنوار: ج101 ص70 ب1 ح4.

[95] مستدرك الوسائل: ج15 ص118 ب5 ح17715.

[96] الأمالي للطوسي: ص383 المجلس13 ح828.

[97] الكافي: ج5 ص143 باب الهدية ح7.

[98] وسائل الشيعة: ج21 ص476 ب83 ح27628.

[99] من لا يحضره الفقيه: ج3 ص492 باب تأديب الولد وامتحانه ح4743.

[100] سورة البقرة: 83، سورة النساء: 36، سورة الأنعام: 151، سورة الإسراء: 23.

[101] سورة آل عمران: 92.

[102] سورة الإسراء: 23.

[103] سورة الإسراء: 23.

[104] سورة الإسراء: 24.

[105] بحار الأنوار: ج71 ص39-40 ب2 ح3.

[106] الكافي: ج2 ص158 باب البر بالوالدين ح2.

[107] وسائل الشيعة: ج8 ص276-277 ب12 ح10647، الوسائل: ج21 ص505 ب106 ح27706.