الفهرس

فهرس الفصل الثاني

المؤلفات

التاريخ

الصفحة الرئيسية

 

رأس الحسين (عليه السلام)

من الكرامات التي أعطاها الله سبحانه للإمام الحسين (عليه السلام)، هي تكلم رأسه الشريف، وما كان له من دورٍ في هداية الناس وإصلاحهم، بل دور في عملية البناء الإسلامي.

فأمّا إصلاح الناس وهدايتهم، فقد كان رأس أبي عبد الله الحسين (عليه السلام) وهو على أسنة الرماح يتلو القرآن طيلة الطريق من كربلاء إلى الشام ثم إلى كربلاء، حيث دفن مع الجسد الشريف(1).

ولما أمر يزيد بقتل رسول ملك الروم حيث أنكر عليه فعلته، نطق الرأس الشريف بصوت رفيع: «لا حول ولا قوة إلا بالله»(2).

فكان الناس عندما يسمعون ذلك من الرأس الشريف، يدركون أنها معجزة إلهية، وأنّ قضية هذا الرأس مرتبطة بالسماء، فكان عاملاً مؤثراً في هداية الناس، وكاشفاً للحقيقة لهم وعرفوا صحة كلام رسول الله (صلى الله عليه وآله) حيث قال: «إني تارك فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي أهل بيتي» وأدركوا أن الحق مع الإمام الحسين (عليه السلام)، لما رأوا المعجزات تظهر من رأسه المبارك.

وأما من ناحية البناء الإسلامي، فيذكر التاريخ لنا: أن مسجد (الحنانة)(3) أقيم بسبب رأس الحسين (عليه السلام)، حيث وضع الرأس الشريف هناك أثناء المسير إلى الشام، فأقيم على ذلك المكان مسجد الحنانة، وهكذا مسجد رأس الحسين (عليه السلام) في كربلاء المقدسة(4)، وكذلك (مشهد النقطة) في حلب و(مقام رأس الحسين (عليه السلام)) في دمشق إلى غيرها من الآثار الإسلامية التي أقيمت، وكان سبب إقامتها من بركات الرأس الشريف.

راجع مقتل الحسين، عبد الرزاق المقرم ص331.

مقتل الحسين، عبد الرزاق المقرم: ص333.

الحنانة موضع بظهر النجف الأشرف بها مسجد رأس الحسين (عليه السلام)، عن دائرة المعارف للأعلمي الحائري: ج17 ص 70.

من أقدم المساجد الأثرية في كربلاء، وكان يضم في وسطه مقام رأس الحسين (عليه السلام) فعرف بهذا الاسم، وموقعه بالقرب من باب السدرة، وقد طاله الهدم، راجع تاريخ الحركة العلمية في كربلاء ،الشاهرودي: ص293.