الفهرس

فهرس الفصل الثاني

المؤلفات

التاريخ

الصفحة الرئيسية

 

هدف الإمام الحسين (عليه السلام)

إن الإمام أبا عبد الله الحسين (عليه السلام) كان يقول: «أريد أن آمر بالمعروف وأنهى عن المنكر أسير بسيرة جدي وسيرة أبي علي بن أبي طالب..»(1) انه كان يريد أن يُخرج الأمة من المنكر إلى المعروف، كان يريد أن يضع حداً للمنكر، وأن ينتشل الأمة من الحضيض الذي أركست فيه إلى العز، وذلك عندما رضيت الأمة الإسلامية بواقعها المتردّي، المتمثل بالخمول، والركون إلى الدنيا، والسكوت على الظلم، وتسلط الظالمين من أمثال يزيد وأبيه وأضرابهم، فأراد الإمام الحسين (عليه السلام) أن يبث روح الإيمان والحق فيها لتنهض من جديد، كما كانت في عهد رسول الله (صلى الله عليه وآله)، لأنه كان يرى أن الدين على وشك أن يُحرَّف، فأراد أن يعيد الدين غضاً طرياً.

هكذا صار الإمام الحسين (عليه السلام) مصباح الهدى وسفينة النجاة، ومن هنا صار (عليه السلام) صفوة الله؛ فقد جاء عن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام) انه قال: «قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): أدخلت الجنة فرأيت على بابها مكتوباً بالذهب: لا إله إلا الله، محمد حبيب الله، علي ولي الله، فاطمة أَمة الله، الحسن والحسين صفوة الله، على مبغضيهم لعنة الله»(2).

إن التمسّك بصفوة الله، والاستنارة بهذا المصباح الإلهي يكون هداية في الدنيا، ونجاة في الآخرة، لأن حب الإمام الحسين (عليه السلام) يستتبع العمل الصالح، وذلك لأنه (عليه السلام) مصباح ينير طريق الحق لسالكيه، ولأنه (عليه السلام) فرّق بين طريق الحق وطريق الباطل بنهضته المباركة، ولسان حاله (عليه السلام): إن كان دين محمد لم يستقم إلاّ بقتلي فيا سيوف خذيني(3)، ومن المعلوم كما رواه الفريقان أن الإمام الحسين(عليه السلام) من أهل البيت، فهو خامس أصحاب الكساء، الذين نزلت فيهم آية التطهير في قوله تعالى:

((إِنَّمَا يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً))(4).

فهو (عليه السلام) بدليل القرآن من أهل البيت (عليهم السلام)، الذين حبهم نجاة وبغضهم هلكة، وقد قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): ««حبّي وحبّ أهل بيتي نافع في سبعة مواطن، أهوالهن عظيمة: عند الوفاة، وفي القبر، وعند النشور، وعند الكتاب، وعند الحساب، وعند الميزان، وعند الصراط»(5).

حقاً إن الإمام الحسين (عليه السلام) مصباح الهدى، فما زال نوره وضياؤه يشرق علينا بالبركة والخير فهو يميز الحق من الباطل في جميع العصور والأزمان مضافاً إلى استمرارية نوره في ذريته الطاهرة، وذلك عبر الإمام الحجة (عجل الله تعالى فرجه)، فهو حفيد الإمام الحسين (عليه السلام)، لأن الله تعالى كرامة للحسين (عليه السلام) جعل الأئمة ـ وهم حفظة الدين ـ من صلبه (عليه السلام)، كما ورد في الحديث الشريف، وكان ذلك عوضاً عن شهادة الإمام الحسين (عليه السلام) وعظيم ما لاقاه من المصائب التي جرت عليه يوم عاشوراء وما بعده.

مناقب آل أبي طالب: ج4 ص89 فصل في مقتله (عليه السلام).

الخصال: ص323 باب الستة ح10.

الأبيات منسوبة للشيخ محسن أبو الحب الكبير(رضي الله عنه).

سورة الأحزاب: 33.

أمالي الشيخ الصدوق (رضي الله عنه): ص10 المجلس الثالث ح3.