المؤلفات |
من أنشد شعراً |
وقال أبو عبد الله الصادق (عليه السلام) لأبي عمارة: «يا أبا عمارة أنشدني في الحسين بن علي (عليه السلام)»، قال: فأنشدته فبكى، ثم أنشدته فبكى، قال: فوالله ما زلت أنشده ويبكي حتى سمعت البكاء من الدار، قال: فقال: «يا أبا عمارة من أنشد في الحسين بن علي شعراً فأبكى خمسين فله الجنة، ومن أنشد في الحسين شعراً فأبكى ثلاثين فله الجنة، ومن أنشد في الحسين شعراً فأبكى عشرين فله الجنة، ومن أنشد في الحسين فأبكى عشرة فله الجنة، ومن أنشد في الحسين فأبكى واحداً فله الجنة، ومن أنشد في الحسين فبكى فله الجنة، ومن أنشد في الحسين فتباكى فله الجنة»(1). ومن هنا جاء الطغاة وعلى مر التاريخ ليمنعوا هذه المراسيم المقدسة والشعائر الحسينية، كما هو الحال في نظام البعث الصدامي في العراق، إذ بدأ النظام بمنع العزاء الحسيني في مدينة بغداد أولاً، ثم منع إقامة التعازي في كافة مدن العراق، ثم منع أهل البصرة وغيرها من مدن العراق من المجيء إلى كربلاء المقدسة في أيام المناسبات الدينية كالعاشر من المحرم وزيارة الأربعين في عشرين صفر. ثم تجرأ واعتقل العلماء والخطباء وعذّبهم وأعدم العديد منهم، كل ذلك من أجل القضاء على الروح النابضة في الأمة، وهي التي تنبعث من الشعائر الإسلامية والحسينية. هذه كانت إطلالة سريعة عن دور سيد الشهداء (عليه السلام)، في حفظ واستمرار الإسلام، وبيان شيء عن مكانته عند الله، وسمو مقامه، وخلود ذكراه، وجلالة شأنه في الدنيا والآخرة، وكيف لا يكون صاحب ذلك المقام؟ وهو القائل:
تركت الخلق طُراً في هَواكا
وأيتمتُ العـيال لكي أراكا وهي كلمات تظهر مدى إخلاص الإمام الحسين (عليه السلام) في حبه لله، وإخلاصه في الدفاع عن الإسلام، نسأل الله سبحانه أن يوفقنا لأداء ما يجب علينا تجاه الإمام الحسين (عليه السلام) وقضيته المباركة ونهضته المقدسة. اللهم صل على محمد وآل محمد، واجعل لنا مقام صدق مع الحسين (عليه السلام) وأصحاب الحسين (عليه السلام) الذين بذلوا مهجهم دون الحسين (عليه السلام)، وارزقنا شفاعة الحسين (عليه السلام) يوم الورود، إنك على كل شيء قدير. |
1ـ أمالي الشيخ الصدوق: ص142 المجلس 29 ح6. |