الفهرس

فهرس الفصل الثاني

المؤلفات

التاريخ

الصفحة الرئيسية

 

يوم عاشوراء

هناك أيام أثرت في تغيير مجرى الحياة، من أهمها يوم عاشوراء، فكما أن يوم السابع والعشرين من شهر رجب ذكرى المبعث النبوي الشريف أثر في تغيير مجرى الحياة، وكما أن رسول الله (صلى الله عليه وآله) عمل على زرع الإسلام والإيمان في نفوس الأفراد، كذلك يوم عاشوراء وتضحية أبي عبد الله الحسين (عليه السلام) أثر على إعادة الإيمان إلى القلوب، وإرجاع صورة الإسلام التي حاولت الأيدي الآثمة طمسها وتغييرها.

فعندما طلب كفار قريش من رسول الله (صلى الله عليه وآله) التنازل عن دعوته مقابل مجموعة من الامتيازات الدنيوية الزائلة أجابهم (صلى الله عليه وآله): «والله لو وضعوا الشمس في يميني، والقمر في شمالي، على أن أترك هذا الأمر، حتى يظهره الله، أو أهلك فيه؛ ما تركته»(1).

حيث أبدى رسول الله (صلى الله عليه وآله) صلابته في الدعوة إلى الله، كذلك كان أبو عبد الله الحسين (عليه السلام) حيث جسَّد صلابته في كربلاء المقدسة في عدة مواقف هي أقوى من أن يلفها النسيان ويطويها الزمان، ففي ظهيرة يوم عاشوراء عندما ذكّره أحد أصحابه بحلول وقت الصلاة قال (عليه السلام): نعم هذا أول وقتها، فقام (عليه السلام) وصلى صلاة الظهر جماعة بأصحابه(2)، رغم احتدام المعركة، وتكالب الأعداء على معسكره (عليه السلام) ولكنه لم يترك فرضاً من فرائض الله تعالى، باعتباره وقف هذه الوقفة؛ من أجل صيانة الفرائض وإقامة الدين وإحياء الإسلام وقوانينه.

وقد ورد في زيارة الإمام الحسين (عليه السلام): «أشهد أنك قد أقمت الصلاة، وآتيت الزكاة، وأمرت بالمعروف، ونهيت عن المنكر»(3). فيوم عاشوراء هو اليوم الذي يعلمنا كيف نصحح سيرتنا في هذه الحياة، ونجعلها مطابقاً لسيرة الإمام الحسين (عليه السلام) وطريقته، الذي ضحى بكل ما يملك من أجل الأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر، وإقامة الفرائض والعمل بالقرآن والتمسك بأهل البيت (عليه السلام) .

الغدير: ج7 ص359، فضل سيدنا أبو طالب وقريش.

راجع بحار الأنوار: ج45 ص21 ب37.

كامل الزيارات: ص194 ب79 زيارات الحسين بن علي (عليه السلام).