الفهرس

فهرس الفصل الثامن

المؤلفات

 السياسة والدولة

الصفحة الرئيسية

 

العامل الثاني

المؤامرات الاستعمارية

العامل الثاني من أسباب تخلف المسلمين أن الحكومات ـ في العالمين: الغربي والشرقي ـ تبذل كافة الجهود لتحطيم الإسلام والمسلمين ولذا نجد أنه بالرغم من أن الهند والباكستان استقلتا في يوم واحد إلا أن الهند بقيت شبه مستقلة ديمقراطية (حسب الاصطلاح المعروف) وفيها نوع من الحريات والاكتفاء الذاتي، أما الباكستان ـ ذات الأكثرية المسلمة ـ فقد سقطت في أيدي الدكتاتوريين ـ بالمؤامرات المحاكة على طول الخط من الغربيين والشرقيين ـ، وانفصلت الباكستان الشرقية (أي بنغلاديش) عن الباكستان الغربية، وحكمت في الباكستان الدكتاتورية المطلقة إلا في بعض الفترات القصيرة من حياتها.

وهنا ننقل مقتطفات من كتاب (قادة الغرب يقولون) تاييداً لما ذكرناه من تصميم الغربيين والشرقيين على تحطيم العالم الإسلامي ونهب خيراته وإذلال شعبه:

الغرب يخطط للقضاء على الإسلام

سوف تشهد لنا: أقوال قادتهم أن للغرب وللحضارة الغربية بكل فروعها القومية وألوانها السياسية موقفاً تجاه الإسلام لا يتغير، إنها تحاول تدمير الإسلام وإنهاء وجود شعوبه دون رحمة.

وقد حاولوا تدمير الإسلام في الحروب الصليبية الرهيبة، ففشلت جيوشهم التي هاجمت بلاد الإسلام بالملايين، فعادوا يخططون من جديد لينهضوا، ثم ليعودوا إلينا بجيوش حديثة وفكر جديد، وهدفهم تدمير الإسلام من جديد.

كان جنديهم ينادي بأعلى صوته حين كان يلبس بزة الحرب قادماً لاستعمار بلاد الإسلام:

أماه أتمنى صلاتك، لا تبكي..

بل اضحكي وتأملي..

أنا ذاهب إلى طرابلس..

فرحاً مسروراً..

سأبذل من دمي في سبيل..

سحق الأمة الملعونة..

سأحارب الديانة الإسلامية..

سأقاتل بكل قوتي لمحو القرآن..

المسيحيون ينقضون عهودهم

وفي الأندلس تقول الدكتورة سيجريد هونكة (في2 يناير 1492) رفع الكاردينال دبيدر الصليب على القلعة الحمراء الملكية للأسرة الناصرية، فكان ذلك إعلاناً بانتهاء حكم المسلمين على إسبانياً، وبانتهاء هذا الحكم ضاعت تلك الحضارة العظيمة التي بسطت سلطانها على أوربا طوال العصور الوسطى.

وقد احترمت المسيحية المنتصرة اتفاقاتها مع المسلمين لفترة وجيزة ثم باشرت عملية القضاء على المسلمين وحضارتهم وثقافتهم.

لقد حرّم الإسلام على المسلمين وفرض عليهم تركه، كما حرّم عليهم استخدامه العربية والأسماء العربية وارتداء اللباس العربي، ومن يخالف ذلك كان يحرق حيّ ـ اً بعد أن يعذب أشد العذاب.

(وهكذا انتهى وجود الملايين من المسلمين في الأندلس فلم يبق في إسبانيا مسلم واحد يظهر دينه).

التعذيب في مصر

ويبدو أن دواوين التفتيش هذه قد انتقلت إلى بقاع العالم الإسلامي ليسلّطها حكام مجرمون على شعوبهم، فقد ذكر لي شاهد عيان بعض أنواع التعذيب التي كانت تنفذ في أحد البلدان الإسلامية(1) ضد مجموعة من العلماء المجاهدين فقال:

بعد يوم من التعذيب الشديد ساقنا الزبانية بالسياط إلى زنزاناتنا، وأمرنا الجلادون أن نستعد ليوم آخر شديد.

صباح اليوم التالي أمرنا الجلادون أن نخرج فوراً، كنا نستجمع كل قوتنا في أقدامنا الواهنة هرباً من السياط التي كانت تنزل علينا من حرس كان عددهم أكبر منا، وأخيراً أوقفونا في سهل صحراوي تحت أشعة الشمس اللاهبة حول كومة من الفحم الحجري كان يعمل الحرس جاهدين لإشعالها، وقرب النار مصلبة خشبية تستند إلى ثلاثة أرجل.

اشتعلت كومة الفحم الحجري حتى احمرت، فجأة سمعنا شتائم تأتي من بعيد التفتنا فوجدنا خمسة من الحرس يقودون شاب ـ عرفه بعضنا كان اسمه (جاويد خان) ـ أحد علماء ذلك البلد.

امتلأ الأفق بنباح كلاب مجنونة رأينا عشرة من الحرس يقودون كلبين يبلغ ارتفاع كل واحد منهما متراً، علمنا بعد ذلك أنهما قد حرما من الطعام منذ يومين.

قرَّب الحرس الشاب (جاويد) من كومة النور الحمراء، وعيناه مغمضتان بحزام سميك، كنا نتفرج، أكثر من مائة سجين ومعنا أكثر من مائة وخمسين من الحرس معهم البنادق والرشاشات. فجأة اقترب من الشاب (جاويد) عشرة من الحرس أجلسوه على الأرض ووضعوا في حضنه مثلثاً خشبياً ربطوه إليه ربطاً محكماً بحيث يبقى قاعداً لا يستطيع أن يتمدد، ثم حملوه جميعاً وأجلسوه على الجمر الأحمر، فصرخ صرخة هائلة ثم أغمي عليه سقط أكثر من نصفنا مغمى عليهم، كانوا يصرخون متألمين، وعمّت رائحة شواء لحم (جاويد) المنطقة كلها. ومن حسن حظي أنني بكيت بكاءً مراً لكنني لم اصب بالإغماء لأرى بقية القصة التي هي أفضع من أولها.

حمل الشاب، وفكت قيوده وهو غائب عن وعيه، وصلب على المصلبة الخشبية وربط بها بإحكام، واقترب الجلادون بالكلبين الجائعين، وفكوا القيود عن أفواههما، وتركوهما يأكلان لحم ظهر (جاويد) المشوي بدأت أشعر بالانهيار، إنه لا زال حياً والكلاب تأكل لحمه، فقدت وعيي بعدها.

لم أفق إلا وأنا أصرخ في زنزانتي كالمجنون دون أن أشعر: (جاويد جاويد أكلتك الكلاب يا جاويد جاويد).

كان إخواني في الزنزانة قد ربطوني وأحاطوا رأسي وفمي بالأربطة حتى لا يسمع الجلادون صوتي فيكون مصيري كمصير جاويد أو كمصير (شاهان خاني) الذي أصيب بالهستيريا مثلي فاصبح يصرخ (جاويد جاويد) فأخذه الجلادون وضعوا فوقه نصف برميل مملوء بالرمل ثم سحبوه على الأسلاك الشائكة التي ربطوها صفاً أفقياً، فمات بعد أن تقطع لحمه ألف قطعة وهو يصرخ (الله أكبر الله أكبر لابد أن ندوسكم أيها الظالمون) وأخيراً أغمي علي.

فتحت عيوني، فوجئت أنني في أحد المشافي، وفوجئت أكثر من ذلك بسفير بلدي يقف فوق رأسي قال لي: كيف حالك يبدو أنك ستشفى إن شاء الله، لو لم تكن غريباً عن هذه البلاد لما استطعت إخراجك فاجأني سائلاً: لكن بالله عليك قل لي من هو هذا جاويد الذي كنت تصرخ باسمه؟ أخبرته بكل شيء فامتقع لونه حتى خشيت أن يغمى عليه.

لم نكمل حديثنا إلا والشرطة تسأل عني، اقترب من سريري ضابط بوليس وسلمني أمراً بمغادرة البلاد فوراً ولم تنجح تدخلات السفير في ضرورة إبقائي حتى أشفى، حملوني ووضعوني في باخرة أوصلتني إلى ميناء بلدي، كنت بثياب المستشفى ليس معي أي وثيقة تثبت شخصيتي، اتصلت بأهلي تليفونياً، فلما حضروا لم يعرفوني لأول وهلة، حملوني إلى أول مستشفى، بقيت فيه ثلاثة أشهر في بكاء مستمر ثم شفاني الله تعالى.

وأنهى المسكين حديثه قائلاً: بقي أن نعرف أن مدير السجون يهودي، والمسؤول عن التعذيب خبير ألماني نازي أطلقت تلك الحكومة في ذلك البلد الإسلامي يده يفعل في علماء المسلمين كيف يشاء.

جرائم الغرب في ارتيريا

استولت الحبشة على أرتيريا المسلمة بتأييد من فرنسا، وصادرت معظم أراضيها، وأسلمتها لإقطاعيين من الحبشة، كان الإقطاعي والكاهن مخولين بقتل أي مسلم دون الرجوع إلى السلطة، فكان الإقطاعي أو الكاهن يشنق فلاحيه أو يعذبهم في الوقت الذي يريد.

وفتحت للفلاحين المسلمين سجون جماعية رهيبة يجلد فيها الفلاحون بسياط تزن أكثر من عشرة كيلو غرامات، وبعد إنزال أفضع أنواع العذاب بهم كانوا يلقون في زنزانات بعد أن تربط أيديهم بأرجلهم، ويتركون هكذا لعشر سنين أو أكثر عندما كانوا يخرجون من السجون كانوا لا يستطيعون الوقوف لأن ظهورهم قد أخذت شكل القوس.

كل ذلك قبل استلام (هيلا سيلاسي) السلطة في الحبشة، فلما أصبح إمبراطور الحبشة وضع خطة لإنهاء المسلمين خلال خمسة عشر عاماً، وتباهى بخطته هذه أمام الكونغرس الأمريكي فسن تشريعات لإذلال المسلمين، منها: أن عليهم أن يركعوا لموظفي الدولة وإلاّ يقتلوا.

وأمر أن تستباح دماءهم لأقلّ سبب، فقد وجد شرطي قتيلاً قرب قرية مسلمة فأرسلت الحكومة كتيبة كاملة قتلت أهل القرية كلهم وأحرقتهم مع قريتهم، ثم تبين أن القاتل هو صديق المقتول الذي اعتدى على زوجته، وحاول أحد العلماء واسمه (الشيخ عبد القادر) أن يثور على هذه الإبادة فجمع الرجال واختفى في الغابات، فجمعت الحكومة أطفالهم ونساءهم وشيوخهم في أكواخ من الحشيش والقصب وسكبت عليهم البنزين وأحرقتهم جميعاً، ومن قبضت عليه من الثوار كانت تعذبه عذاباً رهيباً قبل قتله، من ذلك إطفاء السجائر في عينيه وأذنيه، وهتك عرض بناته وزوجته وأخواته أمام عينيه، ودق خصيتيه بأعقاب البنادق، وجره على الأسلاك الشائكة حتى يتفتت، وإلقاءه جريحاً قبل أن يموت لتأكله الحيوانات الجارحة بعد أن تربطه بالسلاسل حتى لا يقاوم.

وقد أصدر هيلا سيلاسي أمراً بإغلاق مدارس المسلمين، وأمر بفتح مدارس مسيحية، وأجبر المسلمين على إدخال أبنائهم فيها ليصبحوا مسيحيين، وعين حكاماً على مقاطعات أرتيريا، منهم واحد عيّنه على مقاطعة جمة فابتدأ عمله بأن أصدر أمراً أن لا يقطف الفلاحون ثمار أراضيهم إلا بعد موافقته وكان لا يسمح بقطافها إلا بعد أن تتلف، وأخيراً صادر 90% من الأراضي فأخذ هو نصفها، وأعطى الإمبراطور نصفها الآخر، ونهب جميع ممتلكات الفلاحين المسلمين، وأمرهم أن يبنوا كنيسة كبرى في الإقليم فبنوها، ثم أمرهم أن يعمروا كنيسة عند مدخل كل قرية أو بلدة، ولم يكتف بذلك بل بنى دوراً للعاهرات حول المساجد ومعها الحانات التي كان يسكر فيها الجنود ثم يدخلون إلى المساجد ليبولوا فيها ويتغوطوا وليراقصوا العاهرات فيها وهم سكارى، كما فرض على الفلاحين أن يبيعوا أبقارهم لشركة (انكودا اليهودية).

وقد كافأ الإمبراطور هذا الحاكم على أعماله هذه بأن عينه وزيراً.

وكانت حكومة الإمبراطور تلاحق كل مثقف مسلم لتزجه في السجن حتى الموت أو تجبره على مغادرة البلاد حتى يبقى شعب أرتيريا المسلم مستعبداً جاهلاً.

جرائم اليهود في بنغلاديش

قتل الجيش الهندي الذي كان يقوده يهودي: عشرة آلاف عالم مسلم بعد انتصاره على جيش باكستان عام 1971م، وقتل مائة ألف من طلبة المعاهد الإسلامية وموظفي الدولة وسجن خمسين ألفاً من العلماء وأساتذة الجامعات وقتل ربع مليون مسلم هندي هاجروا من الهند إلى باكستان قبل الحرب، وسلب الجيش الهندي ما قيمته (30) مليار روبية من باكستان الشرقية التي سقطت من أموال الناس والدولة.

أمريكا تخطط لتحطيم الإسلام

يقول (ابوجين روستو) رئيس قسم التخطيط في وزارة الخارجية الأمريكية، ومساعد وزير الخارجية الأمريكية، ومستشار الرئيس جونسون لشؤون الشرق الأوسط حتى عام 1967 يقول: (يجب أن ندرك أن الخلافات القائمة بيننا وبين الشعوب العربية ليست خلافات بين دول أو شعوب، بل هي خلافات بين الحضارة الإسلامية والحضارة المسيحية، لقد كان الصراع محتدماً ما بين المسيحية والإسلام منذ القرون الوسطى، وهو مستمر حتى هذه اللحظة بصور مختلفة، ومنذ قرن ونصف خضع الإسلام لسيطرة الغرب، وخضع التراث الإسلامي للتراث المسيحي..

(إن الظروف التاريخية تؤكد أن أمريكا إنما هي جزء مكمل للعالم الغربي بفلسفته وعقيدته ونظامه، وذلك يجعلها تقف معادية للعالم الشرقي الإسلامي بفلسفته وعقيدته المتمثلة بالدين الإسلامي، ولا تستطيع أمريكا إلا أن تقف هذا الموقف في الصف المعادي للإسلام والى جانب العالم الغربي والدولة الصهيونية، لأنها إن فعلت عكس ذلك فإنها تتنكر للغتها وفلسفتها وثقافتها ومؤسساتها).

إن (روستو) يحدد: إن هدف الاستعمار في الشرق الأوسط هو تدمير الحضارة الإسلامية، وأن قيام إسرائيل هو جزء من هذا المخطط، وأن ذلك ليس إلا استمراراً للحروب الصليبية.

اللنبي يقود حرباً صليبية

يقول (باترسون سميث) في كتابه (حياة المسيح الشعبية): باءت الحروب الصليبية بالفشل، لكن حادثاً خطيراً وقع بعد ذلك حينما بعثت انكلترا بحملتها الصليبية الثامنة ففازت هذه المرة. إن حملة (اللنبي) على القدس أثناء الحرب العالمية الأولى هي الحملة الصليبية الثامنة والأخيرة.

وقد نشرت الصحف البريطانية صور (اللنبي) وكتبت تحتها عبارته المشهورة التي قالها عندما فتح القدس: (اليوم انتهت الحروب الصليبية).

ونشرت هذه الصحف خبراً آخر يبين أن هذا الموقف ليس موقف (اللنبي) وحده، بل موقف السياسة الانكليزية كلها، فقد قالت الصحف:

هنأ (لويد جورج) وزير الخارجية البريطاني الجنرال (اللنبي) في البرلمان البريطاني لإحرازه النصر في آخر حملة من الحروب الصليبية التي سماها لويد جورج (الحرب الصليبية الثامنة).

وقال راند ولف تشرشل: لقد كان إخراج القدس من سيطرة الإسلام حلم المسيحيين واليهود على السواء، إن سرور المسيحيين لا يقل عن سرور اليهود، إن القدس قد خرجت من أيدي المسلمين، وقد أصدر الكنيست اليهودي ثلاثة قرارات بضمها إلى القدس اليهودية، ولن تعود إلى المسلمين في أية مفاوضات مقبلة ما بين المسلمين واليهود.

الحقد الصهيوني ضد الإسلام

وعندما دخلت قوات إسرائيل القدس عام 1967م تجمهر الجنود حول حائط المبكى، وأخذوا يهتفون مع موشي دايان: (هذا يوم بيوم خيبر).

(يا لثارات خيبر) وتابعوا هتافهم:

حطوا المشمش عالتفاح***دين محمد ولّى وراح

وهتفوا أيضاً: (محمد مات)، (خلف بنات).

وخرج أعوان إسرائيل في باريس بمظاهرات قبل حرب ال ـ 1967 يحملون لافتات سار تحت هذه اللافتات (جان بول سارتر) وكتبوا على هذه اللافتات وعلى جميع صناديق التبرعات لإسرائيل جملة واحدة من كلمتين هما: (قاتلوا المسلمين).

فالتهب الحماس الصليبي الغربي، وتبرع الفرنسيون بألف مليون فرنك خلال أربعة أيام فقط، كما طبعت إسرائيل بطاقات معايدة كتب عليها (هزيمة الهلال) بيعت بالملايين لتقوية الصهاينة الذين يواصلون رسالة الصليبية الأوربية في المنطقة وهي محاربة الإسلام وتدمير المسلمين.

قادة الغرب يكشفون عداءهم للإسلام

يقول لورنس براون: (إن الإسلام هو الجدار الوحيد في وجه الاستعمار الأوربي).

ويقول غلادستون رئيس وزراء بريطانيا سابقاً: (ما دام هذا القرآن موجوداً في أيدي المسلمين فلن تستطيع أوربة السيطرة على الشرق).

ويقول الحاكم الفرنسي في الجزائر في ذكرى مرور مائة سنة على استعمار الجزائر: (إننا لن ننتصر على الجزائريين ماداموا يقرأون القرآن ويتكلمون العربية، فيجب أن نزيل القرآن العربي من وجودهم، ونقتلع اللسان العربي من ألسنتهم).

وفي افتتاحية عدد 22 أيار عام 1952 من جريدة كبزيل اوزباخستان (الجريدة اليومية للحزب الشيوعي الأوزباخستاني)، ذكر المحرر ما يلي: (من المستحيل تثبيت الشيوعية قبل سحق الإسلام).

ويقول ابن غوريون رئيس وزراء إسرائيل سابقاً: (إن أخشى ما نخشاه أن يظهر في العالم العربي محمد).

حطموا رجال الدين

ويقول الكاتب الصهيوني إيرل بوغر في كتابه (العهد والسيف) الذي صدر عام 1965 ما نصه بالحرف: (إن المبدأ الذي قام عليه وجود إسرائيل منذ البداية هو أن العرب لا بد أن يبادروا ذات يوم إلى التعاون معها، ولكي يصبح هذا التعاون ممكناً فيجب القضاء على جميع العناصر التي تغذّي شعور العداء ضد إسرائيل في العالم العربي، وهي عناصر رجعية تتمثل في رجال الدين والمشايخ).

الخطر الحقيقي يكمن في الإسلام!!

ويقول لورانس براون: (كان قادتنا يخوفوننا بشعوب مختلفة، لكننا بعد الاختبار لم نجد مبرراً لمثل تلك المخاوف، كانوا يخوفوننا بالخطر اليهودي، والخطر الياباني الأصفر، والخطر البلشفي.

ولكنه تبين لنا أن اليهود هم أصدقاؤنا، والبلاشفة الشيوعية حلفاؤنا، وأما اليابانيون فإن هناك دولاً ديمقراطية كبيرة تتكفل بمقاومتهم، لكننا وجدنا أن الخطر الحقيقي علينا موجود في الإسلام وفي قدرته على التوسع والإخضاع وفي حيويته المدهشة).

ويقول المستشرق غاردنر: (إن القوة التي تكمن في الإسلام هي التي تخيف أوربة).

ويقول البرمشادور: (من يدري؟ ربما يعود اليوم الذي تصبح فيه بلاد الغرب مهددة بالمسلمين، يهبطون إليها من السماء لغزو العالم مرة ثانية، وفي الوقت المناسب).

(ويتابع) لست متنبئاً لكن الإمارات الدالة على هذه الاحتمالات كثيرة، ولن تقوى الذرة ولا الصواريخ على وقف تيارها.

(إن المسلم قد استيقظ وأخذ يصرخ: ها أنذا، إنني لم أمت، ولن أقبل بعد اليوم أن أكون أداة تسيرها العواصم الكبرى ومخابراتها).

ويقول أشعيا بومان في مقال نشره في مجلة العالم الغربي من الإسلامي التبشيرية: (إن شيئاً من الخوف يجب أن يسيطر على العالم الغربي من الإسلام، لهذا الخوف أسباب، منها: أن الإسلام منذ ظهر في مكة لم يضعف عددياً، بل إن أتباعه يزدادون باستمرار).

ويقول أنطوني ناتنج في كتابه (العرب): (منذ أن جمع محمد (صلّى الله عليه وآله) أنصاره في مطلع القرن السابع الميلادي وبدأ أول خطوات الانتشار الإسلامي، فإن على العالم الغربي أن يحسب حساب الإسلام كقوة دائمة وصلبة تواجهنا عبر المتوسط).

وصرح سالازار في مؤتمر صحفي قائلاً: (إن الخطر الحقيقي على حضارتنا هو الذي يمكن أن يحدثه المسلمون حين يغيرون نظام العالم).

فلما سأله أحد الصحفيين لكن المسلمين مشغولون بخلافاتهم ونزاعاتهم؟

أجابه: أخشى أن يخرج منهم من يوجه خلافاتهم إلينا‍‍!

العالم الإسلامي عملاق مقيد

ويقول مسؤول في وزارة الخارجية الفرنسية عام 1952:

(ليست الشيوعية خطراً على أوربا، فيما يبدو لي أن الخطر الحقيقي الذي يهددنا تهديداً مباشراً وعنيفاً هو الخطر الإسلامي، فالمسلمون عالم مستقل كل الاستقلال عن عالمنا الغربي، فهم يملكون تراثهم الروحي الخاص بهم، ويتمتعون بحضارة تاريخية ذات أصالة، فهم جديرون أن يقيموا قواعد عالم جديد دون حاجة إلى إذابة شخصيتهم الحضارية والروحية في الحضارة الغربية، فإذا تهيأت لهم أسباب الإنتاج الصناعي في نطاقه الواسع انطلقوا في العالم يحملون تراثهم الحضاري الثمين، وانتشروا في الأرض يزيلون منها قواعد الحضارة الغربية ويقذفون برسالتها إلى متاحف التاريخ، وقد حاولنا نحن الفرنسيين خلال حكمنا الطويل للجزائر أن نتغلب على شخصية الشعب المسلم فكان الإخفاق الكامل نتيجة مجهوداتنا الكبيرة الضخمة. إن العالم الإسلامي عملاق مقيد، عملاق لم يكتشف نفسه حتى الآن اكتشافاً تاماً، فهو حائر، وهو قلق، وهو كاره لانحطاطه وتخلفه، وراغب رغبة يخالطها الكسل والفوضى في مستقبل أحسن وحرية أوفر.

فلنعطي هذا العالم الإسلامي ما يشاء، ولنقوّي في نفسه الرغبة في عدم الإنتاج الصناعي والفني حتى لا ينهض، فإذا عجزنا عن تحقيق هذا الهدف بإبقاء المسلم متخلفاً، وتحرر العملاق من قيود جهله وعقدة الشعور بعجزه فقد بؤنا بإخفاق خطير، وأصبح خطر العالم العربي وما وراءه من الطاقات الإسلامية الضخمة خطراً داهماً ينتهي به الغرب، وتنتهي معه وظيفته الحضارية كقائد للعالم).

انتشار الإسلام يفزعنا

ويقول مورو بيرجر في كتابه (العالم العربي المعاصر): (إن الخوف من العرب واهتمامنا بالأمة العربية ليس ناتجاً عن وجود البترول بغزارة عند العرب، بل بسبب الإسلام يجب محاربة الإسلام للحيلولة دون وحدة العرب التي تؤدي إلى قوة العرب، لأن قوة العرب تتصاحب دائماً مع قوة الإسلام وعزته وانتشاره، إن الإسلام يفزعنا عندما نراه ينتشر بيسر في القارة الإفريقية).

النار لا تزال تحت الرماد!

ويقول هانوتو وزير خارجية فرنسا:

(رغم انتصارنا على أمة الإسلام وقهرها، فإن الخطر لا يزال موجوداً من انتفاض المقهورين الذين أتعبتهم النكبات التي أنزلناها بهم لأن همتهم لم تخمد بعد).

الحروب الصليبية كانت تهدف تدمير الإسلام

ويقول غاردنر: (إن الحروب الصليبية لم تكن لإنقاذ القدس، إنها كانت لتدمير الإسلام).

سياسة عدائية تجاه الإسلام

(ويقول فيليب فونداس: إن من الضروري لفرنسا أن تقاوم الإسلام في هذا العالم، وأن تنتهج سياسة عدائية للإسلام، وأن تحاول على الأقل إيقاف انتشاره).

يجب إبادة خمس المسلمين!

ويقول المستشرق الفرنسي كيمون في كتابه (باثولوجيا الإسلام) :

(إن الديانة المحمدية جذام تفشى بين الناس، وأخذ يفتك بهم فتكاً واسعاً، بل هو مرض مريع، وشلل عام، وجنون ذهولي يبعث الإنسان على الخمول والكسل، ولا يوقظه من الخمول والكسل إلا ليدفعه إلى سفك الدماء والإدمان على معاقرة الخمور وارتكاب جميع القبائح، وما قبر محمد إلا عمود كهربائي يبعث الجنون في رؤوس المسلمين فيأتون بمظاهر الصرع والذهول العقلي إلى ما لا نهاية، ويعتادون على عادات تنقلب إلى طباع ككراهة لحم الخنزير والخمر والموسيقى.

(إن الإسلام كله قائم على القسوة والفجور في اللذات أعتقد أن من الواجب إبادة خمس المسلمين، والحكم على الباقي بالأشغال الشاقة، وتدمير الكعبة، ووضع قبر محمد وجثته في متحف اللوفر!).

حتى الأموات لم يسلموا!

وقد هدم قائد الجيوش الإنكليزية في حملة على السودان قبر الشخص الذي سبق أن حرر السودان، هجم القائد الإنكليزي على قبره ونبشه، ثم قطع رأسه، وأرسله إلى بعض الإنكليز، وطلب إليه أن يجعله مطفأة لسجائره!.

مع اليهود.. ضد المسلمين

وصرح الكاردينال بور كاردينال برلين لمجلة تابلت الإنكليزية الكاثوليكية يوم سقوط القدس عام 1967م بعد أن رعى صلاة المسيحيين مع اليهود في كنيس يهودي لأول مرة في تاريخ المسيحية قائلاً: (إن المسيحيين لابد لهم من التعاون مع اليهود للقضاء على الإسلام وتخليص الأرض المقدسة).

اقتراحات لتحطيم المسلمين

وقال لويس التاسع ملك فرنسا الذي أسر في دار ابن لقمان بالمنصورة في وثيقة محفوظة في دار الوثائق القومية في باريس:

(إنه لا يمكن الانتصار على المسلمين من خلال الحرب، وإنما يمكن الانتصار عليهم بواسطة السياسة باتباع ما يلي:

ـ إشاعة الفرقة بين قادة المسلمين، وإذا حدثت فليعمل على توسيع شقتها ما أمكن حتى يكون هذا الخلاف عاملاً في إضعاف المسلمين.

ـ عدم تمكين البلاد الإسلامية والعربية أن يقوم فيها حكم صالح.

ـ إفساد أنظمة الحكم في البلاد الإسلامية بالرشوة والفساد والنساء حتى تنفصل القاعدة عن القمة.

ـ الحيلولة دون قيام جيش مؤمن بحق وطنه عليه، يضحي في سبيل مبادئه.

ـ العمل على الحيلولة دون قيام وحدة في المنطقة.

ـ العمل على قيام دولة غريبة في المنطقة العربية تمتد ما بين غزة جنوباً وأنطاكية شمالاً ثم تتجه شرقاً وتمتد حتى تصل إلى الغرب).

قوة المسلمين في إسلامهم

(ولما وقف كرزون وزير خارجية إنكلترا في مجلس العموم البريطاني يستعرض ما جرى مع تركيا احتج بعض النواب الإنكليز بعنف على كرزون واستغربوا كيف اعترفت إنكلترا باستقلال تركيا التي يمكن أن تجمع حولها الدول الإسلامية مرة أخرى وتهجم على الغرب؟ أجاب كرزون: (لقد قضينا على تركيا التي لن تقوم لها قائمة بعد اليوم، لأننا قضينا على قوتها المتمثلة في أمرين: الإسلام والخلافة!).

فصفق النواب الإنكليز كلهم وسكتت المعارضة.

القضاء على القرآن.. أولاً

ويقول المبشر وليم جيفورد بالكراف:

(متى توارى القرآن ومدينة مكة عن بلاد العرب يمكننا حينئذٍ أن نرى العربي يتدرج في طريق الحضارة الغربية بعيداً عن محمد وكتابه).

ويقول المبشر تاكلي: (يجب أن نستخدم القرآن ـ وهو أمضى سلاح في الإسلام ـ ضد الإسلام نفسه حتى نقضي عليه تماماً يجب أن نبين للمسلمين أن الصحيح في القرآن ليس جديداً وأن الجديد فيه ليس صحيحاً).

العالم لا يستطيع الصمود أمام الإسلام

ويقول مرماديوك باكتول: (إن المسلمين يمكنهم أن ينشروا حضارتهم في العالم الآن بنفس السرعة التي نشروها بها سابقاً، بشرط أن يرجعوا إلى الأخلاق التي كانوا عليها حين قاموا بدورهم الأول، لأن هذا العالم الخاوي لا يستطيع الصمود أمام روح حضارتهم).

انشروا الإلحاد بين المسلمين

(ويقول صموئيل زويمر رئيس جمعيات التبشير في مؤتمر القدس للمبشرين المنعقد عام 1935: (إن مهمة التبشير التي ندبتكم الدول المسيحية للقيام بها في البلاد المحمدية ليست في إدخال المسلمين في المسيحية، فإن في هذا هداية لهم وتكريماً.

إن مهمتكم أن تخرجوا المسلم من الإسلام ليصبح مخلوقاً لا صلة له بالله وبالتالي لا صلة تربطه بالأخلاق التي تعتمد عليها الأمم في حياتها، وبذلك تكونون بعملكم هذا طليعة الفتح الاستعماري في الممالك الإسلامية.

لقد هيأتم جميع العقول في الممالك الإسلامية لقبول السير في الطريق الذي سعيتم له ألا وهو إخراج المسلم من الإسلام، إنكم أعددتم نشأ لا يعرف الصلة بالله ولا يريد أن يعرفها، أخرجتم المسلم من الإسلام ولم تدخلوه في المسيحية، وبالتالي جاء النشئ الإسلامي مطابقاً لما أراده الاستعمار، لا يهتم بعظائم الأمور، ويحب الراحة والكسل، ويسعى للحصول على الشهوات بأي أسلوب حتى أصبحت الشهوات هدفه في الحياة، فهو إن تعلم للحصول على الشهوات، وإذا جمع المال فللشهوات وإذا تبوأ أسمى المراكز ففي سبيل الشهوات، إنه يجود بكل شيء للوصول إلى الشهوات، أيها المبشرون إن مهمتكم تتم على أكمل الوجوه).

ويقول صموئيل زويمر نفسه في كتاب الغارة على العالم الإسلامي: (إن للتبشير بالنسبة للحضارة الغربية مزيتين: مزية هدم ومزية بناء، أما الهدم فنعني به انتزاع المسلم من دينه ولو بدفعه إلى الإلحاد).

وأما البناء فنعني به تنصير المسلم إن أمكن ليقف مع الحضارة الغربية ضد قومه).

تشجيع المدارس العلمانية

ويقول المبشر تكلي: (يجب أن نشجع إنشاء المدارس على النمط الغربي العلماني لأن كثيراً من المسلمين قد زعزع إعتقادهم بالإسلام والقران حينما درسوا الكتب المدرسية الغربية وتعلموا اللغات الأجنبية).

ويقول زويمر: (ما دام المسلمون ينفرون من المدارس المسيحية فلا بد أن ننشئ لهم المدارس العلمانية ونسهل التحاقهم بهذه المدارس التي تساعدنا على القضاء على الروح الإسلامية عند الطلاب).

إفساد الشباب والقادة

ويقول جب: (لقد فقد الإسلام سيطرته على حياة المسلمين الاجتماعية وأخذت دائرة نفوذه تضيق شيئاً فشيئاً حتى انحصرت في طقوس محددة، وقد تم معظم هذا التطور تدريجياً من غير وعي وانتباه، وقد مضى هذا التطور الآن إلى مدى بعيد، ولم يعد من الممكن الرجوع فيه، لكن نجاح هذا التطور يتوقف إلى حد بعيد على القادة والزعماء في العالم الإسلامي وعلى الشباب منهم خاصة كل ذلك كان نتيجة النشاط التعليمي والثقافي العلماني).

مزقوا وحدة المسلمين!

ويقول القس سيمون: (إن الوحدة الإسلامية تجمع آمال الشعوب الإسلامية وتساعد على التملّص من السيطرة الأوربية، والتبشير عامل مهم في كسر شوكة هذه الحركة، من أجل ذلك يجب أن نحوَّل بالتبشير اتجاه المسلمين عن الوحدة الإسلامية).

ويقول ارفوند توينبي في كتابه (الإسلام والغرب والمستقبل) :

(إن الوحدة الإسلامية نائمة لكن يجب أن نضع في حسابنا أن النائم قد يستيقظ).

ومما يذكر هنا أنه في سنة 1907 عقد مؤتمر أوربي كبير ضم أضخم نخبة من المفكرين والسياسيين الأوربيين برئاسة وزير خارجية بريطانيا الذي قال في خطاب الافتتاح: (إن الحضارة الأوربية مهددة بالانحلال والفناء، والواجب يقضي علينا أن نبحث في هذا المؤتمر عن وسيلة فعالة تحول دون انهيار حضارتنا).

واستمر المؤتمر شهراً من الدراسة والنقاش.

واستعرض المؤتمرون الأخطار الخارجية التي يمكن أن تقضي على الحضارة الغربية الآفلة فوجدوا أن المسلمين هم أعظم خطر يهدد أوربة.

فقرر المؤتمرون وضع خطة تقضي ببذل جهودهم كلها لمنع إيجاد أي اتحاد أو اتفاق بين دول الشرق الأوسط، لأن الشرق الأوسط المسلم المتحد يشكل الخطر الوحيد على مستقبل أوربة، وأخيراً قرروا إنشاء قومية غربية معادية للعرب والمسلمين شرقي قناة السويس ليبقى العرب متفرقين، وبذا أرست بريطانيا أسس التعاون والتحالف مع الصهيونية العالمية التي كانت تدعو إلى إنشاء دولة يهودية في فلسطين.

ديكتاتوريات عسكرية للقضاء على الإسلام

ويقول المستشرق وك سميث الأمريكي والخبير بشؤون الباكستان: (إذا أعطي المسلمون الحرية في العالم الإسلامي وعاشوا في ظل أنظمة ديمقراطية، فإن الإسلام ينتصر في هذه البلاد، وبالدكتاتوريات وحدها يمكن الحيلولة بين الشعوب الإسلامية ودينها.

وينصح رئيس مجلة تايم ـ في كتابه (سفر آسيا) ـ الحكومة الأمريكية أن تنشيء في البلاد الإسلامية ديكتاتوريات عسكرية للحيلولة دون دعوة الإسلام السيطرة على الأمة الإسلامية، وبالتالي الانتصار على الغرب وحضارته واستعماره.

محاولة إفساد الشباب

وقد حكى قادم من الضفة الغربية: إن السلطات الصهيونية تدعو الشباب العربي بحملات منظمة وهادئة إلى الاختلاط باليهوديات وخصوصاً على شاطئ البحر، وتتعمد اليهوديات دعوة هؤلاء الشباب إلى الزنا بهن، وإن السلطات اليهودية تلاحق جميع الشباب الذين يرفضون هذه العروض بحجة أنهم من المنتمين للحركات الفدائية، كما أنها لا تدخل إلى الضفة الغربية إلا الأفلام الجنسية الخليعة جداً، وكذلك تفتح على مقربة من المعامل الكبيرة التي يعمل فيها العمال العرب الفلسطينيون دوراً للدعارة مجانية تقريباً، كل ذلك من أجل تدمير أخلاق أولئك الشباب).

التعذيب في سجون بغداد

نقل لي أحد العلماء الذين أدخلهم حزب البعث العراقي سجن (قصر النهاية) وهو قصر كان لـ(عبد الإله) وكان يسمى في أيام الملكين بـ(قصر الرحاب)، وعندما أطاح البريطانيون ـ كما هو المعروف ـ مشتركين مع الإسرائليين بحكم الملكيين حيث مال الملكيون شيئاً ما إلى الأمريكيين عبر الانقلاب الذي قاده عبد الكريم قاسم سنة ألف وتسعمائة وثمان وخمسين ميلادية.. سمي هذا القصر بـ(قصر النهاية) أي نهاية الحكم السابق أو نهاية الإنسان تخويفاً، ثم اتخذ هذا القصر معتقلاً بعدما أضيفت إليه أقسام عديدة، والقصر مكان كبير جداً تحيط به أرض واسعة وأسوار عالية وحدائق تجعله صالحاً لأن يكون معتقلاً لأنه بعيد عن أنظار الناس ولا يسمع أصوات المعذبين فيه أحد من الخارج.

قال هذا العالم: إن أقسام التعذيب النفسي والجسدي التي كان جلاوزة البعث يمارسونها مع العلماء والشباب المؤمن ومن إليهم لأجل نزع الإسلام عن قلوبهم كانت أكثر من مائة قسم، وكانوا قد عذبوه هو بنفسه (أي هذا العالم بالعشرات من هذه الأقسام) لأجل أن يعترف ـ زوراً وكذباً ـ بأنه هو وجماعة من علماء النجف وكربلاء من عملاء أمريكا، لكن العالم صبر وصمد أمام كل أقسام التعذيب حتى حكم عليه بالسجن عشر سنوات، ثم أخرج من قصر النهاية إلى المعتقل، وبعد فترة أطلق سراحه أيضاً بفضل الله سبحانه وتعالى.

الطائفة الأولى من التعذيب

وقد نقل لنا هذا العالم طائفتين من القصص: طائفة تتناول كيفيات التعذيب، وطائفة تتناول طبيعة أعمال الجلاوزة في قصر النهاية، نتقلها نحن بإيجاز حتى نتعرف على مدى تحكم الغربيين ـ وبالأخص البريطانيين والإٍسرائيليين ـ بالمسلمين، وإنهم أخذوا يطبقون في البلاد الإسلامية حلمهم القديم في إبادة المسلمين وتعذيبهم وتفتينهم عن دينهم وإذلالهم.

فقد ذكر في الطائفة الأولى من أساليب التعذيب البعثية.

1 ـ إهانة المقدسات:

إجبار المعتقل على سب الله تعالى والرسول (صلّى الله عليه وآله) والأئمة (عليهم السلام) والقرآن، والاستهزاء بالمقدسات، وقد ذكر أحدهم الزهراء (عليها السلام) بسب مقذع لا يمكن التفوه به.

كما أنهم كانوا يجبرون المعتقلين على الترحم على (يزيد) لأنهم يعرفون أن المسلمين يكنّون ليزيد بصورة خاصة العداء والبغضاء، وكذلك الترحم على (ابن زياد) و(ابن سعد) و(شمر) و(هارون) ومن إليهم من العباسيين، خصوصاً الذين كانوا أكثر عداءً لأهل البيت (عليهم السلام) كالمتوكل.

2 ـ اغتصاب أقرباء السجين:

يأتون بأقرباء المسجون من بنين وبنات لأجل أن يعترف المسجون بما يشاؤون، فإذا لم يعترف جاؤوا بأقربائه وهددوه بأنه إذا لم يعترف بما يريدون فإنهم يغتصبون ذويه، وأحياناً يكون القريب صغيراً، كبنت لها ست أو سبع سنوات أو ولد كذلك وأحياناً ينتهي الأمر إلى الموت. وكان هذا العالم قد رأى مثل هذا الشيء بأم عينيه مرتين وأضاف إنهم يرتكبون ذلك أمام السجناء الآخرين بغية تخويفهم بأنهم إذا لم يعترفوا انتزعوا الاعتراف منهم بهذه الصورة.

3 ـ تسليط الكلاب الجائعة:

تسليط الكلاب الجائعة على الإنسان المعتقل، وأحياناً كانوا يجوَّعون الكلاب ثلاثة أيام أو يومين ثم يربطون المعتقل ربطاً محكماً ويسلطون عليه كلبين أو ثلاثة أو أربعة فتنهش جسمه، وتأكل لحمه، وهو حيّ.

4 ـ تعرية المرأة والاعتداء عليها:

تعرية المرأة عن ملابسها، وأمرها أن تقفز أمام الجلاوزة، وإذا لم تقفز ضربوها بالسياط الشائكة وأحياناً بالسياط الكهربائية، ثم يربطونها ويعتدون عليها وكذلك يعملون أحياناً مع الشاب فيعرونه من ملابسه ويأمرونه بالقفز ثم يعتدون عليه.

5 ـ الاختلاط العاري بين الجنسين:

يعرون جماعة من النساء والرجال، ويحبسونهم في غرفة واحدة.

6 ـ بتر الأعضاء:

بتر أعضاء الجسم كاليد والرجل والأنف والأذن وحتى مواضع الجنس وكذلك أيضاً: فقأ العين.

7 ـ الغطس في حوض القذارات:

تغطيس الرأس في حوض من النجاسة، فإذا أحسوا بأنه على وشك الموت رفعوا رأسه وهكذا يكررون العملية مرات مما سبب ذات مرة موت المعتقل.

8 ـ الموقد الكهربائي:

إجلاسه على الموقد الكهربائي وأحياناً يمددونه على السرير الحديدي المكهرب حتى يشتم المعتقلون من هذا المعذب رائحة اللحم المشوي، ويغمى عليه، وأحياناً ينتهي الأمر إلى موته.

9 ـ شيّ الجسد:

تقطيع اللحم من جسد المعتقل المعذب، وجعل بعض أجزاء جسده على النار، ويسمونه (الكَص)، ويطعمون المعذب وأصدقاءَه المعذبين مما ينتهي في أكثر الأحيان إلى إغماء المعذب.

10 ـ السرداب الرهيب:

إنزال المعتقل إلى سرداب رهيب فيه جثث الأموات، وشعور النساء، والأظفار المقلوعة، والعظام وما أشبه قال هذا العالم: أنزلوني ذات مرة في مثل هذا السرداب وكان السرداب مظلماً، وفي آخر السرداب شمعة صغيرة، ولما دخلت السرداب رأيت فيه أناساً جالسين فظننت أنهم مثلي، عذبوهم ثم جاؤوا بهم إلى هنا لانتهاء تعذيبهم، فسلمت عليهم ولكنهم لم يردوا السلام، فتعجبت وظننت أنهم من الأمن يريدون تعذيبي أو تخويفي، فسلمت مرة ثانية فلم يجيبوا، وسلمت مرة ثالثة وسألت: من أنتم؟ هل أنتم من الأمن أو من السجناء؟ ولما لم يجيبوا لمست بعضهم وإذا به ميت جاؤوا به هنا لإرعاب السجناء، فخفت كثيراً، لكنني توكلت على الله تعالى، وذكرت اسم الله عز وجل، وأخذت أتصفح أولئك الجالسين، فرأيت بعضهم أمواتاً وقد أسندوا إلى الجدار لئلا يسقطوا، كما رأيت بعض الرؤوس المقطوعة المنفصلة عن أجسادها، ورأيت الأيادي والأرجل المكسورة، وكنت أشم الرائحة الكريهة جداً، فأصبت من جراء ذلك بالغثيان والدوران في رأسي وظننت إني سوف أقضي نحبي من كثرة ما أصابني من التقيؤ والاستفراغ، وبقيت هناك ساعات، ثم أخرجوني وأنا شبه مغمى عليّ وعالجوني بالمعقمات والأدوية المضادة للتسمم حتى رجعت إلى ما كنت عليه من الحالة الطبيعية.

11 ـ كهربة الأعضاء الحساسة:

إيصال الكهرباء إلى المناطق الحساسة من الجسم كأجفان العين، وتحت الأباط، والأعضاء التناسلية، والأذن، وما أشبه، مما يحدث في المعذب ارتجاجاً شديداً، وأحياناً يصاب بمس من الجنون.

12 ـ ضرب الأرجل:

شد الأرجل بحبل والضرب بالعصى الغليظة عليها عنيفاً وأحياناً يستعملون ذلك مع المعذب حتى تدمى رجليه وتتورم ولا يتمكن من الجلوس والمشي.

13 ـ القنينة الزجاجية:

إجلاس المعتقل بعنف على قنينة زجاجية كقنينة (البيبسي كولا) أو ما شابهها مما يسبب له الإغماء غالباً.

14 ـ ثقب الأعضاء:

ثقب الرجل أو اليد بآلة كهربائية وكذلك ثقب الأذن والأنف.

15 ـ التعليق بالمراوح السقفية:

تعليق المعتقل بالمروحة السقفية من رجليه، ثم تشتغل المروحة بشدة، والجلاوزة يلتفون حول المعذب يضربونه بالسياط.

16 ـ إحراق الشعر واللحية:

حرق شعور النساء ولحى الرجال، وإطفاء السجاير على مختلف مواضع الجسم، وأحياناً في داخل العين.

17 ـ قلع الأظافر:

قلع الأظافر، وإدخال الأبر في الأنامل.

18 ـ شق طرفي الفم:

شق الفم من الطرفين، يعملون هذا مع من يقولون أنه سبهم، أو صعد المنبر، وبلّغ للدين الإسلامي.

19 ـ النفخ في البطن:

نفخ بطن المعذب بالمنفاخ حيث يدخلون المنفاخ الكهربائي في أسفله ثم ينفخون فيه فتتمزق أحشاؤه وأحياناً يموت من اثر ذلك بعد أيام قلائل.

20 ـ الكيّ بالنار:

الكيّ بالنار، وذلك بان يدخلوا السلك الحديدي في النار ثم يضعونه على يد السجين أو رجله أو بطنه أو صدره، وأحياناً يدخلون هذا السلك من طرف من أطرافه ويخرجونه من الطرف الآخر، وبعد ذلك يتقيح الموضع مما يسبب الآلام الكثيرة للسجين.

21 ـ أرض الأوساخ:

إلقاء من يريدون تعذيبه على ارضية تصليح السيارات المملوءة بالزيت والأوساخ والتعفن.

22 ـ تعليق المرأة من شعرها:

تعليق المرأة من شعرها بعد ربط الأيدي والأرجل، وأحياناً يعرونها تعرية تامة، ثم يعلقونها من شعرها أو من ثديها، الخ..

23 ـ لسعات النحل:

يعرّون المعتقل ويضعونه في مكان ممتلئ بالنحل، فتنقض عليه وتلسع مواضع من جسمه، وكثيراً ما يغمى على هذا المعتقل، وإذا لم يريدوا موته حقنوه بعد ذلك بالحقن المضادة.

24 ـ الزنزانات الانفرادية:

حبس المعتقل في الزنزانات الانفرادية بحيث لا يتمكن من القيام ولا من المنام، وأحياناً يملؤون المكان بالماء الحار والبارد حتى يكون المعتقل الجالس مغموراً بالماء إلى نصف جسمه، وأحياناً يضعون المعتقل في أسطوانات خاصة عملت لهذا الغرض فيبقى المعتقل فيها واقفاً لا يستطيع الجلوس ولا التحرك، وأحياناً، يفتحون الباب ليجدوا المعتقل ميتاً.

25 ـ نتف الشعر:

نتف شعر الرأس واللحية والحاجب والأهداب وما أشبه بجهاز خاص، وكثيراً ما تنقلع بعض أجزاء اللحم مع الشعر مما يوجب ألماً مراً للمعتقل.

26 ـ إزعاج النائمين:

إزعاج المعتقل في أوقات منامه بمكبرات صوت قوية، وبمصابيح كهربائية قوية، مما يسبب له إزعاجاً غريباً، ويخلق فيه الارتجاف الشديد وأحياناً يصبون على النائم ماءً حاراً جداً أو بارداً جداً مما يسبب له توتر الأعصاب.

27 ـ كبس الأذن بالجدار:

كبس الأذن بالجدار بمسمار في حالة جلوس المعذب أو نومه أو وقوفه، وأحياناً يصاب المعذب بالانهيار فيسقط فتنخرق أذنه ويسيل الدم منها.

28 ـ الرمي إلى الأسفل:

يربطون الرجل بحبل قوي أو سلك أو ما أشبه ثم يلقون المعتقل من طابق عال أو يرمونه في بئر مما يسبب له (النتل) الشديد عند السقوط، وأحياناً يسبب ذلك قطع عصب الرجل أو انخلاع المفصل أو نحو ذلك.

29 ـ قلع الأسنان:

قلع الأسنان أو كسرها بآلات حديدية وأحياناً يسبب ذلك كسر الفك أو اقتطاع اللحم مع السن.

30 ـ قطع المعتقل عن العالم الخارجي:

حبس المعتقل في زنزانات مظلمة وأحياناً مرطوبة وأحياناً مليئة بالماء، بحيث لا يرى السجين النور ولا يميز الليل من النهار، وأحياناً يسلطون أنبوباً من فوق رأسه يقطر الماء الحار أو البارد قطرة قطرة على الرأس مما يسبب للمعتقل إزعاجاً غريباً.

31 ـ التهديدات السافلة:

تهديد المعتقل بتهديدات سافلة أو إعدامه أو ما أشبه مما يسبب له ألماً نفسياً كبيراً.

32 ـ وضع اليد في شق الباب:

وضع اليد في الباب وغلقه عليها، وكذلك أحياناً وضع الرجل.

33 ـ عدم السماح بالنوم:

تعذيب المعتقل بعدم السماح له بأن ينام، وذلك بان يضربونه كلما أراد النوم أو يوخزونه بإبرة أو ما أشبه، وأحياناً يصاب بالانهيار فيسقط على الأرض من شدة النعاس، وأحياناً ترتجّ أعصابه ارتجاجاً شديداً.

34 ـ القير المذاب:

وضع رجلي المعتقل أو يديه أو مؤخر رأسه في القير المذاب وأحياناً يصبونه على جسده.

35 ـ ربط اليدين عند الأكل:

ربط يد المعتقل عند الأكل أو الشرب ليجبر على الانحناء ويأكل ويشرب كالدواب، وأحياناً يربطون يده عند إرادته قضاء الحاجة مما يسبب أن لا يتمكن من تطهير نفسه بالماء.

36 ـ غرس الأبر في اللسان:

سلّ لسان المعتقل، ثم غرس أبرة كبيرة فيه من خارج الفم، مع ربط يديه ورجليه لكي لا يتمكن من إخراج الابرة فيبقى لسانه مدلعاً خارج فمه مما يسبب له تعذيباً جسدياً ونفسياً في وقت واحد، وأحياناً يرشون على ذلك اللسان المجروح الفلفل أو الملح أو سائر المواد الحارقة الحادة، كما أنهم يجرحون بعض مناطق الجسم الآخر ويرشون عليه الخل أو الملح أو الفلفل أو ما شابه ذلك.

37 ـ دحرجة السجين:

يعصّبون عين المعتقل ويربطون يديه ورجليه حتى لا يتمكن من التحرك ثم يدحرجونه من درج أو نحوه حتى يسقط إلى أسفل، وتصيبه الرضوض والكسور والجراح.

38 ـ المواد الحارقة:

صب الأسيد أو المواد الحارقة الأخرى على بعض أنحاء الجسم للتشويه والإيلام، وأحياناً يصبون الأسيد في عينه أو في فمه أو في بعض أعضائه التناسلية مما يسبب له إيلاماً شديداً.

39 ـ الحقن بالماء الحار:

حقن المعتقل بالماء الحار الذي يغلي، مما يسبب له تورماً في داخل البطن، وحروقاً شديدة، وآلاماً كثيرة.

40 ـ الكلب يعبث بالمعتقل:

شد المعتقل بكرسي، وإخراج (...) من ثقب في أسفل الكرسي ثم تسليط كلب معلم ليلعب به، فيوجب ذلك للمعتقل أشد الألم ويغمى عليه في كثير من الأحيان.

41 ـ كماشة على الأنف:

وضع كماشة على أنف المعتقل مما يسبب له ألماً شديداً، ولا يتمكن من التنفس إلا من فمه، وتتغير بذلك نبرة صوته، فإذا أراد أن يتكلم ضحك عليه الجلاوزة، وذلك مع شد يديه حتى لا يتمكن من إزاحة الكماشة.

42 ـ صبغ نصف الوجه:

صبغ نصف الوجه مورباً أو عمودياً أو أفقياً بصبغ ثابت لا يزول مما يسبب للمعتقل آلاماً نفسية بسبب ضحك الجلاوزة عليه.

43 ـ تعذيب السجين بزملائه:

ضرب معتقل بمعتقل آخر ضرباً عنيفاً، أو ضرب راس أحدهما براس الآخر، أو بالحائط، أو شد اليدين والرجلين وربط المعتقل بالأرض وإلقاء معتقل آخر بعد شد يديه ورجليه على ذلك المعتقل، وأحياناً يلقون خمسة معتقلين بعضهم فوق بعض، ويشدونهم بحبل حتى يسبب لهم ثقلاً وإزعاجاً وتعذيباً نفسياً وجسدياً.

44 ـ مسحوق دي. دي. تي:

ملء عيون المعتقل بمسحوق (دي. دي. تي) الذي يستعمل لإبادة الحشرات، أو صب النفط في عين المعتقل، وأحياناً يمددون المعتقل ويفتحون فمه ويبول الجلاوزة أو يتغوطون في فمه مما يسبب له أذى كبيراً.

45 ـ البول بدل الماء:

عدم إعطاء الماء للمعتقل، ثم تقديم بول أو ماء وسخ إليه حتى يجبر على شربه من شدة العطش، وأحياناً يمنعون الماء عن معتقل حتى يموت عطشاً خصوصاً في شدة القيظ في تموز.

46 ـ تنظيف الأوساخ بالملابس:

أمر المعتقل بكنس المراحيض، وجمع القمامة بملابسه، وأحياناً يصبون فوق رأس المعتقل المربوط إناءً من القذارة والنجاسة، وأحياناً لا يتركون المعتقل يخرج من غرفته للتخلي فيجبر على أن يبول ويتغوط في نفس غرفته مما يسبب له تلوثاً وأذيةً وتعفناً، وأحياناً يفعلون ذلك بعدة معتقلين في غرفة واحدة.

47 ـ جرّ آلة المعتقل:

ربط آلة المعتقل بحلبل مع ربط نفس المعتقل بالحائط ونحوه، ثم جر الحبل، ونتره مما يسبب له أذى، وأحياناً يوجب له إغماءً.

48 ـ الأموات في الزنزانة:

يأتون بالميت في قصر النهاية إلى بعض غرف المعتقلين ويتركونه في غرفة المعتقلين مما يسبب إرهابهم وإيذائهم بعفونته بعد يومين أو ثلاثة أيام.

49 ـ حديدة في الفم:

وضع حديدة في فم المعتقل وربطه من وراء رأسه مما يترك المعتقل فاغر الفم ويسبب له آلاماً جسدية ونفسية.

50 ـ تقليد البهائم:

ربط رقبة المعتقل بحبل غليظ يسبب له إيلاماً في رقبته، ثم يمسك أحد الجلاوزة طرف الحبل ويؤمر المعتقل بأن ينحني ويمشي على يديه ورجليه، ويصيح فإذا لم يفعل ذلك ضربوه بالسياط.

إلى غير ذلك من الأقسام التي رآها هذا العالم رؤية العين.

الطائفة الثانية من التعذيب

قصص نقلها هذا العالم مما رآه في قصر النهاية.

قال: إنه ذات مرة جاؤوا بأربعة من الضباط، الشباب، وربطوهم بالحائط ثم قال أحد المجرمين في قصر النهاية لجملة من حملة البندقيات ـ وكان رئيساً لهم ـ: جربوا بندقياتكم على هؤلاء، وإذا بهم يمطرون أولئك الضباط بوابل من الرصاص أجرت منهم الدماء الغزيرة وسلموا أرواحهم الى الله سبحانه في اللحظة.

وذات مرة حكم على إنسان بالإعدام، لكن بعد يوم رأيناهم وقد أتوا بأحد المجانين ـ وكانت آثار الجنون ظاهرة عليه ـ وأعدموه بالكرسي الكهربائي، وأطلق سراح المحكوم عليه بالإعدام، فتعجبنا من الحادث، وبعد أن خرجنا من قصر النهاية علمنا أن ذوي المحكوم عليه لما سمعوا بحكم الإعدام هرعوا إلى خير الله طلفاح (وهو خال صدام وأبو زوجته) وأرشوه بمائة ألف دينار، فاحتال الطلفاح للجمع بين أمر محكمة الثورة بالإعدام وبين نجاة السجين بهذا الأسلوب مما ذهب ضحيته مجنون بريء.

وفي ذات مرة اعتقل شاب وعذب ولما سألناه عن سبب اعتقاله؟ قال: إنه تزوج من فتاة وأراد رئيس الحزب في منطقته في بلد (كذا) أن يشترك معه في زوجته مما أدى الأمر إلى النزاع بينهما، فإتهمه البعثي بأنه قد حاز على أسلحة ضد الحكومة ودس في داره سلاحاً، فقادوه إلى الإعتقال، قال العالم: وكان ذلك الشاب يبكي ويقول إنه لا يعلم ماذا تلاقي زوجته من ذلك الرئيس، بعد أن صفا له الجو.

إلى غير ذلك من القصص التي كان يرويها ذلك العالم، مما لو أردنا سردها لأصبح كتاباً ضخماً، وإنما أردنا الإلماع فقط، ليعرف: كيف أن الغربيين يحقدون على الإسلام والمسلمين حقداً لا يشابهه حقد مما سبب تدمير البلاد الإسلامية ومنها العراق ـ الذي ابتلي بحزب البعث عميل بريطانيا وإسرائيل ـ.

 

1 ـ وهي مصر وكان ذلك في زمان عبد الناصر.