الفهرس

المؤلفات

 الاجتماع

الصفحة الرئيسية

 

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على محمد وآله الطاهرين ولعنة الله على أعدائهم إلى يوم الدين

جعل الإسلام منهاجاً دقيقاً للحياة يشتمل جميع جوانبها، ولايشذ عنها شاذ، فهو يقرر:

برامج للفرد..

ودساتير للعائلة..

ومناهج للمجتمع..

إلى جنب أنه يقرر للروح أنظمة..

وللجسم قوانين..

ثم يربط الجميع برابط عام يكون بمثابة الروح للقوانين والمقاييس.. وهو تقوى الله الذي يعلم السر والعلن، والظاهر والباطن.. يجازي بالإحسان حسناً، وبالإساءة سيئاً.

وبذلك يستتب النظام.. وتتسق الأمور.. في إطار عام من السكينة والراحة، والهدوء والرفاه.. فينقلب المجتمع من الجحيم الذي لا يطاق إلى جنة نعيم، يضرب الأمن والسعادة أطنابه على الأفراد والجماعات..

وتخيم الراحة والرفاه على كل ذي روح.. وفي مثل هذا الظرف فقط ينمو كل شيء نموَّه المقدر له، ويكتمل كماله اللائق به.. فتزدهر الحياة المادية وتستقيم الملكات الروحية.. في ظل الحق والعدل.

والإسلام في عهده الطويل الذي كان قابضاً بزمام الحكم طيلة ثلاثة عشر قرناً بما في ذلك من بعض الخارجين على أنظمته، والدخلاء العاملين بوحي من أهوائهم وشهواتهم الرخيصة.. قد أدبنا ما لم يسبق له في التاريخ نظير..

أما هذا العصر: عصر القتل والجهل.. والسجن والظلم.. والمرض والفقر.. «القرن العشرين» فيكفي أقل نظر إليه، ثم مقايسته بالعصر الإسلامي، كي يعلم الفرق الواضح.. والبون الشاسع، ويعرف إلى أي مهوى تردت البشرية في ظل الأنظمة المسماة بالديمقراطية!!. والحكومات الدستورية.. إذ أزيح الإسلام عن الحكم واستبد به الغرب المادي.. والشرق الملحد.

ومن السمات البارزة للإسلام، والخطوط العريضة التي وضعها للرفاه والسعادة: هي (العدالة) و(المساواة) اللتان يتحلى بهما هذا الدين، في كل جانب من جوانبه، وناحية من نواحيه: ناحية السلطة والقضاء.. والعائلة والأسرة.. والمعاملة والمعاشرة.. وأخيراً: المجتمع كله.

وها نحن نقدم طرفاً من العدالة والمساواة الإسلاميتين في هذا الكتاب، إيضاحاً للحقيقة.. وتنويراً للمجتمع.. حتى يعرفوا كم خسر العالم من إزاحة الإسلام عن الحكم، لعل أن يندموا على ما فرطوا، ويعملوا لأن تكون كلمة الإسلام هي السائدة، وبها يرجع ما فاتهم من خيرات إلى عالم الوجود، وبذلك يكونوا قد قدموا إلى البشرية خير الدنيا، وسعادة الآخرة.

ولا أراني بحاجة إلى المقارنات، بين العدالة الإسلامية، وبين العدالة المسماة بالديمقراطية! (إن كانت فيها عدالة) التي تظللنا اليوم..

إذ كلنا يعرف هذا العدالة المزعومة، ولا يحتاج إلى أكثر من أن يرى العدالة الإسلامية، كما أن من في الظلمة لا يحتاج ـ لعرفانه الحقيقة ـ إلى أكثر من أن يفتح له نافذة من الضياء، كي يدرك ما يعيش فيه من الظلمة والعمى! والله الموفق.

كربلاء المقدسة           

محمد بن المهدي الحسيني الشيرازي