الفهرس

المؤلفات

 التفسير وعلوم القرآن

الصفحة الرئيسية

 

سورة الحجرات

(وفيها ست آيات)

1 ـ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لاَ تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيِ اللهِ / 1

2 ـ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لاَ تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ / 2.

3 ـ إِنَّ الَّذِينَ يَغُضُّونَ أَصْوَاتَهُمْ عِنْدَ رَسُولِ اللهِ / 3.

4 ـ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ / 6.

5 ـ وَإِنْ طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا / 9.

6 ـ إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللهِ / 15.

((يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيِ اللهِ وَرَسُولِهِ وَاتَّقُوا اللهَ إِنَّ اللهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ))

الحجرات/ 1

أخرج العالم (الحنفي) الشيخ محمد الصبّان المصري في كتابه (إسعاف الراغبين في سيرة المصطفى وأهل البيت الطاهرين) بسنده عن ابن عباس قال:

(ما أنزل الله ((يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا)) إلاّ وعليٌّ أميرها وشريفها، ولقد عاتب الله أصحاب محمد ـ (صلى الله عليه وآله وسلّم) ـ في غير مكان، وما ذكر علياً إلاّ بخير [1].

(أقول): لا تنافي بين كون هذه الآية نهياً وبين كونه فضيلة للإمام أمير المؤمنين (عليه السلام) لما مرّ غير مرة من أنّ علياً هو المنتهي عن نواهي الله، قبل أن يرد النهي عنها، ولذا كان نص الحديث (فإنّ لعلي سابقة ذلك وفضيلته) يعني: (السبق إلى العمل بالأمر الوارد، أو السبق إلى الانتهاء عن المنهي الوارد، وفضيلة ذلك السبق لعلي بن أبي طالب (عليه السلام).

((يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَرْفَعُوا أَصْواتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ وَلا تَجْهَرُوا لَهُ بِالْقَوْلِ كَجَهْرِ بَعْضِكُمْ لِبَعْضٍ))

الحجرات/ 2

أخرج العالم الحنفي، محمد بن يوسف الزرندي، في نظم درر السمطين، عن ابن عباس قال: ما نزل ((يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا)) إلاّ وعليٌّ رأسها وأميرها، ولقد عاتب الله أصحاب محمد في غير آي من القرآن، وما ذكر علياً إلاّ بخير [2].

(أقول): لم يكن علي (عليه السلام) ليرفع صوته فوق صوت النبي (صلى الله عليه وآله وسلّم) من قبل نزول هذه الآية، فهو منتهي عن ذلك قبل النهي عنه، ولذا كان في هذا الحديث وغيره (وما ذكر علياً إلاّ بخير).

وقد ذكرنا في الآية السابقة ما ينفع المقام، فراجع.

((إِنَّ الَّذِينَ يَغُضُّونَ أَصْواتَهُمْ عِنْدَ رَسُولِ اللهِ أُولئِكَ الَّذِينَ امْتَحَنَ اللهُ قُلُوبَهُمْ لِلتَّقْوى لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ عَظِيمٌ))

الحجرات/ 3

روى العلاّمة البحراني عن (الجمع بين الصحاح الستة) لرزين العبدري، من الجزء الثالث من آخره في ذكر غزوة الحديبية عن سنن أبي داود، وصحيح الترمذي قال: عن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب قال:

لمّا كان يوم الحديبية، خرج إلينا أناس من المشركين من رؤسائهم، فقالوا لرسول الله (صلى الله عليه وآله وسلّم): قد خرج إليكم من أبنائنا وأرقائنا وإنما خرجوا فراراً من خدمتنا، فأرددهم إلينا.

فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلّم):

(يا معشر قريش، لتنتهُن عن مخالفة أمر الله، أو ليبعثُن إليكم من يضرب رقابكم بالسيف ((الذين امْتَحَنَ اللهُ قُلُوبَهُمْ لِلتَّقْوى))).

قال بعض أصحاب رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلّم): ومن أولئك يا رسول الله؟

قال (صلى الله عليه وآله وسلّم): منهم خاصف النعل، وكان قد أعطى علياً نعله يخصفها [3].

((يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جاءَكُمْ فاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا))

الحجرات/ 6

أخرج مفسّر الشوافع، جلال الدين، بن أبي بكر السّيوطي في تفسيره (بإسناده المذكور) عن مجاهد عن ابن عباس (قال): ما أنزل الله آية فيها: ((يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا)) إلاّ وعليٌّ رأسها وأميرها [4].

(أقول): هذا حكم من أحكام الإسلام وهو وجوب التبين عند خبر الفاسق، ولا بأس في أنْ يتعلم أحكام الإسلام من الله، ومن رسول الله؛ فهو تلميذ رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلّم).

والقطعة الثانية من الآية: (أَنْ تُصِيبُوا قَوْماً بِجَهالَةٍ)) الخ فهو ممّا انتفى عن علي (عليه السلام) انتفاء المحمول بانتفاء موضوعه كما لا يخفى على ذوي البصائر.

((وَإِنْ طائِفَتانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُما فَإِنْ بَغَتْ إِحْداهُما عَلَى الأُخْرى فَقاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّى تَفِي‏ءَ إِلى أَمْرِ اللهِ))

الحجرات/ 9

علي وأصحابه أولى بالحق

روى الحافظ سليمان القندوزي (الحنفي) عن الحاكم في المستدرك بين الصحيحين، بسنده عن أبي سعيد الخدري، عن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلّم) أنّه قال في الخوارج ـ في حديث ـ:

أما أنّه ستمرق مارقة، يمرقون من الدين مروق السهم من الرمية، ثم لا يعودون إليه حتى يرجع السهم على قوسه، يقرؤون القرآن لا يجاوز تراقيهم، يحسنون القول ويسيئون الفعل، فمن لقيهم، فليقاتلهم، فمن قتلهم، فله أفضل الأجر، ومن قتلوه، فله أفضل الشهادة، هم شرّ البرية، بريء الله منهم، يقتلهم أولى الطائفتين بالحق).

وفي صحيح البخاري بإسناده عن أبي سعيد الخدري (أنّه قال: فأشهد أنّي سمعتُ هذا الحديث عن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلّم) وأشهد أنّ علي بن أبي طالب قاتلهم وأنا معه [5].

* * * * *

وفي كتاب (الخلافة والملك) لأبي الأعلى المودودي جاء: (وإنّه لأمر واقع أيضاً: إنّ كلّ الفقهاء والمحدّثين والمفسّرين يتفقون على صواب سيّدنا علي في قتاله أصحاب الجمل وصفين والخوارج وذلك في حديثهم عن الآية ((فَإِنْ بَغَتْ إِحْداهُما عَلَى الأُخْرى فَقاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّى تَفِي‏ءَ إِلى أَمْرِ اللهِ)) لأنّهم يرون أنّه كان إمام أهل العدل، وكان الخروج عليه غير جائز. وعلى حدّ علمي ومعرفتي: ليس ثمة فقيه أو محدّث أو مفسّر قال برأي يخالف هذا) [6].

((... وَجَعَلْناكُمْ شُعُوباً وَقَبائِلَ لِتَعارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللهِ أَتْقاكُمْ)).

الحجرات/ 13.

أخرج الحافظ أبو عبد الله محمد بن يوسف بن محمد القرشي الكنجي (الشافعي) في كفايته بسنده المذكور عن ابن عباس قال:

قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلّم):

(قسم الله الخلق قسمين فجعلني في خيرهما قسماً...).

إلى أنْ قال (صلى الله عليه وآله وسلّم):

ثم جعل البيوت قبائل، فجعلني في خيرها قبيلة، فذلك قوله تعالى:

((شعوباً وقبائل)).

فأنا أتقى وُلد آدم، وأنا أكرمكم على الله عزّ وجلّ ولا فخر... [7]

(أقول): وقبيلة النبي (صلى الله عليه وآله وسلّم) أهل بيته، أو إنّ أهل البيت في طليعة القبيلة، وعلي (عليه السلام) هو سيّد أهل بيته، ـ كما مرّ غير مرة ـ فالآية نازلة في حق علي أمير المؤمنين (عليه السلام) مع شمولها لأهل البيت الأطهار (عليهم السلام).

((إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ لَمْ يَرْتابُوا وَجاهَدُوا بِأَمْوالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللهِ أُولئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ))

الحجرات/ 15

روى الحافظ الحاكم الحسكاني (الحنفي) قال: أخبرنا عقيل بن الحسين، (بإسناده المذكور) عن ابن عباس (في قوله تعالى):

((إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا)) (يعني): صدقوا بالله ورسوله ثم لم يشكوا في إيمانهم. نزلت في علي بن أبي طالب وحمزة بن عبد المطلب وجعفر الطيار.

ثم قال (تعالى): ((وجاهدوا) الأعداء

((بِأَمْوالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللهِ)) في طاعته.

((أُولئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ)) يعني: في إيمانهم فشهد الله لهم بالصدق والوفاء [8].

سورة ق

(وفيها ثلاث آيات)

1 ـ وَجَاءَتْ كُلُّ نَفْسٍ مَعَهَا سَائِقٌ وَشَهِيدٌ / 21.

2 ـ أَلْقِيَا فِي جَهَنَّمَ كُلَّ كَفَّارٍ عَنِيدٍ / 24.

3 ـ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَذِكْرَى لِمَنْ كَانَ لَهُ قَلْبٌ / 37.

((وَجاءَتْ كُلُّ نَفْسٍ مَعَها سائِقٌ وَشَهِيدٌ))

ق/ 21

روى الحافظ الحاكم الحسكاني (قال) حدثونا عن أبي بكر السبيعي (بإسناده المذكور) عن جعفر بن حكيم، عن أمّ سلمة (زوجة رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلّم)) في قول الله عزّ وجلّ:

((وَجاءَتْ كُلُّ نَفْسٍ مَعَها سائِقٌ وَشَهِيدٌ)).

أنّ رسول الله السائق، وعلي الشهيد [9].

((أَلْقِيا فِي جَهَنَّمَ كُلَّ كَفَّارٍ عَنِيدٍ))

ق/ 24

أخرج أبو الحسن عبد الوهاب بن الحسن بن الوليد الكلابي في كتابه (المسند) المعروف بـ (ابن أخي تبوك ـ المتوفى عام 396 هجرية) (بإسناده المذكور) عن شريك بن عبد الله، قال: كنت عند الأعمش وهو عليل، فدخل عليه أبو حنيفة، وابن شبرمة، وابن أبي ليلى، فقالوا له: يا أبا محمد، إنك في آخر يوم من أيام الدنيا، وأول يوم من أيام الآخرة، وقد كنت تحدّث في (فضائل) علي بن أبي طالب بأحاديث، فتُب إلى الله منها.

فقال (الأعمش): أسندوني، أسندوني، فأُسند، فقال:

حدثنا أبو المتوكل الناجي، عن أبي سعيد الخدري، قال قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلّم):

إنْ كان يوم القيامة، قال الله تعالى لي ولعلي: ألقيا في النار من أبغضكما وأدخلا في الجنة من أحبكما فذلك قوله تعالى:

((أَلْقِيا فِي جَهَنَّمَ كُلَّ كَفَّارٍ عَنِيدٍ)).

قال: فقال أبو حنيفة للقوم: قوموا لا يجيء بشيء أشدّ من هذا [10].

وأخرج نحواً منه بسند آخر، محمد بن علي بن شاذان في المناقب المائة من طرق العامة [11].

((إِنَّ فِي ذلِكَ لَذِكْرى لِمَنْ كانَ لَهُ قَلْبٌ أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ وَهُوَ شَهِيدٌ))

ق/ 37

روى الحافظ الحاكم الحسكاني (الحنفي) قال: حدثنا أبو الحسن بن ماهان الخورني بخور (بإسناده المذكور) عن عطاء، عن ابن عباس قال: أُهدي إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلّم) ناقتان عظيمتان، فنظر أصحابه وقال: هل فيكم أحدٌ يصلي ركعتين لا يهتم فيهما من أمر الدنيا بشيء، ولا يحدّث قلبه بفكر الدنيا؟ أعطيت إحدى الناقتين له.

فقام عليٌّ ودخل في الصلاة، فلمّا سلّم هبط جبرئيل فقال: أعطه إحداهما (فقال) رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلّم): إنّه جلس في التشهد فتفكر أيّهما يأخذ (فقال) جبرئيل: تفكّر يأخذ أسمنهما، فينحرها ويتصدق بها لوجه الله، فكان تفكّره لله، لا لنفسه ولا للدينا.

فأعطاه (النبي) كلتيهما، وأنزل الله (هذه الآية).

((إنّ في ذلك)) أي في صلاة علي ((لذكرى)) لعظة ((لمن كان له قلب)) عقل ((أو ألقى السمع)) يعني: استمع بأذنيه إلى ما تلاه بلسانه ((وهو شهيد)) يعني: حاضر القلب لله عزّ وجلّ.

(ثم) قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلّم): ما من عبد صلى لله ركعتين لا يتفكر فيهما من أمور الدنيا بشيء، إلاّ رضي الله عنه وغفر له ذنوبه [12].

سورة الذاريات

(وفيها آيتان)

1 ـ كَانُوا قَلِيلاً مِنَ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ / 17 ـ 18.

((كانُوا قَلِيلاً مِنَ اللَّيْلِ ما يَهْجَعُونَ * وَبِالأَسْحارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ))

الذاريات/ 17 ـ 18

روى الحافظ الحاكم الحسكاني (الحنفي) قال: أبو بكر بن مؤمن (بإسناده المذكور) عن سعيد بن جبير، عن عبد الله بن عباس، في قوله تعالى:

((كانُوا قَلِيلاً مِنَ اللَّيْلِ ما يَهْجَعُونَ * وَبِالأَسْحارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ)) قال:

نزلت في علي بن أبي طالب والحسن والحسين وفاطمة، وكان علي يصلي ثلثي الليل الأخير، وينام الثلث الأول، فإذا كان السحر جلس في الاستغفار والدعاء، وكان ورده في كلّ ليلة سبعين ركعة ختم فيها القرآن [13].

سورة الطور

(وفيها اثنتا عشرة آية)

1 ـ إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ (إلى) وَزَوَّجْنَاهُمْ بِحُورٍ عِينٍ / 17 ـ 20.

2 ـ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَاتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّيَّتُهُمْ (إلى) إِنَّهُ هُوَ الْبَرُّ الرَّحِيمُ / 21 ـ 28.

((إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَنَعِيمٍ * فاكِهِينَ بِما آتاهُمْ رَبُّهُمْ وَوَقاهُمْ رَبُّهُمْ عَذابَ الْجَحِيمِ * كُلُوا وَاشْرَبُوا هَنِيئاً بِما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ * مُتَّكِئِينَ عَلى سُرُرٍ مَصْفُوفَةٍ وَزَوَّجْناهُمْ بِحُورٍ عِينٍ))

الطور/ 17 ـ 20

روى الحافظ الحاكم الحسكاني (الحنفي) قال: حدثنا المنتصر بن نصر بواسط (بإسناده المذكور) عن عبد الله بن عباس (في قول الله تعالى):

((إن المتقين)).

قال: نزلت خاصة في علي وحمزة وجعفر وفاطمة.

يقول (الله): ((إنّ المتقين)) في الدنيا من الشرك والفواحش والكبائر، ((في جنات)) يعني: البساتين.

((ونعيم)) في أبواب في الجنان.

قال ابن عباس: لكلّ واحد منهم بستان في الجنة العليا، في وسط خيمة من لؤلؤة، في كل خيمة سرير من الذهب واللؤلؤ على كل سرير سبعون فراشاً [14].

(أقول): إنّما ذكر بقية الآيات أيضاً، لكونها تتمات للآية الأولى، فإذا كانت الآية الأولى نازلة في هؤلاء كانت تلك أيضاً فيهم.

((وَالَّذِينَ آمَنُوا وَاتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّيَّتُهُمْ بِإِيمانٍ أَلْحَقْنا بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَما أَلَتْناهُمْ مِنْ عَمَلِهِمْ مِنْ شَيْ‏ءٍ كُلُّ امْرِئٍ بِما كَسَبَ رَهِينٌ * وَأَمْدَدْناهُمْ بِفاكِهَةٍ وَلَحْمٍ مِمَّا يَشْتَهُونَ * يَتَنازَعُونَ فِياكَأْساً لا لَغْوٌ فِيها وَلا تَأْثِيمٌ * وَيَطُوفُ عَلَيْهِمْ غِلْمانٌ لَهُمْ كَأَنَّهُمْ لُؤْلُؤٌ مَكْنُونٌ * وَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلى بَعْضٍ يَتَساءَلُونَ * قالُوا إِنَّا كُنَّا قَبْلُ فِي أَهْلِنا مُشْفِقِينَ * فَمَنَّ اللهُ عَلَيْنا وَوَقانا عَذابَ السَّمُومِ * إِنَّا كُنَّا مِنْ قَبْلُ نَدْعُوهُ إِنَّهُ هُوَ الْبَرُّ الرَّحِيمُ))

الطور/ 21 ـ 28

روى الحافظ الحاكم الحسكاني (الحنفي) قال: أخبرنا محمد بن عبد الله (بإسناده المذكور) عن ابن عباس في قوله تعالى:

((وَالَّذِينَ آمَنُوا وَاتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّيَّتُهُمْ)) الآية.

قال: نزلت في النبي، وعلي وفاطمة والحسن والحسين (عليهم السلام) [15].

* * * * *

وروى هو أيضاً عن أبي النصر محمد بن مسعود بن محمد العياشي (بإسناده المذكور) عن ابن عمر (أنّه قال): إنّا إذا عددنا قلنا: أبو بكر، وعمر، وعثمان.

فقال له رجل: يا أبا عبد الرحمن فعليّ؟

قال ابن عمر: ويحك، عليّ من أهل البيت لا يقاس بهم، علي مع رسول الله في درجته، إنّ الله يقول:

((وَالَّذِينَ آمَنُوا وَاتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّيَّتُهُمْ)).

ففاطمة مع رسول الله في درجته، وعلي معهما [16].

(أقول): الأحاديث وإنْ ذكرت الآية الأولى في علي وفاطمة والحسنين، ولكنّ بقية الآيات التي ذكرناها هي صفات لهم، وإخبارات عنهم، ونعم من الله إليهم، فتكون الآيات الثمان كلها بحقّهم، لكن لا انحصاراً بل من باب أفضل المصاديق ـ كما ذكرنا مراراً ـ.

سورة النجم

(وفيها ثمان آيات)

1 ـ بسم الله الرحمن الرحيم. وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَى (إلى) وَهُوَ بِالأفُقِ الأعْلَى / 1 ـ 7.

2 ـ وَأَنَّهُ هُوَ أَضْحَكَ وَأَبْكَى / 43.

((بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ * وَالنَّجْمِ إِذا هَوى * ما ضَلَّ صاحِبُكُمْ وَما غَوى * وَما يَنْطِقُ عَنِ الْهَوى * إِنْ هُوَ إِلاَّ وَحْيٌ يُوحى * عَلَّمَهُ شَدِيدُ الْقُوى * ذُو مِرَّةٍ فَاسْتَوى * وَهُوَ بِالأُفُقِ الأَعْلى))

النجم/ 1 ـ 7

روى الفقيه الشافعي ابن المغازلي (بإسناده المذكور) عن ابن عباس (رضي الله عنه) قال: كنت جالساً مع فتية من بني هاشم عند النبي (صلى الله عليه وآله وسلّم) إذا انقض كوكب، فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلّم):

من انقض هذا النجم في منزله فهو الوصي من بعدي.

فقام فتية من بني هاشم فنظروا، فإذا الكوكب قد انقض في منزل علي بن أبي طالب.

قالوا: يا رسول الله، غويت في حب علي، فأنزل الله:

((وَالنَّجْمِ إِذا هَوى * ما ضَلَّ صاحِبُكُمْ وَما غَوى ـ إلى قوله ـ وهو بالأفق الأعلى)) [17].

وأخرج قريباً من ذلك جمع من الأكابر (منهم) العالم (الشافعي) الكنجي في كفاية الطالب. وقال أخرجه محدث الشام (يعني ابن عساكر) في ترجمة علي [18].

(ومنهم): العلاّمة الذهبي في ميزانه [19].

(ومنهم): ابن حجر العسقلاني في ميزانه [20].

وآخرون عديدون أيضاً.

((وَأَنَّهُ هُوَ أَضْحَكَ وَأَبْكى))

النجم/ 43

روى الحافظ الحاكم الحسكاني (الحنفي) قال: حدثنا محمد بن عبيد بن إسماعيل الصفار (بإسناده المذكور) عن عطاء، عن ابن عباس قال (في تفسير هذه الآية).

أضحك علياً، وحمزة، وجعفراً، يوم بدر، من الكفار بقتلهم إياهم، وأبكى كفار مكة في النار حين قتلوا [21].

سورة القمر

(وفيها آيتان)

1 ـ إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَنَهَرٍ * فِي مَقْعَدِ صِدْقٍ عِنْدَ مَلِيكٍ مُقْتَدِرٍ / 54 ـ 55.

((إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَنَهَرٍ * فِي مَقْعَدِ صِدْقٍ عِنْدَ مَلِيكٍ مُقْتَدِرٍ))

القمر/ 54 ـ 55

أخرج الفقيه الحنفي، موفّق بن أحمد الخوارزمي في مناقبه (بإسناده المذكور) عن جابر بن عبد الله الأنصاري قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلّم) لعلي (رضي الله عنه):

(إنّ من أحبّك وتولاك، أسكنه الله الجنة معنا).

ثم تلا رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلّم):

((إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَنَهَرٍ * فِي مَقْعَدِ صِدْقٍ عِنْدَ مَلِيكٍ مُقْتَدِرٍ)) [22].

ورواه بمعناه فقيه الشافعية، الحافظ محبُّ الدين، أحمد بن الطبري في ذخائر العقبى [23].

وأخرجه أيضاً بنصه، أبو بكر، أحمد بن علي الخطيب البغدادي في مناقبه [24].

وأخرجه آخرون أيضاً.

سورة الرحمن

(وفيها أربع آيات)

1 ـ مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ يَلْتَقِيَانِ * (إلى) اللُّؤْلُؤُ وَالْمَرْجَانُ / 19 ـ 22.

((مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ يَلْتَقِيانِ * بَيْنَهُما بَرْزَخٌ لا يَبْغِيانِ * فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُما تُكَذِّبانِ * يَخْرُجُ مِنْهُمَا اللُّؤْلُؤُ وَالْمَرْجانُ))

الرحمن/ 19 ـ 22

روى (المحدّث الشافعي)، الشبلنجي، في نور الأبصار، عن أنس بن مالك في قوله تعالى:

((مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ يَلْتَقِيانِ)) قال: علي وفاطمة.

((يَخْرُجُ مِنْهُمَا اللُّؤْلُؤُ وَالْمَرْجانُ)).

قال: الحسن والحسين [25].

* * * * *

وأخرج هذا المعنى كثيرون من أعلام المذاهب الأربعة وغيرهم.

(منهم): فقيه الشافعية، جلال الدين بن أبي بكر السّيوطي في تفسيره [26].

(ومنهم): عالم المالكية، نور الدين، علي بن محمد بن الصباغ المكي في فصوله المهمة [27].

(ومنهم): فقيه الحنفية، الحافظ القندوزي في ينابيعه [28].

(ومنهم): علاّمة الشافعية، الحافظ أبو الحسن بن المغازلي في مناقبه [29].

(ومنهم): الفقيه الحنفي، الموفّق بن أحمد الخوارزمي في مقتل الحسين (عليه السلام) [30].

(ومنهم): سبط بن الجوزي في تذكرته [31].

(ومنهم): علاّمة الحنفية، محمد صالح الترمذي في مناقبه [32].

(ومنهم): الحافظ محمد بن يوسف البلخي (الشافعي) في مناقبه [33].

سورة الواقعة

(وفيها عشرون آية)

1 ـ فَأَصْحَابُ الْمَيْمَنَةِ مَا أَصْحَابُ الْمَيْمَنَةِ / 8.

2 ـ وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ * أُولَئِكَ الْمُقَرَّبُونَ / 10 ـ 11.

3 ـ وَقَلِيلٌ مِنَ الآخِرِينَ / 14.

4 ـ وَأَصْحَابُ الْيَمِينِ مَا أَصْحَابُ الْيَمِينِ (إلى) وَفُرُشٍ مَرْفُوعَةٍ / 27 ـ 34.

5 ـ إِنَّا أَنْشَأْنَاهُنَّ إِنْشَاءً (إلى) لأَصْحَابِ الْيَمِينِ / 35 ـ 38.

6 ـ فَأَمَّا إِنْ كَانَ مِنَ الْمُقَرَّبِينَ (إلى) وَجَنَّةُ نَعِيمٍ / 88 ـ 89.

7 ـ وَأَمَّا إِنْ كَانَ مِنْ أَصْحَابِ الْيَمِينِ / 90 ـ 91.

((فَأَصْحابُ الْمَيْمَنَةِ ما أَصْحابُ الْمَيْمَنَةِ))

الواقعة/ 8

أخرج العلاّمة الكنجي (الشافعي) في كفايته قال: أخبرنا يوسف (بإسناده المذكور) عن عباية بن الربعي عن ابن عباس قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلّم):

(قسّم الله الخلق قسمين فجعلني في خيرهما قسماً، فذلك قوله (تعالى): ((وَأَصْحَابُ الْيَمِينِ مَا أَصْحَابُ الْيَمِينِ)) فأنا من أصحاب اليمين، ومن خير أصحاب اليمين، ثم جعل القسمين بيوتاً فجعلني في خيرهما بيتاً، فذلك قوله سبحانه: ((فَأَصْحابُ الْمَيْمَنَةِ ما أَصْحابُ الْمَيْمَنَةِ * وَأَصْحابُ الْمَشْئَمَةِ ما أَصْحابُ الْمَشْئَمَةِ... إلى أنْ قال (صلى الله عليه وآله وسلّم): فأنا وأهل بيتي مطهرون من الذنوب) [34].

ورواه المفسّر الشافعي عبد الرحمن بن أبي بكر السّيوطي في تفسيره أيضاً [35].

وكذلك المفسّر الكبير أبو إسحاق أحمد بن محمد بن إبراهيم المعروف بـ (الثعلبي) في تفسيره (الكشف والبيان) روي ذلك عن ابن عباس [36].

(أقول): حيث إنّ رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلّم) جعل في ضمن القسم الذي عبّر الله تعالى عنه بـ (أصحاب الميمنة)، فإنّ ذلك القسم هو أهل بيته الطاهرون، أو ما يكون أهل البيت في طليعتهم، ويدل على ذلك آخر الحديث أيضاً، ولا شك أنّ علي بن أبي طالب (عليه السلام) هو سيّد أهل البيت وكبيرهم.

وقد مرّ مراراً الروايات الدالة على أنّ (علياً) (عليه السلام) هو من أهل البيت، وستأتي أيضاً، ومما مرّ آنفاً من ذلك، في تفسير سورة الطور الآية (21 ـ 28) قول ابن عمر: (ويحك، علي من أهل البيت، لا يقاس بهم).

((وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ * أُولئِكَ الْمُقَرَّبُونَ))

الواقعة/ 10 ـ 11

أخرج العلاّمة الكشفي المير محمد صالح الترمذي (الحنفي) في مناقبه عن ابن عباس أنّه قال: سألت رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلّم) عن هذه الآية من هم؟

فقال (صلى الله عليه وآله وسلّم): هم علي وشيعته فإنّهم السابقون المقربون إلى الله، وهم في جنّات النعيم [37].

* * * * *

وروى العلاّمة البحراني عن العالم الشافعي، (الحمويني)، بإسناده المذكور إلى سليم بن قيس الهلالي: أنّ علياً (رضي الله عنه) قال ـ بمحضر أكثر من مائتين من المهاجرين والأنصار ـ فيما قال:

فأنشدكم الله أتعلمون حيث نزلت:

((وَالسَّابِقُونَ الأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهاجِرِينَ وَالأَنْصارِ)).

((وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ * أُولئِكَ الْمُقَرَّبُونَ)).

سئل عنها رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلّم) فقال:

أنزلها الله ـ تعالى ذكره ـ في الأنبياء وأوصيائهم ـ وأنا أفضل أنبياء الله ورسله، وعلي بن أبي طالب وصيي، أفضل الأوصياء؟

قالوا: اللّهم نعم [38].

* * * * *

وروى (الطبري) ابن جرير في تاريخه، بإسناده عن محمد بن المنكدر، وربيعة بن أبي عبد الرحمن، وأبي حازم المدني والكلبي، قالوا:

(علي أوّل من أسلم) [39].

* * * * *

وفي (مسند الإمام أبي حنيفة)، بإسناده المذكور عن حبة، قال: سمعت علياً (رضي الله عنه) يقول:

(أنا أوّل من أسلم وصلّى مع رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلّم) [40].

وأخرج الخطيب البغدادي في مناقبه عن ابن عباس قال: سألت رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلّم) عن قوله تعالى:

((وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ)) الآية.

فقال (صلى الله عليه وآله وسلّم) قال لي جبرئيل: ذلك علي وشيعته السابقون إلى الجنّة، المقرّبون من الله بكرامته لهم [41].

* * * * *

وقال أخطب خطباء خوارزم الموفّق (الحنفي): قوله تعالى:

((وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ * أُولئِكَ الْمُقَرَّبُونَ)) قيل: هم الذين صلوا إلى القبلتين (وقبل) السابقون إلى الطاعة (وقيل) إلى الهجرة (وقيل) إلى الإسلام وإجابة الرسول (صلى الله عليه وآله وسلّم) وكل ذلك موجود في أمير المؤمنين، علي بن أبي طالب) [42].

وأخرج نحواً من ذلك بأسانيد مختلفة وعبارات شتى مجتمعة في بيان معنى واحد... كثيرٌ من المحدّثين والحفّاظ والمفسّرين والمؤرخين.

(منهم): العلاّمة ابن كثير (الشافعي) الدمشقي في بدايته [43].

وهو أيضاً في تفسير المطبوع بهامش (فتح البيان) [44].

(ومنهم): العلاّمة الذهبي (الشافعي) في ميزان الاعتدال [45].

(ومنهم): العلاّمة الهيثمي (الشافعي) في مجمع الزوائد [46].

وآخرون عديدون.

وأخرج علاّمة الهند، عبيد الله بسمل، عن ابن مردويه بسند عن ابن عباس ـ (رضي الله عنه) ـ قال: سألت رسول الله ـ (صلى الله عليه وآله وسلّم) ـ عن قوله تعالى: ((وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ))؟

فقال (صلى الله عليه وآله وسلّم): قال لي جبرائيل: ذلك علي [47].

وأخرج العلاّمة الذهبي في تاريخ الإسلام، عن ابن عباس قال:

(وثبت عن ابن عباس أنّه قال: أوّل من أسلمَ علي) [48].

وأخرج نحواً منه أيضاً الطيالسي في مسنده [49].

والترمذي في سننه [50].

والإمام الطبري في تاريخه [51].

وأخرج أيضاً نحواً منه بتعبير آخر وبمعنى واحد عن حبّة العرنى، عن علي بن أبي طالب كل من:

أبي محمد عبد الله بن مسلم الدينوري المعروف بـ (ابن قتيبة) في كتاب (المعارف) [52].

وأبي الحجاج المزي (الشافعي) في تهذيب الكمال [53].

وآخرون.. وأخرون...

((وَقَلِيلٌ مِنَ الآخِرِينَ))

الواقعة/ 14

روى الحافظ الحاكم الحسكاني (الحنفي) قال: أخبرنا أبو يحيى زكريا بن أحمد بقراءتي عليه في داري بإسناده المذكور عن محمد بن فرات قال: سمعت جعفر بن محمد وسأله رجل عن هذه الآية:

((ثُلَّةٌ مِنَ الأَوَّلِينَ * وَقَلِيلٌ مِنَ الآخِرِينَ)).

قال: الثُلة من الأولين ابن آدم المقتول، ومؤمن آل فرعون، وصاحب ياسين.

((وَقَلِيلٌ مِنَ الآخِرِينَ)): علي بن أبي طالب [54].

((وَأَصْحابُ الْيَمِينِ ما أَصْحابُ الْيَمِينِ * فِي سِدْرٍ مَخْضُودٍ * وَطَلْحٍ مَنْضُودٍ * وَظِلٍّ مَمْدُودٍ * وَماءٍ مَسْكُوبٍ * وَفاكِهَةٍ كَثِيرَةٍ * لا مَقْطُوعَةٍ وَلا مَمْنُوعَةٍ * وَفُرُشٍ مَرْفُوعَةٍ))

الواقعة/ 27 ـ 34

روى الحافظ عبيد الله بن عبد الله بن أحمد المعروف بالحاكم الحسكاني الحذاء (الحنفي) النيسابوري، قال: أخبرنا محمد بن عبد الله الصوفي، (بإسناده المذكور) عن أبي جعفر محمد بن علي قال: قال علي بن أبي طالب:

أنزلت النبوة على النبي (صلى الله عليه وآله وسلّم) يوم الإثنين، وأسلمتُ غداةَ يوم الثلاثاء، فكان النبي (صلى الله عليه وآله وسلّم) يصلي، وأنا أصلي عن يمينه، وما معه أحد من الرجال غيري، فأنزل الله [55]:

((وَأَصْحابُ الْيَمِينِ)) إلى آخر الآية.

(أقول): المذكور في الكتاب (إلى آخر الآية) والظاهر كونه إلى آخر الآيات) لأنّ (إلى آخر الآية) تذكر للاختزال والاختصار، وهذا ليس اختصاراً فهو مساوٍ لبقية الآية، وهي (ما أصحاب اليمين)، كلُّ واحد منهما ثلاث كلمات، والمناسب أيضاً أن يكون (إلى آخر الآيات) لأنّ ما تعقبها من الآيات هي خبر للآية الأولى، التي هي مبتدأ، ومحمول للموضوع، فلا تكون الأولى نازلة في شأن، إلاّ والبقية التالية لها نازلة في نفس ذلك الشأن كما لا يخفى.

((إِنَّا أَنْشَأْناهُنَّ إِنْشاءً * فَجَعَلْناهُنَّ أَبْكاراً * عُرُباً أَتْراباً * لأَصْحابِ الْيَمِينِ))

الواقعة/ 35 ـ 38

روى الحافظ الحاكم الحسكاني (الحنفي) قال: حدثني القاضي أبو بكر الجبري (بإسناده المذكور) عن أبي جعفر (محمد بن علي الباقر) في قوله تعالى:

((وَأَصْحابُ الْيَمِينِ)).

قال: هم شيعتنا أهل البيت [56].

((فَأَمَّا إِنْ كانَ مِنَ الْمُقَرَّبِينَ * فَرَوْحٌ وَرَيْحانٌ وَجَنَّةُ نَعِيمٍ))

الواقعة/ 88 ـ 89

روى الحافظ الحاكم الحسكاني (الحنفي) قال: حدثنا الحاكم الوالد (بإسناده المذكور) عن جابر بن عبد الله (الأنصاري) عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلّم) ـ في حديث قال ـ:

(آل محمد هم المقربون) [57].

(أقول): لعلّ هذا من باب أكمل المصاديق ـ كما له نظائر أيضاً فيما سبق ويأتي ـ

((وَأَمَّا إِنْ كانَ مِنْ أَصْحابِ الْيَمِينِ * فَسَلامٌ لَكَ مِنْ أَصْحابِ الْيَمِينِ))

الواقعة/ 90 ـ 91

روى الحاكم الحسكاني (الحنفي) قال: أخبرنا عبد الرحمن بن الحسن الحافظ (بإسناده المذكور) عن عنبسة بن تجار العابدي، عن جابر، عن أبي جعفر (محمد بن علي الباقر) في قوله الله تعالى:

((أَصْحابِ الْيَمِينِ)).

قال: نحن وشيعتنا أصحاب اليمين [58].

(أقول): هذا الحديث غير الحديث الذي سبق قبل ورقتين، لاختلاف النص فيهما، واختلاف الراوي فيهما أيضاً (ولا منافاة) بينهما كما لا يخفى.

[1] إسعاف الراغبين/ ص161.

[2] نظم درر السمطين/ ص89.

[3] غاية المرام/ ص651.

[4] الدر المنثور/ ج1/ ص104.

[5] البداية والنهاية/ ج6/ ص216.

[6] الخلافة والملك/ ص231.

[7] كفاية الطالب/ ص377.

[8] شواهد التنزيل/ ج2/ ص186 ـ 187.

[9] شواهد التنزيل/ ج2/ ص188.

[10] اثنان وثلاثون حديثاً من كتاب (المسند) المطبوع في آخر كتاب (المناقب) لابن المغازلي ص427.

[11] المناقب المائة/ المنقبة الثالثة والعشرون/ ص16.

[12] شواهد التنزيل/ ج2/ ص193.

[13] شواهد التنزيل/ ج2/ ص194 ـ 195.

[14] شواهد التنزيل/ ج2/ ص196.

[15] شواهد التنزيل/ ج2/ ص197.

[16] شواهد التنزيل/ ج2/ ص197 ـ 198.

[17] مناقب ابن المغازلي/ ص310، وأخرج نحواً منه بسند آخر عن أنس بن مالك في ص266.

[18] كفاية الطالب/ ص260.

[19] ميزان الاعتدال للذهبي/ ج2/ ص45.

[20] ميزان الاعتدال للعسقلاني/ ج2/ ص449.

[21] شواهد التنزيل/ ج2/ ص207.

[22] المناقب للخوارزمي/ ص195.

[23] ذخائر العقبى في مناقب ذوي القربى/ ص61.

[24] مناقب الخطيب البغدادي/ ص186.

[25] نور الأبصار/ ص115.

[26] الدر المنثور/ ج6/ ص142.

[27] الفصول المهمة/ المقدمة.

[28] ينابيع المودّة/ ص118.

[29] المناقب لابن المغازلي/ ص339.

[30] مقتل الحسين للخوارزمي/ ص112.

[31] تذكرة خواص الآية/ ص245.

[32] مناقب المرتضوي آخر الباب الأول.

[33] المناقب للبلخي/ ص9.

[34] كفاية الطالب/ ص377.

[35] الدر المنثور/ ج5/ ص199.

[36] تفسير الثعلبي المخطوط/ ج2/ الورقة 391/ الصفحة الثانية.

[37] للكشفي: الباب الأول.

[38] غاية المرام/ ص386.

[39] تاريخ الطبري/ ج3/ ص312.

[40] مسند الإمام أبي حنيفة/ ج1/ ص111.

[41] مناقب الخطيب البغدادي/ ص187.

[42] المناقب للخوارزمي/ ص195/ وص32 أيضاً.

[43] البداية والنهاية/ ج1/ ص231.

[44] تفسير القرآن العظيم/ ج8/ ص219، وج9/ ص367، وج4/ ص283، من طريقي الطبراني، وابن أبي حاتم.

[45] ميزان الاعتدال/ ج1/ ص536.

[46] مجمع الزوائد/ ج9/ ص102.

[47] أرجح المطالب/ ص81.

[48] تاريخ الإسلام للذهبي/ ج2/ ص193.

[49] مسند الطيالسي/ ص360.

[50] سنن الترمذي/ ج13/ ص176.

[51] تاريخ الأمم والملوك للطبري/ ج2/ ص211.

[52] المعارف لابن قتيبة/ ص169.

[53] تهذيب الكمال/ ج7/ ص336.

[54] شواهد التنزيل/ ج2/ ص218.

[55] شواهد التنزيل/ ج2/ ص220.

[56] شواهد التنزيل/ ج2/ ص294.

[57] شواهد التنزيل/ ج2/ ص326.

[58] شواهد التنزيل/ ج2/ ص293.