الفهرس

المؤلفات

 التفسير وعلوم القرآن

الصفحة الرئيسية

 

سورة التحريم

وفيها آيتان:

(1) (وإن تظاهرا عليه فإن الله مولاه وجبريل وصالح المؤمنين) 4.

(2) (يوم لا يخزي الله النبي والذين آمنوا معه) 8.

(وَإِن تَظَاهَرَا عَلَيْهِ فَإِنَّ اللهَ هُوَ مَوْلاهُ وَجِبْرِيلُ وَصَالِحُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمَلائِكُة بَعْدَ ذَلِكَ ظَهِيرٌ) التحريم: 4.

روى الحافظ القندوزي (الحنفي) قال: عن أسماء بنت عميس، قالت: لما نزل قوله تعالى: (وإن تظاهرا عليه فإن الله هو مولاه وجبريل وصالح المؤمنين والملائكة بعد ذلك ظهير)، قال النبي (صلى الله عليه وآله) لعلي: (ألا أبشرك؟ أنت قرنت بجبرئيل).

ثم قرأ هذه الآية، فقال (صلى الله عليه وآله): (فأنت والمؤمنون من أهل بيتك الصالحون)[1].

(يَوْمَ لا يُخْزِي اللهُ النَّبِيَّ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ نُورُهُمْ يَسْعَى بَيْنَ أَيْدِيِهمْ وَبِأَيْمَانِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَتَممْ لَنَا نُورَنَا وَاغْفِرْ لَنَا إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ) التحريم: 8.

روى العلامة البحراني (قدس سره) عن ابن شهر آشوب من تفسير مقاتل عن عطاء، عن ابن عباس في قوله تعالى:

(يوم لا يخزي الله النبي) لا يعذب الله محمداً (والذين آمنوا معه) لا يعذب علي بن أبي طالب وفاطمة والحسن والحسين وحمزة وجعفر.

(نورهم يسعى) يضيء على الصراط بعلي وفاطمة مثل الدنيا سبعين مرة فيسعى نورهم (بين أيديهم) ويسعى (عن أيمانهم) وهم يتبعونه، فيمضي أهل بيت محمد أول الزمرة على الصراط مثل البرق الخاطف، ثم يمضي قوم مثل عدو الفرس، ثم قوم مثل شد الرجل، ثم قوم مثل الحبو، ثم قوم مثل الزحف، ويجعله الله على المؤمنين عريضاً، وعلى المذنبين دقيقاً.

قال الله تعالى: (يقولون ربنا أتمم لنا نورنا) حتى نجتاز به على الصراط.

قال: فيجوز أمير المؤمنين في هودج من الزمرد الأخضر، ومعه فاطمة على نجيب من الياقوت الأحمر، وحولها سبعون ألف حوراء كالبرق اللامع[2].

سورة الجن

وفيها آية واحدة:

(1) (حتى إذا رأوا ما يوعدون) 24.

(حَتَّى إِذَا رَأَوْا مَا يُوعَدُونَ فَسَيَعْلَمُونَ مَنْ أَضْعَفُ نَاصِراً وَأَقَلُّ عَدَداً) الجن: 24.

روى الحافظ سليمان القندوزي (الحنفي) قال: روي عن محمد بن الفضيل، عن علي بن الحسين (رضي الله عنهما) في قوله تعالى: (حتى إذا رأوا ما يوعدون فسيعلمون من أضعف ناصراً وأقل عدداً).

قال: (ما يوعدون في هذه الآية: القائم المهدي وأصحابه وأنصاره، وأعداؤه يكونون أضعف ناصراً وأقل عدداً إذا ظهر القائم)[3].

سورة المزمل

وفيها آية واحدة:

(1) (إن هذه تذكرة فمن شاء اتخذ إلى ربه سبيلاً) 19.

(إِنَّ هَذِهِ تَذْكِرَةٌٌ فَمَن شَاءَ اتَّخَذَ إِلَى رَبِّهِ سَبِيلاً) المزمل: 19.

روى الحافظ الفقيه (الشافعي) ابن حجر الهيثمي بسنده قال: عن النبي (صلى الله عليه وآله) أنه قال:

(أنا وأهل بيتي شجرة في الجنة وأغصانها في الدنيا، فمن تمسك بنا (اتخذ إلى ربه سبيلاً))[4].

سورة المدثر

وفيها ست آيات:

(1 - 3) (فإذا نقر في الناقور - إلى - غير يسير) 8 - 10.

(4 - 6) (كل نفس بما كسبت رهينة - إلى - في جنات يتساءلون) 38 - 40.

(فَإِذَا نُقِرَ فِي النَّاقُورِ * فَذَلِكَ يَوْمَئِذٍ يَوْمٌ عَسِيرٌ * عَلَى الْكَافِرِينَ غَيْرُ يَسِيرٍ) المدثر: 8 - 10.

روى الحافظ القندوزي (الحنفي) قال: روي عن المفضل بن عمر، عن الصادق (رضي الله عنه) في قوله تعالى: (فإذا نقر في الناقور فذلك يومئذٍ يوم عسير على الكافرين غير يسير).

قال: (إذا نودي في إذن القائم بالإذن في قيامه فيقوم، فذلك اليوم عسير على الكافرين).

قال (الصادق (عليه السلام): (والقرآن ضرب فيه الأمثال، ونحن نعلمه فلا يعلمه غيرنا)[5].

(أقول): إنما يعلمونها ولا يعلمها غيرهم، لأنهم أهل البيت، وليس غيرهم أهل البيت، وأهل البيت يعلمون الذي جرى في البيت، وغير أهل البيت لا علم لهم بذلك.

(كُلُّ نَفْس بِمَا كَسَبَتْ رَهِينَةٌ * إِلاَّ أَصْحَابَ الْيَمِينِ * فِي جَنَّاتٍ يَتَسَاءَلُونَ) المدثر: 38 - 40.

روى الحافظ عبيد الله بن عبد الله الحاكم الحسكاني (الحنفي) قال: أخبرنا عبد الرحمن بن الحسن الحافظ (بسنده المذكور) عن أبي جعفر الباقر (رضي الله عنه) في قوله تعالى: (إلا أصحاب اليمين).

قال: (نحن وشيعتنا أصحاب اليمين)[6].

(أقول): من ذكر هذا الحديث سابقاً أيضاً. وفي حديث آخر نقله هو أيضاً عن أبي جعفر قال: (هم شيعتنا أهل البيت)[7].

سورة الدهر (الإنسان)

وفيها إحدى وثلاثون آية:

(1 - 31) (بسم الله الرحمن الرحيم هل أتى على الإنسان - إلى - والظالمين أعد لهم عذاباً أليماً) 1 - 31.

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

(هَلْ أَتَى عَلَى الإِنْسَانِ حِينٌ مِنَ الدَّهْرِ لَمْ يَكُنْ شَيْئاً مَذْكُوراً * إِنَّا خَلَقْنَا الإِنْسَانَ مِنْ نُطْفَةٍ أَمْشَاجٍ نَبْتَلِيهِ فَجَعَلْنَاهُ سَمِيعاً بَصِيراً * إِنَّا هَدَيْنَاهُ السَّبِيلَ إِمَّا شَاكِراً وَإِمَّا كَفُوراً * إِنَّا أَعْتَدْنَا لِلْكَافِرِينَ سَلاَسِلَ وَأَغْلاَلاً وَسَعِيراً * إِنَّ الأبْرَارَ يَشْرَبُونَ مِنْ كَأْسٍ كَانَ مِزَاجُهَا كَافُوراً * عَيْناً يَشْرَبُ بِهَا عِبَادُ اللَّهِ يُفَجِّرُونَهَا تَفْجِيراً * يُوفُونَ بِالنَّذْرِ وَيَخَافُونَ يَوْماً كَانَ شَرُّهُ مُسْتَطِيراً * وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِيناً وَيَتِيماً وَأَسِيراً * إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ لاَ نُرِيدُ مِنْكُمْ جَزَاءً وَلاَ شُكُوراً * إِنَّا نَخَافُ مِنْ رَبِّنَا يَوْماً عَبُوساً قَمْطَرِيراً * فَوَقَاهُمُ اللَّهُ شَرَّ ذَلِكَ الْيَوْمِ وَلَقَّاهُمْ نَضْرَةً وَسُرُوراً * وَجَزَاهُمْ بِمَا صَبَرُوا جَنَّةً وَحَرِيراً * مُتَّكِئِينَ فِيهَا عَلَى الأرَائِكِ لاَ يَرَوْنَ فِيهَا شَمْساً وَلاَ زَمْهَرِيراً * وَدَانِيَةً عَلَيْهِمْ ظِلاَلُهَا وَذُلِّلَتْ قُطُوفُهَا تَذْلِيلاً * وَيُطَافُ عَلَيْهِمْ بِآنِيَةٍ مِنْ فِضَّةٍ وَأَكْوَابٍ كَانَتْ قَوَارِيرَ * قَوَارِيرَ مِنْ فِضَّةٍ قَدَّرُوهَا تَقْدِيراً * وَيُسْقَوْنَ فِيهَا كَأْساً كَانَ مِزَاجُهَا زَنْجَبِيلاً * عَيْناً فِيهَا تُسَمَّى سَلْسَبِيلاً * وَيَطُوفُ عَلَيْهِمْ وِلْدَانٌ مُخَلَّدُونَ إِذَا رَأَيْتَهُمْ حَسِبْتَهُمْ لُؤْلُؤاً مَنْثُوراً * وَإِذَا رَأَيْتَ ثَمَّ رَأَيْتَ نَعِيماً وَمُلْكاً كَبِيراً * عَالِيَهُمْ ثِيَابُ سُنْدُسٍ خُضْرٌ وَإِسْتَبْرَقٌ وَحُلُّوا أَسَاوِرَ مِنْ فِضَّةٍ وَسَقَاهُمْ رَبُّهُمْ شَرَاباً طَهُوراً * إِنَّ هَذَا كَانَ لَكُمْ جَزَاءً وَكَانَ سَعْيُكُمْ مَشْكُوراً * إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ تَنْزِيلاً * فَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ وَلاَ تُطِعْ مِنْهُمْ آثِماً أَوْ كَفُوراً * وَاذْكُرِ اسْمَ رَبِّكَ بُكْرَةً وَأَصِيلاً * وَمِنَ اللَّيْلِ فَاسْجُدْ لَهُ وَسَبِّحْهُ لَيْلاً طَوِيلاً * إِنَّ هَؤُلاَءِ يُحِبُّونَ الْعَاجِلَةَ وَيَذَرُونَ وَرَاءَهُمْ يَوْماً ثَقِيلاً * نَحْنُ خَلَقْنَاهُمْ وَشَدَدْنَا أَسْرَهُمْ وَإِذَا شِئْنَا بَدَّلْنَا أَمْثَالَهُمْ تَبْدِيلاً * إِنَّ هَذِهِ تَذْكِرَةٌ فَمَنْ شَاءَ اتَّخَذَ إِلَى رَبِّهِ سَبِيلاً * وَمَا تَشَاءُونَ إِلاَ أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيماً حَكِيماً * يُدْخِلُ مَنْ يَشَاءُ فِي رَحْمَتِهِ وَالظَّالِمِينَ أَعَدَّ لَهُمْ عَذَاباً أَلِيماً) الدهر: 1 - 31.

روى العلامة البحراني (قدس سره) عن العالم الحنفي موفق بن أحمد الخوارزمي (بإسناده المذكور) عن ابن عباس قال - في شأن نزول سورة الدهر -: مرض الحسن والحسين (رضي الله عنهما)، فعادهما جدهما رسول الله ومعه أبو بكر وعمر، وعادهما عامة العرب، فقالوا: يا أبا الحسن لو نذرت على ولديك نذراً - وكل نذر لا يكون له وفاء فليس بشيء - فقال علي: إن برئ ولداي مما بهما صمت ثلاثة أيام شكراً، وقالت فاطمة مثل ذلك، قالت جارية يقال لها فضة: إن برئ سيداي مما بهما صمت لله ثلاثة أيام شكراً، فألبس الله الغلامين العافية وليس عند آل محمد قليل ولا كثير، فانطلق علي إلى شمعون الخيبري وكان يهودياً فاستقرض منه ثلاثة أصواع من الشعير فجاء بالشعير، ثم قامت فاطمة إلى صاع فطحنته واختبزت منه خمسة أقراص لكل واحد منهم قرص، وصلى علي مع النبي (صلى الله عليه وآله) المغرب، ثم أتى المنزل فوضع الطعام بين يديه إذ أتاهم مسكين فوقف بالباب فقال: (السلام عليكم يا أهل بيت محمد، مسكين من مساكين المسلمين أطعموني شيئاً أطعمكم الله من موائد الجنة).

قال: فأعطوه الطعام ومكثوا يومهم وليلتهم لم يذوقوا شيئاً إلا الماء القراح.

فلما كان في اليوم الثاني، قامت فاطمة إلى صاع فطحنته واختبزته وصلى علي مع النبي (صلى الله عليه وآله) المغرب، ثم أتى المنزل فوضع الطعام بين يديه، فأتاهم سائل يتيم فوقف بالباب وقال: (السلام عليكم يا أهل بيت محمد أنا يتيم من أولاد المهاجرين استشهد والدي يوم العقبة، أطعموني أطعمكم الله على موائد الجنة) (قال): فأعطوه الطعام ومكثوا يومين وليلتين لم يذوقوا شيئاً إلا الماء القراح.

فلما كان في اليوم الثالث قامت فاطمة إلى الصاع الباقي فطحنته واختبزته وصلى علي مع النبي (صلى الله عليه وآله) المغرب، ثم أتى المنزل فوضع الطعام بين يديه، فأتاهم أسير فوقف بالباب وقال: (السلام عليكم يا أهل بيت محمد، تأسرونا وتسددونا ولا تطعمونا؟ أطعموني فإني أسير محمد أطعمكم الله على موائد الجنة) (قال): فأعطوه ومكثوا ثلاثة أيام بلياليها لم يذوقوا شيئاً إلا الماء القراح.

فلما أن كان في اليوم الرابع وقد قضوا نذرهم أخذ علي بيده اليمنى الحسن وبيده اليسرى الحسين وأقبل نحو رسول الله (صلى الله عليه وآله) وهم يرتعشون كالفراخ من شدة الجوع فلما بصر به النبي (صلى الله عليه وآله) قال: يا أبا الحسن ما أشد ما يسوؤني ما أدى بكم. ننطلق إلى بنتي فاطمة. فانطلقوا إليها وهي في محرابها تصلي، وقد لصق بطنها بظهرها من شدة الجوع وغارت عيناها فلما رآها رسول الله (صلى الله عليه وآله) قال: واغوثاه، يا الله، أهل بيت محمد يموتون جوعاً، فهبط جبرائيل فأقرأه: (هل أتى على الإنسان حين من الدهر لم يكن شيئاً مذكوراً) إلى قوله تعالى (إنما نطعمكم لوجه الله لا نريد منكم جزاءً ولا شكوراً..)[8].

وأخرج (القرطبي) في تفسيره (الجامع لأحكام القرآن) ما يشبه هذا الحديث، بل أكثر تفصيلاً عن النقاش، والثعلبي، والقشيري، وغير واحد من المفسرين بإسنادهم عن ليث، عن مجاهد عن ابن عباس[9].

وقال (نظام الدين) النيسابوري، في تفسيره (غرائب القرآن، ورغائب الفرقان): (إن سورة الدهر نزلت في أهل بيت النبي صلى الله عليه وآله) ثم سرد الرواية في ذلك إلى أن قال: ويروى أن السائل في الليالي جبرائيل أراد بذلك ابتلاءهم بإذن الله سبحانه[10].

(الخازن) في تفسيره (لباب التأويل في معاني التنزيل) في تفسير هذه الآيات قال:

روى عن ابن عباس أنها نزلت في علي بن أبي طالب (رضي الله تعالى عنه) وذلك أنه عمل ليهودي بشيء من شعير فقبض ذلك الشعير، فطحن منه ثلثه، وأصلحوا منه شيئاً يأكلونه فلما فرغ أتى مسكين، فسأل فأعطوه ذلك، ثم عمل الثلث الثاني، فلما فرغ أتى يتيم فسأل فأعطوه ذلك، ثم عمل الثلث الباقي فلما تم نضجه أتى أسير من المشركين فسأل فأعطوه ذلك، وطووا يومهم وليلتهم فنزلت هذه الآية[11].

وفي تفسير (البغوي) الشافعي المسمى (معالم التنزيل) تأليف أبي محمد الحسين الفراء البغوي، روى عن مجاهد وعطاء عن ابن عباس، (أن سورة الدهر) نزلت في علي بن أبي طالب، وذلك أنه عمل ليهودي بشيء من شعير، فقبض الشعير، فطحن ثلثه، فجعلوا منه شيئاً ليأكلوه، فلما تم إنضاجه أتى مسكين فسأل فأخرجوا إليه الطعام ثم عمل الثلث الثاني، فلما تم إنضاجه أتى يتيم فسأل فأطعموه ثم عمل الثلث الباقي فلما تم إنضاجه أتى أسير من المشركين فسأل فأطعموه، وطووا يومهم ذلك.. إلخ[12].

وأخرج عالم الأحناف الحافظ القندوزي، عن البيضاوي والآلوسي في تفسيريهما وعن غيرهما أيضاً عن مرض الحسنين، ونذر علي وفاطمة الصوم (إلى أن قال):

فلما أن كان في اليوم الرابع وقد قضوا نذرهم أخذ علي بيده اليمنى الحسن، وبيده اليسرى الحسين (رضي الله عنهم) وأقبل نحو رسول الله (صلى الله عليه وآله) وهما يرتعشان كالفراخ من شدة الجوع، فلما بصرهم النبي (صلى الله عليه وآله) انطلق إلى ابنته فاطمة (رضي الله عنها) فانطلقوا إليها وهي في محرابها تصلي، وقد لصق بطنها بظهوها من شدة الجوع، وغارت عيناها، فلما رآها رسول الله (صلى الله عليه وآله) قال: (واغوثاه، يا الله، أهل بيت محمد يموتون جوعاً).

فهبط جبرئيل (عليه السلام) فأقرأه: (هل أتى على الإنسان حين من الدهر لم يكن شيئاً مذكوراً..)[13].

وقال الإمام الحافظ أبو القاسم محمد بن أحمد بن جزي الكلبي الغرناطي في تفسيره المعروف بـ(التسهيل لعلوم التنزيل) عند قوله تعالى: (ويطعمون الطعام): نزلت هذه الآية وما بعدها في علي بن أبي طالب وفاطمة والحسن والحسين (رضي الله عنهم)[14] إلخ.

سورة المرسلات

وفيها أربع آيات:

(1 - 4) (إن المتقين في ظلال وعيون - إلى - إنا كذلك نجزي المحسنين) 41 - 44.

(إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي ظِلاَلٍ وَعُيُونٍ * وَفَوَاكِهَ مِمَّا يَشْتَهُونَ * كُلُوا وَاشْرَبُوا هَنِيئاً بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ * إِنَّا كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ) المرسلات: 41 - 44.

روى الحافظ الحسكاني (الحنفي) قال: أخبرنا عقيل بن الحسين (بسنده المذكور) عن مجاهد، عن ابن عباس - في تنزيل هذه الآية الكريمة -:

(إن المتقين) الذين اتقوا الشرك والذنوب والكبائر، علي والحسن والحسين.

(في ظلال) يعني: ظلال الشجر والخيام من اللؤلؤ.

(وعيون) يعني: ماءً طاهراً يجري.

(وفواكه) يعني: ألوان الفواكه.

(مما يشتهون) يقول: مما يتمنون.

(كلوا واشربوا هنيئاً) لا موت عليكم في الجنة ولا حساب.

(بما كنتم تعملون) يعني: تطيعون الله في الدنيا.

(إنا كذلك نجزي المحسنين) أهل بيت محمد في الجنة[15].

[1] ـ ينابيع المودة: ص93.

[2] ـ غاية المرام: ص436.

[3] ـ ينابيع المودة: ص515.

[4] ـ الصواعق المحرقة: ص90.

[5] ـ ينابيع المودة: ص151.

[6] ـ شواهد التنزيل: ج2: ص293.

[7] ـ المصدر نفسه.

[8] ـ غاية المرام: ص368.

[9] ـ تفسير القرطبي، تفسير سورة الدهر.

[10] ـ تفسير النيسابوري - بهامش تفسير الطبري - تفسير سورة الدهر.

[11] ـ تفسير الخازن، تفسير سورة الدهر.

[12] ـ تفسير البغوي، عند تفسير سورة الدهر.

[13] ـ ينابيع المودة: ص94.

[14] ـ تفسير الكلبي: ج4 ص318.

[15] ـ شواهد التنزيل: ج2 ص316.