بيعة (المهدي) عند الكعبة |
(البيان للكنجي الشافعي): عن حذيفة قال: قال رسول الله: لو لم يبق من الدنيا إلا يوم واحد لبعث الله فيه رجلاً اسمه اسمي وخلقه خلقي يبايع له الناس بين الركن والمقام يرد الله به الدين ويفتح له فتوح فلا يبقى على ظهر الأرض إلا من يقول لا إله إلا الله. فقام سلمان فقال: يا رسول الله في أي ولدك؟ قال: هو من ولد ابني هذا، وضرب بيده على الحسين (رضي الله عنه). (التاج الجامع للأصول للجزري الشافعي): عن أبي سعيد عن النبي (صلّى الله عليه وآله) قال: من خلفائكم خليفة يحثو المال حثياً ولا يعده عدداً. قال في (غاية المأمول شرح التاج): هذا هو المهدي (رضي الله عنه) بدليل الحديث الآتي وذلك لكثرة الغنائم والفتوحات مع سخاء نفسه وبذله الخير لكل الناس. (كتاب المهدي): عن أبي وائل قال: نظر علي إلى الحسين فقال: إن ابني هذا السيد كما سماه رسول الله (صلّى الله عليه وآله) وسيخرج من صلبه رجل باسم نبيكم يخرج على حين غفلة من الناس وإماتة الحق وإظهار الجور ويفرح لخروجه أهل السماء وسكانها وهو رجل أجلى الجبين أقنى الأنف ضخم الباطن أذيل الفخذين بخده الأيمن شامة أبلج الثنايا يملأ الأرض عدلاً كما ملئت ظلماً وجوراً. |
يقسم خزائن الكعبة |
(منتخب كنز العمال): عن عمر بن الخطاب أنه ودع البيت وقال: والله ما أدري أدع خزائن البيت وما فيه من السلاح والمال أم أقسمه في سبيل الله؟ فقال له علي بن أبي طالب: امض فلست بصاحبه إنما صاحبه منا شاب من قريش يقسمه في سبيل الله في آخر الزمان. (مقاتل الطالبين لأبي الفرج الأصبهاني): قال الزهري: إنه حدثني علي بن الحسين عن أبيه عن فاطمة أن رسول الله (صلّى الله عليه وآله) قال لها: (المهدي) من ولدك. (البرهان في علامات مهدي آخر الزمان للمتقي الهندي الحنفي): عن أبي هريرة قال: قال رسول الله: لو لم يبق من الدنيا إلا ليلة لملك فيها رجل من أهل بيتي. وعن أبي هريرة عن النبي قال: لا تقوم الساعة حتى يخرج عليهم رجل من أهل بيتي فيضربهم حتى يرجعوا إلى الحق قال: قلت وكم يملك؟ قال: خمساً واثنين. (التعليق): قوله: (خمساً واثنين) لعله يعني: خمس سنوات وشهرين، ولعله يعني: خمس سنوات، وسنتين أي: سبع سنوات، وفصل بينهما في الذكر، فلعله لأجل كون مدة ظهور (المهدي) (عليه السلام) مرحلتين، واحدة خمس سنوات، والأخرى سنتين، ولعله غير ذلك، والله العالم. |
(المهدي) هو الغيب |
(ينابيع المودة للقندوزي الحنفي): قال جعفر الصادق (رضي الله عنه) في قوله تعالى في سورة يونس: (ويقولون لولا أنزل عليه آية من ربه فقل إنما الغيب لله فانتظروا إني معكم من المنتظرين) [1] قال: الغيب في هذه الآية هو الحجة القائم. (التعليق): لا مانع من ذلك، فالغيب يقال لما غاب عن الحواس الظاهرة مع وجوده، فالله تعالى غيب، والإمام المهدي (عليه السلام) غيب، والمستقبل غيب، وهكذا. |
(المهدي) يقاتل على السنة |
(ينابيع المودة): عن عائشة عن النبي (صلّى الله عليه وآله) أنه قال: المهدي رجل من عترتي يقاتل على سنتي كما قاتلت أنا على الوحي. (التعليق): قوله (صلّى الله عليه وآله): (يقاتل على سنتي) إشارة إلى قتاله مع المسلمين الذين ينكرون وجوده، وينكرون إمامته، لأنه إنكار لسنة النبي (صلّى الله عليه وآله) الواردة بشأنه في مئات الأحاديث المدونة في كل كتب التفسير، وكل كتب الحديث، وكل كتب التاريخ. (إسعاف الراغبين للصبان الحنفي): عن النبي (صلّى الله عليه وآله): المهدي منا يختم الدين به كما فتح بنا. (منتخب كنز العمال): عن النبي (صلّى الله عليه وآله): يخرج رجل من أهل بيتي يواطئ اسمه اسمي وخلقه خلقي ويملأها عدلاً وقسطاً كما ملئت ظلماً وجوراً. (البرهان في علامات مهدي آخر الزمان للمتقي الهندي الحنفي): عن علي بن أبي طالب أنه قال للنبي: أمنا المهدي أم من غيرنا يا رسول الله؟ قال: بل منا يختم الله به كما فتح بنا وبنا يستنقذون عن الفتنة كما أنقذوا من الشرك وبنا يؤلف بين قلوبهم بعد عداوة بينهم كما ألف بين قلوبهم بعد عداوة الشرك. (التعليق): مضى نظير هذا الحديث. ولكنهما حديثان، لا حديث واحد كرر ذكره فلاحظ. (تذكرة الخواص لسبط ابن الجوزي الحنفي): عن ابن عمر قال: قال رسول الله: يخرج في آخر الزمان رجل من ولدي اسمه كاسمي وكنيته ككنيتي يملأ الأرض عدلاً كما ملئت جوراً فذلك هو (المهدي). (البرهان في علامات مهدي آخر الزمان للمتقي الهندي الحنفي): عن علي قال: اسم المهدي محمد. (البرهان في علامات مهدي آخر الزمان): عن أبي سعيد الخدري عن النبي قال: اسم المهدي اسمي. (الجامع الصغير للسيوطي الشافعي): المهدي مني أجلى الجبهة أقنى الأنف يملأ الأرض قسطاً وعدلاً كما ملئت جوراً وظلماً يملك سبع سنين. (إسعاف الراغبين للصبان الحنفي): ورد أيضاً في لحيته أنه شاب أكحل العينين أزج الحاجبين أقنى الأنف كث اللحية على خده الأيمن خال وعلى يده اليمنى خال. (التعليق): أزج الحاجبين أي: دقيقان في طول، وهو من جمال الحاجب[2]. |
الثابتون على إمامته |
(ينابيع المودة): عن ابن عباس (رضي الله عنه) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): إن علياً إمام أمتي من بعدي ومن ولده القائم المنتظر الذي إذا ظهر يملأ الأرض عدلاً كما ملئت جوراً وظلماً والذي بعثني بالحق بشيراً ونذيراً إن الثابتين على القول بإمامته في زمان غيبته لأعز من الكبريت الأحمر. فقام إليه جابر بن عبد الله الأنصاري فقال: يا رسول الله لولدك القائم غيبة؟ قال: إي وربي (يمحص الذين آمنوا ويمحق الكافرين) [3]. يا جابر إن هذا الأمر من أمر الله وسر من سر الله مطوي من عباد الله فإياك والشك فيه فإن الشك في أمر الله عز وجل كفر. (التعليق): (الكبريت) مادة بسيطة معدنية صفراء اللون لا تحل بالماء يوقد بها و ـ الياقوت الأحمر ـ والذهب الأحمر ـ ويقال: (ذهب أو فضة كبريت) أي خالص، (أعز من الكبريت الأحمر) إنما هو كقولهم: أعز من بيض الأنوق[4]. (المستدرك على الصحيحين للحاكم النيسابوري): قالت أم سلمة: سمعت النبي يذكر المهدي فقال: نعم هو حق وهو من بني فاطمة. |
ومنا (المهدي) |
(ينابيع المودة): عن أبي أيوب الأنصاري قال: قال رسول الله لفاطمة (رضي الله عنها): منا خير الأنبياء وهو أبوك ومنا خير الأوصياء وهو بعلك ومنا خير الشهداء وهو عم أبيك حمزة ومنا من له جناحان يطير بهما في الجنة حيث يشاء وهو ابن عم أبيك جعفر ومنا سبطا هذه الأمة سيدا شباب أهل الجنة الحسن والحسين وهما ابناك ومنا المهدي وهو من ولدك. (كنوز الحقائق للعلامة المناوي): عن النبي (صلّى الله عليه وآله): ابشري يا فاطمة المهدي منك. (منتخب كنز العمال): المهدي رجل منا من ولد فاطمة. |
(المهدي) يفتح حصون الضلالة |
(البيان للكنجي الشافعي): عن علي الهلالي عن أبيه قال: دخلت على رسول الله (صلّى الله عليه وآله) في شكاته التي قبض فيها فإذا فاطمة (رضي الله عنها) عند رأسه قال: فبكت حتى ارتفع صوتها فرفع رسول الله (صلّى الله عليه وآله) طرفه إليها قال: حبيبتي فاطمة ما الذي يبكيك؟ فقالت: أخشى الضيعة من بعدك فقال: يا حبيبتي أما علمت أن الله تعالى أطلع إلى الأرض إطلاعته فاختار منها أباك فبعثه برسالته ثم أطلع إطلاعة فاختار بعلك وأوحى إلي أن أنكحك إياه يا فاطمة ونحن أهل بيت قد أعطانا الله سبع خصال لم يعط أحداً قبلنا ولا يعطي أحداً بعدنا، أنا خاتم النبيين وأكرم النبيين على الله وأحب المخلوقين إلى الله وأنا أبوك، ووصيي خير الأوصياء وأحبهم إلى الله وهو بعلك ومنا من له جناحان أخضران يطير بهما في الجنة مع الملائكة حيث يشاء وهو ابن عم أبيك وأخو بعلك ومنا سبطا هذه الأمة وهما ابناك الحسن والحسين وهما سيدا شباب أهل الجنة وأبوهما. والذي بعثني بالحق إن منهما مهدي هذه الأمة إذا صارت الدنيا هرجاً ومرجاً وتظاهرت الفتن وتقطعت السبل وأغار بعضهم على بعض فلا كبير يرحم صغيراً ولا صغير يوقر كبيراً يبعث الله عند ذلك منهما من يفتح حصون الضلالة وقلوباً غلفاً يقوم بالدين في آخر الزمان كما قمت به في أول الزمان ويملأ الدنيا عدلاً كما ملئت جوراً. |
أقوى من الجبال |
(البيان): عن عبد الله بن عمرو قال يخرج المهدي من ولد الحسين من قبل المشرق لو استقبلته الجبال لهدمها واتخذ فيها طرقاً. (التعليق): هذا كناية عن قوته الإلهية التي تدعمه. (ينابيع المودة): عن أبي إسحاق قال: قال علي ونظر إلى ابنه: من يزعم أن ابني هذا سيد كما سماه رسول الله وسيخرج من صلبه رجل يسمى باسم نبيكم يشبهه في الخلق ولا يشبهه في الخلق. (التعليق): لعل المقصود بذلك: أن (المهدي) يشبه جده النبي (صلّى الله عليه وآله) في الشكل والهيكل، ولا يشبهه في السيرة والقضاء والحكم، وذلك، لما ورد في مستفيض الأحاديث من أنه يحكم بالواقع، ويترك الظاهر، فالكافر واقعاً يقتله وإن أظهر الإسلام نفاقاً ودجلاً، وهلم جراً، في حين أن النبي (صلّى الله عليه وآله) كان يحكم بالظاهر حيث قال هو (صلّى الله عليه وآله) ـ في حديث مروي عنه ـ: (إنما أقضي بينكم بالإيمان والبينات). (ينابيع المودة): عن دعبل بن علي الخزاعي (رحمه الله) قال: أنشدت قصيدتي لمولاي الإمام علي الرضا (رضي الله عنه) فلما انتهيت إلى قولي: خروج إمام لا محـــــالة لازم *** يقـــوم على اسم الله والبركات يميز فينا كــل حـــــق وباطل *** ويجري على النعماء والنقمات بكى الرضا بكاء شديداً ثم قال: يا دعبل نطق روح القدس بلسانك أتعرف من هذا الإمام؟ قلت: لا إلا أني سمعت خروج إمام منكم يملأ الأرض قسطاً وعدلاً فقال: إن الإمام بعدي ابني محمد وبعد محمد ابنه علي وبعد علي ابنه الحسن وبعد الحسن ابنه الحجة القائم. وهو المنتظر في غيبته المطاع في ظهوره فيملأ الأرض قسطاً وعدلاً كما ملأت جحداً وظلماً وأما متى يقوم فإخبار عن الوقت، لقد حدثني أبي عن آبائه عن رسول الله قال: مثله كمثل الساعة لا تأتيكم إلا بغتة. |
أولئك حزب الله |
(ينابيع المودة): عن جابر بن عبد الله الأنصاري في حديث ذكر فيه دخول جندل بن جنادة بن جبير على النبي (صلّى الله عليه وآله) وإيمانه بالله ورسوله قال جندل: إني رأيت البارحة في النوم موسى بن عمران (عليه السلام) فقال: يا جندل أسلم على يد محمد (صلّى الله عليه وآله) خاتم الأنبياء واستمسك أوصياءه من بعده فقلت أسلم فلله الحمد أسلمت. وهداني بك ثم قال أخبرني يا رسول الله عن أوصيائك من بعدك لأتمسك بهم؟ قال (صلّى الله عليه وآله): أوصيائي الاثنا عشر، قال جندل: هكذا وجدناهم في التوراة وقال: يا رسول سمهم لي فقال: أولهم سيد الأوصياء أبو الأئمة علي ثم ابناه الحسن والحسين فاستمسك بهم ولا يغرنك جهل الجاهلين فإذا ولد علي بن الحسين زين العابدين (عليه السلام) يقضي الله عليك ويكون آخر زادك من الدنيا شربة لبن تشربه فقال جندل: وجدنا في التوراة وفي كتب الأنبياء إيليا وشبراً وشبيراً فهذه أسماء علي والحسن والحسين فمن بعد الحسين وما أساميهم؟ قال: إذا انقضت مدة الحسين فالإمام ابنه علي ويلقب بزين العابدين فبعده ابنه محمد يلقب بالباقر فبعده ابنه جعفر يدعى بالصادق فبعده ابنه موسى يدعى بالكاظم فبعده ابنه علي يدعى بالرضا فبعده ابنه محمد يدعى بالتقي والزكي فبعده ابنه علي يدعى بالتقي والهادي فبعده ابنه الحسن يدعى بالعسكري فبعده ابنه محمد يدعى بالمهدي والقائم والحجة فيغيب ثم يخرج فإذا خرج يملأ الأرض قسطاً وعدلاً كما ملأت جوراً وظلماً، طوبى للصابرين في غيبته، طوبى للمقيمين على محبتهم، أولئك الذين وصفهم الله في كتابه وقال: (هدى للمتقين الذين يؤمنون بالغيب) [5] ثم قال تعالى: (أولئك حزب الله ألا إن حزب الله هم المفلحون) [6]. |
يجعل بني أمية حطاماً |
ابن أبي الحديد (المعتزلي) في (شرح نهج البلاغة) قال ومنها يعني من خطبته (عليه السلام): (فانظروا أهل بيت نبيكم فإن لبدوا فالبدوا، وإن استنصروكم فانصروهم فليفرجن الله الفتنة برجل من أهل البيت، بأبي ابن خيرة الإماء لا يعطيهم إلا السيف هرجاً هرجاً موضوعاً على عاتقه ثمانية أشهر حتى تقول قريش: لو كان هذا من ولد فاطمة لرحمنا، يغريه الله ببني أمية حتى يجعلهم حطاماً ورفاتاً (ملعونين أينما ثقفوا أخذوا وقتلوا تقتيلاً سنة الله في الذين خلوا من قبل ولن تجد لسنة الله تبديلاً) [7]. (ينابيع المودة): خطب علي (عليه السلام) بعد انقضاء أمر النهروان فذكر طرفاً من الملاحم وقال: ذاك أمر الله وهو كائن وقتاً مريحاً فيا ابن خيرة الإماء متى تنتظر؟ أبشر بنصر قريب من رب رحيم، فبأبي وأمي عدة قليلة أسماؤهم في الأرض مجهولة. (التعليق): ملاحم، جمع (ملحمة) وهي الواقعة العظيمة التي يقع فيها القتال[8]. (ينابيع المودة): قال رسول الله (صلّى الله عليه وآله): المهدي من ولدي تكون له غيبة إذا ظهر يملأ الأرض قسطاً وعدلاً كما ملئت جوراً وظلماً. |
[1] يونس / 20. [2] المنجد / مادة (زجج). [3] آل عمران / 141. [4] أقرب الموارد / مادة (كبرت). [5] البقرة / 302. [6] المجادلة / 22. [7] الأحزاب / 61 ـ 62. [8] لسان العرب / مادة (لحم). |