المؤلفات

اللغة والادب والشعر

الصفحة الرئيسية

 

رسالة الصاروخ

شعر ذو أبعاد، عن عظيم ذي أبعاد.. يشكل بعده الشعري، أقصر أبعاده، على الرغم من استطالته، حتى على الشمس.

أَوَليس كل مميزات هذا الشعر: تسجيل الشعور الواقع، ممارسة الأدب المتقدم،  وتحليل الإسلام، السهل الممتنع، بالشكل الممتنع.

وربما يكون فحوى رسالة الشعر، في دعوة الشعراء المسلمين إلى:

تفهم الإسلام على حقيقته..

وعرضه على حقيقته..

في ثوب عصري جميل..

يضاهي جماله جمال الإسلام ..

وأخيراً: معرفة هذا الشعر، لا تكون إلا، عبر قراءته قراءة متأملة وخبيرة.

أما الشاعر: فلا يكشف عن كل أبعاده، إلا بعد انكشاف كل لحظات حياته المفعمة، وذلك: ما تكون في وسع مجلدات ضخمة عديدة فقط.

وأية محاولة أخرى بهذا الصدد، تذهب هدراً من دون نتيجة مرجوة.

الإمام الشهيد

السيد حسن الشيرازي (قدس سره)

 

ألقيت عام النكسة في الكويت

نادى ـ فما برح الخـــلود يُــــــــــرَدِّدُ..              والأرضُ تصغى ... والسماء تؤِّيدُ..:

أنا قد أتيتُ فكلُّ ظُــــــــــلمٍ زَائِــــــــــلٌ             أنا قد أتيتُ فكـــــلُّ عـــــــبدٍ سيَّــــــــــدُ

أنا قـد أتيتُ فللــــسماواتِ العُــــــــــلى             حدب عليَّ.. وللجـــــــبال تــــــــــأوّدُ..

أنا كنت ـ في صِلــــــــــصالِ آدم ـ قِبلةً             إذ قال رَّبك ـ للمــــــــــلائِكة: اسجــدوا

أنا سوف أَلغي الجاهلـــــية، فـــالورى             - عندي ـ سواءٌ: أبيضٌ أو أســـــــــودُ

أنا سوف أضرِبُ قيصراً بالفــــــــرس             فالتيجان تهوي.. والعروشُ ستُحصَدُ..

أنا صولةُ الأقدار حَـــــيثُ أَقودُهـــــــــا             فلها ملائـكةُ الســــــــــماءِ تُجــــــــــنَّدُ

وبذي الفقار يصول أَعظمُ فـــــــــارسٍ             والله يرمـــــي.. والخلائِقُ تَشـــــــهدُ..

أنا ـ في القيامة ـ شافِعٌ .. ومشفَّـــعٌ..              ـ وعلى الصراط ـ مؤيَّدٌ.. ومســـــدَّدُ..

أنا سوف أفعلُ ما أقــــــــولُ، ولا أرى             فخراً به، فــــــــــأنا النــــــــــبيُّ مُحَمدُ

وهتفتُ بالإنسان: إقـــــــــرأ هــــــــذه             الأكوان.. واكــــــــــتب ما يفيد ويرشـدُ

فالله علَّمكَ البـــــــــــيانَ لترتــــــــــقي             فارْقَ السماء، فشمسُها لك مِقعـــــــــدُ

يا أيها الإنــــــسان! إنَّك ـ في الثَرى ـ             تلهو.. وعندك ـ في الثريّا ـ مَوعــــــــِدُ

من بعد عـام الأربعين.. ووعد بلفورٍ..             أتانـــــا الآبقــــــــــون، وحشَّــــــــــدوا

وأجاءَ بن غوريون من لفظتهم الآفاق             ينــــــــــذر ـ باسمــــــــــهم ـ وينــــــدِّدُ

وكذا الديارُ إذا خَلَــــتْ مـــن حـــارسٍ             فالفأر ـ في عرصــاتها ـ يستأســــــــــِدُ

حتى إذا انفجرت بتلك النكبة الكـــبرى             وآلاف الأهـــــــــــــــالي شُـــــــــــرِّدوا

هتفت شعوب الشرق: خان الحاكمون             فَقُــــــــــــتِّلوا.. واستُبِعــــــــــــــــــــدوا

وتوالت الثورات يتـــــبع بعضـــــــــها             بعــــــــضاً.. وجاءَ الثائِرون.. وسوّدوا

ثم ادَّعوا: إنَّ الســـــــــــلاح قديـــــمهُ             فيــــــــــنا.. وأسلحة العــــــــــدوّ تجدَّدُ

شدُّوا البطون... ووفِّــــروا أموالكم...             نبني ـ بها ـ جيشاً يصـــولُ.. ويَصمدُ..

ولنا النظامُ الاشتراكـــــــيُّ الــــــــــذي             نجبى به ثرواتــــــــكم، فتــــــــــزهَّدوا

وبكل ما قالوا رضـــــينا، رغــــــــــبةً             في أن تُعادَ كرامــــــــــةٌ تتبــــــــــــــدَّدُ

فإذا النسورُ ـ بساعة الصفرِ ـ ارتمتْ             في الأرض.. نشوى بالشراب.. تُعربِدُ..

واستسلمت تلك الصواريخ الــــــــــتي             تغزو العدو ـ إذا أشار المرصــــــــــدُ ـ

والطائرات الجاثـــمات ـ كأنــــــــــها ـ             للقصف تنضد، لا لحـــــرب ترصــــــــدُ

وإذا بسيـــــناءٍ.. وضــــــــــفَّةِ أُردنٍ..             وهضاب جولانٍ.. وقدسٍ.. تُفـــــــــــقَدُ

ثُمَّ ادَّعــــــــــوا: إنا انتصرنا... والعدا             فشلوا.. فقد أخذوا الذي لم يقــــــصدوا

فالاشتراكيون قد سَلمــــــــــِوا.. وقـــد             سَلِمَتْ مناصِبُهم.. وهذا المقــــــــــصدُ

وغداً.. نعود ـ على العدوّ ـ بغــــــــارةٍ             شعواء، يكوى ـ من لظاها ، الفــــــرقَدُ

وأخاف من أن يستعيدوها فعــــــــمَّانٌ             تروح.. وسوريــــــــا تستــــــــــشهدُ..

كم قال قومٌ ـ لليـــــــهود ـ: بانــــــــــنا             سنـزُجُّكم في البــــــــــحر إن تستعندوا

فإذا قصدتم ـ بالحــــــــــروب ـ ديـارنا             أهلاً وسهلاً بالمعــــــاركِ، فاقـــــصِدوا

حتى إذا حَمِيَ الوطيس تراجعـــــــوا..             وتنازلوا عما بـــــــــنوهُ وشيَّــــــــــدوا

وتحمَّلوا عاراً، له ثـــــاروا عـــــــــلى             أسلافهم، وهمــــــــــو نـــــــيامٌ رُقَّـــــدُ

فجيوشنا ـ دوماً ـ تكرُّ على الحــــــمى             وتفرُّ من وجهِ العـــــدوِّ.. وتشــــــرُدُ..

تمشي..تقدِّمُ ..للعـــــدوِّ..سلاحـــــــــها             فكانها ساعي بريــــــــــد يوفَـــــــــــــدُ

إني أقول ـ ولا أقــــــول مشجِّــــــــــعاً             وبكل آيـــــات الســـــــماء أؤكِّــــــــــدُ:

إنَّ اليهودَ سيتركــــــــــون ديــــــــارنا             ويطهِّر الآفاق ســـــــــــيلٌ مُــــــــــزْبِدُ

لكننا نمضي .. ويَمضي عــــــــــارنا..             ويجيءُ جيلٌ مخــــــــــلصٌ ومــــــوحِّدُ

فيشنُها حرباً تَــــــــــذرُّ رمادَهــــــــــم             في البحر حتى لا يُـــــرى متهــــــــــوِّدُ

إيهاً.. فلسطينُ الشهـــــــــــيدةُ! كم لنا              ـ فيها ـ يطلُّ دمٌ.. ودمـــــعٌ يجـــــمدُ..

إيهاً.. فلسطينُ الشهــــــــــيدةُ! إنّـــــنا             نبغي سواك، وعن طريِقك نَقْـــــــــصدُ

دومي ـ فلسطينُ الشهيدةُ! ـ ملجــــــئاً             في النائبات.. به نكـــــــنُّ ونخلُــــــــــدُ

دومي لنا عيناً تنـــــــــــزُّ دموعــــــها             وجراحةً مقصـــــــــودةً لا تضــــــــــمدُ

دومي لنا ذُخراً، فباسمك يَرتــــــــــقي             أعلى المناصــــــــبِ كُلُّ من لا يَصعــــدُ

دومي.. فأنتِ وســـــــيلةٌ موصولـــــةٌ             دومي.. فأنتِ بضــــــــــاعةٌ لا تكــــسدُ

إيهاً.. فلسطينُ! اصـــــبري، وتورَّعي             أنْ تطلبي ـ منَّا  الـــــذي لا يُوجـــــــــدُ

إنْ تطلبي منا الكـــــــلامَ، فعــــــــــندنا             نظم ونثرٌ ـ بعد ألــــــــف ـ يُنشَــــــــــدُ

أما القتال: فـــــلا نـــــبادئُهم بــــــــــهِ             ليقالَ ـ عنّا ـ : إنَّــــــــــهم لم يعـــــتدوا

أما الجــــــــــيوش: فخـــانها ضُبَّاطها             أما السلاح: فبالـــــــشروط مقَّــــــــــيدُ

أما الجنود: فأجبنوا.. وتميَّعـــــــــوا..             أما الشعوب فإنَّــــــــــها لا تنـــــــــــجدُ

والقدس: فاستحلى اليهود رحـــــــابَها             فالأُمنيات على ســــــــواها تعــــــــــقدُ

والقدس تبقى في القلوب، لأَنَّــــــــــها              ـ عند الديانات الثــــــــــلاث ـ تُمــــجَّدُ

والأنبياء: ففي الجـــنان محلــــــــــهم             وقبورهم ـ دوماً ـ تُشادُ.. وتُعَــــــــهدُ..

والمسجدُ الأقصى: فـــــما نبـــــغي به             ولنا ـ بمكةَ.. والمدينةِ.. مَسجـــــــــدُ؟!

هذا اعتذار الفاشلين، وما عـــــــــسى             يجدي فلسطينٌ اعـــــتذارٌ يفــــــــــندُ؟!

الحق ـ في لغة الطغاة ـ تعـــــــــنّـــــُتٌ             والحق ـ في لغة الرعـــــاع ـ تـــــــودُّدُ

الحق ـ هذا اليوم ـ طائرةٌ.. وأسطولٌ..             وشعــــــــــب مــــــــــاردٌ متمــــــــــردُ

ورسالة الصاروخ خـــــير رسالــــــــةٍ             لا ملحــــــــــدٌ ـ فـــــــــيها ـ ولا متردِّدُ

شعب الكويت! وأنت شعبٌ يافـــــــعٌ..             تصحو القوى فـــــيه.. وعـــــودك أملدُ

فخذ النتائج من تجاربـــــنا، فــــــــــقد             ضحَّى سواك لها، وإنَّـــــك تحصــــــــدُ