المؤلفات |
قصة البدء |
|
شعر ذو أبعاد، عن عظيم ذي أبعاد.. يشكل بعده الشعري، أقصر أبعاده، على الرغم من استطالته، حتى على الشمس. أَوَليس كل مميزات هذا الشعر: تسجيل الشعور الواقع، ممارسة الأدب المتقدم، وتحليل الإسلام، السهل الممتنع، بالشكل الممتنع. وربما يكون فحوى رسالة الشعر، في دعوة الشعراء المسلمين إلى: تفهم الإسلام على حقيقته.. وعرضه على حقيقته.. في ثوب عصري جميل.. يضاهي جماله جمال الإسلام .. وأخيراً: معرفة هذا الشعر، لا تكون إلا، عبر قراءته قراءة متأملة وخبيرة. أما الشاعر: فلا يكشف عن كل أبعاده، إلا بعد انكشاف كل لحظات حياته المفعمة، وذلك: ما تكون في وسع مجلدات ضخمة عديدة فقط. وأية محاولة أخرى بهذا الصدد، تذهب هدراً من دون نتيجة مرجوة. |
|
الإمام الشهيد السيد حسن الشيرازي (قدس سره) |
|
ملحوظة تقول القرائن: إن الإمام الشهيد، كان قد عزم على صنع ملحمة شعرية تستجلي تفاصيل مراحل إبداع الكون، والإنسان.. وما يتعلق بهما من ملابسات، وتطورات، وردود فعل.. وتقول الحقائق: إنه لم يتمكن ـ بسبب ثقل وتكاثر الأعباء الملقاة على عاتقه ـ من تنفيذ ما كان قد عزم على إخراجه، ما عدا اليسير، الذي يعاني الكثير من التشتت وعدم الانسجام. ويقول المنسق: بالرغم من القلة.. ومن التشتت، فإن المجموعة الشعرية الحاضرة، تمثل آية في الإبداع الشعري.. ووثيقة ـ ولو غير متكاملة ومشتتة ـ عن الإبداع الإلهي.. والمجموعة هي القضية المطروحة.. والقارئ هو الحكم الحق.. والشعراء الإسلاميون هم الذين سوف يكملون المشوار بإذن الله تعالى |
|
|
|
كان نوراً.. في قبـــــضة الله يجـــــري نقطةً.. أرصدت ـــ بها ـــ الأشــــــــياءُ فإذا النقطة = الـــــبداية طــــــــــــالت ألفاً.. ثم: كان ـ منــــــــــها ـ الـــــــباءُ واحتوت جاذبـــــــــية النقـــــطة الــــــ ـحرف، فأجرته ـ في مداها ـ الـــــولاءُ فإذا الحرف صـــــار دائــــــــــرة الـــــ إجاب.. والسلبُ نقـــــطةٌ صــــــــــماءُ وبفعل الأرقامِ.. والأحرفِ.. والنقطةِ.. والدائـــــراتِ.. كــــــــان الضــــــــــياءُ واستمرّ الضياء يجـــــري خيوطــــــــاً وتلاقـــت خيوطــــــــها البيــــــــــضاءُ وتوالت تفاعــــــلات خـــــيوط الـــــــــ ـضوء... حتى استــبان ـ منها ـ الهباءُ والهــــــــــباءات واصلــــــــــت رحلـةً عبر انفعالاتها.. فكــــــــــان المـــــــاءُ يومها: كان عـــــرش ربــــــك مـــــاءً وبفعل الضياء كـــــــــان الهــــــــــواء واستبدّ الهـــــواء بالــــــماء موجـــــاً إنْ ترامى يفرّ مــــــــــنه الفضــــــــــاءُ وإذا دمــــــدمت جـــــبابرة الأمـــــواج فالكون في السفــــــــــوح غــــــــــثاءُ وترامت مـــــن أملاحــها ـ وهي آلاف المجــــــرّات ـ زبــــــــــدة دكــــــــــناءُ واتّقتها ـ عــــــبر المـــــدارات ـ ذراتٌ إليــــــــــها تناهــــــــــت الأضـــــــواءُ واحتوتها محــــــــــاور الجاذبـــــــيّات فدارت، فكان ـ منـــــها ـ الســــــــــماءُ وتوالت على السماء ـ من الــــذرّات ـ أضعافٌ بها تم للســــــــــماء غـــــطاءُ وبفعل التحرّك الدائــــــم انشــــــــــقّت وطـــارت ألواحــــــــــها الفيــــــــــحاءُ وتلاقت ألواحـــــها فــــــي مــــــــــدارٍ فوقــــــــــها.. فـــــهيَ والسماء سواءُ هكذا... هكذا.. إلــــى أن تــــــــــناهت قصّةُ البدء.. واستــــــــــقام البـــــــناءُ |
|
كينونة الإنسان الأول |
|
إحلي فكرة السنا.. يـا سمــــــاءُ! كرة الأرض ـ بعدُ ـ ثلجٌ.. وماءُ.. آدمٌ ـ بعدُ ـ ما احـــتواه البــــــلاءُ فهو ـ كالنّورِ ـ صفحةٌ.. بيضاءُ.. لم تنازعه ـ بعدُ ـ إغـراء حــــــوّا ءَ.. ولم ترتطم بــــه الأخطـــــاءُ صفوة الله، فــــيه: كلُّ سجــــــايا ملكوت الســــــماءِ.. والأسماءُ.. كعبة الله، فالسجــــود له تجـــــــ ـربةٌ.. ميّــــزت بـــــــــها الفُرقاءُ * * * * نفخ الله روحـــــه فــــــي كيـــــــــانٍ أبجديّـــــاته: تـــــــرابٌ.. ومــــــــــاءُ.. نفخ الله نفـــــــخةً سمّــــــــــيت: رو حاً، بها: الروح.. والهدى.. والرجاءُ.. فغدا محور التقــــــــــاءٍ، تنــــــــادى في مداه ـ الغـــــــــبراءُ.. والخضراءُ.. وهو في سكرة التململِ.. مـــــا انـــــ ـقادت ـ ولا استحكــــمتْ ـ به الأعضاءُ إنه ـ قبل كــــــلّ شـــــيءٍ.. وفـــــيما بعد.. ـ إمّا هُــــــــــدىً.. وإمّـــا غثاءُ.. * * * * * فجميع المخطّـــــطات تعــــــاني نقطةَ البدء، حيث يسري البِداءُ وجميع التـــــطورات احتــــــــما لاتٌ، وكلُّ التوقعّات هــــــــواءُ شجر الخلد لم يسوِّل للإبلـــــــيـ ـس، ولا سمّمت به الرقطـــــاءُ * * * * * وبنو الجانِّ استفاقوا عـــــلى الـ آثام، فاجتاحهم ـ جميعاً ـ وبــاءُ وأُبيدوا كأنَّهم لـــــم يكــــــــونوا فهمُ ـ اليوم ـ فكرةٌ.. ســـوداء.. لوثوا الأرض بالذنوب، فضـجَّت واشتكتْ منهمو، وطاف النداءُ: إنَّني أُمُكُمْ، فـــــلا تهــــــــــنوني بالمعاصي، يا أيّها الأَبـــــــناءُ! قدّسوني، فــــمن رحابي نهضتم وإلى صدري الرحيم انــــــتهاءُ يلقط الجائعـــــون أفــــــلاذَ قلبي وبفيض العيون يروى الظــماءُ لا تتيهوا، فمن دمــــي كلّ شيءٍ منه كنتم.. وكانتِ الأشـــــياءُ.. أنا جسرُ السماءِ، في معملي تبـ ـنى قصورٌ.. وتقتنى حـــوراءُ.. إنّني مسجدٌ.. أطـــــوف على الـ أجواء، حتى تحــــجّني الأجواءُ * * * * * ورآهُ إبلــــــيسُ، فارتاع منهُ هيكلاً.. وهو طينةٌ جوفـــاءُ ورماها برجـــــــــله، فأطنَّت فانزوى أن تصيبه ضـــرّاءُ وجرى في عـروقه، فإذا أجـ ـهزةٌ.. مجهريَّةٌ.. صمّــاءُ.. وإذا مرّ عنده ترجمت ـ غَيْرَ تهُ منه ـ نظرةٌ.. حــــمراءُ.. قائلاً للمــلاك: إنَّ لهذا الطيـ ـين شأناً، وشأنه استــــيلاءُ إنَّ هذا الخــــلق المعقَّد يبدو سيّداً، منه ـ للجليل ـ انتماءُ * * * * * ورآهُ الأملاك، فاكتــــتموا السرَّ وهم ـ في التحفظّات ـ ســــواءُ كظموا قشعريرة الخوف من أن يتعالى، فهـــــزّهم كــــــــبرياءُ وتوالت تساؤلاتٌ.. غــــضابٌ.. واحتوتهم مشاعــــرٌ دكـــــناءُ: أوَ هل تنــــقل الســـــيادة لـــــلـ إنسِ؟ وماذا لو يُبعث الأنبياءُ؟ نتولاهمو.. ومـــــن قــــبل كُنّا؟ ويولوّننا.. ومــــن بعد جاؤوا؟ سبقونا.. بأنَّــــــهم حصـــــفاءُ؟ ولحقـــــنا.. لأننَّا حنـــــــــفاءُ؟ فإذن: غيرة الضــــــرائر ليست بدعةً.. بل روايــــةٌ حســـــناءُ ثُمّ: ماذا تعـــــني الخـــــلافة إلاّ سلفاً يستطـــــــــيله خـــــلفاءُ؟ أَوَ تزكوا هـــــويّة الخَلــَفِ الطا لعِ؟ أم ـ مـــــثل ندِّة ـ رعــناءُ؟ ثُمَّ: سيّانِ أو نقيضان؟؟ هل في كلِّ هذي التطورّاتِ رجـــــــاءُ؟ أوَ يُقضى على الخلائق حــــتى تتأتّى خلائــــــــقٌ نظــــــــراءُ؟ فلماذا هـــــذي الإبــــــــادة والإ يجاد، والكلُّ عـــنده قُـــــرناءُ؟ * * * * * ويصكُّ الأسماعَ: إنِّـــــــــي أنــــــــــا الله، وفي الأرض يلتقي فــــــــرقاءُ أسجدوا ـ أجمعــين ـ للطين، فالطين إذا شعّ فيه مــــــــنّي ـ ضــــــــــياءُ سوف يغدو مشكــــاة نوري، ومهما كان أصل المشـــــكاة فـــــهوْ وِعاءُ وهي إيماءةُ الســــــــــماء إلــــى الـ أرض، وبالأرض تعـــــــرف الإيماءُ فمن الأرض يصدر الصوت بكــــــراً والسماوات ـ كلّــــثها ـ أصـــــــــداءُ وخطـــــــــوط الإنســـــان اجتهـــــادا تٌ، وخطّ المـــــلائك الإقـــــــتداءث فاشرأب الأملاك: سبحانك ـ اللهمَّ! ـ هذا الخلق الجــــــــــديد غــــــــــثاءُ ينــــــــــشر الـــــويل مثل زوبعة النا رِ، ويطغى عـــــلى الربيع وبــــــاءُ وإذا ما اتخذتـــــــــه للتسابــــــــــيح فإنَّـــــا عـــــــــبادُكَ الخُلــــــــــصاءُ * * * * * وأتى الوحي للملائك تـــحجـــيماً فمنحى التطــــاول الإحــــــــتواءُ قال: أدري ما تكتمون ومـــا تـبد ونَ.. فالسرُّ ـ في رحابي ـ دعاءُ أتخافون أن يولَّوا عــــــــلـــيكم؟ لا تخافوا.. فإنَّــــهم أولـــــــــياءُ يجتليهم: محمّدٌ.. وعـــــــــــليٌّ.. والحسينانِ... والسنى الزهراءُ.. منهم استأذن الوجود ـ وهـــم نو رٌ ـ فكان المرئيّ.. والمــاوراءُ.. وتعلَّمتم التسابـــــــيح منــــــــهم وبهم عنكم انجـــــلى الظلـــــماءُ * * * * * وجرى النور صدمةً.. فإذا الـ ـطين خلايا.. وأعظمٌ.. ودمـــاءُ وإذا آدمٌ يفـــــيقُ.. فيهـــــــتزُّ عطاساً.. ويستقيم البــــــــناءُ.. وإذا بالعطاس يفتح مجــــرى الدم في جسمهِ.. ويأتي الثناءُ.. إحمد الله ـ قال ـ فافتـــــتح الـ ـدنيا، فبالحمد يحسن الإبـــتداءُ * * * * * وتهاوى الأمـــــــــلاك لله شكــــــــــراً أن أتتهم قـــــــــيادةٌ... غـــــــــــرّاءُ.. غير إبليس، كـــــــان مــــن معـدن الـ أرضِ.. وسارت على هواه القـضاءُ.. وهو ـ منذ القديم ـ يعــــــــــلم: أنَّ الــ أرض تحــــدو السماءَ.. وهـي هباءُ.. ويرى: أنَّـــــه هــــــو القــــــــــائد الـ أعلى.. وعــــــــــنهُ ستــصدر الآراءُ.. وإذا الأرض رشّحـــــــت قائـــــداً أحــ ـنَتْ ـ له الظــــــهر للسجـود ـ السماءُ فأبى الاعتراف بالــــــــــندِّ.. بحـــــــثاً عن مطلبٍّ لــــــــــه بـــــــــــه إقصاءُ في مهبِّ التدافـــــعِ الاجتماعــــــــيّ.. وفي عقدة الكــــــــمالِ.. انــــــــــتهاءُ وهْوَ ـ لمّا رآهُ في مركــــزٍ طــــــــــال التحدّي له، وطــــــــــال العـــــــــناءُ ـ فضَّل الانتحار.. فلــــــــــيكن الـــــــــــ إعصارُ.. وليسحقِ الجميعَ الفــــناءُ.. قال: إني نارٌ.. وهــــــــــذا تـــــرابٌ.. وانهيار المعــــــــــــادلاتِ جــــــــــفاءُ وتناسى: أنَّ الــــــــتراب لــــــــــباسٌ وهو ـ من نــــــــــور ربّــــــــه ـ لألاءُ |
|
غضبة الله |
|
إخسأ.. فقد ضيّعت ـ في الأهواء ـ قربي فسللتُ منك أصابعي، فنسيتَ دربـــــي وسقطتَ ـ في كرة التراب ـ تــــــــــرابةً تدعو السماء إلى السقوط على المطبِّ أنا قد أمرتك، عارفاً مالي.. ومــــا بي.. سِيّان ما تُبدي هدىً.. وهوىً تُخَـــــبِّي أنا قد أمرتك، عارفاً، فأسمع لأمــــــري ودع التكبُّرَ.. فالتواضع نهج ســـــربي وأرى انقلابات الوساوس في الغـــــوى وتجمُّع الأحلام في مــــلأ المصــــــــبّ وأراك عاصفةً.. تهبُّ على المـــــــــدى وتريد إغوائي بتسويـــــلات حـــــــــبِّي |
|
عصيان آدم |
|
تلك أُولى تجارب الخلق تروي عــــــــــــــظةً.. لا لأنَّها نكراءُ فلنا ـ كلَّ ساعةٍ ـ ألف ذــــــنبٍ في لظاه الجحيم ثلجٌ.. وماءُ.. |
|
أغنية الشيطان |
|
أنا ما تعـــــــــــوَّدت السجودَ لغـــــــير ربي وعرفتُ آدمَ.. حفنةً من كــــــلّ ذنــــــــــبِ ورأيـــــــــــتُ تكريـــــسي لأيٍّ كـــــــان.. ذُ لاً، بعد تكريس الملائكِ فــــــــــي مهــــبّي فرفضتهُ، وحســــــــــبتُ تاريخـــــي.. وكُلُّ معادلاتي.. سوف تشفع فــــي المطــــــــبِّ وعرضتُ لله السجــــــــــود طوال عمر النا سِ، حتى لو تطاول ألــــــــــف حقــــــــــبِ فإذا بطاووس الملائكِ صــــــــــار طـــــــــا غوتاً.. يعقّدُ ـ بالجريمــــــــــة ـ كُـــلَّ رحبِ وإذا مُرَبِّي عالم الملــــــكوت شـــــــــــــــيـ ـطاناً.. مهمته معارضـــــــــة المُرَبِّــــــــــي وإذا الحقيقة تنسف اللعــــــب الذكـــــــــــيّـ ـة، والصدى في كلِّ حنــــــــــجرةٍ وقلــــبِ أُخرج ـ رجيماً ـ من رحاب القـــــــــــدسِ.. واستقطب رؤى الإغراءِ.. واستنفر لحربي فخرجتُ مطروداً.. تدمـــدم فــــــــــوقي الدّ نيا.. وأعلَنَت السماءُ سقـــــوط قطــــــــبي فعرفتُ أنَّ الله لا يُغــــــــــوى.. ومــــــــــــا يمليه ربّي غير مــــــــــا يملــــــــــيه حُبِّي فأنا.. أنا.. إبليس من ذنبٍ.. فــــــــــــــــمن أنتم، وأنتم حفــــــــــنة مـــــــن كلِّ ذنبِ؟! |
|
اعتذار آدم |
|
أنا.. ما صبوتُ، ولا تصَوَّرت التصّبي فعلى عبير المكرمات فرشـــــت دربـــــــــي وزحمت أجواء التحــــــدّي في الصـرا عِ على الصلاحيّاتِ.. في وهج التــــــنّبي.. من حين عارَضَت المـــــــــلائكةُ الخلا فَةَ، واحتوى الشيطانَ سلبيّاتُ قــــــــــربي وقد اصطفاني الله منطــــــــلق القــــيا دة، عبر كلِّ رسالةٍ.. وبكـــــلِّ حقـــــــــبِ.. واخـــــتارني ـ عــــــبر التحدّي ـ قبلةَ الـ ـملأ المقدَّسِ، وامتلأتُ بــــــــــروح ربِّي نخــــبي ينابيع الرســــــــــالةِ.. والــــولا يةِ.. فالشموس تشعّث من قطرات نخبي والعــــصمة الكبرى تســــــدَّد أبجــــــديـ ـات المسيرة، في مدارتي.. وقطــــــبي.. وعـــــلــــمت: أنَّ الله يَعـــــــصِمُني، ولا يغتال بالإهمال في الصَّـــــبوَات حــــــبي وظنــــــنت: أنَّ الله لا يُعــــــــــصى، ولا يرضى بتصنيف اسمه قسماً لكــــــــــذبِ وعــــرفت ـ في الرقطاء ـ: حيواناً.. بريـ ئاً.. لا مصالح عنده تدعـــــو لريــــــــبِ وحســــبت: أنَّ الخلد مقـــــــصودٌ.. وأن الموت مرصودٌ.. وخلت الخلد حســـــبي ورأيــــت: أن الموت سلـــــبٌ.. سرمدٌ.. فإذا انتصرتُ فإنَّني غـــــالبتُ سلــــــــبي والله كــــَرَّه لي.. ولم يطـــــلق مـــــــــفا هيم المناهي مثل: تحـــــريم.. وذنـــــــبِ ورأيت: حــــوّاءَ استطالت، ثـــــمّ عــــــا دت، دون تصفيةٍ.. وتنحيةٍ.. وكــــربِ.. وخشيتُ: تجـــــربةَ الفناءِ.. وخلت: تجــ ـربة البقاءِ بجرعة التـــــفّاح إربـــــــــي فأكلتهُ.. متأكــــداً: أنّـــــي ـ مـــــــدى الآ باد ـ أُخلدُ في الجنانِ.. بدون ريــــــــــبِ ولو اكتشفت بأنَّــــني ـ وجمـــــــــيع أبنا ئي ـ نساق لكلِّ محرقةٍ.. وحــــــــــربِ.. وتهيج ويلاتُ الحــــياة بنا.. وتـــــــــــغـ ـشي النار مليارات أجناسٍ بصلــــــــــبي أضربتُ عــــن كل الحبوب، وإن يكـــــن فيها الخلودُ.. وإن تكن حبّاتُ قلـــــــبي.. أنا ـ بذنب لــــم اجرّبـــــهُ ـ ارتطـــــــــمـ ـت بوصمةٍ عصفت بخلفيّات شعـــــــــبي فسقطتُ فــــي مستنقع الدنيا، أُقـــــــــبِّلُ خنجر العتبى، وأَقْـــــــبَلُ أيُّ نحــــــــــبِ فإلى مَ تنقلــــبون ـ يا أبـــــــــنائي الــــــ ـمتورِّطين! ـ بكلِّ تجــــــــربةٍ.. ودربِ؟! |
|
هابيل وقابيل |
|
وقف النــــــــــيل في شموخ السماءِ والحضاراتُ تلتـــــضي خـــــــفراتِ وانتهت لعــــــــبةُ اختـــــلاط المزايا وانتهت مسرحـــــيّة الشُبـــــــــهاتِ وانتهى الفرز في السجايا.. وفي الـ أفرادِ.. فالكلُّ في محكِّ القُـــــــــضاةِ صارت الأرض ـ كُلُّها ـ شـــــــرحاتِ وجميع الــــــــــبلاد مختــــــــــبراتِ والتجاريب تَقذِفُ الكلَّ فـــــــــــي الـ ـفرنِ لتفجــــــــــير طاقــــــة الذراتِ فإذا الخير يستجـــــــــير بـــــــــذاتٍ وإذا الشر يستجـــــــــير بــــــــــذاتِ * * * * * وتحدّى هابــــيل بالحســــــــنات وتحدّى قابـــــيل بالســــــيّئات وقضت حكمة السماء بتقديم الـ ـضحايا.. كأفضلِ القُربــــــــاتِ وقبول السماء قــــــــــبَّة نــــــارِ تحرق الموبقات في الصدقاتِ وإذا رُدّت الضحـــــيّة تبــــــــقى طعمةً للترابِ... والحشراتِ.. * * * * * فإذا كان يوم عـيدٍ، وأضحوا يتقون النعـــــاجَ للتضحياتِ فلهابيل أفضلُ النعــــــــجاتِ ولقابيل أســــــوءُ السنبلاتِ * * * * * وهوى النجمُ فوق قربــــان ها بيل.. وأبقى قابيلَ في حسراتِ وبوقت الزواج، جاءَت إلى ها بيل حوريّةٌ مـــــن الجـــــــنَّاتِ وبحكم الجناس، جاءَت إلى قا بيل جنّيّةٌ من الجــــــــــِنَّاتِ([1]) * * * * * فالكــــــــــفاءات تستدَّر العــــطايا لقياس الهبات بالمُعـــــــــــطياتِ وسليلُ التراب ـ في الخلق ـ يبقى حاكياً أَصـــــلهُ.. بلا قـــــــــفزاتِ فسليل السماء يبـــــقى ســــــماءً في جميع الصلاتِ.. والصلواتِ.. وسليل الترابِ يبــــــــقى تُرابـــــاً في جميع الشؤونِ.. والحـالاتِ.. * * * * * فاستــــشاط التراب غيظاً: لماذا يقتضي العدل أن أُساوى بذاتـــي؟ ولماذا أنـــا.. أنا.. في السِماتِ؟ ولماذا أخي.. أخي.. في الِسمـاتِ؟ ولماذا الســـــــماء تبقى سماءً؟ ولماذا النجوم فوق الحصــــــــاةِ؟ رغباتي معـــــــــادلات تسود الـ ـكونَ.. فالكون جاء من رغـــباتي إنَّني أرفـــــضُ السماواتِ فوقي فالسماواتُ حافـــــلاتُ رُفـــــــاتي وإذا لم تــــــــــكن إرادتيَ العُليا فخير مـــــن الحـــــياة مـــــــماتي فحياتي إرادتـــــي.. وإذا مـــــــا رفضتها رأيت رفــــض حـــــياتي وغداً ـ عندما يموت أبـــــــونا ـ تتولّى عليَّ ســـــتُّ الجــــــــــهاتِ فسأروي خناجري بدمـــــــــائي وأهُدُّ الجبال مـــــن صرخــــــــاتي وحياة لا تستقطب الكـــــونَ فالـ أحرى بها أن تذوبَ فـي الزفـراتِ فالخبيثاتُ للخبيثين.. عـــــــــدلٌ وكذا: الطيّــــــبون للطيّــــــــــباتِ * * * * * وأخي! يا أعزَّ مِنّي عـــــلى نفسي! وخيرَ الإخوانِ.. والأخـــــــــواتِ..! رغم أنَّي أراك لحن بطــــــــولاتي.. ونهر الفولاذ فـــــي عــــــضلاتي.. سأواريك في التـــــرابِ.. لـــــــذنبٍ معه لا أُطيقُ ســـــتر شكــــــــــاتي وهو: أَني أراك فوق مـــــــداراتي.. حويت الحـــــياة بالمُعــــــــجزاتِ.. ونقلتَ الجنان ـ ممَّا وراء العرش ـ للأرضِ، فـــــي رؤى الملــــــكاتِ.. وفتحتَ السماءَ حتى فتــــــــــنتَ الـ حورَ تهـــــفو إليكَ كالصلــــــــواتِ ودعوت الشهاب يرفـــــع قــــــــربا نك، فانقضّ نحـــــوه كالـــــــبزاةِ.. وأنا.. ليس لي مجـــــاراة سُلــــــطا نك إلاّ في عـــــــالم الأُمنــــــــــياتِ وإذا كان قَتلك ـ اليوم ـ مكــــــــــرو هاً.. ففيه ـ مـــــدى الحياة ـ نجاتي إنَّني ـ إن أَزحتك الـــــيوم عـــــــــن دربي ـ أشقُّ الطـــــــــريق للنيّراتِ قال هابيل: يا شقـــــيقي! أراك الــــ ـيوم تجتاز أســـــوءَ العــــــــــقباتِ فصعابُ الحياةِ تدفـــــعُ للأعـــــــلى وتردي مصاعـــــبُ الشهـــــــــواتِ وإذا انهارت الفضـــــائلُ، تبـــــــقى صفحات التاريــــخ مستنقعــــــــاتِ أحرف النور تنــــــزوي، فتغــــــني أحرف النار رعـــــشة الكلـــــــماتِ وجهاد النفوس ـ بالعقل ـ أقــــــسى من جهاد الأعداء بالقاصــــــــــفاتِ فالملذّاتُ.. مرســـــِلاتُ المآســــــي والمواويلُ.. فرقـــــــــعات هـــــناتِ وشروق الصباحِ.. ضحكة لـــــــــيلٍ شدّ قوّاته عــــــــــلى الجـــــــبهاتِ ضربات المخاض ـ للأمِّ ـ قالــــــت: ضحكة الطفل عفطة المأســـــــــاتِ دمعة الفجر ـ وهو يجتاح لـــــــيلاً ـ نقطةُ البدء في مصيرِ الغـــــــــزاتِ وانهيارات جبهة الشــــيخ.. أصـــــ ـداء الشباب الملغوم بالنــــــــزواتِ وانفجارات مُقلة الشـــــمسِ تـروي فرقعاتِ الحروق في الصــــــــبواتِ طالما آدمٌ بـــــــــكى، فسيــــــــــبكي كل أبنائهِ الهــنا.. والهــــــــــناتِ.. أنا.. لا أختــــــــــشي الشهادة، لكن أختشي أن تكـــــــــون رأس الجُناةِ وإذا شئتَ مقــــــــــتلاً.. هاكَ نحري أو قناةً.. فَخــــــــــذ إليك قــــــناتي وإذا شئت أن تــــــبوءَ بإثــــــــــمي فَسَتَجني مجامـــــــع اللَّعــــــــــناتِ فمن الأخريات قافــــــــــلةُ الأجــيال محسوبةٌ عــــــــــلى الأُولــــــــياتِ ومن الأُوليات مَنْ َســـــنَّ شيـــــــئاً فله مثله إلـــــــــى الأُخريــــــــــاتِ وإذا ما مددت كفَّـــــك بالمـــــــــوت فإنــــــي أمُدُّهــــــــــا بهــــــــــباتِ * * * * * وانتشت ضربةٌ عــــــلى رأس هـا بيل.. مضت في بينهما مثــــــلاتِ وجرت سنّة التطـــــور فـــــــــيها فهي كل الحروبِ... والغــــاراتِ.. فدمٌ كان نطقة البدء في الــــــــــتا ريخ، يبقى لآخر الصفحــــــــــاتِ واستمرت ـ كأنها سنة الكـــــون ـ فأحصت بنــــــية بالضربـــــــــاتِ وسرت موجة من العنف فــــي الـ ـدنيا.. تلـــــــف الجميع بالكـرباتِ وانطوت سنة الوفاة بحـــــتـف الـ أنفِ.. فالقــــــــــتل سنّــــة للوفاةِ واستبيح الدم البري، فأضــــــحت احرق الثأئر شحنة الحــــــــركاتِ وأبت حكمة التراب امتصاص الـــ ـدم.. حتى توجــــه الثـــــــــوراتِ * * * * * وأعــــــيد الحوار بالدم، فالخير نزيف في قبضة الأزمــــــــــاتِ وسيـــبقى الصراع مغزى حياةٍ وسبقى السلام فحوى سمـــــاتِ وستبقى الحروب رمز حياة الـ ـناس.. والسلم سنّة الأمـــواتِ.. إنها نزعـــة التراب، فمشتقاته لا تخون فـــــــي الترعــــــــــاتِ وإذا كـــــنت خير ما اشتق منه ستساويه فــــــي جميع الصفاتِ فبنوا آدم امتـــــــــدادٌ.. دقيقٌ.. لبني الجان عــــــناةِ.. الطغاتِ.. فوحول تقولـــــبت قـــــــــنواتٍ ستصب الوحـــــول في القنواتِ * * * * * ومشت رعـــــدة الجريمة في قـــــــا بيل.. تجــــــــتاح ردة العاطـــــفاتِ واعتراه الذهول: كيف يــــــــــواري قصةً تستعــــــــــاد كاللحظـــــاتِ؟! فانتصاب الجلاد وقـــــفة ذعــــــــــرٍ وسقوط الشهيد بـــــرد ســــــــــباةِ وسيروي الحيوان حشــــــــرجة الـــ إنسان، حتى الغربان في حشرجاتِ وتولى الغراب دفــــــــن أخـــــــــــيهِ وهو يرنو إليهما.. فـــــــي ثــــباتِ أيكون الإنسان تلمــــــــــيذ حـــيـوانِ ويرجو ســــــيادة الكائـــــــــناتِ؟! * * * * * ومشى آدمٌ على إثـــــر هابــــــــــيل يجــــــــــوب الفلاة إثر الفــــــــــلاةِ وتوالت جهنم الشمــــــــــس قــابيلَ إلى أن يســـــــــــاق للدركــــــــــاتِ واحتوت رحمة السماوات هــــــــــا بيل.. إلـــــى أن يُزفّ للــــــــدرجاتِ واستمرا.. فكل فرد ـ على الأرض ـ يحاكي من شاءَ.. في الأزمـــــــــاتِ * * * * * يبس الصبح في يد المعـــــصراتِ يا رفات الصلاة في السبحاتِ! يبس الصبح، فالسحاب يـرش الـ دمِ.. والفجر مصدر الظلـماتِ.. وجرى الشوك في شرايين نيسان وتاه العبير فـــي الويـــــلاتِ.. فتحت صفحة الطغــــاة، فغــــطت ملصقات الدمـــاء وجه الحياتِ وأعاد الخليفة السلـــــف العــــائد فالطين عـــــاد فـــــي مــــرّاتِ |
|
[1] ـ إشارة إلى ما روي في ذلك عن أهل البيت (عليه السلام) في علل الشرائع، وتفسير العياشي وغيرهما، فراجع. |