المؤلفات |
أنْتَ المُظَفر |
|
شعر ذو أبعاد، عن عظيم ذي أبعاد.. يشكل بعده الشعري، أقصر أبعاده، على الرغم من استطالته، حتى على الشمس. أَوَليس كل مميزات هذا الشعر: تسجيل الشعور الواقع، ممارسة الأدب المتقدم، وتحليل الإسلام، السهل الممتنع، بالشكل الممتنع. وربما يكون فحوى رسالة الشعر، في دعوة الشعراء المسلمين إلى: تفهم الإسلام على حقيقته.. وعرضه على حقيقته.. في ثوب عصري جميل.. يضاهي جماله جمال الإسلام .. وأخيراً: معرفة هذا الشعر، لا تكون إلا، عبر قراءته قراءة متأملة وخبيرة. أما الشاعر: فلا يكشف عن كل أبعاده، إلا بعد انكشاف كل لحظات حياته المفعمة، وذلك: ما تكون في وسع مجلدات ضخمة عديدة فقط. وأية محاولة أخرى بهذا الصدد، تذهب هدراً من دون نتيجة مرجوة. |
|
الإمام الشهيد السيد حسن الشيرازي (قدس سره) |
|
|
|
أنْتَ.. يأ أنْتَ! تفجّرْ أنْتَ... يا أنْتَ! المظفَّرْ فإلى مَ الفجرُ يغفو، وإلى مَ الليلُ يثأرْ؟؟ كم تَرى سيّئةَ الجرّح بالتضميدِ.. تُغفرْ؟ كم تَرى المظلومَ لا يُعذرُ.. والظالم يُعذر؟؟ لا تفكّر كالمجانين.. كفانا مَنْ تَفكَّرْ! وتقدّم.. كالطواغيتِ، وزمجر.. كالغُضنفرْ! كلُّ من ينتظرُ الأقدارَ.. ـ حتماً ـ يتأخّرْ! ومن استبسلَ.. واستنصر باللهِ.. سَيُنصَر! كتبَ الله الفراديسَ.. لمن دوّى ودمَّرْ! فتكبّرْ، ** يتواضع مَنْ تعالى وتكّبرْ! وتجبَّرْ، عند من ـ يا طالما ـ فيك تجبَّر! وتنكّر للمثاليّاتِ.. وحشاً يتنكَّرْ! كُنْ.. ـ إذا خاتلكَ الشيطانُ ـ شيطاناً مكرَّر! وتنمَّرْ، صلوات الله تكسو من تنمّرْ! كُلَّما يكفر بالحقِّ.. على الباطل كشّره! لستَ في الدُنيا وَحيداً.. لستَ في العالم أبترْ! موجةٌ أنتَ.. فإن لم تكسِرُ الأمواج تُكسرْ! منكَ.. قدِّر كل ما تهوى، .. من الله يُقدّر! لا تورّعْ، وَرَعُ المظلومِ ذنبٌ ليس يُغْفَر! ومن الدين صراعٌ.. يتخطّى من تعثّرْ! فانحسرْ، تُغدر وتُؤزرْ! وانتشرْ، تُعذر وتُؤجرْ! فتفجّرْ.. وتكبّرْ.. وتجبّرْ.. تتحرَّرْ! ** قد تآكلتَ خمُولاً.. فَتنفَّسْ.. وتسعّرْ كنت كُلّيَّ القُوى.. لا تشتهي.. لا تتأثَّرْ! كنتَ.. مثل المعدنِ العِدِّ، فماذا فيك أثَّرْ؟ وتدانيتَ.. إلى أن صِرتَ لغُزاً لا تُفَسّرْ! أين أقدارُكَ؟ أقدارُك هل فِيكَ تُعَثَّرْ؟ كلُ شيءٍ يتحداكَ.. فيبدو منك أقدر! وإذا أنت تحدّيت ذُباباً.. أنت تُقهرْ! أَوَ هل أنتَ ترابٌ.. أم عليكم التربُ غَبّرْ؟؟ إبقَ تحت الطينِ والماءِ.. كبذرٍ ليس يخضرّْ! أو فطيِّر خيمة الإرهابِ.. وانفض مَنْ تطيَِّرْ! عُد إلى نفسِكَ.. كُن.. أنتَ.. ** فلا شيء ـ من الإنسانِ ـ أكبرْ! [1] لوحةٌ أنتَ.. عليها كل آمالك تظهرْ! لكَ عهديْ.. كلُّ فردٍ كيفما يَرضى يُصوَّرْ! فمن استرأسَ.. يرأس، ومن استقبرَ.. يُقبرْ!! ومن استكبَر.. يُكبرْ! ومن استصْغرَ.. يُصغرْ! |
|
أنت أكبر |
|
كان يَهذرْ كان يربدُّ ويصفَّرُ ويَحمّرّْ كان يجترُّ الأماني، يَتهّورْ يَتمشّى.. يَتمطّى.. يتقمْطَرْ قال: لو شِئْتُ حَرَقْتُ الكون في ثورةِ مَجمرْ ** قلتُ: ماذا؟ ساحرٌ أنتَ، وإلاّ فَمُسَحّرْ كيف؟ إفعل لا تقل: إنْ.. لا تقل: ليت.. لو انِّي.. لا تخُنّي بالتمَّني أنت ما تفعلُ.. لا ما تتمنَّى ساعةٌ في الجهد أَجدى لكَ مِنْ أَلفِ غناءٍ ومُغِّني فأبٌ بابنِكَ لا بابنِ التبَّني فإذا قلت: أنا أقدرُ تقدرْ وإذا ما قلتَ: لا أقدرُ لا تقدرُ فانظرْ كلما ترضَاهُ واخترْ فإذا ما كنُتَ ناراً فتسَعَّرْ وإذا ما كنت ثلجاً فتخدَّرْ وإذا لم تكُ شيئاً فبماذا تتكبرّ؟ ** كان عنترْ قد تعالى وتجبّرْ فتدانى وتفكّرْ وتدبّرْ قائلاً: لستُ بقيصرْ لستُ من جوقة طرزان وعنترْ أنا مخلوقٌ مِنَ الطين المزعفرْ كنتُ في منتزه الأنجمِ في ملهى بنات النعشِ في مقصورةِ الجديِ مع الجوزاءِ أسهرْ وأنا من قفزات الورد أُذْعرْ كيف أكسو رعشة البحرِ.. واستخرجُ عنبرْ؟؟ كيف أمتصُّ عروق الأرضِ؟ كيف السيل يُحصَرْ؟ كيف أجني أُبَرَ النحل.. وأمشي فَوقَ خنجرْ؟؟ من تراه شَربَ البركانَ.. واستنشقَ مَرْمَرْ؟؟ ** قلتُ حاولْ لا تقل: كنتُ.. وكنّا.. لا تقل: أنتَ.. وإنّا.. لا تقل: قُلت.. وقُلنا.. كُلُّ عذرٍ هُو غدرٌ أَو هُراءْ فاستعض عنه بجهدٍ وأناة وصمودٍ وثباتْ ** قال لي: لا تتأثَّرْ لا تقل: أنت مخّير لا تُسيِّرني على الدرب المُعَسَّرْ أنا ممّا قُلتَ أَصغَرْ وعلى ما قُلتهُ لي أنت أقدرْ ** قلتُ: كنـزٌ أنتَ، لِمْ لا تتفكَّرْ؟ أتحدّاك على أنَّك أقدر أتحدَّاك على أنَك أَكبر كُلُّ دربٍ هُو ـ للساري على الدرب ـ مُيَسَّرْ وعلى من يتفاداه مُعسَّرْ كلُّ شيءٍ أنْتَ إن شِئتَ، وإن شئتَ من اللاّشيءَ أصغرْ أنت مِنْ أنتَ، ومما تتصوَّر أنتَ اكبرْ ** كم من الثلج البراكين تُفَجَّرْ ومن الويلات.. كم فجرٍ تقطَّرْ ومن الأَجْداثِ.. كم روح تنوَّرْ رُبَّ ضدٍّ هو بالضدِّ يُفَسَّرْ ونقيضٍ لنقيضٍ يتطوَّرْ ومحالٍ لم تحاوله يُقَدَّرْ وعلى الصُّدفَةِ يظهرْ فلماذا أنت أصغر؟ ولماذا أنا اقدرْ؟ كلُّ أمرٍ لك ممّا تتصوّرْ هو أيسرْ فإذا كانَ مِنَ الذَّرة قد تُبنى مجرهْ ومن البذرة سدرهْ ومن القطرة بحرهْ أوَ هَلْ أنتَ من الذَّرةِ والبذرةِ والقطرةِ أصغرْ؟ ** لا تقلُ لي: أنا أصغرْ لا تقلُ لي: أنت أَقدرْ كلُّ شيءٍ مِنْكَ أصغرْ ما عدا الله، فَمِنكَ اللهُ أكبرْ |
|
كم تُفكِّر؟ |
|
كيف تصبِرْ؟ كيف تُسبى وتُصعِّرْ؟ كيف تُفريكَ السكاكين وتغفرْ؟ كيف تَشويكَ البراكينُ وتَعذِرْ؟ كيف تغريكِ الثعابين بلا حُبٍّ.. وبالحُِّب تُفسِّرْ؟؟ كيف تُسفيكَ الصعاليِكُ.. وتقِدرْ أن تدوّي وتُدمّرْ ثُمَّ تنسى.. ثُمَّ تَغفرْ؟؟ كيف تقوى أن تُبرّز؟ كيف تصبرْ؟ ** كم تفكّرْ؟ كم تعاني وتقدّر؟ كم تداري وتدبِّرْ؟ كم تداوي وتجبِّرْ؟ كم تفكِّرْ؟ ** مِمَّ تحذرْ؟ أين آمالُك؟ هلاّ تتبلوَّرْ! أين آلامُكَ؟ هلاّ تتفجَّرْ! أين إنسانُكَ؟ هل في ذاتك الإنسان يُقْبَّر؟ جوهراً كنتَ.. فهل جوهرك الفردُ تخثَّر ومعين الماس قد كُنْتَ فهل في ذاتك الماسُ تبخَّر؟ وتبنَّتكَ التقاديرُ.. فَلِمْ لا تتصدّر! وتحدّتك الأعاصيرُ.. فَلِمْ لا تتقهقرْ! كلّما اْستنفزفك الإرهاب تُعصرْ؟ وإذا أَلهبكَ الليلُ تُقطّرْ؟ أَوَ هل تختار أقدارَكَ.. أم أنّكَ مُجبرْ؟؟ أو على فلسفةِ الموّالِ تخسرْ؟ فمتى من ظلمة اللاشيءِ تظهرْ ومتى تَصحو وتسهرْ؟ مِمّ تحذرْ؟ ** قال: دعني! لا تلمني! إنَّني أَغِفرُ لكنْ.. ليس غُفرانُ كسيحٍ متعفّنْ إنني أصبِرُ لكن.. ليس صبَر المتكهنً إنَّما صَبرَ الرياضيِّ المهمين صبر جبَّارٍ عَنيدٍ مُتمكِّنْ صبرَ صلّ متحيّنْ ** أنا لا أصبرُ كالمستضعفينْ أنا لا أضربُ كالمستهترينْ إنما أصبرُ حتى يَبلُغَ الظُلم مَداهْ إنما أغفرُ حتى يَبلُغَ الثأرُ قِواهْ وأعاني أزمة الفجرِ.. ومأساة التطوّرْ أنا أغفرْ.. وأُفسّرْ.. وأُبّرر لأُفجّرْ.. وأُحرِّر فلهذا أنا أَصبِرْ ولهذا أنا أغفِرْ |
|
[1] ـ لا يخفى أن النفي نسبي، فهو بالنسبة إلى المخلوقين، كما هو اضح |