الفهرس

فهرس الفصل الخامس

المؤلفات

الثقافة الإسلامية

الصفحة الرئيسية

 

منظمة الإسكان

في غالب البلاد يشكو الناس من أزمة السكن وفي نفس الوقت يشكو أصحاب الأملاك من فراغ مبانيهم من المستأجر، والربط بين الأمرين يحتاج إلى منظمة السكن، التي تعلن عن استعدادها لتعريف المحتاجين بالمساكن، وتعريف المساكن إلى المحتاجين، مع أخذ الأجرة المناسبة لهذين الأمرين.

منظمة المسكن

مهمة هذه المنظمة إيجاد المساكن المناسبة للناس، فتشتري أراضي ودوراً ودكاكين وما أشبه، لغرض بيعها أو إيجارها للطالبين وحيث أن المنظمة تتمكن من الحصول على المساكن بأقل قيمة، فاللازم عليها مراعاة حال الطالبين في مستواهم المالي، فإذا حصلت على الدار بألف، ينبغي لها أن لا تأخذ من المشتري الفقير أكثر من ألف وخمسين ديناراًمثلاً، كما أن هذه المنظمة عليها التقسيط للثمن مع مراعاة مستوى المشترين.

منظمة تهجير المضطهدين

إن بلاد الاسلام اليوم ترزح تحت أكبرقدر من الإظطهادفي جميع جوانبها، وحيث أن هناك في البلادالمظطهدةأناساً لا ينفع بقائـــهم في تلك البلاد، إلا انصباب الاظطهاد عليهم، وأناس آخرون إذا خرجوا من تلك البلاد نفعوا المسلمين سواء في بلادهم، أو غير بلادهم بحيث أن بقائهم في بلادهم يوجب تجمدهم، فاللازم أن تشكل لأجل تهجير امثال هؤلاء منظمات، تجمع المال وتسهل التهجيربالوســــاطات واعطاء المهاجرين القروض وتسهيل عملهم وسكناهم وادخال اولادهم المدارس، وتشغيلهم وتزويج عزابهم، وما أشبه ذلك.

منظمة الدفاع

يلزم ان تشكل في كل بلد منظمة الدفاع عن حقوق المسلمين والمضطهدين، مهمتها الدفاع عن كل من لايقدر عن إحقاق حقه مسلماً كان أو غيره، والافضل لهذه المنظمة أن تجعل الدفاع مجاناً، إلا لمن كان بمقدوره دفع الاجرة، فتأخذ المنظمة ما يتناسب وعملها بالنسبة إلى الشخص المدافع عنه.

إشراك النساء في العملية الاجتماعية

وقع في البلاد الإسلامية تناقض هائل، فترى الكثير من الناس صنفين، صنف تحفظ على النساء إلى حد الخنق والشلل، وصنف أخرج النساء إلى ما لا يلائمهن دنيا وديناً، تقليداً للغرب، وحيث أن الخنق خلاف طبيعة الإنسان، ولما لم يكن هناك منهج إسلامي معبّد مطبّق لتسلكه النساء، أخذت كثرة من النساء منهج الغرب والشرق، وبذلك عمت المآسي النسوية بلاد الإسلام.

وعلى هذا فمن الضروري إشراك النساء في العلم والعمل وفقاً للمنهج الإسلامي، والوسط الذي لا إفراط فيه ولا تفريط، فالمرأة يجب أن تتعلم ولكن بدون استهتار، ويجب أن تعمل ولكن بدون تورط، ويجب أن تشارك الرجال في كل الميادين باستثناء ما حظره الإسلام تحظيراً لأجل كرامتها وحفظ المجتمع من الإنزلاق.

توفيق المنهجين

للإسلام منهج خاص في الحياة، وللغرب منهج خاص آخر، وهذان المنهجان يتصادمان، في جملة من المرافق، فاللازم على الهيئات والمنظمات الإسلامية، أن تهتم للتلائم بينهما مثلاً صلاة الجماعة مستحبة في أول الوقت، والدوائر والمدارس كثيراً ما تضطر إلى البقاء حتى ساعة بعد الظهر، وحيث لا يمكن في الحال الحاضر، تقليص الدوام إلى الظهر، فاللازم إقامة مصلى في الدوائر والمدارس للصلاة هناك أول الوقت.

وكذلك المستشفيات لا يلحق أهلها بصلاة الجماعة لبعدها غالباً عن المدينة.

فاللازم بناء مسجد في كل مستشفى لإدراك هذه الفضيلة.

وكذلك بالنسبة إلى الزواج فإن الشاب ما لم يتم الدراسة لا يتزوج لعدم وجود مورد مالي له ولها.

فاللازم تسهيل أمرالزواج له بالسلفة من جمعيات خاصة لهذا الشأن، أو حث الحكومات على ذلك حتى لا تكون الدراسة عقبة في سبيل الزواج المبكر، ولا يكون الزواج عقبة في طريق الدراسة.

وكذلك بالنسبة إلى صلة الرحم فإن الأرحام تبعثروا في البلاد مما انقطعت الصلة بينهم فاللازم أن يجعل ـمثلاً ـ أسبوع الرحم، في كل سنة، ففي هذا الأسبوع يتعارف بعضهم مع بعض بالهدايا والتلفون والرسالة، وما أشبه.

وهكذا بالنسبة إلى ورود النساء في الإجتماع وروداً ينافي الشريعة والإحتشام، فاللازم تنظيم برامج تلائم بين الشريعة والفضيلة وبين دخول النساء في المجتمع ومزاولتهن مرافق الحياة، إلى غير ذلك من كثير من الامور المتطورة، وحيث لم يكن هناك جهات تلائم بين الجهتين، صار سبباً لانهزام الشريعة عن الميادين.

منظمات الزواج

من اللازم جداً أن تشكل في كل منطقة منظمة عملها تسهيل زواج العزاب، بالمساعدة المالية والمساعدة الأدبية، فإن ذلك يوجب تقديم الحياة من ناحية، وسدّ أبواب الفساد من ناحية أخرى، والتقليل من الامراض الناشئة من العزوبة، من ناحية ثالثة.

منظمات الاصلاح

إن المادية الغربية أوجبت تعقيد الأمور وتكثير المشاكل، حتى أنك لا تجد إنساناً ــ إلا نادراً ــ ليست له مشكلة أو مشاكل، وهذه هي طبيعة المادة حيث تطغى عن قدرها المناسب للحياة، والسر إن المادة مطلوبة للجميع، وهي محدودة فتقع عليها المنازعات، هذا من ناحية، ومن نواحي أخرى، فإن عدم السماح الناشئ عن الابتعاد عن الروحيات، وكبت الحريات اللازم للحياة المادية، واندلاع القوميات والعنصريات والعرقيات واللونيات و الاقليميات الى غيرها، توجب تعقد الحياة ولذا فما دام أن الإسلام لم يأخذ بزمام الحكم، احتاجت المشكلات، إلى حل لها خارج نطاق القانون والمادة والروتينيات والشكليات، وأفضل طريق لذلك، تكوين منظمات لهذه الشؤون في كل بلد ومكان، والأفضل أن تكون المنظمة ذات فروع ففرع لإصلاح أمور العوائل وحل مشاكلها وفرع لإصلاح أمور التجار وحل مشاكلهم، وهكذا وهلم جرا، بذلك تخفِّف المشاكل إلى النصف أو أكثر من النصف.

كما أنه يكون من شؤون هذه المنظمات التوسط لدى الحكومات لتمشية مـــشاغل الناس، سواء مشاغلهم التي تتمكن الحكومة من حلها دون سواها، أو مشاغلهم التي أجبر الناس عليها لتعقيد الحكومات سبل الحياة فمثلاً من القسم الأول، إذا أراد الإنسان الإقتراض من مصرف الدولة لأجل البناء، أو أراد إدخال مريضه في المستشفى الحكومي، أو أراد تخفيف أجور الطائرة لأجل سفره، ومن القسم الثاني، ما إذا أراد السفر ومنعه روتين الجواز، أو أراد البناء ومنعه قانون البلديات، أو أراد الزواج ومنعته مراسيم الزواج الحكومية، فإن هذه القوانين كلها على خلاف حريات الناس الممنوحة لهم شرعاً وطبيعة، ولو لم تكن قوانين المنع عن السفر وعن البناء وعن الزواج، لم تكن للناس هذه المشاكل حتى تحتاج إلى الحل.

منظمات الشباب

إن الغرب والشرق نشروا شباكهم وحبالهم، بكل مكر ودهاء، لصيد الشباب وإدخالهم في منظمات الإلحاد والفساد، وقد تمكنوا بالفعل من جرف غالبية الشباب فمن الضروري على المسلمين انقاذ الشباب المنجرف، وحفظ الشباب غير المنجرف، ولا يكون ذلك إلا بمنظمات لها نفس المقومات والاساليب ــ ولكن بصورها المشروعة ــ مثلا: الشباب يحتاج الى التكتل، وقضاء حوائجه، ووجود أجنحة شابة له لتسعده في الحياة، ومحلات تقضي الوقت، وقد هيء الغرب والشرق لهم الاحزاب المنحرفة، والسينمات الداعرة وأغاني الراديو، والحانات المنحرفة، والمباغي، والمقاهي، والنوادي المختلطة، و.و. فإذا كتلناهم نحن حسب أحدث نظريات التكتيل والتنظيم، وفتحنا لهم النوادي التي تجذبهم واستعجلنا بزواجهم، وأحيينا(السبق والرماية) الاسلامي، وفتحنا لهم السينمات الخالية من المحرمات بنفس التقدم والاغراء، وهيئنا لهم الرياضة الصحيحة. و. و. لتمكنا من غلق أبواب الالحاد والفساد، بل وبسرعة مذهلة لان الالحاد والفساد والتعبية للغير خلاف طبيعة البشر خصوصا المسلمون منهم.

وما اشتهر عند بعض الناس، الفساد من الصلاح ، وان طبع البشر ميال اليه، خلاف الواقع، بل الصلاح اسهل وطبع البشر اليه أميل، وأني أظن ــ ولي تجارب في الامر ــ ان نصف الجهود التي تبذل للفساد، لو بذلت في الصلاح لتقدم الصلاح بصورة مذهلة، أما من بقي من الشباب في حال الفساد فلايهم أمره، لانه حيث لا يصل اليه المدد يتجمد.

والجيل الجديد كاف في حمل مشاعل الاسلام والصلاح، فإن الشباب كالنهر، اذا فسد منه قسم، كان الباقي صافيا، يستفاد منه في مختلف مرافق الحياة.

الإنسجام العام

الإنسجام مع الناس فاتحة التمكن من العمل، فاللازم على الأجهزة الإسلامية أن تنسجم مع الناس إنسجاماًتاماً، ولا يمكن ذلك، إلا بتبرير أعمالهم، مهما وجدت إلى ذلك سبيلاً(احمل فعل أخيك على الصحة) والاغضاء عن زلاتهم مهما أمكن.

قال الشاعر:

ولسَتَ بمسِتبِقٍ أخاً لا تلمه             على شعتٍ أيّ الرِّجالِ المهذَّبُ

والرضوخ للأمر الواقع، هو ما في الناس من عيوب وانحرافات مهما كانت كبيرة.

قال الإمام أمير المؤمنين(عليه السلام) في عهده لمالك الأشتر: (الناس إما أخ لك في الدين، أو نظير لك في الخلق) وفي الحديث: (بذل السلام للعالم).

ثم ما فائدة التأفف؟ وما الذي يحصله الإنسان من محاربة الناس وذكر معايبهم والإبتعاد عنهم؟ حتى أن اعدى أعدائك إن سألت عنه بلطف تجعله أقل ضرراً؟ والمنافق الذي ينافق عليك إن سالمته، تجعله أقل خطراً، حيث يبقى على نفاقه ويجاملك ظاهراً، بينما إن عاديته يظهر لك العداء، ويلتحق علناً بصف الاعداء.

التغلغل في الأوساط

هل بإمكان العاملين للإسلام أن يبنوا بأنفسهم ــ خارج نطاق الجماهيرــ صرحاً، ثم يتغلب صرحهم على سائر الصروح؟

هذا ما لا يؤيده الواقع العملي، إذاً فالطريق إن يتغلغلوا في مختلف الأوساط الإجتماعية، حتى يستدرجوها إلى الإسلام العملي، وهذا سهل و عملي في نفس الوقت، وإن كان يحتاج إلى الحزم الكثير، والــــيقظة المستمرة، والخدمة الدائبة، وانتزاع الثقة الكاملة.

فإذا كانت هناك منظمة، أو كتلة، أو مؤسسة، أو جهة، أو ما أشبه، تغلغل العاملون فيهم، وفيها بقصد الإصلاح والتوجيه، وانضمت تلك إلى الصرح الذي بناه العاملون وحينئذٍ، تأتي النتائج الطيبة.

الجماعات الخفية الضاغطة

في كل مجتمع جماعات خفية تضغط على الدين يريدو ن عمل شيء من الإصلاح، حتى يوقفهم عن مقصدهم، وذلك لأن الإصلاح غالباً ما يؤثر أثراً سلبياً عل طريقتهم في الحياة، والضغط غالباً ما يكون بالوسائط والوجاهات، والمقاطعة لمن يريد الإصلاح، وتفريق أنصاره، والتشكيك في مشروعاته، والتخويف من الاعمال الإصلاحية، وما إلى ذلك، وهؤلاء غالباً ما يؤثرون على المصلح بواسطة أصدقائه وأقربائه وحاشيته، سواء بالترغيب أو الترهيب.

ولذا فمن اللازم علىالذين يريدون الإصلاح، وضع حساب هؤلاء في قائمة تفكيرهم، والتفكير في طرق مقاومتهم مقاومة لا يكون ضرها أقرب من نفعها، ومن المعلوم أن الوقاية خير من العلاج.

ومن طرق المقاومة أن يهيء الإنسان حوله جماعة يعرف الناس أنهم شركاء في الإصلاح، ويكونون في الحقيقة هكذا مفكرين يتبنون الحقيقة والإصلاح، حتى يخف الضغط بتوزيعه على كل الجماعة، ومن جانب آخر، تكون للمصلح جبهة مدافعة، يوجدون التيار المعاكس للضغط، كما أن من طرق المقومة إيجاد الخلل في صفوف الضاغطين بمختلف الوسائل الممكنة من استقطاب بعضهم فكرياً أو نحوه، وهكذا من طرق المقاومة، تهيئة الرأي العام ضد الضاغطين، إلى غيرها من طرق المقاومة.

سياسة الإنفتاح

من أهم ما يلزم علىالمصلح إتخاذ سياسة الإنفتاح على مختلف الجهات وما أشبه، بقصد تقويم المنحرف وتقوية المستقيم كما فعله رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) في الإطار الإسلامي، بأن يفتح باب الصداقة والمودة معهم، فإن ذلك يوجب تخفيف العداء، وتبعاً لتخفيف العداء يتسع أفق العمل أكثر فأكثر، كما أن سياسة الإنفتاح توجب الإستفادة من مختلف القوى والتيارات الجارية في المجتمع، إذ لكل جماعة حسنات وطاقات يتمكن المصلح، من استخدامها في سبيل البناء مما يغلق هذا الباب، إذا اتخذ المصلح سياسة الإنغلاق، واللازم على المصلح أن يهتم هو بفتح هذا الباب، إذ في كثير من الأحيان لا تستعد سائر الفئات للانفتاح على المصلح.

قال سبحانه: ( لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ولم يخرجوكم من دياركم أن تبروهم وتقتسطوا إليهم أن الله يحب المقسطين).

استدراج الأوضاع والأشخاص

المجتمع لا ينقلب قفزة واحدة إلى الصلاح، ولا في قفزة واحدة إلى الفساد، ولذا يلزم على المصلح أن يعرف كيف يستدرج الأوضاع والأشخاص إلى ما يراه من الصلاح، وذلك يحتاج إلى أمور:

الأول: ضرب النقاط الأضعف فالأضعف من الفساد.

الثاني: بناء منارات الإشعاعات البشرية والتأسيسية، لتكون شموعاً في دروب الهداية والصلاح.

الثالث: تحميل الناس الأصلح فالأصلح، والاسهل، فإن الحال في الإصلاح، مثل الحال في تدريب الجيش، وفي سائر شؤون الحياة.

الإستفادة من المناسبات

إن المناسبات التي تمر بالاجتماع، كالاحتفالات، والمآتم، واجتماعات الجماعات، خصوصاً أيام الجمع، ومواعيد الاجتماع لسفر، أورجوع، أوعرس، أوختان، أوموت، أوولادة، أوماأشبه، وأيام الحج، وزيارات المعصومين(عليهم السلام)، وأعيادهم واستشهادهم وما أشبه من الاجتماعات المختلفة، يجب استثمارها، ثقافياً ومالياً-على أقل تقدير-فاللازم أن توزع في الاجتماع الكتب والنشرات المفيدة، وأن يبلغ المجتمعون تبليغات قصيرة وممتعة، مما لا توجب السأم، بالاضافة إلى جمع التبرعات، أو تسجيل الأسامي للاشتراكات في مختلف المشاريع، وكذلك الدعوة الى الجهات الاسلامية، كالحج والزيارة وبناء المساجد والمدارس والمكتبات.

ثم ان اللازم أن تجعل هذه الأمورــ التثقيف، وجمع المال، والدعوة الى الخيرــ من برامج الاجتماعات، حتى يكون الاجتماع الفارغ من ذلك، بنظر الناس فارغاً من بعض مقوماته، فإن الأمورالتي تكون من ضمن الحالات الاجتماعية تحظى بالتقدم، والتأييد، أما إذا صار الأمر ثقيلاً على المجتمع فإن المجتمع يلفظه بسرعة، ولذا يجب على العاملين أن يجعلوا الأمور الاسلامية ضمن كيان المجتمع.

الإهتمام الشخصي والعام

لقد دلت التجارب أن من لا هموم له لا سيادة له، وكما أن السيادة الشخصية تتوقف على الهموم الشخصية، كذلك السيادة الإجتماعية تتوقف على الهموم الإجتماعية، بمعنى أن يكون المجتمع في هم، كل حسب مرتبته واختصاصه وفي طريق نموه الشخصي ونموه الإجتماعي، فعلى المنظمات الإسلامية، والقيادات الدينية، الالفات إلىالهموم، ليصبح كل مسلم، وعنوان أمره(من أصبح ولم يهتم بأمور المسلمين فليس بمسلم).

الألفات إلى الهموم، إنما يكون ببث الوعي، وذلك بالفاتهم إلى نقاط التأخر، وتقدم الأعداء، ونفخ روح الإستعلاء والسيادة فيهم، حتى يشعر كل فرد بتأخره الفردي، والإجتماعي، وبوجوب أن يعمل ليتقدم.

فإذا وجدت في المسلمين هذه الهموم، أخذوا في التقدم، وفي المثل(الحاجة أم الإختراع).

ولعل قوله سبحانه: (إن مع العسر يسرا)ينطبق على هذا، فالمعنى أن الإنسان إذا وقع في العسر لا بد وأن يهتم، ويتحمل الهم، وعند ذلك يكون العمل المثمر الموجب لليسر.

خلق المناسبات

إن الحركة الإسلامية إذا أرادت النجاح، فالواجب عليها، إيجاد الدفء والقوة والإستقطاب للقوى دائماً، فإنه بدو ن التدفئة والتقوية وبدون الإستقطاب المستمر، تبرد الحركة حتى تموت، ولا تكون هذه الأمور، إلا بالإجتماعات الدورية المركزة، ثم جمع الناس في مناسبات دافعة، وحيث أن المواليد والوفيات، لا تكفي في إملاء الفراغ فاللازم على القادة وعلى الحركات الإسلامية خلق المناسبات، مثل الإحتفال بانتصار المسلمين في معركة كذا، أو بمناسبة مرور ألف عام على مولدالعالم الفلاني، أو بمناسبة مرور أربعة عشر قرناً من نزول القرآن، أو بمناسبة مأساة انسلاخ البلد الفلاني عن جسم البلاد الإسلامية، وهكذا وهلم جرا، ويلحق بذلك الإحتفال بافتتاح مسجد او مدرسة، أو لأجل توزيع الجوائز للناجحين، أو لأجل إقامة المعارض والتمثيليات، إلى غيرها.