المؤلفات |
عملية الأَسلمة |
من المسؤوليات الكبرى التي يجب أنْ تقوم بها الحوزة العلمية هو نشر الدعوة الإسلامية في صفوف غير المسلمين ،وقد قال:(( وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلاَّ كَافَّةً لِلنَّاسِ بَشِيراً وَنَذِيراً))[1] وقال:(( وَمَا لَكُمْ لاَ تُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللهِ وَالْمُسْتَضْعَفِينَ ))[2]. لقد انتشر الإسلام خلال قرنٍ واحد أكثر من انتشاره خلال ثلاثة عشر قرناً ، ويعود السبب إلى وجود حركة الدعوة الإسلامية في العصر الإسلامي الأول ، حيث كان كل فرد مسلم يشعر بأنه مسؤول في دعوة غير المسلمين. لقد استولى المسلمون على الهند قبل أكثر من ألف سنة، ومع ذلك هناك أكثر من ثمانمائة مليون هندي غير مسلم ، فمن المسؤول عن ذلك؟ هناك إحصائية أُجريت قبل ربع قرن تشير إلى وجود خمسمائة مليون صنم كبير وصغير بصورة فردية أو جماعية في مختلف الأشكال والألوان والأجناس. لقد عيّن الله سبحانه مسؤولية كل واحد منا في القرآن الكريم:(( تِلْكَ أُمَّةٌ قَدْ خَلَتْ لَهَا مَا كَسَبَتْ وَلَكُمْ مَا كَسَبْتُمْ))[3] وقال:((ثُمَّ جَعَلْنَاكُمْ خَلاَئِفَ فِي الأرْضِ مِنْ بَعْدِهِمْ لِنَنْظُرَ كَيْفَ تَعْمَلُونَ ))[4]. فمن مسؤولية الحوزة الاعتناء بهذه الناحية، ولا نريد منها أنْ تتحول إلى مؤسسة للدعوة، بل المطلوب منها إيجاد مؤسسة تابعة للحوزة تهتم بهذه الناحية ، وتقوم بدفع الحكومات والأحزاب لممارسة الدور التبليغي، سواء تمكنوا من إنجاز هذه المهمة أو لم يتمكنوا . إنّ إحدى الدوافع لمشروع التبليغ هو إنقاذ الحيارى من غير المسلمين، وهو أمرٌ مطلوب بحد ذاته؛ لذا قال (صلى الله عليه وآله وسلم) (لكلّ كبد حرى أجر)[5]. فنشر الإسلام هو بمثابة منح الشعوب غير المسلمة وسائل النجاة، وإنقاذهم من براثن الجهل والخرافة في ظل الأديان غير الإسلامية. |
[1] سورة سبأ : الآية 28. [2] سورة النساء : الآية 75. [3] سورة البقرة : الآية 134. [4] سورة يونس : الآية 14. [5] جامع الأخبار : ص139، وورد أيضاً : (على كل كبد حرى أجر) غوالي اللآلي : ج1 ص95 ، وورد أيضاً : (على كل ذي كبد حرى أجر) غوالي اللآلي : ج2 ص260 ، وورد أيضاً عن الإمام الصادق (عليه السلام): (أفضل الصدقة إبراد كبد حرى) الكافي (فروع) : ج4 ص57 ح2 ، تهذيب الأحكام : ج4 ص110 ب1 ح53 ، وسائل الشيعة : ج9 ص472 ب49 ح12523 . |