الفهرس

المؤلفات

الثقافة الإسلامية

الصفحة الرئيسية

 

طلبة من كل الجنسيات

لاشك أنّ البلاد الإسلامية عديدة، وأنّ الحوزات العلمية محدودة. وأنّ عالم الدين هو كالطبيب يحتاجه أهل كل مدينة، إذاً لابُدّ من وضع خطة يتم من خلالها استيعاب جميع المُدن الإسلامية، وحتى غير الإسلامية، فأينما ثمة عدد من المسلمين لابُدّ لهم من عالم دين، ومن الأفضل أن يكون هذا العالم من أهل المدينة نفسها؛ لذا كان لابدّ للحوزة العلمية من استيعاب عدد كبير من الطلبة من مختلف الجنسيات وليس من جنسية واحدة، أو من مدينة واحدة، حتى يتم تخريج علماء دين يعرفون هموم مجتمعهم، فعمل الحوزة كعمل الجامعات التي تقوم بتغطية حاجة الدولة من الموظفين والمهندسين والأطباء والأساتذة، فهي تقبل عدداً مناسباً من الطلبة يتناسب ومقدار الحاجة ، فلابُدّ من تنظيم الحوزة على هذا الأساس لكي تتمكن من استيعاب عدد مناسب من الطلاب.

ورُبّما اعترض معترض قائلاً: لم يكن هذا في السابق.

نقول في الإجابة : لم تكن الحياة منظمة مثل اليوم، ولم تكن الوسائل متاحة للجميع مثل اليوم ، فعالمنا اليوم عالمٌ منظّم، والذي لا ينظم نفسه تلفظه الحياة، ويكون مصيره الهلاك؛ لأنّ المنظّم يهاجم غير المنظم ويكتسحه ، وكذلك في السابق لم يكن عدونا من الكثرة العددية كما هو اليوم، فلم يكن عدد المبشرين المسيحين ـ مثلاً ـ قد بلغ أربعة ملايين مبشر، بينما لا يبلغ عدد الطلبة في حوزة قم المقدسة أكثر من 30 ألف طالب.

وهناك نقطة لابد من الإشارة إليها، وهي أنّ التنظيم ينشأ أيضاً من إيجاد حوزات عديدة في العراق، فلا يمكن الاكتفاء بحوزة علمية واحدة في النجف الأشرف، أو كربلاء المقدسة مثلاً؛ إذ لابُدّ من إيجاد حوزات عديدة لكي تستطيع استيعاب أكبر عدد من الطلبة، ولن يتحقق ذلك إلاّ من خلال شورى الفقهاء ؛ لأنّ بناء الحوزة يكلّف كثيراً، وبحاجة إلى تغطية علمية ومالية تتوقف على وجودات المرجعية.