الفهرس

المؤلفات

الثقافة الإسلامية

الصفحة الرئيسية

 

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله ربِّ العالمين، والصلاة والسلام على محمّدٍ وآله الطيّبين الطاهرين.

(نظام الحوزات العلمية) اسم هذا الكتاب الذي كتب لأجل بيان ما نتصوره من النظام في هذا الجانب من العراق في المستقبل بإذنه سبحانه، فإنّ الفطرة تتغلب دائماً؛ لأنها نداء الباطن الذي لا يسكت ولا يتغيّر ولا يتبدّل . قال:(( فَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّةِ اللهِ تَبْدِيلاً وَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّةِ اللهِ تَحْوِيلاً))[1] والسنّة هي الطريقة الكونيّة ـ في التكوين ـ والطريقة السلوكيّة ، أي الطريق الذي يسلكه الإنسان في التشريع[2]حتى يسعد في الدارين .

نعم ، الفطرة تنتصر وإنْ طال الانحراف والظلام . قال:(( كَتَبَ اللهُ لاَغْلِبَنَّ أَنَا وَرُسُلِي ))[3].

كان باستطاعة أديسون أنْ يقول : إنّ الوسائل الكهربائية ستتغلب على غيرها، وكذا صانع السيارات بالنسبة للدواب وهكذا.

إنّ الفطرة ستنتصر لأنّها مع اليُسر والسهولة والجمال:(( يُرِيدُ اللهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلاَ يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ))[4] و(إنّ الله جميل يحبُّ الجمال)[5].

أما الحديث الوارد (أفضل الأعمال أحمزها)[6] فالمراد به أنّ نوع الأحمز أحسن نتيجة من نوع الأسهل ، لا أنْ يتصعّب الإنسان في هذا النوع أو ذاك ، فالمدرسة الثانوية ـ مثلاً ـ أفضل من الابتدائية، لا أنْ تختار الأحمز في نفس الابتدائية أو نفس الثانويّة، بأنْ تختار المدرسة الأسوأ هواءً أو ماءً أو نوراً أو كراسي أو معلّمين أو ما أشبه ذلك.

وعلى أي حال: فالنظام في هذا الجانب من الحياة ينشأ من قوله:(( رَبَّنَا آتِنَا فِـي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِـي الآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَـا عَذَابَ النَّارِ))[7] ؛ والحوزة لأجل تطبيق هذه الآية، ومن صغريات هذه الآية، الآيات الأربع : (آية الأمّة)[8] و(آية الحريّة)[9] و(آية الأخوة)[10] و(آية الشورى)[11] كما أنّ سائر صغرياتها سائر الأحكام، والله المسؤول لأنْ يوفّق الجميع لما يحبّ ويرضى، وهو المستعان. 

29 جمادى الأولى 1415 هـ . ق

محمد الشيرازي


[1] سورة فاطر : الآية 43.

[2] في الفكر والقول والعمل.

[3] سورة المجادلة : الآية 21.

[4] سورة البقرة : الآية 185.

[5] ونص الحديث : (إن الله جميل يحب الجمال ، ويحب أن يرى أثر النعمة على عبده) الكافي (فروع) : ج6 ص438ح1، وسائل الشيعة : ج 5 ص35 ب19ح5827، الخصال : ص613 ، مكارم الأخلاق : ص103 ، بحار الأنوار : ج76 ص298 ب190 ح3 ط بيروت ، مستدرك الوسائل : ج3 ص235 ب1 ح3466 .

[6] مفتاح الفلاح : ص 45، بحار الأنوار : ج 7 ص 192ب 130ح 1 وج67 ص191 ب53 ح2 .

[7] سورة البقرة : الآية 201.

[8] إشارة إلى الآية 52 من سورة المؤمنون : (( وَإِنّ هَـَذِهِ أُمّتُكُمْ أُمّةً وَاحِدَةً)).

[9] إشارة إلى الآية 157 من سورة الأعراف : ((يَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالأغْلاَلَ الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ)).

[10] إشارة إلى الآية 10 من سورة الحجرات : ((إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ)) .

[11] إشارة إلى الآية 38 من سورة الشورى :((وَأَمْرُهُمْ شُورَى بَيْنَهُمْ)) .