الفهرس

المؤلفات

 الثقافة الإسلامية

الصفحة الرئيسية

 

أركان البيت

1: الركن الشرقي، وفي الركن الجنوبي الشرقي الحجر الأسود الذي هو مبدأ الطواف.

2: الركن الشمالي، وركن الكعبة الشمالي الشرقي يسمّى بالركن الشامي والعراقي.

3: الركن الغربي، وركن الكعبة الشمالي الغربي يسمّى بالركن الغربي.

4: الركن اليماني، وركن الكعبة الغربي الجنوبي، يسمّى بالركن اليماني.

وروى جميل بن صالح قال: رأيت أبا عبد الله (عليه السلام) يستلم الأركان كلّها.

أستار الكعبة

وعن الأصمعي، قال: كنت أطوف حول الكعبة ليلة فإذا شابّ ظريف الشمائل وعليه ذوابتان وهو متعلّق بأستار الكعبة، وهو يقول: نامت العيون وغارت النجوم، وأنت الملك الحيّ القيوم، غلّقت الملوك أبوابها، وأقامت عليها حرّاسها، وبابك مفتوح للسائلين، جئتك لتنظر إليّ برحمتك، يا أرحم الراحمين، ثمّ أنشأ يقول:

يا كاشف الضر والبلوى مع السقم

 

يا من يجيب دعاء المضطر في الظلم

وأنـــــت وحــــدك يا قيّوم لم تنـــــم

 

قـــــد نــــام وفــــدك حول البيت قاطبة

فأرحم بــــــكائي بحق البيت والحرم

 

أدعــــــوك ربّ دعــــاء قــــد أمرت به

فمــــن يجود عـــــلى العاصين بالنعم

 

إن كــان عـــــفوك لا يرجوه ذو سرف

قال: فاقتفيته فإذا هو زين العابدين (عليه السلام)(1).

حلي الكعبة

وفي المناقب: (أنه همّ عمر أن يأخذ حلي الكعبة، فقال علي (عليه السلام): إنّ القرآن أنزل على النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) والأموال أربعة: أموال المسلمين فقسّمها بين الورثة في الفرائض، والفيء فقسّمه على مستحقه، والخمس فوضعه حيث وضعه الله، والصدقات فجعلها حيث جعلها الله، وكان حلي الكعبة يومئذ فتركه على حاله، ولم يتركه نسياً، ولم يخف عليه مكانه، فأقرّه حيث أقرّه الله ورسوله، فقال عمر: لولاك لافتضحنا وترك الحلي بمكانه)(2).

وعن النجار عن أبي وائل، قال: جلست مع شيبة بن عثمان على الكرسي في الكعبة، فقال: لقد جلس هذا المجلس عمر، ثمّ قال: هممت أن لا أدع فيها صفراء ولا بيضاء إلاّ قسمته، قلت: إن صاحبيك لم يفعلا، قال عمر: إنّي أقتدي بهما(3).

ثياب الكعبة

عن عبد الملك بن عتبة قال: سألت الصادق (عليه السلام) عمّا يصل إلينا من ثياب الكعبة، هل يصلح لنا أن نلبس شيئاً منها؟ فقال: يصلح للصبيان والمصاحف والمخدّة يبتغي بذلك البركة إن شاء الله)(4).

هدايا الكعبة

وفي بحار الأنوار (أوصى رجل بجاريته هدية للكعبة، فقدم الوصي إلى مكّة، ودخل المسجد الحرام، فسأل عن حكم الجارة، فقيل له: ادفعها إلى بني شيبة، وقيل له غير ذلك، فاختلف عليه القول، فقال له رجل من أهل المسجد: ألا أرشدك إلى من يرشدك إلى الحقّ؟ فقال: بلى، فأشار إلى شيخ جالس في المسجد، فإذا هو جعفر بن محمد الصادق (عليه السلام) فسأله وقصّ عليه القصّة، فقال (عليه السلام): إنّ الكعبة لا تأكل ولا تشرب، وما أهدي لها فهو لزوارها، بع الجارية وقم على الحجر فناد هل من منقطع له وهل من محتاج من زوّارها؟ فإذا أتوك فاسأل عنهم وأعطهم، وأقسم فيهم ثمنها)(5).

الدخول في الكعبة

قال أبو جعفر الباقر (عليه السلام): (الدخول فيها دخول في رحمة الله والخروج منها خروج من الذنوب، معصوم فيما بقي من عمره، مغفور له ما سلف من ذنوبه)(6).

وعن أبي الحسن الرضا (عليه السلام): (دخل النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) الكعبة فصلّى في زواياها الأربع، صلّى في كلّ زاوية ركعتين)(7).

وعن الإمام الصادق (عليه السلام) قال في حديث: (فإذا دخلته فادخله بسكينة ووقار، ثمّ ائت كلّ زاوية من زواياه ثمّ قل: اللّهم إنّك قلت (ومن دخله كان آمناً)(8) فآمنّي من عذاب يوم القيامة، وصلّ بين العمودين، إلى أن قال: وإن كثر الناس فاستقبل كل زاوية في مقامك حيث صلّيت، وادع الله واسأله)(9).

وجه التسمية بالكعبة

ورد عن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) في جواب سؤال اليهودي، قال: (سميت الكعبة كعبة لأنها وسط الدنيا)(10).

ولعلّ المراد: لزوم جعله وسطاً في الالتفاف حولها، وإذا نظر الإنسان من فوق الجو إليها يرى حلق الناس في كل الأرض حولها في أوقات الصلاة.

وعن الإمام الصادق (عليه السلام): (سميّت الكعبة كعبة لأنها مربعة.

فقيل له: ولم صارت مربّعة؟

قال: لأنها بحذاء البيت المعمور وهو مربع.

فقيل له: ولم صار البيت المعمور مربعاً؟

قال: لأنه بحذاء العرش وهو مربع.

فقيل له: ولم صار العرش مربعاً؟

قال: لأن الكلمات التي بني عليها الإسلام أربع وهي: سبحان الله والحمد لله ولا اله إلاّ الله والله أكبر)(11).

أقول: لعل التعليل كان حسب فهم السائل، والله العالم.

النظر إلى الكعبة

عن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): (النظر إلى الكعبة حباً لها يهدم الخطايا هدماً)(12).

وعن الشيخ الصدوق (قدسّ سرّه) قال: روي (النظر إلى الكعبة عبادة)(13).

الكعبة المقدسة

قال تعالى: (وإذ جعلنا البيت مثابة وأمناً)(14).

وقال سبحانه (وإذ يرفع إبراهيم القواعد من البيت)(15).

وقال عزوجل(جعل الله الكعبة البيت الحرام قياماً للناس )(16).

وعن الإمام الصادق (عليه السلام) في حديث: (فإذا دخلت المسجد فارفع يديك واستقبل البيت، وقل: (اللّهم إني أسألك في مقامي هذا، في أوّل مناسكي أن تقبل توبتي، وأن تجاوز عن خطيئتي، وتضع عنّي وزري، الحمد الله الذي بلغني بيته الحرام، الّلهم إني أشهد إنّ هذا بيتك الحرام الذي جعلته مثابة للناس وأمناً مباركاً وهدى للعالمين، اللّهم إني عبدك والبلد بلدك، والبيت بيتك جئت أطلب رحمتك وأؤمّ طاعتك، مطيعاً لأمرك، راضياً بقدرك، أسألك مسألة المضطر إليك الخائف لعقوبتك، اللّهم افتح لي أبواب رحمتك، واستعملني بطاعتك ومرضاتك)(17).

وعن الإمام الرضا (عليه السلام): (إذا نظرت إلى البيت فقل: اللّهم أنت السّلام ومنك السلام، فحينّا ربنا بالسلام، اللّهم هذا بيتك الذي شرفت وعظمت وكرمّت، اللّهم زد له تشريفاً وتعظيماً وتكريماً وبرّاً ومهابة)(18).

وعنه (عليه السلام): (فإذا دخلت المسجد فانظر إلى الكعبة، وقل: الحمد الله الذي عظمك وشرّفك وكرمّك وجعلك مثابة للناس وأمناً مباركاً وهدى للعالمين)(19).

بين الكعبة وكربلاء

عن الإمام الصادق (عليه السلام): (إنّ ارض الكعبة قالت: من مثلي وقد بني بيت الله على ظهري، يأتيني الناس من كلّ فجّ عميق، وجعلتُ حرم الله وأمنه؟

فأوحى الله تعالى إليها: أن كفّي وقرّي، ما فضل ما فضّلت به فيها أعطيت أرض كربلاء إلاّ بمنزلة الإبرة غرست في البحر فحملت من ماء البحر، ولولا تربة كربلاء ما فضلتك ولولا من تضمنته أرض كربلاء ما خلقتك ولا خلقت البيت الذي به افتخرت)(20).

وإلى هذا الخبر أشار العلامة الطباطبائي(21) بقوله:

و من حديث كربلاء والكعبة                  لكربلاء بان علوّ الرتبــة

ولّما مرّ أميرالمؤمنين (عليه السلام) بكربلاء في مسيره إلى صفّين نزل فيها وأومأ بيده إلى موضع منها قائلاً:

(ههنا موضع رحالهم ومناخ ركابهم، ثمّ أشار إلى موضع آخر وقال: ههنا مهراق دمائهم، ثقل لآل محمد، ثمّ قال: واهاً لك يا تربة ليحشرنّ منك أقوام يدخلون الجنة بغير حساب، وأرسل عبرته وبكى من معه لبكائه، وأعلم الخواص من صحبه بأنّ ولده الحسين (عليه السلام) يقتل ههنا في عصابة من أهل بيته وصحبه هم سادة الشهداء، لا يسبقهم سابق ولا يلحقهم لاحق)(22).

 

1 ـ بحار الأنوار ج46 ص80 باب5 ح75 ، والبحار ج96 ص197 باب35 ح11.

2 ـ مستدرك الوسائل ج9 ص351 باب17 ح11055. ووسائل الشيعة ج13 ص255 باب23 ح17680. والمناقب ج2 ص368 فصل في ذكر قضاياه (ع) في عهد عمر.

3 ـ الجامع اللطيف ص93.

4 ـ الكافي ج4 ص229 ح1. والتهذيب ج5 ص449 باب16 ح213. ومن لا يحضره الفقيه ج2 ص252 باب2 ح2333.

5 ـ بحار الأنوار ج96 ص67 باب6 ح3.

6 ـ الكافي ج4 ص527 ح2. والتهذيب ج5 ص275 باب16 ح2. ومن لا يحضره الفقيه ج2 ص206 باب2 ح2149.

7 ـ الكافي ج4 ص529 ح8. والتهذيب ج5 ص278 باب16 ح7. ووسائل الشيعة ج13 ص276 باب36 ح17738.

8 ـ سورة آل عمران: 97.

9 ـ الكافي ج4 ص529 ح6. والتهذيب ج5 ص277 باب16 ح5. ومثله في وسائل الشيعة ج13 ص278 باب36 ح17742.

10 ـ من لا يحضره الفقيه ج2 ص190 باب2 ح2109، وعلل الشرائع ص398 باب العلة التي من أجلها سميت الكعبة كعبة ح1.

11 ـ علل الشرائع ص398 باب العلة التي من أجلها سميت الكعبة كعبة ح2، وشبهه في (من لا يحضره الفقيه) ج2 ص190 باب2 ح2110.

12 ـ مستدرك الوسائل ج13 ص265 باب29 ح17707، والمحاسن ص69 باب 111 ح135.

13 ـ الكافي ج4 ص240 ح5، ومن لا يحضره الفقيه ج2 ص205 باب2 ح2144، ومستدرك الوسائل ج4 ص269 باب17 ح4668، ومستدرك الوسائل ص153 باب 145 ح10531.

14 ـ سورة البقرة: 125.

15 ـ سورة البقرة:127.

16 ـ سورة المائدة: 97.

17 ـ الكافي ج4 ص401 ح1، ووسائل الشيعة ج13 ص204 باب 8 ح17574، ومستدرك الوسائل ج9 ص320 باب 5 ح11004.

18 ـ مستدرك الوسائل ج9 ص320 باب5 ح11003، وشبهه ورد في فقه الرضا ص115 وفيه: (اللهم أنت السلام ومنك السلام ولك السلام وإليك يعود السلام سبحان ربك رب العزة عما يصفون وسلام على المرسلين والحمد لله  رب العالمين).

19 ـ من لا يحضره الفقيه ج2 ص53 باب2 ح4 ، ومستدرك الوسائل ج9 ص321 باب 5 ح11004، ومستدرك الوسائل ج9 ص380 باب 8 ح 11128.

20 ـ بحار الانوار ج98 ص106 باب12 ح3.

21 ـ العلامة السيد مهدي بحر العلوم الطباطبائي (قده) في منظومته المسماة بـ (الدرة النجفية).

22 ـ راجع كامل الزيارات.