المؤلفات |
مقدمة المؤلف |
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام
على محمد وآله الطاهرين وللمسلمين أعياد هـــي موالـــيد الـــرسول والزهراء البتول والأئمة الأطــهار عليهم الصلاة والسلام إلى جانب عيد الفطر والأضحى والغدير والمبعث والجمعة وغيرها وفي هذه الأيام يلزم أن نظهر معالم البشر والسرور ونفعل ما يوجب فرحتنا القلبية مع حفظ الموازين الشرعية ، ولو لم نفعل ذلك استجلبتنا الأفراح المحايدة أو الأفراح المنحرفة فانه لابد لكل أمة من عيد وأفراح ولابد للنفس من ترويح وتنفيس ، ولقد حدث ذلك فعلا فإن المسلمين حيث تركوا أعيادهم الأصلية اشتغلوا بأعياد ميلاد أنفسهم عوض أعياد مواليد ساداتهم ومن خططوا لهم مناهج الحياة السعيدة كما اشتغلوا بأعياد استقلالهم المزيف غالبا وبأعياد سائر الطوائف والأمم والأعياد الموهومة وغيرها ، ومن المعلوم أن الأعياد الحيادية لا عطاء لها فهي تأخذ عوض أن تعطي والأعياد المنحرفة توجه توجيها منحرفا فهي تسلك بالإنسان سبيل الدمار والهلاك وان الوقت والمال الذين يصرفهما الإنسان في بعض الأعياد المخترعة يهدران كما يهدر الماء في الأرض السبخة. كما ان الطاقة التي يصرفها الإنسان في الأعياد غير الواقعية كبعض أعياد الغرب لا تأتي إلا بالثمار البشعة إذ إنها توجب تقديس أفكار واردة وسلوكا تجر الإنسان إلى الانحطاط فان المسيح لا يرضى بصنع الخمر ووزعها والزنا وقتل النفس والكذب على الله ، أما إذا اتخذنا أيام ميلاد الرسول الأعظم والأئمة عليهم السلام عيداً فقد قد سنا نزاهة الله تعالى وقدسنا احترام الإنسان وتوجهنا إلى الحياة السعيدة التي تأتي بخير الدنيا والآخرة وهكذا سائر الأعياد الإسلامية ، ومن الناس من يعتذر لاتخاذ بعض الأعياد الغربية بأن أمورنا مرتبطة بالغربيين فالبورصة والبنوك والمتاجر وما أشبه لا يمكن أن تعمل ما دامت الغرب تغلق أبوابها في يوم الميلاد مثلا ، ولكن لا وزن لهذا الإعتذار، فهل عطلة دوائرنا ومدارسنا ترتبط بعطلة الغرب وهل أمور تجارتنا وبنوكنا الداخلية تتصل بتجارتهم وبنوكهم في جميع الجزئيات. إن هذا الكتاب أسبوع المولد الشريف كتبته لأجل إلفات المسلمين إلى ضرورة أن نجعل أسبوع ميلاد الرسول الأعظم من ثاني عشر ربيع الأول إلى ثامن عشر منه أعيادا وأفراحا لنقوم بواجب الولاء أولا ونملأ فراغ النفس والجسم ثانيا ونتبع ما يوجب السعادة الدنيوية والأخروية ثالثا. ولا يخفى ان الأسبوع هو أقل ما ينبغي نظرا لعظمة المناسبتين ميلاد الرسول الأعظم وسبطه الإمام الصادق ع وكثرة البرامج الثقافية والإجتماعية والعملية التي يحبذ أن تنفذ طوال هذا الأسبوع المبارك. ونسأله التوفيق لما يحب ويرضى وهو المستعان كربلاء
المقدسة/الكويت
|
1 ـ غالبية العلماء من الشيعة يقولون ميلاده هو يوم 17 ربيع الأول وهناك البعض من علماء الشيعة كالشيخ الكليني قدس سره وغالب علماء السنة يرون الميلاد يوم 12 ربيع الأول |