فهرس الفصل الثالث | المؤلفات |
وفد دوس |
وقد قدم وفد دوس قبل عام الوفود، وكان قدومهم بخيبر. |
وفد فروة بن عمرو الجذامي |
وقدم وافد فروة بن عمرو الجذامي على رسول اللّه (ص) بإسلام فروة بن عمرو الجذامي وإيصال هديته إليه بغلة بيضاء، وكان فروة عاملاً للروم على ما يليهم من العرب، وكان منزله (معان) فلما بلغ الروم ذلك طلبوه حتى أخذوه فحبسوه ثم صلبوه وقتلوه. |
وفد بني سعد |
وقدم وفد بني سعد بن بكر على رسول اللّه (ص) وفيهم: ضمام بن ثعلبة. قال الراوي: بينما نحن جلوس مع النبي (ص) في المسجد، إذ دخل جماعة ومعهم رجل على جمل فأناخه في المسجد، ثم عقله ثم التفت إلينا وقال: أيكم محمد؟ والنبي (ص) متكيء بين ظهرانينا. فقلنا وقد أشرنا إليه (ص): هذا. فالتفت الرجل إليه وقال: يابن عبدالمطلب؟ فقال له النبي (ص): قد أجبتك. قال الرجل: إني سائلك ومشدد عليك في المسألة فلا تجد عليّ في نفسك. فقال (ص): سل عما بدا لك. قال: أسألك بربّك وربّ من قبلك، آللّه أرسلك إلى الناس كلهم؟ فقال (ص): اللّهمّ نعم. فقال: نشدتك باللّه، آللّه أمرك أن تصوم هذا الشهر من السنة؟ قال (ص): اللّهمّ نعم. قال: نشدتك باللّه، آللّه أمرك أن تأخذ هذه الصدقة من أغنيائنا وتقسّمها على فقرائنا؟ قال (ص): اللّهمّ نعم. فقال الرجل: آمنت بما جئت به، وأنا رسول من ورائي من قومي مع هذه الجماعة، وأنا ضمام بن ثعلبة أخو بني سعد بن بكر. فأجازهم رسول اللّه (ص) كما يجيز كل وفد وأكرمهم، ثم انصرفوا وانصرف معهم الرجل راجعاً إلى بعيره. فقال رسول اللّه (ص) حين ولّى: إن يصدق ذو العقيصتين يدخل الجنّة، وكان ضمام رجلاً جلداً أشقر ذا غديرتين، ثم أتى بعيره فأطلق عقاله ثم خرج، حتى قدم على قومه بجماعته فاجتمعوا إليه، وكان أول ما تكلّم به أن قال: بئست اللات والعزّى. فقالوا: مه يا ضمام. فقال: ويلكم انهما ما يضرّان ولا ينفعان، وإن اللّه قد بعث رسولاً وقد أنزل عليه كتاباً استنقذكم مما كنتم فيه، وإني أشهد أن لا إله إلا اللّه وأنّ محمداً عبده ورسوله، واني جئتكم من عنده بما أمركم به ونهاكم عنه. قال الراوي: فواللّه ما أمسى في ذلك اليوم في حاضره رجل ولا امرأة إلا مسلماً. |
وفد طارق |
وقدم وفد طارق بن عبداللّه وقومه، قال طارق: دخلنا المدينة فدخلنا المسجد، فإذا هو (ص) قائم على المنبر يخطب، فأدركنا من خطبته وهو يقول: (تصدّقوا فإن الصدقة خير لكم، اليد العليا خير من اليد السفلى، اُمك وأباك، واُختك وأخاك). |
وفد نجيب |
وقدم وفد نُجيب على رسول اللّه (ص) وهم من السكون ثلاثة عشر رجلاً قد ساقوا معهم صدقات أموالهم التي فرض اللّه عليهم. فقال لهم رسول اللّه (ص): ردّوها فاقسموها على فقرائكم. فقالوا: يا رسول اللّه ما قدمنا عليك إلا بما فضل عن فقرائنا، ثم جعلوا يسألونه عن القرآن والسنن، ورسول اللّه (ص) يجيبهم عما يسألونه. ثم أمر (ص) بلالاً أن يحسن ضيافتهم، فلما أرادوا أن ينصرفوا أمر (ص) بلالاً فأجازهم بأرفع ما كان يجيز به الوفود. وقيل: انه (ص) قال: هل بقي منكم أحد؟ قالوا: غلام خلّفناه على رحالنا. قال (ص): أرسلوه إلينا. فجاء الغلام فقال: يا رسول اللّه، إنّ حاجتي ليست كحاجة أصحابي، إني واللّه ما حملني من بلادي إلا أن تسأل اللّه أن يغفر لي ويرحمني ويجعل غناي في قلبي. قال رسول اللّه (ص): اللّهمّ اغفر له وارحمه واجعل غناه في قلبه، ثم أمر (ص) له بمثل ما أمر به لرجل من أصحابه، فانطلقوا راجعين إلى أهليهم، ووافوا رسول اللّه (ص) في الموسم بمنى سنة عشر، فقالوا: نحن بنو أيدي. فقال (ص): ما فعل الغلام الذي أتاني معكم؟ قالوا: يا رسول اللّه ما رأينا مثله قطّ، ولا حدثنا بأقنع منه بما رزقه اللّه، لو أن الناس اقتسموا الدنيا ما نظر نحوها ولا التفت إليها. فقال (ص): الحمد للّه . قالوا: فعاش ذلك الرجل فينا على أفضل حال وأزهده في الدنيا وأقنعه بما رزق، فلما توفى رسول اللّه (ص) ورجع من رجع من أهل اليمن عن الإسلام قام في قومه، فذكّرهم اللّه والإسلام. |
وفد بني سعد |
وقدم وفد بني سعد هذيم بن قضاعة، وهم من أهل اليمن. |
وفد بني فزارة |
وقدم على رسول اللّه (ص) وفد بني فزارة بضعة عشر رجلاً، فيهم: خارجة بن حصن، والحر بن قيس بن أخي عيينة بن حصن وهو أصغرهم، فنزلوا في دار بنت الحارث، وجاءوا رسول اللّه (ص) مقرّين بالإسلام، وهم مسنتون على ركاب عجاف، فسألهم رسول اللّه (ص) عن بلادهم. فقال أحدهم: يا رسول اللّه اسنتت بلادنا، وهلكت مواشينا، وجدبت جناننا، وغرث عيالنا، فادع لنا ربّك يغيثنا، وتشفع لنا إلى ربّك. فصعد رسول اللّه (ص) المنبر ودعى لهم فكان مما حفظ من دعائه: (اللّهمّ اسق عبادك وانشر رحمتك وأحي بلادك، اللّهمّ اسقنا غيثاً مغيثاً مريحاً مريعاً طبقاً واسعاً عاجلاً غير آجل، نافعاً غير ضارّ، اللّهمّ سقيا رحمة لا سقيا عذاب، ولا هدم، ولا غرق، ولا محق، اللّهمّ اسقنا الغيث وانصرنا على الأعداء). فرجعوا وقد استجيب فيهم دعاء رسول اللّه (ص). |
وفد بني أسد |
وقدم على رسول اللّه (ص) وفد بني أسد، وفيهم: وابصة بن معبد وطليحة بن خويلد، ورسول اللّه (ص) في المسجد مع أصحابه، فتكلّموا وقالوا: يا رسول اللّه إنا شهدنا أن لا إله إلا اللّه وأنّك رسوله وجئناك ولم تبعث إلينا بعثاً، فأنزل اللّه ـ على رواية: (يمنّون عليك أن أسلموا قل لا تمنّوا عليَّ إسلامكم)(1) الآية. وكان مما سألوا رسول اللّه (ص) عنه: العيافة والكهانة وضرب الحصى، فنهاهم عن ذلك كلّه. |
وفد بهراء |
وقدم وفد بهراء من اليمن على رسول اللّه (ص) وكانوا ثلاثة عشر رجلاً، ونزلوا على المقداد بن عمرو وأقاموا أياماً وتعلموا الفرائض، ثم ودّعوا رسول اللّه(ص) لينصرفوا إلى بلادهم، وعند توديعهم له (ص) أمر لهم بالجوائز وانصرفوا إلى بلادهم. |
وفد عذرة |
وقدم وفد عذرة، وكانوا اثني عشر رجلاً، منهم حمزة بن النعمان، فقال رسول اللّه (ص): من القوم؟ فقال متكلّمهم: ممن لا تنكر، نحن بنو عذرة إخوة قصي لاُمه، نحن الذين عضدوا قصياً وأزاحوا من بطن مكة خزاعة وبني بكر، ولنا قرابات وأرحام. فقال رسول اللّه (ص): مرحباً بكم وأهلاً، فأسلموا، وبشّرهم رسول اللّه(ص) بفتح الشام وهروب هرقل إلى ممتنع من بلاده، ونهاهم عن سؤال الكاهنة وعن الذبائح التي كانوا يذبحونها، وأخبرهم أن ليس عليهم إلا الأضحية، ثم انصرفوا إلى بلادهم وقد اُجيزوا. |
وفد بلّي |
وقدم وفد بَليّ على رسول اللّه (ص) فنزلوا على رويفع بن ثابت البلوي، فقال رسول اللّه (ص): الحمد للّه الذي هداكم إلى الإسلام، ثم ودَّعوا رسول اللّه (ص) بعد أن أجازهم. وقال (ص) له أبو الضبيب شيخ الوفد: يا رسول اللّه إنّي رجل فيّ رغبة من الضيافة، فهل لي في ذلك أجر؟ قال (ص): نعم، وكل معروف صنعته إلى غنيّ أو فقير فهو صدقة. قال: يا رسول اللّه كم وقت الضيافة؟ قال (ص): ثلاثة أيام، ما كان بعد ذلك فصدقة، ولا يحل للضيف أن يقيم عندك حتى يحرجك. |
وفد ذي مرة |
وقدم على رسول اللّه (ص) وفد ذي مرة، وكانوا ثلاثة عشر، ورئيسهم الحارث بن عرف. فقال رسول اللّه (ص): كيف البلاد؟ فقالوا: واللّه إنا لمسنتون، فادع اللّه لنا. فقال (ص): اللّهمّ اسقهم الغيث، ثم أقاموا أياماً ورجعوا بالجائزة، ووجدوا بلادهم قد اُمطرت في ذلك اليوم الذي دعا لهم فيه رسول اللّه (ص). |
وفد خولان |
وقدم على رسول اللّه (ص) وفد خولان ـ وكانوا عشرة ـ مسلمين، فقال(ص): ما فعل صنم خولان الذي كانوا يعبدونه؟ قالوا: أبدلنا اللّه ما جئت به، إلا أن عجوزاً وشيخاً كبيراً يتمسّكان به، وإن قدمنا عليه هدمناه إن شاء اللّه، ثم علمهم فرائض الدين، وأمرهم بالوفاء بالعهد والأمانة وحسن الجوار، وأن لا يظلموا، ثم أجازهم، ورجعوا إلى قومهم وهدموا الصنم. |
وفد محارب |
وكان ممّن قدم على رسول اللّه (ص) وفد محارب، وهم عشرة نفر، فيهم سواء بن الحارث وابنه خزيمة وأسلموا، وقيل انه لم يكن أحد أفظّ ولا أغلظ على رسول اللّه (ص) منهم، وكان في الوفد رجل منهم يعرفه رسول اللّه (ص) فقال وهو يعلن عن إسلامه: الحمد للّه الذي أبقاني حتى صدقت بك. فقال له رسول اللّه (ص): إنّ هذه القلوب بيد اللّه، ومسح وجه خزيمة فصارت له غرة بيضاء، وأجازهم كما يجيز كل وفد، وانصرفوا. |
وفد صداء |
وقدم وفد صداء على رسول اللّه (ص) فأسلموا، وهم خمسة عشر رجلاً، فبايعوه على الإسلام ورجعوا إلى قومهم، ففشى فيهم الإسلام، فوافى رسول اللّه(ص) منهم مائة رجل في حجّة الوداع. |
وفد غسان |
وقدم وفد غسان على رسول اللّه (ص) وكانوا ثلاثة نفر، فأسلموا وأجازهم رسول اللّه (ص) فانصرفوا راجعين، وقالوا: لا ندري أيتبعنا قومنا أم لا؟ فلما قدموا على قومهم دعوهم إلى الإسلام، فلم يستجيبوا لهم. |
وفد سلامان |
وقدم وفد سلامان على رسول اللّه (ص) وهم سبعة نفر، وقيل: هم ستّة عشر نفراً، وعلى رأسهم حبيب السلاماني فأسلموا، وشكوا إليه (ص) جدب بلادهم فدعا لهم، ثم ودعوه وأمر (ص) لهم بالجوائز، فرجعوا إلى بلادهم فوجدوها قد أمطرت في تلك الساعة من ذلك اليوم الذي دعا لهم فيه رسول اللّه(ص) بالمطر. |
وفد عبس |
وقدم مع رسول اللّه (ص) وفد عبس، فقالوا: يا رسول اللّه قدم علينا قراؤنا فأخبرونا أنه لا إسلام لمن لا هجرة له، ولنا أموال ومواشٍ، فإن كان لا إسلام لمن لا هجرة له بعناها وهاجرنا. فقال (ص): اتّقوا اللّه حيث كنتم فلن يلتكم من أعمالكم شيئاً. |
وفد بني سليم |
وقدم على رسول اللّه (ص) وفد بني سليم، وفيهم: العباس بن مرداس، فأسلموا وحسن إسلامهم وأمر لهم رسول اللّه (ص) بالجائزة. |
وفد عامر |
وقدم وفد عامر على رسول اللّه (ص)، وكانوا عشرة، فأقروا بالإسلام، وكتب (ص) لهم كتاباً فيه شرائع الإسلام، وأمر اُبيَّ بن كعب فعلّمهم قرآناً وأجازهم (ص) وانصرفوا. |
وفد الأزد |
وقدم وفد الأزد على رسول اللّه (ص) وفيهم: سويد بن الحارث، قال: وفدت سابع سبعة من قومي على رسول اللّه (ص)، فلما دخلنا عليه وكلمناه وأعجبه ما رأى من صمتنا وزيّنا فقال (ص): من أنتم؟ قلنا: قوم من أزد مؤمنون. فتبسّم رسول اللّه (ص) وقال: لكل شيء حقيقة، فما حقيقة إيمانكم؟ قلنا: خمس عشرة خصلة: خمساً أمَرَتْنا رسلك أن نؤمن بها، وخمساً أمرتَنا أن نعمل بها، وخمساً تخلّقنا بها في الجاهلية فنحن عليها إلا أن تكره منها شيئاً. فقال رسول اللّه (ص): ما الخمس التي أمرَتْكم رسلي أن تؤمنوا بها؟ قلنا: أن نؤمن باللّه، وملائكته، وكتبه، ورسله، والبعث بعد الموت. قال (ص): وما الخمس التي أمَرْتُكم أن تعملوا بها؟ قلنا: أن نقول لا إله إلا اللّه، ونقيم الصلاة، ونؤدّي الزكاة، ونصوم شهر رمضان، ونحجّ البيت من استطاع إليه سبيلاً. قال (ص): وما الخمس التي تخلّقتم بها في الجاهلية؟ قالوا: الشكر عند الرخاء، والصبر عند البلاء، والرضا بمر القضاء، والصدق في مواطن اللقاء، وترك الشماتة بالأعداء. فقال (ص): حكماء علماء، كادوا من فقههم أن يكونوا أنبياء، ثم قال(ص): وأنا أزيدكم خمساً فتتم لكم عشرون خصلة: إن كنتم كما تقولون فلا تجمعوا ما لا تأكلون، ولا تبنوا ما لا تسكنون، ولا تنافسوا في شيء أنتم عنه غداً زائلون، واتّقوا اللّه الذي إليه ترجعون وعليه تعرضون، وارغبوا في ما عليه تقدمون وفيه تخلدون. فانصرف القوم من عند رسول اللّه (ص) بعد أن أجازهم، وقد حفظوا وصيّته وعملوا بها. |
وفد بني المنتفق |
وقدم على رسول اللّه (ص) وفد بني المنتفق: لقيط بن عامر، فإنه خرج ومعه صاحب له يقال له: نهيك بن عاصم بن مالك بن المنتفق. قال لقيط: فخرجت أنا وصاحبي حتى قدمنا على رسول اللّه (ص)، فوافيناه حين انصرف من صلاة الغداة، فقام في الناس خطيباً، فقمت أنا وصاحبي إليه وسألته عما عنده من علم الغيب. فقال (ص): اختص ربكم بمفاتيح خمس من الغيب. فقلت: ما هنّ يا رسول اللّه؟ فقال (ص): علم المنية، قد علم متى منية أحدكم ولا تعلمونه، وعلم النطفة متى يكون في الرحم، قد علمه ولا تعلمونه، وعلم ما في غد، قد علم ما أنت صانع ولا تعلمه، وعلم يوم الغيث، وعلم الساعة. قلت: يا رسول اللّه علمنا مما علّمك اللّه، فانا من قبيل لا يصدِّق تصديقنا أحد من مذحج التي تربو علينا، وخثعم التي توالينا وعشيرتنا. قال (ص): تلبثون فيها ما لبثتم، ثم يتوفى نبيكم، ثم تبعث الصائحة، فلا تدع على ظهر الأرض شيئاً إلا مات، وكذلك الملائكة، ثم تحدّث (ص) عن القيامة والآخرة، وعن الثواب والعقاب، وعن الجنّة والنار. قال: قلت: يا رسول اللّه فبم نجزى من حسناتنا وسيّئاتنا؟ قال (ص): الحسنة بعشر أمثالها، والسيّئة بمثلها، إلا أن يعفو اللّه. قال: قلت: يا رسول اللّه ما الجنّة وما النار؟ قال (ص): إن النار لها سبعة أبواب، ما منها بابان إلا يسير الراكب بينهما سبعين عاماً، وإنّ للجنّة ثمانية أبواب، وعرضها كعرض السماوات والأرض، أعدّها اللّه للمتّقين من عباده. قال: قلت: يا رسول اللّه فعلى مَ نطلع من الجنّة؟ قال (ص): على أنهار من عسل مصفّى، وأنهار من خمر لذّة للشاربين، ما بها صداع ولا ندامة، وأنهار من لبن لم يتغيّر طعمه، وأنهار من ماء غير آسن، وفاكهة مما تعلمون، وخير من مثله معه، وأزواج مطهّرة. فقلت: يا رسول اللّه ما هو أقصى ما نحن بالغون ومنتهون إليه؟ قال (ص): ما لا عين رأت، ولا اُذن سمعت، ولا خطر على قلب بشر. فقلت: يا رسول اللّه على مَ اُبايعك؟ فبسط النبي (ص) يده وقال: على إقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، وأن لا تشرك باللّه شيئاً. |
وفد النخع |
وقدم على رسول اللّه (ص) وفد النخع في مائتي رجل فنزلوا دار الأضياف، ثم جاءوا رسول اللّه (ص) مقرّين بالإسلام ومؤمنين باللّه وحده لا شريك له، فأكرمهم رسول اللّه (ص) وأجازهم كما يجيز غيرهم من الوفود، ثم رجعوا إلى قومهم وبلادهم. وقيل: انه كان رسول اللّه (ص) قد بعث معاذ بن جبل إلى اليمن قبل ذلك هو وأبا موسى الأشعري، كل واحد منهما على خلاف (أي: إقليم) ثم قال (ص): يسّرا ولا تعسّرا، وبشّرا ولا تنفرا، وتطاوعا ولا تخالفا. وقال (ص) لمعاذ: (إنك ستأتي قوماً من أهل الكتاب، فليكن أول ما تدعوهم إليه شهادة أن لا إله إلا اللّه وأنّ محمداً رسول اللّه، فإن هم أطاعوك بذلك فأخبرهم أنّ اللّه قد افترض عليهم صدقة تؤخذ من أغنيائهم فتردّ على فقرائهم، فإن هم أطاعوا لك بذلك فإياك وكرائم أموالهم، واتق دعوة المظلوم ليس بينها وبين اللّه حجاب). وروي انه (ص) قال لمعاذ: يا معاذ انك تقدم على قوم أهل كتاب، وانهم سائلوك عن مفاتيح الجنّة، فأخبرهم ان مفاتيح الجنّة (لا إله إلا اللّه) وانها تخرق كل شيء حتى تنتهي إلى اللّه ولا تحجب دونه، من جاء بها يوم القيامة مخلصاً رجحت بكل ذنب. فقال معاذ: أرأيت ما سُئلت عنه واُختصم الي فيه مما ليس في كتاب اللّه ولم أسمع منك سنة اللّه؟ فقال (ص): تواضع يرفعك اللّه، ولا تقضين إلاّ بعلم، فإن أشكل عليك أمر فسَلْ ولا تستحي، واستشر ثم اجتهد، فإن اللّه إن علم من قلبك الصدق يوفقك، فإن التبس عليك فقف حتى تنتبه أو تكتب إليّ فيه، واحذر الهوى، فإنه قائد الأشقياء، وعليك بالرفق. |
سائر الوفود |
إلى غير ذلك ممن وفد المدينة وتشرّف باللقاء مع رسول اللّه (ص) حتى ان بعض أهل السير والتاريخ ذكر مواصفات أكثر من سبعين وفداً قدموا المدينة من مختلف مناطق الحجاز ومن اليمن واليمامة والبحرين وما إلى ذلك. قيل: انه كان رسول الله (ص) إذا قدم الوفد لبس أحسن ثيابه وأمر أصحابه بذلك.
|
1 ـ الحجرات: 17. |