الفهرس

فهرس الفصل الثاني

المؤلفات

 التاريخ

الصفحة الرئيسية

 

سرية الفزاري إلى بني تميم

ثم ان بعض القبائل رغم تحقق النصر الكبير للمسلمين ودخول الناس في دين اللّه أفواجاً بقوا على شركهم وأصرّوا على عنادهم ومحاربتهم للمسلمين، ولجّوا في صدهم عن سبيل اللّه وقطع الطريق على الآمنين، ولأجل دفع شرّهم وفسادهم بعث رسول اللّه (ص) بعوثاً وسرايا:

منها: سرية عيينة بن حصن الفزاري إلى بني تميم، وذلك في المحرم من هذه السنة في خمسين فارساً ليس فيهم مهاجري ولا أنصاري، فكان يسير الليل ويكمن النهار، فهجم عليهم في صحراء، وقد سرحوا مواشيهم، فلما رأوا الجمع ولّوا فأخذ منهم أحد عشر رجلاً وعشرين امرأة وثلاثين صبياً، فساقهم إلى المدينة، فنزلوا في دار رملة بنت الحارث.

فقدم فيهم عدة من رؤسائهم: عطارد بن حاجب، والزبرقان بن بدر، وقيس بن عاصم، والأقرع بن حابس، وقيس بن الحارث، ونعيم بن سعد، وعمرو بن الأهتم، ورياح بن الحارث، فلما رأوا نساءهم وذراريهم بكوا إليهم.

فعجلوا فجاءوا إلى باب النبي (ص) فنادوه: يا محمد إخرج إلينا لنفاخرك ونشاعرك، فنزل فيهم: (إنّ الّذين ينادونك من وراء الحجرات أكثرهم لايعقلون)(1) الآية.

فخرج إليهم رسول اللّه (ص) فأقام بلال الصلاة وتعلّقوا برسول اللّه (ص) يكلّمونه فوقف معهم، ثم مضى فصلّى الظهر، ثم جلس في صحن المسجد، فقدّموا عطارد بن حاجب فتكلّم وخطب.

عندها أمر (ص) ثابت بن قيس بن شماس فأجابهم فغلبهم.

فقام بعد ذلك الزبرقان شاعر بني تميم فأنشد مفاخراً فقال:

نحــــن الكـــرام فـــــلا حي يعادلنا          منــــا المــلـوك وفيــنا تنصب البيع

وكم قســــرنا مــن الأحـــياء كلــهم          عنــــد النـــهاب وفضـــل العز يُتّبع

ونحـــن نطــعم عنـد القحط مطعمنا          من الشـــواء إذا لم يـــؤنس القزع

بما ترى النـــاس تـأتينا ســـــراتهم          مـــن كــل أرض هــوياً ثم نصطنع

فننحر الكوم عبـطــاً فـــــي أرومتنا          للـنــــازلين إذا ما أنـــزلوا شـــبعوا

فــلا تـــــرانـــا إلـــى حـي نفاخرهم          إلا اســتقادوا وكــاد الـرأس يقتطع

فمـــن يـفـــاخـــــرنا في ذاك يعرفنا          فيرجع القـــول والأخــبـــار تستمع

إنا أبيـــــنا ولــــم يــــأب لنــــا أحد          إنّــــــــا كــذلــــك عنـد الفخر نرتفع

وكان حسان غائباً فبعث إليه رسول اللّه (ص).

قال حسان: جاءني رسول رسول اللّه (ص) فأخبرني أنه إنما دعاني لاُجيب شاعر بني تميم، فخرجت إلى رسول اللّه (ص) مسرعاً.

مع شاعر الرسول (ص)

قال شاعر الرسول (ص) حسان بن ثابت: فلما انتهيت إلى رسول اللّه (ص) وقام شاعر القوم فقال ما قال، قال لي رسول اللّه (ص): قم يا حسّان فأجب الرجل، فقمت وقلت:

ان الذوائب مـــن فــهر وإخـــوتهم          قد بــينوا ســــنّة للنــــاس تــتـــبع

يرضــــى بها كل من كانت سريرته          تقوى الإلـــه وكــل الخـير يصطنع

قوم إذا حـــاربوا ضــــروا عـدوهم          أو حاولوا النفع في أشياعهم نفعوا

ســــجيةٌ تــلك منـــهم غيــر محدثة          إن الخــــلائــق فـاعلم شرها البدع

إن كـــان في الناس سباقون بعدهم          فكل ســـبق لأدنــى ســــبقهم تــبع

لا يرقع الناس ما أوهت أكـــــــفهم          عند الـدفاع ولا يوهـــون ما رقــعوا

لا يــبخــلون عــلى جـــار بفضلهم          ولا يمســـهم مــن مطـــمع طــــبع

إذا نصـــــبنا لحــي لــم نــــدبّ لهم          كما يدبّ إلـــى الوحشـــية الـــذرع

نســـمو إذا الحــرب نـالتنا مخالبها          اذا الزعـــانف من أظفارها خشعوا

لا يـــفخـــرون إذا نــالوا عــــدوهم          وإن اُصيـــبوا فــلا خــور ولا هلع

كــأنـهم فــي الوغى والموت مكتنع          اُســـدٌ بحَليــة فــــي أرساغها فدع

خــذ منهمُ ما أتوا عفوا إذا غضبوا          ولا يكــن هـــمك الأمر الذي منعوا

فــإن فــي حـربهم فاتــرك عداوتهم          شــــراً يخـاض عليه السم والسلع

أكـــرم بقـوم رســول اللّه شــيعتهم          إذا تقـــرّقت الأهـــواء والشــــيــع

أهــدى لهــم مدحتــي قــلب يوازره          فيـــــما أحـــب لســـان حائك صنع

فـــإنهـــم أفضـــل الأحـيـــاء كلهــم          ان جد بالناس جد القول أو شمعوا

فلمّا فرغ حسان قال الأقرب بن حابس: إن هذا الرجل لمؤتى، لخطيبه أخطب من خطيبنا، ولشاعره أشعر من شاعرنا، ولأصواتهم أعلى من أصواتنا، ثم أسلموا فأجازهم رسول اللّه (ص) فأحسن جوائزهم وردّ عليهم نساءهم وأبناءهم.

سرية ابن عامر إلى تبالة

وبعث رسول اللّه (ص) قطبة بن عامر في عشرين رجلاً إلى حي من خثعم بناحية تبالة كانوا يستعدّون للإغارة على المدينة، وأمره أن يشن الغارة عليهم.

فخرجوا على عشرة أبعرة فاعتقبوها فشنوا الغارة عليهم فاقتتلوا قتالاً شديداً حتى كثر الجرحى في الفريقين، وقتل قطبة بن عامر من قتل وانهزم الباقون، فساقوا النعم والشاء إلى المدينة.

ثم ان القوم اجتمعوا وركبوا في آثارهم، فلما اقتربوا منهم أرسل اللّه سيلاً عظيماً حال بينهم وبين المسلمين فساقوا النعم والشاء وهم ينظرون لا يستطيعون أن يعبروا إليهم.

سرية الضحاك إلى بني كلاب

وفي ربيع الأول سنة تسع من الهجرة النبوية المباركة، بعث رسول اللّه (ص) جيشاً إلى بني كلاب كانوا يريدون الزحف على المسلمين، وجعل عليهم الضحاك بن سفيان بن عوف ومعهم الأصيد بن سلمة، فلقوهم بالرخوخ، فدعوهم إلى الإسلام، فأبوا، فقاتلوهم فهزموهم، فلحق الأصيد أباه سلمة وسلمة على فرس له في غدير بالرخ، فدعا أباه إلى الإسلام وأعطاه الأمان، فسبّه وسبَّ دينه.

فلما رأى الأصيد انّ أباه يسبّ دينه ويتعرّض لعقيدته ضرب عرقوب فرس أبيه، ولما وقع الفرس على عرقوبه ارتكز سلمة على الرمح في الماء ثم استمسك حتى جاءه أحد المسلمين فقتله.

وبهذا وأمثاله من التضحيات أثبت المسلمون الأوائل تصلبهم في عقيدتهم ومحافظتهم على دينهم.

سرية علقمة بن محرز المدلجي

وفي ربيع الآخر سنة تسع من الهجرة النبوية المباركة بلغ رسول اللّه (ص) أنّ اُناساً من الحبشة يتعرّضون للمسلمين، ويريدون الفساد في الأرض والصدّ عن سبيل اللّه، فبعث إليهم علقمة بن محرز في ثلاثمائة فانتهى إلى جزيرة، وقد خاض إليهم البحر فهربوا منه، فرجع ومن معه من غير قتال.

سرية علي (ع) إلى طيّ

وفي هذه السنة وهي السنة التاسعة من الهجرة النبوية المباركة، بعث رسول اللّه (ص) علي بن أبي طالب (ع) في مائة وخمسين رجلاً من الأنصار على مائة بعير وخمسين فرساً ومعه راية سوداء ولواء أبيض إلى الفلس وهو صنم طيء ليهدمه.

فشنوا الغارة على موضع ذلك الصنم مع الفجر والناس نيام، حتى لا يقع تصادم أو قتال، وإذا وقع كان قليلاً، وكان كذلك، فقد استطاعوا هدم الصنم بلا مقاومة تذكر، سوى قليل ممّن تعرض لهم، فوقعوا في أسرهم، فاستاقوا معهم إلى المدينة ما وقع في أيديهم: من السبي والنعم والشاء، وفي السبي سفانة اُخت عدي بن حاتم، وكان عدي قد هرب إلى الشام، ووجدوا في خزانته ثلاثة أسياف وثلاثة أدراع.

وفي المنتقى: فكان فيما أخذ من خزانته ـ بعد تحطيم فلس ـ سيفان: أحدهما يسمّى مخذماً، والآخر رسوباً، وكان الحارث بن أبي شمر الغسّاني ملك غسّان قد أهداهما إلى فلس، فوهبهما رسول اللّه (ص) لعلي (ع).

واستعمل على السبي أبا قتادة، وعلى الماشية والرقة عبد اللّه بن عتيك، وقسّم الغنائم في الطريق، وعزل الصفي لرسول اللّه (ص)، ولم يقسّم السبي من آل حاتم حتى قدم بهم المدينة.

عدي يشرح قصته

قال عدي بن حاتم: ما كان رجل من العرب أشد كراهيّة لرسول اللّه (ص) منّي حين سمعت به، وكنت امرءاً شريفاً، وكنت نصرانيّاً أدين بدين النصارى من غير أن اُبدي ذلك لأحد، وكنت أسير في قومي بالمرباع بأن آخذ الربع من أرباحهم، وكنت في نفسي على دين، وكنت ملكاً في قومي.

فلما سمعت برسول اللّه (ص) كرهته، فقلت لغلام عربي لي ـ وكان راعياً لإبلي ـ : لا أباً لك، أعدَّ لي من إبلي أجمالاً ذللاً سماناً فاحبسها قريباً مني، فإذا سمعت بخيل محمد قد وطئت هذه البلاد فآذنّي، ففعل.

ثم انه أتاني ذات غداة فقال: يا عدي ما كنتَ صانعاً إذا غشيتك خيل محمد فاصنعه الآن، فإني قد رأيت رايات، فسألت عنها فقالوا: هذه جيوش محمد.

قال: فقلت: قرّب لي أجمالي، فقرّبها، فاحتملت بأهلي وولدي، ثم قلت في نفسي: ألحق بأهل ديني من النصارى بالشام، فسلكت الجوشية وهو جبل قرب أرض نجد، وقد تركت اُختي سفانة بنت حاتم الطائي في قومي.

فلما قدمت الشام أقمت بها، وخالفتني خيل رسول اللّه (ص) فأصابت ابنة حاتم فيمن أصابت، فقدم بها على رسول اللّه (ص) في سبايا من طيء، وقد بلغ رسول اللّه (ص) هربي إلى الشام.

سفانة تشرح قصتها

تقول سفانة: أقبلوا بنا إلى المدينة وأودعونا قريباً من المسجد، حتى إذا كان وقت الصلاة جاء رسول اللّه (ص) إلى الصلاة فمرّ بي فتعرضت له وقلت: يا رسول اللّه هلك الوالد وغاب الوافد، وأنا عجوز كبيرة ما بي من خدمة، فمنَّ عليَّ، منَّ اللّه عليك.

فقال (ص): من وافدك ؟

قلت: عدي بن حاتم.

قال (ص): الذي فرَّ من رسول اللّه؟

ثم مضى رسول اللّه (ص) وتركني، فلما كان من الغد مرّ بي، فقلت له مثل ذلك، وقال لي مثل ما قال بالأمس وتركني.

حتى إذا كان بعد الغد مرّ بي وقد يئست من إجابته، فأشار إليَّ علي (ع) وكان يمشي خلفه أنْ قومي فكلّميه.

فقمت إليه فقلت: يا رسول اللّه، هلك الوالد، وغاب الوافد، فامنن عليَّ منَّ اللّه عليك.

فقال رسول اللّه (ص): قد فعلت، فلا تعجلي بخروج حتى تجدي من قومك من يكون لك ثقة حتى يبلغك إلى بلادك، ثم آذنيني.

فأقمت حتى قدم ركب من بلّى أو قضاعة يريدون الشام، وفكّرتُ أن آتي أخي بالشام، فجئت رسول اللّه (ص) فأخبرته بقدوم رهط من قومي لي فيهم ثقة وبلاغ.

فكساني (ص) وحملني وأعطاني نفقة، وساق معي من النعم والشاء ما شاء اللّه وقال (ص): لو كان أبوك مسلماً لترحّمنا عليه.

عند ذلك سألته أن يمنّ على من معي من السبي ففعل.

قال عدي: فواللّه اني لقاعد في أهلي إذ أتتني اُختي بالشام.

فقلت: ابنة حاتم؟

قالت: نعم، ثم أخذت في ملامتي، فقالت: لقد فعلت فعلة ما كان أبوك يفعلها، احتملت أهلك وولدك، وتــركت بقيّة والدك عورتك.

فقلت لها: اي اُخيّة لا تقولي إلاّ خيراً، فواللّه ما لي من عذر، لقد صنعت ما ذكرت.

ثم نزلت فأقامت عندي، فقلت لها، وكانت امرأة حازمة: ماذا ترين في أمر هذا الرجل؟

قالت: أرى أن تلحق به سريعاً، فائته راغباً أو راهباً، فقد أتاه فلان فأصاب منه، وفلان فأصاب منه.

بين يدي رسول اللّه (ص)

قال عدي: فأتيت رسول اللّه (ص) في المدينة وهو جالس في المسجد.

فقال لما رآني: من الرجل؟

قلت: عدي بن حاتم، وقد جئت بغير أمان ولا كتاب.

فلما عرّفته نفسي قام (ص) فأخذ بيدي وانطلق بي إلى بيته، وفي الطريق لقيته امرأة عجوز كبيرة السن، ضعيفة الحال، فاستوقفته، فوقف لها طويلاً تكلّمه في حاجتها.

فقلت في نفسي: واللّه ما هذا بملك.

ثم أخذ بيدي حتى أتى داره فتناول وسادة من أدم محشوة ليفاً فقدمها إليّ، فقال (ص): اجلس على هذه.

فقلت: بل أنت فاجلس عليها.

قال (ص): بل أنت .

فجلست عليها وجلس رسول اللّه (ص) على الأرض، فلما رأيت ذلك قلت في نفسي: واللّه ما هذا بأمر ملك.

ثم قال (ص): ايه يا عدي بن حاتم، ألم تكن ركوسياً؟ (وهو دين بين الصابئة والنصرانية).

قلت: بلى .

قال (ص): أو لم تكن تسير في قومك بالمرباع؟

قلت: بلى.

قال (ص): فإن ذلك لم يحل لك في دينك.

قلت: أجل واللّه. وعرفت ـ في نفسي ـ أنّه نبيّ مرسل يعرف ما يُجهل.

ثم قال (ص): يا عدي، لعلك إنما يمنعك من الدخول في هذا الدين ما ترى من حاجتهم، فواللّه ليوشكنّ المال أن يفيض فيهم حتى لا يوجد من يأخذه.

ولعلك إنما يمنعك من الدخول فيه ما تـــرى من كثرة عدوّهم وقلّة عددهم، فواللّه ليوشكن أن تسمع بالمرأة تخرج من القادسية على بعيرها حتى تزور هذا البيت لا تخاف.

ولعلك إنما يمنعك من الدخول فيه أنك ترى أن الملك والسلطان في غيرهم، وأيم اللّه ليوشكن أن تسمع بالقصور البيض من أرض بابل أن تفتح عليهم.

قال: فأسلمتُ.

فكان عدي يقول بعد ذلك: مضت اثنتان وبقيت الثالثة، وواللّه لتكوننّ. قد رأيت القصور البيض من أرض بابل قد فتحت، وقد رأيت المرأة تخرج من القادسية على بعيرها لا تخاف حتى تحجّ هذا البيت، وواللّه لتكوننّ الثالثة، وليفيضنّ المال حتى لا يوجد من يأخذه.

عدي وقومه يُسلمون

وفي رواية: ان عدي قال: انتهيتُ إلى رسول اللّه (ص) وهو يقرأ من سورة البراءة هذه الآية: (اتَّخذوا أحبارهم ورهبانهم أرباباً من دون اللّه والمسيحَ ابن مريم…)(2).

فلما فرغ منها قلت له: إنا لسنا نعبدهم.

فقال (ص): أليس يحرّمون ما أحلّ اللّه فتحرّمونه، ويحلّون ما حرّم اللّه فتستحلّونه؟

فقلت: بلى.

قال (ص): فتلك عبادتهم، ثم قال: ما يضرّك أن يقال: لا إله إلاّ اللّه؟ فهل تعلم من إله سوى اللّه؟

قلت: لا.

ثم تكلّم ساعة. ثم قال: إنما تقرّ أن يقال: اللّه أكبر، وهل تعلم شيئاً أكبر من اللّه؟

قلت: لا.

قال (ص): فإنّ اليهود مغضوب عليهم، والنصارى ضالّون.

قلت: فإنّي حنيف مسلم، فرأيت وجهه منبسطاً فرحاً.

قال: ثم أمر بي فأنزلت عند رجل من الأنصار، وجعلت أغشاه وآتيه طرفي النهار.

قال: فبينا أنا عنده إذ جاء قوم في ثياب من الصوف من هذه الثمار، فصلّى (ص) وقام فحث عليهم ثم قال:

أيها الناس ارضخوا من الفضل، ولو صاعاً، ولو بنصف صاع، ولو بقبضة، ولو ببعض قبضة، يقي أحدكم نفسه من جهنّم أو النار، ولو بتمرة، فإن أحدكم لاق اللّه وقائل له ما أقول لكم: ألم أجعل لك مالاً وولداً؟ فيقول: بلى. فيقول: أين ما قدمت لنفسك؟ فينظر قدامه وخلفه وعن يمينه وعن شماله ثم لا يجد شيئاً يقي به وجهه جهنّم، ليقِ أحدكم وجهه النار، ولو بشقّ تمرة، فإن لم يجد فبكلمة طيّبة، فإنّي لا أخاف عليكم الفاقة، فإن اللّه ناصركم ومعطيكم حتى تسير الظعينة ما بين يثرب والحيرة أكثر ما تخاف على مطيتها السرق.

قال: فجعلت أقول في نفسي: فأين لصوص طي؟

وقد حسن إسلام عدي ودعى قومه الذين لم يسلموا إلى الإسلام، فأسلموا.

وقد حسن إسلام عدي ودعى قومه الذين لم يسلموا إلى الإسلام، فأسلموا.

 

1 ـ الحجرات: 4.

2 ـ التوبة: 31.