الفهرس

فهرس الفصل الخامس

المؤلفات

 التاريخ

الصفحة الرئيسية

 

الإذن في الحرب الدفاعية

ولما استقر رسول اللّه (ص) بالمدينة كما تقدّم، وأيّده اللّه بنصره وبالمؤمنين، وألف بين قلوبهم بعد العداوة والإحن التي كانت بينهم، فمنعته أنصار اللّه وكتيبة الإسلام من الأسود والأحمر، وبذلوا نفوسهم دونه، وقدّموا محبّته على محبّة الآباء والأبناء والأزواج، وكان أولى من أنفسهم، رمتهم العرب واليهود عن قوس واحدة، ففرض اللّه على المسلمين القتال ـ بعد ذلك ـ لمن قاتلهم دون من لم يقاتلهم، فقال تعالى: (وقاتلوا في سبيل اللّه الذين يقاتلونكم)(1).

آداب وسنن

وكان (ص) يستحب القتال أول النهار كما يستحب الخروج للسفر أولـه، فإذا لم يقاتل أول النهار أخر القتال حتى تزول الشمس وتهبّ الرياح وينزل النصر.

وكان يبايع أصحابه في الحرب على أن لايفرّوا، وربما بايعهم على الموت، وبايعهم على الجهاد، كما بايعهم على الإسلام، وبايعهم على الهجرة قبل الفتح، وبايعهم على التوحيد والتزام طاعة اللّه ورسوله.

وبايع (ص) نفراً من أصحابه على أن لايسألوا الناس شيئاً، فكان السوط يسقط من يد أحدهم فينزل فيأخذه ولا يقول لأحد ناولني إياه.

وكان (ص) يشاور أصحابه في الجهاد ولقاء العدوّ و تخيّر المنازل.

وفي حديث: ما رأيت أحداً أكثر مشورة لأصحابه من رسول اللّه (ص).

وكان (ص) يتخلّف في ساقتهم في المسير فيزجي الضعيف ويردف المنقطع، وكان أرفق الناس بهم في السير.

وكان (ص) إذا أراد غزوة ورّى بغيرها ليقل القتل، وكان يبعث العيون يأتونه بخبر عدوّه، ويطلع الطلائع ويبث الحرس.

وكان (ص) إذا لقى عدوّه وقف ودعا واستنصر، وأكثر هو وأصحابه من ذكر اللّه، وخفضوا أصواتهم.

وكان (ص) يرتب الجيش والمقاتلة، ويجعل في كل جنبة كفؤاً لها.

وكان (ص) يبارز بين يديه بأمره.

وكان (ص) يلبس للحرب عدة، وربما ظاهر بين درعين.

وكان (ص) له الأولوية.

وكان (ص) إذا ظهر على قوم أقام بعرصتهم ثلاثاً ثم قفل.

وكان (ص) يستحب للرجل أن يقاتل تحت راية قومه.

وكان (ص) إذا لقى العدو يقول: (اللّهمّ مُنزل الكتاب، ومجري السحاب، وهازم الأحزاب، اهزمهم وزلزلهم، اللّهمّ أنزل نصرك، اللّهمّ أنت عضدي ونصيري، بك اُقاتل).

وكان (ص) إذا اشتدّ البأس وحمى الحرب وقصده العدو يعلم بنفسه ويقول: (أنا النبي لا كذب، أنا ابن عبدالمطلب).

وكان (ص) إذا اشتدّ البأس اتقوا به، كما قال علي (ع) في نهج البلاغة: (كنا إذا احمرّ البأس اتقينا برسول اللّه (ص)، فلم يكن أحد أقرب منّا إلى العدوّ منه).

وكان (ص) أقربهم إلى العدو.

وكان (ص) يجعل لأصحابه شعاراً في الحرب ورمزاً يعرفون به إذا تكلّموا.

وكان (ص) ينهى عن قتل النساء والولدان والشيوخ ونحوهم.

وكان (ص) إذا بعث سرية يوصيهم بتقوى اللّه ويقول: (سيروا بسم اللّه، قاتلوا من كفر باللّه، ولاتمثلوا، ولاتغدروا، ولاتقتلوا وليداً).

وكان (ص) ينهى عن السفر بالقرآن إلى أرض العدو ـ ولعله حتى لا يقع القرآن في أيديهم فيبيحوا حرمته ـ.

وكان (ص) يأمر أمير سريته أن يدعو عدوّه قبل القتال إما إلى الإسلام والهجرة، أو الإسلام دون الهجرة ويكونوا كأعراب المسلمين ليس لهم في الفيء نصيب، أو بذل الجزية، فإن أجابوا إليه قبل منهم، وإلا استعان باللّه وقاتلهم.

وكان (ص) إذا ظفر بعدوّه أمر منادياً فجمع الغنائم كلها، فبدأ بالأسلاب فأعطاها لأهلها، ثم أخرج خمس الباقي فوضعه حيث أراه اللّه وأمر به: من مصالح المسلمين، ثم يرضخ من الباقي لمن لاسهم له من النساء والصبيان والعبيد، ثم يقسم الباقي بالسوية بين الجيش: للفارس ثلاثة أسهم له سهم وسهمان لفرسه، وللراجل سهم.

وكان (ص) يسوّي بين الضعيف وغيره في القسمة ما عدا النفل.

النبي (ص) وانقسام الكفار عليه

ولما قدم رسول اللّه (ص) إلى المدينة، وأرسى فيها قواعد الإسلام صار الكفار معه على ثلاثة أقسام:

قسم: صالحوه على أن لا يحاربوه ولا يظاهروا عليه.

وقسم: حاربوه ونصبوا له العداوة.

وقسم: تاركوه واتّخذوا موقف الحياد فلم يصالحوه ولم يحاربوه، بل انتظروا ما ينتهي إليه أمره، وما يكون مصيره، وكان بين هؤلاء من يحب ظهوره وانتصاره باطناً، وإن لم يعلن بذلك.

أوّل سريّة في الإسلام

وحيث ان مشركي قريش قد نصبوا الحرب للمسلمين، وصادروا في مكة الأموال المنقولة وغير المنقولة للمسلمين الذين هاجروا إلى المدينة، وحاولوا أيضاً فرض حصار اقتصادي وسياسي على المدينة نفسها ليعرقلوا مسيرة النبي (ص) التقدمية، ويصدّوا زحف المسلمين وانتشار الإسلام من المدينة إلى غيرها من المناطق الاُخرى، فكر النبي (ص) ـ بعد أن أذن اللّه له بمجابهة المشركين عسكرياً ـ في أن يكسر جبروت المشركين، ويفك حصارهم، ويرغمهم على إعادة النظر في مواقفهم العدائية تجاه الإسلام والمسلمين.

فرأى أن يتعرض لهم بتهديدهم، وذلك ببعث السرايا إليهم، أو غزوهم بنفسه (ص)، علماً بأن الغزوة فرقها مع السريّة هو: ان الغزوة كان يشترك فيها رسول اللّه (ص) بنفسه، دون السرية، فإنه كان يؤمّر عليها أحداً من المسلمين.

وكانت الغزوات ـ على رواية ـ تعدّ (27) غزوة، بينما السرايا بلغت (66) سرية.

وأول سرية بعثها رسول اللّه (ص) في هذا المجال كانت بعد مضي ثمانية أشهر من الهجرة النبوية المباركة، فقد عقد (ص) اللواء لعمّه حمزة بن عبدالمطلب وأمّره على ثلاثين رجلاً من المهاجرين ممّن تحمّل الأذى والتعذيب القاسي من مشركي مكّة، وممّن صودرت أمواله على أيديهم، وبعثهم إلى سواحل البحر الأحمر، فالتقوا هناك في (العيص) من أرض جهينة بأبي جهل وهو في مائة وثلاثين راكباً من أهل مكّة في قافلة تجارية، فاصطفّ الفريقان للقتال، فحجز بينهما (مجدي بن عمرو الجهني) وكان موادعاً للفريقين جميعاً، فانصرف القوم بعضهم عن بعض، ولم تقع مناوشات بينهم.

سرية عبيدة بن الحارث

وكانت هذه السرية متزامنة مع سرية حمزة بن عبدالمطلب، فقد عقد رسول اللّه (ص) اللواء لعبيدة بن الحارث بن عبدالمطلب بن عبدمناف في ستّين أو ثمانين راكباً من المهاجرين ليس فيهم من الأنصار أحد، فسار حتى بلغ ماءاً بالحجاز بأسفل (ثنية المرة).

فلقي بها أباسفيان بن حرب في مائتين من أهل مكّة، فكانت بينهم الرماية دون أن يقع قتال بينهم، غير انه التحق بالمسلمين رجلان ممّن خرج مع المشركين كانا قد أسلما من قبل إلا أنهما لم يتمكّنا من الإلتحاق بالمسلمين، فجعلا ذلك وسيلة للإلتحاق بهم والتخلّص من المشركين وهما: المقداد بن عمرو البهراني، وعتبة بن غزوان المازني.

سريّة سعد

وفي شهر ذي القعدة في السنة الاُولى من الهجرة النبوية المباركة بعث رسول اللّه (ص) سريّة ثالثة تتشكّل من تسعة رجال من المهاجرين يرأسهم سعد بن أبي وقاص، ليرصدوا المشركين في تحرّكاتهم التجارية، فخرجوا حتى بلغوا موضعاً يقال له: (الخرّار) من أرض الحجاز، فلم يلقوا كيداً ورجعوا إلى المدينة.

غزوة الأبواء

وفي شهر صفر من السنة الثانية من الهجرة النبوية المباركة، أي: على رأس اثني عشر شهراً من مقدم رسول اللّه (ص) إلى المدينة خرج (ص) مع جماعة من أصحابه بعد أن عقد اللّواء لعليّ بن أبي طالب (ع) واستعمل على المدينة سعد بن عبادة حتى بلغ ودان ـ وهي غزوة الأبواء ـ يريد قريشاً وبني ضمرة بن بكر بن عبد مناة بن كنانة، فوادع فيها بني ضمرة، وعقد تلك المعاهدة معه سيد بني ضمرة (مخشى بن عمرو الضمري) وكان سيدهم في زمانه ذلك.

ثم رجع رسول اللّه (ص) إلى المدينة ولم يلق كيداً، فأقام بها بقية صفر وصدراً من ربيع الأول.

غزوة بَواط

ثم خرج رسول اللّه (ص) في أواسط ربيع الأول من السنة الثانية من الهجرة النبوية المباركة في مائتين من أصحابه، وذلك بعد أن استعمل على المدينة السائب بن مظــعون، وقيل: سعــــد بن معاذ، يريد (ص) قريشاً حــــتى بلغ (بواط) من ناحية رضوى(2)، فلم يظفر بقافلة قريش التي كان على رأسها (اُمية بن خلف) في مائة رجل من المشركين.

ثم رجع (ص) إلى المدينة ولم يلق كيداً، فلبث بها بقية شهر ربيع الآخر وبعض جمادي الاُولى.

غزوة ذات العشيرة

ثم في أواسط شهر جمادى الاُولى خرج رسول اللّه (ص) من المدينة، وقد حمل لواءه حمزة بن عبد المطلب، واستخلف على المدينة أباسلمة بن عبدالأسد، وذلك في مائة وخمسين من أصحابه، وخرجوا على ثلاثين بعيراً يعتقبونها ويتعرضون عيراً لقريش ذاهبة إلى الشام، وكان قد جاءه الخبر بفصولها مع أبي سفيان من مكة، وفيها أموال لقريش، حتى بلغ (ص) (ذات العشيرة) فبلغه الخبر بأنّ العير قد فاتته بأيام، وهذه هي التي وعده اللّه إيّاها، أو ذات الشوكة، ووفى له بوعده، وفيها وادع بني مدلج وعقد معهم معاهدة عدم اعتداء.

وفي هذه الغزوة نزل رسول اللّه (ص) بأصحابه عند عين، فنام علي (ع) وعمّار هناك في دقعاء من التراب، فأيقظهما رسول اللّه (ص) وحرّك علياً (ص) فقال له: قم يا أباتراب ـ سمّاه (ص) بذلك لما عليه من التراب ـ ثم قال: ألا اُخبرك بأشقى الناس؟ أحمر ثمود عاقر الناقة، والذي يضربك يا علي على هذه، ووضع رسول اللّه (ص) يده على رأسه الشريف، حتى يبلّ منها هذه، ووضع (ص) يده على لحيته الكريمة.

وأراد رسول اللّه (ص) بهذه الغزوات:

أوّلاً: التحالف مع العشائر.

وثانياً: ارهاب قريش، لما سبق من انهم فرضوا حصاراً اقتصاديّاً على المدينة.

غزوة بدر الاُولى

لما رجع رسول اللّه (ص) إلى المدينة قادماً من غزوة (ذات العشيرة) لم يبق فيها إلاّ ليال قلائل لا تبلغ العشر، حتّى أغار كرز بن جابر الفهري على سرح المدينة فاستاقه، فخرج رسول اللّه (ص) في طلبه، واستعمل على المدينة زيد بن حارثة حتى بلغ وادياً يقال له: (سفوان) في ناحية بدر ففاته كرز، فرجع رسول اللّه (ص) إلى المدينة ولم يلق حرباً.

سريّة عبد اللّه بن جحش

ثم رجع رسول اللّه (ص) إلى المدينة فأقام بها بقية جمادي الآخرة ورجباً، وفي رجب المذكور بعث عبداللّه بن جحش الأسدي إلى نخلة، وذلك في اثني عشر رجلاً من المهاجرين كل اثنين يعتقبان على بعير، وقال: كن بها حتى تأتينا بخبر من أخبار قريش، ولم يأمره بقتال، فوصلوا إلى بطن نخلة يرصدون عيراً لقريش.

وكان رسول اللّه (ص) قد كتب له كتاباً وأمره أن لاينظر فيه حتى يسير يومين ثم ينظر فيه.

فلما فتح الكتاب وجد فيه: (إذا نظرت إلى كتابي هذا فامض حتى تنزل بنخلة بين مكة والطائف فترصد بها عيراً لقريش وتعلم لنا من أخبارهم).

فقال لمّا قرأ الكتاب: سمعاً وطاعة، وأخبر أصحابه بذلك وأنه لايستكرههم، فمن أحبّ الشهادة فليمض معه، ومن كره الموت فليرجع.

فمضوا كلهم حتى إذا نزلوا نخلة مرت بهم عير لقريش تحمل زبيباً وأدماً وتجارة، فيها عمرو بن الحضرمي وعثمان ونوفل ابنا عبداللّه بن المغيرة والحكم بن كيسان مولى بني المغيرة.

فتشاور المسلمون فيهم وقالوا: نحن في آخر يوم من رجب الشهر الحرام، فإن قاتلناهم انتهكنا الشهر الحرام، وإن تركناهم الليلة دخلوا الحرم، ثم أجمعوا على ملاقاتهم، فرمى أحدهم وهو واقد بن عبداللّه التميمي عمرو بن الحضرمي فقتله، وأسروا عثمان والحكم، وأفلت نوفل فأعجزهم، ثم قدموا بالعير والأسيرين إلى المدينة.

الشهر الحرام والقتال فيه

فلما قدموا على رسول اللّه (ص) قال: ما أمرتكم بقتال في الشهر الحرام، وتوقف عن تأييدهم وامضاء عملهم، وانتظر تأييد اللّه تعالى وامضائه لهم عبر أمين وحيه جبرئيل (ع)، وذلك لأهميّة المسألة.

فلما توقف رسول اللّه (ص) عن استلام العير والأسيرين وأبى أن يأخذ من ذلك شيئاً وهو بانتظار الوحي، أسقط في أيدي القوم وظنوا أنهم قد هلكوا، وعنفهم إخوانهم من المسلمين.

واشتدّ تعنّت قريش وإنكارهم ذلك، وزعموا أنهم وجدوا مقالاً وقالوا: قد استحل محمد وأصحابه الشهر الحرام.

وتفاءلت اليهود على رسول اللّه (ص) بذلك فقالوا: عمرو بن الحضرمي قتله واقد بن عبداللّه، (عمرو): عمرت الحرب، و(الحضرمي): حضرت الحرب، وواقد: وقدت الحرب، فجعل اللّه ذلك عليهم لا لهم، فأنزل على رسوله:

(يسألونك عن الشهر الحرام قتال فيه، قل قتال فيه كبير وصدّ عن سبيل اللّه وكفر به والمسجد الحرام وإخراج أهله منه أكبر عند اللّه والفتنة أكبر من القتل)(3).

بوادر النصر

فلما نزل القرآن بذلك انحسمت المسألة وانقطع النزاع فيها، فقد فرج اللّه عن المسلمين، واستلم رسول اللّه (ص) العير وما فيها من أموال وقسمها بين المسلمين، وكانت هذه أول غنيمة لـــلمسلمين، وأول انتصار سجّله المسلمون على المشركين بعد خمسة عشر عاماً سجّل المشركون فيها كل ما استطاعوه من ظلم وتعذيب، وتشريد وتهجير، ونهب وسلب، وضغط وكبت.

وأما الأسيران: فأرسلت قريش في فدائهما، وحيث كان رجلان من هذه السرية قد أسرتهما قريش أيـــضاً قال رسول اللّه (ص) لموفدها: لن نفديهما حتى يقدم صاحبانا، إنّا نخاف عليهما.

فأطلقت قريش سراح الأسيرين ومع وصولهما إلى المدينة اُطلق سراحهما.

فأما أحد الأسيرين وهو: الحكم بن كيسان فأسلم وحسن إسلامه، وأقام عند رسول اللّه (ص) حتّى قُتِل يوم بئر معونة.

وأما الثاني وهو: عثمان بن عبداللّه فلحق بمكة، فمات بها كافراً.

فلما تجلى عن عبداللّه بن جحش وأصحابه ما كانوا فيه حين نزل القرآن طمعوا في الأجر فقالوا: يا رسول اللّه إنا نطمع أن تكون لنا غزوة نعطى فيها أجر المجاهدين.

فأنزل اللّه فيهم: (إنّ الّذين آمنوا والّذين هاجروا وجاهدوا في سبيل اللّه اُولئك يرجون رحمت اللّه)(4).

سرية عمير بن عدي

ولما خلت من شهر رمضان خمس ليال وعلى رأس تسعة عشر شهراً من الهجرة النبوية المباركة كانت سرية عمير بن عدي، إلى عصماء بنت مروان اليهودي، اُم المنذر بن المنذر، وكانت عصماء تعيب المسلمين، وتؤذي رسول اللّه (ص) وتمشي في مجالس الأوس والخزرج وتقول شعراً تحرّض عليه، والشعر يؤثر أثره في اظهار الضغائن واثارة الحروب آنذاك، وقد قال تعالى: (اُذن للّذين يقاتلون بأنهم ظلموا وانّ اللّه على نصرهم لقدير)(5).

فلمّا نفّذ عمير مهمّته أتى فصلّى الصبح مع النبي (ص) بالمدينة وأخبره الخبر، فضرب رسول اللّه (ص) على كتفه وقال: هذا رجل نصر اللّه ورسوله بالغيب، أما انه لاينتطح فيها عنزان، كناية عن انه لا يتنازع من أجلها أحد، وكان كذلك.

 

1 ـ البقرة : 190.

2 ـ بقرب ينبع على بعد ما يقارب تسعين كيلو متراً من المدينة.

3 ـ البقرة : 217.

4 ـ البقرة : 218.

5 ـ الحج : 39.