الفهرس

المؤلفات

 الاقتصاد

الصفحة الرئيسية

 

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على محمد وآله الطاهرين، ولعنة الله على أعدائهم أجمعين.

نظرة الإسلام إلى الكون والحياة والأحياء، هي أن (الله) هو الخالق، والمالك، والمشرّع، والحاكم، وهو المثيب والمعاقب.

وتبعاً لهذه النظرة، فالتصرّف في الكون لا يجوز إلا بإذنه.

وهذا التصرف يشمل كل شؤون الإنسان من أول ما يشعر إلى آخر ساعة يدع فيها الحياة.

وقد قسّم المشرّع الإله، تصرّف الإنسان إلى خمسة أقسام: الواجب، والمستحب، والحرام، والمكروه، والمباح.

إذاً فـ(القانون) وهو حسب الاصطلاح، قسم من التصرف أو بيان لحدوده، لا يجوز أن يشرّعه بشر، مهما كانت رتبته، ومهما تعاون مع الآخرين في وضعه.

بل ليس وضع القانون إلاّ من قبل الله تعالى … واتباع قانون وضعه سواه يوجب الخسران في الدنيا، والعقاب في الآخرة.

وقد وضع الإسلام كافة القوانين التي يحتاج إليها البشر من قبل انعقاد النطفة في رحم الأم، إلى ما بعد الوضع في القبر، لكن الوضع بشكلين:

الأول: بالتنصيص، وهذا ما لا يتغيَّر أبداً، وليس من صالح البشر أن يتغيَّر.

الثاني: بذكر القواعد الكليّة القابلة للانطباق، وهذا ينطبق في كل زمان ومكان حسب مقتضى ذلك الزمان والمكان، وهذا يصح أن يسمى قانوناً (متطوّراً) وقد حفظ الإسلام بالقسم الأول من القوانين المصالح الثابتة، كما أرخى العنان بسبب القسم الثاني، للمصالح المتطوّرة.

وهذا الكتاب (من القانون الإسلامي في المال والعمل) فيه ذكر جملة من قوانين الإسلام، في باب المعاملات.

والله أسأل العصمة والثواب والتمام، وهو المستعان.