الفهرس

فهرس الفصل الثاني

المؤلفات

 الأخلاق والسلوك

الصفحة الرئيسية

 

الشباب وتحصيل العلم

ومن أهم ما يؤكد عليه الإسلام هو العلم مصحوباً بالعمل، ثم إن سبل تحصيل العلم ميسرة اليوم من ناحية وجود المدارس ووفرة المناهج والخدمات العامة والتطور العالمي، فلماذا يتوانى شبابنا المسلم المؤمن في هذه المسألة؟ وهي من أهم المسائل وأرفعها، وفيها يكمن سر تقدم الأمة وتطورها ونيلها الأسباب الموصلة إلى عزتها وكرامتها وقوتها، ولطالما شدد وأكد القرآن الكريم على هذا الجانب ـ جانب العلم والمعرفة ـ. حيث ترى أن أول سورة نزلت على رسول الله (صلى الله عليه وآله) هي سورة (العلق) وما فيها من المفردات المهمة والضرورية، من قبيل: (اقْرَأْ وَرَبُّكَ الأكْرَمُ * الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ * عَلَّمَ الإِنْسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ * عَلَّمَ الإِنْسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ..) فكلها ذات محور واحد وهو العلم، وفي سورة الرحمن قوله تعالى: (الرَّحْمَنُ * عَلَّمَ الْقُرْءان)(1)، ثم يقول عز وجل: (خَلَقَ الإِنْسَانَ)(2)، ثم يردفها تعالى بـ: (عَلَّمَهُ الْبَيَانَ)(3).

لماذا قدّم تعالى العلم على خلق الإنسان؟ والحال أن الأمر عكس ذلك، حيث إن الخلق مقدم زماناً على العلم، والجواب على ذلك: إن الله تعالى أخرّ خلق الإنسان عن العلم مع أنه مقدم زماناً للدلالة على جلالة العلم وأهميته؛ لأنه لولا العلم لما كانت هناك فائدة من خلق الإنسان. فالآيات التي تؤكد على مسألة العلم وتحصيله كثيرة، والسنة المطهرة أشارت كذلك إلى هذا الجانب، فالرسول الأعظم (صلى الله عليه وآله) والأئمة الأطهار (عليهم السلام) أوصوا بالعلم وأشادوا بالعلماء، وفضلهم ومنزلتهم، وعظيم الثواب لهم.

فقد روى الإمام الصادق (عليه السلام) عن الإمام أمير المؤمنين (عليه السلام) أنه قال: (المؤمن العالم أعظم أجراً من الصائم القائم الغازي في سبيل الله وإذا مات ثلم في الإسلام ثلمة لا يسدها شيء إلى يوم القيامة)(4). مبتدئاً

سورة الرحمن: 1-2.

سورة الرحمن: 3.

سورة الرحمن: 4.

بصائر الدرجات: ج1 باب ثواب العالم والمتعلم ص4 ح10.