الفهرس

فهرس الفصل الأول

المؤلفات

 الأخلاق والسلوك

الصفحة الرئيسية

 

الفكر وأثره على السلوك

مصادر الثقافة في هذا العالم كثيرة ومتنوّعة، سواء في السياسة أو في الاقتصاد أو في العلوم الأخرى، وكل هذه المصادر تحاول أن تحتوي المصدر الآخر للانفراد في الساحة، ونلاحظ أنه كلما جاء فكر جديد كثيراً ما يلعن من كان قبله، وهكذا الحال في القوانين الوضعية السائدة في هذا العالم المتلاطم بالأفكار، وفي الأغلب تكون أفكاراً تسلطية مبتنية على الخداع والغش؛ لذلك يأتي الفكر مرة باسم الشيوعية، ومرة باسم الرأسمالية، وأخرى باسم القومية... وفي ظل هذه العناوين والاتجاهات ينخدع بعض الناس وينجرف في دوامتها، ومقابل هذه التيارات التضليلية يقف الفكر الإسلامي شامخاً، بما يحتويه من مبادئ رصينة وثابتة، تهدي الناس إلى الخير والصلاح، فالقرآن الكريم وهو مصدر الهداية والرحمة، يهدي الناس إلى التكامل المادي والمعنوي، ويحررهم من العبودية التي قيدتهم نتيجة الأفكار والنظريات التضليلية، فالقرآن الكريم يحتوي على أعلى قيمة في الفكر، وأرقى أسلوب في الحركة والسير الذاتي نحو التطور والسعادة، ومن ثم اعتضد هذا الفكر بشخصية الرسول الأعظم (صلى الله عليه وآله) الذي أخرج هذا الفكر إلى النور، بأعماله وأفعاله الواقعية، في مجتمع صعب التغيير، متعصب لفكرته المترسخة لفترة طويلة، مع وجود شخصيات متمرسة في التضليل والخداع، ذات مصالح شخصية، ولها جذور عميقة في التأثير على المجتمع. وبرغم هذا كله نجح هذا الفكر في الاجتياز لكل العقبات نتيجة لتكامله وصحة دعوته، وقوة منشئه وعظمته، وصدق وأمانة المبلّغ به.