الفهرس | المؤلفات |
المرء وما يحسنه |
قال الإمام أمير المؤمنين (عليه السلام): (قيمة كل امرئ ما يحسنه)(1). وقال (عليه السلام): (ما علم من لم يعمل بعلمه)(2). إن هذه الكلمة على وجازتها وقصرها، ذات معنى عميق، حيث أراد الإمام (عليه السلام) أن يبين من خلالها: إن قيمة الإنسان هي بقدر ما يحسنه من العلم والعمل، وكما أن الإنسان في الآخرة سوف ينال إما الجنة أو النار، بقدر ما لديه من أعمال صالحة أو طالحة، كذلك الحال في الدنيا، فإن المرء يُقيّم بعمله وعلمه حتى عند الناس لا بنسبه وهيكله، والتقييم مرتبط بجهة المتعلّق ـ أي الفعل ـ فتارة يكون الفعل خيراً وصالحاً، فتكون آثاره خيّرة وسليمة، فيأتي الناس ليعطوا ذلك الإنسان ما يقابل عمله هذا، سواء كان عطاءً مادياً أو معنوياً، فعاقبة عمله الصالح هي قيمة رائعة لشخصه وعمله، وحينئذ يقولون: إن فلاناً رجل صالح، وهذه الصفة الأخيرة هي قيمة نتجت عن عمله. وبالعكس تماماً عندما يكون عمل الإنسان غير ملائم للطبع الإنساني السليم، بل لعله يخالف الذوق والحس البشري الذي غرسه الله عز وجل في وجود الإنسان، فتكون النتيجة أيضاً تقييماً من نوع آخر؛ إذ يقال عند تقييم صاحب العمل السيئ بأنه غير خلوق، أو أنه إنسان سيئ وطالح. وهكذا فإن قيمة المرء تكون من سنخية عمله وأدائه، ولا تأتي اعتباطاً أو صدفة. |
1ـ نهج البلاغة، قصار الحكم، الرقم: 81. 2ـ غرر الحكم ودرر الكلم: ص153 ح2829 الفصل الرابع في العمل. |