المؤلفات |
فأنقذهم من الغواية (63) |
الإنقاذ من الغواية |
مسألة: يستحب أو يجب إنقاذ الناس من الغواية، بأي المعنيين فسرت[1]، تأسياً وإقتداءً به (صلى الله عليه وآله)، حيث أنقذهم من الغواية[2] التي كانوا فيها والضلالة الفكرية والاجتماعية والسياسية وغيرها والتحارب والفقر وما أشبه[3]. قال علي(عليه السلام): (في طاعة الهوى كل الغواية)[4]. والفاء للتفريع فقد (قام في الناس بالهداية)(فـ)(أنقذهم من الغواية). وفي بعض النسخ (وأنقذهم) والواو تفيد مطلق الجمع وهي لا تدل على الترتيب أو التفريع لكنها لا تنفيها أيضاً.[5] ومن المعلوم أن الهداية غير الإنقاذ: فإن الهداية: إراءة الطريق. والإنقاذ: الأخذ بيد الناس حتى الوصول إلى الهدف. فقد يقول المصلح للناس: (زوجوا أولادكم مبكراً) وقد يهيأ أسبـاب الزواج ومقوماته حتى يتم، فهذه الجملة اشارة للهداية بالمعنى الثاني[6]. وقد تكون الهداية زيادة عن الإنقاذ عن الغواية، لأن بينهما واسطة، قال تعالى: (ولاينفعكم نصحي إن أردت أن أنصح لكم إن كان الله يريد أن يغويكم).[7] |
[1] إذ لها معنيان ،كما سيأتي منه دام ظله. [2] الغي: الضلالة والخيبة، وغوى يغوي: انهمك في الجهل وهو خلاف الرشد.(مجمع البحرين). وفي (لسان العرب) مادة (غوي): الغي: الضلال والخيبة. [3] كوأد البنات وأكل الحشرات وشبه ذلك مما ستأتي الإشارة إليه في كلماتها عليها السلام اللاحقة. [4] غرر الحكم ودرر الكلم ص307 الفصل الخامس في الغضب والشهوات ح7037. [5] راجع (الالفية) لابن مالك، وشروحها. [6] المعنى الاول للهداية: اراءة الطريق، والمعنى الثاني: الايصال للمطلوب. [7] هود: 34. |