كتابات (46): لا حل عاجل لمشكلة البحرين

من مقال لـ غالب حسن الشابندر    

  

موقع الإمـام الشيرازي

      يتوهم من يتصور أن دخول (قوات درع الجزيرة) الى البحرين، وما صاحب ذلك من إجراءات حكومية تتسم بمنسوب ليس عادياً من القسوة تجاه المعارضة، فضلاً عن حجم التأييد الذي حظيت به حكومة البحرين من بعض الأنظمة العربية والإسلامية، وفي السياق من ذلك موقف هذه الأنظمة المجافي أو المخالف أو المضاد للمعارضة... يتوهم من يتصور إن مشكلة البحرين وفي ضوء كل هذه المقتربات تكون قد وصلت إلى نهاية المطاف، فلا توتر، ولا فوضى، ولا علاقات متأزمة بين الحكومة وشعبها خاصة المعارضة، ولا تجاذبات إقليمية بسبب المشكلة ذاتها.

المشكلة في البحرين قائمة وستبقى، وذلك لأكثر من سبب:

أول هذه الأسباب أن المشكلة اكتسبت بعدها الإقليمي الخطير، بعد تدخل الجيران في صلب القضية البحرينية، لم تعد البحرين مستقلة الموقف، سواء حكومة أو معارضة، هناك تدخل في شؤون وسياسة كل من طرفي المعادلة، سواء كان هذا التدخل باختيار من طرفي المعادلة أو أحد طرفيها، أو كان هذا التدخل على رغم طرفي المعادلة أو أحد طرفيها.

ثاني هذه الأسباب هو استخدام القوة المفرطة من قبل الحكومة تجاه المعارضة، مهما كان ادعاء الحكومة يتسم بالموضوعية، إن كانت حقاً موضوعية، فإن القوة تحل المشكلة ظاهراً، ولكن تبقى تغلي في الأعماق، تنتظر زمن تفجرها مرة أخرى حين تتهيأ الظروف والمناخات المناسبة، وهي حقيقة صارخة لا تفرضها قيم الحقيقة بحد ذاتها، بل التجربة شاهد حي على ذلك.

وثالث هذه الأسباب إن المعارضة في البحرين تمثل الأكثرية، وهو أمر معروف، بل أن من مظاهر المشكلة في البحرين، بل ربما لب المشكلة كون هذه الأغلبية محرومة خاصة على صعيد حقها في صناعة القرار السياسي في البلد، بسبب انتماء مذهبي معين، وهي قضية أوضح من الشمس في رابعة النهار، وكانت خطة التجنيس السياسي التي انتهجتها الحكومة البحرينية الشرارة التي أشعلت ركام الخلاف بين الحكومة والمعارضة، فقد كان هذا الخلاف أشبه بالهادئ، ولكن خطة التجنيس السياسي أشعل هذا الخلاف بشكل مثير ومخيف، بل يهدد الأمن الوطني في البحرين برمتها.

ورابع هذه الأسباب هو عناد بعض فصائل المعارضة، ورفعها لسقف المطالب بشكل غير معقول، وكان الشعار الذي رفعته بعض هذه الفصائل الداعي لإسقاط الحكومة أو النظام، وهي ممارسات وإن كانت جزئية، ولم يقدم عليها سوى نفر بسيط من المعارضين والمتظاهرين لكنها شكلت "ذريعة" لدى الحكومة البحرينية لاستخدام القوة واستدعاء قوات خارج المملكة للتدخل السافر.!!!

إيلاف

1/جمادى الأولى/1432