كتابات أكثر وضوحاً (38): فساد العالم وهلاكه في لعبه بالدين وكتمانه الحق

                                                                                                                                     المرجع الديني
                                                                                                                                السيد صادق الشيرازي

 

موقع الإمـــــام الشيرازي

8/ محرم الحرام/ 1432

مع حلول شهر محرّم الحرام، وذكرى ملحمة عاشوراء الخالدة واستشهاد مولانا الإمام الحسين (صلوات الله عليه)، ألقى المرجع الديني سماحة آية الله العظمى السيد صادق الحسيني الشيرازي (دام ظله)، كلمة بجمع من العلماء والفضلاء وأساتذة الحوزة العلمية والمبلّغين من طهران وأصفهان وقم المقدسة، وبحضور جمع من الفضلاء والضيوف من العراق والخليج وسورية، جاء في جانب منها:

"لم يكن من أخلاق أهل البيت (صلوات الله عليهم) أن يردّوا بحدة أو بكلام غليظ على الخصم إلاّ في بعض المواقف التي كانت تتطلب ذلك، ومنها قول الإمام الكاظم (صلوات الله عليه) تجاه ما صدر من أبي يوسف، فأبو يوسف لم يكن إنساناً كسائر الناس بل كان صاحب علم بالدين وكان الناس وبأمر العباسيين يأخذون دينهم منه، ولذلك قال له الإمام الكاظم (صلوات الله عليه): أنتم تلعبون بالدين، وذلك ليبين (صلوات الله عليه) له ولغيره مدى خطورة اللعب بالدين بالنسبة لأهل العلم".

وأكد (سماحته): "إن الحكام ـ كشداد أو فرعون ـ لا يقدرون على اللعب بالدين، وهكذا الأمر بالنسبة للتجّار مثلاً وغيرهم من سائر الناس، أما رجل الدين والعالم فإنه يستطيع أن يلعب بالدين وأن يكتم الحق أو يبيّنه".

وأكد (سماحته): "إن مثل العالم كمثل المقاتل الذي يكون على قمة الجبل. فالمقاتل عندما يكون على قمة الجبل يتمكّن بكل سهولة أن يدفع عنه الضرر والأذى الذي يتمثّل بالعدو الصاعد إليه، ولكن إذا انزلقت رجله فإنه سيسقط من قمّة الجبل وتتكسّر وتتلاشى كل أعضاؤه وربما لا يبقى أثر من جسمه. فقمّة الجبل بالنسبة لأهل العلم تعني العلم ومقام العلم ومقام العلماء".

وأكد (دام ظله): "إن مسؤولية أهل العلم وخصوصاً في شهري محرم وصفر أن يلتزموا بنهج الإمام الحسين (صلوات الله عليه) في تبيين الحق وترك كتمان الحق، كل حسب قدرته وطاقاته، وعليهم أن يحذروا من اللعب بالدين، وهذا الأمر بأيديهم".