![]() |
![]() |
كتابات.. أكثر وضوحاً (32): باكستان.. في مواجهة (الفيضان وطالبان)؟! |
من مقال لـ حماد بن حامد السالمي |
موقع الإمــام الشيرازي 16/شــــــــوال/1431 تعرض الشعب الباكستاني الشقيق، لكارثة إنسانية فوق الوصف. الفيضانات المدمرة، ضربت أجزاء واسعة من الأراضي والمدن والقرى. الرئيس الباكستاني (آصف علي زرداري) قال: "بأن بلاده قد تستغرق ثلاث سنوات أو أكثر للتعافي من الفيضانات المدمرة التي خلفت ملايين المشردين". الأمم المتحدة قالت من جانبها، بأن (نحو ثلث باكستان قد تأثر نتيجة ثلاثة أسابيع من الفيضانات، وأن أكثر من أربعة ملايين شخص، أصبحوا بلا مأوى أو كساء أو غذاء". في ظرف عصيب كهذا، ومحنة لم تعهدها دولة الباكستان منذ قرن أو أكثر، كان من المفترض أن يتغلب الباكستانيون أنفسهم على أنفسهم، وأن ينتصروا لشعبهم ولأهلهم ومواطنيهم الذين وقعوا ضحايا للفيضانات، وأن يكونوا جميعاً في مستوى التحدي الذي تتعرض له بلادهم، قبل أن يهب العالم لمساندتهم ومساعدتهم. أعني طالبان باكستان تحديداً، أو أولئك القتلة الذين يظنون أنهم يجاهدون في سبيل الله ضد حكومتهم وشعبهم وأهلهم، وأنهم بما يرتكبون من جرائم قتل وحرق وتفجير وتدمير في شمالي ووسط الباكستان، سوف يدخلون الجنة بغير حساب، وسوف يحظون بالحور العين..! كان العالم كله في الشهرين الفائتين، يتلقى أخبار ضحايا الفيضانات المفجعة، ويتلقى في الوقت نفسه، أخبار القتل والتفجير الذي تمارسه طالبان باكستان حتى في مناطق الفيضانات، وهي مفجعة أكثر. لم يكف الإنسان الباكستاني البسيط ما يواجهه من فقد للأنفس والممتلكات في المياه الهادرة، ولا غائلة الجوع وضبابية المستقبل، حتى يجد نفسه في مواجهة مع قتل متعمد باسم الدين والجهاد في سبيل الله. إنه الاستغلال البشع الذي أشار إليه الرئيس الباكستاني في تصريح لصحيفة (اندبندنت) البريطانية. قال: (إن المتشددين قد يستغلون الأزمة. إن مثل هذه المنظمات وهؤلاء الأشخاص، يستغلون هذه الأزمات الإنسانية. التحدي مرة أخرى، أن لا نسمح لهم باستغلال هذه الأزمة الإنسانية). وفي إشارة إلى تصعيد طالبان الباكستان مستغلة أزمة بلادها قال: (الجيش لم يترك مواقعه على طول الحدود. ربما احتمى من الفيضانات. الجنود سيكونون هناك. القتال مستمر على جميع الجبهات. إذا كنت تقاتل من أجل قضية، وأصبحت المعركة أكبر وأضخم، فلن تستسلم)... كان الشعب الباكستاني فيما قبل الطوفان، أمام قضية واحدة؛ هي القتل اليومي لـ (مليشيات طالبان المتطرفة)، ثم أصبح أمام قضيتين في وقت واحد: طالبان والفيضان..! صحيفة "الجزيرة" |