![]() |
![]() |
كتابات أكثر وضوحاً (31): إعمار البقيع .. من أجل خطوة الى الأمام |
موقع الإمام الشيرازي 7/شـــــــــوال/1431 جريمة نكراء عمرها 87 سنة ... وما زالت!! ها هو شهر شوال يطل من جديد حاملاً معه ذكرى مأساة طالت بأمدها وآلامها, وأنفدت ما تبقى من صبر صالحي الأمة وعقلائها, فأقل ما يقال عن جريمة (الثامن من شوال) أنها نكران لجميل النبوة الخاتمة, وجفاء لئيم لبيت الرسالة الهادية, وعدوان - ما زال قائماً - على الله ورسوله, وإلا فأي شرعة من شرائع الله وأي قيم يؤمن بها إنسان تبرر هدم أضرحة تضم بين ثنايا تربتها الطيبة الأجساد الطاهرة لأربعة من أولاد نبي أمة الإسلام (صلى الله عليه وآله) الذي لم يسأل الأمة أجراً إلا المودة في القربى؟!. وكما في كل عام, وفي الذكرى السنوية لهدم روضة البقيع تقام مجالس العزاء, وتكتب الكلمات الحزينة, وتنشد القصائد الوجيعة, وتستذكر سلسلة الهجمات الهمجية على أضرحة النجف وكربلاء والكاظمية, وآخرها هجومان غادران أنزلا خراباً مريعاً بضريح سامراء, وهو ما يدل على أن هدم الأضرحة المقدسة لم يكن يوماً ما حدثاً عابراً قام به متهور أو متطرف, وإنما هو فعل مدبر وعمل يتدين به!. لكن التساؤل الأهم: الى متى سيقيم أتباع أهل البيت (سلام الله عليهم) مجالس الشجب والتنديد, ويصدرون بيانات الإلفات والتذكير, والحال على ما هو عليه! بالرغم من تكرر حوادث الاعتداء على الأضرحة المقدسة فيما يتنامى رأي عام علمائي وجماهيري شكك - وما زال يشكك – ويدين أصول التشدد الديني الذي يدعو الى هدم أضرحة الإيمان وقتل زائريها بذريعة أنهم (مشركون). ومع بقاء جريمة (الثامن من شوال) بكل آثارها الأليمة, نتساءل: أين تكمن المشكلة؟ هل هي في الذي دينه الهدم والتكفير فقط؟ أم في الذي يمانع الإعمار لأكثر من سبب؟ أم إن الخلل في آلية المعالجة وخطاب الدعوة لها؟ هل إن أصوات الإيمان التي تدعو الى الإعمار غير مسموعة بسبب ضعفها وتشتتها؟ أم إن استمرار الجريمة وآثارها الى يومن هذا كل ما ورد آنفاً؟!!! أم إن الحل قد يكون بـ (تدويـل القضيـة) بجانبها الإنساني والحضاري من خلال مؤتمر عالمي يستقرأ الأثر السلبي لما حدث في الثامن من شوال/1344 هـ على وحدة الأمة وثقتها بقيمها ونفسها وتوازنها الفكري والاجتماعي حيث إن مجرد بقاء آثار القضية دون حل ما هو إلا إصرار على تهميش إرادة مئات الملايين من الناس الذين يقدسون تلك الأضرحة المهدمة ويعتبرون رفع الظلم عنها وإعمارها من "خير العمل". موعد المناسبة الأليمة: غداً الجمعة... لنرى جميعاً ماذا سيقدم الداعون الى رفع الظلم عن البقيع غير الخطب والبيانات... بالرغم من إن البيانات والخطب لها أهميتها لكنها لن تصل بنا الى الهدف إلا إذا كان بعدها عمل على أرض الواقع والتنفيذ.. عمل يجعلنا نتقدم خطوة أو خطوات على طريق تحقيق الهدف "إعمار البيقع".. علماً.. أن الهدف الأخير ليس فقط إعمار البقيع وكفى، وإنما الإقرار المحلي والدولي بأن هذه الأضرحة المقدسة إرث إنساني وحضاري وثقافي، وليس من حق أحد أن يمنع من زيارتها والتبرك بها، فـ "البقيع" كسائر الأضرحة والمقامات المقدسة الزاهرة في عمارتها وزوارها في عراق الرافدين، والشام الزاهرة، ومصر الطيبة، وإيران الثقافات، وتركيا المزدهرة... وغيرها كثير موزعة في أرجاء الأرض. إذن: لننتظر نتائج أعمالنا.. فإذا فشلنا.. فلتكون لنا الشجاعة للاعتراف بالفشل، ولتكون لنا - أيضاً - الحكمة للتفكير موضوعياً: لماذا فشلنا؟!! وكيف سننجح؟! وإذا نجحنا.. فلنفكر بالمرحلة التي بعدها!!.. قال الله (تعالى): "ولكل درجات مما عملوا وما ربك بغافل عما يعملون". "ولا ينفقون نفقة صغيرة ولا كبيرة ولا يقطعون وادياً إلا كتب لهم ليجزيهم الله أحسن ما كانوا يعملون". "ما عندكم ينفد وما عند الله باق ولنجزين الذين صبروا أجرهم بأحسن ما كانوا يعملون" صدق الله العلي العظيم |