موقع الإمام الشيرازي
انطلقت دعوات تطالب التونسيين الى إنقاذ جامع الزيتونة والتعليم التونسي من
مشايخ الوهابية المتطرفين، واعتبر أصحاب الدعوة أن عودة جامع الزيتونة الى
سالف نشاطه "التكفيري" هو نكسة للحريات في تونس. مؤكدين أن "شيوخ الدين
الحاليين متطرفون ومتأثرون بالفكر الوهابي السلفي".
وكان شيخ الفتن والإرهاب يوسف القرضاوي أدى من 3 إلى 8 أيار/مايو الحالي
زيارة إلى تونس بتكليف من أمير دولة قطر من أجل "دعم الإسلاميين دينياً
وسياسياً". وأثارت الخطب التي ألقاها القرضاوي غضب السياسيين والناشطين
التونسيين لما تضمنته من "تحريض على العنف" حتى أن عضو مجلس إدارة "رابطة
العالم الإسلامي" (منظمة إسلامية عالمية مقرها السعودية) المحامي محمد بكار
أقام دعوى قضائية في تونس ضده وطلب من السلطات اعتقال القرضاوي بموجب قانون
مكافحة الإرهاب التونسي الصادر في 2003.
وتعيش نخب تونسية فكرية وسياسية (علمانية وإسلامية) حالة قلق حقيقية نتيجة
تصاعد عنف المجموعات السلفية التي انتهكت الحريات الفردية والعامة وهاجمت
الفضاءات الثقافية والفنية وغيرها، وكان آخرها مطار تونس قرطاج الذي اقتحمه
السلفيون احتجاجاً على منع السلطات قياديين في تنظيم القاعدة الإرهابي من
دخول الأراضي التونسية.
وقال جمال أسعد المفكر القبطي في تصريح لموقع "اليوم السابع" أن ما يحدث في
تونس يعني أن هناك تنظيماً سلفياً يتجاوز حدود الدولة وقوة مالية تقوم
بتمويله بهدف صبغ المنطقة بالصبغة السلفية الوهابية، موضحاً أنه من المعروف
أن السعودية وبعض بلاد الخليج هي التي تمول هذه الجماعات، ليس بهدف التمويل
لجماعة دينية إسلامية، ولكن بهدف السيطرة السياسية والاقتصادية لهذه
الجماعات. وأكد أسعد أن ما يحدث في تونس مؤشر على تصاعد خطير وأنه "أمر
يسيء إلى الإسلام وقيمه حتى ولو كانت هذه الممارسات تتم تحت شعارات
إسلامية، لذا يصبح على التيارات الإسلامية المعتدلة أن تعالج هذه المواقف،
حيث إن هذه السلوكيات تسيء للمد الاسلامي بمجمله".
ويؤكد مراقبون أن جماعات إسلامية التي ينشط أغلبها بكثافة في إطار "جمعيات
خيرية" باتت تهدد مقومات الدولة المدنية وقيم العلمانية والتسامح والتعايش
وأصبحت "قوة عنيفة" لا تتردد في تكفير التونسيين واستهداف المبدعين. وأمام
"سطوة" السلفيين في ظل صمت الحكومة التي تقودها حركة النهضة أطلق مفكرون
تونسيون صيحة فزع لحماية "مرحلة الانتقال الديمقراطي" من تحويل وجهتها من
قبل "أصوات التطرف والظلامية" التي تحمل فكراً "فاشستياً".
5/رجب/1433 |