النبي وسنّته أغلى وأحب

من كتابات حسن بن فرحان المالكي

  

موقع الإمام الشيرازي

الله يستحق! نعم الله يستحق أن نخالف الدنيا كلها حتى لا يندرس شرعه، يستحق أن نصبر على الأذى والفحشاء التي يأمر بها الشيطان أتباع معاوية.

الحمقى يشترطون على الله! نعم يشترطون أن يختاروا هم ما ينفقون منه! فهم مستعدون أن ينفقوا من أموالهم أما أن ينفقوا من سمعتهم وجاههم فلا!

الحمقى يشترطون! بسبب الكبر وتزكية النفس يشترطون على الله ألا تأتيهم الهداية إلا ممن يحبون وإلا فلن يهتدوا! وكأن الله ليس غنياً عنهم!

يشترطون! أن يكون دين الله لهم وعلى خصومهم وإلا فسيتبعون شيوخاً أصرح من الإسلام في مدح من يحبون وذم من يبغضون! أهؤلاء يستحقون جنة؟! يشترطون! وكأنهم هم من يعلّمون الله بدينه! وعليه أن يرضى ويتابعهم ويجعل يده بأيديهم! {وما قدروا الله حق قدره}! ولأنهم يشترطون! فقد ابتلاهم الله بسعة الدنيا وضيق الأخلاق! فلا ترى أحدا منهم إلا وهو ضيق العطن؛ ضيق الصدر؛ ضيق العقل؛ أحمق حقود! تجد أحدهم قد غرته الحياة الدنيا وأقنع نفسه بأن هذه السعة عليه في الدنيا والجاه إنما سببه رضا الله عنه! فاستغنى بهذا الظن عن الشرع!

ولن يرى باحث نور الإسلام حتى يعرف حقيقة معاوية وآثاره المعرفية من عقائد وأحاديث مكذوبة وأحكام الخ، لن تذوق حلاوة الإيمان حتى تصدق النبي صلى الله عليه وآله وسلم. حتى ولو عمل هؤلاء عبر التاريخ إلى تزيين معاوية، فالمسلم السني الحر لا يترك ما صح من الحديث لأجلهم ولا لأجل عجلهم، فالنبي وسنّته أغلى وأحب. والذين ييغضون هذه الأحاديث المتواترة معنى وبعضها متواتر لفظا في ذم معاوية والتحذير منه ومن آثاره، لا يمكنهم رؤية الإسلام من الداخل.

فأول اختبار للمسلم هو معاوية، فإن عرف حقيقته استطاع فهم الإسلام والمسلمين، ومن لم يعرفه لم يعرف الإسلام ولا المسلمين! ولا كيف سار الإسلام.

فنصيحتي للباحث الجاد الحرّ: أن يبدأ ببحث معاوية، ولن بستطيع إلا بالاستعانة بالله والتوكل عليه، فالتلبيس كثير جدا. هذه قرون من عمليات الخيانة. نعم قرون فيها كل ألوان الخيانة من بتر وحذف وقطع وتضعيف ظالم وتوثيق متكلف وتعصب واستخدام للطائفية ومعايير مذهبية وهجر للصحيح ورفع لضده.

قرون تمكن فيها هؤلاء من تمرير إسلام بديل! يحب الظالمين ويبغض العادلين ووضعوا سنّة ضرار تحب أعداء الرسالة وتنفر من بناتها الأولين.

قرون أرهبوا فيها أنصار الحقيقة بالقتل والشتم والفحشاء والسب واللعن على المنابر واتهام الأعراض الخ، لذلك فهذا ابتلاء كبير للباحث الحر.

والله يقول: {لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون} ولا ريب أن السمعة من أحب الأشياء إلى الإنسان فهل أنت مستعد أن تنفق منها لله؟

1/جمادى الآخرة/1433