من أحداث الشهر

 

26 ذو القعدة/10هـ

لما دخل على رسول الله (صلى الله عليه وآله) شهر ذي القعدة من السنة الهجرية العاشرة، نزل عليه جبريل (عليه السلام) وقال له: يا محمد إن الله (عزّ وجلّ) يقرؤك السلام ويقول لك:

(إني لم أقبض نبياً من أنبيائي ولا رسولاً من رسلي، إلا بعد إكمال ديني وتأكيد حجّتي، وقد بقي عليك من ذاك فريضتان مما تحتاج أن تبلّغهما قومك: فريضة الحج، وفريضة الولاية والخلافة من بعدك، فإني لم أخلُ أرضي من حُجّة، ولن اُخليها أبداً...).

فخرج رسول الله (صلى الله عليه وآله)، في أربع بقين من ذي القعدة، لأداء مناسك حجة الوداع وتبليغ الأمة بولاية أمير المؤمنين وسيد الوصيين علي بن أبي طالب (عليه السلام).

ولقد ورد حديث الغدير؛ متضمنًا قول النبي (صلى الله عليه وآله): (مَنْ كنتُ مولاه فهذا عليٌ مولاه) في مصادر شيعية وسنية، وهو حديث متواتر رواه صحابة وتابعون.

 

آخر ذي القعدة/220هـ

شهادة الإمام محمد الجواد بالسم، وعمره 25 سنة و3 أشهر و12 يوماً. وقبل استشهاده أعلن (عليه السلام) لكبار الشيعة وثقاتهم وأصحابه المقربين أن الإمام من بعده هو ولده؛ علي الهادي (عليه السلام)، وقد سلَّمه ودائع الإمامة.

من مواعظه (عليه السلام): (تأخير التوبة اغترار، وطول التسويف حيرة، والاعتلال على الله هلكة، والإصرار على الذنب أمن لمكر الله (فَلا يَأْمَنُ مَكْرَ اللهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْخاسِرُونَ)". وقال(عليه السلام): (الجمال في اللسان، والكمال في العقل).

وقال (عليه السلام): (موت الإنسان بالذنوب أكثر من موته بالأجل، وحياته بالبر أكثر من حياته بالعمر). وقال (عليه السلام): (لا تكن وليًا لله في العلانية؛ عدواً له في السر). وقال (عليه السلام): (لا يضُرُكَ سَخَطَ مَنْ رِضاهُ الجور).

 

1 ذو الحجة/9هـ

نزول سورة براءة التي قرأها مولى الموحدين وإمام المتقين، أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام) على المشركين في مكة، ويُستحب في هذا اليوم، الصيام والصلاة قبل الزوال، ركعتين تقرأ فيهما بعد الحمد (التوحيد والقدر وآية الكرسي عشر مرات).

عن أنس بن مالك، أن النبي (صلى الله عليه وآله) أرسل سورة براءة مع أبي بكر ليبلغها، فلما وصل أبو بكر إلى ذي الحليفة، وهو وعلى بُعد مسافة فرسخ عن المدينة تقريباً، قال النّبي (صلى الله عليه وآله): «لا يبلغها إلاّ أنا أو رجل من أهل بيتي». فبعث بها مع علي (عليه السلام)(مسند أحمد بن حنبل، ج 3، ص 212)(فتح الباري شرح صحيح البخاري، كتاب تفسير القرآن، سورة براءة، باب قوله: وأذان من الله ورسوله إلى الناس يوم الحج الأكبر، ص171).

 

14 ذو الحجة/7هـ

بعد فتح خيبر، سنة سبع للهجرة،  نزل جبرائيل (عليه السلام) بأمر فتح فدك بيد الرسول الأكرم (صلى الله عليه وآله) وأمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام)، وبعد أن تم الفتح، نزل جبرائيل (عليه السلام) بالآية المباركة: «وآت ذا القربى حقه»(الإسراء/26).

فسأله رسول الله (صلى الله عليه وآله): (من ذو القربى؟ وما حقها؟). فقال له عن الله تبارك وتعالى: «أعط فاطمة فدكاً».

فقال النبي (صلى الله عليه وآله) للسيدة فاطمة الزهراء (عليها السلام): «يا بنية، إن الله قد أفاء على أبيك بفدك، واختصه بها، فهي له خاصة دون المسلمين، أفعل بها ما أشاء، وإنه قد كان لأمك خديجة على أبيك مهر، وإن أباك قد جعلها لك بذلك، وانحلك إياها، تكون لك ولولدك بعدك».

 

24 ذو الحجة/10هـ

تصدق الإمام أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام) فيه بخاتمه وهو راكع، فنزلت فيه الآية (إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ)(المائدة/الآية 55).

وكان الرسول الأعظم (صلى الله عليه وآله)، قد سأل السائل عمّن أعطاه الخاتم، فأجابه: "ذاك الراكع"، فنزلت الآية الكريمة (إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ)، وعلى هذا أجمع المفسرون.

أما أن النص لم يسم الإمام (عليه السلام) بالاسم، فذاك لاختبار الناس وامتحانهم، وتمييز المؤمنين عن المنافقين منهم، وقد روى هذه الحادثة الطبري في تفسيره، والسيوطي في الدر المنثور، والخطيب البغدادي في تاريخه عن ابن عباس، وغيرهم من أعلام القوم.