|
ظلم الحاكم والمسؤول
الظلم هو ضد العدل والأمانة، وخلاف الورع والنزاهة، ونقيض الضمير والشهامة، ومباين للنبل والشرف والمروءة، ومقابل العفاف والصلاح والنيافة، بل الظلم أشد ضرراً وأقبح أثراً، روي عن النبيّ الأكرم (صلى الله عليه وآله) أنه قال: (اتقوا الظلم فإنّه ظلمات يوم القيامة)(أصول الكافي ج 2 ص 332). وقال (صلى الله عليه وآله): (إيّاكم والظلم فإنّه يخرب قلوبكم)(غرر الحكم/644). وعن الإمام أمير المؤمنين (عليه السلام): (ابعدوا عن الظلم فإنّه أعظم الجرائم وأكبر المآثم)(مستدرك الوسائل. الميرزا النوري، ١٢، ص١٠٠). ويحذّر الإمام أمير المؤمنين (عليه السلام) الحكّام والمسؤولين من مغبة ظلم إنسان؛ أكان مسلمًا أم غير مسلم، مؤمنًا أم غير مؤمن، ولو بسلب قشرة حبة شعيرة، فقال (عليه السلام) يوم كان يحكم أكثر من خمسين دولة بحسب خارطة اليوم: (والله لو أعطيت الأقاليم السبعة بما تحت أفلاكها على أن أعصي الله في نملة أسلبها جلب شعيرة ما فعلت)(ربيع الأبرار ونصوص الأخيار. الزمخشري، ج3، ص319). كما أن العقاب الإلهي لن يطال الظالم في الآخرة فقط؛ بل سيقتص منه أيضًا في الدنيا، ولا ينال منه فقط؛ بل أيضًا قد ينال من ذريته، فعن عبد الأعلى مولى آل سام قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام) مبتدئاً: (من ظلم سلّط الله عليه من يظلمه أو على عقبه أو على عقب عقبه). قلت: هو يظلم فيسلّط الله على عقبه أو على عقب عقبه؟! فقال (عليه السلام): (إنّ الله يقول: ﴿وَلْيَخْشَ الَّذِينَ لَوْ تَرَكُواْ مِنْ خَلْفِهِمْ ذُرِّيَّةً ضِعَافًا خَافُواْ عَلَيْهِمْ فَلْيَتَّقُوا اللهَ وَلْيَقُولُواْ قَوْلاً سَدِيدًا﴾(النساء/9)(أصول الكافي ج 2 ص 332). هذا التحذير والوعيد والعقاب لمن يظلم إنساناً واحداً، فكيف بالحاكم والبرلماني والوزير والمدير الذي إذا أهمل أو أهدر فإنه أضر وظلم شعبًا، وإذا سرق أو غشّ فإنه أساء وظلم شعبًا، وإذا وضع نفسه أو قريباً له في موقع في الدولة والمسؤولية وهناك من هو أفضل منه وأكفأ فإنه خان وظلم شعبًاً. أما الذي جاء باسم الإسلام ليتسلط ويستحوذ ويفسد وينهب فإنه يسيء إلى الإسلام وعليه يتجاسر، ويبغى على الشعب وبه يتعسّف، ويجور على الناس ولهم يظلم، بينما أمير المؤمنين وسيد العادلين علي بن أبي طالب (عليه السلام) يقول: (المؤمن لا يظلم ولا يتأثم) وأن (الظلم وخيم العاقبة)(مستدرك الوسائل. الميرزا النوري، ١٢، ص١٠٠). وقل اعملوا). |