الشك والوسوسة

س1: لماذا يتعرض الإنسان إلى الوسوسة؟

ج: الوسوسة من الشيطان، ومن أسبابها اغراءاته.

س2: ما الفرق بين الشك والوسوسة؟

ج: الوسوسة عبارة عن حالة مرضية تنتج الشك غير العادي والمتكرر.

س3: هل هناك ذنب يترتب على الإنسان عندما يداخله الشك أو الوسوسة؟

ج: لا شيء عليه بمجرد الشك إن لم يكن شكاً محرماً ولم يرتب عليه أثراً محرماً، وأما إن كان الشك شكاً محرماً فعليه الحيلولة دون حصوله وعليه العلاج إن حصل بدون اختيار منه، وأما الوسوسة فهي محرمة على الأقرب ولا بد من معالجتها، وقد ذكرت طرق العلاج في كتب (علم الأخلاق).

س4: ما هو التصرف الصحيح للتغلب على الوسوسة؟

ج: أن لا يعتني بشكه ويتعوذ بالله من الشيطان الرجيم.

س5: أنا كثير الشك وخصوصاً في التشهد فأضطر أن أكرره عدة مرات، فما حكم ذلك؟

س6: كثير الشك في الصلاة لو اعتنى بشكه ما حكم صلاته؟

ج: الإمام الراحل: لا يجوز له الاعتناء بشكه، نعم: في الشك في القراءة والذكر إذا اعتنى بشكه, وأتى بالمشكوك بقصد القربة لا بأس به, ما لم يصل إلى حد الوسواس.

السيد المرجع: صلاته باطلة إلا في القرآن والذكر والدعاء.

ج: كثير الشك لا يعتني بشكه.

س7: أنا شخص متدين _ ولله الحمد _، ومنذ أربع سنوات أصابني الوسواس بحيث صعبت عليَّ كثير من العبادات، لدرجة أني لا أستطيع إتمام الصلاة إلا بعد الحلف أو العهد، وأحياناً لا أستطيع إتمامها أصلاً، فما هو المخرج من هذه المشكلة المعضلة؟ وهل تلزمني كفارة الحنث مع العلم أن الحنث حصل مراراً، ولمرات عديدة لا أستطيع عدها لذات السبب، وقد أصابتني الكآبة لأجل ما حدث؟

ج: أ- تعمل في الصلاة كالمتعارف، ولا تعتني بأكثر من ذلك.

ب- تجب عليك كفارة الحنث بعدد المرات التي تعلم أنك قد حنثت فيها، وأما الموارد المشكوكة فلا تعتنِ بها.

س8: امرأة مصابة بالمس، وهي تعاني من ذلك في كل مكان في البيت وفي الشارع وفي السيارة، فماذا تفعل؟
ج: لم يثبت تلبس الجن بالإنسان فليس للجن والشيطان ذلك، بل له إلقاء الوسوسة في النفس والقلب، وتدفعها قراءة سورة الناس.

س9: إذا كان الناس يصفون شخصاً بأنه وسواسي، فهل يمكن الاعتماد على قولهم بأنه وسواسي فلا يعتني بشكه، وهل يكون ذلك في جميع عباداته أم في العبادات التي يوصف فيها بأنه وسواسي؟
ج: يقبل قولهم ويختص بموارد الوسوسة فقط.

س10: إذا حلف كثير الشك بأنه لن يتبع الشيطان في الوسوسة، ولكنه لم يستطع، كما لو حلف أنه لن يعيد صلاته، ولكنه بسبب الوسوسة أعاد صلاته، فهل يصوم ثلاثة أيام لمخالفة قسمه؟
ج: القسم الذي يقسمه الوسواسي، مثل أن يقول: والله الآن أشتغل بالصلاة، ثم لا يشتغل بسبب الوسواس، إن كان وسواسه بحيث أنه لا يعمل بقسمه بلا اختيار منه لم يكن عليه الكفارة، هذا ولا يخفى أن العلاج الوحيد للوسواس هو: - كما في الحديث الشريف - عدم اتباع الشيطان وعدم الاعتناء بالشك. والإكثار من قول (لا إله إلا الله) أو (أعوذ بالله من الشيطان الرجيم آمنت بالله ورسوله مخلصاً له الدين) مفيد إن شاء الله تعالى.

س11: إحدى الأخوات طرحت عليّ مشكلتها، أرادت مني أن أساعدها، لكن لا أعلم كيف ذلك، سأرسل لكم كلامها: (مشكلتي هي الوسوسة في حالتين: 1- إذا أعطيت صدقة لشخص وأنا بحاجة لذلك المال، لكن ذلك الشخص محتاج له أكثر، فعندما أدفع الصدقة له يظل الشيطان يوسوس لي أنه: لماذا أعطيته وأنت بحاجة لها؟ وأنزعج جداً من هذه الحالة، لأني أحس أنه ليس لي ثواب بسببها. 2- في الصيام المستحب، أيضاً يظل الشيطان يوسوس لي أنه لماذا تصومين وتتحملين الجوع وأنت مريضة، وفي هذه الحالة أخشى أن ربي لا يتقبل مني، مع أني والحمد لله ملتزمة، وما عندي شي يخالف ديني، لكن في الحالتين هذه الشيطان يوسوس لي كثيراً، وأخاف أن لا أحصل على الأجر) فبماذا تنصحونها يرحمكم الله؟
ج: عن الإمام أمير المؤمنين (عليه السلام) أنه قال: (إذا وسوس الشيطان إلى أحدكم فليتعوّذ بالله وليقل: «آمنت بالله وبرسوله مخلصاً له الدين»)، وعليها كذلك الإكثار من قول: «لا إله إلاّ الله»، وعن الإمام الصادق (عليه السلام) أن الوسواس من الشيطان يريد به أذى الإنسان، فإن أطاعه تسلّط عليه واستحكم، وإن عصاه عجز عنه وتركه، وإن العلاج الوحيد هو عدم الاعتناء بالشك والوسوسة. وأما بالنسبة إلى إعطاء الصدقة مع الحاجة، فإن إيثار الآخرين على النفس هو من أنبل الأعمال وأشرفها، وهو يدل على السمو النفسي الكبير للإنسان، كيف لا وقد قال الله تعالى: (ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة، ومن يوق شحّ نفسه فأولائك هم المفلحون).
وأما بالنسبة إلى الصوم، فإذا قال الطبيب بأن الصوم يضر بها، وعلمت من نفسها بعدم الضرر، يصح صومها وتثاب عليه، وإذا قال الطبيب بعدم ضرره، وعلمت أو ظنت كون الصوم مضراً، وجب عليها تركه ولا يصح منها.

س12: أنا فتاة غير متزوجة ومبتلاة ببلاء التفكير بالحرام، حيث إن أغلب وقتي أقضيه بذلك، وذلك بسبب وجود فراغ كبير في حياتي، خاصة في - أيام العذر الشرعي-، فأبدأ بالتفكير مثلاً بشخصية أنا أضعها في بالي. إحدى صديقاتي قالت لي: هذا معناه استمناء وهو حرام، والآن كيف أترك هذه العادة السيئة، علماً بأنها ترافقني منذ زمن، وأحاول اجتنابها مرات عديدة، لكنني أرجع إليها بعد فترة..؟ حتى أنني توسلت بسيدي ومولاي صاحب العصر والزمان(عجل الله تعالى فرجه الشريف) وكنت صائمة، صعدت على السطح، وكان الجو حاراً فاستغثت به(عج) بأن يأخذ بيدي ويخلصني.. لكنني سرعان ماعدت إليها... وتوسلت بكل أهل البيت.. ماذا أفعل..؟ كيف يمكنني التخلص من التفكير..؟ حاولت أن أشغل نفسي بأمور كثيرة ولم ينفعني شيء.. تعبت من هذه الحالة كثيراً... علماً بأن الذين يتقدمون لي ليسوا متدينين إطلاقاً. ماذا أفعل في هذه الفترة الصعبة، وأنا أواجه مثل هذه الأمور؟
ج: للتخلّص من التفكير المذكور في السؤال بل ومن كل الأفكار الشيطانية، ينبغي الالتزام بالدعاء المأثور عن الإمام أمير المؤمنين (عليه السلام) وهو: «أعوذ بالله من الشيطان الرجيم آمنت بالله وبرسوله مخلصاً له الدين»، ويكرّره بتوجّه إلى المعنى وإلى الله تعالى، فيزول عنه إن شاء الله. مضافاً إلى متابعة أمور ثلاثة: أولاً: الإيحاء النفسي بلزوم التخلص من مثل هذا التفكير. ثانياً: الطلب من الله تعالى والتوسل بالرسول الكريم (صلى الله عليه وآله) وأهل بيته المعصومين(عليهم السلام) للتوفيق في هذا المجال. ثالثاً: التطبيق العملي لذلك الإيحاء النفسي بقراءة أمثال الدعاء المشار إليه. هذا بالإضافة إلى ملء أوقات الفراغ بمطالعة ما لا يقلّ عن دورة تفسير مثل تفسير الصافي، ومطالعة نهج البلاغة، وقراءة أدعية «الصحيفة السجادية» ومطالعة كتاب «مكارم الأخلاق»، وكتاب «الاحتجاج»، وكتاب «كامل الزيارات»، وكتاب «أصول الكافي»، وكتاب «ليالي بيشاور»، ونحوها من الكتب الأخرى، وتأسيس مجلس للوعظ والإرشاد ومحفل قرآن وتعليم الفتيات المؤمنات ما تعلمته الفتاة من الكتب المذكورة.. والله وليّ التوفيق.

س13: أنا مصابة بالوسواس في الطهارة والصلاة وفي غيرهما منذ سنوات، ومعاناتي معه طويلة ومضنية، وقد حاول أهلي صدي عن الاعتناء بالوسواس بأساليب مختلفة، ولكن لم يسعني التخلص منه، أرجو منكم إسعافي في هذا المجال؟
ج: إن كثرة الشك والوسوسة صفة مذمومة عقلاً وشرعاً وعرفاً، وهي من نزغ الشيطان الرجيم، وينبغي للمؤمن ألا يكون ضعيفاً إزاء الشيطان الذي قال فيه الله تعالى: (إن كيد الشيطان كان ضعيفاً)، النساء: 76.
وروي عن الإمام الصادق (عليه السلام) أنه قال: (لا تعوّدوا الخبيث من أنفسكم بنقض الصلاة فتطمعوه، فإن الشيطان خبيث يعتاد لما عوّد، فليمض أحدكم في الوهم، ولا يكثّرن نقض الصلاة، فإنه إذا فعل ذلك مرّات لم يعد إليه الشك). ثم قال(ع): (إنما يريد الخبيث أن يُطاع، فإذا عُصي لم يعد إلى أحدكم).
وبحسب تجارب الذين ابتلوا بكثرة الشك في الصلاة أو الطهارة، فإن أفضل طريق للتخلص منه هو عدم الاعتناء به.
وللغلبة على هذه الحالة والتخلص منها ينبغي الالتزام بالأمور التالية:
1- العزم على عدم الوسواس في الطهارة والنجاسة والصلاة عبر الإيحاء النفسي.
2- تطبيق هذا العزم في موارده.
3- الدعاء والطلب من الله والتوسل بأهل البيت (عليهم السلام) للتوفيق لذلك إن شاء الله تعالى.
وفي الحديث الشريف بالنسبة إلى كثير الشك في الصلاة أن علیه البناء على أنه أتى به صحيحاً لو كان شكه في الصحة وعدمها، والبناء على الأكثر لو كان شكه بأنه أتى بسجدة أو سجدتين، أو ركعة مثلاً أو ركعتين، إلاّ إذا كان البناء على الأكثر باطلاً فيبني على الأقل كما لو شك أنها السجدة الثانية أو الثالثة أو الركعة الرابعة أو الخامسة فإنه یبني على الأقل ویستمر في صلاته ويكملها، وأما بالنسبة إلى الطهارة، فعن الإمام الصادق (عليه السلام) قال: «كل شيء نظيف حتى تعلم أنه قذر، فإذا علمت فقد قذر، وما لم تعلم فليس عليك»، وعن الإمام أمير المؤمنين (عليه السلام) قال: «ما أبالي أبول أصابني أو ماء، إذا لم أعلم» وسائل الشيعة: ج3 ص467_ حديث 4و5، وغير ذلك مما يدل على أن الإنسان ما لم يحصل له اليقين بنجاسة شيء فليس عليه أن يجتنبه، ولا أن يتطهر منه.

س14: كيف أتغلب على وسوسة الشيطان في الوضوء والصلاة، فقد أرّقتني وأزعجتني هذه الحالة كثيراً؟
ج: علاج الوسوسة لعله منحصر في الأمور التالية: أ- تعلّم المسائل الشرعية المرتبطة بالوضوء والصلاة، من مصدرها الصحيح كالرسالة العملية وبدقة، بما في ذلك مسائل الشك والخلل ونحوهما. ب- تطبيق ما تعلمه من المسائل عند مزاولة الوضوء والصلاة تطبيقاً دقيقاً من غير زيادة ونقيصة. ج- عدم الاعتناء بعد تطبيق البندين: أ و ب بأي شك ووسوسة في ذلك. د- الصمود على عدم الاعتناء بالوسوسة، والمضي في الوضوء والصلاة والبناء على الصحة فيهما. فإن كل ذلك - بعد الطلب من الله والتوسل بالرسول الكريم وأهل بيته المعصومين - ينتج التخلص من الوسوسة إن شاء الله تعالى.
هذا، وليُعلم بأنّ كثرة الشك والوسوسة صفة مذمومة عقلاً وشرعاً وعرفاً، وهي من نزغ الشيطان الرجيم، وينبغي للمؤمن ألا يكون ضعيفاً إزاء الشيطان الذي قال فيه الله تعالى (إن كيد الشيطان كان ضعيفاً).
روي عن الإمام الصادق (عليه السلام) أنه قال: (لا تعوّدوا الخبيث من أنفسكم بنقض الصلاة فتطمعوه، فإن الشيطان خبيث يعتاد لما عوّد، فليمض أحدكم في الوهم، ولا يكثرّن نقض الصلاة، فإنه إذا فعل ذلك مرات لم يعد إليه الشك). ثم قال (عليه السلام): (إنما يريد الخبيث أن يُطاع، فإذا عُصي لم يعد إلى أحدكم).
وبحسب تجارب الذين ابتلوا بكثرة الشك في الصلاة أو الطهارة، فإن أفضل طريق للتخلص منه هو عدم الاعتناء به.

س15: هل قاعدة كثير الشك تجري في العبادات والمعاملات؟
ج: نعم، هي تعمّ العبادات والمعاملات معاً، فكما لو شك كثير الشك في الصلاة بنى على الصحة، كذلك لو شك في العقد بنى على الصحة أيضاً.

س16: عندما يكون الشاب في موضع خلوة مع نفسه، مثلاً يكون جالساً على الإنترنت أو يشاهد التلفاز أو أنّه مستلقٍ على الفراش للنوم، في هذه الحالة يأتي الشيطان ويوسوس للشاب، ليقوم بالنظر إلى الصور غير الأخلاقية أو بالتفكير في الحرام.. ماذا يفعل هذا الشاب للتغلب على إغراءات الشيطان؟!
ج: للتغلب على إغراءات الشيطان أسباب وعوامل أهمها: الاستعانة بالله تعالى في التغلّب عليها، وإرادة التغلّب، وتهيئة المقدمات لذلك، يجب أن نتعلّم كل ذلك من سورة يوسف، ومن يوسف النبي (عليه السلام) نفسه: ذلك الشاب الجميل الذي لا مثيل له في الجمال، والذي استطاع أن يحفظ نفسه، أمام إغراءات امرأة العزيز الملكة الجميلة، وقد تمكن من ذلك عبر أمور، منها: إنّه التجأ إلى الله تعالى، واستعاذ به من شر النفس والشيطان، ومنها: إنّه لم يفكّر يوماً في المرأة وفيما يتعلق بها، ومنها: إنّه لم يرفع بصره ولم ينظر في حياته ولا مرة واحدة إلى امرأة العزيز، ولذلك استطاع أن يحفظ نفسه، فتذكّر سورة يوسف والعبرة التي فيها، وتذكّر النبي يوسف(عليه السلام) وموقفه المشرّف وما آلت إليه نتيجة طهارته من الملوكية والعظمة، والشرف والعزّة خير معين للإنسان على التغلب، بإذن الله تعالى، على النفس وهواها، وعلى إغراءات الشيطان وتسويلاته.