القرآن الكريم

س1: هل يجوز أن يجلس الانسان والقرآن وراءه؟

ج: لا يجوز إذا اعتبر هتكاً.

س2: هل يجب لمن يستمع القرآن الكريم أن يصحح أخطاء القارئ في مكان عام أثناء القراءة أو بعدها؟

ج: الأفضل التنبيه، لكن بنحو لا يسبب الهتك ـ أي للقارئ ـ.

س3: قال تعالى: «يحسبه الظمآن ماءً حتى إذا جاءه لم يجده شيئاً» ما هو تفسير هذه الآية الكريمة؟

ج: حيث أن الكفار يحسبون أعمالهم حسنات و لكنها في الواقع كسراب ـ والسراب شعاع يتخيل كالماء يجري على الأرض نصف النهار حين يشقه الحر ـ فيظن الإنسان الناظر من بعيد أنه ماء بقيعة و هو جمع قاع أي الواسع من الأرض المنبسطة. فيحسبه الظمآن ماءً و لكنه في الواقع خيال و تصور لا واقع له. و لعل الآية خصصت الظمآن بهذا التصور مع أن السراب يتراءى لكل ناظر اعم من الظمآن و غيره من جهة أن الظمآن هو الذي يرجوه و أنه سيطفي ظمأه إلا انه إذا جاءه و وصل إليه خاب رجائه و هو في اشد الحاجة إليه لذلك إذا جاءه لم يجده شيئاً.. و هكذا أمر الكافر فأنه يحسب أن له أعمالاً خيرة في الآخرة ينتفع بها في اشد حالاته إلا أنه إذا ذهب إليها في الآخرة لم يجدها شيئاً بل وجد الله سبحانه عنده و يحاسبه على ما قدّم و أخّر فيوفيه جزاءه.. و الله العالم.

س4: قال تعالى (القيا في جهنم كل كفار عنيد). من هم اللذين يلقيان كل كفار عنيد؟

ج2 واضح من سياق الآية الشريفة و الآيات التي سبقتها ان الخطاب موجه إلى السائق و الشهيد الذين يأتيان مع كل نفس للشهادة في المحشر كما قال سبحانه (و جاءت كل نفس معها سائق و شهيد) فبعد إتمام الحجة و الشهادة فالمؤمن جزائه معلوم وأما الكافر فيؤمران بإلقائه في جهنم و حيث انهما شهدا عليه ينقطع أمامه المجال في الإنكار. هذا وقد وردت الأخبار العديدة بتفسير الآية الشريفة بالمصداق بلحاظ المباشرة أو التسبب بأن السائق و الشهيد هما رسول الله صلى الله عليه و أله و مولانا أمير المؤمنين عليه السلام و لا تنافي بين المعنيين كما ذكرنا.

س5: ما تفسير هذه الآية في مطلع سورة مريم (كهيعص)؟

ج: في تفسير الحروف المقطعة في القرآن احتمالات متعددة منها أن القرآن يتحدى الجميع ويقول إنه مركب من الحروف التي يستعملها الكل لكن يعجز الإنسان من الإتيان بمثله، ومنها أنها رموز بين الله تعالى والرسول (صلى الله عليه وآله) والله العالم.

س6: وما تفسير قوله تعالى: (قالت إني أعوذ بالرحمن منك إن كنت تقياً)؟

ج: فان جبرائيل تمثل لها بهيئة إنسان، سوى فالتجأت مريم بالله تعالى منه ذكرته بالخوف من الله تعالى كما نقول نحن (إذا كنت تخاف من الله فلا تعص).

س7: هل المد في الصلاة مثل (ولا الضالين) واجب أم لا؟

ج: نعم، وفي غيره ليس بواجب.

س8: هل يجوز إهداء تلاوة القرآن الكريم أو إحدى سوره الشريفة إلى الحي؟

ج: نعم يجوز ذلك.

س 9: ما هي آداب تلاوة كتاب الله المجيد؟

ج: الطهارة، والاستقبال، والتأدب.

س10: هل يجب قراءة القرآن بالتجويد؟

ج: لا يجب.

س11: عند تلاوة القرآن الكريم وحين الوصول إلى آية السجدة حيث يتوجب عليَّ السجود فهل هذا ينطبق أثناء الصلاة؟

ج: إن كانت في صلاة واجبة أومأ إلى السجدة حين سماع آية السجدة، وسجد سجدة التلاوة بعد الانتهاء من الصلاة، وان كانت في صلاة مستحبة سجد فوراً.

س12: هل قصص القرآن حقيقية أم لدعم النبي (ص) ومساعدته؟

ج: نعم هي قصص حقيقية وواقعية.

س13: هل يجوز للفتاة مس القرآن الكريم وهي في دورتها الشهرية أي أنها ليست على طهارة علماً بأنها مضطرة لذلك بسبب أن عليها امتحان الدراسة في مادة القرآن الكريم ويجب عليها حفظ بعض الآيات لتتقدم للامتحان؟

ج: لا بأس بمس خط القرآن الكريم مع العازل ـ كالقفاز وما أشبه ـ.

س14: لو وقع المؤمن في الشرك حقيقة لجهل منه، ثم انتبه بعدها وتأسف وندم حيث لم يكن يعلم أن ما قد عمله كان شركاً بالله تعالى وتاب توبة نصوحا، ألا يقبل الله تعالى توبته؟ ثم ما معنى قوله تعالى (إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك) أريد أن تبينوا لي متى يغفر له ومتى لا يغفر له ونعوذ بالله؟

ج: إن الله تعالى لا يغفر لمن مات على الشرك، أما من تاب عنه قبل الموت فباب رحمة الله تعالى أوسع من كل شيء.

س15: قال تعالى: (إنا أنزلناه في ليلة القدر وما أدراك ما ليلة القدر) هناك رواية في بحار الأنوار عن الإمام الصادق (ع) مفادها أن الزهراء (ع) هي ليلة القدر، وهناك أحد الخطباء يقول: ليس هناك أي شخص يعرف وقت ليلة القدر حتى الرسول (ص) وعلّله بقول الجليل (وما أدراك)، فما رأي سماحتكم في تفسير الآية؟ وهل قول الخطيب صحيح؟ فإن كان صحيحاً فهذا يعني أن الرسول (ص) لم يدرك ليلة القدر؟

ج:تصحيح الرواية(قد ورد في الرواية عن الإمام الصادق(ع) : أن الليلة فاطمة والقدر الله فمن عرف فاطمة حق معرفتها فقد أدرك ليلة القدر)، وإنما سميت فاطمة لأن الخلق فطموا عن معرفتها (البحار/ج4/ ص65). أما التفسير: (فإن وما أدراك هو تعظيم لليلة القدر وليس نفي لدركها ومعرفتها، وذلك على غرار القارعة ما القارعة وما أدراك ما القارعة). ولا شك أن النبي (ص) وأهل بيته (ع) يعرفون الليلة بعينها وكيف لا يعرفونها وعليهم تتنزل الملائكة والروح.

س16: ما معنى الدنو في قوله تعالى : (فكان قاب قوسين أو أدنى) ؟

ج: انه تشبيه، يفيد قرب رسول الله (صلى الله عليه وآله) من الله تعالى قرباً معنوياً شديداً. وقيل: إن المراد هو قرب جبرئيل (عليه السلام ) من النبي (صلى الله عليه وآله) كان بمقدار شديد (بقدر ذراعين تقريباً).

س17: من المتعارف عليه عند الشيعة أن السيدة فاطمة الزهراء (ع) هي سيدة نساء العالمين ولكن أليس ذلك يناقض الآية الكريمة (وإذ قالت الملائكة يا مريم إن الله اصطفاك وطهرك واصطفاك على نساء العالمين)؟

ج: لا تناقض في ذلك لأنه ورد في الروايات أن السيدة مريم (ع) سيدة نساء الإنس والجن في زمانها وهو المراد من الآية، وأما السيدة فاطمة الزهراء (ع) فسيدة نساء العالمين بالنسبة إلى كل العوالم كما قال رسول الله (ص) فاطمة سيدة نساء العالمين من الأولين والآخرين، ونظير ذلك قوله تعالى (واني فضلتكم على العالمين) مع انه لاشك أن هذه الأمة افضل من جميع الأمم.

س18: من المعروف عند المسلمين إيمانهم بأن النبي محمد (ص) هو أفضل الأنبياء والرسل ولكن أليس ذلك يناقض الآية الكريمة (لا نفرق بين أحد من رسله)؟

ج: ليس هناك فرق بين الأنبياء والرسل من حيث ارتباطهم بالله سبحانه وإرسالهم من قبله تبارك وتعالى فأن الأصل واحد والدعوة واحدة وإيمانهم بالله واليوم الآخر واحد كما صرحت به الآية الكريمة، وهكذا لا فرق في عصمتهم فكلهم معصومون ولكن هناك اختلاف في مراتب الأفضلية فبعضهم أفضل من بعض كما في أولوا العزم فإنهم أفضل من سائر الأنبياء كما يقول سبحانه: (تلك الرسل فضلنا بعضهم على بعض) (سورة البقرة/آية 253) وأفضل الخلق هو الرسول (ص) كما ثبت ذلك في الأحاديث المتواترة فضلاً عن الأدلة العقلية.

س19: قال تعالى: ( وآمنوا بما أنزلت مصدقاً لما معكم ولا تكونوا أول كافر به ولا تشتروا بآياتي ثمناً قليلاً وإياي فاتقون) (سورة البقرة آية: 41).

أ) ما معنى أن ما أنزل على النبي محمد (صل الله عليه و اله وسلم) مصدقاً لما أنزل على اليهود؟

ب) قوله (أول كافر به) الضمير في (به) لمن يعود هل للقرآن أم للنبي (صل الله عليه و اله وسلم)؟

ج) الثمن لا يشترى وإنما يشترى به فما هو المقصود؟

ج:

أ) معناه (وآمنوا بما أنزلت) من القرآن (مصدقاً لما معكم) من التوراة، فإن التوراة الأصلية كانت مصدقة حتى في زمان النبي (صل الله عليه و اله وسلم) إلا ما نسخ منها.

ب) يعود لما أنزل على النبي(صل الله عليه و اله وسلم) .

ج) الاشتراء في اللغة يقال لكل من البيع والشراء.

س20: قال تعالى: ( حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى...) لماذا خصّ الوسطى بالذكر وما هي؟

ج: هي الظهر، والتخصيص للأهمية فإن الغالب اشتغال الناس في هذا الوقت بأعمالهم.

س21: قال الله تعالى: ( نزّل عليك الكتاب بالحق مصدقاً لما بين يديه وأنزل التوراة والإنجيل من قبل هدى للناس وأنزل الفرقان) ما وجه قوله تعالى: (وأنزل الفرقان) بعد قوله (نزّل عليك الكتاب) والكتاب هو الفرقان؟

ج: الفرقان هو الفارق بين الحق والباطل، وإن لم يكن في الكتاب.

س22: قال الله تعالى: ( فضل الله المجاهدين بأموالهم وأنفسهم على القاعدين درجة وكلاً وعد الله الحسنى وفضّل الله المجاهدين على القاعدين أجراً عظيما) كيف قال الله إن فضل المجاهدين على القاعدين درجة في بداية الآية ثم فضلهم على القاعدين أجراً عظيماً في آخر الآية، وهذا متناقض الظاهر؟

ج: الجهاد منه واجب ومنه مستحب، ثم أن الدرجة بمعناها الأخروي تكون أجراً عظيماً.

س23: ما هو تفسير قوله تعالى (وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون)؟ ومن هم المؤمنون في هذه الآية؟

ج: ان كل عمل يعمله الإنسان يتوجه إليه النظر الإلهي ونظر الرسول (صل الله عليه و اله وسلم) ونظر المؤمنين فان كان حسناً حسَّنوه وإلا وبّخوه، وفيه تنبيه للمكلف العامل أنه مراقب، وقد فسر قوله (والمؤمنون) بالأئمة الطاهرين (عليهم السلام).

س24: ما معنى الآية الكريمة: (والقواعد من النساء اللاتي لا يرجون نكاحاً فليس عليهن جناح أن يضعن ثيابهن غير متبرجات بزينة، وأن يستعففن خير لهن والله سميع عليم)؟

ج: القواعد: جمع القاعدة، وهي التي قعدت عن الحيض وقابلية الزواج (من النساء اللاتي لا يرجون نكاحا) أي لا يطمعن في النكاح (فليس عليهن جناح أن يضعن) يتركن (ثيابهن) المرتبطة بالنساء كالجلباب الذي تلبسه المرأة فوق الخمار والحجاب وما أشبه ذلك، فقد جاز لهن أن يخرجن بملابسهن العادية بدون ستر البدن بجلباب كبير وبدون ستر الوجه واليدين والقدمين في حال كونهن (غير متبرجات بزينة) التبرج: الظهور، أي غير ظاهرات مع زينة مثيرة كالحلي والأثواب الجميلة والزخارف الملونة، فاللازم أن يكون قصدهن التخفيف لا إظهار الزينة (و) مع ذلك (أن يستعففن) بلباس الحجاب وعدم وضع ثيابهن (خير لهن) من وضعها بأن يلبسن الحجاب كسائر النساء فإن ذلك ثوب حشمة ووقار..

س25: ورد في الآية 97 من سورة التوبة قول الله تعالى: (ومن الأعراب مَن يتخذ ما ينفق مغرماً ويتربص بكم الدوائر... ).

وفي الآية 98 من نفس السورة قوله تعالى: (ومن الأعراب مَن يؤمن بالله واليوم الآخر.. ).

ما هو المقصود بالأعراب في كلتا الآيتين؟

ج: يقال رجل أعرابي إذا كان ساكناً في البادية، ويقال رجل عربي إذا كان من العرب سواء سكن البادية أو المدينة.. ولفظ الأعراب يصدق على كل من سكن البادية سواء أكان من العرب أم العجم أم الترك أم غيرهم.

س26: في أي الموارد يرى سماحتكم أن السكوت أفضل، كما في قوله تعالى: (لا تسألوا عن أشياء إن تبد لكم تسؤكم)؟

ج: المقصود بهذه الآية المباركة السؤال عما سكت عنه الشارع ولم يقيّده أو يخصّصه، كما ورد في قصة بني إسرائيل حيث أخذوا يسألون عن أوصاف البقرة حتى ضيّقوا على أنفسهم، أما في السؤال عن الأحكام الشرعية التي يبتلى بها المكلّف ولا يعرفها فواجب.

س27: الآية الكريمة 43ـ سورة الرعد (قل كفى بالله شهيداً بيني وبينكم ومَن عنده علم الكتاب) من هو الذي عنده علم الكتاب؟

ج: ورد في الأحاديث المعتبرة أن من عنده علم الكتاب هو أمير المؤمنين الإمام علي بن أبي طالب (عليه السلام).

س28: ما المقصود بالمؤمن في القرآن الكريم؟

ج: قد يطلق لفظ المؤمن في مقابل الكافر، وأخرى في مقابل المنافق، وأيضاً في مقابل المسلم قال الله سبحانه وتعالى: (قالت الأعراب آمنا قل لم تؤمنوا ولكن قولوا أسلمنا ولما يدخل الإيمان في قلوبكم) آية 14ـ سورة الحجرات.

س29: إذا قرأ شخص آية السجدة الواجبة أكثر من مرة ولم يسجد دون أن يعلم بأنها واجبة، ثم علم فيما بعد فماذا يفعل؟

ج: يسجد بعدد القراءة.

س30: هل يجب الرد على قارئ القرآن إذا كان يخطأ كثيراً أثناء القراءة مما يسبب الحرج للجالسين؟

ج: يجوز الردّ عليه بشكل لا يستلزم الإهانة.

س31: من حفظ مقداراً من القرآن الكريم هل يجب المحافظة عليه والسعي لعدم نسيانه، وعلى فرض النسيان هل يجب عليه الاستذكار والحفظ مرة أخرى؟

ج: الأفضل المواظبة على الحفظ، وإذا نسي فيستحب استذكاره وحفظه مرة أخرى.

س32: كان لدي مصحف صغير جداً تمزقت أوراقه وخوفاً من أن تتبعثر وتضيع أوراقه قمت بإحراقه، ثم علمت فيما بعد بحرمة ما قمت به، فما هو الحكم؟

ج: تستغفر الله عزّ وجل.

س33: ما حكم الكلام في مجلس يقرأ فيه القرآن الكريم؟

ج : مكروه.

س34: هل يجوز رمي الأوراق التي تحتوي على أسماء الله الحسنى أو بعض الآيات القرآنية في النفايات؟

ج : لا يجوز تنجيسها ولاهتكها، ويمكن رميها في الماء أو الصحراء، أو دفنها.

س35: هل القرآن الكريم كان مجموعاً بين الدفتين في عهد رسول الله(صلى الله عليه وآله)? وما الفرق بينه وبين مصحف الإمام علي(عليه السلام)?

ج : القرآن الكريم قد جمع في حياة رسول الله(صلى الله عليه وآله) بهذه الكيفية الموجودة الآن وبأمر مباشر من الرسول(صلى الله عليه وآله)? أما مصحف أمير المؤمنين(عليه السلام) فهو ما كان يشتمل على القرآن الكريم وتفسيره وتأويله وأحكامه .. وفيه علم ما كان وما يكون وما هو كائن.

س36: هل يجوز للمحدث مس كلمات القرآن الشريف المكتوب بلغة(برايل) لكفيفي البصر، علماً أنه لا يمكن معرفة ما في الورق لأن الكتابة على شكل نقاط؟

ج: لا يجوز إذا كان قرآناً بهذا الخط.

س37: ما مدى صحة القراءات المختلفة في القرآن؟ وما مدى تأثير ذلك على مصداقية حفظ الله لكتابه الكريم؟

ج: الإمام الراحل(قدس سره): لا تصح إلا قراءة واحدة وهي الموجودة في هذا القرآن الموجود بأيدي جميع المسلمين.

السيد المرجع(دام ظله): الأحوط التقيد بهذه القراءة الموجودة فعلاً بأيدي المسلمين.

س38: ما هي شروط التدبر في القرآن الكريم؟

ج: التفهم والخشوع وغير ذلك مما ذكر في محلّه.

س39: ما هي الآثار السلبية لعدم التدبر في القرآن الكريم؟

ج: عدم الاستفادة من علوم القرآن وربما كان موجباً لقسوة القلب.

س40: قال الله تعالى:(ظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت أيدي الناس لنذيقهم بعض الذي عملوا لعلهم يرجعون)، كيف يكون ظهور الفساد في البحر؟

ج: الفساد له مصاديق كثيرة منها المعاصي، ومنها اختلال النظام، وكلاهما ظاهر في البحر، أما الفساد بمعنى المعاصي، فالمراكب التي يستقلها الفسّاق ويعصون الله تعالى فيها، وأما الفساد بمعنى اختلال النظام، فالتجارب النووية وما أشبه، والتي تقتل في لحظات ما لا يحصى من الحيوانات الحية في البحار والمحيطات وتعكس آثارها السلبية على البشر المجاورين للبحار وفي الجزر.

س41: في قوله تعالى:(وإذ قال ربك للملائكة إني جاعل في الأرض خليفة ، قالوا أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء)كيف علمت الملائكة بأمر الإفساد في الأرض؟

ج: قال البعض: لأن في الأرض مقتضى الفساد والتزاحم، أو من خلال من سكن الأرض سابقاً، أو قد أعلمهم الله بذلك.

س42: قال تعالى:(ما أصاب من مصيبة في الأرض و لا في أنفسكم إلاّ في كتاب من قبل أن نبرأها إن ذلك على الله يسير) هل كل شيء مكتوب عن الإنسان من قبل أن يولد؟

ج: الله تعالى عالم بما كان وما هو كائن وما يكون إلى الأبد، يعلم بكل ذلك قبل خلق الإنسان، والعلم لا ينافي اختيار الإنسان كما لا يخفى، لأن العلم ليس بعلة لحدوث الشيء كما أنك إذا علمت بطلوع الشمس غداً فإن علمك لا يكون علة لطلوعها.

س43: في قصة السامري، وذلك بعد غياب النبي موسى(عليه السلام) صنع السامري عجلاً له خوار؟ كيف ظهر هذا الخوار(الصوت)؟

ج: قال تعالى:( قال بصرت بما لم يبصروا به فقبضت قبضة من أثر الرسول)، حيث أخذ من تراب حافر فرس جبرائيل(عليه السلام) وكان التراب يدور فلما جعله في العجل أخذ يصدر الصوت وهو الخوار، ونقل بعض المفسرين أن الشيطان كان ينفخ في العجل.

س44: (وقفوهم إنهم مسئولون) ماذا نفهم من هذه الآية في حياتنا العملية؟

ج: يسأل الإنسان عن جميع أعماله ومعتقداته وورد أنهم مسئولون عن ولاية أهل البيت(عليهم السلام).

س45: قال الله تعالى:(عبس وتولى أن جاءه الأعمى)، ينقل البعض أن الآية نزلت تعاتب النبي(صلى الله عليه وآله) فهل ذلك صحيح؟

ج: هذا غير صحيح، لأنه ينافي قوله تعالى:(وإنك لعلى خلق عظيم) والآية نزلت في رجل من بني أمية كما في أحاديث أهل البيت(عليهم السلام) وهم أدرى من غيرهم بمن نزل فيهم القرآن الكريم.

س46: ما معنى الشورى في الآية الكريمة(وشاورهم في الأمر)؟

ج: ورد لفظ الشورى ثلاث مرات في القرآن الكريم لتوجيه الأمة إلى أن الشورى مبدأ إسلامي عام لا يختص فقط في المجال السياسي بل حتى في الحياة الأسرية والاجتماعية، وإن للشورى مجالين:

الأول: مشورة الحاكم المسلم للمسلمين في الأمور المتعلقة بهم.

الثاني: مشورة المسلمين فيما يتعلق بإدارة شؤونهم، ولا يخفى أن مبدأ التشاور قائم في الأمور المتعلقة بشؤون المسلمين التي لم يرد فيها نص شرعي دون الأحكام الشرعية التي ورد فيها النص.

ومعنى الشورى هو استخراج الرأي بمراجعة البعض إلى البعض ومعنى(وشاورهم في الأمر)- والله العالم- إنما لتأليف قلوبهم ولتعليمهم المشورة في أمورهم، فإن النبي(صلى الله عليه وآله) كان في غنى عنهم بما كان يسدده الله سبحانه بالوحي.

س47: هل إبليس(لعنه الله)كان من الجن أم من الملائكة، وإذا كان من الجن فما المقصود من هذه الآية:(وإذ قلنا للملائكة اسجدوا لآدم  فسجدوا إلاّ إبليس..)؟

ج: قال تعالى في إبليس: (كان من الجن ففسق عن أمر ربه..) وأما بالنسبة للآية المذكورة فهي من باب الاستثناء المنقطع باعتبار كونه مع الملائكة وإن لم يكن بنفسه ملكاً.

س48: هل نزل القرآن الكريم دفعة واحدة على الرسول (صلى الله عليه وآله) كما ذكر في سورة القدر؟

ج: نزل مرتين، مرة دفعة واحدة، ومرة بالتدريج.

س49: ما حكم ما يطلقون عليه بالمقامات الموسيقية وتطبيقها على قراءة القرآن الكريم؟ وما الفرق بينها وبين قراءة القرآن الكريم بصوت حسن كما ورد في الحديث؟

ج: يستحب قراءة القرآن الكريم بصوت حسن، ما لم يبلغ حد الغناء، والفارق العرف.

س50: ما حكم قراءة القرآن الكريم بدون مراعاة أحكام التجويد؟

ج: جائز وإن كان الأفضل مراعاة ذلك.

س51: ما هو الفرق بين القول بخلق القرآن الكريم، وبين القول بأنه قديم؟ وهل هناك أي أثر شرعي يترتب على المكلّف فيما لو أخطأ في الاعتقاد؟

ج: القرآن الكريم كلام الله عزّ وجل ومخلوق لله تعالى، وقد عبر عنه سبحانه بالمحدث، قال الله تعالى: (ما يأتيهم من ذكرٍ من ربهم محدث إلاّ استمعوه وهم يلعبون)، وقال سبحانه: (وما يأتيهم من ذكر من الرحمن محدث إلاّ كانوا عنه معرضين). والمعتقد بقدم القرآن الكريم يلزمه تعدد القدماء وهو باطل كما بحث في المسائل الاعتقادية، ويلزم تصحيح الاعتقاد لمن أخطأ في ذلك.

س52: إمرأة نذرت أن تقرأ كل يوم جزءاً من القرآن الكريم، هل يجوز لها في أيام دورتها الشهرية أن تقرأ من مصحف عريض الهوامش بحيث لا تمس الكتابة؟

ج: جائز في غير سور العزائم التي فيها سجدات واجبة، وأما سور العزائم فلا يجوز لها قراءة آيات السجدة منها على الأقوى، ولا نفس سورها على الأحوط.

س53: هل يجوز إصلاح الكلمات أو الحركات المطبوعة أو خط القرآن إذا كان مكتوباً بصورة غير صحيحة أم لا؟

ج: نعم يجوز، بل ربما يجب، وإذا كان المصحف ملكاً للآخرين استأذنهم في ذلك.

س54: ما حكم تلاوة القرآ ن الكريم بصوت مرتفع في الأماكن العامة إذا كان ذلك يؤدي إلى إيذاء الآخرين؟

ج: لا يجوز إيذاء المؤمنين، نعم المقدار المتعارف بين المتدينين والذي جرت عليه سيرتهم لا بأس به.

س55: ما حكم الاستماع إلى صوت الأجنبية حين تلاوة القرآن في مجال تعليم التجويد والصوت واللحن؟

ج: يجوز بشرط عدم اللذة والريبة وعدم الافتتان، وأن لا يكون في الصوت خضوع.

س56: بالنظر إلى أن قراءة القرآن الكريم أمر مستحب بنفسه، فما هو معنى كراهة قراءته من قبل الحائض والنفساء؟ هل معناه قلة الثواب أم أفضلية الترك؟

ج: قلة الثواب على المشهور.

س57: هل البسملة جزء من السورة أم لا؟ وما حكمها في الصلاة؟

ج: جزء من السورة، ويجب قراءتها في الصلاة في مفتتح السورة.

س58: بماذا شبّه الله عز وجل كلاً من:

البعث وإحياء الموتى؟

النبي محمد (صلى الله عليه وآله) وأصحابه؟

ج أ: من ذلك قال الله تعالى: (ومن آياته أنك ترى الأرض خاشعة فإذا أنزلنا عليها الماء اهتزت وربت، إن الذي أحياها لمحي الموتى، إنه على كل شيء قدير).

ج ب: من ذلك قال الله تعالى: (محمد رسول الله والذين معه أشداء على الكفار رحماء بينهم... ذلك مثلهم في التوراة، ومثلهم في الإنجيل كزرع أخرج شطأه فآزره فاستغلظ فاستوى على سوقه يعجب الزراع ليغيظ بهم الكفار).

س59: ما المقصود بالقرية في كل آية من الآيات التالية في قوله تعالى:

(وإذ قلنا ادخلوا هذه القرية فكلوا منها حيث شئتم رغدا)؟

(ربنا أخرجنا من هذه القرية الظالم أهلها)؟

(وسئل القرية التي كنا فيها والعير التي أقبلنا فيها)؟

(واضرب لهم مثلاً أصحاب القرية إذ جاءها المرسلون)؟

ج أ: بيت المقدس.

ج ب: مكة.

ج ت: مصر.

ج ث: أنطاكية.

س60: من هم أصحاب الأعراف المذكورون في سورة الأعراف؟

ج: وردت روايات عن أهل البيت(عليهم السلام) أن المراد بأصحاب الأعراف في الآية المذكورة هم الأنبياء والأئمة(عليهم السلام).

س61: قال الله تعالى في سورة الأعراف:(واتل عليهم نبأ الذي آتيناه آياتنا فانسلخ منها فأتبعه الشيطان فكان من الغاوين)، من المقصود في الآية الكريمة؟

ج: المقصود في الآية الكريمة هو(بلعم بن باعورا) فقد أعطي الاسم الأعظم الذي يستجاب به الدعاء، وكان يدعو به فيستجيب الله سبحانه له، فمال إلى فرعون، وأخذ الاسم الأعظم منه فنسيه.

س62: هناك الكثير من الآيات القرآنية التي يذكر فيها قوله تعالى:(ليعلم الله) فقد يقول قائل: هل الله سبحانه لا يعلم ويريد أن يعلم؟ فما هو رأي سماحتكم؟

ج: معنى(ليعلم الله) أن معلومه سبحانه يقع في الخارج، أي أن يتحصل علمه في الخارج، لا أنه كان جاهلاً- سبحانه- ثم علم، فان العلم لما كان أمراً إضافياً بين العالم والمعلوم يقال علم باعتبارين، أما باعتبار العالم فيما كان جاهلاً ثم علم، وأما باعتبار المعلوم فيما كان المعلوم غير خارجي ثم صار خارجياً.

س63: من المسلّم عندنا أن الأنبياء والرسل جميعهم معصومون، حسب ما ورد ذلك في القرآن وفي السنة المطهرة والإجماع والعقل، يقول تعالى في سورة الأنعام:(أولئك الذين هدى الله فبهداهم اقتده) وهي دالة على هداية الأنبياء والرسل للصراط المستقيم، فكيف نجمع بين الهداية الإلهية في هذه الآية وبين ما جاء في سورة أخرى على لسان النبي يونس(عليه السلام):(... فنادى في الظلمات أن لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين) وفيها ينسب الظلم إلى نفسه، وأنه كان ظالماً عندما هجر قومه بعد عدم استجابتهم لدعوة الحق؟

ج: للظلم اصطلاح لغوي واصطلاح شرعي، والمشهور الذي يتبادر في أذهان المتشرعة هو المعنى الشرعي للظلم وهو مخالفة أمر المولى أعم من أن يكون في المحرمات والمكروهات أو في الواجبات والمستحبات، وكثيراً ما يستعمل القرآن حين نزوله المعنى اللغوي دون المعنى الشرعي إذ لم يكن معروفاً لديهم، ومنه هذه الآية فان الظلم في معناه اللغوي هو وضع الشيء في غير موضعه كما جاء في الحديث الشريف:(لا تمنعوا الحكمة عن أهلها فتظلموهم ولا تؤتوها لغير أهلها فتظلموها) وخروج النبي يونس(عليه السلام) كان في غير محله فعبر عنه بالظلم وليس الظلم هنا بالمعنى الشرعي فكان بقائه هو الأصلح له، فهو يعبر عن نفسه لا عن مخالفته لمولاه وهذا لا يتعارض مع العصمة كما هو واضح.

س64: ورد في بعض آيات القرآن الكريم أن النبي إبراهيم(عليه السلام) طلب من الله عز وجل أن يريه كيف يحيي الموتى، هل معنى ذلك أنه شك في قدرة الله تعالى؟

ج: لم يكن النبي إبراهيم(عليه وعلى نبينا وآله الصلاة والسلام) يشك في ذلك، بل كان يريد أن يزداد يقينه، فان للعلم درجات، وقد ورد في القرآن الكريم:(قال أولم تؤمن، قال بلى ولكن ليطمئن قلبي).

س65: يقول الله تعالى في سورة يس:(ونفخ في الصور فإذا هم من الأجداث إلى ربهم ينسلون قالوا يا ويلنا من بعثنا من مرقدنا هذا ما وعد الرحمن وصدق المرسلون) فالآية الكريمة تبين أن الناس يسألون يومئذ من الذي بعثهم من رقادهم، وهي حالة تدل على أنهم كانوا لا يعلمون شيئاً وكأنهم نيام، وفي آية أخرى في سورة(المؤمنون) يقول تعالى:(حتى إذا جاء أحدهم الموت قال رب ارجعون، لعلي أعمل صالحاً فيما تركت كلا إنها كلمة هو قائلها ومن ورائهم برزخ إلى يوم يبعثون).

ويفهم منها أن البرزخ عالم قائم بذاته يبدأ بمجرد موت الإنسان وهو مستمر إلى يوم القيامة، وقد بينت الروايات الشريفة بعضاً من حالات البرزخ وأهواله، فكيف يمكن الجمع بين قوله تعالى في سورة يس وبين قوله تعالى في سورة(المؤمنون)؟

ج: لقد بيّن القرآن الكريم حالات الإنسان من أول حالات النزع والموت وما بعده إلى حالاته في البرزخ والبعث والقيامة، ولابد أن يكون النظر لفهم ذلك جامعاً لما تطرقت إليه الآيات الكريمة، فكل منها يشير إلى حالة من الحالات، فبيّن عن قوم تتكلم معهم الملائكة حين الموت وتسلم عليهم كما قال تعالى:(إن الذين تتوفاهم الملائكة طيبين يقولون سلام عليكم)وحكى حالة آخرين بقوله تعالى:(الذين تتوفاهم الملائكة ظالمي أنفسهم..) ومن هنا تحصل للإنسان حالة خاصة عند النزع حكى عنها ربنا بقوله تعالى:(فكشفنا عنك غطاءك فبصرك اليوم حديد) وقوم حكى عنهم بقوله تعالى:(حتى إذا جاء أحدهم الموت قال رب ارجعون لعلي أعمل صالحاً فيما تركت) فلما أشرف على عالم آخر ورأى خسارة صفقته سأل الله تعالى الرجعة لأنه ما زال قريباً من الدنيا فأُجيب:(كلا إنها كلمة هو قائلها ومن ورائهم برزخ إلى يوم يبعثون) فهذه حالة متوسطة ليس الأمر فيها كالآخرة، فلما يأتيهم البعث يوم القيامة:(قالوا يا ويلنا) دعوا على أنفسهم بالويل لشدة هول المطلع(من بعثنا من مرقدنا..) فهم كما تمنوا الرجوع إلى الدنيا لما رأوا الموت، كذلك عندما يواجهون البعث يوم القيامة يهولهم الأمر فيقولون:(من بعثنا من مرقدنا..) كأنهم وهم في البرزخ خير لهم من البعث، ثم يستدركون الأمر بعد هولهم ويتذكرون الوعد الإلهي على لسان الأنبياء فيقولون(هذا ما وعد الرحمن وصدق المرسلون).

س66: ما هو المقصود بالنبأ العظيم في الآية الشريفة: (عم يتساءلون عن النبأ العظيم الذي هم فيه مختلفون)؟

ج: ورد عن أهل البيت (عليهم السلام) أنه أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام)، كما ورد ذلك أيضاً في زيارته المروية.

س67: ذو القرنين الوارد ذكره في القرآن الكريم، هل هو نبي أم رجل صالح؟

ج: في الحديث عن الإمام الصادق(عليه السلام) قال: ( صاحب موسى وذو القرنين كانا عالمين ولم يكونا نبيين). الكافي ج1 ص269 ح5.

وفي تفسير تقريب القرآن للإمام الشيرازي(قدس سره) أنه قد ورد في الأحاديث لم يكن نبياً ولا ملكاً وإنما كان عبداً أحب الله وأحبه الله وجاء إلى قومه يدعوهم فضربوا على قرنه فذهب عنهم ثم أتى إليهم مرة أخرى فلم يستجيبوا له بل ضربوه على قرنه الآخر، ومن هنا سمي ذا القرنين فذهب عنهم، ثم جاء في الثالثة وملك البلاد.

س68: ما المقصود من قوله تعالى:(فإذا سويته ونفخت فيه من روحي..)؟ وهل الإنسان من روح الله؟

ج: كلمة روحي بمعنى روح خلقتها، أي روح مخلوقة لي، والنسبة في ذلك تشريفية كما تقول بيت الله عز وجل.

س69: ما هو المقصود بتفسير القرآن بالرأي والذي ذمته الأحاديث الشريفة؟

ج: التفسير بالرأي الذي ذمته الأحاديث الشريفة، هو أن يفسر القرآن الكريم بتحكيم الرأي والهوى دون الرجوع إلى المرجع الصحيح في ذلك.

س70: ماذا يراد من العبادة في قوله تعالى:(وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون)؟

ج: المعنى الشمولي للعبادة وهو أعم من الصلاة والصيام، وقد ورد في الأحاديث الشريفة ان أفضل العبادة التفكر.

س71: لماذا أطلق اسم المسيح على النبي عيسى(عليه السلام)؟

ج: ورد في الأثر أنه(عليه السلام) سمي بالمسيح لأنه كان يسيح في الأرض.

س72: ما حكم تزيين القرآن بأشياء نفيسة للمحافظة عليه وهذا يؤدي إلى حبس القرآن مثل التزيين بالذهب والأحجار الكريمة والأعمال الفنية؟

ج: يجوز، والأولى تجنّب الحبس والتعطيل.

س73: هل يجب السجود إذا سمع الماشي أو الجالس آية السجدة الواجبة من جهاز تسجيل الصوت وأمثاله؟

ج: الإمام الراحل(أعلى الله درجاته): نعم على الأحوط وجوباً.

السيد المرجع(دام ظله): نعم على الاحوط وجوباً في الاستماع.

س74: وضعنا شريطاً لاصقاً كتب فيه آيات قرآنية على ثلاث جهات من جوانب المسجد عدا جهة القبلة، وقمنا بتغطيتها بشريط آخر شفاف لكي لا تمسها الأيدي، ما حكم وضع هذا الشريط؟ وهل يوجد إشكال في الجلوس بحيث تكون الآيات القرآنية خلف ظهر الجالس؟

ج: جائز إذا لم يعد هتكاً.

س75: هل يجوز استخدام ورق القرآن الكريم في  برنامج إعادة تصنيع الورق؟

ج: يجوز إذا لم يعد هتكاً لحرمة القرآن الكريم.

س76: هل يعد التدبر في القرآن الكريم، والتمعن في دلالاته العميقة، وإعمال العقل في فهمه، واستنباط المعاني النفيسة منه، داخلاً ضمن التفسير بالرأي والذي تذمه الأحاديث الشريفة؟

ج: التدبر في القرآن الكريم قد أمر به ربنا في الكتاب الكريم فقال:(أفلا يتدبرون القرآن أم على قلوب أقفالها) ومعنى التدبر هو فهم القرآن الكريم بنحو يربط الآيات بعضها ببعض ويربطها بالأحاديث المفسرة لها للوصول إلى معاني سامية وراقية لم يكن يصل إليها بغير ذلك، ولا بد من مراعاة شروط(التدبر) المذكورة في محلّها.

س77: ما حكم تلاوة القرآن الكريم، بصوت مرتفع في الأماكن العامة إذا أدى ذلك إلى إيذاء الآخرين؟

ج: لا يجوز الإيذاء، ولا بأس بما جرت عليه سيرة الصالحين جيلاً بعد جيل.

س78: لماذا ورد في القرآن الكريم اسم(عليم) مقدماً على اسم(حكيم)، في خمسة عشر موضعاً، فيما ورد اسم(حكيم) مقدماً على اسم(عليم) في خمسة مواضع أخرى؟

ج: تقديم العليم على الحكيم في الموارد الخمسة لمناسبة الآيات نفسها واقتضائها، مثلاً: الآية(26) من سورة النساء جاء فيها بحث التراضي فختمها بأنه تعالى عليم بما تتراضون به، وحكيم فيما شرّع لكم أحكام، وهكذا بقية الموارد.

بينما في الآيات التي تقدم فيها الحكيم على العليم نرى أنها تقتضي تقديم الحكيم، مثلاً: الآية(83) من سورة الأنعام، حيث جاء فيها بحث رفع الدرجات ختمت بانه تعالى حكيم في رفع درجات من يشاء فيرفعها حسب حكمته، وعليم بمن يستحق رفع الدرجات ممن لا يستحق،وهكذا بقية الموارد، ولعل هذا جزءاً من الحكمة الواسعة والعميقة في القرآن الحكيم.

س79: جاء على لسان النبي يوسف(عليه السلام) في القرآن الكريم:(قال رب السجن أحب إليّ مما يدعونني إليه وإلا تصرف عني كيدهن أصب إليهن وأكن من الجاهلين) ما الذي يريده يوسف(عليه السلام) في قوله:(وأكن من الجاهلين)؟

ج: لأن العاصي الجاهل وإن كان عالماً لأنه لو لم يجهل حقيقة ما يقدم عليه لم يعرض نفسه لعقاب الله تعالى.

س80: ما الحكمة من تكرار بعض الآيات في أكثر من سورة في القرآن الكريم؟

ج: للتكرار فوائد عديدة، منها التأكيد وما أشبه، علماً بأن كثيراً منها يختلف المراد من الآيات التي ظاهرها التكرار، وللتفصيل يمكن مراجعة التفاسير المعنية بهذه الشؤون.

س81: ما معنى الآية الكريمة : (أدخل يدك في جيبك تخرج بيضاء من غير سوء)؟

ج: جاء في تقريب القرآن(ج16ص94) في معنى الآية: اجعل يدك تحت ابطك ثم انزعها فتشرق نوراً من دون أن يكون بها برص أو مرض.

س82: ورد في كتب التفسير أن نبي الله موسى(عليه السلام) رمى الألواح وعامل هارون(عليه السلام) بخشونة إذ أخذ برأسه يجره إليه، وذلك حينما عاد موسى(عليه السلام) من المناجاة وشاهد ما آل إليه أمر بني إسرائيل من عبادة العجل، كيف لنبيٍ كموسى(عليه السلام) أن يعامل هارون(عليه السلام) بهذه الطريقة من المعاملة وهو النبي وهو الأخ؟

ج: المقصود أنه طرح الألواح المكتوبة فيها التوراة تألماً من عملهم وأخذ برأس أخيه هارون(عليه السلام) إما لينحيه ناحية فيناجيه في أمر القوم، وإما إظهاراً للغضب واستنكاراً عملياً لعمل القوم كما يصيح الوالد على ولده البريء فيما إذا عمل بعض أهل البيت عمل غير مرضي يريد بذلك إظهار غضبه على عملهم، فما عمله موسى(عليه السلام) كان من أجل أن يعتبر الآخرون ويعلموا شدّة قباحة ما أتوا به من عمل.

س83: لقد ورد في شأن نزول(عبس وتولى أن جاءه الأعمى) أنها نزلت في حق عثمان بن عفان عندما جاءه الأعمى وهو (ابن أم مكتوم) يتزكى فقطّب عثمان وجهه و أعرض عنه، وفي نفس الوقت يرى عدد من المفسرين أن سورة (عبس) نزلت في حق رسول الله (صلى الله عليه وآله)، فأي الرأيين هو الصحيح؟

ج: الصحيح هو أن الآية نزلت مبينة ما صدر من عثمان بن عفان تجاه ابن أم مكتوم الأعمى، ولا يمكن أن تكون نزلت في حق رسول الله (صلى الله عليه وآله)، إذ كيف يصدر مثل ذلك من رسول الله (صلى الله عليه وآله) مع ان الله تبارك وتعالى يقول في أخلاقه الكريمة: (وانك لعلى خلق عظيم) القلم/4، وهنالك شواهد أخرى يراجع بشأنها كتب التفسير.

س84: هل ورد استحباب ما يلي لمن ينوي السفر:

أن يقرأ في أذنيه قوله تعالى(إن الذي فرض عليك القرآن لرادك إلى معاد)؟

أن يوضع المصحف في مكان مرتفع ويمر الشخص المسافر من تحته؟

ج: هذا نوع تبرك بالقرآن الحكيم فيجوز ذلك لذلك بل يستحب لكونها من مصاديق تجليل القرآن الكريم واحترامه وعلى هذا سيرة المتشرعة.

س85: هل يجوز للشخص أن يدخل إلى بيت الخلاء حاملاً معه القرآن الكريم؟

ج: الدخول في نفسه جائز ما لم يستلزم هتكاً لحرمة القرآن الكريم.

س86: إنني بتوفيق من الله عز وجل من القارئين للقرآن الكريم يومياً ومنذ سنوات عدة، وحين قرائتي للقرآن الكريم أحاول التدبر في آياته ،ومن خلال التدبر يأتي إلى ذهني تفسير بعض الآيات الكريمة تفسيراً لم أجد له مثيلاً في تفاسير القرآن الكريم المشتهرة عندنا، مثال للتوضيح لا للحصر: عندما أتلو الآية (60) من سورة الإسراء قوله تعالى (  وَإِذْ قُلْنَا لَكَ إِنَّ رَبَّكَ أَحَاطَ بِالنَّاسِ وَمَا جَعَلْنَا الرُّؤْيَا الَّتِي أَرَيْنَاكَ إِلَّا فِتْنَةً لِلنَّاسِ وَالشَّجَرَةَ الْمَلْعُونَةَ فِي الْقُرْآنِ وَنُخَوِّفُهُمْ فَمَا يَزِيدُهُمْ إِلَّا طُغْيَانًا كَبِيرًا) وحسب علمنا بأن المقصود بالشجرة الملعونة هي بنو أمية ،يأتي إلى ذهني في تفسير الجزء الأخير من الآية قوله تعالى (فَمَا يَزِيدُهُمْ إِلَّا طُغْيَانًا كَبِيرًا) أنه هنا هو ذكر صريح بالاسم للطاغية يزيد بن معاوية عليه اللعنة ، وليس لفظ (يَزِيدُهُمْ) هو فعل .

هل يجوز لي تفسير الآيات كما يتبادر إلى ذهني كما في المثال السابق رغم أنني ليس من المتخصصين أو الدارسين للتفسير؟

هل يجوز لي إخبار من حولي من الناس بهذا التفسير ؟

هل يعتبر هذا نوعاً من التدبر في القرآن؟

ج: التفسير هو بمعنى الأخذ بظواهر القرآن الكريم، وإنما يجوز ذلك إن كان قائماً على أسس القواعد في اللغة العربية ما لم يرد نص بخلاف ذلك الظاهر، وأما الذي ذكرتم فهو قد يعد نوع استحسان، وما هو بتفسير يمكن الاعتماد عليه.

س87: هل ترون ان قوله تعالى:(وشاورهم في الأمر فإذا عزمت فتوكّل على الله) آل عمران/159، خاص أم عام لجميع الأمور؟

ج: قال الشيخ الطوسي في المبسوط(ج8 ص98): قوله تعالى: وشاورهم في الأمر فإذا عزمت فتوكل على الله- ولم يرد المشاورة في أحكام الدين وما يتعلق بالشريعة وإنما أراد ما يتعلق بتدبير الحرب ونحوه، وكان رسول الله(صلى الله عليه وآله) غنياً عن مشاورتهم لكن أراد أن يستن به الحاكم بعده.

س88: هل كان لذي القرنين- المذكور اسمه في القرآن الكريم- قرن؟

ج: قال الإمام الشيرازي(قدس سره) في تفسيره تقريب القرآن إلى الأذهان ج16 ص16(وإذ أتم السياق في قصة موسى والخضر(عليهما السلام) عطف على السؤال الآخر الذي وجه إلى الرسول(صلى الله عليه وآله) حول ذي القرنين، فقال سبحانه(ويسألونك) يا رسول الله(عن ذي القرنين) أي عن خبره، قصته، وقد ورد في الأحاديث أنه لم يكن نبياً ولا ملكاً، وإنما كان عبداً أحب الله وأحبه الله، وجاء إلى قومه يدعوهم فضربوا على قرنه- أي طرف رأسه- فذهب عنهم، ثم أتى إليهم مرة أخرى ودعاهم، فلم يجيبوا له، بل ضربوه على قرنه الآخر فذهب عنهم، ثم جاء في الثالثة وملك البلاد، والمراد من كونه لم يكن ملكاً أي كالملوك، وإلا فهو قد ملك الأرض كما ان القرن يقال لطرف الرأس بعلاقة الحال والمحل، لأنه محل القرن في الحيوان، (قل) يا رسول الله في جوابهم(سأتلو) أي أقرء(عليكم منه) أي من ذي القرنين(ذكراً) أي خبراً وقصة.

س89: قال تبارك وتعالى:(وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِن بَنِي آدَمَ مِن ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُواْ بَلَى شَهِدْنَا أَن تَقُولُواْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هَذَا غَافِلِينَ)، 172/ سورة الأعراف.
أرجو تفسير هذه الآية، وهل من علماءنا الأجلاء من لا يعتبر بعالم الذر؟

ج: (و) اذكر يا رسول الله(إذ أخذ ربك من بني آدم) أي أخرج من بني آدم(من ظهورهم) أي أخرج من أصلاب الرجال(ذريتهم) أولادهم وذراريهم (و) بعدما أخرجهم وأكملهم(أشهدهم على أنفسهم) أي جعلهم شهداء على أنفسهم، فان من اعترف بشيء كان شهيداً على نفسه، قائلاً لهم(ألست بربكم) على نحو الاستفهام التقريري، وقد كان ذلك بلسان الأنبياء، كما في كثير من الآيات، مثل( قلنا لبني إسرائيل) والمراد القول لهم على لسان موسى(عليه السلام) (قالوا بلى) أنت ربنا، وهذا اعتراف بالفطرة، فان الفطرة أذعنت بذلك، كما قال رسول الله(صلى الله عليه وآله):(كل مولود يولد على الفطرة إلا أن أبويه هما اللذان يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه) شرح اللمعة ج1 ص797.

وفي الآية قولان، الأول: ما روي أنه أخرج الله من ظهر آدم(عليه السلام) ذريته كالذر يوم القيامة، فخرجوا مثل الذر فعرّفهم نفسه وأراهم صنعه ولولا ذلك لم يعرف أحد ربه فثبتت المعرفة ونسوا الموقف.

الثاني: إن الآية جارية مجرى الكلام العرفي البلاغي على طريقة التمثيل ومن المعلوم أن القول الأول لا مانع فيه إطلاقاً، فإن الله قادر على كل شيء.

س90: أرجو من سماحتكم إعلامنا عن دلالة الآيات التالية على السيدة فاطمة(عليها السلام):
قال تعالى:(هو الذي خلق من الماء بشرا فجعله نسبا وصهرا)، قال تعالى:(فتلقى آدم من ربه كلمات)، قال تعالى:(وآت ذا القربى حقه)؟

ج: نعم ورد تأويل الآية الأولى بالإمام علي وفاطمة الزهراء(عليهما السلام)، ويمكنكم مراجعة تفسير البرهان المجلد الثالث ص170، وهكذا في الآية الثانية والثالثة ورد في الأخبار تأويلها بأهل البيت(عليهم السلام) ومنهم فاطمة (سلام الله عليها)، ولمزيد من الإطلاع عليك بالرجوع إلى التفسير المذكور وتفسير نور الثقلين ففيهما ما يغنيك إن شاء الله تعالى.

س91: قال تعالى في كتابه الكريم:(إذا الوحوش حشرت)، هل معنى هذه الآية حشر الوحوش لموقف القيامة ومن ثم دخولها الجنة أو النار؟

ج: الوحوش تحشر يوم القيامة ليقتص للجماء من القرناء ثم تنعدم وتصبح تراباً، وحينما يرى الكافر ذلك يقول كما في القرآن الكريم:(ويقول الكافر يا ليتني كنت تراباً) النبأ/40، مثل الوحوش فلا يكون هناك عذاب أعذّب به.

س92: أرجو بيان شرح هذه الآية: (ولو كنت أعلم الغيب لاستكثرت من الخير..) الأعراف:188؟

ج1: إن الساعة غيب لا يعلمه إلا الله، وكذلك سائر الأمور الغائبة عن الحواس، ولو كنت أنا_الرسول _ أعلم الغيب بذاتي، لكنت أعلم ما يضرني فأجتنبه وما ينفعني فارتكبه(قل) يا رسول الله لهؤلاء السائلين(لا أملك لنفسي نفعاً ولا ضراً) فإنني لا أقدر على جلب نفع ولا دفع ضرر(إلا ما شاء الله) فما شاء الله تعالى أن ملكه إياي أتمكن منه وما لم يملكه إياي لا أتمكن منه، وهذا كما ملك سبحانه غير الرسول بعض المنافع والمضار، نعم الرسول أكثر ملكاً حيث إنه مزود بقسم من الحصانة وعلم الغيب(ولو كنت أعلم الغيب) علماً مطلقاً كما يعلمه الله سبحانه، فان الرسول لم يكن يعلم الغيب بذاته، وإنما بمقدار علمه الله سبحانه، كما قال سبحانه: (عالم الغيب فلا يظهر على غيبه أحداً إلاّ من ارتضى من رسول)، (لاستكثرت من الخير) أي أكثرت من الأشياء الخيرة كاشتراء الرخيص أيام الرخص لأيام الغلاء وغيره، مما لو عرفه الإنسان لانتفع به كثيراً (وما مسني السوء) الذي يمكن دفعه، فان الإنسان إذا عرف ان هذا الغذاء يضره، أو هذا الشخص يقتله، أو هذا السفر يؤذيه_مثلاً_ لاجتنبها.

ومن الغريب أن بعض الناس يتمسكون بمثل هذه الآية لعدم معرفة الرسول بالأشياء المستقبلة إطلاقاً، انه ليس إلا كتمسك المجبرة بقوله سبحانه: (من يضلل الله فلا هادي له)، والمجسمة بقوله: (يوم يكشف عن ساق)، والقدرية بقوله: (ان كل شيء خلقناه بقدر)، والقائلين بحجية التوراة والإنجيل بقوله تعالى: (إنا أنزلنا التوراة فيها هدى) (وليحكم أهل الإنجيل بما أنزل الله فيه)، والقائلين بمعصية الأنبياء بقوله: (وعصى آدم ربه فغوى)، والقائل بجهل الله سبحانه وتعالى بقوله: (قل أتنبئونه بما لا يعلم في السماوات)، والقائل بتعدد الإله بقوله: (لو كان فيهما آلهة إلا الله لفسدتا) حيث دل على أن الآلهة مع الله لا توجب الفساد، وهكذا من أمثال هذه الاستدلالات التي إن دلت على شيء فإنما تدل على عدم إطلاع القائل بأساليب الكلام، وعدم جمعه بين النص والظاهر، والعام والخاص، والمطلق والمقيد، والحقيقة والمجاز ومعارض السياق.

س93: قال تعالى: (ومن يخرج من بيته مهاجراً إلى الله و رسوله ثم يدركه الموت فقد وقع أجره على الله)النساء:100، فيمن نزلت هذه الآية؟

ج: لقد ورد في بعض التفاسير أن السبب في نزول هذه الآية أنه لما نزلت آيات الهجرة سمعها رجل من المسلمين كان بمكة يسمى ( جندب بن حمزة) فقال والله ما أنا مما استثنى الله، إني لأجد قوة، واني لعالم بالطريق، وكان مريضاً شديد المرض، فقال لبنيه: والله لا أبيت بمكة حتى أخرج منها، فإني أخاف أن أموت فيها، فخرجوا يحملونه على سرير حتى إذا بلغ التنعيم مات فنزلت الآية.

س94: إذا كان المقصود في الآيات القرآنية الكريمة التي تتناول قضية العرش هي هيمنة الباري عز وجل، فما هو المقصود من الآية التي مضمونها يأتي بعرش الله في ذلك اليوم ثمانية؟

ج: المراد من العرش في هذه الآية الكريمة: المحل الذي تصدر منه أوامر الله سبحانه، فالمحل يحمله ثمانية من الملائكة العظام على أكتافهم يوم القيامة وهو شيء خارجي، ولكن استواء الله تعالى عليه بمعنى هيمنته وقدرته.

س95: يطلب النبي(صلى الله عليه وآله) من الله ان يعطيه منزلة مثل منزلة الأنبياء الذين سبقوه، والحال ان منزلة النبي أعظم من منزلة الأنبياء السابقين في قوله تعالى: (صراط الذين أنعمت عليهم) الفاتحة/7، أرجو توضيح ذلك؟

ج: ليست الآية الكريمة ناظرة إلى بيان الرتب والمنازل، بل هي في صدد طلب المؤمنين-بشكل عام- ان يثبتهم الله تعالى على الصراط المستقيم الذي سار فيه الأنبياء والأولياء، ومن الواضح: ان الهداية كما تحتاج إلى(العلة المحدثة) تحتاج إلى(العلة المبقية)، فكما ان أصل الهداية يستند إلى الله سبحانه، فبقاؤها يستند إليه- تعالى- أيضاً، ومن هنا يكون طلب المؤمن (بقاء الهداية) له من الله سبحانه.

س96: يقول تعالى في سورة هود مخاطباً النبي إبراهيم عليه السلام بقوله: (رحمت الله و بركاته عليكم أهل البيت) هود/73، فهل النبي إبراهيم من أهل البيت، ومن هم أهل البيت ؟

ج: المقصود من أهل البيت(عليهم السلام) في هذه الآية الشريفة التي وردت في السؤال هم أهل النبي إبراهيم(عليه وعلى نبينا وآله السلام).

س97: ما معنى قول الله تعالى:(وغرابيب سود) فاطر/27؟

ج: الغرابيب جمع غربيب و هو الشديد السواد الذي يشبه لون الغراب، وسود جمع أسود أي ومن تلك الطرق مثل لون الغراب أسود.

س98: قال تعالى:(وجعلنا على قلوبهم أكنة..)الأنعام/25، ما هي حقيقة القلب؟

ج: لعل المراد بالقلب في هذه الآية الكريمة ونحوها النفس والروح كقوله تعالى:(وجاء بقلب منيب)ق/33، و(آثم قلبه) البقرة/283، ونحوهما، وهكذا كثيراً ما يستعمل القلب في الآيات القرآنية ويراد منه العقل.

س99: لماذا استغفر نبي الله إبراهيم (عليه السلام) لأبيه مع ان أباه كان مشركاً؟

ج: المقصود من الأب في الآية الكريمة هو عمه (آزر) وذلك لأن العرب تسمي العم أباً، وأما والد إبراهيم فاسمه (تارخ) وكان مؤمناً بالله تبارك وتعالى، وتفصيل الكلام في ذلك يطلب من كتب العقائد والتفسير.

س100: هل يجوز مسك القرآن الكريم وقراءته بدون وضوء، وما هو معنى الآية الشريفة:(لا يمسه إلا المطهرون)الواقعة:79، أرجو منكم التوضيح لأن البعض يرى عدم جواز قراءة القرآن من غير وضوء؟

ج1: لا يجوز مس ألفاظ القرآن الكريم بدون وضوء، والمقصود من الآية المذكورة أنه لا يمس ذلك الكتاب المكنون إلا المطهرون من الملائكة فإذا كان شأنه هناك في العالم الأعلى مثل هذا الشأن فاللازم تقديره حق قدره في هذا العالم، (تقريب القرآن إلى الأذهان- للإمام الشيرازي- رضوان الله عليه ج5 ص321 ط دار العلوم)، وفي التأويل أنه لا يفهمه إلا المطهرون وهم أهل البيت(عليهم السلام) فهم العارفون به لأنه نزل في بيوتهم، وهم الذين يعرفون محكمه ومتشابهه وخاصه وعامه وناسخه ومنسوخه.

  وروى الشيخ الطوسي(رحمه الله) في التهذيب عن أبي الحسن(عليه السلام): قال: المصحف لا تمسه على غير طهر ولا جنباً... ان الله يقول: (لا يمسه إلا المطهرون) التهذيب1:127/344، ولا منافاة بين الجمع لأنها من باب البطون أو استعمال اللفظ في أكثر من معنى.موسوعة الفقه ج98(حول القرآن الكريم).

س101: بعض الروايات تذكر ان آية الكرسي هي إلى قوله تعالى: (وهو العلي العظيم)، والبعض الآخر ذكر بأنها إلى قول الله جلّ وعلا: (هم فيها خالدون)، فأيهما أصح، وإذا ورد في أحد أعمال قراءة آية الكرسي فأيهما نقرأ؟

ج: الإمام الراحل(أعلى الله درجاته): الأحوط القراءة إلى (هم فيها خالدون).

السيد المرجع(دام ظله): آية الكرسي هي آية واحدة ولكن إذا ذكرت الرواية في مورد استحباب قراءتها إلى قوله تعالى:(هم فيها خالدون) كما ورد في كيفية صلاة يوم المباهلة، فالمطلوب قراءة ثلاث آيات، وإن كانت الرواية مطلقة – كأكثر الموارد-كفت الآية الأولى.

س102: ما هو أفضل وقت لقراءة القرآن؟

ج: كل الأوقات جيدة لقراءة القرآن، إلا أن القراءة في الأسحار وما بين الطلوعين لعلها أفضل، غير الأوقات المعينة المذكورة في الروايات الخاصة كيوم الجمعة وليلتها ونحو ذلك.

س103: هل يجوز قراءة أو استماع سور العزائم في مدة الدورة الشهرية؟

ج: الأحوط للحائض ترك قراءة سور العزائم مطلقاً، وأما الاستماع فلا بأس به.

س104: يكثر الاستدلال بقول الإمام علي بن أبي طالب(عليه السلام) حين سئل عن معنى الترتيل فقال(عليه السلام): الترتيل هو تجويد الحروف ومعرفة الوقوف، وهذا القول لا يكاد يخلو منه كتاب في القراءات أو التجويد، فهل هناك مصدر قديم ورد فيه هذا القول وهل له إسناد؟

ج: ذكر صاحب الجواهر رحمه الله عن أمير المؤمنين (عليه السلام) في تفسير الترتيل انه حفظ الوقوف وأداء الحروف، وقد ذكر هذا الحديث في البحار مرسلاً(ج64-ص323) و(ج81 ص188) وكذا في تفسير غريب القرآن للطريحي ص459 وتفسير الصافي ج1 ص71 وغيرها أيضاً.

س105: بعض الأقراص المدمجة تحتوي على آيات قرآنية فهل يحرم على الجنب مسه؟

ج: لا إشكال في ذلك على الأظهر حيث أنه لا يعد حروفاً عرفاً على الظاهر.

س106: قال الله تعالى في سورة الأنعام (آية 35) مخاطباً نبيه محمداً (صلى الله عليه وآله): (وإن كان كبر عليك إعراضهم فإن استطعت أن تبتغي نفقاً في الأرض أو سلماً في السماء فتأتيهم بآية ولو شاء الله لجمعهم على الهدى فلا تكونن من الجاهلين)، كيف يخاطب الله (سبحانه) حبيبه رسول الله بقوله: (فلا تكونن من الجاهلين؟

ج: المقصود بالجاهل هنا: الذي يظن أنه من الممكن عادة اجتماع الناس كلهم على أمر، أما العاقل المجرب فيعلم أنه ما من شيء إلا وفيه خلاف وخصام حتى البديهيات الأولية كنور الشمس فإن السوفسطائي ينكره، ولم يكن (صلى الله عليه وآله) في معرض الجهل حتى يكون الكلام ردعاً له، وإنما صيغ الكلام لداعي تأنيب الكفار بمعنى أن قصد هدايتهم بإصرار يكون من أعمال الجاهلين، فإذن الغرض الحقيقي هو التعريض بهم لا به (صلى الله عليه وآله)، والقرينة الخاصة - وهي عصمة النبي (صلى الله عليه وآله) - أوجبت الحمل على هذا المعنى. مضافاً الى ما ورد في المأثور من ان القرآن الحكيم نزل بـ: (إياك أَعني واسمعي يا  جارة).

س107: ما معنى قوله تعالى: (والسماء بنيناها بأيدٍ وإنا لموسعون) الذاريات آية 47؟

ج: ورد في تقريب القرآن إلى الأذهان للإمام الشيرازي (أعلى الله درجاته) عند تفسير هذه الآية الكريمة: أن جعل الأنجم وجعل النظام في الكون من أجلّ الأبنية، لأنّ البناء ليس خاصاً بالبناء الحجري ونحوه. (بأيدٍ) أي بقوة، فإن قوة المبنى وإتقانه تدل على قوة الباني وقوة بنائه، ثم إنا لم نستنفد قوانا في بناء ما يشاهدون. (وإنا لموسعون) السماء، كما دل علم الفلك الحديث على أن الكون في توسع دائم، وكل هذه الأمور ألا تدل على وجود الله (تعالى) وقدرته بما يشاهدون من آثار عظيمة)؟. تقريب القرآن ج 27 ص16.

س108: ما معنى تأويل القرآن الكريم؟
ج: التأويل عبارة عما ينتهي إليه الكلام ويؤول إليه، فمثلاً ظاهر قوله تعالى: (إلى ربها ناظرة) إنهم ينظرون إلى الله تعالى، لكن هذه الجملة تؤوّل إلى معنى أنهم ينظرون إلى رحمة الله ولطفه وثوابه-وذلك بسبب وجود الأدلة العقلية والنقلية التي تدل على استحالة النظر إلى ذات الله (تعالى) ويقال في العرف إني انظر إلى العقل وهو يسيّر الإنسان (انه لا يريد النظر بالعين وإنما عرفان ذلك). راجع تقريب القرآن إلى الأذهان ج3 ص52.

س109: ما الفرق بين المحكم والمتشابه من آيات القرآن الكريم؟
ج: المحكم هو الذي لا يحتاج إلى تفسير، ويكون المقصود به واضحاً، والآيات المحكمة: هي الآيات ذات المفاهيم الواضحة التي لا مجال للجدل والخلاف بشأنها.
أما المتشابه: فهو عكس المحكم، والآيات المتشابهات هي التي تبدو معانيها لأول وهلة معقدة وذات احتمالات متعددة، ولكن تتضح هذه المعاني بعرضها على الآيات المحكمات، أو بالرجوع إلى أحاديث أهل البيت (عليهم السلام).

س110: المرأة الحائض هل يجوز لها أن تدرس القرآن؟ وهل يجوز لها أن تدرس سور العزائم؟
ج: يجوز، ولكن تتجنب قراءة آية السجدة من سور العزائم وتتجنب من كتابة القرآن.

س111: يقول الإمام الشيرازي الراحل في تفسيره: (تقريب القرآن إلى الأذهان) في المجلد1 -ط دار العلوم لبنان - في ص99: عند تفسير (بسم الله الرحمن الرحيم): أي أستعين بالله، وإنما لم يقل (بالله) تعظيماً فكأن الاستعانة بالاسم، (والله علَمٌ له سبحانه) نرجو منكم شرح هذا المقطع وتوضيحه؟
ج: معناه: إنه قد يقول قائل: إن المفروض أن تكون الاستعانة (بالله) لا بالاسم، وعليه: فلماذا علّمنا تعالى أن نقول: نستعين باسم الله؟
يقول (رحمه الله): علّمنا ذلك، لنعرف كيف نعظّم ربنا ونقول: يا إلهي نحن نستعين باسمك الطاهر المقدس، فهو كاف لأن ترحمنا وتعيننا على أمورنا به، ثم يقول: (والله علَمٌ له سبحانه) يعني كما أن اسم النبي (صلى الله عليه وآله): (محمد) هو علم للرسول، فكذلك (الله) علم لخالق الكون وخالقنا.

س112: امرأة تريد ختم القرآن الكريم، طَرَقها الحيض قبل أن تصل إلى سور العزائم، فما حكمها في الحالات التالية:
أ- إذا كانت قد نذرت ختم القرآن في فترة زمنية معينة، فهل تتجاوز سور العزائم وتكمل بقية القرآن؟
ب- إذا لم تكن قد نذرت ذلك، فهل تمضي في قراءتها للقرآن مع عدم قراءة سورة العزائم وبعد طهرها تقرأ العزائم؟

ج: أ و ب. إن لم يسع الوقت للإكمال بعد الطهر: فالأحوط أن تتجاوز سور العزائم، وتكمل قراءة بقية القرآن الكريم، فإذا طهرت قرأت العزائم، وإن كان ذلك بعد المدّة المعيّنة. وفي المسألة صور متعددة، لكن مقتضى الاحتياط ما ذكرناه.

س113: أنا أعلم أنه إذا كانت الفتاة على غير طهارة (أي حائض)، فإنها لا تستطيع لمس القرآن الكريم لكن ماذا عن قراءة القرآن في شاشة الكومبيوتر، هل يمكن إكمال قراءة الختمة عن طريق شاشة الكومبيوتر حيث لا حاجة إلى اللمس؟

ج: الإمام الراحل: يمكن ذلك، ولكن لا يجوز قراءة آيات السجدة من سور العزائم الأربع، بل كل سور العزائم الأربع (على الأحوط).

    السيد المرجع: يمكن ذلك، ولكن لا يجوز قراءة آيات السجدة من سور العزائم الأربع.

س114: ما حكم لمس الطفل الرضيع أو غير المميز للقرآن الكريم أو لأسماء الله أو لأسماء المعصومين؟

ج: الأطفال الصغار غير مكلفين، ولكن يلتفت إلى عدم تنجيس المصحف الشريف أو هتكه، وكذلك بالنسبة إلى الأسماء المقدسة.

س115: نقرأ في كل ليلة جمعة ما تيسّر من القرآن الكريم بأصوات بعض مقرئي المنطقة لمدة ساعة أو أقل، ونستخدم في ذلك مكبرات الصوت الخارجية، ولكن هنالك بعض الجيران يشتكون من ارتفاع الصوت، وفعلاً استجبنا لهم وخفضنا الصوت الخارجي، ولكن البعض ما زال يتذمّر بحجة أن الأمسيات القرآنية بالمكبرات الخارجية ليست من عاداتنا؟

ج: المقدار الذي جرى العرف عليه لا بأس به، وما فوق المتعارف لا يجوز إن سبب الإيذاء أو الإضرار، وينبغي للمؤمنين أن يهتموا بقراءة القرآن والمداومة على استماعه خصوصاً في ليالي الجمع، فان في ذلك بركات كثيرة في الدنيا والآخرة.

س116: هل يجوز ترجمة القرآن الكريم إلى اللغات الأجنبية؟
ج: نعم، يجوز ذلك، بل قد يجب، ولكن بشروط ثلاثة:
أ. أن يكون المترجم ضليعاً باللغة العربية وباللغة التي يريد الترجمة إليها حتى تكون الترجمة مؤدية المعنى الظاهر نفسه من القرآن الحكيم.
ب. ملاحظة ما جاء في تفسير القرآن من المعصوم (سلام الله عليه) والترجمة على ضوئه.
ج‍. مراعاة الفطرة السليمة والعقل السليم في الترجمة. وقد ترجم القرآن الكريم جماعة من العلماء والأدباء غابراً وحاضراً (انظر الذريعة ج4).

س117: القرآن ذكر اسم مريم، وأنزل سورة باسمها، وذكر زوجة فرعون مع أن السيدة الزهراء (عليها السلام) أرفع مكانة عند الله (تعالى)، لأنها سيدة نساء العالمين، فلماذا لم تنزل سورة باسمها؟ ولماذا لم يذكر اسمها في القرآن الكريم؟

ج: قال الله سبحانه: (إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون). سورة الحجر، الآية:9، فالقرآن الكريم يجب أن يبقى محفوظاً مصوناً من التحريف الذي تعرضت له الكتب السماوية السابقة كالتوراة والإنجيل، وهذا يستدعي عدم التصريح ببعض الأمور وبعض الأسماء حتى لا تمتد يد الطغيان إلى تحريفه، وإنما يتعرّض لها بالإشارة، هذا وقد أنزل الله (تعالى) في حق السيدة الزهراء (عليها السلام) سورتين عظيمتين هما: سورة الإنسان وسورة الكوثر، وذلك من دون التعرض للاسم (لما ذُكر).

س118: فيمن نزلت (ذَرْنِي وَمَنْ خَلَقْتُ وَحِيداً)؟

ج: نزلت في الوليد بن المغيرة، وكان شيخاً مجرباً من دهاة العرب، اجتمعت إليه قريش تتحاكم إليه في القرآن، فأتى إلى النبي (صلى الله عليه وآله)، واستمع إلى آية منه, فاقشعر منها بدنه، وقامت كل شعرة في رأسه ولحيته، فمرّ إلى بيته، ولم يرجع إلى قريش، فقالوا عنه أنه صبأ, ومال إلى دين النبي، فجاء إليه أبو جهل فأنبه على ذلك, وسأله عن حكمه في القرآن، فقال: "دعني أفكر فيه"، فلما كان من الغد أتوه, فقال: "هو سحر"، وذلك بعد معرفته بأنه كلام الله تعالى، فتهدده القرآن الكريم، ولمزيد من الاطلاع راجع تفسير تقريب القرآن إلى الأذهان للإمام الشيرازي الراحل (أعلى الله درجاته) ج29 ص133.

س119: هل الوحي وتكليم الله يختص بالأنبياء؟ وكيف كلّم الله مريم (عليها السلام) وخاطبتها الملائكة, وتنزلت الملائكة على الزهراء (عليها السلام), وهما ليستا نبيتين؟

ج: الوحي في القرآن الكريم على قسمين: وحي النبوة, وهو خاص بالأنبياء، ووحي الإلهام، بأن يلهم الله الإنسان أو غيره بأمر، مثل: (وأوحى ربك إلى النحل), آية/68. فهو يعم غير الأنبياء, بل غير الإنسان أيضاً، وكذلك الكلام, فقد يكلم الله أنبياءه، وقد يكلم الملائكة والبشر أيضاً، قال أمير المؤمنين (عليه السلام) لابن الكواء: "قد كلم الله جميع خلقه برهم وفاجرهم, وردوا عليه الجواب... إذ يقول لنبيك: "وَإِذْ أَخَذَ رَبّكَ مِن بَنِيَ آدَمَ مِن ظُهُورِهِمْ ذُرّيّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَىَ أَنفُسِهِمْ أَلَسْتَ بِرَبّكُمْ قَالُواْ بَلَىَ"، فأسمعهم كلامه, وردوا عليه الجواب. البحار ج64 ص102.

س120: من المسائل القرآنية التي تبدو غامضة، هي الآيات القرآنية الواردة في حق أهل البيت (عليهم السلام) وخصوصا الإمام علي (عليه السلام) كآيات الولاية وإتمام النعمة، والتبليغ والوصاية، والتطهير والعصمة، فنلاحظ ان القرآن الكريم يكون في عرض قضية معينة كالأحكام – مثلا - ثم ينتقل مباشرة إلى عرض آية تخص أهل البيت (عليهم السلام)، ثم ينتقل إلى إتمام السياق الخاص بالقضية الأولى، فما هو السر والحكمة من ذلك؟

ج: لعل من الحكمة في ذلك إخفاء الأمور الحسّاسة بين مطالب غير مثيرة للحسّاسية، وهي في عين خفائها واضحة لمن تدبّرها وراجع الروايات المأثورة، وتفاسير أهل البيت (عليهم السلام) فيها، وهذا الأمر هو من أسباب حفظ القرآن الكريم من التحريف فقد قال تعالى: (إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون) الحجر /9.

س121: ما حكم قراءة القرآن وإهدائها إلى أشخاص فارقوا الحياة وهم مذنبون؟

ج: السيد المرجع: إن كانوا من المسلمين غير الظالمين فهو مطلوب للتخفيف عنهم والتكفير عن ذنوبهم إن شاء الله تعالى، أما الظالمون والكفار فالأحوط الترك.

س122: كثيراً ما نقرأ: من قرأ سورة كذا فله من الأجر كذا، ومن قرأ الدعاء الفلاني فله كذا، ومن أدّى العبادة الفلانية فله كذا. فيجتهد الشخص بتلك الأعمال رغبة في الثواب المترتّب على فعلها، فهل ينافي ذلك أن تكون لوجه الله؟ وهل تكون مقبولة، وهي قد أُدّيت طمعاً في الثواب من الله سبحانه وتعالى، مع العلم بأنه لا يوجد بشر يستطيع أن لا يكون طامعاً في الثواب من الله؟

ج: في الحديث الشريف ما مضمونه: من بلغه ثواب على عمل، فعمله، أعطاه الله ذلك الثواب. فيكون العمل لله تعالى، ويكون الداعي للإنسان إلى ذلك العمل هو الثواب، وهذا جيّد وحسن، إذ لا تنافي بين العمل لله (سبحانه) والطمع في ثوابه ورجاء مغفرته ورضوانه. وقد مدح القرآن الكريم هؤلاء إذ قال: (كانوا يسارعون في الخيرات ويدعوننا رغباً ورهباً وكانوا لنا خاشعين). سورة الأنبياء، الآية:90. نعم إنّ فضيلة العبادة لا رغباً ولا رهباً أكثر وأكثر.

س123: ورد في سورة يوسف (ع) قوله: (إني حفيظ عليم)، وهذه من صفات الله (عز وجل)، فكيف ينسبها يوسف إلى نفسه؟

ج: ليست هذه من الصفات المختصة بالله تعالى، بدليل قوله تعالى: (وعندنا كتاب حفيظ). ق/4، وقوله تعالى: (ويرسل عليكم حفظة). الأنعام/61، وقوله تعالى: (وفوق كل ذي علمٍ عليم). يوسف/76، ومراد يوسف (عليه السلام) من هذه العبارة - كما في تقريب القرآن للإمام الشيرازي (أعلى الله درجاته)-: "(فإني حفيظ)، أي حافظ ما تستودعني عليه، (عليم) بكيفية تدبيرها وإدارتها".

س124: من هم "المستضعفون" الذين وعدهم الله تعالى في القرآن الحكيم بأن يمكنهم في الأرض ويجعلهم أئمة ويجعلهم الوارثين؟

ج: جاء في اللغة استضعفه أي: عدّه ضعيفاً، أو صيّره ضعيفاً، مع إنه ليس بضعيف لو لم يمنع عن حقه، والى هذا المعنى أشار القرآن الحكيم بتعبيره عن المستضعفين، وعليه: فالمستضعفون كما عن بعض المفسّرين ـ وبحسب كتاب مجمع البحرين ـ "هم: محمد (ص) وأهل بيته (ع)" الذين استضعفهم مشركوا قريش بادئ الأمر، ثم إذا قوي أمر الرسول الكريم، وفتح مكة، وأنهى ظاهرة الشرك، وهدم الأصنام في الجزيرة، تآمر البعض عليه (ص) واستضعفوا وصيه وخليفته من بعده الذي نصبه الرسول الكريم (ص) بأمر من الله تعالى يوم غدير خم من عام حجة الوداع، وصادروا حقه في الخلافة، وأقصوه عن حقه وعن منبر رسول الله (ص) حتى أردوه شهيداً في محراب صلاته في الكوفة، وهكذا استضعف من جاء من بعدهم الإمام الحسن المجتبى (ع) حتى دسّ إليه معاوية السمّ ومضى شهيداً، ثم استضعفوا الإمام الحسين (ع) حتى قتله يزيد في كربلاء وسبي أهل بيته الى الكوفة ومنها الى الشام، وهكذا استضعف حكام الجور من بني أمية وبني العباس أهل بيت رسول الله واحداً بعد الآخر، مع أنهم الذين نطق القرآن بعصمتهم، وأمر بمودتهم وطاعتهم، وعرّفهم بأنهم الأوْلى بالناس من الناس، وأنهم أقضى الناس وأعلمهم، وأنهم الوحيدون الذين إذا حكموا عدلوا ونشروا العدل والرحمة، والهناء والسعادة، فاستضعفوهم وأقصوهم عن حقهم، واستمروا على ذلك حتى يأذن الله تعالى للإمام المهدي (ع) فيظهر ويحقق على الأرض ما قاله تعالى في كتابه الحكيم: "ونريد أن نمن على الذين استضعفوا في الأرض ونجعلهم أئمة ونجعلهم الوارثين، ونمكن لهم في الأرض ونري فرعون وهامان وجنودهما منهم ما كانوا يحذرون" القصص/5و6. وفرعون وهامان وجنودهما كناية عن أولئك الذين استضعفوا الرسول وأهل بيته من الأولين والآخرين وحرموا الناس عدلهم ورحمتهم، وأن وعد الله حق وقريب إن شاء الله تعالى.

س125: يقول الله (سبحانه وتعالى) في سورة الزمر: (إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب). فما الحكمة من قوله: (أجرهم)، ولَمْ يقل: (أجورهم)؟

ج: لعل الحكمة في ذلك هو أن(الأجر) يقال لما تمحّض في الفائدة والثواب، بينما (الأجور) يحتمل أنه جمع الأجر بمعنى الجزاء، وهو يقال لما هو أعم من الثواب، فيشمل العقاب أيضاً، وذلك كما في قوله تعالى في سورة آل عمران: 185: (كل نفس ذائقة الموت، وإنما توفون أجوركم يوم القيامة فمن زحزح عن النار، وأدخل الجنة فقد فاز..). أي: تعطون جزاء أعمالكم، ومعلوم أن الجزاء يشمل الثواب والعقاب معاً. هذا مضافاً إلى أنّ كلمة (الأجور) تكون جمعاً للأجرة أيضاً، والأجرة هي الكراء وليست الثواب.

س126: ذكرت لأحد المسيحيين (وهو يسمي نفسه أحمد) بأن المسيح ووالدته الصديقة (عليهما السلام) ليسا من الآلهة، بل من البشر. أخبرته بأن المسيح كان وليداً وشاباً وكهلاً، وهنا سألني: متى كان المسيح كهلاً؟
ج: لقد صرّح القرآن الكريم بالنسبة إلى عيسى (ع) أنه كان قد بلغ سن الكهولة (وصار كهلاً)، وذلك في سورة المائدة الآية 110، قال تعالى: (يا عيسى بن مريم اذكر نعمتي عليك وعلى والدتك إذ أيدتك بروح القدس تكلم الناس في المهد وكهلاً). نعم، إن المسيح كلمة الله (أي: معجزة الله تعالى)، فقد خلقه الله تعالى من غير أب ليكون دليلاً على قدرة الله، ولو كان عدم الأب دليلاً على أنه هو الله، فإن اعتبار آدم كذلك أولى، لأن آدم خلقه الله تعالى من غير أم ولا أب. ثم إن المسيح أرسله الله نبياً ليبشر الناس في إنجيله بمجيء نبي الإسلام (ص)، وقد ذكر النبي (صلى الله عليه وآله) في الإنجيل باسم (أحمد) (ص). إذن فالمسيح كان مقدمة لنبي الإسلام، ودينه كان مقدمة لدين الإسلام.

س127: هل هناك خلق قبل آدم؟ وإن لم يكن هناك خلق فكيف عرفت الملائكة بأن ابن آدم سيفسد في الأرض كما في سورة البقرة آية30؟
ج: ورد عن الإمام الصادق (عليه السلام): (إن قبل آدمكم هذا لألف ألف آدم). وفي تقريب القرآن للإمام الشيرازي (رحمه الله): (ولعلهم إنما علموا بذلك لما كانوا يدركون من كدرة الأرض وثقلها الموجبة للفساد أو التكدر أو لما رأوا من فعل بني الجان سابقاً). التقريب ج1 ص 56 – 57.

س128: هل توجد أية رواية عن المعصومين (سلام الله عليهم) ينفون فيها التحريف عن القرآن الكريم ويثبتون سلامته من التغيير والزيادة والنقصان؟
ج: اقتضت إرادة الله تعالى حفظ كتابه العزيز عن كل تحريف، حيث قال سبحانه: «إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون» الحجر/9. وقال (عز وجل): «لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه» فصّلت/42. ومن المعلوم أن إرادته تعالى فوق كل إرادة. فالقرآن الذي بين أيدينا اليوم ـ وبإجماع علماء الشيعة ـ هو القرآن الذي أنزله الله تعالى على رسوله الكريم بلا زيادة ولا نقيصة. وأما بالنسبة للروايات، فإنَّ المعصومين (عليهم السلام) قد دعوا شيعتهم إلى قراءة هذا القرآن والتمسك به والعمل بأحكامه، وذكروا فضائل سوره وفوائدها، بل دعوا شيعتهم إلى عرض كلامهم (عليهم السلام) على هذا الكتاب الكريم فما وافق الكتاب أوجبوا الأخذ به وما خالفه أوجبوا تركه والإعراض عنه، وبعد كل هذا فهل نحتاج إلى رواية عنهم (عليهم السلام) تقول: إنَّ القرآن غير محرَّف؟!

س129: من أعمال ليالي القدر دعاء التوسل بالقرآن المجيد، وهو مروي عن الصادقين (عليهما السلام)، قالا: (تأخذ المصحف فتنشره وتضعه بين يديك ... إلخ).وعن جعفر بن محمد (عليه السلام): (خذ المصحف فضعه على رأسك ... إلخ). ولكن الملاحظ من بعض الشيعة في المساجد أنهم لا يتبعون هذه الطريقة، بل يفتحون المصحف ويضعونه على رؤوسهم من جهة الكتابة، فهل هذا موافق للاستحباب؟ وهل هو عمل صحيح؟ هذا وقد أصبح بعض المخالفين لمذهب أهل البيت (عليهم السلام) يعيبون عليهم هذا العمل ويصفونه بقلة العقل، ويسخرون ممن يفعله؟
ج: الروايتان المذكورتان في السؤال لا تناقض بينهما وبين ما يفعله المؤمنون في ليالي القدر، وذلك لأن مفهومهما هو: أنه يستحب نشر القرآن وفتحه أمام الوجه أولاً مع قراءة الدعاء المخصوص الموجود في كتب الأدعية، وثانياً وضع المصحف منشوراً على الرأس وقراءة الدعاء المذكور، وهو نوع توسّل بكتاب الله (تعالى) إلى الله (سبحانه)، وذلك مما أمرنا الله به حيث يقول (عز وجل): «وابتغوا إليه الوسيلة». المائدة/35. وقد ثبت في تفسير الآية الكريمة عن أهل البيت (عليهم السلام) بأن القرآن الحكيم والرسول الكريم وأهل بيته المعصومين هم الوسيلة إلى الله تعالى.

س130: هل يجوز للمحْدِث مس ترجمة القرآن الكريم؟
ج: نعم، يجوز المسّ - في فرض السؤال - إلاّ لفظ الجلالة بأية لغة كانت.

س131: غالباً ما ينهي الله تعالى آخر آياته بقول: (أولي النهى - أولي الأبصار - أولي الألباب)، ماذا يُقصد بهذه المفردات؟ وما هو الفرق بينها؟ وما الغرض من ذكرها؟
ج: كلمة (أُولي) تعني أصحاب، وكلمتا (النُهى) و(الألباب) تشيران إلى معنى واحد وهو العقل، أي أصحاب العقول. و(أولي الأبصار) هنا تعني أصحاب البصائر, أي: الذين ينظرون بعين القلب كما يقال فلان بصير بالأمور أي: يعرفها ويدركها, فيكون المقصود: إن أصحاب العقل والبصيرة هم الذين يستفيدون من المواعظ ويعتبرون منها ومن خلالها يُصلحون دنياهم وآخرتهم.

س132: إحدى الأخوات نقلت لنا أنها سمعت تفسير سورة المائدة من إحدى الخطيبات وكانت الخطيبة تقول: إن المائدة المذكورة في قصة عيسى والحواريين لم تنزل في ذاك الزمن وإنما ستكون من ضمن معجزات عيسى(عليه السلام) في زمن الرجعة مع مولانا صاحب العصر والزمان(عجل الله تعالى فرجه الشريف) هل هذا القول صحيح؟
ج: جاء في التفسير عن النبي الكريم(صلى الله عليه وآله) أنه قال: «ونزلت المائدة خبزاً ولحماً»، وعن أهل البيت(سلام الله عليهم): «إن المائدة كانت تنزل عليهم فيجتمعون عليها ويأكلون منها، ثم ترتفع، فقال كبراؤهم ومترفوهم: لا ندع سفلتنا يأكلون منها معنا، فرفع الله المائدة ببغيهم ومسخوا قردة وخنازير». تقريب القرآن إلى الأذهان ج2 ص38.

س133: في قول الله(عزوجل): (إذ قال الحواريون يا عيسى بن مريم هل يستطيع ربك أن ينزل علينا مائدة من السماء قال اتقوا الله إن كنتم مؤمنين)، على أي أساس سأل الحواريون هذا السؤال، هل كانوا يريدون أن يعرفوا مدى قدرة الله أم ماذا؟ وهذا السؤال من قبل الحواريين جاء من أي باب؟
ج: «هل يستطيع ربك» أي: هل تقتضي حكمته وإرادته ويريد ذلك؟ تقريب القرآن إلى الأذهان ج2 ص38.

س134: هل قراءة عاصم عن علي بن أبي طالب(عليه السلام) هي الأشهر بين القراءات؟
ج: نعم، فإن المشهور بين علماء التجويد هو: أن القرّاء سبعة، لكنهم يعتمدون القراءة المروية عن حفص بن سليمان الأسدي الكوفي، عن شيخه عاصم بن أبي النجود الكوفي، عن علي بن أبي طالب(عليه السلام).

س135: السبب والخلل ليس في الإسلام كدين، إننا إذا اتفقنا على القرآن الكريم فسنختلف على تفسيره، وإذا اتفقنا على التفسير سنختلف على التطبيق، وإذا اتفقنا على التطبيق سنختلف مع من يطبق، إنّ هذه الإشكاليات هي سبب تعثر مسيرة حياة مجتمعاتنا بصورة عامة، السؤال: هناك من يرى ذلك، فما هو الحل؟
ج: الحل قد عرضه القرآن الحكيم من قبل، فقال: «واعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرقوا» آل عمران/103، وفي تفسير مجمع البيان قال: (روى أبو سعيد الخدري عن النبي الكريم أنه قال: «أيها الناس إني قد تركت فيكم حبلين إن أخذتم بهما لن تضلّوا بعدي، أحدهما أكبر من الآخر: كتاب الله حبل ممدود من السماء إلى الأرض، وعترتي أهل بيتي، ألا وإنهما لن يفترقا حتى يردا عليّ الحوض»)، وقال سبحانه أيضاً: «ولو ردّوه إلى الرسول وإلى أولي الأمر منهم لعلمه الذين يستنبطونه منهم» النساء/83، وفي تفسير مجمع البيان، قال: (عن الإمام أبي جعفر (عليه السلام) أنه قال: «هم الأئمة المعصومون»).
ومع غياب الأئمة المعصومين - كما هو الحال في زماننا الحالي - تكون المرجعية لوكلائهم من الفقهاء الجامعين لشرائط التقليد.
وهذا يعني أن الاجتماع حول الأئمة (عليهم السلام) والأخذ برأيهم هو الطريق الصحيح الذي يجمع كلمة الأمّة على التقوى والخير ويحفظهم من الاختلاف والفرقة، وإلى هذا أشارت السيدة الطاهرة فاطمة الزهراء (عليها السلام) في خطبتها بملأ من المسلمين محتجة على أبي بكر بعدم مشروعية حكمه وبغصبه فدكاً، وقالت فيما قالت: «وجعل الله إمامتنا أماناً من الفرقة»، وفيه تعريض واضح بأن مصادرة الخلافة وفدك أسّس الاختلاف والفرقة بين المسلمين، وإليه أيضاً أشار سلمان الصحابي الجليل في خطبته بعد مواراة النبي الكريم بثلاثة أيام حيث قال: «... أما والذي نفس سلمان بيده لو ولّيتموها (أي: الخلافة التي نصّ عليها الرسول الكريم بأمر من الله تعالى) علياً لأكلتم من فوقكم ومن تحت أقدامكم .. إلى أن يقول: ولا اختلف اثنان في حكم الله» الاحتجاج/ج1 ص151-152.

س136: ما هو الذنب الذي لا يغفره الله عزوجل؟
ج: قال الله تعالى: «إن الله لا يغفر أن يشرك به» النساء/48، وقال سبحانه: «إن الشرك لظلم عظيم» لقمان/13، وقال عزّوجل: «ومن يبتغ غير الإسلام ديناً فلن يقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين» آل عمران/85. وعن الإمام العسكري(عليه السلام) أنه قال: «من الذنوب التي لا تُغفر قول الرجل: ليتني لا اُؤاخذ إلا بهذا». وهذا يعني: استصغار الذنب، وكذلك اليأس من رحمة الله، فإنها من الذنوب التي لا تُغفر.

س137: هل صحيح أن القرآن الكريم حُذف منه كلمة (آل محمد) من قوله تعالى: (إن الله اصطفى آدم ونوح وآل محمد ..) وأن أبا بكر هو الذي قام بحذفها؟
ج: القرآن الكريم قد ضمن الله تعالى صونه من أية زيادة أونقيصة حتى من مثل المذكور في السؤال، نعم الآية الكريمة نفسها فيها: «آل إبراهيم»، وهي شاملة لآل محمد، لأنهم من نسل إبراهيم، وقد ورد في التفسير المأثور عنهم أن آل إبراهيم هم آل محمد (صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين).

س138: إذا ختمت القرآن الكريم وأهديت ثوابه إلى أحد الأموات، فهل لي أجر مثله (مساوٍ له)؟
ج: من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها.

س139: البعض يستدل بهذه الآية المباركة:
(أُحِلَّ لَكُمْ صَيْدُ ٱلْبَحْرِ وَطَعَامُهُ مَتَاعاً لَّكُمْ وَلِلسَّيَّارَةِ وَحُرِّمَ عَلَيْكُمْ صَيْدُ ٱلْبَرِّ مَا دُمْتُمْ حُرُماً وَٱتَّقُواْ ٱللَّهَ ٱلَّذِيۤ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ). على جواز أكل كل ما في البحر من أسماك وحيوانات .. فكيف يمكن الرد على ذلك؟
ج: هذه الآية الكريمة في بصدد بيان ما تقدم في الآية الكريمة السابقة من تحريم الصيد على من أحرم للحج أو العمرة، فهي تقول بجواز صيد البحر له، يعني: أنها في مقام بيان جواز صيد البحر لمن في الإحرام وليست في مقام بيان ما يحلّ أكله من حيوانات البحر. أما بالنسبة لما يحل أكله من حيوانات البحر فقد روي عن الإمام الصادق (عليه السلام): «كُلْ من السمك ما له فلس ولا تأكل منه ما ليس له فلس». كتاب وسائل الشيعة: ج24 ص129، الباب الثامن من الأطعمة المحرمة، الحديث 7.

س140: جاء في كتاب أصول الكافي للكليني ص647: عن رسول الله قال: (اقرؤوا القرآن بألحان العرب وأصواتها، وإياكم ولحون أهل الفسق وأهل الكبائر، فإنه سيجيء من بعدي أقوام يرجعون القرآن ترجيع الغناء والنوح والرهبانية، لا يجوز تراقيهم، قلوبهم مقلوبة، وقلوب من يعجبه شأنهم). أُريد تفسير هذا الحديث الشريف إن أمكن.
ج: لا يبعد القول بأن المراد منه ظاهراً، هو ما تعارف عند العرب والمسلمين الذين لم يكونوا في صدر الإسلام قد توحلوا بعد في مستنقعات الطرب والمجون والتفسخ. ولعل ما يؤيد هذا أن أكثر أدوات اللهو والطرب، إلا ما شذ وندر، ليست عربية الألفاظ، بل تسربت إلى العرب بدخول أشكال الأدوات المدنية الأخرى، كألوان الأطعمة والألبسة والتزويق. ويقابلهم في الألحان من كانت لهم طرائق لهوية ماجنة، وهم أهل الفسوق والكبائر، أو من كانوا يستحوذون على عقول من يحف بهم ممن يرجّعون بالغناء ترجيعاً خاصّاً أو بأسلوب النوح في الغناء، أو بألحان الرهبان وأصحاب الأديان المنحرفة، الذين يلوون ألسنتهم من أجل استجلاب قلوب الناس بالباطل والتزوير. ولا شك أن للصوت العذب الحسن، والألحان أثرهما على القلب، لما لهما من التأثير في دغدغة العواطف، وتعطيل العقول والألباب.

س141: ما هي قصة العرنيين؟ وهل صحيح ما يذكره بعض المؤرخين من أن النبي الأكرم (صلى الله عليه وآله) أمر _ بسبب اعتدائهم على الناس عبر أعمال إجرامية _ بقطع أيديهم وأرجلهم وسمل عيونهم ثم أمر بتركهم في "الحرة" حتى ماتوا؟
ج: القصة على ما جاء في كتاب تقريب القرآن إلى الأذهان للإمام الشيرازي الراحل، في تفسير الآية (33) من سورة المائدة هي: إن العرنيّين، وهم قوم من بني ضبّة، لما نزلوا المدينة مظهرين للإسلام، استوخموها واصفرّت ألوانهم، فأمرهم النبي الكريم أن يخرجوا إلى إبل الصدقة فيشربوا من ألبانها وأبوالها، ففعلوا ذلك، فصحّوا، ثمّ مالوا إلى الرعاة فقتلوهم، واستاقوا الإبل، فبعث الرسول الكريم إليهم علياً (عليه السلام) فأسرهم، فنزلت الآية الكريمة: ((إنما جزاء الذين يحاربون الله ورسوله ويسعون في الأرض فساداً أن يقتّلوا أو يصلّبوا أو تقطّع أيديهم وأرجلهم من خلاف أو ينفوا من الأرض، ذلك لهم خزي في الدنيا ولهم في الآخرة عذاب عظيم))، فاختار الرسول الكريم (صلى الله عليه وآله) القطع بأمر من الله تعالى ليكون عبرة لغيرهم، فلا يتجرّؤوا على قتل الناس الأبرياء ويقطعوا سبيل المعروف.

س142: كنت أقرأ القرآن كل يوم أربع صفحات، ولكن بعد مدة تركت القراءة وأردت أن أبحث عن كتاب تفسير للقرآن الكريم يفيدني حتى أفهم معاني القرآن أيضاً، فماذا ترون؟ وهل صحيح توقفي عن قراءة القرآن؟ وما هو أفضل كتاب تفسير غير مطول ولا مقتضب؟
ج: التوقف عن تلاوة القرآن ليس صحيحاً، لأنّ في التلاوة نفسها خير وبركة، نعم يزداد ذلك الخير والبركة مع فهم المعنى ومع تطبيقه في حياته اليومية، ولعل أفضل تفسير مجمع الإختصار والكمال وهو: تفسير «تقريب القرآن إلى الأذهان» للإمام الشيرازي الراحل قدس سرّه.

س144: الآية الكريمة: (ولمن صبر وغفر إن ذلك لمن عزم الأمور) الشورى: 43، ما هو المراد من كلمة (غفر) بعد الصبر؟
ج: جاء في معنى الآية الكريمة في تفسير «تقريب القرآن إلى الأذهان» للإمام الشيرازي الراحل ج5 ص40 ما يلي: (ولمن صبر على الأذى وغفر أي عفى عن المؤذي ـ فيما كان الغفران خيراً ـ إن ذلك منه لمن عزم الأمور التي تحتاج إلى عزيمة قوية في النفس، وليس من الأمور التي تأتي عفوياً وحسب إرادة عادية).

س145:هل يجوز قراءة القرآن بالألحان والمقامات الموسيقية (الرست, الصبا, النهاوند, الحجاز ...)؟
ج: التجويد مستحب، وهو: أداء الحروف وحسن الوقوف، وجاء في الحديث الشريف الحث على قراءة القرآن بصوت حسن، ولكن شريطة أن لا يصدق عليه الغناء فإنه حرام، كما أنه ينبغي اجتناب الاصطلاحات التي لا تناسب قدسية القرآن الحكيم.

س146: لماذا لم يذكر اسم الإمام علي (عليه السلام) وكذلك ولايته في القرآن الكريم، وما الذي يؤكد هذه الولاية؟
ج: عن أبي بصير قال: سألت أبا عبدالله (عليه السلام) عن قول الله عز وجل: «أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم» النساء/59، فقال: (نزلت في علي بن أبي طالب والحسن والحسين (عليهم السلام))، فقلت له: إن الناس يقولون: فما له لم يسم عليا وأهل بيته (عليهم السلام) في كتاب الله عز وجل؟ قال: فقال: (قولوا لهم: إن رسول الله (صلى الله عليه وآله) نزلت عليه الصلاة، ولم يسمّ الله لهم ثلاثاً ولا أربعاً، حتى كان رسول الله (صلى الله عليه وآله) هو الذي فسر ذلك لهم، ونزلت عليه الزكاة ولم يسمّ لهم من كل أربعين درهماً درهماً، حتى كان رسول الله (صلى الله عليه وآله) هو الذي فسر ذلك لهم، ونزل الحج فلم يقل لهم: طوفوا سبعاً حتى كان رسول الله (صلى الله عليه وآله) هو الذي فسر ذلك لهم).

س147: لماذا يتكلم الله تعالى عن نفسه في القرآن الكريم أحياناً بصيغة الجمع وأحياناً بصيغة المفرد، فمرة يقول: (نحن نزلنا) ومرة يقول: (خلق لكم) مثلاً؟
ج: اختلاف التعبير هو من التفنن في العبارة وهو من البلاغة، مضافاً إلى نقاط حكميّة أخرى مثل: اقتضاء المورد للإتيان بلفظ المفرد، أو الإتيان بلفظ الجمع، ونحو ذلك.

س148: الآيتان الكريمتان:
1- إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هادُوا وَالصَّابِئِينَ وَالنَّصارى وَالْمَجُوسَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا إِنَّ اللهَ يَفْصِلُ بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيامَةِ إِنَّ اللهَ عَلى كُلِّ شَيْ‏ءٍ شَهِيدٌ (الحج/17).
2- إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هادُوا وَالصَّابِئُونَ وَالنَّصارى مَنْ آمَنَ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَعَمِلَ صالِحاً فَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ (المائدة/ 69).
السؤال: في قوله: (وَالصَّابِئِينَ) (وَالصَّابِئُونَ)، لماذا الأولى منصوبة، والثانية مرفوعة؟
ج: جاء في مجمع البيان عند تفسير الآية الكريمة «69» من سورة المائدة بأن قوله سبحانه: «والصابئون» محمول على التأخير ومرفوع بالابتداء، والمعنى: إن الذين آمنوا والذين هادوا من آمن منهم بالله واليوم الآخر وعمل صالحاً فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون، والصابئون والنصارى أيضاً كذلك.

س149: هل يجوز قراءة القرآن مع وجود مذياع أو ما أشبه يتلو القرآن؟
ج: يجوز وخاصة فيما لو كان يُصحّح قراءته عليه.

س150: هل هناك فرق في الثواب بين قراءة القرآن باللسان أو بالعين؟
ج: نعم، حيث إن الروايات الواردة في هذا المجال تحث على تلاوة القرآن الكريم وقراءته باللسان والصوت، فعن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) أنه قال لسلمان: «يا سلمان عليك بقراءة القرآن، فإن قراءته كفارة الذنوب، وسترة من النار، وأمان من العذاب ...»، والحديث طويل، فراجع جامع الأخبار ص39. وقال (صلى الله عليه وآله وسلم) يضاً: «إن هذه القلوب لتصدأ كما يصدأ الحديد وإن جلاها قراءة القرآن». وقال الإمام الصادق (عليه السلام) في قوله تعالى: (الذين آتيناهم الكتاب يتلونه حق تلاوته): (يرتلون آياته، ويتفقهون فيه، ويعملون بأحكامه ...). إرشاد القلوب 1/ 78 ب19، وغير ذلك.

س151: هل صحيح أنه لا يجوز أن ينسى الإنسان ما حفظه من القرآن الكريم؟ وما حكم مَنْ حفظ ثم نسي؟ وهل هناك فرق بين مَنْ نسي بسبب أن قراءته للقرآن قلّت؟ وبين مَنْ نسي بسبب تقدمه في العمر؟
ج: يُكره إذا كان عن تقصير، وأما إذا كان عن قصور فلا، نعم ينبغي الابقاء على الحفظ، ففي الحديث الشريف ما مضمونه بأن درجات الجنّة بعدد آيات القرآن الحكيم، ويُقال لحافظ القرآن اقرأ وارقأ، فليس فوق حافظ القرآن درجة.

س152: من كان يقرأ بعض السور القرآنية بطريقة مختلفة عمّا عليه المصحف الشريف، الآن وقد صحح قراءته، ما حكم صلواته التي صلاّها بهذه القراءة المختلفة عن المتعارف في القرآن الكريم؟
ج: الأحوط وجوباً أن تكون القراءة في الصلاة وفق المصحف الشريف، فإن كان قد أخطأ في قراءتها من غير عمد، فلا يجب عليه إعادة صلواته السابقة، وإلا أعادها على الأحوط وجوباً.

س153: ما هو المناط في صحة قراءة الضاد في كلمتي (المغضوب والضالين)؟ هل يجب قراءة هذا الحرف كما يقرأه علماء التجويد؟ أم يكفي قراءته على نحو أنه عرفاً قرأ حرف الضاد في الكلمتين؟
ج: يكفي في التلفظ بحرف الضاد، وكذا غيره من الحروف الصدق بنظر العرف العربي.

س154: كيف أهدي سورة من القرآن الكريم إلى الميت؟ وهل الإهداء قبل القراءة أو بعد الانتهاء منها؟
ج: الإنسان مادام في هذه الحياة فهو في فترة عمل من غير حساب، فإذا مات انعكس الأمر وصار في فترة حساب من دون عمل، ولذلك يشتد تلهّفه إلى ذويه ويتوقع إسعافه بعمل يقدّمونه له، والعمل يمكن تقديمه للميت بأحد وجهين أ- أن ينوب عنه فيأتي بالعمل من قرآن وغيره نيابة عن الميّت، وهذا يستدعي القصد من أول العمل، فينوي حين يريد القراءة بأنه يقرأ نيابة عن فلان الميت، وهذا أكثر ثواباً للميت وأنفع له. ب- أن يهدي ثواب العمل من قرآن وغيره إلى الميت، وهذا يصح حتى لو قصد الإهداء بعد القراءة، علماً بأنه يصح إهداء ثواب ما يأتي به الإنسان من أعمال صالحة حتى الواجبات إلى الميت ودون أن ينقص من ثوابه هو شيء.

س155: هل يجب على المرأة عدم إظهار شعرها عند قراءتها القرآن الكريم؟ وهل يجب عليها التحجب الكامل؟
ج: لا يجب لبس الحجاب ولا التحجب الكامل عند قراءة القرآن إذا لم يكن هناك رجلٌ من غير المحارم.

س156: في سورة البقرة (يسألونك عن الخمر والميسر قل فيهما إثم كبير ومنافع للناس..)، ماهي منافع وفوائد الخمر والميسر المقصودة في هذه الآية المباركة؟
ج: منافع الخمر لعلها هي الأرباح التي يحصل عليها صانعو الخمر وكذلك الميسر، والآية الكريمة تشير إلى مطلب عقلي يعترف به العقلاء جميعاً، وهو: أن العاقل لا يقدم على شيء إلا بعد أن يعرف نفعه من ضرره، فإذا كان ضرر الشيء أكثر من نفعه، فعقله يأمره أن يتركه ويجتنبه، والخمر والميسر من الأمور التي ثبت علمياً وخارجاً بأن أضرارها كبيرة بحيث لا يعد نفعها أمام أضرارها شيئاً، فعلى العاقل حتى لو لم يحرّمها الله تعالى أن يجتنبها، فكيف وقد حرّمها حرمة شديدة وأكيدة؟!

س157: هل يجوز للحائض كتابة الآيات القرآنية دون مسّها؟
ج: إذا لم يستلزم مسّها فيجوز.

س158: هل يجوز إهداء القرآن الكريم والأدعية والأذكار الخاصة بالحفظ أو الرزق أو العافية، لأهل الكتاب والكفار؟
ج: لا يجوز إهداء شيء من المذكورات لغير المسلم إلا إذا كان يرجى من ذلك هدايته إلى الإسلام بسببها.

س159: أريد أن أقرأ تفسيراً للقرآن الكريم، وهنا أسأل:
ا- ما هي الأسس التي أعتمدها لاختيار هذا التفسير دون غيره؟
ب- هل هناك اختلافات كبيرة بالتفسير بين مفسري الشيعة وغيرهم؟
ج- برأيكم أي تفسير أبدأ به؟ وأي تفسير بعده؟
د- ممكن شرح موجز عن التفسير: ما معناه؟
ج: قرن الرسول الكريم أهل بيته المعصومين بالقرآن الحكيم، كما في حديث الثقلين المتواتر، وجعلهما خليفتيه من بعده، مما يعني أن القرآن يعرّف أهل البيت (عليهم السلام)، وأهل البيت (عليهم السلام) يعرّفون القرآن ويفسّرونه لنا، فالمعتمد هو التفسير الوارد عن أهل البيت (عليهم السلام)، وعن الذين انتهجوا نهجهم من فقهاء الشيعة دون غيرهم، وينبغي البدء بمثل «تبيين القرآن» و«تقريب القرآن» للإمام الشيرازي الراحل، ثم «مجمع البيان» الجامع لآراء مختلفة، علماً بأن التفسير كما في «مجمع البحرين» هو: كشف معنى اللفظ وإظهاره، وذلك مقابل التأويل الذي هو بيان المعنى الخفي الذي هو غير المعنى الظاهري، وفي حديث الإمام أمير المؤمنين (عليه السلام) قال: «وما من آية إلاّ وعلّمني (أي الرسول الكريم) تأويلها» الكافي، ج1، ص52، حديث1.

س160: متى تنفخ الروح في الجنين؟ وهل أقوال البخاري ومسلم حول نفخ الروح بعد 120 يوماً أو 40 يوماً صحيحة؟ وأي القولين أصح؟ هل حدّد القرآن الكريم والنبي الأكرم(ص) يوماً محدّداً لنفخ الروح في الجنين أم هي مجرد تفاسير معرّضة للانتقادات؟
ج: قال الله تعالى: «ولقد خلقنا الإنسان من سلالة من طين* ثم جعلناه نطفة في قرار مكين * ثم خلقنا النطفة علقة فخلقنا العلقة مضغة فخلقنا المضغة عظاماً فكسونا العظام لحماً ثم أنشأناه خلقا آخر فتبارك الله أحسن الخالقين».
المؤمنون: 12ـ14. وفي الحديث الشريف عن أبي جعفر (عليه السلام): (إن النطفة تكون في الرحم أربعين يوماً ثم تصير علقة أربعين يوماً، ثم تصير مضغة أربعين يوماً، فإذا كمل أربعة أشهر بعث الله ملكين خلّاقين فيقولان: يا رب ما تخلق ذكراً أو أنثى؟ فيؤمران..). وهو يدل على أن ولوج الروح يكون مع تمام أربعة الأشهر.

س161: هل صحيح أنّ الرسول الأكرم (صلى الله عليه وآله) أقرّ بـمسألة تعدد وجوه القراءة، ومن ثم بوجود تغيرات طفيفة في تلاوة السورة الواحدة، لكنها غير مفضية إلى التناقض؟
ج: غير صحيح.

س162: هل صحيح أن القرآن الكريم قد جمع جمعاً وافياً في عهد عثمان؟ وأنه لا وجود لنسخ متعددة للقرآن، أي فقط النسخة التي جمعت في عهد عثمان؟
ج: لقد جمع القرآن الإمام أمير المؤمنين (عليه السلام) بأمر الرسول الكريم (صلى الله عليه وآله) وبأمر من الله تعالى مرّتين، مرة في زمان الرسول الكريم، وهو الموجود اليوم بأيدي المسلمين، فإنه بقراءة عاصم ورواية حفص عن الإمام أمير المؤمنين (عليه السلام)، ومرة بتفسير وتأويل، وبيان العام والخاص، والمطلق والمقيد ونحو ذلك، وأكمله بعد الرسول الكريم (صلى الله عليه وآله)، لكن القوم رفضوه، فاحتفظ به (عليه السلام)، وهو اليوم عند ولده الإمام المهدي (عليه السلام)، ويأتي به عند ظهوره إن شاء الله تعالى، وللتفصيل الأكثر ينبغي مراجعة كتاب «ولأول مرة في تاريخ العالم» للإمام الشيرازي الراحل (رحمه الله).

س163: عند قراءتي للقرآن الكريم أخطئ في تلفظ بعض الكلمات، فماذا أفعل؟ وبعض الأوقات عند قراءة بعض السور أستمر في القراءة في كل مكان حتى وأنا في الحمّام، هل هذا يجوز؟
ج: ينبغي للإنسان أن يتعلم قراءة القرآن ليقرأ بشكل صحيح، ويمكنه التعلّم بلا مشقة وهو في بيته، وذلك من خلال الاستماع إلى ما يرتّله مشاهير قرّاء الشيعة مع تطبيق ما يقرؤه على نسخة من القرآن الكريم يأخذه بيده وينظر إليه، ومع ذلك فإذا أخطأ في القراءة وكان من غير تعمّد فلا بأس عليه، وفي الحديث الشريف بأن الملائكة ترفعه عند عدم التعمّد صحيحاً، ولا بأس بالتلاوة في كل مكان.

س164: قال تعالى: (وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّىٰ لَا تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ كُلُّهُ لِلَّهِ فإن انتهوا فلا عدوان إلا على الظالمين) البقرة:193.
السؤال: الآية الكريمة تدعو المؤمنين إلى قتال مَنْ؟ ومن هم (الظالمون) هنا؟ فإن القرطبي في تفسيره يقول: (والظالمون هم على أحد التأويلين: من بدأ بقتال، وعلى التأويل الآخر: من بقي على كفر وفتنة)؟
ج: جاء في تفسير مجمع البيان في قوله تعالى: «وقاتلوهم حتى لا تكون فتنة ويكون الدين لله فإن انتهوا فلا عدوان إلا على الظالمين» البقرة:193،: «المراد بها أنهم إذا ابتدؤوا بالقتال في الحرم يجب مقاتلتهم حتى يزول الكفر». وعن سماعة بن مهران، عن أبي عبد الله (عليه السلام) في قوله (تبارك وتعالى): ﴿لَا عُدْوَانَ إِلَّا عَلَى الظَّالِمِينَ﴾، قال: «أولاد قتَلَة الحسين (عليه السلام)». وفي (تفسير العيّاشي)، عن الحسن بيّاع الهروي، يرفعه، عن أحدهما (عليهما السلام) في قوله: ﴿لا عُدْوَانَ إِلَّا عَلَى الظَّالِمِينَ﴾، قال: «إلّا على ذريّة قَتَلَة الحسين».
وفي العلل: عن الرضا (عليه السلام) أنه سئل، يا بن رسول الله ما تقول في حديث روي عن الصادق (عليه السلام) أنه قال: (إذا خرج القائم قتل ذراري قتلة الحسين بفعال آبائهم). فقال: (هو كذلك). فقيل: فقول الله عز وجل ((ولا تزر وازرة وزر أخرى)) ما معناه. فقال (عليه السلام): (صدق الله في جميع أقواله، لكن ذراري قتلة الحسين يرضون بأفعال آبائهم، كذلك ويفتخرون بها، ومن رضي شيئاً كان كمن أتاه، ولو أن رجلاً قتل في المشرق فرضي بقتله رجل في المغرب، لكان الراضي عند الله شريك القاتل، وإنما يقتلهم القائم إذا خرج لرضاهم بفعل آبائهم). وجاء في تفسير الصافي أقول: وذلك لأنهم إنما يكونون من سنخهم وحقيقتهم بحيث لو قدروا على ما قدر عليه أولئك فعلوا ما فعلوا.

س165: هل صحيح أن الشيعة تعتبر القرآن الكريم فقط من الكتب السماوية الكتاب الحق الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، وأما غير القرآن ليس كذلك؟
ج: نعم، الشيعة يعتقدون بذلك، لأن الحقيقة الخارجية المتحققة على أرض الواقع هي هكذا، فإن القرآن الحكيم هو المعجزة الخالدة للرسول الخاتم (صلى الله عليه وآله)، وهو معجزة في العلم والمعرفة، والأخلاق والآداب وفي كل شيء، وقد تحدّى الأولين والآخرين في إعجازه، وفي العثور على خلل في شيء مما جاء فيه، فلم يعثروا على شيء من ذلك رغم مرور خمسة عشر قرناً عليه، ورغم التطور العلمي والصناعي، بل إن القرآن الحكيم هو كتاب الإعجاز العلمي أيضاً بإشارته إلى العديد من حقائق وقوانين الكون والحياة كقانون الجاذبية وقانون الزوجية، وحديثه عن مبدأ الخلق وفتق السماوات والأرض وغير ذلك مما أشار إليه المتخصصون في هذا المجال، حيث غدا القرآن الحكيم ملهماً وموجهاً لكل من يريد الغوص في بحر تلك العلوم... وهذه المؤسسات التي تغزو الفضاء تكتب على واجهة مقرّها الآية الكريمة «33» من سورة الرحمان: «يا معشر الجن والإنس إن استطعتم أن تنفذوا من أقطار السماوات والأرض فانفذوا لا تنفذون إلا بسلطان» وغيرها من الآيات الكريمة، بينما غير القرآن الحكيم من الكتب السماوية الأخرى الموجودة لدى غير المسلمين لا يوجد فيها شيء من الإعجاز العلمي ونحوه، مما يدل على أنه قد نالتها يد التحريف، مضافاً إلى أنه قد نسخها القرآن الحكيم، وعليه: فإنه لا يوجد اليوم على هذه الكرة الأرضية كتاب سماوي سالم من التحريف ومن كل زيادة ونقيصة إلا القرآن الحكيم.

س166: (وليس الذكر كالأنثى). هذه الآية 36 من سورة آل عمران، ألا يدل سياقها اللغوي على تفضيل المرأة على الرجل وليس العكس. وأيضاً هناك آيات أخر تدل على ذلك، منها: (أَلَكُمُ الذَّكَرُ وَلَهُ الْأُنثَىٰ تِلْكَ إِذًا قِسْمَةٌ ضِيزَىٰ)(النجم:21-22). (أَفَأَصْفَاكُمْ رَبُّكُم بِالْبَنِينَ وَاتَّخَذَ مِنَ الْمَلَائِكَةِ إِنَاثاً إِنَّكُمْ لَتَقُولُونَ قَوْلًا عَظِيماً)(الإسراء:40). (وَجَعَلُوا الْمَلَائِكَةَ الَّذِينَ هُمْ عِبَادُ الرَّحْمَٰنِ إِنَاثًاً أَشَهِدُوا خَلْقَهُم سَتُكْتَبُ شَهَادَتُهُمْ وَيُسْأَلُونَ)(الزخرف:19).
ج: «وليس الذكر كالأنثى» آل عمران:36، هذا التعبير هو في نفسه معجزة بالغة من معجزات القرآن التي لا تنتهي، إذ لو كان التعبير بأن الأنثى ليست كالذكر، لأمكن القول بمفضولية الأنثى، رغم أن القرآن يفسّر بعضه بعضاً، ومعنى المفضولية ينفيه قول الله تعالى: «يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوباً وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم» الحجرات:13، فتكون النتيجة: إن الكرامة لمن اتّقى الله بلا فرق بين أن يكون ذكراً أو أنثى.

س167: هل يجوز إهداء ثواب ختمة القرآن الكريم لروح النبي الأعظم (صلى الله عليه وآله) وأرواح الأئمة الأطهار (عليهم السلام) وصاحب الزمان (عجل الله تعالى فرجه الشريف)؟ وإذا كان يجوز فهل يجب عقد النية لذلك منذ الشروع في قراءة القرآن أم عقد النية يكون عند إتمام ختم القرآن ؟
ج: يجوز إهداء ثواب ختمة القرآن الكريم للمعصومين (صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين) ولغيرهم أيضاً، ولا يجب عقد النية منذ البدء، بل يجوز في الأثناء أو عند الانتهاء.

س168: كيف نستطيع أن نوجد حالة أنس في قلوبنا، عند قراءة القرآن الكريم؟ علماً بأننا بسبب الدراسة لا نستطيع إلا تلاوة شيء بسيط منه، مع أنّ أذهاننا مشتتة هنا وهناك؟
ج: جاء في الحديث الشريف _ما معناه_ بأنّ الإنسان لو أراد أن يكلّمه الله _وكلنا يحبّ أن يرتقي بنفسه إلى هذا المقام_ فليقرأ القرآن، فإذا أقبل الإنسان على تلاوة القرآن الكريم، بهذه النظرة العالية والفكرة الراقية، متلهفاً لأن يكلّمه الله سبحانه، ومتعطشاً لأن يسمع خطاب الله (عز وجل) وبيانه، حصلت له حالة أنس بقراءة القرآن الكريم وتلاوته، بحيث لا يملّ بعدها ولا يسأم، إن شاء الله تعالى.

س169: کیف نُفسِّر قوله تعالى:{الَّذِي یَصْلَى النَّارَ الْکُبْرَى * ثُمَّ لا یَمُوتُ فِیهَا وَلا یَحْیَى} الأعلى: 12-13، فهل هناك حالة بین الموت والحیاة؟ وكيف يـمكن تصوّرها؟
ج: المقصود من الآية الكريمة: إنّ أهل جهنّم ـ والعياذ بالله ـ هم في نار جهنّم معذّبون بأشدّ العذاب بحيث لا يموتون كي يستريحوا من العذاب، ولا نهاية للعذاب كي يحيوا حياة فيها راحة.

س170: الشخص الذي لا يستطيع قراءة القرآن بسبب عجزه عن تلفّظ الحركات ويصعب عليه القراءة، ماذا يفعل وهو راغب في القراءة؟
ج: يقرأ ويحاول مهما أمكنه أن يقرأ صحيحاً، فإنّ الله تعالى لا يكلّف أحداً فوق طاقته، مضافاً إلى ما ورد من أنّ الله تعالى قد وكّل من الملائكة بمن يقرأ القرآن أن يرفعه صحيحاً _ ما لم يتعمّد الخطأ _ ويمكنه أيضاً الاستماع إلى القرآن، فإنّ في استماع القرآن أيضاً أجر وثواب.

س171: هل في الاستماع إلى القرآن الكريم ثواب في حال أني لست أرغب في القراءة؟ وما ثواب من يقرأ في المصحف الشريف؟ وهل هناك فرق في ثواب القراءة بين الموبايل واللابتوب والكامبيوتر والتابلت؟
ج: في الاستماع إلى القرآن الكريم أجر وثواب، ففي الحديث الشريف عن النّبي الأمين (صلى الله عليه وآله) أنّه قال: «قارئ القرآن والمستمع في الأجر سواء»، وثواب من يقرأ في المصحف الشّريف كثير جداً، وروي عن الإمام الصادق (عليه السلام) أنّه قال: «قراءة القرآن في المصحف، تخفّف العذاب عن الوالدين ولو كانا كافرين»، وهناك فرق بين القراءة في المصحف الشّريف وبين غيره بكثرة الثواب في الأول.

س172: الآية الكريـمة: (وابتغوا إليه الوسيلة)، هل يـمكن أن نستفيد منها عدم جواز التوسّل بالله تعالى مباشرة إلا عبر وسائط؟
ج: لا، بل الآية الكريمة تفيد أنّهم (عليهم السلام) هم الوسيلة في تسريع إجابة الدعوات، وإنجاح المهمّات، وقضاء الحاجات.