متفرقات المسائل  1

س101: ما حكم التدبر في القرآن بحسب التوجيهات الفكرية للمتدبر؟

ج: إذا كان يعرف الأحكام أصولاً وفروعاً واللغة العربية جاز التدبر.

س102: الآلات المعدة للقمار، إذا لعبت للتسلية وبدون رهان، فما الحكم؟

ج: لا يجوز اللعب بها.

س103: من أوصى بالثلث لابنته، ثم توفيت البنت قبل وفاة الموصي (الأب) ولم يغير الموصي وصيته حتى توفي، ما الحكم في الموارد التالية:

أ- إذا لم يغيرها وكان يقصد بذلك وصول المال إلى ورثة البنت؟

ب- إذا لم يغيرها غفلة منه؟

ج- إذا لم نعلم أنه لم يغيرها لأي غرض؟

ج: أ- يكون لورثة البنت.

ب-ج- حسب الارتكاز العرفي.

س104: هل يجوز استخدام اسم الميت أو شيء من حقوقه المعنوية في قضايا التجارة كأن يبيع اسم الميت لشراء أسهم تجارية باسمه؟ وفي صورة الجواز هل يحتاج إلى إذن الورثة؟

ج: إذا عد حقاً من حقوقه يحتاج إلى إجازة ورثته. 

س105: ظهرت في الفترة الأخيرة لعبة للتسلية وتقضية الفراغ هذه تلعب بالكمبيوتر ولها جاذبية قوية لدى الجيل الناشئ وحتى الشباب لدرجة أنها قد تستغرق معظم الوقت، فما حكمها؟

ج: إذا لم يتخللها الحرام فهي جائزة.

س106: ما حكم لعب الورق والدومنة (حجر يعبر عن أعداد) وهي غير النرد؟

ج: إذا سمي قماراً حرم وإذا كان بعوض فهو حرم .

س107:كيف يمكن التخلص من الأوراق وأجزاء الكتب والدفاتر والتي لا تخلو من اسم الله أو صفاته والأنبياء وأسماء الأئمة(ع) أو الآيات الكريمة، فقد لا يوجد بحر أو نهر قريب توضع فيه وصعوبة دفنها حتى تنمحي، فهل يجوز إحراقها؟

ج: (تحفظ في مكان طاهر كالمحفظة مثلاً إلى حين الوصول لمكان وضعها) وإذا اضطر جاز الحرق.

س108: ما حكم جلوس المرأة والرجل الأجنبيين في مقاعد الباصات؟

ج: إذا لم يكن مقترناً بمحرم لا بأس، والأفضل أن تجلس النساء خلف الرجال.

س109: هل يجوز للموظف قبول الهدية التي تهدى إليه، لقاء إنجاز عمل ما، أو لسرعة إنجاز العمل، من قبل صاحب العمل والحاجة؟

ج: يجوز قبول الهدية وإعطائها.

س110: إذا رأيت نوعاً من النعم كالخبز والتمر وأمثالها، في الطريق تداس بالأقدام فهل أؤثم على تركها؟ وهل يجب أو يستحب رفعها؟

ج: أحياناً يجب وأحياناً يستحب حسب نظر العرف إهانة وعدمه (إذا رأى العرف في ذلك إهانة فيجب وإلا فيستحب).

س111: هل يجوز مخالفة أنظمة المرور في الدول الإسلامية والكافرة مثل عدم التقيد بالإشارة الضوئية ؟

ج: إذا سبب ضررا كبيرا لا يجوز,وعلى الإنسان التحلي بالفضيلة.

س112: ما رأي سماحتكم في كتابي تحف العقول وجامع السعادات، من حيث السند؟

ج: لا بأس بهما إذا كان لهما شواهد من العقل والنقل المعتبر.

س113: ما حكم أخذ اللقطة في بلاد أهل الكتاب، وهل تترتب أحكامها كما في بلاد المسلمين؟

ج: حكمها كحكم اللقطة في بلاد الإسلام.

س114: مجموعة من الشباب يعملون في صيانة أجهزة محطة البث الإذاعي والتلفزيوني، ومعلوم أن البث يحوي بعض المحرمات المسموعة والمرئية، وعملهم لا دخل له فيما يقدم من برامج.. فما حكم عملهم؟

ج: لا بأس به.

س115: ما حكم فحص المرضى من باب التعليم أو العلاج وفيها النظر واللمس أو كلاهما مثل دخول غرفة العمليات لمشاهدة عملية ولادة أو عملية لمريضة أو ما أشبه؟

ج: كل شيء اضطر إليه الإنسان فهو جائز, ولو كان الاضطرار من باب الأهم والمهم.

س116: ما حكم التبرع بالأعضاء إلى شخص آخر محتاج؟

ج: لا بأس به إذا لم يسبب ضرراً كبيراً على المتبرع.

س117: توجد في الأسواق ساعات سعرها متوسط ولكنها مطلية (كهربائياً) بالذهب في القرص الذي يغطي الساعة من الأسفل (فقط) هل تجوزون لبسها للرجال؟

ج: إذا لم يظهر الذهب، نعم، لأنه ليس بزينة حينئذ.

س118: هل يجوز للمؤمن أن يعمل باسم من أسماء الله أو بآية من كتابه عملاً ليعطف بها قلب إنسان على آخر في حال التخاصم أو يعطف قلب زوج على زوجته كذلك؟

ج: إذا لم يلزم من ذلك محرّم فلا بأس .

س119: هل يجوز عمل الطلاسم لردع الظالم المعتدي؟ وهل يجوز للمظلوم فعل ذلك إذا حصل الضرر من الظالم ولم يقدر عليه مع وجود الخوف؟

ج: كالسابق.

س120: في عيد مولد المسيح (عليه السلام) وفي رأس السنة الميلادية توجه إلينا من قبل المسيحيين بعض التهاني مثل (عيد ميلاد مجيد،سنة سعيدة) هل يجوز الرد عليهم وتهنئتهم؟

ج: إذا لم يلزم من ذلك محرّم فلا بأس.

س121:في بعض أماكن التعليم يكون اختلاط اقلّية من الفتيان مع اكثرّية من الفتيات في الصف الواحد فتحدث هناك نقاشات داخل الصف عن أمور الدراسة واحيانا تدور أحاديث جانبيّة متفرقة غير خارجة عن الآداب فما رأي سماحتكم؟

ج: إذا لم يكن فيه لذة و ريبة وافتتان لابأس بمقدار الضرورة .

س122: ما حكم الوشم ؟

ج: مكروه.

س123: ما هو حكم لعب الشطرنج ؟

ج:حرام.

س124: ماحكم التدخين بالنسبة للمبتدئين ؟

ج: مكروه.

س125: هل يجوز قراءة الفنجان للتسلية؟

ج: لا بأس به إذا لم يكن مصحوبا بمحرّم و لم يترتب عليه أثر شرعي (مثل إثبات النسب أو نفيه أو إثبات السرقة على أحد وما أشبه).

س126: ما حكم ابتلاع بقايا الطعام بين الأسنان(في أي وقت من الأوقات وليس فقط أثناء الصلاة) ؟

ج: لا إشكال في ذلك.

س127:هل يجوز التصفيق في الاحتفالات التي تقام لمواليد أهل البيت (عليهم السلام) والتي تكون في الحسينيات حيث أن بعض التصفيق يخرج عن المألوف؟

ج:لا بأس به في حدّ ذاته .

س128: أردنا الاستفتاء عن حلق العارضين من اللحية وهل ذلك جائز أم لا ؟

ج:الاحوط وجوباً عدم الحلق.

س129: هل يجوز لبس البلاتين بالنسبة إلى الرجال؟

ج: البلاتين _ ان كان معدنا آخر غير الذهب _ فهو جائز.

س130: ما رأي سماحتكم في دعاء السمات؟

ج: ذكر في كتب الأدعية أنه وارد عن الإمام الباقر(عليه السلام).

س131: ما حكم التدخين بالنسبة للمبتدئين؟

ج:مكروه.

س132: إذا كان شخص قد انقطع عن التدخين ثم رجع إليه فما هو حكمه؟

ج: مكروه.

س133: التدخين إذا كان يضايق الحاضرين وربما اضر بهم (كما يقول الأطباء) هل يكون جائزا؟

ج: إذا كان إضرارا بهم،أو أذية يحرم.

س134: استنادا إلى التحذير المكتوب على غلاف علبة التدخين وهو تحذير طبي (التدخين سبب رئيسي لسرطان الرئة وامراض القلب والشرايين) هذا بالإضافة إلى العلم بالضرر الذي سيلحق بالمدخن في المستقبل فضلا عن الضرر المادي، فهل يحرم التدخين مع العلم بكل هذه الأضرار على النفس؟

ج:التدخين ـ ابتداءا ـ مكروه، نعم لو سبب ضررا كبيرا كان محرما.

س135:من المعروف ان هناك قنوات فضائية تبث برامجها باشتراك مالي، وهي تتبع النظام الرقمي (ديجيتال) فهل يجوز حل الشفرة بحيث أستطيع ان أشاهد هذه القناة أو تلك بلا اشتراك مالي أم ان هذا يدخل في باب سرقة الغير؟

ج:إذا كان صاحب القناة محترم المال، وعدّ في العرف حقاً، فلا يجوز.

س136:هل يجوز مشاهدة الأفلام الأجنبية لأوقات طويلة بحيث تُضيِّع الوقت على الفرد وتبعده عن أمور أخرى واجبة عليه مثل التبليغ ونشر الفكر واصلاح المجتمع؟

ج:إذا أدى إلى ترك واجب أو تضييع حق واجب فلا يجوز.

س137:ما هو حكم مشاهدة البرامج الترفيهية أو المسلية التي تبث عبر القنوات الفضائية؟

ج:إذا لم تشتمل على محرم فلا إشكال فيها.

س138: هل يجوز التمثيل في مشاهد يظهر فيها الممثل مع نساء غير متحجبات، أم يجب على الممثل ترك العمل إذا تطلب الأمر ذلك؟

ج : الغالب اختلاط ذلك بالمحرّمات.

س139: ما حكم التبرع بالأعضاء البشرية بعد الموت؟

ج : جائز إذا كان قد أوصى بذلك، أو أجاز وليّه.

س140: ما هو رأي فقهاء الإسلام في العولمة؟ وما هي إيجابياتها وسلبياتها؟

ج : لقد بين فقهاء الإسلام في مناسبات عدة الأسس التي بموجبها يتبين الحكم، فهناك جانب إيجابي في العولمة، وهو ما يتعلق في اللقاء بين الأمم والحضارات والتعرف والتعريف بالحق، ولكنها في صيغتها الحالية تحتاج إلى إجراء تعديلات أساسية لمنع الآثار السلبية التي تهدف إلى تحويل الشعوب والأمم باتجاه الذوبان في الثقافة الغربية في جانبها السلبي وليس الإيجابي، كما أنها من جهة أخرى تعمد إلى التصرف باقتصاديات العالم على أساس استغلالي.

س141: تقوم البلدية برعاية وسقي الأشجار الموجودة على أرصفة الشوارع ومن ضمنها النخيل، ويقوم بعض الأشخاص بالاستفادة من طلع النخيل عن طريق قطعه واستخدامه لمزارعهم، أو بيعه، فهل هذا جائز؟

ج: إذا لم يكن ملكاً لأحد أو جهة محترمة ولا يوجب ضرراً فلا بأس.

س142: ما الحكم في كتابة أسماء كمحمد، أو علي، أو باقي أسماء المعصومين(عليه السلام) على أكياس المحلات أو البضائع التجارية، ولكن قصد به أسماء أصحاب هذه المحلات، ثم ترمى في القمامة أو تهمل؟

ج: لا إشكال في ذلك.

س143: ما حكم مشاهدة الأفلام الخالية من الأغاني، ولكنها تشتمل على بعض المؤثرات الصوتية مثل صوت الرياح والأمطار وما أشبه؟

ج: المؤثرات الطبيعية لا إشكال فيها, بشرط أن لا يشتمل الفلم على محرّم آخر.

س144: ما هو حكم الوشم في مواضع الوضوء؟

ج: الوشم للرجل مكروه، لكنه لا يكون مانعاً من الوضوء وغيره.

س145: أحد الأشخاص لحيته مشوّهة وغير مكتملة النمو وذات شعر خفيف متناثر مما يسبب له الحرج بمنظرها في بعض الأحيان، فهل يجوز حلقها بالموس لكي تنمو بصورة طبيعية؟

ج: يمكنه تخفيفها بما لا يصدق عليه الحلق.

س146: هل يجوز حلق اللحية والاحتفاظ بجزء منها والذي يكون على الذقن فقط بسبب مرض الحساسية؟

ج: لا يجوز على الأحوط وجوباً، وإذا كان في وجودها ضرر فيجوز حلقها بمقدار الضرورة.

س147: ما حكم الدخول بالأحراز والآيات القرآنية إلى الحمام إذا كانت موضوعة في الملابس أو على الرقبة؟

ج: لا إشكال في ذلك إذا لم يعد هتكاً عرفاً.

س148: ما حكم ترديد الشعر الذي قد غنّاه بعض المغنين بنفس الطور إلاّ أنه بدون موسيقى؟

ج: إذا سميّ غناءً عرفاً فلا يجوز.

س149: ظهرت مؤخراً رسوم كارتونية عبارة عن مخلوقات تسمى البوكيمونات لها أشكال وأسماء مختلفة ، وهي تعلّم الطفل العنف والوحشية، وقيل إنها فكرة صهيونية وإن في أسماء بعضها سب وإهانة للمقدسات الإسلامية فهل يجوز الترويج لها؟

ج: إذا كانت تروّج الكفر أو الفسق فلا تجوز.

س150: هناك برنامج تلفزيوني يبث من بعض القنوات العربية وذلك بتسجيل المشتركين أسماءهم عن طريق الهاتف والدفع عبر هذا الاتصال ثم تدخل أسماؤهم في القرعة ويتم اختيار شخص أو أكثر وتطرح عليه عدة أسئلة يحصل من خلالها على جائزة مالية قد تصل إلى المليون، ما حكم الاشتراك في هذا البرنامج؟

ج: أصل الاشتراك جائز ما لم يستلزم محرّماً.

س151: توضع هذه الأيام بعض النغمات في الهواتف النقالة وتستخدم كتنبيه لصاحب الهاتف وهذه النغمات منها ما هو عادي كنغمة جرس الباب على سبيل المثال ومنها نغمات على غرار موسيقى الأغاني، ما حكم ذلك؟

ج: نغمة جرس الباب المتعارفة وما أشبه جائزة. أما الألحان فإن كانت بشكل الموسيقى التي تبثها آلات اللهو في الهاتف فلا تجوز.

س152: هل يجوز التبرع بالكلية أثناء الحياة أو بعد الوفاة؟

ج: يجوز بعد الوفاة، ويجوز في أثناء الحياة بشرط عدم الضرر البالغ.

س153: ما هو الحكم في قيادة السيارة بشكل يرعب الناس ويبث الخوف في نفوس النساء والأطفال، عن طريق الضغط على الفرامل ومن ثم الانطلاق بالسيارة بأقصى سرعة؟

ج: لا يجوز فعل ما يضر بالغير أو يؤذيه.

س154: إذا رأى شخص في المنام رسول الله(صلى الله عليه وآله) أو أحد الأئمة(عليهم السلام) يأمره بفعل أو ينهاه عن فعل، فهل يجب عليه امتثال ذلك؟

ج: لا حجية شرعاً للرؤيا، ويلزم إتباع الحكم الشرعي المأخوذ من مصادره المعهودة.

س155: المعروف أن الوقت الذي تمضيه المتوفى عنها زوجها هو أربعة أشهر وعشرة أيام ولكن جرت العادة في مناطقنا بإلزام المرأة على الاختباء في غرفتها وأن تقفل عليها الباب وتطفئ الأنوار لمدة يوم كامل، أي تدخل الساعة الواحدة صباحاً ولا تخرج إلا بعد صلاة المغرب لتغتسل من العدّة، ولا تكلم أحداً كأنها سجينة، ما مشروعية ذلك في حكم الإسلام؟ وماذا تفعل من ليس لها القدرة على ذلك؟

ج: المحرّم على المرأة المعتدّة بعدة الوفاة هو لبس الثياب الملوّنة التي تعتبر زينة والاكتحال وأن تفعل ما يعتبر زينة، وباقي الأمور المذكورة ليست من الشريعة، ولا يجوز إلزام المرأة بها.

س156: كيف نواجه خطر المفاهيم والمصطلحات الغربية الوافدة؟

ج: بنشر الثقافة الإسلامية.

س157: يلاحظ في بعض الحفلات أنه تصنع كعكة كبيرة ويكتب عليها اسم لفظ الجلالة أو ما أشبه، ثم تقطع الكعكة إلى أجزاء ويتم أكلها، ما حكم ذلك؟

ج: لا إشكال في ذلك ما دام لا يكون هتكاً عرفاً.

س158: الأوراق التي تحتوي على آيات قرآنية أو أسماء مقدسة هل يكفي فصل الحروف عن بعضها بحيث لا تبقى صورة الاسم أو الآية ثم تلقى؟

ج: إذا لم تبق صورة الاسم المقدس فلا إشكال فيه، ويمكن إلقاؤها في البحر أو دفنها بما لا يستلزم الإهانة.

س159: ما حكم قراءة أشعار الغزل والتي تعبر عما يجول بخاطر الإنسان من عاطفة أو شعور بالحب؟

ج: إذا لم يتغزل بامرأة معلومة ولم يستلزم محرّماً آخر فلا إشكال فيه.

س160: هل يجوز قراءة أو حفظ أشعار الغزل- الخفي والصريح- للإطلاع على هذا النوع من الشعر؟

ج: لا بأس بذلك ما لم يكن التغزل بامرأة معلومة ولم يستلزم محرّماً.

س161: ما حكم شعر الهجاء؟ وما هي الحدود التي يجب أن يقف عندها الشاعر عند كتابته مثل هذا الغرض الشعري؟

ج: لا يجوز ذلك إذا كان هتكاً أو إهانة لمؤمن أو إذا استلزم محرّماً آخر.

س162: تحتوي العديد من القصائد الحسينية(كقصائد المرحوم السيد حيدر الحلي) على شبه غزل في مقدمتها، هل يجوز قراءة ذلك على المنبر؟

ج: نعم هو جائز لأنه ليس من التشبيب المحرّم.

س163: هل ثبت أن الإمام الرضا(عليه السلام) سمع قصيدة الشاعر دعبل الخزاعي(التائية الخالدة) بما فيها من شبه غزل في مقدمتها؟

ج: روي ذلك في بعض أمهات المصادر.

س164: في كتابة الشعر ما حكم استخدام آيات من القرآن الكريم؟

ج: يجوز ذلك ما لم يكن هتكاً.

س165: البعض يفسر الحسد على أنه العين، والبعض الآخر ينفي وجود هذه المقدرة عند بعض الناس، فما هو رأي سماحتكم؟

ج: الحسد هو تمني زوال نعمة عن شخص، والعين غير الحسد، وقد ثبت تأثير العين أحياناً ووردت روايات متعددة في ذلك كقوله(عليه السلام):(إن العين لتدخل الرجل القبر والجمل القدر)، وقد فسرت الآية الكريمة(يا بني لا تدخلوا من باب واحد..)بذلك.

س166: هل يجوز أخذ إجازة مرضية من أجل عدم الذهاب إلى العمل خصوصاً في يوم عاشوراء أو في غيره من سائر الأيام؟

ج: إذا لم تكن الوظيفة أهلية فلا بأس بذلك في عاشوراء وأمثاله وأما في الوظائف الأهلية فعليه الاتفاق مع صاحب العمل على ذلك.

س167: هل يجوز تحنيط الحيوانات وبيعها، علماً إن بعضها لا يذبح وإنما يشق بطنه ثم يحنّط؟

ج: التحنيط بما هو جائز ولكن يلزم مراعاة عدم إيذاء الحيوان حال حياته، وحسه بالألم إيذاءً بالغاً.

س168: إننا وفي ديار المهجر واجهتنا مشاكل عدة وخصوصاً المشاكل العائلية والأسرية حيث أخذت الثقافة الغربية تدخل في صميم واقع العلاقات الأسرية مما أدى إلى تفتيت عدد من الأسر المسلمة في المهجر وذلك عبر طريق الإغراء لبعض النساء المسلمات المهزوزات تربوياً والضعيفات دينياً ونفسياً بإقامة الدعاوى ضد أزواجهن لدى المحاكم من أجل بعض المغريات المادية مثل تسليمها شقة لوحدها أو مع الأطفال وتخصيص راتب شهري للمعيشة ونتيجة لذلك يصدر حكم المحكمة بالطلاق والتفريق بينهم.. علماً بأن الحكم عند صدروه لم يؤخذ فيه رأي الزوج وإنما الاعتماد الكلي ينصب على رأي الزوجة لذا نتساءل عن موقف الشريعة مما يلي:

(أ): هل يجوز لمرأة مسلمة أن تطلب الطلاق من حاكم غير مسلم؟

ج(أ): الطلاق بيد الزوج وفي صورة أضرار الزوج بزوجته ترفع أمرها إلى الحاكم الشرعي.

(ب): ما هو موقف الشرع من أمثال هؤلاء النسوة اللواتي انسقن وراء الدنيا ومباهجها؟

ج(ب): يسعى في هدايتهن.

(جـ): هل تحكم هذه المرأة بالنشوز لمخالفتها أوامر زوجها وعدم إطاعته والخروج من السكن بدون إذنه؟

ج(جـ): في فرض السؤال تكون ناشراً.

(هـ): ما هي حقوق الزوج؟

ج(هـ): حقوق الزوجين حقوق متقابلة، وللزوج حق الاستمتاع وحق الإذن في الخروج من الدار، وينبغي لهما التفاهم والتشاور والاحترام المتقابل، إذ ان أي اختلال في مجال الحقوق له عواقب وخيمة في هذه الدنيا قبل الآخرة.

س169: ما هو موقفنا من فلسطين، و تبني قضيتها؟

ج: المسلم أخو المسلم، وعلى الجميع دعم كل قضية إسلامية ترتبط بالمسلمين، وبمراكز المسلمين بالنحو الذي أمر به الإسلام.

س170: ما رأي سماحتكم في نظرية الغاية تبرر الوسيلة، وهل يمكن العمل بها في نطاق محدود؟

ج: الغاية لا تبرر الوسيلة، ولا يطاع الله من حيث يعصى، ولا بد أن تكون الوسيلة جائزة للوصول إلى الهدف الجائز، وقد فصّل الفرق بين المقولة(الغاية تبرر الوسيلة) _الباطلة عقلاً وشرعاً_ وبين قاعدة (الأهم والمهم)_الصحيحة عقلاً وشرعاً_ في محله.

س171: ما هو القدر الشرعي الجائز للبناء على قبور المسلمين وما حكم صب الماء على القبر، وغرس الزهور؟ وهل في هذا العمل منفعة للميت؟

ج: البناء على القبر مكروه، إلا في قبور الأنبياء والأوصياء والصلحاء والعلماء، نعم لا كراهة في رفع القبر عن الأرض بمقدار أربع أصابع مضمومات أو مفرجات، بل هو مستحب، ويستحب رش الماء على القبر إلى أربعين يوماً، أو أربعين شهراً، ولا بأس بغرس الزهور، ولا ينظر إلى الأمر بمجرد النفع للميت فقد يقصد بذلك النفع للأحياء أيضاً، والله العالم.

س172: هل توجيه النقد البناّء للآخرين يعتبر من الغيبة؟

ج: إذا انطبق عليه إحدى (مستثنيات الغيبة) المذكورة في الكتب الفقهية فلا حرمة فيه.

س173: شخص يتجاهر بالفسق أمام بعض الأشخاص ولا يأبه بذلك ولكنه لا يظهر فسقه عند أشخاص آخرين، فهل تجوز غيبته أمام من لا يتجاهر عندهم بالفسق؟

ج: لا يكون متجاهراً إلا إذا عرف في المجتمع بذلك.

س174: ما حكم إثارة الشهوة في النفس أو عند الآخرين؟

ج: لا تجوز إثارة الشهوة عن طريق الحرام وكذا إذا أدت إلى الحرام، والأحوط تركها مطلقاً.

س175: هل إثارة الشهوة في نفسها حرام أم لا؟

ج: إذا استلزمت عنواناً محرماً كالاستمناء ولمس الأجنبية فلا تجوز، والأحوط تركها مطلقاً.

س176: لعب الشطرنج في الكمبيوتر هل هو جائز أم لا؟

ج: لا فرق في الحرمة بين اللعب بالكمبيوتر وغيره.

س177: ما هي الرشوة وما حكمها؟

ج: الرشوة في الحكم حرام، وهي إعطاء المال ونحوه لإبطال حق أو إحقاق باطل.

س178: ما حكم من استهزأ بآيات الله وملائكته بقصد المزاح والضحك؟

ج: لا يجوز.

س179: هل يجوز الكذب في مواقف معينة؟

ج: الكذب من المحرمات الكبيرة ولا يجوز إلا في بعض المستثنيات المذكورة في الكتب الفقهية.

س180: عمليات التجميل كتكبير الصدر وما أشبه إذا كانت تجرى على يد الطبيب الرجل الأجنبي مما يستلزم النظر أو اللمس المحرّمين، ولم تكن هناك ضرورة شرعية، بل شبه ضرورة عرفية، حيث يسعى الإنسان نحو الجمال، ما هو الحكم فيها؟

ج: إذا كانت هناك ضرورة شرعية جاز وإلاّ فلا.

س181: هل يجوز للإنسان أن يوصي بأن تؤخذ أعضاء من بدنه مثل القلب، الكلية وما أشبه، بعد وفاته، وتعطى لشخص آخر هو بحاجة إليها حتى لغير المسلم؟

ج: نعم تجوز الوصية بذلك- على الأقرب-.

س182: ما حكم نسخ أشرطة الكاسيت الخاصة بالعزاء والمواليد إذا كان الغرض الاستعمال الشخصي وليس التجارة؟

ج: الظاهر جواز ذلك إلاّ إذا عدّ عرفاً حقاً لازماً، فالأحوط مراعاته.

س183: مسجد قائم منذ زمن بعيد سوف يتم هدمه وتصبح أرضه شارعاً لمرور السيارات والمارة ومكاناً لإلقاء النفايات، فهل يجوز ذلك؟ وهل تسقط عنه أحكام المسجدية؟

ج: لا يجوز هدم المسجد وجعله طريقاً ونحوه، ولكن إذا عملت الحكومة ذلك عنوة وصار طريقاً، وزال عنه كل آثار المسجدية، سقطت الأحكام- على الأقرب-.

س184: ما هو دور العقل في التشريع الإسلامي؟ وما هي حدوده؟

ج: العقل هو أحد الأدلة الأربعة، والحجة الباطنية، وله دور في سلسلة العلل على ما يراه بعض الأصوليين، مثلاً: العقل يرى الظلم قبيحاً، فيحكم الشرع بحرمته.

س185: الدعوة لنشر مذهب أهل البيت(عليهم السلام) هل هو واجب أم إنه أمر مستحب؟

ج: يجب ذلك، وقد قال النبي(صلى الله عليه وآله) في الحديث الشريف المتواتر:(مثل أهل بيتي كمثل سفينة نوح، من ركبها نجى، ومن تخلف عنها غرق)، والتصدي لنجاة الناس وإنقاذهم من الهلاك، واجب، وقد ذكر الفقهاء العظام ذلك تحت عناوين(الأمر بالمعروف)و(النهي عن المنكر) و(إرشاد الجاهل) ونحوها.

س186: هل الدولة تملك، وما هو الأثر الفقهي المترتب على الخلاف في هذه المسألة؟

ج: الدولة إذا كانت جامعة للشرائط المستفادة من الأدلة الأربعة، فإنها تملك وأثره الفقهي: صحة المعاملات، والأخذ والعطاء، ونحو ذلك، وإلا كان من مجهول المالك المحتاج إلى استئذان الحاكم الشرعي.

س187: هل يستطيع الجن، الذين هم مخلوقات نؤمن بوجودها، التلبس والدخول إلى جسم الإنسان والسيطرة على أعماله وتصرفاته، كأن تحرك اليد أو الرجل بغير إرادة صاحبها؟

ج: جعل الله تعالى الإنسان مختاراً ولم يسلط عليه شيئاً يسلب عنه الاختيار، فان سلب الاختيار خلاف الحكمة ونقض للغرض، نعم يستطيع الجن الإيذاء- كما يستطيع الأنس ذلك- وطريق دفع إيذائهم: الاستعاذة بالله سبحانه وقراءة الأحراز المأثورة عن أهل البيت(صلوات الله عليهم أجمعين)

س188: أصبحت في الآونة الأخيرة أفكر كثيراً في الموت حتى صرت أتوقع أنني سأموت في أية لحظة مما جعلني أرتبك في سلوكي مع الآخرين وبالتالي فقد أثر ذلك على عملي، فهل هذه الحالة ظاهرة صحية تطرأ على الإنسان، أم إنها حالة مرضية يفترض علاجها؟

ج: يستحب للمؤمن أن يكون مستعداً للموت، ولكن ينبغي أن يكون ذكر الموت داعياً للمؤمن إلى العمل والصلة مع الناس بالحسنى وعمل الخير حيث ورد في الحديث الشريف اعمل لدنياك كأنك تعيش أبدا واعمل لآخرتك كأنك تموت غدا.

س189: لو كان الإنسان يعاني من عقدة نفسية مستمرة نتجت بسبب سوء معاملة بعض الأفراد له، فهل يعتبر هذا الإنسان مريضاً في نظر الإسلام؟ وإذا لم يستطع السيطرة على نفسه مما يدفعه إلى المعصية مثل اغتياب الآخرين واصطناع المحبة لهم على خلاف سريرته؟ فماذا يصنع؟

ج: الإنسان في هذه الحياة مُعرّض للخطأ، وهذا طبع الإنسان إلاّ من عصمه الله تعالى، وينبغي التجاوز عن أخطاء الآخرين وهذا خلق أهل البيت(عليهم السلام) حيث كانوا يتجاوزون عن أخطاء الآخرين، والقرآن يأمرنا بالتأسي بهم وبأخلاقهم، قال تعالى:(لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة) وفي الفرض المذكور لا ضرر ولا حرج في مراجعة الطبيب المختص ولو من دون إعلام الآخرين.

س190: إذا ارتكب الإنسان ذنباً فكيف يستغفر؟

ج: قال تعالى:( فقلت استغفروا ربكم إنه كان غفاراً) وأوجز صيغة للاستغفار(أستغفر الله) مع الندم والعزم على عدم العود.

س191: هل تنتقل ملكية الأرض أو المنزل أو ما شابه بمجرد أن يقول صاحبها إن تلك الأرض خرجت من ذمتي إلى ذمة فلان دون احتياج إلى من يشهد على ذلك؟

ج: إذا قصد بهذه العبارة تمليكه إياها وقبل ذلك حصل الانتقال ولا يحتاج إلى إشهاد.

س192: هل يجوز اقتناء الكلاب بغرض حراسة المنزل وحماية المال مع مراعاة الطهارة فيما يشترط فيه الطهارة؟

ج: لا بأس بذلك.

س193: بعض الرجال ينقشون على جلودهم صوراً وزخارف، فهل يجوز ذلك، وما حكمه من ناحية الطهارة؟

ج: يكره ذلك، ولا يؤثر في الوضوء و الغسل إذا لم يكن له جرم مانع.

الاسماء

س194: هل يصح أن نضع لأنفسنا أسماء مثل (حبيبة الحوراء- روح البتول- دمعة الزهراء ...الخ)؟

ج: في نفسه جائز ما لم يقترن بمحرّم.

س195: أرجو أن تبينوا لي حكم مَن غيّر اسمه إلى اسم آخر هل ينادى يوم القيامة باسمه الجديد أم باسمه الذي سماه به والداه؟

ج: يستفاد من بعض الروايات ان الاسم الذي ينادى به الإنسان يوم القيامة هو خير الاسمين وأفضلهما.

س196: ما سبب تسمية فاطمة المعصومة أخت الإمام الرضا (عليه السلام) بهذا الاسم؟

ج: إنما سميت بذلك لقدسيتها وعلو شأنها وعدم صدور ذنب منها، وربما كانت لها العصمة الصغرى.

س197: نرجو إيضاح المقصود من قوله تعالى: (ولهن مثل الذي عليهن بالمعروف)؟

ج: المقصود هو تبادل الحقوق وتقابلها (بالعدل)، فإنه كما إن للرجل على المرأة حقوقاً فكذلك للمرأة على الرجل حقوق.

س198: إذا كانت القيمومة معلّلة بإنفاق الرجل على المرأة، ألا ترون أنّ مشاركة المرأة للرجل في عملية الإنفاق مزيلة لهذا التعليل وبالتالي مزيلة للقيمومة؟

ج: ليسه الإنفاق علةً تامة يدور الحكم مدارها وجوداً وعدماً، وإنما هو حكمةٌ للحكم، بالإضافة إلى بقاء مسألة(التفضيل) المشار إليها بقوله تعالى: (بما فضّل الله بعضهم على بعض) ولو مع المشاركة في الإنفاق.

س199: تقع القيمومة في قمة ما يمتاز به الرجل على المرأة في ميدان الحقوق، وهي –في نظر- المدخل الذي برر سيطرته عليها تاريخياً، فهل ينسجم تخصيص الرجل بهذا الحق مع الاعتراف بتساويها معه في الإنسانية؟

ج: إذا كانت القيمومة بمعنى: القيام بمصالح المرأة والبيت ككل، فليس في هذا المعنى أي محذور، والإسلام لم يجعل لأحد سيطرة على أحد إلا بمقدار ما يحفظ النظام الاجتماعي ويصون الحقوق، ومن هنا فإن الإسلام لم يجعل سيطرة للرجل على زوجته إلا بالقدر الذي هو ضروري لمصلحة المرأة والرجل معاً وبالتالي الأسرة والمجتمع، ومما يؤكد محدودية هذه السيطرة أنّ الإسلام لا يوجب على المرأة طاعة الرجل إلا في أمرين: 1- حق الفراش، 2- عدم الخروج من المنزل إلا بإذنه، وهذان الأمران هما بالمعروف أيضاً, وليس له السيطرة المطلقة فيهما.

س200: ما هي القيمة المادية لرد المظالم؟

ج: ليس هناك قيمة معيّنة، وإنما تدفع كل ما في ذمتك للذين لم تعرفهم بأشخاصهم، أو لم تتمكن من إيصال المال إليهم، تدفعه إلى الحاكم الشرعي، أو إلى الفقير بإذن الحاكم الشرعي -على الأحوط-.

س201: شخص ساهم في شركة، اقترض مبلغاً من المال من أحد البنوك لتلك الشركة بناءً على طلب منها، ثم توفي، وعندها قام البنك بإلغاء القرض وإعفاء هذا الشخص من باقي المبلغ (بعد وفاته)، ففي هذه الحالة هل تتملك الشركة المبلغ على اعتبار أن القرض يخصها، وهي المسؤولة عن سداد أقساطه وفوائده؟ علماً بأنّ البنك لن يطالب أحداً بأي مبلغ بعد الآن؟

ج: الشركة لا تتملك المبلغ الباقي من القرض وإنما تكون مدينة إلى ورثة المتوفى، نعم إذا كان ذلك الشخص قد اقترض المبلغ بعنوان أنه وكيل عن الشركة ثم ألغى البنك حقه تجاه الشركة، فإنّ الشركة هي التي تتملك الباقي.

س202: هل للحيوانات والجمادات التي في الدنيا حساب وعقاب وجنة ونار يوم القيامة؟

ج: في القرآن الحكيم: (وإذا الوحوش حشرت)التكوير/5، وفي الحديث الشريف المقدس: (إن الله تعالى أقسم قسماً على نفسه: أن لا يجوز ظلم ظالم... ولو نطحة ما بين الشاة إلى الشاة الجماء فيقتص..) (البحارج5ص30).

س203: هل في الجنة حيوانات وأشجار وجمادات مثل التي في الدنيا؟

ج: نعم، ولكن مثلها في الاسم فقط، إذ حقيقتها حقيقة أخرى، وفي بعض الروايات، إن شجرة الجنة تحمل كل أنواع الفواكه، وليست كالدنيا حيث كل شجرة مختصة بفاكهة واحدة.

س204: ما هو رأيكم في مسألة حضانة الطفل سواء كان ولداً أم بنتاً، هل هذا الحق للأب أم للأم؟

ج: حق الحضانة ثابت للأم لمدة سنتين إذا كان الطفل ذكراً، وسبع سنوات إذا كان أنثى بالشروط المذكورة في الكتب الفقهية.

س205: هل من طريقة تساعد على حفظ ما أقرأ أو أسمع علماً بأني أقوم منذ مدة طويلة بقراءة هذا الدعاء في دبر كل صلاة: (سبحان من لا يعتدي على أهل مملكته..الخ)، وأقوم بأكل سبع زبيبات على الريق، ولكن لا فائدة؟

ج: الحافظة بمنزلة عين ماء، كلما أخذت منها أعطتك أكثر فأكثر، فلا بد من ممارسة الحفظ، والاستمرار على ذلك حتى تقوى الحافظة إن شاء الله تعالى.

س206: أنا كثير النوم، وقرأت أن كثير النوم فقير في الآخرة، فماذا أفعل؟

ج: إن كثرة النوم تؤدي إلى الخسران في الدنيا والآخرة، ومن مضار كثرة النوم أنها تستلزم البلادة في الذهن، وتستلزم الضعف في القوى، فعليك الابتعاد عن أسباب كثرة النوم، ومنها: الأكل الكثير، ومنها: النوم على شبع، فلا بد من تقليل طعام العشاء، ومنها: الفراغ وعدم الالتزام بالبرامج والمسؤوليات.

س207: هل يجوز أن ينسب الشخص نفسه إلى الرسول (صلى الله عليه وآله) من الناحية النسبيّة، وهو ليس كذلك، حتى لو كان من باب المزاح؟

ج: السيد هو من انتسب إلى هاشم عن طريق الأب، وعلى المؤمن ترك الكذب جده وهزله.

س208: ما رأي سماحتكم في اختلاف دية المرأة عن دية الرجل؟

ج: هذا الحكم دلت عليه روايات صريحة وصحيحة، وقد أجمع عليه الفقهاء، وقد ورد في صحيح أبان عن الصادق(عليه السلام) أنه قال:(...إن هذا حكم رسول الله(صلى الله عليه وآله)، إن المرأة تعاقل الرجل إلى ثلث الدية، فإذا بلغت الثلث، رجعت إلى النصف، يا أبان، إنك أخذتني بالقياس، والسنة إذا قيست محق الدين)، ولعل رجوعها إلى النصف هو مقتضى تحمل الرجل من الأعباء المالية ما لا تتحمله المرأة.

س209: هل يعد زرع نطفة رجل أجنبي في رحم امرأة حراماً(إذا كان زوجها عقيماً)؟

ج: لا يجوز على الأظهر.

س210: ما حكم تناول الطعام في منزل من يكون الراتب الذي يقبضه محرماً؟

ج: إن لم يعلم بحرمة الطعام الذي يتناوله-لا بالعلم التفصيلي ولا بالعلم الإجمالي المنجز- فلا إشكال في ذلك.

س1: الملاك في الدولة غير المسلمة هل هو الشعب أم الحكومة؟

ج1: الشعب هو الملاك.

س211: هل لكل إنسان نفس لوامة، يعني حتى القاسية قلوبهم؟ هل لكل طغاة هذا الزمن وكل زمان نفس لوامة؟

ج: أودع الله تبارك وتعالى في كل إنسان نفساً واحدة وهذه النفس تؤثر عليها عوامل متعددة(كالعقل والضمير والشهوة والهوى) فإذا استجابت النفس لنداء العقل والضمير وابتعدت عن الشهوة والهوى كانت نفساً مطمئنة ولوامة. يقول سبحانه: (يا أيها النفس المطمئنة ارجعي إلى ربك راضية مرضية) ويقول تعالى: (لا أقسم بيوم القيامة ولا أقسم بالنفس اللوامة)، ويقول: (وأما من خاف مقام ربه ونهى النفس عن الهوى فإن الجنة هي المأوى).

وإذا ابتعدت عن العقل والضمير وانجرت وراء الشهوة والهوى كانت نفساً فاجرةً متمردة وضعفت  فيها النفس اللوامة أو ماتت يقول تعالى: (ونفس وما سؤاها  فألهملها فجورها وتقواها قد أفلح من زكاها وقد خاب من دساها)، فهؤلاء المذكورن يحملون نفوساً لوثوها بالمعاصي والموبقات، فأصبح من الصعب عليها أن تتحسس نور الحق وتستجيب لندائه، لذا يقول سبحانه: (كلا بل ران على قلوبهم ما كانوا يكسبون)، والإنسان قد يصل إلى مرحلة تموت فيها كل القيم والمثل ويلغى العقل ولا يبقى له وازع ولا لائم، ولذلك لا نرى لديه نفساً تلومه.

س212: هل لفقهائنا ومراجعنا الكرام أراء مختلفة بخصوص المستحبات والسنن والآداب أم يمكن الرجوع في هذه الأمور مباشرة إلى الكتب المعتبرة التي تعنى بها؟

ج: الرجوع-فيما ذكرتم- إلى الكتب المعتبرة لا محذور فيه.

س213: هل هناك كتب تتحدث عن خروج المهدي المنتظر (عجل الله تعالى فرجه الشريف) وكيفية إقامة دولته العالمية؟

ج: يراجع لذلك كتاب:(مكيال المكارم) وكتاب: (الإمام المهدي من المهد إلى الظهور) وكتاب: (كلمة الإمام المهدي (عجل الله تعالى فرجه الشريف).

س214: ما هي أوثق الكتب التي يمكن أن نستخلص منها واقعة الطف؟

ج: من ذلك (نفس المهموم) للمحدّث القمي، و(مقتل الحسين عليه السلام) للسيد المقرّم.

س215: أنا طالبة دراسات عليا (تخصص إرشاد نفسي وتربوي)، وأبحث عن دراسات حول الطفل المحروم الفاقد والديه (بالطلاق أو بالموت) فلو تكرمتم بإفادتي حول هذا الموضوع؟

ج: هناك العديد من المصادر الحديثية والكتب التي تحدثت عن الأيتام وأهمية العناية بهم، وبينت الثواب الجزيل الذي أعده الله تعالى لمن تكفل يتيماً، أو أكرمه ورعاه، وتلك الكتب:كتاب أصول الكافي والوافي والبحار وغيرها. وفي الدراسات القيمة في هذا المجال: كتاب(الطفل بين الوراثة والتربية).

س216: كيف نستطيع أن نستفيد من وسائل الإعلام؟

ج: وسائل الإعلام هي السبيل الأنجع في هذا اليوم لنشر ثقافة أو تبديل ثقافة إلى أخرى، ومن هنا فإن على المسلمين الاستفادة من هذه الوسائل لنشر ثقافة القرآن الكريم وتعاليم النبي وأهل بيته(عليهم السلام)، والتي هي من أرقى ثقافات العالم وأنجحها في إسعاد الناس وتحقيق أمالهم وأمانيهم. قال الله تعالى: (ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة). وفي الحديث الشريف عن الإمام عليه السلام: (فإن الناس لو علموا محاسن كلامنا لاتبعونا).

س217: ما معنى حد الترخص؟
ج: الإمام الراحل(أعلى الله درجاته): يعني أن يبتعد عن بلده وموطنه، وكذا -على الأقوى- عن المكان الذي قصد إقامة عشرة أيام فيه، بل وعن المكان الذي بقي فيه ثلاثين يوماً متردداً، بمقدار تختفي معه جدران البلد ولا يسمع أذانه، بشرط أن يكون الجو صافياً لا غبار ولا شيء آخر فيه يمنع عن رؤية الجدران أو سماع الأذان، ولا يلزم أن يبتعد بحيث لا يرى القباب والمنائر أو لا يرى شبح الجدران أصلاً، بل يكفي أن لا تظهر الجدران جيداً وبشكل واضح.

السيد المرجع(دام ظله): يعني أن يبتعد عن بلده وموطنه، وكذا -على الأحوط وجوباً- عن المكان الذي قصد إقامة عشرة أيام فيه، بمقدار تختفي معه جدران البلد ولا يسمع أذانه، بشرط أن يكون الجو صافياً لا غبار ولا شيء آخر فيه يمنع عن رؤية الجدران أو سماع الأذان، ولا يلزم أن يبتعد بحيث لا يرى القباب والمنائر أو لا يرى شبح الجدران أصلاً، بل يكفي أن لا تظهر الجدران جيداً وبشكل واضح.

س218: دعاء رفع المصاحف في ليلة القدر، هل يلزم فيه وضع القرآن بأكمله على الرأس أم يكفي وضع جزء من القرآن أو ورقة واحدة منه، بحكم أن القرآن يطلق حتى على الآية الواحدة؟

ج: ربما يكفي الورقة من القرآن الكريم، لكن الاحتياط بوضع كامل القرآن ينبغي أن يلتزم.

س219: ما حكم رفع الصوت بالأذان إذا كان فيه إزعاج ومضايقة لجيران المسجد؟ والمتدوال عندنا أنه إذا توفي شخص ما يتم تشغيل مكبرات الصوت من أجل إذاعة اسم الميت وعادة تكون قوية جداً، ولا يتم مراعاة الجيران حتى وإن كان المتوفى من خارج البلد، وإذا كان قد توفي قبيل الفجر لا ينتظرون إلى الصباح بل يذيعون  الخبر مع صلاة الفجر أو بعدها بقليل مما يسبب إزعاج الجيران القريبين ومضايقتهم فما هو حكم مثل هذا العمل؟

ج: لا يجوز إيذاء المؤمنين، نعم ما جرت عليه عادة المتشرعة- يداً بيد- لا إشكال فيه.

س220: أصابني مأزق، واضطررت لأن أستلف مبلغاً من المال، ولم أتمكن من السداد، وصاحب المال يهددني بالسجن وأن يحجز على بيت والدي، فقررت أن أتنازل عن إحدى كليتي لقاء مبلغ أسدده من ديوني، فهل عملي هذا حلال أم حرام؟

ج: يقول تعالى في سورة البقرة آية280: (وإن كان ذو عسرة فنظرة إلى ميسرة). وهذه الآية الكريمة توجب على الدائن أن يصبر على المدين إن كان معسراً حتى يوسع الله عليه.

وعليه: فإذا كان المدين معسراً، فلا يجوز للدائن أن يسجنه، ولا أن يحجز بيته أو بيت والده –مثلاً- بل عليه الصبر حتى يصبح موسراً ويؤدي إليه دينه.

وكيف كان: فإنه لا ينبغي لك بيع إحدى كليتيك، بل الأفضل لك إرضاء الدائن ولو بأن تستدين من غيره وتعطيه، سهل الله عليك.

س221: ما حكم حلق شعر البدن كاملاً؟ نرجو تفصيل الحكم بالنسبة للرجل والمرأة؟

ج1: يجوز ذلك للجنسين، بل هو من النظافة المستحبة، نعم شعر الرأس للمرأة، واللحية للرجل، لا يجوز حلقهما.

س222: ما رأي الدين في الطيرة والتشاؤم من الأرقام مثل 13 و7 وغيرها؟ وما حقيقة تأثيرها على الإنسان وحياته؟

ج: الدين يذم التشاؤم والطيرَة، ويحبذ التفاؤل والخيرَة، نعم، للمتشائم ضرر تشاؤمه حيث تنعكس آثار التشاؤم السيئة عليه، ولذلك يحذر الدين من أن يكون الإنسان تشاؤمياً، وفي الحديث الشريف: (إذا تطيرت فامضِ).

س223: هل يجوز التبرع بالأعضاء عقيب الوفاة أم لا؟

ج: لو أجاز الميت ذلك قبل وفاته فلا يبعد جوازه خصوصاً لو كان فيه إحياءٌ للنفس المحترمة.

س224: ما هو حكم اقتناء جهاز التلفزيون في البيت أو المحال التجارية؟ ففي زماننا اليوم سمعنا البعض يشبهه بالخمر والميسر وأن إثمه أكثر من نفعه، علماً بأنه يبث الكثير من البرامج الدينية والثقافية المفيدة والأخبار وغيرها؟

ج: يجوز اقتناؤه، ولا يجوز استخدامه في الحرام.

س225: هل يجوز التعارف مع الأجانب بالمراسلة؟ سواء أكانوا رجالاً أم نساءً؟

ج: لا تجوز الصداقة بين الأجنبيين لقوله تعالى: (ولا متخذي أخدان)5/المائدة، وقوله تعالى: (ولا متخذات أخدان)25/النساء، والخدن هو الصديق من الجنس الآخر، كما لا يجوز ما يؤدي إلى الحرام والفساد.

س226: هل يجوز لصق الإعلانات أو كتابتها على الواجهة الخارجية للجدران أو البنايات المملوكة للغير؟

ج: مع إحراز الرضا- ولو من خلال شاهد الحال- يجوز.

س227: ما هو الجفر؟

ج: في مجمع البحرين: الجفر والجامعة: كتابان لعلي(عليه السلام)، قد ذكر فيهما على طريقة الحروف الحوادث التي تحدث إلى انقراض العالم، وفي سفينة البحار أن في الجفر الذي كان عند أمير المؤمنين(عليه السلام) علم الأولين والآخرين، وفي البحار(ج13ص137) رواية مفصلة عن(الجفر) مروية عن الإمام الصادق (عليه السلام).

س228: لماذا الطواف حول الكعبة سبعة أشواط، والسعي بين الصفا والمروة سبعة أشواط، ورمي الجمار بسبع حصيات، والسماوات سبع، والأرضون سبع، ومدة خلقهن سبعة أيام، والمستحب أكل سبع تمرات، فما الحكمة الإلهية في كل ذلك؟

ج: سبب كون الطواف سبعة أشواط_كما في بعض الروايات_ أن الملائكة طافت بالعرش سبع سنين، وسبب كون السعي سبع مرات أن هاجر سعت طلباً للماء سبع مرات، وسبب كون الرمي بسبع حصيات أن جبرئيل(عليه السلام) أمَرَ آدم(عليه السلام) برمي الشيطان في منى بسبع حصيات، ويحتمل أن يكون لبعض الأعداد تأثيرات واقعية مجهولة لدينا.

س229: ما هي المقادير الحديثة للآتي:

1) كم يساوي المد بالكيلو غرام؟

2) كم يساوي الصاع بالكيلو غرام؟

3) كم يساوي مد الماء باللترات؟

4) كم يساوي صاع الماء باللترات؟

5) كم يساوي المثقال بالغرامات؟

6) كم يساوي ماء الكر باللترات؟

7) كم يساوي الفرسخ بالكيلومتر؟

ج:

1) المد يساوي: (750) غراماً تقريباً.

2) الصاع يساوي: (3) كيلو غرامات تقريباً.

3) مد الماء يساوي: ثلاثة أرباع اللتر تقريباً.

4) صاع الماء يساوي: 3 لترات تقريباً.

5) المثقال الشرعي يساوي: (5/3) غراماً تقريباً.

6) الكرّ من الماء يساوي: (400) لتر تقريباً.

7) الفرسخ يساوي: (5/5) كيلومترات تقريباً.

س230: في هذه الأيام نشهد تطوراً كبيراً في عالم الاتصالات، ونرى أن الهاتف النقال أو ما يُعرف (بالجوال) قد غزا بلادنا، وأصبح الكل أو الأكثر يستعمله، ولا يخلو واحد من الأجهزة من صوت موسيقي، وأصل هذه الموسيقى من الغناء، فما حكم مثل هذه الأصوات مع أن البعض يقول: إنها مجرد موسيقى، لا يمكن التعبير عنها بالغناء؟

ج: إذا لم يعدها العرف موسيقى فلا إشكال فيها، وإلا كانت حراماً.

س231: ما حكم الكسب من وراء تركيب هذه الموسيقى (النغمات للجوالات) في المحلات والأسواق؟

ج: الكسب بالحرام حرام.

س232: هل يجوز وضع نغمات ترجع في أصلها إلى أغنية من أغاني أهل الباطل والفسوق؟

ج: إذا عدّت غناءً -عرفاً- كانت محرمةً، وإن غيّر فيها بحيث لا تعد غناءً فلا بأس بها.

س1: أطفال يلعبون بالكرة على جانب الشارع، وفي وسط ذلك الشارع تروح السيارات وتجيء، فإذا قفزت الكرة إلى وسط الشارع (وهذا أمر وارد)، وصادف مرور إحدى السيارات، وتسببت هذه السيارة (عن غير قصد) في تفجير الكرة وإتلافها، فهل يضمن صاحب السيارة الكرة التي تسبب في إتلافها؟
ج: لا ضمان في فرض السؤال على السائق، وإنما الضمان على مباشر رمي الكرة.

س233: إني مديون بمال لمجموعة من التجار والمال سرق مني، _والله يشهد على ذلك_ والتجار يطالبون بالدين فماذا أفعل؟

ج: المستدين ضامن لما استدانه وعليه الوفاء إن كان يملك ما يفي به دينه، وإن كان _واقعاً_ معسراً، وليس عنده ما يفي به دينه وجب على الدائن إمهاله حتى يصبح موسراً، ويستحب للدائن في مثل هذا التصدّق والعفو عن المدين، قال الله تعالى: (وإن كان ذو عسرة فنظرة إلى ميسرة وأن تصدّقوا خير لكم إن كنتم تعلمون) البقرة/280.

س234: ما هو حكم الشكوى على الجار في المخفر _مثلاً_، وذلك بسبب أذية أطفاله؟ هل تجوز الشكوى عليه بحيث يؤدي ذلك إلى أن يرحل من بيته؟

ج: قال الإمام الرضا (عليه السلام): (ليس حُسن الجوار كفُّ الأذى، ولكن حسن الجوار الصبر على الأذى).

س235: نحن أعضاء في مجموعة إنشادية تعمل في خدمة أهل البيت (عليهم السلام)، ونملك أموالاً نصرفها في حاجات هذه المجموعة، وكثيراً ما تختلط بأموالنا الخاصة، فما هو رأيكم؟

ج: إن كانت هناك أموال تبرعية خاصة بهذه المجموعة الإنشادية (الهيئة الحسينية) فيجب عزلها، ولا يجوز خلطها بأموالكم الخاصة. وإذا اختلطت وجب إخراج مقدار بحيث تطمئنون إلى عدم وجود شيء من أموال المجموعة في أموالكم الخاصة.

س236: هل يحق للزوج منع زوجته من زيارة أبويها؟

ج: إذا كان المنع منافياً (عرفاً) للمعاشرة بالمعروف، أو موجباً لقطع الرحم (عرفاً) فلا يحق له منعها، ولا تجب عليها الإطاعة في الأول، ولا تجوز في الثاني.

س237: ما هي حدود الرحم التي معها تجب الصلة وتحرم القطيعة. وبعبارة أخرى: ما هو الحد الذي يعيّن أن فلاناً رحمه تجب صلته وتحرم قطيعته، وفلاناً ليس رحماً؟

ج: حدود الأرحام حدود عرفية، فما رآه العرف رحماً بعد الوالدين والأجداد والجدات، والإخوة والأخوات، والأعمام والأخوال والعمات والخالات، حرمت قطيعته ومن لم يره العرف كذلك فلا يجري عليه هذا الحكم.

س238: أنا أعمل في بنك حكومي، وسمعت مؤخراً أن البنوك الربويّة لا يجوز العمل فيها حيث يعتبر الراتب غير طاهر، ولكن أيضاً سمعت أن البنك الحكومي لا يشمله الحكم، وإني فعلاً محتار حيث أصابني القلق، هل بيتي ورزقي مبني على المال الحرام؟

ج: إذا لم يكن عملك مرتبطاً بالجانب الربوي من عمل البنك فلا إشكال، وإلا فتستأذن الحاكم الشرعي في عملك.

س239: لو كان أخي الكبير تاركاً للصلاة أو متهاوناً فيها، فكيف سيكون تعاملي معه؟ وما الأسلوب الأمثل لنصحه؟

ج: بعد قولك له بأن شكر المنعم واجب، وأن الناس يشكرون كل من قدّم لهم هدية، ولو كانت صغيرة، فكيف بالله الذي أعطى للإنسان كل شيء؟! تقول له: إن الصلاة أحب الأعمال إلى الله تعالى، وهي آخر وصايا الأنبياء (عليهم السلام)، وهي عمود الدين، إذا قبلت قبل ما سواها، وإن ردت ردّ ما سواها، وهي أول ما ينظر فيه من عمل ابن آدم، فإن صحت نظر في عمله، وإن لم تصح لم ينظر في بقية عمله، ومثلها كمثل النهر الجاري فكما أن من اغتسل فيه كل يوم خمس مرات لم يبق في بدنه شيء من الدرن، كذلك كلما صلى صلاة كفر ما بينهما من الذنوب، وليس بين المسلم والكفر إلا ترك الصلاة، وإذا كان يوم القيامة يدعى بالعبد، فأول شيء يسأل عنه الصلاة، فإذا جاء بها تامة وإلا ذخّ في النار. وعن الصادق (عليه السلام) قال: (وصلاة فريضة تعدل عند الله ألف حجة وألف عمرة مبرورات متقبلات). وقال رسول الله (صلى الله عليه وآله): (ليس مني من استخف بصلاته). وقال: (لا ينال شفاعتي من استخف بصلاته). وقال: (لا تضيّعوا صلاتكم، فإنّ من ضيّع صلاته حشر مع قارون وهامان، وكان حقاً على الله أن يدخله النار مع المنافقين). كما أن للصلاة تأثيراً كبيراً في الصحة البدنية والصحة النفسية، ولها دور كبير في طرد القلق والاضطراب والتوتر والكآبة، وقد قال أحد العظماء الزمنيين: (لولا الصلاة لكنت معتوهاً منذ زمن بعيد).

س240: حدود الله مما لا يتنازل فيها، فكيف تنازل الرسول(صلى الله عليه وآله) عن ذلك في صلح الحديبية، وكان المسلمون أشد من المشركين بأساً وقوة (فما وجه التزاحم إن وجد)؟
ج: صلح الحديبية كان سبباً في تحييد (قريش)، وقد أتاح للمسلمين التفرغ للدعوة إلى الله تعالى دون أن يزاحمهم أحد، وكان من العوامل المهمة في (فتح مكة) فيما بعد، وقد قيل: (إن ذلك الصلح كان أعظم فتحاً على المسلمين من غلبهم).?بحار الأنوار ج20 ?ص355

س241: ما معنى (يجب على إشكال) في المسائل الفقهية؟
ج: يعني يجب ولكن مع وجود تردد علميّ في هذا الوجوب، إلا إن هذا التردّد العلمي لا يقدح في الوجوب.
س242: قيل إن الطهارة المطلوبة شرعاً هي إما اسم للسبب أو للمسبب، فما معنى ذلك؟ وما هي الثمرة المترتبة على القولين؟
ج: يعني إما اسم للغسلات والمسحات نفسها وإما اسم لما ينتج عنها وهو الخروج من حالة الحدث، ومن جملة الثمرات المترتبة على هذا الخلاف - كما قيل - أنه بناءً على الأول: لو شك في وجوب شيء في الوضوء يتمسك بالبراءة في دفع وجوبه، وأما على الثاني فيلزم الاحتياط لأنه من الشك في المحصل، وتفصيل الكلام موكول إلى محلّه.

س243: قمنا بالبحث عن نسبنا، فوجدنا أنه ينتهي إلى شجرة السادة العلويين، ولكن الأقارب اختلفوا معنا، وأرادوا منا الرجوع إلى النسب القديم، فهل يجب علينا إطاعتهم وترك النسب الجديد؟
ج: إذا ثبت لديكم حقيقة صحة النسب الجديد صحّ الأخذ به.

س244: إذا وضعت لافتة على حائط في مكان معين، وكتب عليها: (لا يسمح بالتدخين)، هل يحرم عليّ التدخين في ذلك المكان؟
ج: إن كان المكان لصاحب اللافتة لزم استئذانه.
س245: وكيف لو لم يكن المكان ملكاً له، وإنما كان متولياً شرعياً عليه؟
ج: كالسابق.

س246: كيف نثبت أن هناك غزواً ثقافياً غربياً تتعرض له الأمة الإسلامية في عصرنا الحالي؟
ج: عندما جاءت الثقافة والحضارة الغربية إلى بلاد المسلمين كان هدفها قلع جذور الثقافة الدينية والحضارة الإسلامية، فحملت معها الإلحاد في العقيدة، والانحراف في السلوك، وكان من نتائج هذه الحضارة: الجوع والحرمان والفوضى والاضطراب والمشاكل والرذيلة، بل سقوط السيادة الإسلامية وعزّة المسلمين، وما انتشار الخمور والفجور والشذوذ الجنسي والأفلام الخليعة إلا دليل على تغلغل الثقافة الغربية في أوساط المسلمين.

س247: سؤالي عن السيد جعفر بن الإمام الهادي (عليه السلام)، هل كان مستقيماً أم لا، فإني سمعت أقوالاً متضاربة في ذلك، فما هو القول
الفصل عندكم؟
ج: لقد أراد الأعداء أن ينالوا من أئمة أهل البيت (عليهم السلام)فلم يجدوا فيهم مغمزاً، فوضعوا الروايات في تشويه شخصيات أبنائهم
لكي يشوهوا بذلك شخصيات الأئمة الأطهار (عليهم السلام). ويعتقد بعض العلماء أن الروايات في شأن (جعفر) موضوعة لأجل تحقيق
الغرض المذكور.

س248: شخص توفي وعليه دَين لآخر، وأهل هذا المتوفى لا يعلمون عن هذا الدين، كما إن الدائن لا يعرف أهل المتوفى ولا يعلم أنه توفي أساساً، فما حكم المتوفى في هذه الحالة، هل يعاقبه الله على عدم الوفاء بالدين مع العلم بأنه كان في نيته سداد ذلك الدين، ولم يكن يقصد المماطلة ولكن الموت وافاه فجأة؟
ج: إذا لم يكن مقصراً في أداء الدين أو الوصية فليس عليه شيء، نعم يجب على ورثته إن علموا بذلك وكان للميّت أموال أن يؤدّوا دينه إلى صاحبه قبل تقسيم الميراث.

س249: هناك مجموعة من المؤمنين عزمت على إنتاج فلم سينمائي يتناول موضوع الموت وما يلاقيه الميت من نزع الروح وتجسّد الأعمال وذلك بالاعتماد على القرآن الكريم وروايات أهل البيت (عليهم السلام) وكتب علماء الطائفة التي تناولت هذا الموضوع، ونهدف إلى أن يكون هذا الفلم موعظة وتذكرة للناس، خصوصاً في هذا الزمن المليء بالمغريات، فما هو رأيكم بما يلي:

أ. هل نستطيع تجسيد ملك الموت واختراع هيئة مخيفة له باعتبار أنه سينزع روح أحد الظالمين أنفسهم بإسرافهم في الذنوب والمعاصي، وذلك بهدف التأثير على المشاهدين بصورة أكبر مع الأخذ بنظر الاعتبار عدم هتك حرمة ملك الموت أثناء تجسيده؟

ب. على فرض عدم الجواز، ما هو الحد الممكن لتجسيد ملك الموت أو أي ملك أو أحد المعصومين (عليهم السلام)؟ وبعبارة أخرى: ما هي الحدود التي لا يمكن تجاوزها؟

ت. هل يجوز استخدام موسيقى تصويرية مصاحبة لهذا الفيلم مع كونها لا توافق أهل اللهو والفسوق؟

ث. هل يجوز عرض هذا الفلم التي تتخلله الموسيقى التصويرية في إحدى الحسينيات مع أخذ إذن صاحبها؟

ج:

أ. إذا لم يستلزم الهتك كما في مفروض السؤال ولا محذوراً آخر فالتجسيد جائز.

ب. يعرف مما سبق.

ت. آلات اللهو والموسيقى حرام مطلقاً.

ث. يعرف مما سبق.

س250: شخص منحرف، ويفعل ما ينهى عنه الله ورسوله، ثم بعد فترة يريد أن يتوب، ولكن كلما أراد أن يتوب يرجع إلى سابق عهده، فهل هناك طرق يتبعها هذا الرجل حتى يتوب توبةً حقيقيةً؟
ج: طريق ذلك بعد التوكل على الله (تعالى) والتوسل بالنبي الأكرم وأهل بيته (صلوات الله عليهم أجمعين): محاسبة النفس في كل يوم ولو لدقائق، ففي الحديث الشريف: (ليس منا من لم يحاسب نفسه كل يوم).

س251: متى يجوز الكذب؟
ج: لا يجوز الكذب إلا في موارد محددة، منها: الإصلاح بين اثنين، ومنها: إنقاذ المؤمن من السجن أو القتل مثلاً، وغير ذلك.

س252: أرض مغصوبة تناقلها الورثة ولطول مدة الوقت لم يعدها العرف مغصوبة، فهل نتبع العرف في مثل هذه الحالة؟

ج: المتّبع هو الحكم الشرعي.

س253: لماذا قال الرسول (صلى الله عليه وآله): (من دخل بيت أبو سفيان فهو آمن), وما هي الحكمة في هذا؟

ج: لعل الحكمة في ذلك دفع شر أبي سفيان وأتباعه، وفتح كل باب ممكن لإتمام فتح مكة وبدون إراقة دماء.

س254: هل الأحذية المصنوعة من الجلد المباعة في أسواق المسلمين والمستوردة من بلاد الكفار نجسة أم لا؟

ج: إذا كانت من الجلد الطبيعي المستورد من غير بلاد المسلمين والمأخوذ من حيوان يدفق دمه عند الذبح (كالشاة مثلاً) فهي محكومة بالنجاسة.

س255: ما حكم لبس القلادة المنقوش عليها أسماء الله أو أسماء المعصومين أو آيات قرآنية والدخول بها إلى بيت الخلاء إذا كانت من تلبسها لا تقصد بذلك الإهانة؟

ج: لا إشكال في ذلك إذا لم تقصد الإهانة ولم يكن ذلك إهانةً عرفاً، ولكن لا يجوز لها مس ما ذكر إلا مع الطهارة.

س256: وعدت صديقي إذا حصلت على سيارة هديةً أنني سوف أعطيه 10000 ريال، وحصلت على سيارة هدية، ولم أعطه، فهل يحسب هذا عليَّ دين؟ وأنا سوف أذهب إلى الحج فما حكم حجي؟

ج: ينبغي للمؤمن إذا وعد أن يفي بوعده، وفي الحديث الشريف ما مضمونه: (المؤمن يرى وعده دَيناً عليه). وأما الحج فهو صحيح على كل حال.

س257: إذا عاهدت الله (سبحانه وتعالى) على أن لا أفعل ذنباً معيناً حتى نهاية السنة، ولم أف بالعهد، فما الكفارة؟ وفي حال تكرار الذنب بعد المرة الأولى, هل تجب الكفارة مرة ثانية أم أن العهد ينقض من المرة الأولى؟

ج: الإمام الراحل: كفارة مخالفة العهد هي: إطعام ستين فقيراً، أو صوم شهرين متتابعين، ومع المخالفة ينحل العهد, فلا تتكرر الكفارة بتكرر المخالفة.

    السيد المرجع: إذا كان قد عاهد الله (تعالى) ولم يعمل بعهده، وجب عليه أن يطعم عشرة فقراء أو يكسوهم، فإن عجز عن ذلك فيصوم ثلاثة أيام، علماً بان المكلف كلما ارتكب ذلك الذنب وجبت عليه الكفارة إذا كانت نيته ذلك، وإن كانت نيته ترك الشروع في الذنب فعليه كفارة واحدة.

س258: هل توجد آية تدعو إلى التقية؟

ج: قال الله تعالى: ((لا يتخذ المؤمنون الكافرين أولياء من دون المؤمنين.. إلا أن تتقوا منهم تقاة)). آل عمران: 28، وقال سبحانه: ((إلا من أُكره وقلبه مطمئن بالإيمان)). النحل/106.

س259: ما هي عقوبة من توفي وعليه مجموعة من الديون المتراكمة والتي كان مهملاً لها ومماطلاً فيها إلى أن توفي؟

ج: من العقوبة ما ورد في الحديث الشريف أن من كان في ذمّته دين لأحد، ولم يؤده إليه إهمالاً، ولم يبرئه صاحب الدين، أخذ منه يوم القيامة مقابل كل درهم 700 صلاة مقبولة.

س260: مدرِّس كان يضرب طلابه للتأديب، وأحياناً يضربهم على وجوههم فيحدث احمرار وكل ذلك لكثرة مشاغبتهم وأذيتهم، وفي آخر السنة استسمح منهم فسامحوه، والسؤال هو هل يلزم المدرِّس شيء بعد مسامحة الطلاب له؟

ج: الإمام الراحل: بمقدار التأديب العقلائي لا دية ولا حرمة عليه.

السيد المرجع: إذا صفحوا عنه وهم بالغون فلا شيء عليه.

س261: الرسم الثلاثي الأبعاد للأشخاص هل هو جائز؟ وماذا لو أضيف له بعض الحركات (مثلاً: إنشاء فيلم عبر الكمبيوتر يستخدم فيه أشخاص تم رسمهم ببرنامج ثلاثي الأبعاد، وصورتهم قريبة من الواقع)؟

ج: رسم ذوي الأرواح بلا تجسيم مكروه إلا إذا لحقته الحرمة من باب آخر كأن يكون وسيلة لنشر الفساد مثلاً.

س261: ينبغي أن يكون الإنسان في الصلاة مرتبطاً مع الله (سبحانه وتعالى)، فما هو نوع هذا الارتباط؟ هل يكون من خلال التفكر في الآيات وأنت تقرؤها أم من خلال التفكر في عظمة الخالق وغيره؟

ج: قال صاحب كتاب (العروة الوثقى) رحمه الله:(عمدة شرائط القبول: إقبال القلب على العمل ومعنى الإقبال أن يحضر قلبه ويتفهم ما يقول ويتذكر عظمة الله تعالى، وانه ليس كسائر من يخاطب ويتكلم معه، بحيث يحصل في قلبه هيبة منه، وبملاحظة انه مقصر في أداء حقه يحصل له حالة حياء، وحالة بين الخوف والرجاء بملاحظة تقصيره مع ملاحظة سعة رحمته تعالى). العروة - كتاب الصلاة - فصل فيما ينبغي للمصلي.

س262: أنا أعمل كعضوة ضمن مجموعة من النساء اللاتي تمارسن العمل الرسالي، ونحن بصدد جمع تبرعات لشراء أرض وبناء حسينية، أعطتني إحدى الأخوات ظرفاً مغلقاً فيه مبلغ من المال، وقبل أن أفتح الظرف ضاع مني، وتلك الأخت أصيبت بحادث سير فقدت على إثره ذاكرتها، فماذا يجب عليَّ أن أفعل الآن؟

ج: الإمام الراحل: إذا كان ضياع الظرف بسبب التقصير في الحفظ فيجب على المقصّر أن يؤدي المبلغ الذي فيه بالقدر المتيقن يعني: إذا اعتقدت كون المبلغ مردداً بين ألف وألفين يكفي أداء ألف فقط، وأما إذا كان ضياعه من دون تقصير فلا ضمان عليها.

السيد المرجع: على المقصّر أداء الأكثر، والقاصر لا شيء عليه.

س263: إذا أسقطت الطبيبة الجنين بإذن الأم والأب،  فعلى من ديته؟

ج: الدية على الطبيبة في الفرض المذكور.

 

س264: يتداول الكثير من شيعة أهل البيت (عليهم السلام) موروثاً لفظياً عقائدياً، ويكتبونه في أشعارهم عند مدحهم  لأهل البيت (عليهم السلام)، ويتداولونه في المناسبات الإسلامية كالأعراس والمواليد والوفيات، وفيه الكثير من النكت العقائدية التي قد يكون لها أصل في كتب الحديث، كالقول بأن رسول الله (ص) عند عروجه رأى أمير المؤمنين علياً (ع) عند سدرة المنتهى، أو أن الحساب بيد أمير المؤمنين (ع)، أو أن أمير المؤمنين هو ناصر جميع الأنبياء، أو أنه يحضر في الشدائد، ويحضر عند الموت، وهو عين الله، وجنب الله، ويد الله التي يضرب بها أعداءه، وأنه يعلم الغيب، فما مدى صحة تلك الأقوال؟ ألا يعتبر ذلك غلواً في مقام أهل البيت وخصوصاً أمير المؤمنين (ع)؟ ثم لِمَ اختص أمير المؤمنين (عليه السلام) بكل هذه الخصائص، وحُرم منها رسول الله (ص) وهو خير البشر؟

ج: إذا قلنا بأن كل ذلك كان بإذن الله (تعالى) فلا يعتبر غلواً، ونسبة هكذا أمور إلى الإمام أمير المؤمنين (ع) ليس معناه حرمان الرسول الأكرم (ص) منها، بل معناه أنه قد حصل عليها ببركة الرسول (ص), وقد قال (ع): علمني رسول الله (ص) ألف باب من العلم. وقال: "أنا عبد من عبيد محمد (ص)".

س265: عندما نأخذ الملابس إلى مغسلة عامة، تارة تكون ملابسنا متنجسة وتارة تكون طاهرة، كما إننا نجهل طريقة غسلهم للملابس وهل يحصل التطهير الشرعي الصحيح أم لا؟! ومن جهة أخرى يحتمل أن تكون بعض ملابس الآخرين متنجسة وتوضع مع ملابسنا في ماء واحد. والسؤال هو: بعد أن نستلم ملابسنا (التي كانت متنجسة أو طاهرة) هل نحكم عليها بالطهارة أم بالنجاسة؟

ج: أما الملابس الطاهرة - قبل الغسل - فيبقى هذا الحكم سارياً عليها إلا أن يعلم بتنجسها، وأما الملابس المتنجسة, فإذا أخبر الوكيل في تطهيرها بذلك حكم عليها بالطهارة.

س266: الشخص الذي لا يجد العادل أو ذا الظاهر الحسن إلا نادراً لتفشي الغيبة والنميمة والكذب وما شابه من المعاصي، هل له أن يتزوج من مطلقة شاهداها من عامة البشر، الذين لا يتورعون – غالباً - عن الغيبة والكذب أم لا؟

ج: يشترط العدالة في الشاهدين، علماً بأنه مع الشك في صحة الطلاق تجري (أصالة الصحة).

س267: أرض تنازع فيها طرفان، كلٌّ منهما يدعي بأنها ملكه، وكلا الطرفين لديه ما يثبت بأنها ملكه، فهل يجوز الصلاة فيها لكل من الطرفين؟

ج: يجوز للمحق منهما واقعاً.

س268: العمال الذين يعملون في الرافعة والأسقف الجاهزة هم _ في الغالب _ من غير المسلمين، ولا بد لهم من دخول المسجد، فما الحكم في ذلك إذا تعذر وجود العامل المسلم؟

ج: لا يجوز لغير المسلم دخول المسجد، ولا يجوز استئجاره لذلك.

س269: لدينا مسجد يبنى في القرية، هل يجوز لغير المسلم أن يعمل شبكة الحدادة خارج أرض المسجد ويركبها عامل مسلم؟

ج: لا بأس به في حدّ ذاته.

س270: شخص يعاني من حالة نفسية وهي الخوف بشكل غير طبيعي، فماذا يعمل ؟

ج: المداومة على قوله سبحانه: "لا إِلَهَ إِلا أَنتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنتُ مِنَ الظَّالِمِينَ". سورة الأنبياء: الآية 87. والمواظبة على قوله تعالى: "أُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ" سورة غافر: الآية 44. مفيد لحل المشكلة المذكورة إن شاء الله تعالى.

س271: نحن في المهجر ـ وكما تعلمون ـ نفتقر إلى أمور كثيرة, ومنها المساجد والجوامع التي يذكر فيها اسم الله (عزّ وجلّ). فلذا نلجأ إلى إنشاء مراكز إسلامية لسدّ هذا النقص, وليكون المكان المناسب لإجراء المناسبات والشعائر الحسينية وغيرها من النشاطات الدينية، وتصادفنا الكثير من المصاعب، ومنها أنّ البعض ـ ومع الأسف ـ لا يدركون الأهميّة البالغة لمثل هذه الأماكن وأهميّة دعمها بكلّ الوسائل لاستمرارها وتجاوز كلّ الخلافات التي تحدث في سبيل إنشاء هذه المراكز. فلذا نرجو من سماحتكم أن توجّهوا خطاباً لنا أوّلاً عن أهميّة هذه الأماكن واحترامها، ثم نوصل ذلك إلى الإخوة لكي يحصل لهم اليقين أنّ لمثل هذه المراكز أهميّة بالغة، للخروج من مشكلة التعرّب بعد الهجرة ؟

ج: بقاء كلّ أمّة إنما هو ببقاء ثقافتها الدينية، وإذا فقدت الأمّة ثقافتها الدينية فإنّها تفنى تدريجياً وتزول، وأرقى ثقافة هي الثقافة الإسلامية, وأرقى دين هو الإسلام، وعلى الإخوة في المهجر أن يعتزّوا بثقافتهم ثقافة القرآن الحكيم والرسول وأهل بيته (صلوات الله وسلامه) عليهم أجمعين، أئمّة الرحمة والحنان، ودعاة السلم والسلام، ومبلّغي الأمن والأمان، والتقدّم والازدهار، إلى كلّ العالم والأجيال. وهذه الثقافة الراقية والدين العظيم يجب الاحتفاظ بها وتقويتها، وذلك يكون عبر أمور متعددة منها: المراكز الدينية من مساجد وجوامع، والمؤسسّات الخيرية الإسلامية، والحسينيات التي تحمل قدسيّتها من انتمائها إلى الإمام الحسين (سلام الله عليه) وانتسابها إلى ساحته المقدّسة وعناياته الخاصة، بل هي روضة مصغّرة وحرم صغير من الروضة الحسينية المباركة والحرم الحسيني الطاهر، لذلك ينبغي لكلّ مسلم غيور الاهتمام بالمراكز الدينية وخاصّة الحسينية، تشييداً وبناءً، وحضوراً ومشاركة, وليُعلم: إن الاهتمام بهذه المراكز لا يؤمّن لنا آخرتنا فقط، بل يؤمّن لنا دنيانا أيضاً، كما أثبتته التجارب الكثيرة.

س272:  هل يجوز للمسلم الإطلاع على كتاب الإنجيل وقراءته؟

ج: القراءة في نفسها "إذا لم يخف على نفسه من الضلال" لا إشكال فيها.

س273: لديّ مشكلة أتعبت ليلي ونهاري, وتشغلني معظم لحظات يومي, وهي  التشكيك بالتاريخ الإسلامي، رغم أنّي ألقّن نفسي بأنّ هناك تحقيقاً في معرفته ووثائق رسمية ومخطوطات وكتباً متنوّعة - في كل المجالات - ومسكوكات وآثاراً معمارية وكتباً للطبقات والأنساب، ولقد قرأتُ كتاباً في كيفية تدوين التاريخ الإسلامي، ولكنه لم يعطني التسليم. فمنذ زهاء سنتين وأنا أعيش هذه الدوّامة الفكرية المهلكة التي كثيراً ما تأمّلتُ فيها دون أن أصل إلى نتيجة، ودعني أُصارحكم أنّ محور حديثي هو النبيّ والأئمّة؟

ج: النبي الكريم وابنته والأئمة المعصومون من أهل بيته (سلام الله عليهم) هم الذين وصفهم الله تعالى بالطهارة والعصمة فقال: "إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيراً". (الأحزاب، الآية: 33)، مضافاً إلى الآيات الكثيرة والروايات الشريفة في حقّهم وفضلهم، ناهيك عن ثناء التاريخ الصحيح عليهم ومدحه لهم, فإنه ليس فيه كلّه مأخذ واحد عليهم. وينبغي (للاطلاع على) ذلك مراجعة: نهج الفصاحة، ونهج البلاغة، والصحيفة السجادية، وتحف العقول، ومكارم الأخلاق، وموسوعة البحار، للوقوف على ما وهب الله تعالى الرسول الكريم وأهل بيته من العلوم والمعارف، والأخلاق والمكارم، والسيرة الطيبة، والثقافة الراقية، هذا مضافاً إلى أن كثيراً من المؤرخين والعلماء غير المسلمين اعترفوا بتفوق هذه العترة ودورها الكبير في تغيير مسار التاريخ نحو الأفضل. يراجع – مثلاً – كتاب (الإمام الصادق (عليه السلام) كما عرفه علماء الغرب) وغيره.

س274: هل يجوز المشي مع الإنسان الذي لا يصلّي ولا يصوم؟

ج: يجوز إن كان غير مسلم، ويسعى في هدايته إلى الإسلام ثم إلى الصلاة والصيام بالحكمة والموعظة الحسنة، وإن كان مسلماً يجب أمره بالمعروف ونهيه عن المنكر ولا مانع من المشي معه إلا إذا كان في ذلك محذور آخر.

س275: هل كان بلال بن رباح موالياً لأمير المؤمنين (سلام الله عليه)، وهل كان خروجه طوعاً أم أجبر على ذلك؟

ج: كان بلال بن رباح من الموالين المتمسّكين بولاية أمير المؤمنين (سلام الله عليه). وفي بعض الروايات أنه خرج من المدينة وامتنع عن الأذان، لعدم تحمّله للسكنى فيها بعد ارتحال رسول الله (صلّى الله عليه وآله)، واحتجاجاً منه على الذين تركوا التمسّك بوصيته (صلّى الله عليه وآله) من بعده في أهل بيته عامة, وفي علي أمير المؤمنين (عليه السلام) خاصة.

س276: ما هو حكم عمل تزيين المنازل (ديكور) إذا كانت مما تستخدم في الأعمال المحرمة، لا سيما إذا كان بعض الغرف يستخدم لعبادة الصنم؟ وهل بناء الصالات التي يحتمل استخدامها في الرقص وغيره جائز أم لا؟

ج: ما علم استخدامه لعبادة الصنم لا يجوز عمله، وما لم يعلم يجوز، وأما الثاني فهو جائز.

س277: هل يجوز العمل في وظيفة لدى حكومة غير إسلامية؟

ج: يجوز في نفسه ما لم يستلزم حراماً من جهة أخرى.

س278: ما هو رأيكم بشرعية الانتخابات التي سوف تجري في العراق لاحقاً؟ وإن كان رأيكم إيجابياً تجاهها فهل هذا يشمل أية آلية تقرّها الحكومة أم هو محصور بآلية معيّنة يراها سماحتكم؟

ج: الانتخابات يجب أن تكون تحت إشراف ممثلين لكلّ قطاعات الشعب حتى لا يكون هناك أي نوع من التزوير وتكون حرّة بمعنى الكلمة، وتكون الفرصة متاحة لكلّ صاحب كفاءة في إمكان ترشيح نفسه ولا تعيقه عوائق مدبّرة خلف الأستار أو مفروضة من قوى خارجية.

س288: ماذا يفعل من سئم العيش ويكره البقاء في الحياة الدنيا نظراً لتفشّي مظاهر الفساد؟

ج: ورد في الأدعية الكريمة طلب (طول العمر) من الله سبحانه، كي يستطيع الإنسان عبادة ربه وخدمة دينه وتعمير آخرته أكثر فأكثر. والقضاء على مظاهر الفساد لا يكون بالتواري، بل بأن يثقف  الإنسان نفسه بثقافة القرآن الكريم والرسول الأعظم (صلى الله عليه وآله) وأهل بيته المعصومين (سلام اللّه عليهم أجمعين)، وذلك عبر مطالعة تفسير القرآن الحكيم، ومطالعة نهج البلاغة وشرح النهج، وأصول الكافي، والصحيفة السجاديّة وشرحها، ثم نشر هذه الثقافة الرفيعة بين المسلمين، بل بين الناس جميعاً. وعبر كل الوسائل، ففي ذلك القضاء على مظاهر الفساد - الى حد كبير- بإذن الله سبحانه.

س289: تعلّم اللغة الأجنبية عبر (شريط الكاسيت) أو (الفيديو) مع اقترانه بالموسيقى العابرة جائز أم لا؟

ج: التعلّم جائز, ولا يستمع إلى الحرام.

س290: هل يجوز للمرأة أن تركب الحصان؟

ج: هو مكروه إذا لم يستلزم حراماً.

س291: في الحديث الشريف (إصلاح ذات البين أفضل من عامة الصلاة والصيام) ما المقصود منه؟

ج: لعل المقصود من الحديث الشريف: هو الصلاة والصيام المستحبّان.

س292: ما معنى كون الرواية موقوفة؟

ج: هي الرواية التي لم ينسبها راويها إلى المعصوم، مثل: أن يقول:عن زرارة أنه قال: كذا، فـ (زرارة) – هنا – لم ينسب الحديث الى الإمام, بل أطلقه كأنه يتحدث من نفسه .. هذا ما يعرف بـ (الرواية الموقوفة).

س293: هناك الكثير من الأدعية والأحاديث الشريفة المروية عن المعصومين (عليهم السلام) والتي نرى من خلالها كثرة استغفارهم لله عزّ وجلّ، فماذا يعني استغفارهم (عليهم السلام) وهم معصومون ولا ذنوب عندهم؟

ج: استغفار المعصومين (عليهم السلام) هو من باب إنهم (عليهم السلام) يرون أعمالهم الضرورية مثل النوم والأكل والشرب قصوراً أمام الله تعالى فيستغفرون منها. وتفصيل الجواب موكول إلى محله.

س294: لماذا يسمح الله بحدوث الكوارث الطبيعيّة التي لا يذهب ضحيتها غالباً إلا الفقراء والمساكين؟ أَوَلا يتنافى ذلك مع رحمته؟

ج: الكوارث الطبيعيّة وإن كانت تبدو للنظر طبيعيّة بشكل تام، لكنها في الحقيقة والواقع مأمورة وناشطة بأمر الله تعالى وإذنه، وتكون نتيجة لمعاصي العباد وذنوبهم، ويدلّ عليه قوله سبحانه:  (ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ). سورة الروم: الآية41. مضافاً إلى أن الله تعالى قد علّم الإنسان طريق الوقاية منها، لكن الإنسان نفسه هو الذي يقصّر في صنع الوقاية وتعريض نفسه للدمار والهلاك، وليس في ذلك ما يتنافى مع رحمة الله تعالى.

س295: هناك حديث يقول: (إن الله لما خلق العقل قال له: أقبل فأقبل, ثم قال: أدبر فأدبر، ثم قال وعزتي وجلالي: بك أثيب وبك أعاقب...). هل هذا الحديث صحيح؟

ج: نعم، لقد ورد في كتاب وسائل الشيعة/ ج1- أبواب مقدمة العبادات – ب 3 – ح1 بسندٍ صحيح، عن أبي جعفر عليه السلام قال: (لمّا خلق الله العقل استنطقه، ثم قال له: أقبِل. فأقبل، ثم قال له أدبر. فأدبر. ثم قال: وعزّتي و جلالي ما خلقتُ خلقاً هو أحبّ إليّ منك، ولا أكملتك إلاّ فيمن أحبّ، أما إنيّ إياك آمر وإياك أنهى، وإياك أعاقب وإياك أثيب). مما يدلّ على ما للعقل من شرافة وكرامة، ومرتبة ومنزلة عند الله تبارك وتعالى. وهذا الحديث ونحوه يحثّ الإنسان ويشجّعه لأن يكون عاقلاً وملتزماً بما يأمره عقله، ومبتعداً عما ينهاه عنه عقله، ففي اتباع العقل الراحة والسعادة، بينما في اتباع الهوى التعب والشقاء، وأخيراً ـ والعياذ بالله ـ جهنم والنار.

س296: هل قراءة الفاتحة لأرواح الأئمة (عليهم السلام) حرام أم مكروه؟ وما هو حكم الذي يقرأ الفاتحة بعنوان الهدية إلى الإمام المعصوم؟ وإذا كان حراماً فلماذا نحن نقرأ في الدعاء: اللهم صلّ وسلم وبارك وترحّم وتحنّن على محمّد وآل محمّد؟ إذا كانت الفاتحة بعنوان الرحمة فلماذا هنا في الدعاء نحن ندعو الله (عزّ وجلّ) أن يترحم على محمّد وآل محمّد؟

ج: وردت زيارات خاصّة من أهل البيت (سلام الله عليهم) لكلّ من الأئمة المعصومين سلام الله عليهم، وفي هذه الزيارات دروس أخلاقية وتعاليم تربوية ومعارف شامخة توقف الزائر على المقام العظيم للإمام الذي يزوره وتعطيه صورة واضحة عن سيرته وأهدافه، لذلك ينبغي قراءة الزيارات المأثورة، علماً بأنه لا مانع ولا كراهة أيضاً في قراءة مطلق القرآن الكريم كسورة الفاتحة وإهداء ثوابها إلى أرواحهم الزاكية.

س297: ما حكم أخذ العمولات مقابل الدعاية الشفهيّة والترويج للمنتجات؟

ج: إذا لم يكن في هذه المعاملات غبن أو غش، أو ضياع حق أحد الزبائن، فالتسويق وأخذ العمولات في قباله جائز.

س298: شخص لديه القدرة على نشر الأمن باعتباره متخصصاً في هذا المجال، وعند مفاتحة المسؤولين والمعنيين ورجال الدين بذلك لم يصغوا إليه، ماذا عليه أن يفعل؟

ج: على كلّ مسلم غيور الحذر من الأمور التي تخلّ بالأمن، كما إنَّ عليه التصدّي بمقدار قدرته لصدّ الإخلال والمخلّين بالأمن. نسأل الله أن يوقظ الضمائر لنصرة هذا الشعب المسلم المظلوم، وأن يقمع الظالمين، ويخزيهم في الدنيا والآخرة.

س299: شخص يعاني من حالة نفسية وهي الخوف بشكل غير طبيعي فماذا يعمل؟

ج: المداومة على قوله سبحانه: (لا إِلَهَ إِلا أَنتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنتُ مِنَ الظَّالِمِينَ), سورة الأنبياء: الآية87. والمواظبة على قوله تعالى: (أُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ). سورة غافر: الآية 44، مفيد في هذا المجال إن شاء الله تعالى.

س300: ما حكم الاستمرار في الشركة التي تتعامل مع البنوك الربوية؟

ج: إذا كانت المساهمة في الشركة المذكورة بنسبة قليلة جداً من مجموع السهام كواحد بالمائة جاز الاستمرار فيها.

س301: ما الحكمة من زواج الإمام الحسن (ع) من جعدة بنت الأشعث (لعنة الله عليهما)، وكيف يكون ذلك وقد رفض أمير المؤمنين (سلام الله عليه) طلب الأشعث بن القيس (والد جعدة) الزواج من السيدة زينب (ع) بسبب فسقه؟

ج: لعل الحكمة من ذلك هو: اختبار هذه المرأة وامتحانها، ووصول خبثها المضمر إلى مرحلة الفعل والعمل، فإنّ كل إنسان لا يخلو من أن يمتحنه الله تعالى ويختبره كما قال سبحانه: (أَحَسِبَ النَّاسُ أَن يُتْرَكُوا أَن يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لا يُفْتَنُونَ) سورة العنكبوت: الآية2، أي: لا يُختبرون؟ مضافاً إلى أن الأئمة كجدّهم الرسول (صلى الله عليه وآله) لا يعملون إلاّ بأمر من الله تعالى. وأما رفض الإمام أمير المؤمنين (ع) طلب الأشعث وأمثاله فذلك فيه ـ وفي أمثاله ـ أسرار يعرفونها هم (ع). وأما إمكان المطابقة بين مقامات الأئمة (ع) وجوانبهم البشرية فهو واضح، بل إن من عظمة أهل البيت (ع) هو أنّهم مع ما عليه من المقامات الروحيّة والمعنويّة الراقية يتعاملون مع الناس على ظواهرهم وطبق جوانبهم البشرية وكأنهم كأحدهم، وقدرتهم على التعامل بالظواهر البشرية مع كمالهم الروحي والمعنوي الكبير أهّلتهم لأن يجعلهم الله تعالى أئمّة الخلق وأن يجعلهم كجدّهم الرسول الأكرم (ص) أسوة للناس وقدوة للخلق أجمعين.

س302: لماذا يقال للإمام الحسن (ع) أبو محمّد وابنهُ الأكبر زيد (ع)؟

ج: من مستحبّات الحمل والولادة التي أمر بها الإسلام وطبّقها الرسول الأكرم وأهل بيتهِ (ع) تسمية الولد باسم حَسَنَ ولقب حَسَن وجعل الكنية الحسنة لهُ وهو حمل في بطن أمه، أو في اليوم السابع من الولادة. ولا داعي لانتظار حصوله على الولد حتى يمنحه الكنية.

س303: ما هي آيات الشفاء من القرآن الكريم؟ وما هي الأدعية الواردة عن أهل البيت (ع) في هذا المجال؟

ج: في الحديث الشريف أنه من قرأ قوله سبحانه - وهو يمسح بيده على مكان الوجع -: (وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاء وَرَحْمَةٌ للْمُؤْمِنِينَ) الإسراء: 82 شوفي من علّته. وقراءة سبعين مرة سورة (الحمد) على ماء وشربه مفيد أيضاً. كما إن قراءة (دعاء التوسل) نافع في هذا المجال بإذن الله تعالى.

س304: ما هو السبب في تخلّف المسلمين؟

ج: السبب وراء تخلّف المسلمين هو: عدم عملهم بالإسلام الذي نزل به القرآن الحكيم، وبلّغهُ الرسول الكريم (صلى الله عليه وآله)، وبيّن أحكامه أهل بيته المعصومون (صلوات الله عليهم) أجمعين.

س305: ما هو النهج الصحيح في تزكية النفس؟

ج: تزكية النفس تتم بـ:

1- المشارطة: أي التصميم على فعل الواجبات وترك المحرمات، وتجنب الرذائل الأخلاقية.

2- المراقبة: بأن يلاحظ الإنسان كل فعل من أفعاله حين العمل، فلا يصدر منه ما يسخط الله تعالى. 

3- المحاسبة: بان يحاسب الإنسان نفسه كل يوم على ما فعل، فإن كان خيراً حمد الله تعالى عليه، وإن كان شراً استغفر الله منه, وصممّ على عدم العود إليه.

س306: ما حكم المنافسة بالأسعار لأجل جلب زبائن الغير؟

ج: التنافس على تخفيض السعر وعلى جودة الخدمات جائز، بل محبوب، ولكن الدخول في سوم الآخرين وكسب زبائنهم مكروه، ولا ينبغي للمسلم فعل ذلك.

س307: شخص يعمل في محل لبيع الملابس (المستعملة) وفيه بعض الماركات العالمية, وهناك عرف عندهم يسمح ببيعها وشرائها، فهل يلزم أن يعلن أنها مستعملة أم يكفي فقط إخبار من يعلم أنهُ لو عرف أنها بضائع مستعملة يشتريها؟

ج: يلزم الإعلام إذا صدق عليه أنهُ غشّ عرفاً.  

س308: ذكر في المسألة 2331 من كتاب (المسائل الإسلامية) كراهة بيع العقار، فما علّة الكراهة؟

ج: علّة الكراهة كما جاء في بعض الأحاديث الشريفة نفاد مبلغها وضياع ثمنها. إلاّ أن يشتري بالثمن والمبلغ عقاراً غيره.  

س309: ما هو حكم صيد السمك عن طريق الجرافات, وهي عبارة عن: قوارب كبيرة تقوم بجمع ما هو موجود في البحر عن طريق شبك كبير، ويذكر بعض المؤمنين أن مجموعة من السمك يموت في الماء قبل إخراجه، راجين من سماحتكم ذكر الدليل الشرعي على الحكم؟

ج: إذا كان الموت في الشبكة فالأظهر الحلية، وذلك للنصوص الواردة.

س310: إذا كانت إحدى طرق إثبات أو إحراز العدالة هي شهادة عادلين، أَيلزم أن يكونا قد علما ذلك عن طريق العلم الوجداني أو الاطمئنان الحاصل من المناشئ العقلائية، كالاختبار أو المعاشرة الطويلة أو ما شابه من الأمور التي تثبت بها العدالة من خلال الحس، أم تقبل شهادتهما من دون النظر إلى كيفية حصول العلم بالعدالة لديهما؟

ج: الشهادة على العدالة إنما تجوز لمن أحرز عدالة المشهود لهُ بالطرق الشرعية، وأمّا في إدلاء الشهادة فلا يجب ذكر منشأ علمهم بها.

س311: هل تفضيل جنس الرجال على جنس النساء يشمل جميع النواحي وكلّ المجالات، أم هو تفضيل يخصّ جوانب معيّنة فقط؟

ج: الرجل والمرأة من منظار الإسلام وجهان للإنسان، كما إن الليل والنهار وجهان لليوم، وكما إن لكلّ من الليل والنهار خواصّه ومميزاته وهي جمال له وكمال، فكذلك لكلّ من الرجل والمرأة خواصّه ومميزاته وهي جمال له وكمال أيضاً. وقد جعل الله التفاضل بين أبناء البشر ذكراً وأنثى بالتقوى فقال سبحانه: (إن أكرمكم عند الله أتقاكم) سورة الحجرات: الآية 13. نعم هناك اختلاف بين الرجل والمرأة: في بعض الأحكام التشريعية، تبعاً للاختلاف بينهما في مجالات تكوينية، كما ثبت ذلك في العلم الحديث، وتفصيل ذلك يطلب من محله.

س312: إذا لم يكن هناك شيء من الطرق الشرعية لإثبات عدالة الشخص، فهل يحكم بعدالته بعد الفحص وعدم الوصول إلى كون هذا الشخص (المسلم الشيعي) فاسقاً أو عادلاً؟

ج: يبقى مجهول الحال.

س313: ما حكم إطالة شعر الرأس؟ وما حكم صبغ الشعر للرجال والنساء باللون الأسود وغيره؟

ج: لا بأس بإطالة الشعر في حدّ ذاتها، وكذا صبغه للرجل والمرأة.

س314: مسلم يعمل في تنظيف موائد الطعام من الصحون وغيرها، فإذا كانت الخمرة موجودة على إحدى الموائد، فهل يجوز له تنظيفها وحمل قنينة الخمر من المائدة إلى الحاوية (الزبالة)؟

ج: يجوز ذلك.

س315: شخص زنا بامرأة بكر، وبعدها استغفر الله، هل يجوز له أن يتزوّجها بزواج دائم؟

ج: نعم، يجوز له أن يتزوّجها.

س316: أيقبل الله تعالى توبة العبد أم لا؟

ج: لقد وعد الله تعالى المذنبين الذين أسرفوا على أنفسهم بالتوبة إذا تابوا، وقد قال الإمام أميرالمؤمنين (ع) إن أرجى آية في كتاب الله للمذنبين قوله تعالى: "إِلاَّ مَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلاً صَالِحًا فَأُوْلَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَّحِيمًا" سورة الفرقان:الآية70 يعني: ليس فقط غفران الذنب من عوائد التوبة للتائب، بل تبديل ذنوبه بالحسنات أيضاً. وهذا هو وعد الله تعالى، والله لا يخلف الميعاد. فلذا يجب الثقة برحمة الله وغفرانه، والبدء بصفحة جديدة مع الله، وأداء حق الناس إن كان لأحد عليه حق مالي، وأداء حق الله إن كان عليه قضاء صلاة أو صيام وما أشبه ذلك.

س317: هل يستطيع الإنسان أن يبيع عضواً من أعضائه كالعين أو الأذن أو الكلية وهو على قيد الحياة؟ والسؤال إذا باع الورثة أعضاء من جسد الميت لبعض المرضى، لمن تعود هذه الأموال؟ وهل هي أموال حلال؟

ج: لا يبعد الجواز خصوصاً إذا كان فيه إحياء لنفس محترمة، نعم يشترط على الحي عدم تعريض نفسه للخطر، والأموال الحاصلة من بيع أعضاء الميت تعتبر من تركته.

س318: أغراض اشتريت من أموال جمعت للمسجد من التبرعات، هل تعتبر وقفاً للمسجد، أم يجوز استعارتها؟

ج: يتعامل بها كأنّها وقف للمسجد.

س319: ما حكم شراء الأراضي التي يقال بأنها كانت لشخص غير معروف أو من غير الممكن الوصول إليه، مع العلم بمرور سنين عديدة على هذه الأراضي، وعلى الرغم من تداولها في السوق وإمكانية تسجيلها في الدولة لأي شخص يشتريها بموافقة المشتري السابق؟

ج: إذا كان لها مالك حقيقيّ وأجاز البيعَ صحَّ، وإذا كانت مجهولة المالك فأمْرها يعود إلى الحاكم الشرعي.

س320: إذا تحققت الاستطاعة لشخصٍ، ولكن لديه مدرسة أو عمل، ولا يستطيع أخذ إجازة، وإلاّ لن ينجح في الفصل الدراسي بسبب عدم حضوره الامتحانات النهائية أو سيطرد من العمل بسبب غيابه، علماً بأنه ليس رب لعائلة، فما حكمه في هذه الصورة؟

ج: إن كان ذلك حرجاً شديداً له فالظاهر عدم وجوب الحج فعلاً ـ في فرض السؤال ـ.

س321: ما حكم المواد التي نهبت من دوائر الدولة؟ وهل يحقّ للمكلّف أن يبيعها أو يخمّسها إذا كان محتاجاً ومضطراً لاستخدامها؟

ج: أمرها إلى الحاكم الشرعي، ولا يجوز التصرّف فيها إلاّ بإذن من الحاكم الشرعي.

س322: استوليت على أرض كانت في العهد السابق تابعة للجيش العراقي، واستخدمت الأرض في الزراعة، حيث حفرت بها بئراً ارتوازيةً وزرعتها بـ (الطماطم)، أرجو بيان الحكم الشرعي؟

ج: إذا لم تكن أصل الأرض ملكاً لأحد، ولم تكن - حين الاستيلاء عليها - عامرة فلا شيء عليك، وإن كانت ملكاً لأحد وجب ردّها إليه ودفع أجر المدة التي استفدت فيها من الأرض، وإن كانت ملكاً للدولة، وكانت عامرة حين الاستيلاء عليها وجب الإذن من الحاكم الشرعي أو وكيله فيها.

س323: ما هو رأي سماحة السيد (أدامه الله) بالانتخابات ودور المكلّف فيها؟ وأي القوائم أجدر بصوت المؤمن؟

ج: من مؤهّلات الترشيح: الإيمان، والوثاقة، وسعة الصدر، وخدمة الآخرين بإخلاص في سبيل الله تعالى. وينبغي للجميع الفحص عن قائمة تضمّ أفراداً يحملون هذه المؤهّلات.

س324: ما حكم غسل الذهب المستعمل وتعليقه مع الذهب الجديد، ومن ثم بيعه للزبون, والذي لا يخطر على باله أن القطعه مستعملة؟

ج: اذا أخبر البائع المشتري بالاستعمال فلا بأس، وإلا فلا يجوز .

س325: هل هناك دليل على أن يزيد (لعنه الله) كان يلاعب القرود أو يتصف بأيّة أوصاف أخرى سيئة؟

ج: يراجع شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد: ج 20 ص 133 والبداية والنهاية لابن كثير ج 8 ص 239 وغيرهما.

وفي كلام سيد الشهداء عليه السلام: (ويزيد رجل فاسق شارب الخمر قاتل النفس المحترمة معلن بالفسق). بحار الأنوار ج44 ص325. وقال ابن عساكر: (وكان يزيد حمل قرداً على أتان لينظر كيف فروسيته). تاريخ مدينة دمشق ج19 ص157.

س326: شخص يجالس أصحاب السوء، وهم من أهله وإخوانه، فهل يجاريهم حتى لا يخسرهم أم ماذا يفعل؟

ج: المداراة هي أفضل طريق للتعايش، كما إنها أفضل سبيل للهداية والإرشاد أيضاً، فإنّ الإنسان يستطيع أن يهدي أهله وإخوته بأخلاقه الحسنة، وبسيرته الطيّبة معهم، مضافاً إلى نصائحه وإرشاداته التي يقدّمها لهم بالحكمة والموعظة الحسنة بين الحين والآخر، في كلّ زمان يرى ذلك مناسباً لهم ولحالهم، هذا كله بشرط أن لا يلزم من المجالسة محذور شرعي.

س327: شخص كان يصرف بعض المال في أمور محرّمة ومعصية، وقد تاب، وهو شخص يخمّس، وقد كان يدفع ما يتوجب عليه عند حلول رأس سنته، وهو لا يستطيع الآن استرداد ما دفعه على تلك المعاصي، فهل يجب عليه تخميس ما صرفه، علماً بأنه لا يعرف مقداره؟

ج: السيد المرجع: ما صرفه على المعاصي فيه الخمس، وإذا جهل مقداره يعطي المظنون، إلا إذا تمت المصالحة مع الحاكم الشرعي على ذلك.

س328: هل يجوز العمل في مسلخ ذبح الخنازير؟ وهل يستحق العامل أجرته ‏تحت ذريعة استنقاذ المال من غير محترمي المال؟ وهل هناك فرق بين أن يكون عمله مرتبطاًً بالذبح أو بمجال آخر؟

ج: السيد المرجع: جائز على الأظهر إذا كان هو لا يقدّمه لأحد، ولا يحتاج إلى نية الاستنقاذ، بل لا تصح النية المذكورة إذا كان الطرف الآخر من محترمي المال.

س329: ما رأيكم فيما ورد من روايات في أحكام الحلق أيام الشهر العربي؟

ج: وردت بعض الروايات بذلك، ولكن في الحديث الشريف أن الصدقة قبل العمل تدفع النحوسة والبلاء.

س330: هل يحلّ للمرأة المخطوبة أن تخرج مع الخاطب وتتكلّم معه من دون العقد الشرعي؟

ج: المخطوبة بالنسبة إلى خاطبها قبل العقد الشرعي ليست محرماً, بل هي كالأجنبية في الحرمة.

س331: هل تكون اللعنة لمن لا يحتمل في حقّه التوبة؟ أم تكون لمن تلبّس بلباس الظُلم أو الكفر أو الفسق فقط مع عدم الالتفات إلى إمكانية توبته أو هدايته؟

ج: اللعنة كما في القرآن الحكيم والروايات الشريفة وزيارة عاشوراء وردت لأعداء أهل البيت (سلام الله عليهم) وللذين عادوا الله ورسوله، ونصبوا لهم الحرب.

س332: هناك بعض الجهات تبيعنا (كروتاً) لشحن الهاتف الجوال بسعر يفوق قيمة الرصيد الفعلي الموجود فيها، حيث يتمّ خصم 10%، ويكون الرصيد الفعلي الذي يغذّي حسابك 90 ديناراً، في حين أنك تدفع 100 دينار، فما حكم هذه المعاملة بيعاً وشراءً، علماً أنه لا يوجد اضطرار إليها؟

ج: في فرض السؤال المعاملة صحيحة.

س333: ما حكم شراء الجلد الطبيعي المأخوذ من الحيوان في البلاد الإسلامية وغيرها؟

ج: يجوز الشراء مطلقاً، وإن كان من البلاد غير الإسلامية ولم تُحرز ذكاته كان نجساً.

س334: كيف تنطق الضاد (ض) والظاء (ظ)؟

ج: تنطق الضاد بجعل طرف اللسان على الأضراس العليا من الجانب الأيمن أو الأيسر، والظاء بوضع طرف اللسان بين الثنايا العليا والسفلى.

س335: هل من الممكن معرفة طرق التحكم في الغضب، حيث إنني سريع الغضب بغض النظر عن أن الأمر يستدعي ذلك أو لا يستدعي؟

ج: ورد في الروايات الشريفة أن الإنسان إذا غضب وكان واقفاً فليجلس، ومما يساعد على ذلك أن يروّض الإنسان نفسه على عدم الغضب، فإن الكمالات الأخلاقية تأتي بالرياضة والمتابعة.

س336: ما حكم المشاركة في العمل مع الأجنبي في الغرب؟

ج: المشاركة في نفسها جائزة ما لم تحتوِ على محرّم ولم تستلزم محرماً.

س337: أريد أن أشتري سيارة جديدة، فهل هناك عمل مستحب في وقت الشراء؟ بعضهم قال لي: اكسر البيض لمنع الحسد، هل هذا صحيح؟

ج: يمكنك دفع صدقة لدفع البلاء عنك.

س338: كيف يمكنني أن أزيد من حسناتي؟

ج: باب الخير مفتوح لمن يريد، وكل لحظة من لحظات العمر يمكن الاستفادة منها في التقرب إلى الله تعالى وزيادة الحسنات، ومن أفضل الأمور في هذا المجال: 1ـ السعي في هداية الناس إلى الصراط المستقيم، كهداية الضال إلى الرشاد، وغير الملتزم إلى الالتزام، والسافرة إلى الحجاب وهكذا، ويتم ذلك عبر الحوار، ونشر الكتب والأشرطة الدينية التوجيهية، ونحو ذلك. ويدخل في هذا البند السعي في تزويج الشباب والفتيات بكل وسيلة ممكنة، فإن هذا العمل يحول دون وقوع كثير من المفاسد والانحرافات الأخلاقية. 2ـ السعي في قضاء حوائج الناس بالمقدار الممكن والإصلاح بينهم، وحل المشاكل التي تحدث في العوائل بالحكمة والموعظة الحسنة.

339 ما هو حكم الحب في الإسلام؟ أو ماذا أفعل إذا كنت أحب شخصاً ما؟ مع العلم بأنني أحاول أن أقنع نفسي أن هذا ليس بصحيح، ولكن هذا شعور في القلب، ولا أستطيع أن أخدع نفسي، وأقول: لا أحبه، فماذا تنصحوني أن أفعل؟

ج: الحب إن اختلط بالحرام أو كان مقدمة للحرام فهو حرام، وفي الحديث الشريف حول الحبّ: (قلوب خلت من ذكر الله فأذاقها الله حب غيره). علل الشرائع، ج1ص140، الباب11، الحديث1. فعلى الإنسان أن يتصور نعم الله التي أنعم بها عليه، وأنها من الكثرة بحيث لا تعد ولا تحصى، وهل هذه النعم إلا نتيجة محبة الله لنا وعظيم شفقته علينا؟! ومن الجفاء أن لا نفرغ قلوبنا لحبه، وأن نشرك معه في الحب غيره، كيف وقد قال تعالى: (ما جعل الله لرجل من قلبين في جوفه) الأحزاب / 4. وينبغي الدعاء والطلب من الله تعالى أن يخرج حب غيره من قلوبنا.

س340: نحن نعلم أن الكثير من الولاة العباسيين حاولوا هدم قبور الأئمة، ولكن لم ينجحوا بسبب المعجزة الإلهية، فكيف استطاع الوهابيون تدمير القبور التي في البقيع للأئمة الأربعة (سلام الله عليهم)؟
ج: العباسيون حاولوا إخفاء أثر القبر، فلم يستطيعوا، لكنهم هدموا البقاع المشرّفة، وخرّبوا القبور المطهّرة، كما فعله الوهابيون اليوم ببقاع الأئمة الأربعة (ع) وبقبورهم الطاهرة، لكن: (يريدون أن يطفئوا نور الله بأفواههم ويأبى الله إلا أن يتم نوره...).

س341: تعلمون أن الحكم الشرعي في مشاهدة الأفلام والمسلسلات والبرامج هو الإباحة إذا لم تخل بالشرع، وقد التزمت بالضوابط الشرعية سواء كانت أفلاماً ومسلسلات عربية أم أجنبية..، ولكن معظم تلك الأفلام لا تلتزم الحجاب الشرعي، فتظهر شعور بعض الممثلات أو أجزاء منها أو أجزاء من أيديهن، أو يظهرن وعلى وجهوهنَّ مساحيق تجميلية، وهن مرتديات الحجاب أو غير مرتديات، كذلك لا تخلو تلك الأفلام والمسلسلات من مؤثرات صوتية، فما حكم مشاهدة تلك الأفلام؟ علماً بأن نية المشاهد متابعة القصة الدرامية أو التاريخية أو متابعة ذلك البرنامج الثقافي أو الترفيهي؟

ج: حكم الصورة حكم الأصل في عدم جواز النظر إلى ما يحرم النظر إليه على الأظهر، وأما المؤثرات الموسيقية فإن كانت بآلات اللهو حرم الاستماع إليها أيضاً.

س342: هل يجب أخذ الخبز الذي يطرح في الشوارع ووضعه في مكانٍ مناسبٍ أم يستحب ذلك؟
ج: ينبغي احترام النعمة.

س343: ما هو رأيكم في البناء على أراضي الدولة، لحديث الرسول (صلى الله عليه وآله): (الأرض لله ولمن عمّرها). واستناداً لذلك فقد قمت ببناء غرفة مع مشتملاتها في أرض عائدة للدولة؟
ج: إذا كانت الأرض مواتاً ولا صاحب لها، ولم تكن من الأماكن العامة كالشوارع، ولم يكن هنالك محذور خارجي، فحينئذ يجوز البناء عليها وإعمارها، ويملكها من عمّرها.

س344: هل يجوز تعطيل الهاتف والاستفادة منه بدون دفع أجور الاتصالات الخارجية والداخلية؟
ج: لا يجوز إن كانت الدولة شرعية، أو ترتب محذور خارجي على ذلك.

س345: ما حكم تزوير البطاقات والاستفادة منها بصورة غير قانونية خصوصاً في دول أوروبا؟
ج: لا يجوز بترتّب الحرام عليه كإضاعة حق، أو غصب مال، أو تعد على أحد.

س346: ذكر في المسألة 2331 من كتاب (المسائل الاسلامية) كراهة بيع العقار، فما علّة الكراهة؟

ج: علّة الكراهة كما جاء في بعض الأحاديث الشريفة نفاد مبلغها وضياع ثمنها, إلاّ أن يشتري بالثمن والمبلغ عقاراً غيره.

س347: من المعروف أنه لا يجوز الجلوس على مائدة فيها خمر، ولكن في مقاهي أوروبا يباع الخمر, ويباع إلى جانبه عصير البرتقال مثلاً، فعندما يشرب المسلم العصير يكون بالقرب منه من يشرب الخمر، فهل هذا يصدق عليه الجلوس على مائدة الخمر؟ علماً بأن الشخص بحاجة إلى الإرواء أو أكل سندويشة مثلاً؟

ج: المناط هو وحده المائدة عرفاً وتعددها، ولا حرمة في الجلوس على مائدة يُشرَبُ  الخمر على مائدة قريبة منها.

س348: هل يجوز أخذ شيء من المدرسة كدائرة الكترونية أو ما شابهها من غير إجازة الرئيس أو المدير؟

ج: في الأهلية منها لا يجوز وفي الحكومية الأمر منوط بإجازة الحاكم الشرعي.

س349: ما الفرق بين المدرسة الأخبارية والأصولية؟ وهل تعتمد إحداهما على الأخرى؟

ج: الخط العام واحد، والفرق بينهما في بعض الأمور الاجتهادية الفرعيّة، والتفصيل موكول إلى محله.

س350: تساقط شعر زوجتي بشكل فظيع، وأصبحت لا تخرج من البيت بسبب شعرها، وإن خرجت لزيارة أهلها تكون بحجابها، وقد عملت على علاجها منذ سبع سنوات وحتى الآن، لكن دون جدوى، وعرض علي الطبيب المختص أن يقوم بتركيب شعر إضافي فوق شعرها من الأمام، فما هو رأي سماحتكم بذلك؟

ج: في نفسه لا إشكال فيه ويجب مراعاة الأحكام الشرعية في ذلك.

س351: هل يجوز الكشف عن وجه الميت بعد تكفينه حتى يلقي الناس النظرة الأخيرة عليه؟ وهل يكره ذلك؟
ج: في نفسه جائز.

س352: من هم الأرحام المأمور بصلتهم؟
ج: كل من يصدق عليه أنه (رحم) عرفاً فهو من الأرحام، كالأب والأم، والجد والجدة، والأم والأب، والأخ والأخت، وذريته، والعم والعمة، والخال والخالة، وأولادهم، والأقرب منهم هو الأولى بالصدقة.

س353: إذا غضب الرحم على رحمه، ولم يكلّمه لسوء تفاهم بينهما، فهل قطع الكلام بينهما حرام، علماً بأنه ربما دخل عليه بيته وهو يسلّم عليه إذا رآه، وربما إذا صار في ضيق أو أزمة ساعده، غاية ما في الأمر أنّه لا يكلّمه؟
ج: قطع الرحم محرم إلا لو طرأ عنوان ثانوي رافع للحرمة كالضرر ونحوه.

س354: لدي عم لا يؤمن بيوم القيامة، كيف تكون صلة الرحم معه؟
ج: عليك بصلته والأمر بالمعروف وإرشاده إلى أن عدل الله يقتضي وجود القيامة لينال المطيع الجنة، والعاصي النار.

س355: ما حكم إساءة ذرية الرسول لمن حولهم .. وهل عليهم من الإثم كما على غيرهم؟
ج: في الحديث الشريف: أن الإمام الصادق (ع) إلتفت إلى الشقراني، وقال له: "يا شقراني إن الحسن من كل أحدٍ حسن، وأنه منك أحسن لمكانك منّا، وإن القبيح من كل أحدٍ قبيح، وإنه منّك أقبح). بحار الأنوار 47/ 349.

س356: هل يجوز الترحّم على عمر بن عبد العزيز؟ وهل هو مشمول للّعن في زيارة عاشوراء؟
ج: في الحديث الشريف عن الإمام الصادق (ع) أنه قال في حقّ عمر هذا: "فيبكيه أهل الأرض ويلعنه أهل السماء". (الأصول الستة عشر لعدة محدثين ص 230) لأن أهل السماء يعلمون باطنه وواقعه، وإن كان قد انطلى الأمر على كثير من أهل الأرض.

س357: هل صحيح أن الإمام أمير المؤمنين (عليه السلام) زوّج ابنته أم كلثوم للرجل الثاني؟
ج: لقد زوّج الإمام أمير المؤمنين (سلام الله عليه) أم كلثوم من ابن عمّها عون بن جعفر. يراجع لذلك الكتب التاريخية المعنية بهذا الشأن.

س358: تكثر في هذه الأيام رسائل الجوال، وهي عبارة عن أدعية أو شعر أو صورة أو غيرها، وفي آخر الرسالة يطلب المرسل إرسالها للغير، ويقول: هي في ذمتك إلى يوم القيامة. فهل القيام بإرسالها واجب علي؟
ج: ليس واجباً.

س359: هل يجوز شراء ألعاب الأطفال كالدمى التي تشبه الإنسان أو الدمى التي تشبه الحيوانات واقتنائها؟ وهل لوجودها في المنزل أثر سلبي؟ علماً بأن شراءنا لها إنما هو بسبب إلحاح الأطفال ورغبتهم في ذلك.
ج: لا إشكال في ذلك، ولكن يكره وضعها أمام المصلي.

س360: البعض يقومون بمخالفات نظم البلدية مثل الباعة المتجولون في الشوارع الذين يبيعون الفواكه والخضر، فتقوم البلدية بمصادرتها، فهل يجوز للجمعيات الخيرية أن تأخذها وتوزعها على الفقراء والمساكين، علماً بأن عليها غرامة كبيرة مما يجعل أصحابها يغضون النظر عن استرجاعها؟
ج: الأموال المصادرة إذا أخذتها الجمعيات الخيرية وجب عليها إرجاعها إلى أصحابها إن أمكن، أو استئذانهم في توزيعها على الفقراء والمساكين وإن لم يمكن معرفة أصحابها فيلزم استئذان الحاكم الشرعي في ذلك.

س361: يشير عدد من الأحاديث الشريفة الى أنه في دولة الإمام المهدي (ع) لن يبقى ظالم أو مظلوم لكن هل يبقى كافر أو عاص أو ملحد؟

ج: في الحديث الشريف أن الامام المهدي (ع) اذا ظهر مسح بيده على رؤوس العباد فتكمل بها عقولهم، والعقل كما في الحديث الشريف هو: "ما عُبد به الرحمان واكتُسب به الجنان"، فإذا كمُل عقل الانسان أصبح ملاكاً طاهراً في صورة بشر فلا ظلم، ولا كفر، ولا إلحاد، وهذا لا كلام فيه، وإنما الكلام في معنى: "إذا ظهر مسح بيده على رؤوس العباد". فهل هو على حقيقته يعني: الحقيقة مقابل المجاز، أو هو كناية ونوع مجاز يشير الى إن الإمام (ع) سوف يطبّق الإسلام تطبيقاً دقيقاً كاملاً، وينشر ثقافته الإنسانية الراقية، ورحمته الشاملة، وعدله الكبير، فيسعد الناس جميعاً تحت ظله وعدله؟ الظاهر هو الثاني وإنه كناية عن نشر ثقافة الإسلام وعدله، وذلك أن الإمام (ع) عندما يظهر لا يغير طبائع الناس قسراً، ولا يصفّي نوازع الشر تكويناً، وإلا بطل الامتحان والابتلاء الإلهي، وإنما يطهر الأرض من الذنوب، ويملأ الكون بنور الإيمان، ويمهّد الأجواء الإنسانية السالمة، لتنمو فيها الطاقات الخيّرة في الإنسان، وتموت نوازع الشرّ فيه، فتمتليء الأرض كما في الحديث الشريف عدلاً وقسطاً بعد أن ملئت ظلماً وجوراً.

 س362: كيف يستطيع الإمام المنتظر (ع) أن ينتصر على أعدائه ويحكم العالم؟

ج: في الأحاديث الشريفة ما يدل على أن الإمام المهدي (ع) يظهر في زمان قد جرّب العالم كل الأنظمة والمبادئ وفشل في تحقيق العدل وعجز عن حلّ مشاكل فردية واجتماعية، ودولية وعالمية، ومن جرّاء فشله ذلك بقي متلهّفاً ومستغيثاً برجل متصل بالسماء يغيثه وينقذه مما هو فيه، وقد تحققت بعض بوادر هذا الفشل الذريع من خلال تهاوي أنظمة وضعية، فإذا ظهر الإمام (ع) مع المعجزات الدالة على اتصاله بالسماء التف حوله كل أقطاب الأرض وتوقعوا منه إغاثتهم ونجاتهم، فيتحقق وعد الله تعالى الذي ورد في القرآن الحكيم حيث يقول سبحانه: "وَعَدَ اللّهُ الذينَ آمَنُواْ منْكُمْ وعَملُواْ الصالحاتِ ليَسْتَخْلِفَنّهُمْ في الأرضِ كما اسْتَخْلَفَ الذينَ مِن قَبْلِهِمْ ولَيُمَكّنَنّ لَهُمْ دِينَهُمُ الذي ارْتَضَى لَهُمْ ولَيُبَدّلَنّهُمْ من بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْناً يَعْبُدُونَنِي لاَ يُشْركُونَ بِي شَيْئاً" النور/5. وإذا شاء الله أن يمكّنه في الأرض كما مكّن سليمان ويوسف (ع)، هيأ أسبابه.

س363: ما الذي تعنيه فكرة "المصلح المنتظر"؟

ج: ما من نبي إلا وبشَّر بمصلح عالي الصوت، كبير الهمة، يحرك التيار، وأمر الناس بالصبر، وانتظار ذلك المصلح، والالتفاف حوله إذا أدركوه. لقد بشر الأنبياء السابقون بالأنبياء اللاحقين حتى بشر عيسى برسول الإسلام محمد (ص)، وبشر الرسول الكريم بظهور المهدي ونزول المسيح (ع). فما ظهر دين إلا وطرح فكرة (المصلح المنتظر)، والديانات الحية اليوم كلها تتهيأ لمصلح منتظر وإنْ اختلفت الأسماء، وإذا غضضنا النظر عن الأسماء، نجد أن فكرة (المصلح المنتظر) تعني: 1- واقعية الأديان في استيعاب الحركة الإصلاحية وتطلعها نحو المستقبل، وفي استيعاب دورة البشر في الاتجاه نحو الدين والسعادة. 2- تطمين المصلحين بأن لهم المطاف الأخير، حتى لا ييأسوا مهما ارتفعت درجة معاناتهم، ومهما استبد بهم الطغاة والعتاة. 3- تهيئة المؤمنين لاستقبال المصلح المنتظر، حتى يظلوا متأهبين له، وتأهبهم له يساوي إبقاءهم موفوري القوى، فيعمدوا الى إصلاح أنفسهم وأمورهم، ويسعوا في إصلاح الآخرين، وتوطيد التعاون والمحبة بينهم من أجل الالتحاق بنصرة الإمام (ع)، وتحقيق الأمن والسلام والرفاه في ظلّه لجميع بني البشر. 4- تمهيد الأرضية الصالحة للمصلح المنتظر، حتى إذا ظهر لا يجد نفسه غريباً تماماً، يبني ابتداء من الحجر الأول، وإنما يجد نفسه يرفع البناء على أساس مَنْ سبقه ولو في الجملة، وهكذا كان، فلم يبعث نبي إلا وجد مَنْ ينتظره، ويسعى إليه من أقاصي الدنيا بهيام عميق، وهذه الظاهرة هي مما أوضح إخوة الأنبياء، فكل واحد منهم كان مبشراً به من قبل السابقين عليه، فيصدق السابقين له ويبشر اللاحقين به، ويقوم بدور الحلقة النورية الواحدة في سلسلة مباركة بعيدة الطرفين، والإمام المهدي المنتظر (ع) هو الحلقة الطيبة المباركة الأخيرة في هذه السلسلة الإلهية من المبشَرين بهم والمبشِرين بغيرهم.

س364: ما الذي يحول دون تشرّفنا بلقاء الإمام المهدي (ع)؟

ج: إن الإمام صاحب الزمان (ع) يرانا ويرى أعمالنا كما ورد في تفسير قول الله تعالى "وقُلِ اعْمَلُواْ فَسَيَرَى اللّهُ عَمَلَكُمْ ورَسُولُهُ والمُؤْمِنُون" التوبة/105. فهو يرى كلامنا وأعمالنا وتصرفاتنا وكل ما يظهر منا، ويرى كذلك ما وراء الكلام والسطور والأقوال والألسنة وهو الفكر والنوايا، ويعرف فيما إذا كانت نياتنا وأفكارنا لله أم لغيره. هذه الأمور يراها الإمام (ع) في كل ساعة وفي كل لحظة، وإن الأرواح والنفوس غير النزيهة غير لائقة للقاء الإمام (ع)، والأعين الخطّاءة لا تستحق النظر ومشاهدته (ع)، والآذان المشوبة ولو ببعض المعاصي غير جديرة بسماع صوته. وأنّى لهذه الشفاه التي صدرت من بينها ولو بعض المعاصي أن تتشرّف بتقبيل يديه؟! وإلا فلِمَ لا يسمح الإمام لكثير من المنتظرين له بلقائه وهو (ع) أهل الكرم والجود؟! ألم يلتقِ السيد الفلاني والشيخ الفلاني والبقّال الفلاني والعطّار الفلاني بل وأشخاص أمّيون لا يعرفون القراءة والكتابة. فلماذا لا يسمح لهذا وذاك من المتعلّمين؟! إن الذنوب هي التي تحول دون لقاء الإمام (ع)، فإن الإمام (ع) لا ينظر إلى الأبدان بل ينظر إلى القلوب والأرواح والعقول، فلو أصلحنا أنفسنا فإنه (ع) هو الذي سيأتي إلينا قبل أن نذهب إليه.

س365: ما حكم الاحتلام حال النوم في نهار شهر رمضان؟ هل يجب القيام بسرعة والاغتسال؟ أم يجوز التريث قليلاً؟
ج: إذا احتلم الصائم في أثناء النهار لم يجب عليه المبادرة والمسارعة إلى الاغتسال وإن كان الأفضل ذلك.

س366: أنا طالبة أدرس دراسات عليا، وخلال دراستي أتناقش مع الدكتور، فما الحكم؟
ج: إذا كان الكلام خالياً من الخضوع ولم تكن هنا ريبة ولا خلوة ولا خوف افتتان ولا محذور شرعي آخر جاز.

س367: ما هو حكم تحديد النسل مبدئياً؟
ج: تحديد النسل في نفسه جائز، نعم دعا الإسلام إلى التناكح والتكاثر ورغّب فيه وشجّع عليه، علماً بأن الإسقاط محرّم في الشريعة ولو كان المُسقط نطفة حديثة الانعقاد.

س368: لماذا سمّى الله سبحانه وتعالى العلاقات بين الأهل والأقارب بـ(صلة الرحم) بالذات، ولم يسمها (صلة الدم) مثلاً؟

ج: الرحم هي القرابة، ولعل التسمية بصلة الرحم باعتبار أن كلمة الرحم تشير إلى الرحمة والشفقة والحنان والمحبة، وتدعو إلى التواصل، بينما كلمة الدم ليست كذلك، بل بالعكس لها دلالة على القسوة والشدة، كما إن الرحم - باعتبار إشارته إلى الأم - أدعى للتعاطف.

س369: هل يجوز استخدام برامج الكمبيوتر الموجودة في السوق (كالويندوز وغيره) من البرامج، مع العلم بأن بعضها مسروق من مصنعيها والبعض الآخر مجاني؟
ج: يجوز مع الشك.

س370: ما حكم التطيب في مثل تلك المناسبات؟
ج: الأولى الاجتناب إن كان منافياً لما هو المطلوب المأمور به شرعاً من (الحداد) و(الحزن) و(الجزع).

س371: ما هي حدود الرحم والرحمية التي معها تجب الصلة وتحرم القطيعة، وبعبارة أخرى ما هو الحد الذي يعين أن يكون فلان رحماً تجب صلته وتحرم قطيعته، وفلان ليس رحماً؟
ج: حدود الأرحام حدود عرفية، فما رآه العرف رحماً بعد الوالدين والأجداد والجدات، والإخوة والأخوات، والأعمام والأخوال والعمات والخالات، حرمت قطيعته ومن لم يره العرف كذلك فلا يجري عليه هذا الحكم.

س372: هل تجب كذلك صلة الرحم غير الملتزم شرعاً أو من كانت عقائده فاسدة أو منحرفة أو كان من المخالفين؟ وإن كانت صلة هؤلاء واجبة، فهل هي واجبة كذلك في حال خوف المفسدة؟
ج: تجب صلتهم ويسعى في هدايتهم مع الأمن من المفسدة.

س373: هل يختلف علماء الشيعة في تعريف الأرض الموات، وهل يجوز وقف مثل هذه الأرض؟
ج: الأراضي الموات هي الأراضي العاطلة التي لا مالك لها فعلاً، سواء لم يكن لها مالك أصلاً كأغلب الصحاري، أو كان لها مالك سابقاً ولكنها تعطّلت فيما بعد كالقرى المندثرة، وهي لمن يعمّرها ويحييها، فإذا عمّرها وأحياها شخص جاز له وقفها.
وأما ما دامت مواتاً فليست ملكاً، ولا وقف إلا في ملك.

س374: ما حكم من قضى نحبه في التفجيرات الإرهابية في العراق من الأبرياء، هل يكون شهيداً، ويبعث كما ولدته أمه خالياً من الذنوب؟
ج: هناك في الأحاديث الشريفة ما يدل على أن أمثال هؤلاء لهم ثواب الشهيد، وثواب الشهيد كبير عند الله تعالى، نعم إذا كان عليه حق لله تعالى كالخمس والحج أو دَين للناس، وجب على الورثة أداؤها قبل تقسيم تركته.

س375: شخص غير ملتزم، والآن تاب، ويريد التخلص من كل الشوائب، مثلاً: أخذ أشياء من أصدقائه من دون علمهم، وحصل على هدايا من طريق صداقات غير مشروعة، ماذا يفعل؟

ج: كلّ ما أخذه الإنسان من الآخرين من دون رضاهم يلزم عليه – مع الإمكان- إرجاعه إليهم إن كانوا أحياء، وإلى ورثتهم إن لم يكونوا، ويمكن له إرجاعه ولو من دون علمهم بأن يجعله في بيتهم مثلاً، وإلا فعليه أن يتصدّق به أو بقيمته عنهم، وأما الأشياء المهداة من أصحابها فلا يجب إرجاعها ويجوز التصرّف بها.

س376: بعض الناس يقومون بالأعمال الصالحة للريـاء والسُّمعة، مثل الصدقة والصلاة، ومن ذلك رفع الصوت بالذكر والدعاء وقراءة القرآن ليسمعه الآخرون فيعجبوا به أو يتحدثوا عمّا فعله من الخير إلى الآخرين ... إلخ، فإذا كان العمل لهذا الهدف باطلاً شرعاً، فهل هذا العمل بهذه النية حرام في حدّ ذاته؟ وهل المرائي آثم؟
ج: المرائي يتحمّل أعباء العمل وعناء العبادة، ومع ذلك يحرم نفسه من الثواب والأجر، فعمله الصالح وعباداته الشرعية لولا الرياء كانت طاعة، لكن بالرياء الحرام أبطل طاعته، وهو مضافاً إلى ذلك آثم وعاص بسبب الرياء، وليس بسبب العمل والعبادة.

س377: بالنسبة للطلبة والموظفين الشيعة المقيمين في الصين، ماذا يفعلون بالنسبة للطعام والشراب والطهارة والأسواق هناك؟ وهل يجوز أن يشتروا الطعام سواء من الحبوب أو غيرها من المشروبات والمأكولات المحللة في الإسلام، مع أنَّ طرف المعاملة الآخر صيني. ولا يخفى عليكم أن أغلب الصينيين ليسوا من أهل الكتاب، بل هم من عبدة الأوثان أو غيرها. والذي نعرفه عدم الجواز، لأنهم ليسوا من أهل الكتاب مما يصيب المؤمنين هناك بالحيرة فماذا يفعلون؟وهل الصينيون مذمومون في الأحاديث الشريفة؟ وهل هي خاصة بفترة معينة كأن يكون بسبب الحروب التي خاضوها مع المسلمين مثلا أم لا؟
ج: الصين وأهل الصين كبقية بلاد الله تعالى، وأهل تلك البلاد قد وُلدوا جميعاً ـ بحسب الأحاديث الشريفة ـ على الفطرة، وإنما الذي أخرجهم عن فطرتهم هو المحيط أو الوالدان أو نحو ذلك، والمسلمون الموجودون اليوم في الصين قد دخلوا في الإسلام أثر المساعي الحميدة للتجار المسلمين الذين ذهبوا إلى الصين للتجارة، حيث بلّغوهم رسالة الإسلام إليهم فأسلموا. لذلك ينبغي للطلبة والموظفين والتجار تبليغ رسالة الإسلام للصينيين بسيرتهم وأخلاقهم الإسلامية الحسنة، وبكلامهم وقولهم الطيّب الجميل، وبأدلتهم العقلية القرآنية والحديثية المحكمة والمتقنة. وأما بالنسبة للطعام والشراب فإنه يجوز ما لم يباشروه بأبدانهم مع رطوبة سارية، وذلك فيما عدا الخمور واللحوم والشحوم والجلود وشبهها- كالدهن الحيواني- فإنها محكومة بالنجاسة والحرمة.

س378: هل يجوز تحليل مواقف العلماء والمراجع وتخطئتهم في بعض الآراء السياسية أو التاريخية بناء على أن المعطيات التي بنوا عليها آراءهم غير دقيقة؟
ج: نحن نعيش اليوم في عصر يؤمن بالتخصّص في العلوم، ولا يسمح لغير المتخصص التدخل في المجال الذي ليس متخصصاً فيه، ولذا نرى – على سبيل المثال - أن القضاء يلاحق الشخص الذي يكتب وصفة للمريض إذا لم يكن ذلك الشخص متخصصاً في الطب، وهكذا في بقية التخصصات.

س379: هل يدل إخراج الميت من قبره بعد سنوات طويلة وجثته بحال جيدة على حسن حاله؟ وإذا كان كذلك، فما تقولون في الروايات التي تتكلم عن إخراج الإمام (عج) لجسدين طريين من قبريهما فتزداد فتنة الناس بهما؟ أليس في كونهما على هذا النحو تغرير بالخلق وهو ممتنع على الله تعالى؟.
ج: مجرد بقاء جسد الميت فترة طويلة وعدم تفسخه ليس في حد ذاته دليلاً على صلاحه، فإن الله تعالى قال في حق فرعون: «فاليوم ننجيك ببدنك لتكون لمن خلفك آية». يونس/92، وفي التفسير أن أمواج البحر العاتية حطمت كل الأجساد وأبادتها، ما عدا بدن فرعون، فإنها قذفته سالماً على الساحل، وقد بقيت الجثة في المتحف سالمة الى يومنا هذا. ثم إن ذلك الأمر مما يرتبط بمسألة الرجعة، والرجعة مما نطق به القرآن الحكيم في مواضع عديدة كقوله تعالى: «ويوم نحشر من كل أمة فوجاً ممن يكذّب بآياتنا». النمل/83، والدليل على ارتباطه بالرجعة هو أنه في يوم القيامة يحشر الله الجميع، كما قال تعالى: «وحشرناهم فلم نغادر منهم احداً». الكهف/47، وفي الحديث الشريف: أنه يرجع من محض الإيمان محضاً، ومن محض الكفر محضاً. وأمر كهذا قد نطق به القرآن الحكيم وصدع به الحديث الشريف لا يعدّ تغريراً، تعالى الله عن ذلك علواً كبيراً. كما أن الله سبحانه وتعالى يمتحن بأمثال ذلك عباده قال تعالى: "ألم* أحسب الناس أن يتركوا أن يقولوا آمنا وهم لا يفتنون), وقال: (لنبلوكم بالخير والشر فتنة).

س380: عندنا في العراق لم تهطل الأمطار منذ سنوات مما أضر بالمزارعين كثيراً إضافة الى شحة مياه الأنهار، فلم لم يصل العلماء صلاة الاستسقاء الى الآن، حتى سمعنا من يقول ان علماء الشيعة لا يثقون بأنفسهم لذا لا يصلون؟
ج: جاء في الحديث الشريف: «ارحم تُرحم». وفي الحديث أيضاً: «ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء». فينبغي لكل مسلم وخاصة إخواننا في العراق العمل على تطبيق هذه الأحاديث ليرحمهم الله (تعالى) فتؤثر صلواتهم ودعواتهم فتعمهم الخيرات والبركات ومن ذلك هطول الأمطار، هذا ولو طلب الناس من العلماء صلاة الاستسقاء لأجابوهم دون ريب.

س381: هل على الإنسان أن يأخذ أحلامه على محمل الجد ويفسرها؟ وإن كان في الحلم رؤية للمعصومين (عليهم السلام) فهل يؤخذ به و هل له دلالات؟ وإن كان حلم الشخص أن لديه قطعة قماش خضراء فسأله شخص في الحلم ـ وهو معروف لديه ـ: هل هذه من كربلاء؟ فأجابه: لا، إنها من مشهد. فرد عليه أريدها. ومن ثم قدم له جزءاً منها. فما هو تفسير هذا الحلم؟
ج: هذه الرؤيا خير إن شاء الله تعالى, وفي الروايات الشريفة التأكيد على أن لا يقصص الإنسان رؤياه على أحد، وإنما يفسرها بتفسير حسن, فإذا أصبح مسروراً بها شكر الله على ذلك, وإن أصبح محزوناً منها تصدق بصدقة في سبيل الله حتى تذهب نحوستها وشرها.

س382: ما حكم الكسب من وراء تركيب النغمات الموسيقية للجوالات؟
ج: الكسب بالحرام محرَّم.

س383: زوجتي لا تصلي ولا تصوم، وعندما أنصحها وأطلب منها الصوم والصلاة تصلي وتصوم لفترة ثم تترك، ما حكم علاقتي الزوجية بها؟ وهل يجب علي أن أطلقها إذا كانت لا تصلي ولا تصوم، علماً أنها تقوم بواجباتها الزوجية بصورة جيدة وإن قلبها طيب؟
ج: قال الله العظيم: "ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة". النحل/125، ينبغي على الزوج أن يسعى في هداية الزوجة وإبلاغها بلزوم أدائها للواجبات وحرمة تركها وحجم الثواب الذي وعد الله (تعالى) به الملتزم بواجبات دينه وحجم العقوبة التي أعدها الله تعالى لتاركها والمتهاون فيها وذلك بالحكمة والموعظة الحسنة.

س384: هناك جماعة تقوم بأعمال تعبدية كقراءة القرآن الكريم والأدعية والصلوات المستحبة، وتأخذ عليها أجراً، وثم تهب ثوابها إلى أكثر من شخص في نهاية الشهر، هل يجوز هذا العمل؟
ج: يجب العمل حسب الاتفاق بين الأجير والمؤجر.

س385: هل يجب الاستئذان ـ لأخذ الأشياء التي تُرمى في الشارع ـ من أصحابها، وذلك للاستفادة منها، مع استغنائهم عنها؟
ج: إذا عرف من رميها في الشارع إعراض أصحابها عنها فيجوز الأخذ.

س386: ما هو حكم الوشم في اليد أو الكتف للرجل؟
ج: يكره الوشم، وقد ثبت علمياً أنه ربما يتضرّر القلب به، ولا يعد مانعاً من الوضوء أو الغسل، وأما وشم آية قرآنية أو لفظ الجلالة فإنه لا يجوز، لطروّ الجنابة والنجاسة ونحو ذلك.

س387: هناك شخص يريد الزواج من فتاة مؤمنه، ولكن معارضة أهله تقف حائلاً من ذلك الزواج حتى الآن، فماذا يصنع؟
ج: بإمكانه توسيط من يؤثر عليهم من الوجهاء والثقات مع الدعاء والتوسل الى الله تعالى بأهل البيت (عليهم السلام) لتيسير الأمور، علماً بأنه لا يجب على الولد إطاعة الوالدين في مفروض السؤال، ولكن في رضاهما التوفيق والنجاح والسعادة في الدنيا وعلو الدرجات في الآخرة.

س388: هل قطعة الأرض التي أمام الدار هي من حق عامة الناس أم هي مختصة بصاحب الدار, يعني إذا أراد أحد أن يوقف سيارته - مثلاً- أمام الدار هل يحتاج إلى إذن من صاحب الدار، أم أن ذلك من حق المارة؟
ج: الشوارع والأزقة حق عام، وبمقدار عدم مزاحمة المارين أو التضييق عليهم يكون جائزاً، نعم بمقدار حريم الدار والبناية مكان خاص بصاحب الدار والبناية، فله أن يمنع الآخرين بذلك المقدار الخاص أو يسمح لهم به في مقابل شيء أو مجاناً وهو أفضل.

س389: لي صديق كان يعطيني بعض المساعدات من المواد الغذائية، وقد علمت عن طريق الصدفة أن الأموال التي يكسبها هي من طريق غير شرعي (من لعب القمار)، وأنا الآن حالتي المادية جيدة، كيف لي التخلص من تلك التبعة التي هي في عنقي علماً بأنني لا أستطيع الوصول إليه في الوقت الحاضر، ما هو الحكم الشرعي لتلك الأموال أو المساعدات التي كانت تأتيني من هذا الشخص، هل باستطاعتي أن أقيّمها وأتصدق بها، أم هناك حل آخر؟
ج: إذا لم يحصل العلم بكون الأشياء المهداة إليك قد اشتريت من مال حرام فلا شيء عليك.

س390: إذا كانت هناك قطعة أرض خالية وغير مسيجة, فهل يحق لنا أن نوقف السيارة في تلك الأرض مع كون الآخرين يوقفونها هناك أم لابد من الإذن الخاص من صاحب الأرض؟ يعني ألا يعتبر إيقاف الآخرين سيارتهم مع عدم منعه لهم شاهداً على إجازته؟ وهكذا بالنسبة إلى إيقافها أمام بيوت الآخرين في المنطقة التي تعد حريماً للبيت؟
ج: إذا كان يستفاد من إيقافهم السيارات هناك: رضا صاحب الأرض أو صاحب الحريم بذلك فبها، وإلا وجب الاستئذان.

س391: إذا كان الرصيف أمام البيوت والمحلات يعد حريماً وأيضاً في الوقت نفسه ممراً للمشاة, فهل يحق لصاحب المحل وضع بضاعته أمام المحل على الرصيف بحيث يغلق الطريق على المارة ويجبرهم على النزول إلى الشارع ثم العودة إلى الرصيف أم ليس له ذلك؟
ج: حريم كل شيء بقدره وبحيث لا يمنع طريق المارة.

س392: ذهبت إلى بيت الجيران، وكان التواليت (الغربي) عندهم باتجاه القبلة، والمرأة لا تستطيع أن تتخلى إلا على ذلك التواليت (الغربي)، فهل يجب عليّ إخبارهم بحرمة ذلك أم لا؟
ج: لا يجب ذلك ـ في فرض السؤال ـ.

س393: إنني عندما أريد أن أدفع مبلغاً بسيطاً من المال إلى فقير أو مسكين يراودني شيء يقول لي أنك تقوم بهذا العمل رياءً، وهذا الشيء يمنعني من دفع المبلغ إلى الفقير أو المسكين، وعندما أرى شيئاً من الطعام في الطريق أريد أن أحمله وأضعه جانباً كذلك يراودني هذا الشك، فهل هذه المراودة تدل على أني أريد الرياء أم هي من وسوسة الشيطان؟ وبالإضافة إلى ذلك، عندما أريد أن أعمل عملاً جيداً ويأتي شخص صاحب كرامة ويشكرني يراودني شعور بالعجب، فهل هذه المراودة تدل على أنني معجب بنفسي فعلاً أم هو وسواس من وساوس الشيطان؟
ج: الرياء أمر قصدي، والإنسان أعرف بقصده من غيره، فإذا كان مجرد وساوس فليس برياء. وأحياناً الإنسان يعمل الخير حتى يرى الناس عمله من أجل تعليمهم أو نشر فضيلة حقّة، فكذلك هو خارج عن حدّ الرياء.

س394: ما حكم صب الماء على القبر بعد الأربعين، والزراعة على القبر، ووضع الزهور عليه؟
ج: يستحب رش الماء علی القبر،واستحبابه ليس محدوداً بمدة معينة بل مطلق، وأما بالنسبة لوضع الأشجار الصغيرة فإذا کان ذلك من باب العلامة للقبر فهو مستحب.

س395: هل كتاب (قصص الأنبياء) لنعمة الله الجزائري معترف به عند الشيعة الإمامية؟
ج: الكتاب المذكور جيد، وما فيه جيد فيما لم يعارض ما هو أصح منه.

س396: هل يجوز للشخص الذي استُؤجر لعمل معيّن وبمبلغ معيّن أن يدفع العمل لشخص آخر بمبلغٍ أقلّ،
طلباً للربح دون أن يضيف المستأجر الأوّل إلى العمل شيئاً؟
ج: لا يجوز في مفروض السؤال ذلك، إلا أن يقوم بأداء بعض العمل بنفسه، ويعطي المبلغ الأقل للذي يقوم بإكمال ذلك العمل.

س397: ما أفضل شيء يعمل عند زيارة قبر الأخ أو الوالد؟
ج: لعل أفضل شيء هو تلاوة القرآن والدعاء والصدقة، فعن الرسول الأكرم (صلى الله عليه وآله) أنه قال: «إذا العبد يضع يده على رؤوس القبور ويقول: اللهم اغفر له فإنه افتقر إليك، ويقرأ فاتحة الكتاب، وإحدى عشرة مرة (قل هو الله احد) نور الله قبر ذلك الميت، ووسع عليه قبره مد بصره، ورجع هذا الداعي من رأس القبر مغفوراً له الذنوب، فإن مات في يومه إلى مائة يوم مات شهيداً، وله ثواب الشهداء، فإن الله (تعالى) يحب العبد الناصح لأهل القبور، فمن نصحهم بالدعاء والصدقة أوجب الجنة بغير حساب. كتاب مستدرك الوسائل ج2 ص483.

س398: أريد أن أتقرب من صاحب الزمان (عجل الله تعالى فرجه الشريف) وأنال رضاه وأشمل بدعائه، فما أفضل شيء أعمله؟
ج: حصول التوفيق ونيل رضا الإمام (صلوات الله عليه) يحصل بالالتزام الكامل بالإسلام العظيم، وبالقرآن الحكيم، وبولاية الرسول الكريم وأهل بيته المعصومين (صلوات الله عليهم). وخلاصة الالتزام بها يتحقق في التقوى، وللمتقون هم الذين يجمعون في أنفسهم خصالاً ثلاثاً:
أولاً: أداء الواجبات وشيء من المستحبات.
ثانياً: ترك المحرمات وشيء من المكروهات.
ثالثاً: التخلق بالأخلاق والآداب الإسلامية من حسن الأخلاق وطيب الكلام وخدمة الآخرين بإخلاص في كل شيء ومع كل أحد وخاصة مع الوالدين والأهل والأقرباء.

س399: ما حكم استخدام رصيف كراج جاري وذلك لتعديل مسار سيارتي، حيث إن الطريق ضيق مما اضطرني لاستخدام رصيف الكراج؟
ج: مع العلم برضاه جائز، وإلا لزم إذنه.

س400: أنا متزوج منذ أربعة أعوام وإلى الآن لم يرزقني الله بالذرية. وقد كنت مريضاً في يوم الزفاف، فلم أقم بأعمال هذه الليلة من الصلاة وغسل قدمي الزوجة وغيرها، ثم حدث الدخول بدون القيام بهذه الأعمال، فهل لهذا أثر على الإنجاب؟ وهل يمكنني قضاء هذه الأعمال الآن؟
ج: لا أثر لذلك على الإنجاب، علماً بأنه ورد عن أهل البيت (عليهم السلام) الاستغفار والمداومة على قول: «أستغفر الله ربي وأتوب إليه» مائة مرة صباحاً ومائة مرة مساءً مفيد لذلك، كذلك تلاوة هذه الآية الكريمة: «ربّ لا تذرني فرداً وأنت خير الوارثين» مفيد أيضاً والأفضل أن تكون التلاوة في القنوت. وعن الإمام الصادق (سلام الله عليه) أنه يقال لطلب الولد في حال السجود: «يا رب هب لي من لدنك ذرية طيبة إنك سميع الدعاء، رب لا تذرني فرداً وأنت خير الوارثين». وورد أنه يقال في كل يوم سبعين مرة: «سبحان الله» وسبعين مرة «أستغفر الله» صباحاً، وسبعين مرة «سبحان الله» وسبعين مرة «أستغفر الله» مساءً أيضاً. وفي الحديث الشريف أنه سأل شخص كثير المال ولا يولد له الإمام الباقر (عليه السلام) عن ذلك فقال: «استغفر الله ربك سنة في آخر الليل مائة مرة». وعن الإمام زين العابدين (عليه السلام): "قل في طلب الولد، قل: «رب لا تذرني فرداً وأنت خير الوارثين، واجعل لي من لدنك ولياً يرثني في حياتي ويستغفر لي بعد موتي، ولا تجعل للشيطان فيه نصيباً، اللهم إني أستغفرك وأتوب إليك، إنك أنت الغفور الرحيم» سبعين مرة، فإنه من أكثر من هذا القول رزقه الله ما تمنى من مال وولد، ومن خير الدنيا والآخرة".

س401: يغادر معظم المدرسين المدرسة بعد انتهاء حصصهم المقررة في الجدول وقبل انتهاء الدوام الرسمي، فهل يحق لهم ذلك؟
ج: إذا كان ذلك متعارفاً لدى المدرسين ولم يخلّ بوظيفتهم فلا بأس.

س402: يطالب بعض المدرسين بوضع يوم إجازة في الجدول المسمى (off) رغم أن الدوام الأسبوعي خمسة أيام فقط؟
ج: إذا تم ذلك بالتوافق والتصالح فلا إشكال.

س403: أنا متزوجة منذ أكثر من25سنة، ولم أرزق بأولاد رغم جميع المحاولات المستمرة حتى اليوم وخطرت لي فكرة التبني، فهل هناك إشكال من الناحية الشرعية؟ وإذا حصل الأمر وتبنيت طفلاً حديث الولادة، لنفرض فتاة، فما هي الأمور التي ينبغي مراعاتها عند البلوغ من جهة زوجي وأبي وإخواني وكذا العكس لو كان المتبنى ذكراً؟
ج: التبنّي جائز مع الحفاظ على نسب الطفل وعدم ضياعه ومراعاة المسائل الشرعية (بالنسبة لكل من الزوجين مع الطفل), نعم إذا كان الطفل رضيعاً وكان للزوج أو للزوجة أم أو أخت ترضع طفلاً لها وترضعه أيضاً (بشروط الرضاعة), فيمكن حصول المحرمية بسبب ذلك. علماً بأن هناك بعض الأدعية والأذكار التي لها تأثير كبير في الحصول على الذرية إن شاء الله تعالى، وهي كالتالي:
الاستغفار والمداومة على قول: (أستغفر الله ربي وأتوب إليه) مائة مرة صباحاً ومائة مرة مساءً، وكذلك تلاوة هذه الآية الكريمة: (ربّ لا تذرني فرداً وأنت خير الوارثين)، والأفضل أن تكون التلاوة في القنوت. وعن الإمام الصادق (سلام الله عليه): أنه من أراد الولد فليصلِّ ركعتين وليقل في سجوده: (اللهم هب لي من لدنك ذرية طيبة إنك سميع الدعاء). ويقول في كل يوم سبعين مرة «سبحان الله» وسبعين مرة (أستغفر الله) صباحاً، وسبعين مرة (سبحان الله) وسبعين مرة (أستغفر الله) مساءً أيضاً.

س404: هل صحيح ما ورد في التاريخ من أن الرسول الأكرم (صلى الله عليه وآله) في معركة بدر أو أحد غمر الآبار بالحجارة حتى لا يتمكن الأعداء من شرب الماء؟ أو أنَّ المسلمين قاموا برمي أعدائهم بالسهام وهم يشربون الماء من إحدى الآبار المفتوحة ؟
ج: على العكس من ذلك تماماً، فإن التاريخ سجّل سماح الرسول الكريم وأهل بيته المعصومين بفتح طريق آمن لأعدائهم ومقاتليهم إلى الماء الذي كان في حيازتهم وسلطتهم, ليرتووا منه هم ودوابّهم أيضاً.

س405: في حادثة بني جذيمة، وما فعله خالد بن الوليد من جريمة نكراء، كيف يمكن أن نفهم اكتفاء النبي الأكرم (صلى الله عليه وآله) بالبراءة من فعله: "اللهم إني أبرأ مما فعله خالد" ثلاث مرات، دون إقامة الحد عليه ؟
ج: لم يقم (صلى الله عليه وآله) عليه الحد كما لم يقمه على الفارين من الزحف، فإنّ حدّهم كان القتل أيضاً، وهناك موارد أخرى من هذا القبيل، لأن المصلحة العامة للدين كانت تقتضي ذلك.

س406: هل ساب الله تعالى أو النبي يعد مرتداً إذا كان سبه في حالة غضب لا بقصد الإنكار؟
ج: لا يعد مرتداً _ في مفروض السؤال _ ولكنه من الذنوب المغلّظة التي يجب التوبة منها والاستغفار والعزم على عدم التكرار.

س407: أرتدي حرزاً فيه سورة قرآنية، فما حكم حملها في حال الحدث الأصغر؟
ج: لا إشكال إذا كان مأموناً من الوقوع والتلوث.

س408: إذا كنت أعلم بأن شخصاً ما قد وضع أغنية كنغمة لجواله، (أي حينما يُتصل به تشتغل الأغنية في جواله) فهل يجوز لي أن أتصل به، علماً بأنني أعلم بأن اتصالي سيتسبب بإسماعه الأغنية؟
ج: يجوز الاتصال في فرض السؤال.

س409: عالم دين ذكر حكماً شرعياً على المنبر خطأ, هل يجب على من سمعه ويعلم خطأه أن يخبره بخطئه؟ وهل يجب عليه أن يخبر قدر المستطاع من سمع منه ذلك؟
ج: مع اليقين بالخطأ أخبره بعد نزوله وطلب منه أن ينبّه عليه الآخرين أيضاً.

س410: أختي عصت والدتي، وصارت سبباً بأن أحد الأشخاص ضرب والدتي، فهل يجوز لي مقاطعتها؟
ج: صلة الرحم مطلوبة حتى في مثل هذه الصورة، إلا أن يلزم منها معصية أو ضرر أعظم من المصلحة التي يمكن أن تحصل بها.

س411: هل يجوز نبش القبر بعد ثلاثين عاماً ووضع ميت آخر في القبر؟
ج: لا يجوز إلا مع العلم بصيرورته تراباً ولا يكفي الظن بذلك، ولا يكفي صيرورته عظماً.

س412: هل يجوز نبش القبر ونقل الميت إلى كربلاء أو النجف سواء أوصى بذلك أم لم يوصِ؟
ج: يجوز نبش قبر الميت لنقله إلى المشاهد المشرفة والأماكن المعظمة على الأقوى وإن لم يوصِ بذلك، وإن كان الأحوط الترك مع عدم الوصية.

س413: هل يجوز لي أن أقبّل شاهد قبر والدتي مما يجعلني أشعر بالراحة، وإني أشعر تحس بذلك؟ إنَّ البعض قال بأن ذلك غير جائز، فما هو رأيكم؟
ج: المذكور في السؤال إذا كان من باب تقدير الوالدة واحترامها فلا بأس به، نعم الأفضل هو صلاة ركعتين عند قبرها وإهداء الثواب إليها، ففي الحديث الشريف: (إن ركعتين خفيفتين (يعني غير مفصلتين وطويلتين) خير للميت من الدنيا وما فيها).

س414: هل يجوز للرجل لبس الساعة أو السلسلة المطليتين بالذهب الأبيض أو الأصفر؟
ج: لا يجوز.

س415: هل تجب نفقة الأخ الفقير على أخيه المتمكن؟ وكذا نفقة العمة أو العم الفقيرين والخال والخالة الفقيرين على ابن أخيهما أو ابن اختهما؟
ج: لا تجب ولكن الأفضل هو الإنفاق عليهم.

س416: أحد أصدقائي ابتلي بالحسد والعين، وأحد المقربين لي قال: علاج الحسد يكون بتلاوة صلاة الميت على من ابتلي بداء الحسد، فهل هذا صحيح؟ أرشدوني إلى ما هو الصحيح للتخلص من هذا البلاء؟
ج: الصحيح هو ما جاء في كتاب الباقيات الصالحات وهو ملحق بكتاب مفاتيح الجنان من أمور، وذلك تحت عنوان «العوذة من العين»، ومنها: بأن يرفع الإنسان يديه تجاه وجهه ويقرأ الحمد والتوحيد والمعوّذتين، ثم يمسح بهما على وجهه، ومنها: قراءة القلاقل الأربع في كل صباح ومساء، ومنها: قراءة الآية 54 حتى 56 من سورة الأعراف صباحاً ومساءً.

س417: أنا أشتكي من عين لا تدمع ومن قلب لا يخشع، فهل هذه علامة على كثرة الذنوب والمعاصي أم ماذا؟
ج: جاء في الحديث الشريف ما يعني أن جفاف الدمع ينشأ من قساوة القلب، والقساوة تنشأ عادة من ارتكاب الذنب وعدم التوبة السريعة.

س418: هل يجوز قراءة القصص المثيرة للشهوة، إذا أمن على نفسه من الوقوع في الحرام؟
ج: إذا لم تكن مدعاة إلى الريبة والافتتان جاز على الأظهر، وينبغي للمؤمن أن يطالع ما ينفعه في دينه ودنياه وآخرته.

س419: لدي هاجس في موضوع الموت حتى أنني أقرأ كيفية التغسيل والتكفين وصلاة الميت من الانترنيت مراراً وتكراراً، كما أني أبكي أهلي وأترحم عليهم وكأنني فقدتهم فعلاً، مع أنهم أحياء، وأعيش معهم وأترقب أخطاءهم اليومية، وأسجلها حتى أقضيها عنهم بعد وفاتهم (ونسيت أني قد يكون أجلي قبلهم)؟
ج: إذا كان الإنسان مؤمناً متقياً مؤدياً الواجبات وتاركاً المحرمات فهو لا يخاف من الموت، بل يترقبه أشد ترقب، وينتظره بفارغ من الصبر، لأن في الروايات أن الدنيا سجن المؤمن وجنة الكافر، فمن لا يريد أن يتخلص من السجن، وينتقل إلى النعيم الأبدي؟! ولذلك جاء في نهج البلاغة في الخطبة رقم (5) عن الإمام أمير المؤمنين (عليه السلام) أنه قال: «والله لابن أبي طالب آنس بالموت من الطفل بثدي أمه».

س420: هل هناك ذكر مأثور أو ما شابه يفيد لتركيز الذهن والانتباه لمن يعاني من قلة الحفظ وشرود الذهن؟
ج: قراءة القرآن الحكيم، والالتزام بالطاعة وترك المعاصي والذنوب لها أثر كبير في ثبات الحافظة، وهكذا أكل العسل والكندر والزبيب، وتكرار قوله تعالى: «سنقرؤك فلا تنسى» سورة الأعلى، الآية: 6 يفيد في قوة الحافظة، وكذلك المواظبة بعد كل صلاة على قراءة هذا الدعاء: «سبحان من لا يعتدي على أهل مملكته، سبحان من لا يأخذ أهل الأرض بألوان العذاب، سبحان الرؤوف الرحيم، اللهم اجعل لي في قلبي نوراً وبصراً وفهماً وعلماً إنك على كلّ شيء قدير». وللتفصيل يراجع كتاب «مكارم الأخلاق» وكتاب «الباقيات الصالحات»، وهو ملحق بكتاب مفاتيح الجنان.

س421: أ - يقوم بعض الشباب بتشجيع الأندية الرياضية الأوروبية، وبعض هذه الأندية ترعاها شركة لصناعة الخمور، فما حكم تشجيع هذه الأندية، مع العلم أن اسم وشعار الشركة موضوعة على ملابسها؟ ب - وما هو الحكم إذا لبس الواحد هذه الملابس لمجرد اللبس فقط من غير قصد التشجيع والدعاية لهذه الشركة؟ ج - وما هو الحكم إذا كان بقصد التشجيع والدعاية للشركة، سواء عرف هو بذلك أم لم يعرف؟
ج: إذا كان في التشجيع المذكور، أو في لبس الملابس التي عليها الاسم والشعار تشجيعاً للشركة وتحريضاً على الخمر فلا يجوز سواء قصد ذلك أو لم يقصد، وإلا فلا.

س422: هل يشترط فيمن يقوم بتوجيه المحتضر إلى القبلة، ومن يغسّله ويكفّنه ويصلي عليه ويدفنه البلوغ أم يكفي من غير البالغ (العالم بالأحكام بنحو صحيح) القيام بذلك؟
ج: يشترط البلوغ فيما يجب فيه قصد القربة مثل التغسيل والصلاة، وما لا يجب فيه قصد القربة مثل الكفن والدفن، يكفي مباشرته من المميّز العالم بالأحكام بوجه صحيح.

س423: هل يعتبر من له راتب شهري، ولكن راتبه لا يكفي إلا إلى نصف الشهر فقيراً؟
ج: نعم في فرض السؤال.

س: يرجى تعريف كلمتي (الفقير والمسكين) بشكل واضح ودقيق؟
ج: قال الشهيد الثاني في شرح اللمعة ج2 ص42: الفقير والمسكين إذا اجتمعا افترقا، وإذا افترقا اجتمعا. أي إذا اجتمعا في كلام واحد كان المعني بكل منهما غير الآخر لا محالة، وأما إذا افترقا فمعنى كل واحد منهما هو عين معنى الآخر. وقال ابن السكيت: الفقير الذي له بلغة من العيش، والمسكين الذي لا شيء له.

س424: العبارة التي تذكر أحياناً في المسائل الشرعية وهي: (إذا كان بنحو الداعي)، ما المراد من كلمة الداعي؟
ج: المقصود من الداعي: أن يكون أخذ الأجرة هامشيا،ً لأنه ينوي القربة في عمله، كالأب الذي يعطي ابنه مالاً ليكون داعيه إلى الصلاة، مع أن الصلاة التي يصليها الابن يصليها قربة إلى الله تعالى، فلا يضر بصلاته أخذ المال.

س425: أنا في سن تؤهلني للزواج (22 سنة)، والحمد لله أنا شخص ملتزم، وأعمل في وظيفة حكومية، هل أنتظر حتى أمتلك المال؟! وهذا يتطلب سنين حتى أجمعه، أم أستدين للزواج؟! وطبعاً سأعيش مديوناً لعدة سنين أيضاً، وثم قضية المهر والبيت والمصاريف المتنوعة و... ولا أحد يعطي بنته مجاناً ؟!
ج: قال الله العظيم في محكم كتابه الحكيم: ((وأنكحوا الأيامى منكم والصالحين من عبادكم وإمائكم إن يكونوا فقراء يغنهم الله من فضله والله واسع عليم)) النور: 32، وقال رسول الله(ص): (من ترك التزويج مخافة العيلة - أي الفقر - فقد أساء الظن بالله تعالى)، إذن: فالقرآن الحكيم، والحديث الشريف يؤكدان على الزواج المبكر وعلى البساطة فيه، وفي حديث شريف: أن الله تعالى يعين على أداء الدّين المستدان لأجل الزواج، ويسهّل الوفاء به إن شاء الله تعالى.

س426: توجد عندنا في العراق مشكلة الانتظار والوقوف في الصف في الدوائر الحكومية (كالجنسية والجوازات والمحكمة..إلخ) وغير الحكومية، والمشكلة هي أن بعض الأفراد عنده "واسطة" فيكمل معاملته خلال دقائق، وهذا يتم على حساب الآخرين، حيث تتأخر معاملاتهم بسببه، فهل هذا جائز من الناحية الشرعية؟
ج: من واجب الموظف المؤمن تسهيل الأمر على المراجعين جميعاً، والنظر إليهم بعين واحدة، وينبغي للفرد المراجع أن يجعل نفسه في صفّ المراجعين .

س427: امرأة تدعي أنها طريحة أحد الأئمة(عليهم السلام)، ما هي حقيقة هذا الادعاء؟ وكيف نرد عليها؟
ج: لا اعتبار بمثل ذلك، ويردّ عليها قول الله تعالى: ((إن أكرمكم عند الله أتقاكم)) الحجرات/13، ومن علامات التقوى: عدم ادعاء ما لا يجوز ادعاؤه.

س428: في حادثة بني جذيمة، وما فعله خالد بن الوليد، كيف يمكن أن نفهم اكتفاء النبي الأكرم(صلى الله عليه وآله) بالبراءة من فعله: (اللهم إني أبرأ مما فعله خالد) ثلاث مرات؟
ج: لم يُقم(صلى الله عليه وآله) عليه الحد كما لم يقمه على الفارين من الزحف، فإن حدّهم كان القتل أيضاً، وغير ذلك، مما يدل على أن عمل الرسول الكريم(صلى الله عليه وآله) كان طبقاً للمصلحة الكاملة لدين الله تعالى.
س429: هناك من يرى أن اكتفاء الرسول الأعظم(ص) بالبراءة من فعله فقط، كان من باب القاعدة (تدرأ الحدود بالشبهات)، هل هذا صحيح؟
ج: وجود المصلحة الكاملة لدين الله تعالى في عدم إقامة الحدّ - كما أشير إليه في الجواب السابق - لا يدع مجالاً للتمسك بهذه القاعدة على فرض صحتها هنا.

س430: يتوفر عندنا في الأسواق جهاز استقبال فضائي يدعى دينغل، وهذا الجهاز يقوم بفك تشفير القنوات الفضائية العربية والأجنبية التي تطلب اشتراكاً مالياً لمشاهدتها، فما حكم شراء هذا الجهاز واستعماله؟
ج: إذا عدّ مثل ذلك عرفاً حقاً، فالأحوط وجوباً مراعاته.

س431: امرأة تدعي أنها طريحة أحد الأئمة(عليهم السلام)، ما هي حقيقة هذا الادعاء؟ وكيف نرد عليها؟
ج: لا اعتبار بمثل ذلك، ويردّ عليها قول الله تعالى: ((إن أكرمكم عند الله أتقاكم)) الحجرات/13، ومن علامات التقوى: عدم ادعاء ما لا يجوز ادعاؤه.

س432: بسبب المشاكل التي بيني وبين بعض إخوتي وأخواتي أحاول الابتعاد عنهم، وربما تطول المفارقة وعدم الاتصال بهم لأشهر أو سنوات، وهذا يسبب الهدوء وعدم الخصام، فماذا ترون؟
ج: صلة الرحم على كل حال واجبة ومطلوبة، وقطيعتها مذمومة وحرام، ولكن الصور والمصاديق تختلف، إذ هي ليست منحصرة في الحضور البدني وإن كان أفضل، بل تعم مثل الدعاء والمساعدة والسلام ولو من بعيد وعبر الهاتف مثلاً، وتفقد الأحوال، وما أشبه ذلك.

س433: أنا خياطة، وأحياناً يتبقى عندي قصاصات من الأقمشة وألقيها في سلة الزبالة، لأنها لا تفيدني، وقد أنسى إرجاعها لهم ، ولكن البعض لا يرضى، فما هو حكمي؟
ج: قصاصات الأقمشة يجب ردّها إلى أصحابها، أو طلب رضاهم،وإذا لم يرضوا فيجب تعويضهم عنها.

س434: في بعض الحسينيات توضع ألعاب مثل المنضدة والبلياردو، وأيضاً قد يتوفر ستلايت لرؤية ألعاب كرة القدم، وتكون الفواصل فيها غناء وموسيقى، والذين يستخدمون هذه الألعاب كبار فقط، وكثيراً ما يصدر منهم سباب بصوت عال، علماً بأن منهم من لا يصلي ويحضر بعض برامج الحسينية، فهل يجوز وضع هذه الألعاب داخل الحسينية مع الستلايت واللعب بها، وهي تقود إلى هتك حرمة الحسينية وهتك حرمة الحضور من المؤمنين الذين لا يستطيعون ذكر أهل البيت(ع) أثناء جلوسهم بسبب الألعاب؟
ج: الحسينية هي المكان المنسوب إلى الإمام الحسين(ع)، ويكون لها بسبب هذا الانتساب قداسة خاصة، ومعنوية شامخة، ويجب على المسؤولين بل المؤمنين جميعاً حفظ هذه القداسة والمعنوية من كلما يتنافى معها، وخاصة إذا كان حراماً شرعاً كالموسيقى.

س435: هناك من يقول أن مولانا أبا طالب(سلام الله عليه) "قد أسلم". السؤال: أليس والد أمير المؤمنين كوالدته(سلام الله عليها) كانا مؤمنين موحدين منذ البداية؟
ج: نعم، ولكن المراد من ذلك أنه(سلام الله عليه) قد دخل في دين رسول الله(صلى الله عليه وآله) الذي جاء به، لا أصل الإيمان والتوحيد.

س436: لقد ارتكبت معاصي وذنوباً في حياتي وأود التوبة إلى الله التواب الرحيم، ولا أعلم كيف أتوب إليه، أريد أن أتوب توبةً نصوحاً لا أعود منها إلى المعاصي، وأن يقبل الله توبتي، ولا أعلم كيف يقبل الله توبتي، وبولاية أهل البيت(عليهم السلام) كما يقال تكون التوبة مقبولة، فماذا أصنع وكيف أتوب؟
ج: إن الله تعالى يحب عبده التائب إذا تاب توبة نصوحاً، والتوبة النصوح يعني: الندم على الفعل والعزم على تركه وعدم العود إليه أبداً، والاستغفار بقول (أستغفر الله ربي وأتوب إليه)، وأداء ما فات من صلاة وصيام ونحو ذلك، وأداء حقوق الناس (إن كان الذنب مرتبطاً بحقوقهم)، والثقة بالله عز وجل ورجاء عفوه، وقد وعد الله عباده التائبين بقبول التوبة وهو صادق الوعد، حيث قال سبحانه: ((لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعاً)) الزمر/53.

س437: أحياناً عندما تسألني والدتي أو أختي أو قريبة لي عن مكان تواجدي الآن، أو متى تسافرين أو أين تذهبين غداً، أو هل تذهبين إلى السوق اليوم أو ما شابه ذلك من الأسئلة التي نواجهها يومياً، إذا لم أكن أرغب في إعطاء الإجابة الصحيحة لهم، لأي سبب كان، وأجبت بالنفي أو بالمجهولية، هل هذا يخالف الشرع؟
ج: إذا كان ذلك باستخدام التورية فلا بأس.

س438: ما هو المقصود من (المطلوبية) في عبارة (برجاء المطلوبية)؟
ج: المقصود: هو أن يأتي الإنسان بالعمل برجاء أن يكون هذا العمل مطلوباً عند الله تعالى، وذلك لأنه لا دليل معتبر عليه.

س439: إذا عطس شخص مرة واحدة أو مرتين أو ثلاث مرات أو أكثر ماذا يقال له في التسميت؟ وهل في كل مرة يقال له ذلك؟
ج: يقال له: «يرحمك الله» ما لم يزد على الثلاثة، فإن زاد على الثالثة قيل له: «شفاك الله».

س440: هل يجوز التكلم مع النساء؟ وما هي حدوده؟
ج: أصل التحدث إذا لم يشتمل على محرم أو يستلزم محرماً - كما إذا كان لغرض مشروع - جائز، علماً بأنه لا تجوز الصداقة بين الأجنبيين من الجنس المخالف لقوله تعالى: «ولا متخذات أخدان» النساء:25، ولقوله تعالى: «ولا متخذي أخدان» المائدة:5، والخدن في الآية الكريمة هو الصديق من الجنس الآخر. ثم إنه حتى مع فرض عدم الاشتمال على الحرام من صداقة وغيرها فإن الأفضل تركه واجتنابه، لما ورد في الحديث الشريف من أنَّ محادثة الأجنبيين من مصائد الشيطان، وأن النبي الكريم كان يأخذ على النساء في البيعة على الإسلام أن لا يحدثن رجلاً غير ذي محرم.

س441: أنا أصاب بالكوابيس أثناء النوم، فماذا أفعل للتخلص منها؟
ج: لدفع أمثال ذلك، يلزم على الإنسان أن ينام مع الوضوء، ويقرأ تسبيحة السيدة الطاهرة فاطمة الزهراء(عليها السلام).

س442: امرأة فقيرة ومحتاجة، إحدى صديقاتها عرضت عليها أن تأخذها إلى بعض المؤسسات الاجتماعية لكي يصرفوا لها راتباً. المشكلة أن زوجها يرفض أن تأخذ المال من أحد، وكذلك لا يرضى أن تذهب للعمل وتحصيل الرزق، هل يجوز لهذه المرأة أن تأخذ مالاً بعنوان هدية من صديقاتها بدون إذن زوجها لكي تصرفه على أولادها، وهم معدمون بسبب الفقر والعوز؟
ج: نعم يجوز ذلك - في فرض السؤال - .

س443: ما هو المناط في صلة الرحم وقطعه، وماذا يفعل الإنسان كي يكون مصداقاً لمن يصل الرحم، ومن هو الرحم؟ وكيف نثبت قطع أو صلة الرحم؟
ج: جاء في الحديث الشريف: (صلوا أرحامكم ولو بالسلام)، وهذا أقل مصاديق الصِلة، فإذا ترك الإنسان حتى مثل السلام وتفقد أحوال أرحامه كان قاطعاً للرحم، علماً بأن الرحم يطلق على أقرباء الإنسان من طرف أبيه وأمه مهما صعدوا كالأجداد والجدات والأعمام والعمات والأخوال والخالات، ومهما نزلوا كأبناء الأعمام والأخوال والعمات والخالات وأبنائهم، ويثبت القطع والصلة بحسب المتعارف منهما بين المؤمنين.

س444: ما هو حكم من يبني بيتاً في أرض التجاوز، وذلك من حيث صلاته هو وعائلته وكذلك الضيوف الذين يدخلون عليه؟
ج: إن كان المراد من أرض التجاوز أرض لا مالك لها كان أمرها إلى الحاكم الشرعي، وإن كان المراد أرض الغير فإن صلاة الغاصب باطلة فيها، ومن لا يعلم فصلاته صحيحة.

س445: هل أكون آثمة إذا أحببت شخصاً ما في قلبي فقط ومن دون علاقة، ولا ذاك الشخص يعلم بها، ولكنه يشغل تفكيري، وأنا أجهد نفسي بمحاربة ذلك حتى أبعد حبه عن قلبي فماذا ترون؟
ج: قال الله تعالى: ((والذين آمنوا أشدّ حباً لله)) البقرة/165، وهذا يعني أنّ المؤمن لا يسمح لنفسه بأن يتسرب حب غير الله إلى قلبه وخاصة إذا كان حباً غير جائز، مثل المذكور في السؤال، إذ في الحديث الشريف ما مضمونه بأنَّ القلب حرم الله فلا يجوز إدخال حب غيره فيه، كما جاء في الحديث الشريف أيضاً بأنّ القلب إذا خلا من حب الله ـ والعياذ بالله ـ ابتلى بحب غيره.

س446: ما حكم العمل مع الأمم المتحدة في مجال المعونات الإنسانية وإغاثة اللاجئين؟
ج: كل عمل إنساني وفيه خدمة للآخرين إذا لم يكن مستلزماً لخلاف شرعي وأمر محرم شرعاً فهو جائز.

س447: البعض ينفي ادّعاء المشاهدة للإمام الحجة (عجل الله تعالى فرجه) من زمان الشيخ الطوسي وإلى يومنا هذا، بل وإلى يوم القيامة، فما رأيكم بذلك؟
ج: الرؤية ثابتة بالتواتر، وما كان متواتراً فإنكاره واضح البطلان.

س: بالنسبة لنسخة الكتاب الذي يُستحب أن يوضع مع الميت بشهادة أربعين مؤمناً وتوقيعهم، هل يجوز لي أن آخذ موافقة المؤمن في بلد آخر لأكتب أنا اسمه كشاهد لي في ذلك الكتاب، أم ينبغي أن يقوم ذلك المؤمن بالتوقيع بنفسه ويده في نسخة الكتاب؟ علماً بأنني أعيش في غير بلدي، ويصعب عليّ أن أجد أربعين مؤمناً يشهدون لي هنا؟
ج: الكتابة على قسمين:
1- قطعة قماش يكتب فيها شهادة أربعين مؤمناً وتوضع مع الميت في كفنه.
2- ذكرَ المحدّث القمي ورقة تكتب شهادته عليها، ثم يكتب الشاهد: بسم الله الرحمن الرحيم شهد الشهود المسمون في هذا الكتاب أن أخاهم في الله عزوجل (فلان بن فلان) أشهدهم واستودعهم...إلخ، وهذان القسمان يمكن فيهما أخذ الوكالة من الأخ المؤمن، ثم تكتب أنت نيابة عنه، أطال الله في عمرك ورزقك حسن العاقبة.

س448: ماذا أفعل لأعشق ربي أكثر وأكثر، وأن يكون قلبي ينبض له فقط؟
ج: التقرب إلى الله تعالى وإلى رسوله(ص) وإلى المعصومين(عليهم السلام) وخاصة الإمام المهدي (صلوات الله عليه وعجل الله تعالى فرجه الشريف) يكون بالالتزام بأمور ثلاثة:
أ_ أداء الواجبات وشيء من المستحبات.
ب_ ترك المحرمات والمكروهات.
ج_ الالتزام بالأخلاق الحسنة والآداب الإسلامية وخدمة الآخرين وخاصة الوالدين والأرحام بإخلاص، وقد قال الإمام أمير المؤمنين(ع): "إنما هي نفسي أروضها بالتقوى".

س449: كيف نميّز بين الأحلام الصادقة التي تكون رسالة أو تنبيهاً للإنسان وبين تلك التي تكون مجرد انعكاس لتفكير الشخص بسبب الضغوطات التي يواجهها في النهار؟
ج: الرؤيا على قسمين: صادقة وكاذبة، والصادقة هي التي تتحقق في الخارج أو يؤيّدها المأثور من الحديث الشريف، وأما التي لا تتحقق في الخارج ولا تكون مطابقة لما جاء في المأثور فهي كاذبة، والذي ينبغي للإنسان إذا رأى مناماً: 1- أن لا يقصصه على أحد. 2- أن يعبّره تعبيراً حسناً فإنه يكون حسناً له. 3- أن يتصدق بصدقة لدفع النحوسة والشر إن شاء الله تعالى.

س450: بالنسبة لرد المظالم إذا أخرجتها، فلمن أدفعها، هل أدفعها للفقير أم لأي إنسان آخر وإن لم يكن محتاجاً؟
ج: - في فرض السؤال - يجب إيصال المال إلى صاحبه إن كان حياً وإن لم يكن فإلى ورثته، والأحوط تحديد المبلغ وفق الاحتمال الأكثر (لا الأقل) أو مصالحتهم على مقداره، علماً بأنه يمكنه إيصاله إليهم ولو بجعله في حسابهم من دون إخبارهم، وأما إذا كان لا يعلم صاحبه ولا ورثته فيدفع المبلغ إلى الحاكم الشرعي أو وكيله ويصالحه على مقداره.

451: ﻗﺮﺃﺕ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻌﺒﺎﺭﺓ ﻓﻲ ﺃﺣﺪ ﺍﻟﻜﺘﺐ ﻋﻦ ﺍلإﻣﺎﻡ ﺍﻟﻤﻬﺪﻱ (ﻋﺠﻞ ﺍﻟﻠﻪ ﻓﺮﺟﻪ): (ﺇﻥ ﻣﻦ ﻓﺘﻦ ﺁﺧﺮ ﺍﻟﺰﻣﺎﻥ (ﻛﻔﺘﻦ ﻗﻄﻊ ﺍﻟﻠﻴﻞ ﺍﻟﻤﻈﻠﻢ)، ﻓﻤﺎ ﺍﻟﻤﻘﺼﻮﺩ ﻣﻦ ﻗﻄﻊ ﺍﻟﻠﻴﻞ ﺍﻟﻤﻈﻠﻢ)؟
ﺝ: ﻛﻤﺎ ﺃﻥّ ﺍﻟﻠﻴﻞ ﺍﻟﻤﻈﻠﻢ ﻻ‌ ﻳﻤﻜﻦ للإﻧﺴﺎﻥ ﺃﻥ ﻳﺸﺨﺺ ﺍﻟﻤﺮﺋﻴﺎﺕ ﻭﺍلأﺷﻴﺎﺀ فيه لعدم ﺍﻟﻨﻮﺭ، ﻛﺬﻟﻚ ﺍﻟﻔﺘﻦ ﻭﺍﻟﺸﺒﻬﺎﺕ حين ﺗﻜﺜﺮ ﻓﻼ‌ ﻳﻤﻜﻨﻪ ﺗﺸﺨﻴﺺ ﺍﻟﺤﻖ من ﺍﻟﺒﺎﻃﻞ (ﺇﻻ‌ ﻣﻦ ﺗﺴﻠّﺢ ﺑﺎﻟﻌﻠﻢ)، فيقع ﻓﻲ ﺣﺒﺎﺋﻞ ﺍﻟﻀﻼ‌ﻝ ﻭﻳﺒﺘﻌﺪ ﻋﻦ ﺍﻟﺤﻖ ﻭﻳﺘﺒﻊ ﺍﻟﺒﺎﻃﻞ.

452: ﺃﻱّ ﺍلأحرﺍﺯ ﻳﻔﻀﻞ للأﻃﻔﺎﻝ، ﺑﺤﻴﺚ ﻳﺤﻔﻆ ﻓﻲ ﻗﻼ‌ﺩﺓ ﺗﻠﺒﺲ ﺩﺍﺋﻤﺎً؟
ﺝ: ﺣﺮﺯ ﺍلإﻣﺎﻡ ﺍﻟﺠﻮﺍﺩ (ع)، ﻭﻫﻮ ﻣﻮﺟﻮﺩ ﻓﻲ ﺑﺤﺎﺭ ﺍلأﻧﻮﺍﺭ ج91 ص355 ﺏ37 ﺣﺪﻳﺚ 1، ﻓﺮﺍﺟﻊ.

453: ﻫﻞ ﻳﺆﺛﺮ اﺳﻢ (ﻣﺮﻳﻢ) ﻋﻠﻰ ﺻﺎﺣﺒﺘﻪ؟ (ﻋﻠﻤﺎً ﺑﺄﻥ ﺍﺳﻢ ﺍلأﻡ (ﺩﻋﺎﺀ)، ﻭﺍﺳﻢ ﺍﻟﻄﻔلة (ﻣﺮﻳﻢ)).
ﺝ: ﺭﻭﻯ ﺍﻟﺤﺮ ﺍﻟﻌﺎﻣﻠﻲ ﻓﻲ ﻭﺳﺎﺋﻞ ﺍﻟﺸﻴﻌﺔ 21/389 ﺡ1 ﻋﻦ ﺍﻹ‌ﻣﺎﻡ ﺍﻟﻜﺎﻇﻢ (ع) ﻗﺎﻝ: (ﺃﻭﻝ ﻣﺎ ﻳﺒﺮ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﻭﻟﺪﻩ ﺃﻥ ﻳﺴﻤﻴﻪ ﺑﺎﺳﻢ ﺣﺴﻦ، ﻓﻠﻴﺤﺴﻦ ﺃﺣﺪﻛﻢ ﺍﺳﻢ ﻭﻟﺪﻩ). ﻭﻓﻲ ﺣﺪﻳﺚ ﺁﺧﺮ ﻗﺎﻝ ﺍﻟﺒﺎﻗﺮ(ع): (ﺃﺻﺪﻕ ﺍلأﺳﻤﺎﺀ ﻣﺎ ﺳﻤﻲ باﻟﻌﺒﻮﺩﻳﺔ). (الوﺳﺎﺋﻞ 21/391 ﺡ7). ﻭدﻋﺎﺀ ﺍﺳﻢ ﺟﻤﻴﻞ ﻳﺬكر الإنسان ﺑﺨﺎﻟﻘﻪ، ﻭإﺳﻢ ﻣﺮﻳﻢ أيضاً إسم حسن، وهو إسم لامرأة من خيرة النساء.

ﺱ454: ﻟﻘﺪ ﺃﺫﻧﺒﺖ ﺫﻧﺒﺎً ﻋﻈﻴﻤﺎً ﺑﺤﻴﺚ ﺟﻌﻠﻨﻲ ﺍﻟﺬﻧﺐ أستحي ﻣﻦ ﺍﻟﺼﻼ‌ﺓ، ﻓﻼ‌ ﺃﺻﻠﻲ، ﻭﺃﺳﺘﺤﻲ ﻣﻦ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﺒﻴﺖ (ﻋﻠﻴﻬﻢ ﺍﻟﺴﻼ‌ﻡ)، ﻓﻼ‌ ﺃﺯﻭﺭﻫﻢ ﺻﻠﻮﺍﺕ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻬﻢ، ﻓﻤﺎ ﻧﺼﻴﺤﺘﻜﻢ ﻟﻲ ﻳﺮﺣﻤﻜﻢ ﺍﻟﻠﻪ، ﻭﻛﻴﻒ ﺃﺑﺪأ ﺻﻔحة ﻧﻈﻴفة ﻭﺟﺪﻳﺪﺓ ﻣﻊ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ؟
ﺝ: ﻗﺎﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺍﻟﻌﻈﻴﻢ ﻓﻲ ﻛﺘﺎﺑﻪ ﺍﻟﻜﺮﻳﻢ: «ﺑﺴﻢ ﺍﻟﻠﻪ ﺍﻟﺮﺣﻤﻦ ﺍﻟﺮﺣﻴﻢ ﺇﻻ‌ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺗﺎﺑﻮﺍ ﻭﺃﺻﻠﺤﻮﺍ ﻭﺑﻴﻨﻮﺍ فأﻭﻟﺌﻚ ﺃﺗﻮﺏ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﻭﺃﻧﺎ ﺍﻟﺘﻮﺍﺏ ﺍﻟﺮﺣﻴﻢ» ﺍﻟﺒﻘﺮﺓ/160. ﻭﻗﺎﻝ ﺗﻌﺎﻟﻰ: «ﻭﺗﻮﺑﻮﺍ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﺟﻤﻴﻌﺎً ﺃﻳﻬﺎ ﺍﻟﻤﺆﻣﻨﻮﻥ ﻟﻌﻠﻜﻢ ﺗﻔﻠﺤﻮﻥ» ﺍﻟﻨﻮﺭ/31. ﻭﺭﻭﻱ ﻋﻦ ﺍلإﻣﺎﻡ ﺍﻟﺒﺎﻗﺮ (ع) أن ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ قال ﻵ‌ﺩﻡ: (ﺟﻌﻠﺖ ﻟﻚ ﺃﻥ ﻣﻦ ﻋﻤﻞ ﺳﻴﺌﺔ ﺛﻢ ﺍﺳﺘﻐﻔﺮ ﻟﻪ ﻏﻔﺮﺕ ﻟﻪ). ﺍﻟﻜﺎﻓﻲ 2/440. ﻭﺍلتوبة ﺍلرجوع عن ﺍﻟﺬﻧﺐ ﻭﺍﻟﺴﻴﺌﺔ ﻭﺍﻟﻤﻌﺼﻴﺔ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻄﺎﻋﺔ ﻭﺍﻟﻌﺒﻮﺩﻳﺔ، ﻭﺍﻻ‌ﻟﺘﺰﺍﻡ ﺑﻌﺪﻡ ﺍﻟﺮﺟﻮﻉ ﺇﻟﻰ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻤﻌﺼﻴﺔ، ﻭﻗﺪ ﺣﺪﺩ ﺍلإﻣﺎﻡ ﺃﻣﻴﺮ ﺍﻟﻤﺆﻣﻨﻴﻦ (ع) ﺣﺪﻭﺩ ﺍﻟﺘﻮﺑﺔ ﻓﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻨﻘﺎﻁ: 1-ﺍﻟﻨﺪﻡ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﻣﻀﻰ ﻭﺍﺭﺗﻜﺒﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻌﺼﻴﺔ. 2- ﺍﻟﻌﺰﻡ ﻋﻠﻰ ﻋﺪﻡ ﺍﻟﻌﻮﺩ ﺇﻟﻰ ﺫﻟﻚ ﺃﺑﺪﺍً. 3- ﺃﺩﺍﺀ ﺣﻘﻮﻕ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﺍﻟﺨﻠﻖ. 4- ﺃﻥ ﺗﻘﻀﻲ ﻛﻞ ﻓﺮﻳﻀﺔ ﺿﻴﻌﺘﻬﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﺼﻼ‌ﺓ ﻭﺍﻟﺼﻮﻡ ﻭﻏﻴﺮﻫﺎ. 5- ﺃﻥ ﺗﺬﻳﻖ ﺍﻟﺠﺴﻢ ﺃﻟﻢ ﺍﻟﻄﺎﻋﺔ ﻛﻤﺎ ﺃﺫﻗﺘﻪ ﺣﻼ‌ﻭﺓ ﺍﻟﻤﻌﺼﻴﺔ. الكلمات القصار 417/ﺹ549. ﻓﺎﻋﻠﻢ ﻳﺎ ﺃﺧﻲ ﺍﻟﻜﺮﻳﻢ ﺃﻥ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻮﺍﺏ ﺭﺣﻴﻢ ﻭﻻ‌ ﻳﻐﺮﻙ ﺍﻟﺸﻴﻄﺎﻥ ﺑﻬﺬﻩ ﺍﻷ‌ﻭﻫﺎﻡ، ﻓﺎﺭﺟﻊ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﺑﺎﻟﺘﻮﺑﺔ، ﻭبإتيان ﺍﻟﻮﺍﺟﺐ ﺍﻟﻤﻔﺮﻭﺽ ﻋﻠﻴﻚ، ﺣﺘﻰ ﺗﺘﺤﻘﻖ ﺗﻮﺑﺘﻚ، ﻭﺗﺼﻞ ﺇﻟﻰ رضى ﺍﻟﻠﻪ ﻭﺭﺿﻮﺍﻧﻪ. ﻭﺍﺑﺘﺪئ ﺑﺎﻟﻐﺴﻞ ﺃﻭ ﺍﻟﻮﺿﻮﺀ، ﻭصلِ ﺃﺭﺑﻊ ﺭﻛﻌﺎﺕ ﻛﻞ ﺭﻛﻌﺘﻴﻦ ﺑﺘﺴﻠﻴمة، تقرأ ﻓﻲ ﻛﻞ ﺭﻛﻌﺔ ﺍﻟﺤﻤﺪ ﻣﺮﺓ ﻭﻗﻞ ﻫﻮ ﺍﻟﻠﻪ ﺃﺣﺪ ﺛﻼ‌ﺙ ﻣﺮﺍﺕ ﻭﺍﻟﻤﻌﻮﺫﺗﻴﻦ ﻣﺮﺓ، ﺛﻢ تستغفر 70 ﻣﺮﺓ، ﺛﻢ ﺗﻘﻮﻝ: ﻻ‌ ﺣﻮﻝ ﻭﻻ‌ ﻗﻮﺓ ﺇﻻ‌ ﺑﺎﻟله ﺍﻟﻌﻠﻲ ﺍﻟﻌﻈﻴﻢ، ﻳﺎ ﻋﺰﻳﺰ ﻳﺎ ﻏﻔﺎﺭ اﻏﻔﺮ ﻟﻲ ﺫﻧﻮﺑﻲ ﻭﺫﻧﻮﺏ ﺟﻤﻴﻊ ﺍﻟﻤﺆﻣﻨﻴﻦ ﻭﺍﻟﻤﺆﻣﻨﺎﺕ، ﻓﺈﻧﻪ ﻻ‌ ﻳﻐﻔﺮ ﺍﻟﺬﻧﻮﺏ ﺇﻻ‌ ﺃﻧﺖ. ﻣﺴﺘﺪﺭﻙ ﺍﻟﻮﺳﺎﺋﻞ 6/396، ﺣﺪﻳﺚ7078.

س455: ما هي النسبة بين مجهول المالك وبين رد المظالم، ولمن يدفع المال أو الشيء الموسوم بذلك؟
ج: مجهول المالك هو كل مال لم يُعرف صاحبه مثل اللقطة ونحوها، فإنه يكون من حق الحاكم الشرعي (المرجع الجامع للشرائط) التصرف فيه، فيجب دفعه إليه باسم ردّ المظالم عن صاحبه.

س456: بموافقة من مدير الدائرة، أنا أخرج من الدوام أحياناً، للقيام بعمل ما أو لأجل العمل والتكسب، هل هذا الأمر جائز، سواء كنت موظفاً في دائرة حكومية أو أهلية؟
ج: إذا كانت موافقة المدير في ضمن حدود وظيفته، أو كان ذلك بمقدار متعارف لدى الموظفين بحيث يكشف عن رضا صاحب العمل فيجوز، وإلا فلا.

س457: ماذا تقولون بالنسبة لبعض الشباب الذين يحفون حواجبهم، أو البعض الذين يحلقون لحاياهم ويتركون شعراً قليلاً تحت الشفة السفلى؟
ج: لا ينبغي للشاب المؤمن شيء من ذلك، وخاصة حلق اللحية، فإن حلقها حرام.

س458: إني كلما أخطأت ولو خطأً بسيطاً أعاقب عليه بسرعة من الله تعالى، والعقاب يؤذيني، فماذا أفعل؟
ج: العقاب السريع على الخطأ والمعصية كما في الحديث الشريف هو نوع تنبيه للعاصي، ويعدّ رحمة وعناية من الله بعبده حتى يتوب بسرعة ولا يتوغّل في المعصية، لأن التوغّل في المعصية وترك التوبة تجعل الإنسان من أهل النار والعياذ بالله.

س459: الأخت من الرضاعة، هل أخواتها يعتبرن من محارم المرتضع، إذا كان هو رضع من أمها؟ وهل إخوته يعتبرون من محارمها إذا كانت هي رضعت من أمه؟
ج: إذا رضع طفل من امرأة فكل أولاد تلك المرضعة يكونون محرماً على هذا الطفل، بينما لا يكون سوى الطفل من بين إخوته وأخواته محرماً على أولاد تلك المرضعة.

س460: هل تحرم المرضعة على أخي الرضيع من أبويه، أو من أحد أبويه، أو أخيه من الرضاعة من امرأة أخرى؟
ج: لا، لا تكون محرماً إلا على من أرضعته دون إخوته نسباً أو رضاعة.

س461: كيف أشجع أخي على الذهاب إلى الحسينية وعمره خمسة عشر عاماً، والحسينية قريبة من بيتنا ولكنه يتحجج بأن الجو حار أو بارد؟
ج: ينبغي تشجيعه بالحكمة والموعظة الحسنة كما قال الله (عز وجل) في القرآن الحكيم: «ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة» النحل/125، والموعظة الحسنة تجذب الإنسان وتشرح النفس ولا تسبب الانزعاج عادة.

س462: لدي رغبة كبيرة في طلب العلم، فهل صحيح أن طلب العلم وبمراتب عالية يجعلني أضع أسرتي في الدرجة الثانية؟ أنا أحاول أن أضع زوجي وأطفالي في الدرجة الأولى، ولكن أخشى أن أقصر بسبب دراستي، فماذا أفعل؟
ج: تسعين في الجمع بين طلب العلم والقيام بالحياة الأسريّة والزوجيّة، ومع التعارض فالقيام بأمور الزوج والأولاد مقدم.

س463: ما عقوبة الشخص الذي يفتري ويكذب ويقول أن الإمام المعصوم قد جاءني في المنام، وقال لي كذا وكذا، مع أنه لم يرَ الإمام في المنام، وإنما يقول ذلك لتحقيق بعض المصالح الشخصية؟
ج: الكذب والافتراء على الإمام المعصوم هو في حدّ الكذب والافتراء على الله تعالى والرسول الكريم، وعلى الإنسان العاقل اجتنابه والحذر من الوقوع فيه.

س464: أنا أتحرج مع زوجات العم والخال، وهنّ كبيرات السن، لكنهن في أغلب الأحيان عندما أراهم يقبّلونني، فما حكم ذلك؟
ج: اشرح لهن الحكم الشرعي بإسلوب لين وكلام طيب.

س465: هل المقولة المشهورة (اتق شَرَّ من أحسنت إليه) حديث أو كلام لأحد المعصومين (عليه السلام) أم هو مجرد قول مشهور؟ وماذا يُقصد به، أي ما هو معناه؟
ج: هو مثل عربي معروف ومعناه: أن على الإنسان أن لا يتوقع دائماً مقابلة الإحسان بالإحسان، بل على العكس، أكثر الأحيان عليه أن يكون حذراً من الطرف الآخر، فقد يقابل الإحسان بالإساءة.. وهذا المعنى - على إطلاقه - غير مقبول شرعاً، لأنه يطلب من الناس أن يبنوا علاقاتهم مع الآخرين على سوء الظن، وأن الأصل هو توقع الغدر من الآخر وعض اليد التي مدت إليه... وهذا غير صحيح، نعم إذا ساء الزمان وأهله، بأن كان أكثر أهله ممن لا دين ولا ورع لهم، فإن للمؤمن أن يطبق هذا المثل.

س466: هناك أسر تتكفل أطفالاً مجهولي النسب وتحتضنهم، فكيف يجب أن تكون معاملة الأسرة الحاضنة لأولئك الأطفال، خصوصاً في سن المراهقة وبعد البلوغ؟
ج: الحضانة المجرّدة عن الرضاع، وعن عقد الزواج، لا تكون سبباً شرعاً لحدوث النسب ولا المصاهرة، لذلك يجب على أفراد الأسرة الحاضنة مراعاة الضوابط الشرعية مع المحتضَن من جهة عدم حصول النسب وعدم حصول المحرمية عند البلوغ ونحو ذلك.

س467: هل يُكره أن يحضر المجنب أو الحائض عند الشخص الذي هو في حالة الاحتضار؟ وهل يكره مسّ المحتضر؟
ج: يكره مس المحتضر حال النزع مطلقاً، ويكره حضور الجنب وكذا الحائض عند المحتضر حال الاحتضار.

س468: أخذنا صورة جماعية عائلية (بنين وبنات)، وكنا – البنات - بكامل حجابنا إلا الوجه واليدين، أحد أفراد قام العائلة بنشر الصورة في الواتساب والفيس بوك، مما تسبب بمشاهدة الأجنبي لها بدون إذن البقية: فأولاً: هل يحق لذاك الفرد النشر مع عدم رضى البعض بذلك؟ وثانياً: هل يجوز للأجنبي مشاهدة وجه المرأة سواء كانت في الصورة أم في الواقع الخارجي؟
ج: لا يحق له النشر بدون رضا الجميع، ولا يتعمّد الأجنبي النظر سواء في الصورة وغيرها.

س469: في قراءة الفاتحة والسورة، وكذلك في باقي أذكار الصلاة، إذا أخطأت في الكلمة بعد أن تجاوزتها بقليل، فهل يجوز لي التصحيح؟ أيضاً ما هو الحكم لو تجاوزت الكلمة التي أخطأت في تلفّظها بكلمتين أو ثلاث؟
ج: إذا تيقن بالخطأ في القراءة وجب التصحيح وإن تجاوز محلّ الخطأ ما لم يدخل في ركن، وأما إذا كان مجرّد شك في الخطأ وليس يقيناً فلا يعتنى به.

س470: تعددت الروايات في طريقة استخدام التربة الحسينية للاستشفاء، برأيكم ما هي الطريقة المثلى؟
ج: الطريقة المثلى هي المذكورة في مثل كتاب مفاتيح الجنان تحت عنوان «فوائد التربة الحسينية وآدابها»، علماً بأنه يجوز أكل مقدار يسير جداً من تربة سيد الشهداء الإمام الحسين بن علي عليهما السلام للشفاء، بل للأمن والبركة أيضاً على الأظهر.

س471: إحدى النساء ذهبت إلى محل لبيع الملابس فاشترت قطعتان منه، ثم لما أرادت إرجاعهما رفض البائع، لأنه هو قد وضع إعلان داخل محله مكتوب عليها: لا يبدل ولا يسترجع، ولكن بعد الإلحاح الشديد عليه قبل إرجاع أحدهما بعد أن غضب عليها شديدا وحتى تكلم بكلام سيء عليها.. فالسؤال هنا أن هذه المرأة تقول هل كان عملي صحيحاً؟ وأنا تندمت على ذلك من باب أنه لم يكن راضٍ بالارجاع، ولكن محله في مدينة أخرى، فماذا أفعل؟
ج: لا شيء على المرأة ـ في فرض السؤال ـ.

س472: مَن قتل شخصاً دفاعاً عن نفسه، فعلى مَن تقع الدية لدفعها لأهل الدم؟
ج: إذا لم يندفع المهاجم إلا بالقتل، ففي هذا الفرض لا دية له، وإلا فعليه الدية.

س473: هل يجوز استعمال العطور التي ضمن مكوناتها الكحول الفاقد خصائصه الطبيعية؟
ج: العطور ونحوها من الأشياء المحتوية على الكحول إذا لم يعلم بكون الكحول مسكراً أو متخذاً من مسكر فطاهرة.

س474: إذا أردنا أن نقرأ الفاتحة للأموات، هل نقرأ الحمد وسورة الإخلاص مرة واحدة (لأني سمعت بأن الحمد تعادل ثلثي القرآن والإخلاص ثلث القرآن)، أم نقرأ الحمد وثلاث مرات سورة الإخلاص؟
ج: الأفضل قراءة سورة الحمد مرّة وسورة الإخلاص ثلاثاً.

س475: إذا كان أهل الميت لا يستطيعون دفنه في المشاهد المقدسة، فهل يمكنهم أخذ قطعة من جسده ودفنها هناك من باب التبرك والتشرف؟
ج: لا يجوز ذلك _في مفروض السؤال_.

س476: ماذا تفسرون من ترى في مناماتها أحد المعصومين، هل له دلالة معينة؟
ج: إن من المنامات مبشّرات، وينبغي لصاحب المنام رجلاً كان أو امرأة العمل بأمور ثلاثة: 1- أن لا يقصّ رؤياه على أحد. 2- أن يعبّر رؤياه بتعبير حسن فيكون له حسناً إن شاء الله تعالى. 3- أن يتصدق بصدقة حتى يدفع السوء والشر.

س477: ما هو الفرق بين: البينة والبرهان والحجة والدليل؟
ج: البيّنة تُصطلح على ما إذا شهد عادلان بشيء، بينما البرهان يعني الحجّة والدليل، وهناك معان وفوارق أخرى أيضاً مذكورة في كتب اللغة.

س478: في الروضة العسكرية _وأنتم تعلمون أن الإعمار هناك مستمر_ بعض المسؤولين مكان نومه داخل الصحن الشريف، وفي ذلك المكان حمام، فهل يجوز التخلي هناك (في الحمام)، وهو لا يبعد عن المرقد إلا قليلاً؟
ج: إذا عدّ العرف ذلك نوع هتك وجب اجتنابه.

س479: ما حكم عقيقة المولود؟ ومتى وقتها المفترض؟
ج: العقيقة مستحبة، وفيها إضافة إلى فائدة الصحة والسلامة، أجر وثواب كثير، ويبقى استحبابها حتى بعد اليوم السابع من الولادة، بل حتى بعد الموت ولكن في الحالتين الأخيرتين تذبح العقيقة بنية الصدقة المطلقة.
ويكره للوالدين ولمن هو في عيلولة الأب الأكل منها، ويقال عند ذبحها: "بسم الله وبالله، اللهم عقيقة عن فلان ـ ويسمّي المولود ـ لحمها بلحمه، ودمها بدمه، وعظمها بعظمه، اللهم اجعله وقاءً لآل محمد عليه وآله السلام" ويفضل أن تكون غنماً أو إبلاً، وأيضاً كلّما كانت العقيقة أكبر وأحسن كان أفضل، ويستحب إعطاء القابلة رجل العقيقة ووركها، وإذا لم تكن قابلة يعطى ذلك للأم فتتصدق به على من تشاء، ويستحب أن يتصدق بشيء من لحم العقيقة وتطبخ البقيّة ويدعى إليها عشرة من المؤمنين، وكلّما دعي أكثر كان أفضل، وتقديم الأرحام وذوي الفضل أيضاً أفضل.

س480: ما هو علاج الهوس والأرق؟ قالوا لي قراءة آية الكرسي والمعوذات، ولم أحصل على نتيجة؟
ج: جاء في الحديث الشريف، أنّ من خاف الأرق، قال عند منامه: (سبحان الله ذي الشأن، دائم السلطان، عظيم البرهان، كل يوم هو في شأن)، ثم يقول: (يا مشبع البطون الجائعة، يا كاسي الجنوب العارية، يا مسكّن العروق الضاربة، يا منوّم العيون الساهرة، سكّن عروقي الضاربة، وائذن لعيني نوماً عاجلاً)، فإنه مع تكراره مفيد إن شاء الله تعالى.

س481: أحياناً تعرض القنوات الدينية برامج فقهية، ونحن نستمع لها، فهل يجوز لنا أن نطبقها "نعمل بها"، مع العلم أن تلك البرامج قد تكون بحسب رأي مرجع آخر، ونحن نجهل رأي مرجعنا في تلك الفتوى، حيث إن بعض الاستفتاءات ﻻ تكون موجودة في الرسالة العملية لمرجعنا؟
ج: يجب على كل مؤمن ومؤمنة العمل وفق فتوى مجتهده، وذلك من خلال مراجعة فتواه في رسالته العملية، أو عن طريق الاتصال بمكتبه والسؤال عن الفتوى، أو استفتاء من يعرف فتواه، ونحو ذلك.

س482: يكتب على بعض أكياس الحلويات (استان قدس رضوي) أو (العتبة العلوية) أو (أو العتبة الحسينية) وما شابه، فهل يجوز إلقاء تلك الأكياس في النفايات أو سحقها بالقدم؟
ج: إذا عدّ العرف ذلك هتكاً فلا يجوز، والأفضل اجتنابه وإن لم يعدّ هتكاً.

س483: يواجه الكثير منّا في عمله أوراقاً إضافية يريد التخلص منها، إلاّ أنها تحتوي على البسملة. أحدهم يقوم بقطع لفظ الجلالة من الوسط فتصبح (أل) في جانب و(له) في جانب آخر، وبهذا فهي ليست لفظ الجلالة فيرميها .. هل طريقته هذه يمكن الاطمئنان إليها؟ وماذا عن باقي أسماء الله تعالى التي توجد في الأوراق التي نرغب في التخلص منها؟
ج: يجب محو الكتابة أو التجزئة بحيث يحصل ما يشبه المحو، ويصح دفنها في أرض طاهرة، أو إلقاؤها في الماء الجاري.

س484: يحتفل الناس بما يسمى بعيد الحب ما هو رأيكم بالترويج لهكذا أمور؟ وهل لها تأثير على المجتمع نرجو التوضيح؟ وماذا يكون ردنا إذا شخص هنـأنا بهذه المناسبة؟ وإذا كان عيد الحب ليس بحرام فلنحتفل به نحن أيضاً؟
ج: الأعياد عندنا في الإسلام هي: الغدير، الفطر، الأضحى، الجمعة، وأيام موالد الرسول الكريم وأهل بيته الطاهرين صلوات الله عليهم أجمعين، وفي الحديث عن أمير المؤمنين (عليه السلام): (كل يوم لا يُعصى الله فيه فهو يوم عيد).

س485: هل يجوز استخدام بعض الأجهزة كالهاتف أو آلة الطباعة وغيرهما في الدوائر الحكومية أو الأهلية لغرض شخصي؟ وماذا لو كان لضرورة؟
ج: في الدوائر الحكومية إذا كان ذلك متعارفاً عند الموظفين فيجوز، وأما الأهلية فإن تعارف عند العاملين بحيث يكشف عن رضا صاحبها فبقدر المتعارف يجوز أيضاً، وإلا فإنه يجب الاستئذان.

س486: والدي يعمل مديراً في إحدى دوائر الدولة، وقد خصصوا له سيارة لتنقله فيما يخص العمل (من وإلى العمل)، والدي يستخدم السيارة للتنقل خارج إطار العمل، وكثيراً ما أحضر لنا أغراضاً للمنزل، وكثيراً ما تنقلنا بها، لكنه يصب الوقود من حسابه الخاص، عندما يكون المشوار خاصاً بنا، هل يجوز ذلك، وما حكم الأغراض المنقولة بها؟
ج: إذا کان مثل ذلك متعارفاً عند الموظفين فبقدر المتعارف جائز.

س487: جماعة يسألون يقولون: يوجد بالكويت خادمات يهربن من الكفيل بعد فترة من العمل، وذلك أن الخادمة تجد من يعطيها أكثر فتشتغل عنده، وبنت خالتي تريد أن تجلب خادمة قد تكون من هؤلاء، وزوجها يقول احتمال في إشكال شرعي، فهل في تشغيلها إشكال؟
ج: مع عدم العلم بأنها في إجارة شخص أو جهة يجوز استخدامها.

س488: ما هو السبب في أن الشخص يتوب أكثر من مرة، لكنه يرجع مرة أخرى للمعصية؟
ج: قال الله تعالى: «إن الله يحبّ التوابين» سورة البقرة، الآية: 222، يعني يحبّ كثيري التوبة، فعلى الإنسان أن يتوب توبة نصوحاً عازماً على عدم العود الى الذنب، ولكنه لو بدر منه الذنب مرة أخرى فليتب سريعاً، وليعزم على عدم التكرار أيضاً، فإن الله تعالى يحبّ التائب من الذنب ويقبل منه التوبة، لأنه وعد بذلك، والله لا يخلف الميعاد.

س489: ما مدى صحة هذه الحادثة التاريخية:
(حُكي أنه جاء رجل فقير من أهل الصفة بقدحٍ مملوءةً عنباً إلى رسول الله صلى الله عليه وآله، وقدمه له، فأخذ رسول الله القدح ... وبدأ يأكل العنب فأكل الأولى وتبسم، ثم الثانية وتبسم، والرجل الفقير يكادُ يطير فرحاً بذلك، والصحابة ينظرون قد اعتادوا أن يشركهم رسول الله في كل شي يهدى له، ورسول الله يأكل عنبة عنبة ويتبسم، حتى أنهى بأبي هو وأمي القدح والصحابة متعجبون! فرح الفقير فرحاً شديداً، وذهب، فسأل أحد الصحابة: يا رسول الله لم لم تُشركنا معك؟ فتبسم رسول الله (صلى الله عليه وآله) وقال: قد رأيتم فرحته بهذا القدح، وإني عندما تذوقته وجدته مُراً فخشيتُ إن أشركتكم معي أن يُظهر أحدكم شيئاً يفسد على ذاك الرجل فرحتهُ)؟
ج: الأخلاق المحمديّة معروفة للقاصي والداني، وحتى غير المسلمين يقرون بها، وقد أشاد الله تعالى بتلك الأخلاق السامية في كتابه الكريم فقال: «وإنك لعلى خلق عظيم» القلم:4، وهذه الحادثة إن صحّت فهي ليست بشيء عند عوالي أخلاقه وفواضل مكارمه صلوات الله عليه وعلى آله الطيبين الطاهرين، وقد كان المشركون عندما بلّغهم الأسلام يرضخونه بالحجارة ويدمونه وهو يقول: (اللهم اهد قومي فإنهم لا يعلمون).

س490: هل كل من شاهد النبي محمد (صلى الله عليه وآله) وأهل بيته في المنام تعتبر مشاهدته صحيحة؟ وكيف يمكن أن نعتبر الحلم حقيقة ؟
ج: الرؤيا ليست حجّة شرعاً، ولا يصح الاعتماد عليها، نعم إذا كانت الرؤيا متطابقة مع ما ورد في الأحاديث الشريفة في هذا المجال، أو تحققت خارجاً على الأرض فهي رؤيا صادقة، ولكن مع ذلك لا يصح بناء حكم شرعي عليها.

س491: أريد الصلة مع خالتي لأنها من الرحم، هي لم تكلمني منذ مدة، ولم تصل إليّ منذ بضع سنين، كما أنها لا تسكن في مدينتي، ماذا أفعل؟
ج: صلة الرحم على كل حال واجبة ومطلوبة، وقطيعتها مذمومة وحرام. ولكن الصور والمصاديق تختلف. إذ هي ليست منحصرة في الحضور البدني وإنْ كان أفضل، بل تعم مثل الدعاء والمساعدة، والسلام ولو من بعيد وعبر الهاتف مثلاً وتفقد الأحوال، وما أشبه ذلك.

س492: أعاني من مشكلة النسيان.. أدرس كثيراً وأسهر الليل في الدراسة، لكن بمجرد مرور يوم أو يومين، أنسى ما قد حفظته، فأضطر الى الحفظ من جديد، حتى وصلت إلى القناعة بـ(أني فاشل)؟
ج: قراءة القرآن الحكيم، والالتزام بالطاعة وترك المعاصي والذنوب لها أثر كبير في ثبات الحافظة، وهكذا أكل العسل والكندر والزبيب، وتكرار قوله تعالى: «سنقرؤك فلا تنسى» سورة الأعلى، الآية: 6 يفيد في قوة الحافظة وزيادتها، وكذلك المواظبة بعد كل صلاة على قراءة هذا الدعاء: «سبحان من لا يعتدي على اهل مملكته، سبحان من لا يأخذ أهل الأرض بألوان العذاب، سبحان الرؤوف الرحيم، اللهم اجعل لي في قلبي نوراً وبصراً وفهماً وعلماً إنك على كلّ شيء قدير» وللتفصيل يراجع كتاب «مكارم الأخلاق» وكتاب «الباقيات الصالحات» وهو ملحق بكتاب مفاتيح الجنان.

س493: ما هو تكليفنا الشرعي اتجاه القضية المهدوية حاليا نحن كطلبة جامعيين؟
ج: القضية المهدوية قضيّة مصيرية، وترتبط بجميع المؤمنين، وتجعل مسؤوليتهم تجاهها كبيرة وثقيلة، وخاصة الطلاب الجامعيين الذين هم رجال المستقبل وعلى أكتافهم تدور رحى المجتمعات الإسلامية المستقبلية، وحيث إن الأمة تعيش اليوم مرارة غيبة الإمام المهدي(ع)، وإن غيبته على ما قاله الشيخ نصير الدين الطوسي هي منا، فيجب علينا معالجة أسبابها، ورفع موانع الظهور، وتهيئة الظروف، وترغيب الناس لظهوره وقبول حكومته العادلة والرحيمة، فإن الناس لو قبلوا حكومته(ع)، ولم يتعاملوا معه كما تعامل بنو أمية وبنو العباس مع آبائه(ع)، لظهر وقام بمهامّ الإمامة وتحمل أعباءها، وطبّق أحكام الله بين الناس وسار بهم بالقسط والعدل، والشفقة والرحمة وهو أمر واضح، نعم إن تهيئة الظروف وترغيب الناس لا يكون إلا أولاً بتثقيف أنفسنا بثقافة القرآن الحكيم والرسول الكريم وأهل بيته المعصومين ثم نشر هذه الثقافة بين الناس، وذلك بكل وسائل الإعلام، وبجميع اللغات والألسنة الحية في العالم المعاصر إن شاء الله تعالى.

س494: مَنْ وجد مواد غذائية في المناطق الحربية (أرض المعركة أو خلفها) ماهو حكمها؟ وما حكم الصلاة في هذه الأراضي المستولى عليها من قبل المجاهدين؟
ج: إذا خاف عليها الفساد ولم يجد صاحبها جاز أكلها ثم يحسب قيمتها ويعطيها رداً للمظالم الى المرجع أو وكيله، وتجوز الصلاة مع الاضطرار في البقاء في الأراضي المذكورة، وإلا وجبت الصلاة في الأراضي المباحة.

س495: في بعض الأحيان أقرأ الأذكار مثل سبحان الله أو الصلوات في القلب بدون تحريك الشفاه، هل هذا صحيح وعليه الأجر؟
ج: لا باس بذلك ولا يخلو من أجر وثواب إذا لم يكن في الصلاة، وأما في الصلاة فيجب التلفظ بالقراءة والأذكار التي جاء فيها.

س496: كيف أبتعد عن العادة السرية؟
ج: الاستمناء أو العادة السرية من المحرمات الشرعية، وقد ورد النهي الشديد عنها في العديد من الروايات، مثل ما روي أنه سئل الإمام الصادق (سلام الله عليه) عن الخضخضة (العادة السرية، الاستمناء)؟ فقال: (إثم عظيم قد نهى الله تعالى عنه في كتابه، وفاعله كناكح نفسه، ولو علمت من يفعله ما أكلت معه.. قال الله تعالى: «فمن ابتغى وراء ذلك فأولئك هم العادون» المؤمنون: 7، وهو (أي الاستمناء) مما وراء ذلك..). ومع أن بعض الذنوب أهون من بعض، إلا أن الذنوب كلها عظيمة عند الله، لأنها معاصٍ، والله لا يحب من العباد العصيان. هذا وقد نهانا الله عن أمثال ذلك، لأنه من عمل الشيطان «إن الشيطان لكم عدو، فاتخذوه عدواً، إنما يدعو حزبه ليكونوا من أصحاب السعير» فاطر: 6، وإذا أراد الإنسان الابتعاد عن مثل هذه الموبقات فاللازم عليه القيام بالأمور التالية:
1- الإسراع في الزواج، والأفضل الزواج الدائم ورعاية البساطة فيه.
2- ملء أوقات الفراغ بالدراسة والرياضة وما أشبه، وتعلّم الحِرَف النافعة كالكومبيوتر مثلاً.
3- كثرة الاشتراك والحضور في المجالس الحسينية، أو الاستماع إلى أشرطة تلك المجالس أو متابعتها عبر التلفاز.
4- الإكثار من الصيام، والمبادرة في إزالة شعر العانة والإبطين واجتناب كل ما يؤدي إلى هيجان الشهوة.
5- المحافظة على أوقات الصلاة وأداؤها بخشوع وخضوع، فإن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر.
6- المواظبة على قراءة الأدعية والزيارات الواردة عن الأئمة الأطهار(عليهم السلام) والتوسل بهم.
7- تذكر عقوبة هذا العمل المنكر من عذاب النار في يوم القيامة، والأضرار الصحية المترتبة عليه، ومنها ضعف البصر وحدة الأعصاب وسرعة الغضب وسرعة الإنزال عند معاشرة الزوجة والربو في الصدر، إلى غير ذلك مما تتركه هذه العادة السيئة من أضرار على سائر أجزاء جسم الإنسان.
8- غض البصر عما حرّمه الله تعالى، وعدم المشاهدة لكلّ ما يثير الغريزة الجنسية، وعدم التفكير فيه.
9- تأسيس هيئات حسينية لإقامة الشعائر والمنبر الحسيني وتعليم تجويد القرآن والأحكام الشرعية وإفادة الآخرين بتشجيعهم على الحضور والمشاركة.
10- القيام بتعلم علوم النبي الكريم وأهل بيته الطاهرين، ثم تعليمها للآخرين عبر محاضرات ومقالات تطرح على الشباب وبصورة دائمة ومستمرة لتثقيف أكبر عدد ممكن منهم بثقافة القرآن الحكيم والعترة الطاهرة. فإن مثل هذه الأمور تجعل الإنسان بعيداً عن ارتكاب هذه الذنوب إن شاء الله تعالى.

س497: إذا استشهد شخص وفي رقبته ديون للناس، هل تسقط هذه الديون أم لا؟
ج: في الحديث عن النبي (صلى الله عليه وآله) أنّ أول قطرة دم من الشهيد تسقط على الأرض يغفر الله له جميع ذنوبه إلا حق الناس، فإن حق الناس لابد من أدائه، وعلى الورثة قبل تقسيم الإرث استخراج الديون من أمواله.

س498: ما حكم التنقيب عن الآثار؟
ج: قال الله تعالى: (فنقّبوا في البلاد هل من محيص)، فالتنقيب للاعتبار والاتعاظ حسن.

س499: يقول "فقيه" تكفيري وهابي: (لا يمنع من الجهاد وجود فجور ومعاصٍ في معسكرات المسلمين وصفوف المجاهدين، إذا لم يمكن ذلك إلا معهم، لقوله (صلى الله عليه وآله): (لأنه لا يدخل الجنة إلا نفس مسلمة، وإن الله ليؤيد هذا الدين بالرجل الفاجر) (حديث متفق عليه عن أبي هريرة). وقال (صلى الله عليه وآله): (إن الله تعالى يؤيد هذا الدين بأقوام لا خلاق لهم) (حديث صحيح رواه النسائي وابن حبان عن أنس، وأحمد والطبراني في الكبير عن أبي بكر، انظر صحيح الجامع 1899).
السؤال: هل الجهاد يبرر الجور وارتكاب المعاصي؟ وهل صحيح أن الله يؤيد الدين بالرجل الفاجر أو بأقوام لا خلاق لهم؟
ج: لقد تواتر عند المسلمين جميعاً بأن الرسول الكريم وبأمر من الله تعالى جعل في الناس من بعده خليفتين: أولاً: كتاب الله تعالى ثانياً: عترته أهل بيته، ثم قرن بين سبّابتيه، وقال بأنهما يكونان معاً عِدلين غير مفترقين بعضهما عن بعض حتى يردا عليه الحوض، ثم صرّح قائلاً بأنَّ الأمة إذا التزمت بهما لن تضلّ من بعده أبداً، وهو يعني: أنه إذا ترك الفرد أو المجتمع الالتزام بالخليفتين: القرآن الحكيم، وأهل بيت الرسول الكريم، ضلّوا من بعده وتاهوا في ظلمات الضلالة، وأصبحوا كما نرى اليوم يلبسون الأحزمة الناسفة ويفجرون بها المصلين الآمنين، نعم إن النموذجين المذكورين في السؤال هما نتيجة عدم الالتزام الكامل بالقرآن وبأهل البيت، ونتيجة أخذ معالم الدين من غير القرآن وأهل البيت، وهو واضح.

س500: كيف أصل رحم خالتي مع العلم أنها لم تكلمنا منذ مدة، ولم تصل إلينا منذ بضع سنين.. فماذا نفعل.. علماً بأنها تسكن في مدينة ثانية؟
ج: الخالة لها ـ من حيث الرحم ـ منزلة الأم، ويضاعف للإنسان أجر صلة الرحم إذا وصل وكانت هي قد قطعت الصلة، وإذا لم تكن الخالة في بلدك، أمكنك صلتها عبر الهاتف أو الرسالة ونحو ذلك، وفي الحديث الشريف التأكيد على صلة الرحم ولو بالسلام وتفقّد الحال.

س501: بعد رجوعي من الجامعة أعمل سائق تاكسي، وأبقى لأوقات متأخرة من الليل، ويصادفني بعض شاربي الخمر (والعياذ بالله)، فهل يجوز لي نقلهم؟
ج: إذا كنت تنقلهم إلى بيوتهم أو إلى أمكنة لا يسبّبون فيها الأذى لأحد، فلا بأس.

س502: قبل فتره سمعت قصة، أن امرأة بالصحراء ساعدت الإمام الحسن والحسين ومحمد ابن الحنفية (عليهم السلام) بأنها ذبحت لهم الشاة الأخيرة أو الوحيدة لديها.. وبعد فترة من الزمن رآها الإمام الحسن فتذكرها.. فرد لها الجميل بأن أمر لها بألف شاة، وكذلك فعل الإمام الحسين ومحمد بن الحنفية، حيث أعطاها كلٌّ منهما ألفاً. السؤال .. نحن نعرف أن الأئمة كانوا يلبسون الملابس العتيقة، أي لا يملكون المال الوفير، فكيف كان لديهم ثلاثة آلاف شاة..؟
ج: الرسول الكريم وأهل بيته المعصومين (عليهم السلام) هم بإذن الله تعالى أغنى من في الأرض جميعاً، فقد كان الإمام أمير المؤمنين (عليه السلام) يملك بساتين النخل الكثيرة في المدينة، والتي كان (عليه السلام) قد غرسها بيده المباركة، وكان قد حفر الآبار والعيون التي بقي بعضها إلى يومنا هذا، حيث تعرف باسم «آبار علي»، وكان له أشياء كثيرة، ولكن كان ينفقها في سبيل الله، ولم يكن يدخر شيئاً لنفسه. وكان (عليه السلام) يلبس ما يلبسه الفقراء، ويعيش بمثل عيشتهم _خصوصاً حين صار حاكماً_ مواساة للفقراء، حتى لا يصعب عليهم تحمل الفقر، حيث يرون إمامهم يعيش مثلهم.

س503: إذا كان عندي بيت في طهران، واشتريت بيتاً آخر في كلاردشت (شمال إيران)، وأحياناً أذهب كل أسبوع يومين هناك، فما حكم صلاتي من حيث القصر والتمام؟ علماً بأنه أحياناً يمر شهر ولا أذهب، فما الحكم هنا، ألا يعتبر هذا وطناً ثانياً لي، لأني أملك منزلاً هناك؟
ج: مجرّد أن يملك الإنسان منزلاً في بلد معيّن لا يجعل ذلك البلد وطناً له، وإنما يجب السكنى فيه بمقدار لا يقل عن سنة واحدة بقصد التوطن (إذا لم يكن سكناه من الأول)، فلو نوى السكنى فيه بقصد التوطن، وبقي فيه شهراً واحداً بتمامه فإنه يصير وطناً له، وفي غير ذلك يكون له حكم المسافر، فيصلّي فيه قصراً ويفطر إلا إذا قصد الإقامة فيه عشرة أيام فصاعداً، أو كان كثير السفر إليه كما لو سافر إليه في كل أسبوع مرة مثلاً، فإذا كانت سفراته إليه كل أسبوع بأن لم ينقطع عن السفر إليه عشرة أيام فصاعداً، وعلم بأنه سيستمر ذلك لمدة لا تقل عن شهر واحد، فيجب عليه من السفرة الثانية التمام والصيام حتى لو كان في الطريق.

س504: ما المراد من هذا المصطلح: الجمع الدلالي؟
ج: الجمع الدلالي يكون بين الحديثين البادي بالنظر الأول وجود تعارض بينهما، إذ بسبب هذا الجمع يتم التوافق بينهما، ويزول ما كان يبدو للنظر من التعارض.

س505: عاهدت الله تعالى عند ضريح الإمام الحسين (عليه السلام) وأبي الفضل العباس (عليه السلام) بترك عمل معين، ولكن لم ألتزم بذلك، فماذا أفعل؟
ج: يجب الوفاء بالعهد إذا كان فعل ذلك العمل حراماً أو مكروهاً، وكان العهد بالصيغة الشرعية، قال الله تعالى: «وأوفوا بعهد الله إذا عاهدتم» النحل/91، وقال سبحانه: «وأوفوا بالعهد إن العهد كان مسؤولاً» الإسراء/34، وعليه: فيجب الوفاء والالتزام بترك ذلك، كما أنه يجب عند كل مخالفة الكفارة، وهي إطعام عشرة فقراء أو إكساؤهم، وإذا عجز عن ذلك فصيام ثلاثة أيام متواليات. نعم إذا كانت المعاهدة من دون إذن الأب ولا موافقته، جاز للأب أن يحلّ عهده، فإذا قال: حللت عهدك، انحلّ وسقطت عنه الكفارة.

س506: زوجي توفي قبل سبعة أشهر .. رآه في المنام أكثر من شخص يطلب خروفاً كبيراً بمواصفات معينة، فما هو تفسير ذلك، وإذا ذبحنا الخروف ماذا تكون نية الذبح، علماً بأن الذين يحلمون به كلهم أسماؤهم محمد؟
ج: هذه الرؤى هي خير إن شاء الله تعالى، وفي الروايات الشريفة أن الإنسان إذا انتقل من الدنيا، صار محتاجاً إلى ذويه ليعملوا له الخيرات والمبرات، ويؤدّوا عنه ديونه من خمس وزكاة، وصلاة وصيام وحقوق الناس إذا كانت عليه، وينفّذوا وصاياه إذا كان قد أوصى بشيء، وأن يذكروه بالخير ولا ينسوه، ويستحب ذبح شاة عقيقة عنه إن لم يعق عنه سابقاً وتكون بنية الصدقة المطلقة، بل حتى لو كان قد عُقّ عنه فإنه من الحسن - خصوصاً في مفروض السؤال - عمل ذبيحة والتصدق بها على المحتاجين، وإهداء ثواب ذلك إليه.

س507: هل من الممكن تعليمي كيفية الأذان والإقامة في أذن الطفل، وفي أي وقت يكون ذلك؟
ج: مِن حين الولادة إذا تيسر، ولا حد له، وكيفية ذلك أن تقرب أذن الطفل اليمنى من فمك، فتؤذن، ثم تقيم في الأذن اليسرى، وليكن ذلك بصوت خافتٍ بحيث لايتأذى الطفل.

س508: شخص عليه مبلغ من رد مظالم، لا يقدر على إعطائه في وقت واحد، هل يجوز تقسيطه مثلاً في كل شهر يعطي مبلغاً، ويعطيه بدون علم المرجع؟
ج: ردّ المظالم يجب دفعه للمرجع، نعم لو استأذنه في التقسيط أو دفعه للمستحق وأذن له بذلك، فيجوز.

س509: ما هو السبب في أن الشخص يتوب أكثر من مرة، لكنه يرجع مرة أخرى للمعصية؟
ج: قال الله تعالى: «إنّ الله يحبّ التوابين» سورة البقرة، الآية: 222 يعني يحبّ كثيري التوبة، وقال تعالى: (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَصُوحاً عَسى رَبُّكُمْ أَنْ يُكَفِّرَ عَنْكُمْ سَيِّئاتِكُمْ) التحريم:8.
فعلى المؤمن أن يتوب توبة نصوحاً عازماً على عدم العود إلى الذنب، قال النبي الأعظم (صلى الله عليه وآله وسلّم): "إذا تاب العبد توبة نصوحاً، أحبه الله وستر عليه". قيل: وكيف يستر عليه؟، قال (صلى الله عليه وآله وسلّم): "يُنسي ملكيه ما كانا يكتبان عليه، ويوحي الله إلى جوارحه وإلى بقاع الأرض أن اكتمي عليه ذنوبه، فيلقى الله تعالى حين يلقاه وليس شيء يشهد عليه بشيء من الذنوب". وقال الإمام الصادق (عليه السلام) في قوله تعالى: (تُوبُوا إِلَى اللّهِ تَوْبَةً نَصُوحاً): "هو الذنب الذي لا يعود فيه أبداً". قيل: وأيُّنا لم يعد؟ قال: "يا فلان إن الله يحب من عباده المفتن التواب."
وجدير بالمؤمن أن يبتعد عن المكروهات، فضلاً عن أن يجتنب الذنوب، فقد روي عن مولانا الصادق (عليه السلام) في قوله تعالى: (وَما أَصابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِما كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُوا عَنْ كَثِيرٍ). أنه قال: "ليس من التواء عرق، ولا نكبة حجر، ولا عثرة قدم، ولا خدشة عود إلا بذنب". وقال (عليه السلام): "إن الرجل يذنب الذنب فيحرم صلاة الليل، وإن العمل السيئ أسرع في صاحبه من السكين في اللحم."

س510: هل يجوز الهجرة إلى الدول الأوربية مثل السويد؟
ج: مع الأمن عن ارتكاب الحرام والوقوع في الفساد يجوز، وخاصة إذا كان بهدف هداية من يستطيع هدايته إلى الإسلام والأخلاق والإنسانية التي جاء بها القرآن الحكيم وأهل البيت (عليهم السلام).

س511: أنا طالبة وأحد الأشخاص خارج الجامعة طلب مني أن أسأل عن طالبة معي في الكلية، لكي يتقدم لطلب يدها، ووجدتُ أنها لها علاقات مع طلبة، وأخبرته بكل ما سمعت، ما حكم ذلك؟
ج: هناك أمور قد تكون في الإنسان غير المتزوج وترتفع بالزواج، فمثل هذه الأمور يجب سترها وعدم الكشف عنها، لأن الكشف عنها مضافاً إلى كونه من الغيبة المحرّمة سيكون سبباً للمنع من زواجها حيث سيدفع ذلك الشاب إلى الإقلاع والكفّ عن خطبتها، نعم إذا كانت في المسؤول عنها أمور مما لا يرتفع بالزواج كالابتلاء ـ لا سمح الله ـ بالمواد المخدّرة ونحوها فيجب حينئذ إخبار السائل بها، ولا يعدّ ذلك من الغيبة المحرّمة لأنه من باب نصح المستشير.

س512: ما هو حكم التنافس مع الصديقات في المجال الدراسي؟
ج: قال الله تعالى: «وفي ذلك فليتنافس المتنافسون» المطفّفين/26، وفي تفسير «تقريب القرآن للإمام الشيرازي الراحل: ج5 ص639» ما خلاصته: التنافس إنما يكون في الخير والأعمال الصالحة، لا على فيما هو شر أو غير صالح.

س513: هل يتوب الله على جميع المعاصي حتى لو كانت كبيرة كالقتل؟ يعني إذا تاب الإنسان إلى الله واستغفر وندم على فعله، هل يدخل الجنة؟
ج: إن الله تعالى وعد الجميع بقبول التوبة إذا كانت توبة نصوحاً وصادقة، والتوبة الصادقة تعني: أـ الندم على ما فات. ب ـ العزم على عدم التكرار. ج ـ الاستغفار. د ـ أداء ما عليه من حقوق الناس المالية مثل دية القتل ونحوها أو طلب الرضا والعفو. هـ ـ أداء الكفارة في بعض الموارد كما في القتل والإفطار المتعمد.. و. قضاء ما فاته من الواجبات.
علماً بأن سعي الإنسان لا يفنى بل يبقى، بل حتى مثل التوبة، فإنها ترفع العقوبة بلا شك إذا قُبلت من صاحبها، لكن الأثر الوضعي باق، والتائب مهما كانت توبته مقبولة، فإن صفحته تبقى كمن سوّد صفحات ثم محاها بالممحاة، فهل الصفحة البكر كالصفحة المستعملة الملوثة، وإن نظفت بعد ذلك؟ نعم في الروايات الكريمات ذكرت طرق لإزالة حتى هذا الأثر الوضعي. ومنها قراءة أحد هذين الدعائين عقيب كل صلاة (سُبْحَانَ‏ مَنْ‏ لَا يَعْتَدِي‏ عَلَى‏ أَهْلِ مَمْلَكَتِهِ سُبْحَانَ مَنْ لَا يَأْخُذُ أَهْلَ الْأَرْضِ بِأَلْوَانِ الْعَذَابِ سُبْحَانَ الرَّءُوفِ الرَّحِيمِ...) (يَا مَنْ‏ لَا يَشْغَلُهُ‏ سَمْعٌ‏ عَنْ‏ سَمْعٍ‏ يَا مَنْ لَا يُغَلِّطُهُ السَّائِلُونَ يَا مَنْ لَا يُبْرِمُهُ إِلْحَاحُ الْمُلِحِّينَ- أَذِقْنِي بَرْدَ عَفْوِكَ وَحَلَاوَةَ رَحْمَتِك...) فقد ذكر لأحدهما هذا الأثر.

س514: ما هو عالم الذر؟ وهل صحيح أن الروح تعيش في عالم الذر حياة مشابهة لحياة الدنيا، ولكن روحاً بدون جسد؟
ج: لما خلق الله آدم (عليه السلام) خرج من ظهره أولاده على شكل ذرات (كل البشر)، وكان لهم عقل وإحساس، يدركون الكلام، ويتكلمون عندما خاطبهم تعالى: (ألست بربكم قالوا بلى شهدنا)، ثم عادوا إلى ظهره، ولذا سمي بعالم الذر.

س515: ماذا يقصد بهذه المصطلحات: الأقوى، أو مشكل، أو فيه إشكال، أو فيه تردد؟
ج: كلمة «الأقوى» تساوي الفتوى، وهي في قبال القوي ونحوه، وأما ((مشكل)) وكذا ((فيه إشكال)) أو ((فيه تردد)) فهي بمعنى الاحتياط الوجوبي.

س516: أنا أتذكر الموت في كل لحظة أعيشها، وهذا الشيء يسبب لي مشاكل كثيرة مثل الكآبة وعدم التحدث مع الآخرين والانعزال والكوابيس وعدم النوم، ولست مقتنعاً بأي شيء، فما هو الحل؟
ج: الحل النافع هو ما أمر به القرآن الحكيم من الوسطية في الأمور، بمعنى التوسّط حتى في مثل تذكر الموت، فيجعل في ذاكرته نصيباً للموت بمقدار يستطيع من خلاله الإحجام عن الذنوب، والإقدام على فعل الخير والعمل الصالح، والولوج في المجتمع ومزاولة الأعمال اليومية المتعارفة، ويستعين بالله تعالى في أن يوفقه في ذلك ويجعله من المتوسطين في الأمور وأن يذهب عنه الإفراط والتفريط فيها إن شاء الله تعالى.

س517: الموظف الذي يهدر بعض الوقت أثناء الدوام مما يسبب تأخيراً في معاملات الناس، وربما يسبب الأذى "مادياً ومعنوياً" لهم، هل هذا الموظف مأثوم؟ وما حكم الراتب الذي يتقاضاه؟
ج: قال الله تعالى وهو يعدّ صفات المؤمنين: «والذين هم لأماناتهم وعهدهم راعون» المؤمنون:8، والوظيفة أمانة في ذمة الموظّف، كما إن الموظف بقبوله الوظيفة، في حكم من تعهد بأداء ما عليه تجاه وظيفته، مما يعني أن كل تقصير منه في أداء مهمته، إذا كان يسبّب أذى أحد مادياً كان أو معنوياً، فإنه يكون مأثوماً عند الله تعالى ورسوله وأهل البيت، ومبغوضاً عندهم وعند الناس ولا يرى البركة من راتبه الذي يتقاضاه.

س518: ما حكم بعض ممن هم في عصرنا هذا .. عندما نسألهم عن الإسلام وتعاليمه نجدهم ينكرونه، وكأنهم لم يسمعوا بذلك من قبل؟
ج: علينا ألا نلومهم، بل نحن الملامون، حيث قصرنا في نشر الإسلام وإبلاغه، وبيان أحكامه السماوية، وتعاليمه الإنسانية الراقية، وقصّرنا في إيصاله إليهم، خصوصاً مع كثرة الشبهات والتصرفات المشينة التي يقوم بها بعض باسم الإسلام، هذا ونحن في عصر ثورة الاتصالات و(العولمة) حيث صار العالم بمثابة القرية الواحدة الصغيرة، وقد كان سماحة الإمام الشيرازي الراحل يقول: (إن وسائل الإعلام الحديثة مثل النت، هي معجزة هذا القرن، وإذا لم نوصل عبرها إلى العالم صوت الإسلام العظيم وثقافة الرسول الكريم وأهل بيته المعصومين المجسّدة لثقافة القرآن الحكيم، فإنا نكون مقصّرين تجاه الإسلام والقرآن، ونصبح مسؤولين أمام الله والرسول وأهل البيت، بل وأمام التاريخ والأجيال أيضاً، فالإسلام _الذي هو في رحمته وعدله، وتأمين معاش الناس ومعادهم وضمان أوليات الحياة وأساسياته لكل مواطن ومجاور: من الرزق والسكن، والعلم والعمل: أفضل الأديان كلها_ بقي على أثر كثرة الشبهات وسوء التصرفات معزولاً عن الناس وعن واقع حياتهم وباتوا متنكرين له، وكأنهم لم يسمعوا به).

س519: كيف أغيّر الروتين اليومي الممل حتى أستفيد وأُفيد؟
ج: التغيير اليومي بل الآني الذي يخرج الحياة من الملالة هو مما أمر به الإسلام، فقد جاء في الحديث الشريف بأنّ من تساوى يوماه فهو مغبون، ومن كان أمسه خيراً من يومه فهو ملعون. والإسلام يحبّذ التغيير حتى ولو كان بمثل إضافة تسبيحة واحدة، أو تهليل واحد لكل يوم، فلو قال في اليوم الأول مرة واحدة (سبحان الله) كرّرها مرتين في اليوم الثاني، وثلاث مرات في اليوم الثالث وهكذا، ويأمر الإسلام كذلك بالتزاور وصلة الأرحام والتواصل، ويرغّب في السفر والسياحة ونحوها من الأمور المشروعة والتي تخرج الحياة اليومية من الرتابة المملّة.

س520: أنا وأختي تشاجرنا، وفجأة كسرتُ إصبعها وتأذت كثيراً.. ولحد الآن هي غاضبة مني، فكيف أجعلها تبرئ ذمّتي؟
ج: ينبغي للأخت وخاصة الكبرى العطف على الأخت الصغرى والتعامل معها بلطف وحنان، وأن يتركا ما يسبّب الأذى وخاصة مثل المذكور في السؤال، ففي هذه الحالة يجب الاعتذار منها وإعطاؤها دية كسر الإصبع، إلا أن تتنازل وتعفو عن الدية، كما ويجب أن تأخذ من خاطرها، وتتعهد لها بعدم تكرار مثل ذلك، وينبغي للأخت التي تأذّت أن تعفو عن أختها فيما إذا اعتذرت منها.

س521: ما حكم الحلف في أثناء حالة الغضب أو الاضطرار؟ مع العلم أن الحلف يكون باسم الله (والله..)؟
ج: لقد حذّرت الأحاديث الشريفة من الإقدام على الحلف بالله تعالى حتى لو كان الإنسان صادقاً في حلفه وملتزماً بما يحلف عليه، نعم إذا كان الإنسان خارجاً عن طوره بحيث يعدّ فاقداً لشعوره، أو فاقداً لاختياره، فلا أثر لحلفه ولا شيء عليه إلّا الاستغفار.
س522: روي عن معاذ بن جبل، قال قلت: يا نبي الله وإنا لمؤاخذون بما نتكلم به؟ قال صلى الله عليه وآله: (ثكلتك أمك يا معاذ، وهل يكب الناس على وجوههم في النار إلا حصائد ألسنتهم). فهل حالة الغضب كالاضطرار، فيكون الحكم واحداً في الحالتين؟
ج: نعم إذا كان بحيث خرج عن طَوره وصار فاقداً للوعي والاختيار.

س523: توجد روايات تقول أن الإمام المعصوم (عليه السلام) عندما يستشهد يكون الإمام الذي بعده هو الذي يقوم بتغسيله ودفنه، السؤال: عند استشهاد الإمام الحجة (عجل الله فرجه الشريف) من يقوم بتجهيزه ودفنه؟
ج: جاء في الروايات الشريفة بأن الرسول الكريم وأهل بيته المعصومين يرجعون في زمان الظهور ويرجع الإمام الحسين (عليه السلام)، وهو الذي يتولى تجهيز ولده الإمام المهدي (عليه السلام)، ويقوم بمواراته في كربلاء وفي روضته هو (عليه السلام).

س524: في سوريا يقوم بعض المؤمنين بالذهاب إلى منظمة الأمم المتحدة والتسجيل طلباً للّجوء، ولكي تتم الموافقة على طلبهم، فإنهم يعطون معلومات خاطئة عن أنفسهم، ويترتب على هذا الكذب أولاً: القبول كلاجئ، وثانياً: مساعدات مالية شهرية، ما حكم الكذب في هذه الحالة؟ وما حكم المال المترتب عليه؟
ج: الكذب لا يجوز، نعم التورية تُخرج الكذب عن كونه كذباً، وما يترتب عليه من الحرمة، إلا أنه ينبغي الاقتصار فيها على موارد الضرورة.
س525: نرجو إفادتنا بحدود التورية؟ وهل تجوز التورية في غير الاضطرار؟ فلو سألوا: هل عندك جواز سفر؟ فأجبت: لا يوجد عندي جواز سفر. قاصداً في قلبي الجواز الأمريكي مثلاً، هل يعتبر تورية؟
ج: التورية في المواقف المحرجة جائزة، وفي غيرها مذمومة.

س526: كيف أبيّن لشخص أنه على خطأ بدون جرح مشاعره أو انتقاصه؟
ج: يمكن بيان ذلك بوجوه عديدة، ولعل أفضلها هو: طرح مجموعة مطالب صحيحة وبالشكل الصحيح، وإدخال المطلب المراد بيانه ضمن ذلك، وبيان الوجه الصحيح فيه، ومن دون إشارة إلى أن الطرف المقابل قد أخطأ فيه، كما هو الحال في قصّة ذلك الرجل الذي كان يخطئ في وضوئه، وبيّن له الإمامان الهمامان الحسن والحسين (عليه السلام) كيفية الوضوء الصحيح، وذلك بأن توضأ أمامه دون أن يقولا له: أخطأت!

س527: أنا عسكري، أداوم في بغداد، ومنذ مدة والإجازات متوقفة، وأنا بحاجة شديدة للإجازة، فهل يجوز لي أن أشتري الإجازة لمدة شهر، وللعلم فإن المكان الذي أداوم فيه بعيد عن المشاكل الأمنية؟!
ج: يسعى في أخذ إجازة من المسؤول، وأما إذا لم يقبل المسؤول فلا يجوز شراء إجازة إلا إذا وقع الإنسان في حالة اضطرار، وقام بائع الإجازة بملأ الفراغ بتواجده هو مكان المشتري.

س528: هل تعلم الشعر والاستماع له مكروه؟ وما حكم الشعر الغزلي إذا كان بامرأة مجهولة؟
ج: الشعر إذا كان حكمة أو مدحاً أو رثاء للرسول الكريم (صلى الله عليه وآله) وأهل بيته المعصومين (عليهم السلام) فهو جيد وحسن، وأما التغزل بالمرأة وما يبعث على التهييج ويدعو للفساد فيجتنب وإن كانت مجهولة.

س529: هل صحيح أن الذي يموت بالحريق شهيد؟
ج: جاء في الأحاديث الشريفة بأنَّ أفراداً يكون لهم ثواب الشهيد وأجره، ومن هؤلاء من أصابهم ومن دون اختيار حرق، أو غرق، أو هدم، وماتوا على أثر ذلك، فإن الله تعالى يعطيهم ثواب الشهيد، لا أنَّ لهم حكم الشهيد.

س530: ما المراد من هذ المصطلح (الجمع الدلالي)؟
ج: الجمع الدلالي يكون بين الحديث ينال بادي بالنظر الأول وجودت عارض بينهما، إذ بسبب هذا الجمع يتم التوفيق بينهما، ويزول ماكان يبدو للنظر من التعارض.

س531: ولِدَ لي طفل وتوفي عن عمر شهرين، هل يستحق ذبح عقيقة؟
ج: نعم، فإنه تستحب العقيقة عن المولود في اليوم السابع، فإذا لم يُعقّ عنه في اليوم السابع، يستحب أن يعق عنه في أيّ وقت آخر، بل يستحب أن يعق عنه حتى بعد موته.

س532: ما هو دليل وجوب إرشاد الجاهل؟
ج: إرشاد الجاهل بالحكم واجب _ كفائي _ بالأدلة الأربعة: الكتاب الحكيم مثل آية النفر الكريمة، والروايات الشريفة المنقولة عن الرسول الكريم (صلى الله عليه وآله) وعن أهل بيته المعصومين (عليهم السلام)، والإجماع والعقل.

س533: كيف يبني الشاب ذاته وهو يعيش في وضع صعب بين شهوات الدنيا ومغرياتها؟
ج: يجب على الشاب المؤمن أن يبني حياته _ لسلامة دينه ودنياه _ على التقوى، كما قال الإمام أمير المؤمنين (عليه السلام): «وإنما هي نفسي أروضها بالتقوى»، والتقوى عبارة عن الأمور التالية:
أ: أداء الواجبات جميعاً وشيء من المستحبات بإخلاص لله تعالى، بعد التعرف على أحكامها، وهذه الأحكام موجودة في كتاب (المسائل الإسلامية).
ب: ترك المحرّمات جميعاً وكذا المكروهات بورع وخوف من الله تعالى، ويمكن معرفة المحرمات بمراجعة مقدمة (المسائل الإسلامية) أيضاً.
ج: مراعاة الأخلاق والآداب الإسلامية في كل شيء ومع كل أحد، وخاصة مع الوالدين والأهل والأقرباء، ومعرفة الأخلاق والآداب تحصل بمطالعة كتاب (مكارم الأخلاق) للشيخ الطبرسي وكتاب (الفضيلة الإسلامية) وكتاب (الآداب والسنن) للإمام الشيرازي الراحل.
د: الإقدام على الزواج _ إن لم يكن متزوجاً _ فإن الزواج هو سنّة النبي الكريم، وبه يستطيع الإنسان الابتعاد عن الشهوات المحرّمة، وليسأل الله التوفيق، ويتوسل بالرسول الكريم (ص) وأهل بيته المعصومين (عليهم السلام) في تسهيل ذلك عليه، وأن يغنيه به الله تعالى عن الحرام إن شاء الله.

س534: راودتني هذه الإشكالية وحيرتني، أنه كيف يمكن أن نرى الخير والبركة والوفرة ونزول المطر والثلج في البلاد الكافرة وعدمه في بلادنا الإسلامية، بل فيها القحط والجفاف؟ ألسنا نحن أولى منهم بذلك؟
ج: إن نزول الأمطار والثلوج ونحو ذلك في بلاد غير المسلمين ربما يكون نوع استدراج لهم، وهو يؤدّي إلى تماديهم في كفرهم الموجب لهم خسران نعيم الآخرة، وذلك لحساب نعيم الدنيا! قال الله عز من قائل «فلا تعجبك أموالهم ولا أولادهم إنما يريد الله ليعذبهم بها في الحياة الدنيا وتزهق أنفسهم وهم كافرون» التوبة:54، مضافاً إلى ما جاء في الأحاديث الشريفة مستفيضاً من (أن الدنيا سجن المؤمن وجنة الكافر) وأحد معانيها: أن السعادة الحقيقية للمؤمن هي في الآخرة، وأما الدنيا بما فيها من متاع ولذائذ ما هي إلا كالسجن قياساً إلى الحياة الأخرى. والكافر فالسجن والعقاب الحقيقيان له في الآخرة، وكل ما يجده الكافر من ضيق وشدة في هذه الدنيا فهو لا شيء قياساً بما سيلاقيه في الآخرة، فالدنيا له بمثابة الجنة بهذا اللحاظ.

س535: الدور والمحال المغصوبة، هل يجوز الدخول إليها لضرورة اجتماعية أو غيرها، أو لا؟
ج: مع حصول العلم واليقين بغصبيّتها، لا يجوز الدخول إليها، بلا فرق بين الاضطرار وعدمه، إلاّ إذا صدق الاضطرار الذي يجوز معه شرعاً ذلك.

س536: يقولون أن الأخلاق علم صعب، وتعلمه يحتاج إلى دراسة وتأمل وترويض وتربية وصبر ومصابرة، أي كتاب أو كتب تفيدني في تعلم ذلك العلم فأكون على خلق كريم، وكما أمرنا الإسلام؟
ج: نعم، إن التطبّع على الأخلاق الحسنة أمر صعب وبحاجة إلى قراءة الكتب الأخلاقية ثم تطبيقها في حياته العملية، والكتب الأخلاقية كثيرة ويمكن الإشارة إلى بعضها مثل: كتاب أصول الكافي، وكتاب مكارم الأخلاق، وكتاب جامع السعادات، وكتاب زاد المعاد، وكتاب الفضيلة الإسلامية ونحوها.

س537: شخص أودع بضاعة عند شخص آخر بعنوان الأمانة، ثم احترق المحل الذي فيه الوديعة ومعه الوديعة، وذلك بشيء من الإهمال من ابن الودعي، فهل يجب على الودعي التعويض عن تلك البضاعة بمثلها أو بقيمتها؟
ج: الودعي أمين ولا يضمن مال الوديعة إذا تلفت من دون تقصير، وأما إذا كان بتقصير ولو من غيره، ولكن يرى العرف أنه هو المقصّر فعليه ضمانها.

س538: هل يجوز للشخص الذي لا يتمكن من حفظ الوديعة قبولها؟ ولو قَبِلَها فما حكمه؟
ج: لا يصح له قبولها، وإذا قَبِلَها وتلفت كان عليه ضمانها، إلاّ إذا أخبر مالكها بأنه لا يستطيع أن يحفظها، فتكون الخسارة لو تلفت حينئذٍ على مالكها.

س539: أريد أسألكم عن تبني أطفال رضع أيتام، علماً بأني أنا وزوجي لا نقدر على الإنجاب ونعيش في الغربة، فما حكم التبني؟
ج: يجوز التبني شرعاً وفيه الأجر والثواب إن كان فيه معونة لأهل الأطفال وخاصة مع تربيتهم على الإيمان والإسلام، والأخلاق والآداب، والصلاة والصيام، وولاية الرسول الكريم وأهل بيته المعصومين. والقيام بذلك كله هو أمر واجب على المسلم الذي يتولى تربية الأطفال وتنشئتهم، نعم يجب المحافظة على عدم خلط أنسابهم ومراعاة مسألة عدم المحرمية مع الزوجين القائمين بتربيتهم وذويهما من الرجال والنساء، وذلك لأن القيام بتكفّل الأطفال وتربيتهم لا يجعلهم أبناء للزوجين القائمين بكفالتهم.

س540: توجد أرض مجهولة المالك (لا يعلم مالكها)، وجاء أحد الأشخاص وقال لأحد المؤمنين سوف أسجّل الأرض باسمك مقابل مبلغ مالي، فهل يجوز ذلك أم لا؟
ج: الأرض التي لها مالك وإن كان مجهولاً، لا يجوز التصرف فيها ولا تملّكها ولا تمليكها لأحد، بل يجب الفحص عن مالكها، وإذا حصل الفحص الكامل وبشروطه ثم حصل اليأس من العثور على مالكها أو أحد ورثته ـ مثلاً ـ فحينئذ تكون الأرض مصداقاً لـ(مجهول المالك)، وأمر مجهول المالك إلى الحاكم الشرعي.

س541: بالنسبة لصلة الرحم.. من هم الأشخاص الذين يجب علينا أن نصلهم غير الأب والأم والإخوة والأخوات؟
ج: الرحم أعمُّ من هذا، ويشمل من يـمت للإنسان بصلة من نسب أو سبب، ويشمل العم وابن العم والخال والخالة وغيرهم.

س542: أنا رجل تقتلني الغيرة، وأمنع والدتي وأخواتي من الخروج من البيت، فما هي حدود الغيرة؟ وهل غيرة الشاب على المرأة من الأقارب أو الأجانب حلال أم حرام؟
ج: جاء في الحديث الشريف بأن الله تعالى غيور ويحبّ الغيور، وفي الحديث الشريف أيضاً بأنه لو استطاع الإنسان أن يوفّر لأهله في البيت جميع ما يحتاجون إليه حتى يستغنوا بذلك عن الخروج من المنزل فليفعل، إلا الخروج لضرورة كزيارة الوالدين والأرحام، أو حضور مجالس الوعظ والإرشاد وتعلّم الأحكام وتعليمها، أو الذهاب للحج والعمرة ولزيارة الروضات المباركة ونحوها، فإن الخروج مع كامل الحجاب والعفة لأجل أمثال هذه الضرورات، هو مما أذن الله تعالى به، وخارج عن نطاق الغيرة، علماً بأنّ الغيرة المؤطرة بإطار الشرع لا تختص بالأهل والأرحام، بل تشمل كل الأقرباء أيضاً، بل وكل النساء المسلمات!
هذا ولكن لا يخفى أنّ الاعتدال مطلوب في كل شيء، والخروج عن حده إلى حيّز الإفراط مذمومٌ - تماماً كالخروج إلى حيز التفريط - .. خصوصاً وأنه ينبغي ترسيخ حالة الثقة بالنفس لدى المرأة وعزيمة الثبات على الفضيلة، بأن تنطلق للالتزام والتحفظ من ذاتها، وتغار على نفسها بنفسها، ولا ينبغي إشعار المرأة بأنها كائن مهزوز وضعيف، وأنها تحتاج إلى من يحمي لها إيمانها وفضيلتها، كما إنه من المهم أيضاً الاستناد إلى مبدأ حسن الظن بالآخر، وهو مبدأ إسلامي تربوي في غاية الأهمية .. والحمد لله فإن في مجتمعاتنا – بالأمس وكذلك اليوم - الكثير من النساء المؤمنات، وهن كالجبال في إيمانهن وفضيلتهن وعلمهن وأدبهن بل وجهادهن في هداية الآخرين.

س543: لو توفي مسلم في بلد غير إسلامي لا توجد فيه مقبرة خاصة بالمسلمين، وأمكن نقله لبلد إسلامي ليدفن فيه، غير أن تكاليف النقل باهظة، فهل يكفي ذلك لجواز دفنه في مقبرة الكافرين؟
ج: لا يجب النقل، ولكن يجب أن يكون للمسلمين مقبرة خاصة بهم، ولا أقل من فرز مكان خاص بالمسلمين، ولو كان جزءاً من مقبرة غيرهم، فيُدفن الميت المسلم في ذلك القسم الخاص بالمسلمين.

س544: إذا لم يوجد للميت المسلم في بلد الغربة وليّ، فمن يتولى شؤونه؟
ج: يتولّى شؤونه أحد المسلمين، بإذن من الحاكم الشرعي، إن أمكنه الاستئذان ولو لاحقاً.

س545: من الملاحظ أنه عند زيارة قبور المؤمنين والمؤمنات لقراءة الفاتحة يجلس الناس قرب القبر، ثم يضعون إحدى يديهم على القبر ويقرؤون الفاتحة، هل مسألة وضع اليد على القبر مجرد عادات أم أنها مستحبة شرعاً؟
ج: يستحب - بعد رش الماء على القبر - أن يضع الزائر أصابعه مفرجات عليه بحيث يبقى أثرها، ويستحب أن يقرأ مستقبلاً للقبلة سبع مرات إنا أنزلناه، وأن يستغفر للميت، ويقول: (اللهم جاف الأرض عن جنبيه، وأصعد إليك روحه، ولقّه منك رضواناً، وأسكن قبره من رحمتك ما تغنيه به عن رحمة من سواك).
وقد جاء عن مولانا الإمام علي بن موسى الرّضا(ع) أنه قال: (من أتى قبر أخيه ثمَّ وضع يده على القبر وقرأ إنَّا أنزلناه في ليلة القدر سبع مرَّات أمِنَ يوم الفزع الأَكبر - أو يوم الفزع). وعن عبد الرَّحمن بن أَبي عبد الله قال: (سأَلْتُ أبا عبد الله (عليه السلام) عن وضع الرَّجلِ يدهُ على القبر ما هو ولم صنع؟ فقال: صنعهُ رسول الله (صلى الله عليه وآله) على ابنهِ بعد النَّضح).

س546: ما حكم الكتب الدراسيّة التي لم يحن وقت دراستها (كاللّمعة للذي لم يصل لمرحلة دراستها) أو الشروح على هذه الكتب بالنسبة لمسألة الخمس؟
ج: إذا كان عرفاً على مشارف دراستها، أو كان على أعتاب الاستفادة من تلك الشروح فلا خمس فيها.

س547: الجدة أم الأب إذا أرضعت حفيدها (أي ابن ولدها)، هل تحرُم على الحفيد بناتُ عمه؟
ج: نعم فإنه إذا كان الرضاع كاملاً، وتمت شرائط الرضاعة جميعاً، يصبح حينئذٍ عمّهن من الرضاعة، ويحرم عليه الزواج منهن.

س548: ما المقصود من الروايات التي تنهى عن دخول الحمام في كل يوم، وأنه يسبب الضعف؟ وهل ينطبق النهي الوارد فيها على من يدخل الحمام يومياً في الصباح لمدة سبع دقائق مثلاً؟ أم المقصود البقاء لفترة طويلة؟
ج: الظاهر من الأدلة والقرائن عدم الشمول لمن يغسل نفسه يومياً تحت الدوش، كما هو المتعارف بأن يأخذ دوشاً ويخرج.

س549: هل شرب النرجيلة (الشيشة) - ليس دائماً بل أحياناً - يجوز؟
ج: التدخين حتى المذكور في السؤال هو مما ينبغي للشاب المؤمن عدم الاقتراب منه، لأنه يورث الإدمان، وداء الإدمان ينبغي دفعه. مضافاً إلى أنه - أي التدخين - يوجب الضرر الجسمي، وكذا يستلزم الضرر المالي والمادي، والعاقل لا يقدم على مثل ذلك.

س550: هل تكره زيارة القبور ليلاً؟
ج: هناك بعض الروايات الدالة على أنه يكره زيارة القبور وقت المغرب، ولكن هذا الحكم مختص بالمقابر، دون القبور التي في الروضات المباركة للأئمة وأبناء الأئمة (عليهم السلام)، فلا كراهة في زيارتها كل وقت.

س551: في كتاب (المشتركات) يذكر الفقهاء أموراً وهي: الطرق والشوارع والمساجد والمدارس والمعادن والمياه.. فهل هذه الأشياء هي المشتركات فقط على نحو الحصر، أم يدخل غيرها ضمن هذا العنوان: كالساحات العامة التي تكون محلاً للأسواق والمراعي وأمثالها؟
ج: الأماكن العامة والأشياء العامة التي يشترك الناس فيها بصورة متساوية ليست محصورة في المذكورات، بل تشمل أشباهها ونظائرها مثل الساحات العامة، والحدائق العامة، ونحو ذلك.

س552: إذا مر الإنسان بشيء من النخل أو شجر الفواكه اتفاقاً، هل يجوز أن يأكل منه، وإذا جاز الأكل هل يجوز أن يأخذ معه شيئاً؟
ج: هناك عنوان في الفقه يقال له: «حق المارّة» وهو بأن يقع مرور شخص مسافر _ غير متقصّد _ بنخل وبأشجار مثمرة مطلّة على الطريق، ولم يحرز المسافر عدم رضا صاحبها، فيجوز له أن يأكل منها فقط وبمقدار لا يتضرّر صاحبها بذلك، وأما أن يأخذ معه منها شيئاً فلا يجوز.

س553: لو تبيّن بعد الإسقاط أن الجنين قد ولجته الروح، فهل يجب تغسيله وتكفينه؟ وماذا بالنسبة للصلاة عليه؟
ج: لو حصل العلم بولوج الروح فيه، وجب تجهيزه بصورة كاملة قبل دفنه، ما عدا الصلاة، فإنها لا تجب، بل ولا تستحب إن كان قد وُلد ميتاً.

س554: من وضع بسطته التي يبيع فيها بعض الأغراض في طريق المارة، إذا مررت بجنبه وعثرت ببسطته وسقطتُ، وكسرت رجلي أو على الأقل تمزّق ثوبي بسبب بسمار أو ما أشبه في بسطته، هل يضمن صاحب البسطة في كلتا الحالتين؟
ج: إذا رأى العرف أن صاحب البسطة هو السبب في كسر الرجل أو تمزيق الثوب كان ضامناً، وإلاّ فلا.
س555: وماذا لو مررت أنا بالبسطة وأوقعت بسطته، فهل أنا ضامن؟
ج: إذا كان العثور من دون تقصير، فلا ضمان.

س556: هل يوجد تكليف في البرزخ؟ وكذا في عالم الذر أو في يوم القيامة وبأي دليل؟
ج: جاء في الحديث الشريف: (اليوم _أي في الدنيا_ عملٌ ولا حساب، وغداً _أي في الآخرة_ حساب ولا عمل) يعني: لا تكليف هناك.

س557: هناك علم متداول يسمى البرمجة اللغوية العصبية، وهو علم ولد في الغرب، ولكنه فعّال في تطوير مهارات الإنسان وتوسيع مداركه، فهل هناك ضير في تعلمه والاستماع إلى محاضرات تطوير الذات من علماء غرب وغير مسلمين، مع العلم أني أعتقد أن ثقافتي الإسلامية جيدة؟
ج: في نفسه جائز.

س558: هل هناك كراهية في امتلاك نوع من الطيور يسمى بـ (طيور الحب)؟ وما هي الحيوانات المستحب اقتناؤها في البيت؟
ج: لم نعثر على شيء خاص ورد بالنسبة للطيور المذكورة في السؤال، ولكن ورد في الأحاديث الشريفة ما يدل على استحباب اقتناء الرواعب (نوع من الحمام)، والدجاج، والنعجة ونحو ذلك مما هو موجود في مثل كتاب «مكارم الأخلاق» للشيخ الطبرسي، وكتاب «الآداب والسنن» للمرجع الشيرازي الراحل (أعلى الله درجاته).

س559: هل المؤمن مخيّر فی نشر ثقافة أهل البيت (صلوات الله عليهم)، أم إن ذلك واجب على الجميع؟ وإذا كان واجباً، كيف لي أن أنجز هذا الواجب لتبرأ ذمتي؟ وهل نشر ثقافة أهل البيت واجب على الرجال والنساء على حد سواء؟
ج: نشر ثقافة أهل البيت (عليهم السلام) ليس حكماً تخييرياً، بل يجب كفاية على الرجال والنساء على حد سواء، وكيفية إنجازه تكون أولاً: بتعلم ثقافتهم (عليهم السلام) وتطبيقها على نفسه وفي حياته الفردية والاجتماعية، وثانياً: نشرها بين الناس وفي كل المجالات وعلى مختلف الأصعدة ومن خلال كل الوسائل الإعلامية المتطورة، لأنه لو انتشرت ثقافة القرآن وأهل البيت في المجتمع بل في العالم، سعى العالم إلى تطبيق هذه الثقافة الراقية التي لم يشهدوا لها مثيلاً أبداً.

س560: ما معنى عظّم الله لكم الأجر؟ عندما نعزي بعضنا بعضاً باستشهاد سيدتنا ومولاتنا الطاهرة فاطمة الزهراء (سلام الله عليها)، ما هو الأجر؟
ج: عن الإمام الصادق (عليه السلام): (نفس المهموم لظلمنا تسبيح).

س561: أريد أن أكون من شيعة الإمام الحجة (عجل الله تعالى فرجه الشريف) ومن أنصاره، فما السبيل إلى ذلك؟
ج: السبيل إلى ذلك هو عبارة عن:
أ- أداء الواجبات بإخلاص وفي أول وقتها مع معرفة أحكامها، والأحكام موجودة في مثل كتاب «المسائل الإسلامية».
ب- اجتناب المحرمات بورع وخوف من الله تعالى، وبعض المحرمات موجود في مثل مقدمة كتاب «المسائل الإسلامية» أيضاً.
ج- مراعاة الأخلاق والآداب الإسلامية في كل شيء ومع كل أحد، وخاصة مع الزوجة والأهل والأقربين، وحول هذا الجانب يمكن مراجعة كتاب «مكارم الأخلاق» للشيخ الطبرسي.

س562: هل الإمام المهدي المنتظر (عجل الله تعالى فرجه الشريف) متزوج؟ وإذا كان متزوجاً فمن هي زوجته؟ وهل له أولاد؟
ج: ورد في بعض زياراته (عجل الله تعالى فرجه الشريف): (السلام عليه وعلى ذريته)، مما يدل على أنه (عليه السلام) متزوج وله زوجة وذرية، لكن لم يصلنا أكثر من ذلك، فلا علم لنا بالتفصيل، كما إنه لا ينبغي التحقيق عن هذا المطلب أكثر من ذلك، ولا تصديق من يدّعي شيئاً منه، بل يجب التحقيق ومن ثمَّ العمل طبقَ الأمور التي تُقربنا من رضاه وتُبعدنا عن سخطه وغضبه (سلام الله عليه).

س563: لو كان جاهلاً بالحكم فكيف يكون مأثوماً؟!
ج: يكون مأثوماً للدليل الشرعي على أن الجاهل المقصّر له حكم العامد، يعني: يكون مأثوماً لأنه لم يبذل جهده لمعرفة الأحكام، ولم يخصّص لنفسه وقتاً يتعلم فيه مسائل دينه.

س564: أنا امرأة ملتزمة ومحجّبة بالحجاب الشرعي الكامل، وعندي صفحة على موقع التواصل الاجتماعي (فيس بوك)، وحينما أغيّر صورتي الموجودة على الصفحة، وأضع صورة جديدة، يقوم الأصدقاء بالتعليق، كأن يكتب (منوّرة)، فأجيبه: (النور نورك أخي)، هل في هذا إشكال شرعي عليّ؟
ج: لاشك في أن مواقع التواصل الاجتماعي، وأبرزها (فيس بوك)، وسائل تكنولوجية مهمة جداً ومفيدة جداً، فهي تقدم خدمات كبيرة للبشرية، ومن خلالها أصبح العالم كقرية صغيرة، حيث الجميع يعرف مباشرة ما يحدث في أنحاء الأرض وأطرافها، فكانت ومازالت هذه الوسائل عاملاً مهماً في الترويج لقضايا الشعوب المقهورة لنيل حريتها وحقوقها، كما إن موقع الفيس بوك يستثمره آلاف الأخوة والأخوات في نشر علوم وثقافة النبي الأعظم وأهل بيته (صلوات الله عليهم أجمعين).
لكن بموازاة ذلك، أخذت تنتشر على بعض صفحات (فيس بوك) سلوكيات غير حضارية، وتصرفات غير لائقة، تتنافى مع قيم الحياء وضوابط الحشمة ومبادئ الفضيلة، وتبتعد عن مكارم الأخلاق، فشكلت ومازالت خطراً حقيقياً على صلاح الفرد واستقرار الأسرة وفضيلة المجتمع، وقد أكدت هذا الخطر العديد من الدراسات المعتبرة.
لذلك، جدير بالفتاة المؤمنة والشاب المؤمن أن يكونوا ممن يساهم في ترويج الفضيلة ودحض الرذيلة في كل تصرفاتهم وكلماتهم وتعليقاتهم، فإن الكلام ونحو الكلام كالمذكور في السؤال بين (الرجل والمرأة) الأجنبيين، هو - على ما جاء في الحديث الشريف - من مصائد الشيطان، والمؤمنون والمؤمنات لا يقتربون من أمثال هذه المصائد، هذا إذا كان مجرّد كلام، وأما إذا كان نوعاً من الصداقة أو ما شابه، فإنه لا تجوز الصداقة مع الأجنبي من الجنس المخالف، لقوله تبارك وتعالى: «ولا متخذات أخدان» النساء:25، ولقوله تعالى: «ولا متخذي أخدان» المائدة:5، والخدن في الآية الكريمة هو الصديق من الجنس الآخر.
وفي كل الأحوال، على المرأة أو الفتاة المؤمنة أن تتجنب الوقوع في الشبهة، كما تتجنب أن تُعرّض نفسها للتهمة، والأمر ذاته على الرجل. وفي الوقت نفسه، لابد للآباء والأمهات، من الاهتمام بهذه الأمور داخل الأسرة، وعلى هيئات الإرشاد والمراكز التربوية، ومؤسسات المجتمع المدني الدعوة إلى استثمار وسائل التواصل الاجتماعي بما ينفع، والتحذير من السلوكيات الخاطئة وما تفرزه من هبوط أخلاقي وحضاري.

س565: متى تلجُ الروح ابن آدم (الجنين)، هل في رحم الأمّ أم في صلب الأب؟ وهل تقارن سنين أيام الحمل بالسنين الضوئية، لأنّ الروح نزلت من عالم الذّر؟
ج: ولوج الروح المصطلح عليه يكون في رحم الأم لا في صلب الأب، وذلك بعد تمامية الجنين وإكماله الشهر الرابع، وهذا هو ما دل عليه القرآن الحكيم في الآيات الكريمات «12 حتى 14» من سورة المؤمنون، وليس هناك مقارنة بين سنين أيام الحمل والسنين الضوئية.

س567: بالنسبة لصلة الرحم، من هم الأشخاص الذين يجب علينا أن نصلهم غير الأب والأم والإخوة والأخوات؟
ج: الرحم أعم من هذا، ويشمل كل من يمت للإنسان بصلة من نسب أو سبب، فيشمل العم والعمة والخال والخالة وأبناءهم وغيرهم.

س568: هل يجب رد الوديعة للكافر؟
ج: نعم، يجب ردّ الوديعة على صاحبها حتى وإن لم يكن مسلماً.

س569: هل يشترط الإسلام في الوكيل؟
ج: كلاّ، لا يشترط في الوكيل أن يكون مسلماً.

س570: هل يصح التوكيل في جميع العقود؟
ج: نعم، يصح ذلك.

س571: دخان السيارات مضر جداً بالصحة، هل يجوز للمحرم سدّ أنفه عنه؟
ج: نعم يجوز للمحرم في الفرض المذكور سدّ أنفه، كما ويجوز أن يلبس الكمّام المانع منه.

س572: رزقت الحج، ورکبت المصعد، وكنت محرمة، وكان يحتوي على مرآة من جميع الجوانب، فنظرت إلى وجهي في المرآة (علماً بأنني كنت متعمّدة ليس من باب الزينة، ولكن لأرى صورتي بالإحرام) ماذا يترتب عليّ من كفارة؟
ج: الكفارة في مفروض السؤال هي الاستغفار، والأحوط استحباباً كفارة شاة، ويستحب عند ذلك تجديد التلبية.

س573: ما حكم الغشّ في المدارس، وما حكم الراتب إذا توظّفت من الشهادة الدراسية؟
ج: ينبغي للطالب المسلم أن يجتنب الغش، وأن يعتمد على نفسه بعد التوكل على الله تعالى في أموره، ويجوز له الراتب إن لم يخلّ بشيء من عمله فعلاً.

س574: هل يوجد في المتاحف العالمية آثار للرسول الكريم (صلى الله عليه وآله)، أم إنها كذب ولا تعود إليه (صلى الله عليه وآله)؟ مثلاً: رأيت خصلة شعر يحتفظ بها البعض، ويقيمون لها مراسم خاصة، ينسبونها للرسول (صلى الله عليه وآله)، فهل هذا ممكن؟ ويوجد جبّة وحذاء منسوب للسيدة فاطمة الزهراء (عليها السلام) في بعض المتاحف؟!
ج: مثل هذه المنسوبات إذا قام عليها الدليل: مثل الشهرة العظيمة، بأن اشتهرت عند المؤمنين مثلاً، فالشهرة في نفسها تورث الاطمئنان، ويمكن الاعتماد عليها، وأما إذا لم تشتهر عند المؤمنين فلا يمكن الاعتماد عليها، وفي التاريخ أنه جيء إلى المأمون العباسي بخمس طاقات من الشعر، ونسبوها إلى الرسول الكريم، فأعطاها المأمون للإمام الرضا (عليه السلام)، فأفرز ثلاث طاقات منها، وقال بأنها من الرسول الكريم، فالتي أفرزها الإمام الرضا (عليه السلام) – مثلاً - مما قام عليها الدليل فيمكن الاعتماد عليها، علماً بأن المأمون العباسي وكذلك من تقدمه من العباسيين والأمويين، ومن جاء بعدهم ممن سار على خط العباسيين والأمويين، كانوا ومازالوا - لأجل التظاهر أمام الناس وتضليل الرأي العام - يحترمون ويكرمون طاقات الشعر المنسوبة إلى الرسول الكريم، ولكنهم سراً - وبل علانية - يقتلون ذرية الرسول الكريم وأبناءه الطاهرين، ويهدمون مزاراتهم أو يقتلون محبّيهم وشيعتهم.

س575: ما رأيكم بالمتديّن؟ اليوم يسمى المتديّن معقّداً، هل هذه فكرة صحيحة؟ والمراد من المعقّد أنه يكون انعزالياً زيادة عن اللزوم..؟
ج: المتدين يعني: الملتزم بالدين، الذي يؤطِّر أعماله وأقواله وأخلاقه وسيرته بإطار الدين، ومثل هذا الشخص لا يكون معقّداً أبداً، وذلك لأنّ الدين الإسلامي هو الدين السماوي الذي يدعو المسلم المتدين إلى الالتزام بالأخلاق الحسنة والآداب الإنسانية، وإلى التعامل الحسن مع الناس وخدمتهم وإيصال النفع إليهم، وينهى عن العزلة والانعزال، وعن الانفراد والانزواء، وعن الانطواء على الذات، فإذا كان هناك متديّن وهو يحمل المواصفات التي نهى الإسلام عنها، فهو غالباً نتيجة عدم الوعي الديني، وحصيلة فقدان الثقافة الإسلامية، والحل الوحيد لهذه الظواهر يكمن في نشر الوعي الديني وبثّ الثقافة القرآنية، التي جسّدها الرسول الكريم وأهل بيته المعصومون في كلماتهم وأحاديثهم الشريفة، فإن نشرها بين الناس هو المؤثّر الكبير جداً في تغيير كل ظاهرة ناشئة من الجهل وعدم المعرفة الدينية إن شاء الله تعالى.

س576: ماذا تعني عبارة (قُدّس سره)؟
ج: هو دعاء له بالمغفرة والرضوان وبقاء ذكره ومقامه طاهراً مُصاناً.

س577: أيام الحج أو العمرة تختلط أحذية المصلين والطائفين بحيث لا نميزها، ويقوم عمّال النظافة في الحرم بإخراج الأحذية إلى الخارج، هل تأذنون بأخذ أي حذاء، لأنها سوف ترمى في النهاية؟
ج: لو حصل للإنسان العلم بإعراض أصحابها عنها جاز له الأخذ، وإلاّ كان له أن يأخذها، ثم يحسب قيمتها ويدفعها بعنوان ردّ المظالم عن صاحبها إلى الحاكم الشرعي.

س: أنا فتاة وعندي صفحة على موقع (فيس بوك)، وضع أحد الشباب صورة جديدة على صفحته، وهو شاب مؤمن، فكتبتُ تعليقاً على صورته: (ربي يحميك ويحرسك أخويَ القمر)، وهو مما تعارف عليه المشتركون في هذا الموقع، وإزاء ذلك تعرضت للوم شديد من بعض صديقاتي، حيث قلن لي: إن عملكِ هذا غير صحيح، ومرفوض شرعاً، فهل صحيح أنني ارتكبتُ خطأ وخالفتُ الشرع، وأنا أقسم بالله العظيم أني لم أقصد بكلماتي غير مجاملته، كما يفعل غيري؟
ج: المذكور في السؤال هو من محادثة الأجنبيين، فإن المحادثة تشمل المباشرة، وتشمل ما يقوم مقامها كالرسالة، ومحادثة الأجنبيين قد ذمّها الإسلام ذماً أكيداً، وقال عنها أنها من مصائد الشيطان، والفتاة المؤمنة وكذا الشاب المؤمن لا يسمحان لنفسيهما بارتكاب ما يوقعهما في فخّ الشيطان! فإذا كانت المحادثة العادية هذا شأنها، فكيف بما لو تجاوز الأمر ذلك إلى المفاكهة والمطايبة ونحوهما، حتى وإن كان القصد نزيهاً، إذ مع عدم النزاهة يدخل الأمر في المحرّمات القطعية، والعياذ بالله.
ومؤخراً، صدرت دراسة تضمنت إحصائية حول نسب الطلاق وأسبابه، وبينت الدراسة أن أكثر من 70% من نسب الطلاق في العراق كما في أمريكا، ودول أخرى، سببه ما يجري في وسائل التواصل الاجتماعي من تبادل كلمات وأفكار وطرائف، ومشاهدة صور شخصية، والتي يعدها بعض أنها أمور عابرة لا أثر لها، ولا ندري كيف يرونها أموراً عادية، وهي تثير الغرائز، وتحرّض المطامع في بعض النفوس، وقد قيل للنبي يحيى بن زكريا(ع): ما بدء الزنا؟ قال: (النظرة والتمني). وما يجري في وسائل التواصل الاجتماعي أكثر من نظرة وسوء خلق، وأبعد من تمني وفحش، ومن غير البعيد أن تكون ما أشارتِ إليها الأخت الفاضلة في سؤالها، مثل هذه "المجاملات"!! الخطوة الأولى لخراب بيوت، وتهديم أسر، وضياع أطفال. ولا حول ولا قوة إلا بالله.

س578: هل يجوز أن أعطي كفارة اليمين بشكل مبلغ مالي لفقير محتاج إلى مال؟
ج: يجب ـ في فرض السؤال ـ إطعام عشرة فقراء أو إكسائهم ومع العجز تصوم ثلاثة أيام.

س579: ما حكم من زنى بذات بعل، هل تحرم عليه مؤبداً؟
ج: الأحوط وجوباً أنها تحرم عليه مؤبداً، وهذا العمل من الكبائر التي تجلب للإنسان الفقر المادي والمعنوي، والشقاء الدنيوي والأخروي إذا لم يتب منها توبة صادقة.

س580: ماهي الأعمال المستحب فعلها للميت؟
ج: الأعمال المستحب فعلها للميت كثيرة منها: الإسراج في المكان الذي مات فيه، إن مات في الليل، ومنها: الصدقة عنه، ومنها: الصلاة والصوم والحج والعمرة وزيارة النبي الأمين والأئمة المعصومين (عليهم السلام) عنه، ومنها: عمل المبرّات له. وغير ذلك من أمور الخير، هذا فيما اذا لم يكن للميت وصيّة بتلك الأمور، وأما إذا كانت له وصية بذلك، فيجب تنفيذها من ثلث تركته (أو كلها مع إذن الورثة).

س581: ما الحد الشرعي بالنسبة لارتفاع بناء القبر؟
ج: يستحب في قبور عامة المؤمنين والمؤمنات، رفع القبر عن الأرض بمقدار أربعة أصابع مفرجة، وأما العلماء والصلحاء والأولياء والمعصومون، فالبناء على قبورهم وتشييد مراقدهم هو المستحب.

س582: ما هو تعريفكم للقسمة والنصيب؟
ج: ليس هناك في الشرع ما يدل على مسألة (القسمة والنصيب)، بل هناك ما يدل على العكس، وذلك كما في القرآن الكريم: «وأن ليس للانسان إلاّ ما سعى وأن سعيه سوف يُرى» النجم/39و40، وفي تفسير تقريب القرآن إلى الأذهان: «يراه بنفسه في دار الدنيا»، مما يعني أن العمل والسعي هو الذي يحقق القسمة والنصيب، وبعبارة أخرى: إن القسمة والنصيب جعلها الله سبحانه نتيجة لمجموعة من الأعمال والمساعي التي يأتي بها الفرد أو المجتمع المتكون من أفراد.

س583: هل (الدولة الفاطمية) وأيضاً (الدولة الصفوية) على المذهب الجعفري؟ وهل هناك مؤاخذات على منهجهما في الحكم؟
ج: الدّولتان المذكورتان جاء ذكرهما في التاريخ، وقد سُجل لهما في طيّاته صفحات بيضاء مشرقة، وأثنى عليهما المؤرخون المنصفون بما لم يثنوا بمثله على غيرهما من الدول الأخرى التي جاءت قبلهما أو بعدهما، ومما بقي من الآثار الحضارية للدولة الفاطمية هو: «الأزهر»، وللدولة الصفوية: «موسوعة بحار الأنوار»، والتي اعترف بها حتى مثل (اليونسكو)، وأنها موسوعة فريدة من نوعها في العالم الإسلامي، وقد جمعت بين دفّتيها ثقافة الرسول الكريم (صلى الله عليه وآله) وأهل بيته المعصومين (عليهم السلام) بدءاً من التوحيد وانتهاءً بالدِيّات، العاكسة لثقافة القرآن الحكيم والتي تعتبر ثقافة كاملة للشيعة الجعفرية، وأما بالنسبة للمذهب فالدولة الصفوية كانوا من الشيعة الجعفرية، بينما يُذكَر عن الدولة الفاطمية أنهم كانوا من الشيعة الإسماعيلية الذين اعتقدوا بعد الإمام جعفر الصادق (عليه السلام) بإمامة ابنه إسماعيل.
ولكن هذا لا يعني بأنه لاتوجد مؤاخذات على هاتين الدولتين، فكل من حكم من غير المعصومين، وأشباههم لابدّ أن يقع في الخلل ويصدر منه الزلل.

س584: الحاكم الشرعي أو المجتهد، إذا نصب قيّماً على طفل غير بالغ أو على شخص متخلف عقلياً، ثم توفي (أي الحاكم الشرعي أو المجتهد)، فهل تسقط قيمومة المنصوب أم تبقى على حالها؟
ج: تبقى القيمومة على حالها ولا تسقط بذلك.

س585: هناك نساء تخبر عن بعض الأمور بالأحجار أو الفنجان أو الكف أو بالقرآن، فهل هذه الأمور التي تخبر عنها لها واقعية؟ وما حكم الثمن التي تقبضه لذلك؟ وما حكم من يذهب إليها من النساء وخصوصاً أنّ تلك النساء التي تخبر عن ذلك ليس لها اطّلاع ديني ولا حتى تعرف أصول الدين؟ فما نصيحتكم للنساء اللاتي يصدقن بها في مسألة (الجبسة) و(الدوسة) وغيرها والغسل بطاسة الخلاص؟
ج: لا يصح مراجعة مثل هؤلاء، كما لا يصح الاعتماد على ما يقولونه، وفي الحديث الشريف النهي الأكيد والذم الشديد لهؤلاء ولمن يراجعهم أو يعتمد على أقوالهم أو يعمل بما يذكرونه ويصفونه.

س586: ما هو الأصح: (اللهم صل على محمد وآله) أو (اللهم صل على محمد وآله وسلّم)، وماالفرق بينهما؟
ج: الأصح هو: «اللهم صل على محمد وآل محمد» و «صلى الله عليه وآله» عند ذكر النبي الأمين، وذلك لأنهما الصيغتان التي جاءت في الروايات ووردت في الأدعية.

س589: إذا يدعو الإنسان ربه ويطلب منه حاجة، ويلح في طلبها، ولا تتحقق:
أولاً: هذا الحرمان هل فيه أجر، لاسيما إنه حرمان يسبب له ألماً نفسياً وتعباً وجدانياً؟
ثانياً: هل يواصل إلحاحه في الدعاء أم إن هذا الإلحاح قد يكون نوعاً من عدم التسليم لقضاء الله وقدره؟
ج: في الحرمان أجر وثواب وكذا في مواصلة الإلحاح في الدعاء، علماً بأنه لا حرمان كيف وفي الحديث الشريف ما معناه: بأن الله يستجيب لداعيه على نحو من الأنحاء الثلاثة: أولاً: أن يعطيه حاجته إذا كانت في صالحه. ثانياً: لم تكن الحاجة في صالحه ولكن كان هناك بلاء بانتظاره فيدفع عنه ذلك البلاء. ثالثاً: ليس شيء من الأول والثاني فيدّخر الله له ثواب الدعاء للآخرة، فإذا رأى ثوابه هناك تمنى عدم استجابة شيء ممّا دعى به في الدنيا ليكون ثواب آخرته أكبر وأكثر.

س590: أـ ما حكم بناء ظاهر القبور؟
ب ـ هل يجوز تخريب أو إزالة بناء بعض القبور التي علم اندراس ميتها؟
ج ـ ما حكم تجديد بناء القبر بعد اندراسه بسبب العوامل الطبيعية؟
ج: أ- بناء ظاهر القبور إذا كان بمعنى إحكام بنيان القبر فهو مستحب بعد استحباب رفعه عن الأرض بمقدار أربع أصابع مفرجة.
ب: لا يجوز تخريب القبر أو إزالة البناء حتى بعد الاندراس وإن طالت المدة فيما لو كان القبر لواحد من المعصومين أو الشهداء أو العلماء والصلحاء أو أولاد الأئمة وذويهم، وكذا في غيرهم مع احتمال بقاء شيء ولو العظام وحدها، وكذا لو كان القبر ملكاً، أو وقفاً أو في حيازة شخص، نعم فيما عدا ذلك لو حصل الاطمئنان بالاندراس كاملاً فلا بأس، وإذا صادف وجود عظام للميت فيها وجب دفنها.
ج: يكره تجديد بناء القبر بعد اندراسه بالنسبة لعامة المؤمنين والمؤمنات إلاّ قبور المعصومين (عليهم السلام) من أنبياء وأوصياء، وكذا الصلحاء والعلماء والشهداء وأولاد الأئمة وذويهم.

س591: هل يجوز لغير المجتهد أن يتصدى للقضاء؟ وما هو الفرق بين المفتي والقاضي؟
ج: لا يجوز لغير المجتهد التصدي للقضاء، نعم مع إذن المجتهد الجامع للشرائط يجوز، ويعمل في القضاء بفتوى ذلك المجتهد الذي أذن له، ويقضي بها في حسم النزاع، ولا فرق بين المفتي والقاضي من حيث الشروط اللازمة شرعاً.

س592: هل يجوز قراءة الفاتحة لروح نبينا محمد (صلوات الله عليه) ولأرواح الأئمة الأطهار (صلوات الله عليهم أجمعين)؟
ج: يجوز إهداء ثواب قراءة القرآن الكريم إلى النبي الأمين وأهل بيته المعصومين، نعم لو نوى الإنسان المسلم زيارتهم من قريب أو بعيد قرأ الزيارات الواردة في حقهم، ولم يكتف بإهداء ثواب قراءة القرآن الكريم إليهم.

س593: هل يجوز للرجل أن يقبّل يد صديقه أو رأسه بعنوان المحبة والاحترام له؟
ج: تقبيل اليد أو الرأس المذكور هو نوع احترام وجائز شرعاً، وخاصة لو كان الصديق من العلماء أو الصلحاء أو من السادة ومن ذرية الرسول الأمين (صلى الله عليه وآله).

س594: في بيئة اجتماعية يتعرض فيها المرء إلى الاستخفاف والاستهزاء ممن حوله، وبما لا يحتمل، ولا يتخلص من هذا إلا بالمعاملة القاسية والطباع الغليظة، فهل يجوز له أن يتعامل مع هؤلاء بقسوة وغلظة ليكفوا عنه، إذا علم بأنهم يكفون عنه إذا فعل بهم ذلك؟ وما هي التوجيهات الإسلامية للعيش في مثل هذه البيئة؟
ج: التوجيه القرآني لمن يعيش في بيئة اجتماعية قاسية وخشنة هو ردّ السيئة بالحسنة، والقسوة والخشونة باللين والرفق، قال الله تعالى: «ادفع بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم» فصّلت:34. وهذا التوجيه القرآني هو الأصل العام في العلاقات الاجتماعية، وإن قيل أنه ما من عامّ إلاّ وقد خصّ.

س595: ما حكم الذي يصنع من الجبس أشكال حيوانات، هل عليه أن يرميه أو ماذا يفعل به؟
ج: هو مكروه وليس بحرام، فلا يجب رميه ويجوز الاحتفاظ به أو بيعه ونحو ذلك لكن على كراهة.

س596: أنا فتاة أبلغ من العمر ١٧ عاماً، قبل يومين في الليل كنت مستلقية في غرفة وحدي، أحسست ببطء في التنفس، وجاءت فكرة الموت في رأسي، فتشهدت وقرأت آيات، واستغفرت الله. وبعد قليل، وفجأةً تخيلت أمامي _على بعد مسافة_ رجلاً طويلاً، (شكله جمجة إنسان بيضاء اللون)، وبعدها أغمضت عيني ثم فتحتها، ولكني كنت مستيقظة، بعدها ارتج جسمي، ثم لم أستطع الحركة أو التحدث حتى أني أردت تحريك يدي أو لساني فلم أستطع، بعدها قمت بالدعاء في قلبي... لقد أحسست أنها ساعة موتي، (فتذكرت أني لم أصم أربعة أيام، وقد تكون صلوات فاتتني، ولم أقضها) فدعوت بقلبي الله أن يخلصني، بعد ذلك استطعت تحريك جسمي والتحدث.
ما تفسير هذا؟! وكذلك قبل ٣ أشهر كنت نائمة في المكان نفسه، وحلمت أن يداً كبيرة امتدت لي من السماء، وأخذت روحي، وعندما وصلت إلى سقف الغرفة تشهدت، وبدأت أدعو الله بأن يخلصني، وتذكرت (أني لم أصم عدة أيام، وكذلك قد تكون صلوات فاتتني)، وبعدها تركتني هذه اليد، واستيقظت من الحلم، ما تفسير هذا؟
ج: أما التخيلات فهي أمور لا واقع لها، ولذا يجب على الإنسان أن يبتعد عن الأجواء التي توقعه في أمثال هذه التخيلات والأوهام، وهنا فإن عليه قدر الإمكان أن لا يختلي بنفسه، ويكون على تماسٍ دائم بالعائلة والأهل والأقران، وكذلك عليه أن يستعيذ بالله دوماً من الشيطان، ويديم ذكر الله وقراءة المعوذتين وآية الكرسي، ودعاء الحفظ المذكور في مفاتيح الجنان، وأوله: (بسم الله خير الأسماء...)، ونحوه من الأدعية.
وأما الرؤيا فهي خير إن شاء الله تعالى، وفي الروايات الشريفة التأكيد على أن لا يقص الإنسان رؤياه على أحد، وإنما يفسرها بتفسير حسن حتى تكون كذلك إن شاء الله تعالى، فإذا أصبح مسروراً بها شكر الله على ذلك، وإن أصبح محزوناً منها تصدق بصدقة في سبيل الله حتى تذهب نحوستها وشرها.

س597: هل الحُب حرام في الإسلام؟ وهل یجوز تبادل الصورة للزواج لکي یرى کل منهما الآخر؟ وهل یجوز لکل منهما أن یتحدثا ویتعرفا فی الأماکن العامة کالجامعات مثلاً؟
ج: الحُبّ هو الدين، كما في الحديث الشريف: «هل الدين إلاّ الحبّ والبغض»، لكن بمعنى: الحب لله تعالى ولمن أمر الله بحبه، والبغض لأعداء الله ومن أمر الله ببغضهم، ولا يشمل ذلك حب غير المحارم، كيف وقد قال الله تعالى في وصف المؤمنين: «والذين آمنوا أشد حباً لله» البقرة:165. إنّ حب غير الله وغير مَن أمر الله بحبّه _ كحبّ غير المحارم_ ليس من أخلاق المؤمن ولا من صفاته، وكذلك يكون تبادل الصور، وأما التحدث فإن كان هناك ضرورة وبقدر الضرورة فهو جائز، علماً بأنه لا تجوز الصداقة بين الأجنبيين من الجنس المخالف لقوله تعالى: «ولا متخذات أخدان» النساء:25، ولقوله تعالى: «ولا متخذي أخدان» المائدة:5، والخدن في الآية الكريمة هو الصديق من الجنس الآخر. ثم إنه حتى مع فرض عدم الاشتمال على الحرام من صداقة وغيرها، فإن الأفضل تركه واجتنابه، لما ورد في الحديث الشريف من أنّ محادثة الأجنبيين من مصائد الشيطان، وأنّ النبي الكريم (ص) كان يأخذ على النساء في البيعة إلى الإسلام بأن لا يحدّثن رجلاً غير ذي محرم.
وهنا من الضرورة التنبيه إلى وجود منحرفين _ومنحرفات_ يستغلون بعض الظروف لتغرير الفتيات _أو الشباب_ لإيقاعهم بالمحرّم، ثم يعمد إلى ابتزازها من خلال صور أو محادثات مكتوبة محفوظة أو مرئية وصوتية مسجلة، وهذه الحالات أصبحت شائعة في معظم الدول والمجتمعات، شرقاً وغرباً، لذلك، فإنه يُنصح باعتماد الطرق التي اعتادت عليها مجتمعاتنا، وهو التعرف على الفتاة ثم خطبتها والجلوس معها، وفق ضوابط، ثم الزواج، ويكون كل ذلك عن طريق الأهل، تجنباً للمشاكل المتوقعة في مثل هذه الحالات، وأيضاً تجنباً لردود أفعال بعض الناس، من غيبة وبهتان، والعياذ بالله تعالى.

س598: كيف تكون المعاملة مع الأخوه المسلمين، من أبناء المذاهب الإسلامية الأخرى؟
ج: يجب أن تكون إنسانية وأخلاقية، مع تقديم النصيحة وإرشادهم إلى المذهب الحق: مذهب أهل البيت (عليهم السلام) الذي أمر الله تعالى المسلمين باعتناقه والتديّن به.

س: ربما تنطق المرأة غير المسلمة بالشهادتين، لغرض الزواج مع العلم بأنها غير مؤمنة بالإسلام، فهل يترتب عليها آثار المسلمة؟
‏‎ج: إذا تشهدت غير المسلمة بالشهادتين ولم يحصل للمسلم اليقين بأن ذلك مجرّد لفظ وخالٍ من الواقعية، جاز له ترتيب آثار الإسلام عليها، وإلاّ فلا.

س599: إذا شتمني شخص أو سب أهلي أو بعض أصدقائي، واعتدى بالكلام الجارح عليّ أو عليهم مما يعد إهانة لي شخصياً، فهل يجوز لي أن أضرب هذا الشخص المعتدي؟ أو ما هو المقدار الجائز في الرد عليه؟
ج: لا يجوز ضرب المعتدي في الفرض المذكور، وفي التاريخ أن شخصاً من الخوارج سب أمير المؤمنين (عليه السلام) فأراد أصحابه أن يقتلوه، فمنعهم وقال: (رويداً، إنما هو سبّ بسبّ أو عفو عن ذنب).

س500: في المسجد النبوي الشريف نجد أحياناً حلوى ملقاة على الأرض، فما حكم أخذها للبركة؟
ج: لا بأس إذا لم تكن ملوّثة بالتراب ونحوه.

س501: ما المقصود بالعبارات التالية:
1- حاكم الشرع ولي الممتنع.
2- الولاية الحسبية للفقهاء.
3- القبح الفاعلي والقبح الفعلي؟
ج: 1- حاكم الشرع وليّ الممتنع يعني: مثلاً لو كان الزوج قد ترك زوجته بلا نفقة ولا معاشرة بالمعروف ومع ذلك يمتنع أن يطلّقها، فهنا للمرجع والمجتهد الجامع لشرائط التقليد الحق في أن يتدخل ويأذن للزوجة بالطلاق، ويكون إذنه نافذاً، وبهذا يكون بمثابة ولي الزوج.
2- الولاية الحسبية تطلق على ولاية الفقهاء وهي: القيام بأمور لم يقم بها أحد، مثلاً: الصغير الذي لا ولي له، حيث يقوم بكفالته، وذلك إمّا بنفسه أو بأن يوكل من يقوم بذلك. وتسمى حسبية، لأن من يقوم بها يحتسب الثواب عند الله تعالى.
3- القبح الفعلي هو أن يكون الفعل قبيحاً كالكذب، وهذا يؤاخذه الله به، والقبح الفاعلي هو أن يكون الفاعل مذموماً بسبب تجرّيه على مولاه بارتكاب فعل تصوّره حراماً، وظهر أنه حلال. وهذا وإن لم يُؤاخَذ به إلا أنه يجره بالنتيجة إلى المؤاخذة، لأن (من حام حول الحمى أوشك أن يقع فيه)!.

س502: ما حكم الذي يتوب، ثم يرجع في توبته، أكثر من مرة؟
ج: الرجوع عن التوبة، والوقوع في الحوبة، مضافاً إلى حرمته، هو مذموم مذمة شديدة، ومنهي عنه بنهي أكيد، لأنّه خلاف التوبة النصوح، والأوبة الصادقة، ولكن مع ذلك يجب عليه فوراً، أن يقلع عن الاستمرار في المعصية، وأن يرجع إلى التوبة الصادقة، ويستغفر الله، ويعزم بصدق على عدم الرجوع، راجياً أن يكون من مصاديق قول الله تعالى: «إن الله يحبّ التوابين» البقرة:222، إن شاء الله تعالى.

س503: هل صحيح ما هو متعارف ومشاع، من أنّ شهر صفر هو شهر النحوسة أو فيه نحوسة، وهل هناك روايات تدل على ذلك؟
ج: الروايات الشريفة تدلّ على نحوسته، من جهة أنه كان فيه رحيل الرسول الكريم خاتم الأنبياء والمرسلين وأشرف الخلق أجمعين عن الدنيا شهيداً، وانقطاع الوحي وبركات الوحي عن الأرض، ولذلك صار مشوباً بالنحوسة.

س504: لماذا لا يعامل المرتدّ معاملة الذمّي؟
ج: المرتد في هذا الزمان لا يحكم عليه بالارتداد، لشدّة الشبهات وكثرتها، ولضعف الثقافة الدينية، ولابتلاء الغالب بالفقر المادي والمالي والمعنوي، وفي الحديث الشريف: (كاد الفقر أن يكون كفراً)، ولذلك يجب السعي في هدايته، وإخراج الشبهات من ذهنه، إن شاء الله تعالى.

س505: هل ما يذكره المعصوم (عليه السلام) (أو الفقيه) هو حكم أم فتوى، وما هو الفرق بينهما؟
ج: هناك فوارق بين الحكم والفتوى ومنها: إنّ الحكم يكون في بيان الموضوع، ومورده جزئي وجارٍ حتى على غير المقلّدين، إذا لم يُعلم بطلان مستند الحكم، وذلك مثل الحكم بثبوت الهلال لشهر رمضان أو للعيد، بينما الفتوى تكون في بيان الحكم الشرعي لموضوع ما، وموردها كلّي وخاص بالمقلِّدين فقط، مثل الفتوى في صلاة الجمعة بالتخيير بينها وبين صلاة الظهر في زمن الغيبة، ومن هذه الفوارق يمكن التعرّف على أنّ ما يذكره المعصوم (عليه السلام) أو الفقيه هو حكم أم فتوى.

س506: هل الحرب دفاعاً عن الوطن واجبة .. أم أنها تحتاج إلى إذن المرجع؟
ج: الدفاع غير الجهاد، ولا يحتاج إلى إذن، ويشترك فيه الصغير والكبير، والرجل والمرأة، نعم في الجهاد يجب الاستئذان، ويجب أن يكون من المرجع الجامع لشرائط التقليد، بل من المراجع الفقهاء، لأن الجهاد أمر مرتبط بمصير الأمة، فلابد أن يكون بقرارهم جميعاً.

س507: (ديانا) اسم لاتيني الأصل، ومعناه (إله الصيد)، ما حكم التسمية بهذا الاسم؟
ج: ينبغي اجتنابه، وفي الحديث الشريف: (خير الأسماء ما عبّد وحمّد)، أي: مثل عبد الله، ومحمد، وأحمد، وحامد، وكذا أسماء الأئمة (سلام الله عليهم)، فإنّ الفقر لا يدخل بيتاً فيه اسم محمد أو أحمد أو علي أو حسن أو حسين أو جعفر أو طالب أو عبدالله أو من النساء فاطمة أو بتول أو زينب أو رقية أو نرجس.

س508: هل يجوز للنفساء الأذان والإقامة في أذن مولودها (ذكراً كان أم أنثى)، وتحنيكه حين تضعه، خاصة إن كانت سيدة موالية، ولا يوجد من حولها إلا المخالفون حتى زوجها؟ أم تؤجّل ذلك يوماً أو يومين، حتى يصل إليها موالٍ من أهلها؟ وهل الأفضلية في التحنيك لماء المطر أم للتمر أم للعسل؟
ج: يستحب إذا ولد الطفل أو الطفلة، الأذان في أذنه اليمنى والإقامة في أذنه اليسرى، وتحنيكه بماء الفرات وتربة سيد الشهداء الإمام الحسين (عليه السلام)، وإن لم يوجد ماء الفرات فماء المطر، وإن لم توجد التربة الحسينية فالتمر، أو العسل، ويجوز للأم ذلك، نعم إذا حضر عندها الموالون من أهلها، أمكنهم تكرار الأذان والإقامة.

س509: قالت مولاتنا الزهراء (صلوات الله عليها): (في المائدة اثنتا عشرة خصلة ... والجلوس على الجانب الأيسر..)، كيف يتحقق الجلوس على الجانب الأيسر ؟
ج: الجلوس على الجانب الأيسر هنا يعني: أن يجعل ثقل بدنه على رجله اليسرى.

س510: هل يشترط في الوصية والهدية والهبة القبض؟
ج: الوصية تكون بشيء يتم تنفيذه بعد موت الموصي، ولا يشترط في صحتها القبض، بينما الهبة والهدية تكون حال الحياة، ويشترط في صحتها القبض، وعليه: فإنّ القبض شرط في صحة الهدية والهبة، دون الوصية.

س511: الإهمال واللامبالاة أصبح شيئاً اعتيادياً في حياتي، وهذا الشيء سبّب لي الكثير من المشاكل، ومشكلتي أنني لا أعرف كيف أتخلّص من هذه الحالة السيئة لديّ؟
ج: يجب للتخلّص من مثل هذه المشاكل مراعاة أمور ثلاثة: أ- الإيحاء النفسي بأنّه إنسان مسؤول ومهتم بأداء المسؤولية، ذاكر لها، وليستذكر هنا الحديث الشريف المروي عن الإمام الباقر (عليه السلام) _وهو يوصي ولده الإمام الصادق (عليه السلام) لتكون رسالة إلى جميع محبّيهم ومواليهم_: (إيّاك والكسل والضجر، فإن كسلت لم تؤدّ حقاً، وإن ضجرت لم تصبر على حق)، ومن المعلوم إنّ كليهما يوجبان النار والعياذ بالله. ب- يطلب من الله تعالى ويتوسل بالرسول الكريم وأهل بيته المعصومين للتوفيق في رفع هذه المشكلة وتحقيق الهدف المنشود. ج- التطبيق العملي بأداء المسؤولية والاهتمام بها على أرض الواقع ومن دون السماح بأقل مداهنة أو تساهل.

س512: بالنسبة إلى موضوع صلة الرحم، إذا زارني أحد معارفي وأقربائي، هل عنوان صلة الرحم ينطبق عليه هو فقط أم يشملني أنا أيضاً؟
ج: عندما يقوم أحد الأقرباء والأرحام بزيارة قريبه ورحمه، فمن جهة زيارته يكون قد وصل رحمه، وفي الحديث الشريف: (صلوا أرحامكم ولو بالسلام)، ومن جهة أن المزور يقوم باحترام زائره، وإكرامه، وتقديم ما ينبغي تقديمه للزائر من مأكل ومشرب، فيكون المزور أيضاً قد وصل قريبه ورحمه، وينبغي له إتمام صلته بإعادة الزيارة عليه أيضاً.

س513: هناك أجهزة لتسجيل المكالمات الهاتفية بدون علم المتحدّث، فهل يجوز تسجيل صوت شخص دون علمه للاحتجاج به عليه، أو الاستشهاد به عند الحاجة؟
ج: المذكور في السؤال إذا عدّه العرف نوع تجسّس، أو نوع تصرّف في حق الغير، فلا يجوز.

س514: ما هو حكم دفع الرشوة إلى الحاكم لانتزاع الحق، مع العلم بأن ذلك قد يوجب مزاحمة الآخرين، كتقديم صاحب الحق على غيره؟
ج: الرشوة مختصة بمجال القضاء، وهي محرّمة حرمة شديدة أخذاً وعطاءً، ففي الحديث الشريف عن الإمام الصادق (عليه السلام) أنّه قال: «الرشا في الحكم هو الكفر بالله». وسائل الشيعة: ج27 ص222 حديث3. والمذكور في السؤال عمل مذموم وغير صحيح.

س515: ما هي توجيهاتكم لكبح جماح الغريزة الجنسية التي يبتلى بها كثير من الشباب المؤمن مع عدم المقدرة على الزواج؟
ج: قال الله تعالى: «وليستعفف الذين لا يجدون نكاحاً حتى يغنيهم الله من فضله» النور:33، والعفّة تعني: حفظ العين من النظر إلى ما حرّم الله، وحفظ بقية الأعضاء والجوارح من المعصية، وأيضاً حفظ القلب، من خلال عدم التفكير في المعصية، فإن للتفكير آثاراً بالغة الخطورة في تخريب حالة الطهر والصفاء والنقاء، وتلويث القلب، وجعل الإنسان قريباً جداً من مواقعة المعصية، ولذا يجب على الشاب المؤمن وبـمجرد أن تأتي الصورة السيئة إلى ذهنه أن يطردها، ويفكّر في شيءٍ آخر، أو يشغل نفسه بشيءٍ آخر، ولا يسترسل مع الفكرة، فضلاً عن أن يتماشى معها ويطوّرها! وينبغي الاستفادة في هذا المجال والاعتبار بقصّة النبي يوسف (عليه السلام) الذي استطاع بكل نزاهة كبح جماح الغريزة والخروج من شباكها بعافية وسلامة، وذلك بعوامل من أهمّها: أنّه لم ينظر إلى زليخا مع ما كانت عليه من جمال وزينة حتى لمرّة واحدة، ومن خلال سلوكياته وطهره ونقائه وعفافه نفهم أنّه لم يكن حتى يسمح للفكرة أيضاً بأن تعتمل في باله، أو تأخذ موقعاً لها في نفسه، ويُلمح ذلك خاصةً في جوابه البات والجازم والسريع، حين طلبت منه الحرام، حيث أجاب على الفور وبدون تردد: ((معاذ الله! إنه ربي أحسن مثواي إنه لا يفلح الظالمون)) يوسف: 24، ثم فرّ مباشرةً وبسرعة نحو الباب، وكأنّه يفرُّ من أفعى سامّة، وهذا يؤكّد أيضاً مدى الطهر والنقاء النفسي الذي كان يتمتع به ذلك الشاب الصالح! وهناك أمور تنفع في تسهيل الزواج، وهي: المداومة على قول: «اللهم إني أعوذ بك من بوار الأيّم»، وكذا على الدعاء: «اللهم أغنني بحلالك عن حرامك، وبفضلك عمّن سواك» عقيب كل صلاة، وكذا المداومة ولو في كل أسبوع أو شهر مرّة على أن يصلّي ركعتين مثل صلاة الصبح، ويدعو بعدها بهذا الدعاء قائلاً: «اللهم إني أريد أن أتزوجَ فَقَدِّرْ لي من النساء أعَفَّهُنَّ فَرْجاً، وأحفظهن لي في نفسِها ومالي، وأوسَعَهُنَّ رزقاً، وأعظَمَهُنَّ بَرَكةً، وقَدِّر لي وَلَداً طيباً تَجعَلْهُ خَلَفاً صالحاً في حَياتي، وبَعْدَ موتي».

س516: إذا نوى شخص ما فعل معصية، ولم تتهيأ له الظروف لذلك، مع أنّه لو تهيّأت لَفَعَلَها، فهل تكتب عليه المعصية أم لا؟
ج: لا تكتب عليه، وذلك من كرم الله وسعة رحمته، فقد جاء في الحديث الشريف، بأنّ الله سبحانه من لطفه بعباده المؤمنين، يكتب لهم النيّة الحسنة، وإذا عملوا بالحسنة كتب الله لهم عشر حسنات، وأمّا السيّئة فإنّه لا يكتبها عليهم، لو كانت مجرد نيّة، وإذا عملوا بها كتب عليهم سيّئة واحدة، نعم روي عن الإمام أمير المؤمنين (عليه السلام)، بأنّه قال ما مضمونه: (اجتنبوا حتى النيّة السيّئة، فإنّها تسوّد القلب، كما يسوّد الدخان بياض الجدران)، يعني: إنّه (عليه السلام) شبّه نية المعصية بدخان النار، فالمعصية هي النّار ونيّتها دخان النار، وهي تكدّر نزاهة القلب، والمؤمن لا يقترب منها.
هذا إضافةً إلى أنّ مثل هذه النيّة تجعل الإنسان أقرب إلى ارتكاب تلك المعصية _ إن قدر عليها في المستقبل _ أو ما شابهها من المعاصي _ إن لم يقدر عليها نفسها _ لأنّه: (من حام حول الحمى أوشك أن يقع فيه).

س517: إذا خرج بعض الموظّفين أثناء الدوام الرسمي إلى أماكن قريبة من مكان عملهم ولكن ليس لأجل العمل، وإنّما من أجل أمورهم الشخصية، وهذا الخروج لا يؤثّر على العمل، فما حكم الراتب في هذه الحالة؟
ج: إذا كان الخروج المذكور لا يضر بالزبائن وكان بالقدر المتعارف لدى الموظّفين ممّا يكشف عن رضا المسؤول فلا بأس به.

س518: هل هنالك إشكال في مشاهدة الصور القديمة لنساء الأقارب وهنّ في سن الطفولة _ مع كونهن مكشوفات الرؤوس _ والآن هنّ في سن الرشد؟
ج: لا إشكال في مشاهدتها ببراءة.
س519: من أوصى بأن تكون مصاريف الفاتحة من ثلث ما يملك، لو صرف ذووه من جيبهم الخاص، فهل يجوز لهم بعد ذلك أن يأخذوا هذه المصاريف من الثلث؟
ج: إذا كان صرفهم بقصد التبرّع فلا يجوز، نعم إذا كان صرفهم لا بهذا العنوان جاز لهم أخذ ما صرفوه من الثلث.

س520: كيف يمكنني الخلاص من مشكلة النسيان المستمر، وقد أرهقني وأزعجني كثيراً؟
ج: للتخلّص من النسيان ينبغي المواظبة على الطاعة وترك المعصية، فقد جاء في الحديث الشريف بأنّ من أهم عوامل النسيان وعدم الحفظ هو العصيان والعياذ بالله، نعم هناك أيضاً عوامل أخرى، ولكنها ليست بأهميّة هذا العامل، وهذا ما يدعو الإنسان الذي يريد تقوية حافظته، والتخلّص من النسيان إلى أن يكون مطيعاً لله تعالى إطاعة تامّة، وبعيداً كلّ البعد عن كل ذنب ومعصية، إن شاء الله تعالى، وهناك أدعية موجودة في مثل كتاب (مفاتيح الجنان) وهامشه وتوصيات ببعض الأمور ينبغي مراعاتها أيضاً.

س521: بعض الموظّفين عندنا يقصّرون في أداء عملهم الرسمي المنوط بهم والذي يتقاضى مقابله راتباً شهرياً، ما هو حكمه؟ وما حكم الراتب الذي يأخذه الموظّف في اليوم الذي قصّر فيه بالعمل؟ وهل يختلف الحكم بين الموظّف المعيَّن على الملاك الدائم والموظّف المعيَّن بعقد وقتي؟ وهل يبرّر تقصيرَهم في العمل اعتقادُهم بأنّ عملهم لن يقدّم شيئاً مقابل الفساد الإداري المستشري في دوائر الدولة؟
ج: ليس من أخلاق المؤمنين التّقصير في أداء وظائفهم، ولا من دأبـهم تبرير التّقصير أبداً، كيف وقد جاء في الحديث الشريف بأنّ خير النّاس من نفع النّاس.

س522: ما حكم أجرة العمل إذا كان الشخص يتغيّب عن الشّركة لأعذار واهية كالمرض مع أنّه كذب، سواء كانت الشّركة حكومية أم أهلية؟
ج: الكذب حرام ولا يقربه المؤمن، والأجرة فيما إذا كان الغياب أكثر من المقدار المجاز، وكان أصحاب الشّركة الأهلية غير راضين محل إشكال.

س523: شخص كان يعمل المنكرات، وكان قاطعاً للصلاة، أثناء النداء المرجعي ذهب إلى الجهاد وقضى نحبه في الجبهة، هل يعتبر شهيداً أم لا؟ وهل يحاسب على ما كان يفعله من المنكرات؟
ج: الشهادة ترتبط بنيّة الإنسان، فإذا كان قد تاب ونوى الدفاع عن الإسلام والمسلمين، وقُتل في المعركة بهذه النيّة كان شهيداً، نعم على ذويه، إن كان له مال وتركة، أن يعطوا ثلث أمواله وتركته للصلاة والصيام عنه، وإذا تنازل الورثة عن إرثهم، جاز إعطاء كل أمواله وتركته لأجل ذلك، وكذا بالنسبة للخمس والكفّارات وردّ المظالم عنه، إذا كانت عليه فإنها تخرج من أصل ماله وتركته، والله غفور رحيم.

س524: هل كلّ من يتوفّى بسبب الانفجار يعتبر شهيداً أم لا؟ وهل يحاسب على أعماله في الدّنيا؟
ج: الشّهيد هو من يقتل في ساحة الحرب أو بالانفجارات المرتبطة بالحرب، حال وجود الحرب، وأمّا في غير ذلك، فقد ورد في الأحاديث الشريفة، ما يدل على أنّ أمثال هؤلاء لهم ثواب الشّهيد، وثواب الشّهيد كبير عند الله تعالى، نعم إذا كان عليه حق لله تعالى، كالخمس والحج أو دَين للناس، وجب على الورثة أداؤه من تركته قبل تقسيمها.

س525: هل يجوز لأهل المقتول قتل القاتل المتعمّد لقريبهم؟
ج: إذا ثبت القتل وكونه عمداً (عند الحاكم الشرعي) جاز لأولياء المقتول القصاص.

س526: كيف نتخلّص من الحسد والغرور والتّكبّر ومن نفاق النّاس؟ وكيف نحفظ النّفس من كل ذلك؟
ج: لعل أفضل طريقة لإنقاذ الإنسان نفسه من الصّفات الذّميمة كالتكبّر ونحوه هي: 1_ العزم على التحلّي بالأخلاق الحسنة، والإصرار على التمسك بها في اليسر والعسر.
2_ الاستمداد من الله تعالى ومحاسبة الإنسان نفسه في كلّ يوم ليرى مدى التزامه بالأخلاق الحسنة، فيطلب من الله المزيد من الالتزام، والتوبة من موارد عدم الالتزام، وأمّا التخلّص من نفاق النّاس فهو يتحقّق بما قاله الإمام أمير المؤمنين (عليه السلام): «كن في النّاس ولا تكن معهم».

س527: نحن فتيات من بلاد مختلفة في (كروب \ مجموعة) لتعلم اللغة الانجليزية في أحد مواقع التواصل، ودخلت في نقاش مع فتاة جزائرية من أبناء العامّة حول كلمة (God) والّتي تعني (الله) أو (رب) باللّغة الانجليزية، هي قالت لا يجوز أن نستخدم هذه الكلمة، لأنّ المشتركين يقصدون بـها رباً آخر، لكنّني قلت لها لا مشكلة في ذلك فهي لغة أعجمية، ونحن الآن نتعلّم هذه اللّغة، وحتّى وإن كانوا يقصدون بها غير الله فأنا أقصد الله، الذي في عقيدتي، وهي مازالت غير مقتنعة، فهل صحيح ما ذكرته تلك الفتاة من أنّهم يقصدون بلفظ الجلالة بلغتهم رب آخر غير (الله) عزّ وجل؟
ج: لفظ الجلالة، يعني: «الله» بأية لغة تُرجمت وكُتبت، وجب احترامها وعدم مسّها إلّا بطهارة.

س528: بعض الأوراق أو الصّحف أو المجلّات فيها أسماء أشخاص، وهي مشابهة لأسماء الأنبياء والأئمة (عليهم الصلاة والسلام)، وقد تُلقى في النّفايات، فهل هذا جائز؟
ج: لا بأس في الأسماء المشابهة.

س529: ما هو مهر مولاتنا السیّدة الطّاهرة فاطمة الزهراء (علیها السلام) الذي قدّمه لها الإمام علي (عليه السلام)؟ وكم يساوي بعملة الدّولار في يومنا هذا؟
ج: مهر السُّنّة الذي سنّه رسول الله (صلى الله عليه وآله) هو خمسمائة درهم فضّة خالصة، والدّرهم يساوي (6/2) غراماً، فيستعلم عن ثـمن الغرام ويُضرب في (6/2)، ثـم في خمسمائة، فيعرف مجموعه بالدّولار وغيره.

س530: هل یجوز للموظّف عدم التقیّد بـمواعید العمل مع عدم علم رئیسه، کأن یذهب للعمل متأخّراً ویخرج منه قبل نهایة الدّوام الرّسمي؟
ج: جاء في دعاء النّبي الكريـم (صلى الله عليه وآله) للموظّف الأمين، والعامل الأمين والمزارع الأمين، وكل صاحب مهنة وحرفة أمين ما مضمونه: رحم الله امرأً عمل عملاً فأتقنه وأتـمّه وأكمله، ممّا يعني أنّ كل نقص يساوي حرمان نفسه من دعاء الرّحمة المستجابة، وهو خسران كبير، كما أنّ هذا السلوك قد يضر بمصالح النّاس.

س531: هل یجوز التقبیل من الفم في الإسلام (بالنسبة للزوجة وغيرها)؟
ج: جعل الإسلام لكل شيء أدباً، وللتقبيل أدباً أيضاً، فتقبيل المؤمن أخاه في ناصيته، وتقبيل الطفل، والزوجة، والحاج القادم جديداً من الحج يكون من الفم أيضاً.

س532: ما حکم إهداء البنت المکلّفة هدیة إلى شخص غير محرم بالنسبة لها، سواء کان زميلاً في عمل أو جاراً في محلّ، وذلك بعد عودتها من السفر مثلاً؟
ج: التهادي في نفسه جائز، ولكن في الفرض المذكور من الأفضل اجتنابه، وخاصة إذا كان ذلك مدعاة للريبة والافتتان، بل لا يجوز إذا كان يفتح باب الصداقة بين الأجنبيين، فإنّ الصداقة بينهما حرام.