الحرية |
س1: كيف ينظر الإسلام إلى مفهوم الحرية؟ ج: الحرية في النظام الإسلامي كالقلب بالنسبة إلى الجسد ولما بزغ فجر الإسلام كان من همومه الأولى القضاء على الاستبداد والقهر والظلم وهذه الأمور لا تتحقق إلا بالحرية. س2: هل في التشريع الإسلامي حريات، وما هي حدودها؟ ج: تعتبر الحريات الموجودة في الإسلام، من أوسع الحريات التي جاءت بها الأديان أو القوانين، فإن الإسلام دين الحرية، والأصل في كل شيء الحرية إلا المحرمات. س3: ما هو الدليل على الحرية من الكتاب والسنة؟ ج: من القرآن الكريم، فإنه وصف نبي الإسلامصلى الله عليه وآله وسلم بقوله (يحل لهم الطيبات، ويحرم عليهم الخبائث، ويضع عنهم اصرهم والأغلال التي كانت عليهم)، فالأصر والأغلال الاجتماعية التي كانت في أعناق المسلمين، مما كبتت حرياتهم، وضعها النبي عنهم فأطلقهم وحررهم بعد ان استعبدتهم القيود والجهالات. وأما من السنة المطهرة، فالقاعدة المشهورة من كتب الفقه والمأخوذة من الكتاب والسنة وهي (الناس مسلطون على أنفسهم وأموالهم) فإن لكل إنسان أن يتصرف في نفسه وفي ماله بما يشاء شريطة أن لا يكون ذلك التصرف محرّماً في الشريعة. س4: ما هي أنواع الحريات الإسلامية؟ ج: أقسام الحريات في الإسلام ليست قابلة للعد والحصر لكثرتها، نذكر منها: حرية التجارة، الزراعة، الصناعة، حيازة المباحات، حرية العمران، السفر والإقامة، حرية الكلام والتأليف والطبع، حرية الجمع بين أنواع من العمل، وغيرها جميعها كان المسلمون يتمتعون بها في ظل الدولة الإسلامية. س5: تجسيداً لمبدأ حرية الفكر في الإسلام هل يجوز لنا أن نطرح أفكاراً لها علاقة بالدين والحياة على عامة الناس، علما بأن هذه الأفكار قد تثير التناحر والفرقة بين الأمة وقد يستفيد منها أهل الثقافة كمادة دسمة للبحث والمناقشة مما يستلزم إثارة الفتن من حيث يعلمون أو لا يعلمون؟ ج: يجوز طرح ومناقشة الأفكار في الإسلام شريطة أن لا تحتوي على ما يفتن عامة الناس، ولا يشككهم في عقائدهم وأمور دينهم ، قال تبارك وتعالى: (ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة)النحل/125، كما لابد أن يكون من يطرح الفكرة مؤهلاً لذلك، فمن يطرح فكرة فقهيّة _ مثلاً _ لابد أن يكون فقيهاً أو مستنداً لفقيهٍ جامعٍ للشرائط، وهكذا في سائر المجالات. س6: ما هو الأسلوب الأمثل في مواجهة التيارات المنحرفة حيث إن خطر هذه التيارات الفكرية الضالة آخذ بالإنتشار ونشعر بالعجز أمامها أحياناً؟ ج: روى الثقة الجليل أبو الصلت الهروي رضوان الله عليه عن الإمام الرضا(عليه السلام) أنه قال: (يتعلم علومنا ويعلمها الناس، فان الناس لو علموا محاسن كلامنا لاتبعونا) الوسائل 27 ص93. س7: في خضم التطور الهائل في وسائل نقل وتبادل المعلومات الذي أصبح بفضله الناس على هذه الأرض كأنهم يعيشون في قرية صغيرة، تبرز على الساحة الإنسانية عموماً العديد من الإشكالات والتناقضات الفكرية والثقافية، وتظهر دعوات في بلدان العالم العربي والإسلامي خاصة لتبني مدارس وتوجهات فكرية معيّنة، وفتح قنوات للحوار معها، ما رأي سماحتكم ونحن نعيش في زمن أبرز سماته الانفتاح والحوار والالتقاء، في مسألة الانفتاح على الآخر وما هو المدى المسموح الذي يتحرك فيه الإنسان المؤمن الواعي؟ ج: التحاور السليم لذوي الكفاءة لازم، بل قد يجب لكونه من طرق الهداية إلى الله تعالى، قال سبحانه وتعالى: (وجادلهم بالتي هي أحسن) النحل/125، وفي الحديث الشريف: (إذا ظهرت البدع في أمتي فليظهر العالم علمه) الكافي ج1 ص54.
س8: الحريّة بمفهومها العلوي تصل إلى فضاءات واسعة، فيقول أمير المؤمنين الإمام
علي بن أبي طالب (عليه السلام): "لستُ أرى أن أجبر أحداً على عمل يكرهه".
والأكثر من ذاك، فإنّه (عليه السلام) سمح لجمعٍ طالب بأداء صلاة التراويح (من
بعد أن منع عنها لعدم وجود أصل إسلامي لها)، هل في ذلك إشارة الى أولوية
الحريّة على الأمور الأخرى، أم إنّ "تسامح" الإمام (عليه السلام) مع الذين
أرادوا أن يصلّوا التراويح لم يأت من باب حق الحريّة، بل لعله كان اضطراراً،
لأنّ الأوضاع لم تكن تسمح له (عليه السلام) بمنعهم، علماً بأنّ الإمام (عليه
السلام) حينها كان الحاكم الأعلى في دولة الإسلام؟ |