بحوث مختصرة في العقيدة والولاء |
العدد 73 الوحي وعصمة الأئمة (عليهم السلام) |
السؤال: هل أن النبي(صلى الله عليه وآله) والأئمة(عليهم السلام) يوحى إليهم بواسطة الملائكة؟ وما هو الدليل على عصمة الأئمة(عليهم السلام)؟ الجواب: النبي(صلى الله عليه وآله) يوحى إليه، أما الأئمة(عليهم السلام) فلا يوحى إليهم كما كان يوحى للنبي(صلى الله عليه وآله)، -أي بوحي النبوة-. وجاء في بعض الروايات عن زرارة قال: سألت أبا جعفر(عليه السلام) عن قول الله عز وجل: (وكان رسولاً نبيا) ما الرسول وما النبي؟ قال(عليه السلام): (النبي: الذي يرى في منامه ويسمع الصوت ولا يعاين الملك، والرسول: الذي يسمع الصوت ويرى في المنام ويعاين الملك)، قلت: الإمام ما منزلته؟ قال (عليه السلام): (يسمع الصوت ولا يرى ولا يعاين الملك، ثم تلا هذه الآية: «وما أرسلنا من قبلك من رسول ولا نبي» ولا محدث). وفي الزيارة الجامعة: _ وهي الزيارة التي يرويها الشيخ الصدوق في كتابه: (من لا يحضره الفقيه): إن موسى بن عبد الله النخعي سأل الإمام علي الهادي(عليه السلام) بأن يعلمه زيارة يزور بها جميع الأئمة(عليهم السلام)، فعلمه الإمام الهادي(عليه السلام) هذه الزيارة التي تسمى بـ(الزيارة الجامعة الكبيرة)_ يذكر الإمام(عليه السلام) مجموعة من صفات الأئمة(عليهم السلام) من ضمنها: (العصمة) ومطلع الزيارة: (السلام عليكم يا أهل بيت النبوة، وموضع الرسالة، ومختلف الملائكة، ومهبط الوحي، ومعدن الرحمة، وخزان العلم، ومنتهى الحلم.. إلى أن يقول(عليه السلام): وأشهد أنكم الأئمة الراشدون، المهديون، المعصومون، المكرمون، المقربون، المتقون، الصادقون، المصطفون، المطيعون لله، القوامون بأمره، العاملون بإرادته... عصمكم الله من الزلل، وآمنكم من الفتن، وطهركم من الدنس، وأذهب عنكم الرجس أهل البيت، وطهركم تطهيراً..) ومن الأدلة على عصمة الأئمة(عليهم السلام): 1-أنه لو لم يكن الإمام معصوماً لم يحصل الوثوق بكلامه. 2- الإمام حافظ للشرع ولو لم يكن معصوماً لجاز عليه الخطأ فلا يكون حافظاَ للشرع. 3-ولأنه لو لم يكن الإمام معصوماً لزم التسلسل والتالي باطل فالمقدم مثله. بيان الملازمة: إن الموجب لنصب الإمام جواز الخطأ على الأمة، فلو كان الإمام جائز الخطأ احتاج إلى إمام آخر وهكذا.. فأما أن ينتهي الأمر إلى إمام معصوم وهو المطلوب، أو لا، فيلزم التسلسل، وامتناع التسلسل يوجب عصمته. 4-وإذا لم يكن الإمام معصوماً فأتى بذنب يلزم التبري من عمله، وتحرم إطاعته، فيلزم أن يكون الناس عالمين بالحق، وأن يتمكنوا من التمييز بينه وبين الباطل، حتى إذا أصدر الإمام حكماً دققوا فيه فإذا كان مطابقاً للحق والشرع أطاعوه فيه وإلا عصوه، وهذا معناه نفي الإمامة من الأساس. 5- والهدف من نصب الإمام(عليه السلام) هو: منع المنكرات وتبليغ أحكام الله تعالى، فالإمام إذا كان يخطئ لم تجب طاعته، فكيف يردع الناس عن المعاصي؟ وكيف له أن يبلغ أحكام الله تعالى؟. 6-وإذا عصى الإمام يكون مقامه أخس وأدنى من بقية العصاة،لأن معرفته بالله والشرع أفضل وأكثر، وعقله أكمل، فيكون عقابه أشد. |
العدد 71 هدف الخلق |
س1: ما هو الهدف والغاية من الخلق؟ ج1: الإنسان المؤمن يعتقد بأن من وراء خلق العالم والإنسان _من قبل الله سبحانه_ هدفاً وغاية، كما ويعتقد بقلب مطمئن بأن هناك غرضاً من جميع التحولات وحركات الأرض والمنظومات، يقول القرآن الكريم:(أفحسبتم إنما خلقناكم عبثاً وأنكم إلينا لا ترجعون) المؤمنون/115، ويقول أيضا:(الذين يذكرون الله قياماً وقعوداً وعلى جنوبهم و يتفكرون في خلق السموات والأرض ربنا ما خلقت هذا باطلاً) آل عمران/191، ويقول كذلك:(وما خلقنا السماء والأرض وما بينهما لاعبيين) الأنبياء/16. ثم أن الأشياء التي يعتبرها الإنسان من الشرور والأمور غير الموزونة مقارنة بالنظام الكلي هي عين النظم والخير، وبعبارة أخرى أن جميع هذه الأحداث ليست شريرة كلياً وإنما هي شر نسبياً، وبالمقارنة مع النظام الكلي لها فوائد عظيمة، والأضرار بالمقارنة إليها تعتبر قليلة ولا يعتد بها، وللإحاطة بهذا الموضوع لا بد من التعرض إلى هاتين النقطتين: التفرد بالتقييم: إن وصف هذا النوع من الحوادث بالشريرة وبالفساد إنما ينبع من رؤية الإنسان المحدودة فيقول: إذا كان للعالم إله عالم قادر فما هي علة هذا الاضطراب وعدم النظم مثل الزلازل والظلم وغيرها، مثل هذا الإنسان يأخذ بنظر الاعتبار نفسه ومن يحيطون به وبغض النظر عن الاعتبارات الأخرى وعن الذين يعيشون في المناطق الأخرى أو الذي سيأتون في المستقبل وربما كانت هذه الحوادث لفائدتهم. إن دراسة كل حدث منفصلاً عن الأحداث الأخرى ليس منطقياً لأن كل حدث يتعلق بما يحدث في نقطة أخرى من العالم ويرتبط به، وليس فقط مع الأحداث العرضية، وإنما مع كل الأحداث التي وقعت في أعماق التاريخ أو التي ستقع في المستقبل. إن علم البشر علم محدود ولا يمكن أن يصدر حكماً قطعياً في مثل هذه الحوادث التي تقع في صورة متسلسلة منذ بدء العالم وحتى نهايته وبصورة متتابعة، يقول القرآن الكريم:(وما أوتيتم من العلم إلا قليلاً) الإسراء/85، ويقول أيضاً:(يعلمون ظاهراً من الحياة الدنيا)الروم/7. صحيح أن النعمة والرفاه سبب للسعادة ولكن من طرف آخر فان الحياة المرفهة الرتيبة متعبة لا روح فيها، وتكون الحياة لذيذة وحلوة عندما يرافقها انخفاض وصعود، ويعرف قيمة الصحة من يبتلى بالحمى أو الصداع. وللمشاكل والحوادث غير السارة فائدة، على الأقل في منح ما بقي من العمر روحاً لجعله لذيذاً وحلواً. كما أن الكثير من البلايا والمصائب لها أسباب مصنوعة، والإنسان الظالم يخلق بيده الظلم فيواجه المجتمع حوادث مؤسفة. ولا توجد بلايا أكبر من بلايا الحرب التي تخلقها القدرات الكبرى أو أخطار الأسلحة المدمرة التي هي أكبر من أضرار الزلازل والفيضانات والعواصف، وفي هذه الحالة ينبغي وضع اللوم _ بسبب الوضع المضطرب للمجتمع _ على أنفسنا، وننقذ المحرومين المظلومين من البشر بالتقسيم الصحيح. |
العد 70 الضيافة الربانية |
بسم الله الرحمن الرحيم الحمدلله رب العالمين وصلى الله على أشرف بريته محمّد المصطفى وعترته الطاهرين ولعنة الله على اعدائهم الى يوم الدين . قال تبارك وتعالى في القرآن الكريم:(شهر رمضان الذي انزل فيه القران هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان) البقرة/185 في استقبال هذا الشهر الفضيل الذي خصه الله تعالى بأن أنزل فيه أعظم كتاب في تاريخ السماء لاسعاد البشريّة الى الأبد. وخصه الرسول الاكرم (صلى الله عليه وآله) بأن وصفه بقوله: (وجعلتم فيه من أهل كرامة الله) «وسائل الشيعة/كتاب الصيام/ابواب احكام شهر رمضان/ الباب 18/الحديث20». ينبغى لعامة المؤمنين والمؤمنات في كل مكان من أرجاء الأرض ان يهيئوا أنفسهم للاستفادة الكاملة من هذه الضيافة الربانية العظيمة والشاملة، فيهتموا ـــ فيما يهتمون ـــ : بالعمل الجاد لتكثير المجالس الدينية، وتعظيم الشعائر الحسينيّة، وندوات الأدعية الشريفة في هذه الأيام ولياليها، واقامة صلوات الجماعة وحلقات تلاوة القرآن الحكيم والتدبر فيه، وتجويده وتفسيره، في كل مسجد، وحسينيّة، ومعهد، ومدرسة، وسائر الأماكن العامة المناسبة، وجمع اكبر قدر ممكن من المؤمنين فيها، والعمل بما أمر النبي الأعظم (صلى الله عليه وآله) من تعميم الاطعام في هذا الشهر الكريم حتى للفقراء والضعفاء، حيث قال: (اتقوا النار ولو بشق تمرة، اتقوا النار ولو بشربة من ماء) «الامالي للصدوق/ص 154». والاهتمام الخاص بالشباب الصاعد، وعقد مجالس خاصة لهم وجمعهم في المجالس العامة لتعريفهم باصول الاسلام وفروعه ومعالى اخلاقه وتربيتهم كما يحب الله تعالى ورسوله الأمين وأهل بيته الأطهار (عليه وعليهم الصلاة والسلام) فانهم وصية الامام الصادق (عليه السلام) حيث قال: (عليكم بالاحداث) «وسائل الشيعة/كتاب الامر بالمعروف/ابواب الأمر والنهي/الباب 19/الحديث 4». وتخصيص وقت خاص كل يوم ـــ ولو لدقائق ـــ من أجل محاسبة النفس، ومراجعة سريعة لما مضى خلال الأربع والعشرين ساعة الماضية، والعزم على مواصلة الخيرات والاستغفار للذنوب، ففي الاحاديث الشريفة المتكررة عن المعصومين (عليهم السلام) : (ليس منا من لم يحاسب نفسه في كل يوم، فان عمل حسناً استزاد الله، وان عمل سيئاً استغفرالله منه وتاب اليه) «وسائل الشيعة/كتاب الجهاد/ابواب جهاد النفس/ الباب 96/الحديث 1». والعزم على ملازمة حسن الخلق ـــ طيلة هذا الشهر المبارك ـــ مع القريب والغريب، والمؤمن وغير المؤمن، والصغير والكبير، والرجل والمرأة، والصديق والعدو، وغيرهم، ففي الحديث الشريف: (إن حَسَن الخلق ذهب بخير الدنيا والآخرة) «وسائل الشيعة/ كتاب الحج/ابواب احكام العشرة/الباب 104/الحديث 30». وقراءة الخطبة النبويّة الرمضانية الشريفة، التي رواها الامام أمير المؤمنين (عليه السلام) قراءة تأمل وتدبر، ومحاولة تطبيقها على الحياة العمليّة في ايام وليالي هذا الشهر، كلٌ حسب طاقته وقدرته. وتوجيه الطاقات من جميع المؤمنين والمؤمنات في كافة أرجاء العالم الى العناية الكاملة بالنسبة لمشاكل المسلمين في جميع نقاط العالم، خاصة في فلسطين وافغانستان وغير هما، وخاصة القضية العراقية والمؤمنين والمؤمنات في العراق المظلوم، ومدّ أيادي العون المعنوي اليهم بتعميم نسخ القرآن الكريم ونهج البلاغة والصحيفة السجاديّة وسائر كتب الأدعية والتفسير والحديث والأخلاق، وما اليها على عامة المساجد والحسينيّات والجامعات والمدارس والنوادي العلميّة والمضايف وكل القرى والأرياف، وكذلك القيام بسدّ حاجات المحتاجين منهم في كافة الأصعدة، لازاحة البؤس والفقر والبطالة والعزوبة وغيرها عن هذا الشعب الأبى والغنيّ الذي نهبوا خيراته عقوداً سوداء، والمؤمنون في كل مكان هم الأجدر بأن يقوموا بسدّ هذه الثغرات من غيرهم. والاهتمام البالغ بجمع الكلمة ولمّ الشعث ونبذ الفرقة والاختلاف والتي يكون المستفيد الوحيد منها الأعداء والخسارة الكبرى تقع على هذه الامة الصامدة. والله المسئول ان يعين الجميع في هذه المجالات كلها، ومن مولانا وسيدنا الامام الحجة المهدي (صلوات الله وسلامه عليه وعجل فرجه الشريف) المترقب ان يرعى الجميع كما وعد به هو (عليه السلام) في التوقيع الشريف «الاحتجاج للطبرسي/ج2/ص323» وحسبنا الله ونعم الوكيل * بيان المرجع الديني آية الله العظمى السيد صادق الحسيني الشيرازي (دام ظله) بمناسبة حلول شهر رمضان المبارك لعام 1424هـ |
العدد 69 المعصوم لا يستخدم الغيب والإعجاز في حياته الخاصة |
س: هل المعصومون (عليهم السلام) يستخدمون الغيب والإعجاز في حياتهم الخاصة أم ماذا؟ ج: إن الأنبياء (عليهم السلام) والأوصياء ومنهم الأئمة (عليهم السلام) لا يستخدمون الغيب والإعجاز في حياتهم الخاصة إنما يستخدمون ذلك لإثبات أمر عقائدي(سواء كان في أمر التوحيد أو العدل أو النبوة أو الإمامة أو المعاد)، أو لتعميق الإيمان في ذلك، وأما سائر حياتهم الخاصة فهي كحياة سائر بني البشر يعملون حسب الظاهر(قل إنما أنا بشر مثلكم) الكهف/11، وذلك لكي يكونوا أسوة لنا نقتدي بهم، وكمثال على ذلك فقد ورد في النصوص التاريخية في شأن مقتل أمير المؤمنين(عليه السلام) لما اجتمع على قتله عبد الرحمن بن ملجم يعينه على ذلك وردان بن مجالد وشبيب بن بجرة، وقد كانوا قبل ذلك ألقوا إلى الأشعث بن قيس ما في نفوسهم من العزيمة على قتل أمير المؤمنين(عليه السلام) و واطأهم على ذلك، وحضر الأشعث بن قيس في تلك الليلة لمعونتهم على ما اجتمعوا عليه، وكان حجر بن عدي رضوان الله عليه في تلك الليلة باءتا في المسجد فسمع الأشعث يقول يا ابن ملجم النجاء النجاء لحاجتك فقد فضحك الصبح، فأحس حجر بما أراد الأشعث فقال له: قتلته يا أعور، وخرج مبادراً ليمضي إلى أمير المؤمنين(عليه السلام) ليخبره الخبر ويحذره من القوم، وخالفه أمير المؤمنين(عليه السلام) من الطريق فدخل المسجد فسبقه ابن ملجم فضربه بالسيف، وأقبل حجر والناس يقولون قتل أمير المؤمنين(عليه السلام) بحار الأنوار ج42 ص230. فإن حجر بن عدي رضوان الله عليه لو كان قد التقى بالإمام (عليه السلام) وأخبره بمؤامرة القوم كان يتحتم على الإمام أن يتخذ التدابير اللازمة لذلك لكي لا يصدق عليه(إلقاء النفس في التهلكة) وذلك لأن علمه بمؤامرة ابن ملجم صارت من الظاهر لا من الغيب، والمعصومون كسائر بني البشر مكلفون في حياتهم الخاصة أن يعملوا بالظاهر لا بالغيب، ولا يخفى ان الإمام أمير المؤمنين(عليه السلام) كان يعلم بمؤامرة ابن ملجم إلا أن علمه كان من الغيب(الذي لا يستخدمه في حياته الخاصة)، حيث إن الرسول(صلى الله عليه وآله) كان قد أخبره بذلك، فمثال الإمام في حياته الخاصة كأي إنسان لا يعلم بمؤامرة حيكت له في مكان ما فيذهب إلى ذلك المكان فإذا قتل لا يعد من إلقاء النفس في التهلكة. وهكذا سائر الأئمة من أهل البيت(عليهم السلام) ما كانوا يستخدمون الغيب في حياتهم الخاصة فمع علمهم بان اللبن أو الرطب أو العنب كان مسموماً من قبل الأعداء كانوا يتناولونه مما يؤدي إلى شهادتهم، لأن علمهم بذلك ما كان من الظاهر وإنما كان من الغيب وهم مكلفون بالعمل بالظاهر لا بالغيب. وهكذا يستخدمون الإعجاز والغيب لتعميق الإيمان في الأمور العقائدية، وكشاهد على ذلك ما ورد من ان الإمام زين العابدين (عليه السلام) كان قائماً يصلي حتى وقف ابنه محمد(عليه السلام) وهو طفل الى بئر في داره بالمدينة بعيدة القعر فسقط فيها فنظرت إليه أمه فصرخت وأقبلت نحو البئر تضرب بنفسها حذاء البئر وتستغيث وتقول يا ابن رسول الله غرق ولدك محمد، وهو لا ينثني عن صلاته وهو يسمع اضطراب ابنه في قعر البئر، فلما طال عليها ذلك قالت حزناً على ولدها: ما أقسى قلوبكم يا أهل بيت رسول الله، فأقبل على صلاته ولم يخرج عنها إلا عن كمالها وإتمامها، ثم أقبل عليها وجلس على أرجاء البئر ومد يده إلى قعرها وكانت لا تنال إلا برشاء طويل فأخرج ابنه محمداً(عليه السلام) على يديه يناغي ويضحك لم يبتل له ثوب ولا جسد بالماء، فقال: ( هاك يا ضعيفة اليقين بالله) فضحكت لسلامة ولدها، وبكت لقوله(عليه السلام) يا ضعيفة اليقين بالله، فقال: لا تثريب عليك اليوم لو علمت أني كنت بين يدي جبار لو ملت بوجهي عنه لمال بوجهه عني) المناقب ج4 ص135، فإن الأمر يظهر جلياً من قول الإمام زين العابدين(عليه السلام): (يا ضعيفة اليقين بالله)، فمن هذه القرينة نفهم أن الإعجاز كان لتعميق إيمانها بالله تبارك وتعالى. وكذلك يكون الأمر أكثر وضوحاً وجلياً من الرواية التالية: روي عن أبي الصباح الكناني قال: صرت يوماً إلى باب أبي جعفر فقرعت الباب فخرجت إلي وصيفة ناهد، فضربت بيدي على رأس ثديها فقلت لها قولي لمولاك إني بالباب، فصاح من آخر الدار: أدخل لا أم لك، فدخلت وقلت والله ما أردت ريبة ولا قصدت إلا زيادة في يقيني، فقال: صدقت، لئن ظننتم أن هذه الجدران تحجب أبصارنا كما تحجب أبصاركم إذا لا فرق بيننا وبينكم، فإياك أن تعاود لمثلها. بحار الأنوار ج46 ص248، فمن هذه الرواية يظهر جلياً ان الإمام (عليه السلام) استخدم الإعجاز لتعميق إيمان الرجل في أمر الإمامة. إذن أهل البيت(عليهم السلام) إنما يستخدمون الإعجاز والغيب في خصوص إثبات الأمور العقائدية أو من أجل تعميق إيمان الناس بها، وهذا ما ستجده في كل معجزة أو غيب استخدمه أهل البيت(عليهم السلام) وذلك بملاحظة القرائن المقالية أو المقامية التي تحيط بالمعجزة والإخبار الغيبي. وقد يقول القائل لماذا لا يستخدمون الغيب والإعجاز في حياتهم الخاصة؟ أقول: لو فعلوا ذلك لما كانوا لنا أسوة نقتدي بهم، والقرآن الكريم يقول: (لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة)الأحزاب/21، فمن مستلزمات كونهم أسوة أن يكونوا كسائر بني البشر في حياتهم الخاصة، وإلا لما اقتدى بهم الناس متعذرين بان المعصومين(عليهم السلام) يستخدمون الإعجاز والغيب في حياتهم، فهم ليسوا كسائر بني البشر حتى نقتدي بهم، فأخْذاً أمام هذا التقاعس من بعض الناس والاعتذار لا بد أن يسير المعصوم في حياته الخاصة كسيرة سائر بني البشر، وقد صرح القرآن الكريم بذلك حيث قال: (قل إنما أنا بشر مثلكم). ولا يخفى أن هذا يدل على قوة إيمانهم بالله تبارك وتعالى، حيث انهم مع علمهم من الغيب بما سيجري عليهم ما كانوا يستخدمون الغيب في حياتهم الخاصة وإنما كانوا يتعاملون مع الأمور حسب ظواهرها كسائر الناس، علماً بان استخدامهم للغيب والإعجاز في حياتهم الخاصة قد يستلزم في بعض الأحيان تعطيل قانون القضاء والقدر في الكون وفي حياة الإنسان. وهذا ما نجده في حركة الإمام الحسين(عليه السلام) من المدينة إلى مكة ثم إلى كربلاء حيث كان(عليه السلام) يتحدث أحياناً مخبراً عن الغيب بينما يتعامل مع القضايا طبقاً للظاهر، فنراه(عليه السلام) يقول مخبراً عن الغيب: (وخير لي مصرع أنا لاقيه كأني بأوصالي يتقطعها عُسلان الفلوات بين النواويس وكربلاء) بحار الأنوار ج44 ص366، ومن جانب آخر نراه (عليه السلام) يحمل أسرته وعائلته متوجهاً إلى العراق ليتولى زمام الأمور في العراق بعد أن بايعه أهل العراق عبر رسوله مسلم بن عقيل(رضوان الله عليه). |
العدد 68 الجبر والاختيار |
س: هل الإنسان مجبر في أعماله أم مخيّر؟ ج: الجماد لا خيرة له، فلو رميته من فوق، جذبه طبعه إلى الأرض والنبات لا خيرة له، ينمو تحت عوامل الحر والضوء والتراب. والمياه لا خيرة لها، تركد إذا لم تجد مسيلاً، وتسيل إذا وجدت مسرحاً. والشمس والقمر، والنجوم والسحاب، و.. كلها تجري بتقدير العزيز العليم، حسب موازين القدرة العليا. والإنسان له ناحيتان: 1: ناحية التكوين، ويشترك في هذه الجهة مع سائر الموجودات، فالدورة الدموية، وحركة القلب والرئة، وتصفية الكبد، و.. كلها خاضعة للقانون العام الذي أودعه الله تعالى في الجسم. 2: ناحية الإرادة، والإنسان من هذه الجهة حر مختار.. يأكل حيث أراد، ويمشي كيف شاء، ويعمل ويفكر، وينظر ويغمض، ويحسن ويسيء، كل ذلك حسب إرادته ومشيئته. فإن من يزعم: أن الإنسان مجبور في عمله، كالحجر المرمي، والنبات النامي، يصادم البديهة. ولو كان الإنسان مجبوراً في عمله، لكانت القوانين والمحاكم، والأنظمة و.. كلها لغواً، ولا يقول بذلك إلا من كان بعيداً عن الإنسانية. فإن الحيوان: مختار في كثير من أعماله- كما نشاهد- فكيف بالإنسان الذي هو أرقى من الحيوان وأرقى؟ وقد ورد في الحديث عن الإمام الصادق(عليه السلام) أنه قال: (لا جبر ولا تفويض بل أمر بين أمرين) الكافي ج1 ص160. فإن الإنسان في تصرفاته مختار إن شاء أحسن وإن شاء أساء، وفي نفس الحين تكون قدرته على الإحسان وعلى الإساءة هي من الله تبارك وتعالى، (إنا هديناه السبيل إما شاكرا وإما كفورا)، (وهديناه النجدين). ولتقريب الصورة نذكر المثال التالي: تصوروا قطاراً يسير بقوة الطاقة الكهربائية حيث ان في أعلى القطار حلقة مربوطة بسلك كهربائي يمتد هذا السلك إلى محطة، في تلك المحطة رجل بإمكانه أن يقطع التيار الكهربائي عن القطار فلا يسير، وبإمكانه أن يوصل السلك بالكهرباء فيتمكن من السير، وفي نفس القطار هناك قائد يتحكم فيه إيقافاً وتسييراً وفي أخذه ذات اليمن وذات الشمال، فقائد القطار في حين أنه مختار في تصرفه بالقطار، هو أيضاً لا قدرة له بالتحكم فيه، لأن الرجل الذي في المحطة لو قطع عنه تيار الكهرباء لما تمكن القائد من التحكم بالقطار. والإنسان كذلك جميع ما عنده من النعم والقوى والملكات والكفاءات هي من الله تبارك وتعالى ولكنه مختار إن شاء استخدمها في الخير فيثاب ويؤجر على ذلك وإن شاء استخدمها في الشر فيأثم ويعاقب على ذلك قال تعالى:(إنا هديناه السبيل إما شاكراً وإما كفوراً). هذا، وقد دار حوار بين الإمام الكاظم(عليه السلام) والنعمان أبو حنيفة حيث قال للإمام (عليه السلام): مِمَّن المعصية؟ قال(عليه السلام): يا شيخ لا تخلو من ثلاث: إما أن تكون من الله وليس من العبد شيء فليس للحكيم أن يأخذ عبده بما لم يفعله، و إما أن تكون من العبد ومن الله والله أقوى الشريكين فليس للشريك الأكبر أن يأخذ الشريك الأصغر بذنبه، وإما أن تكون من العبد وليس من الله شيء فإن شاء عفا وإن شاء عاقب. بحار الأنوار ج5 ص27. |
العدد 67 وضوءنا وضوء النبي وآله (ص) |
س1: ما هي كيفية وضوء النبي وآله(صلوات الله عليهم أجمعين)؟ ج1: ورد ذكر الوضوء في الآية السادسة من سورة المائدة: (يا أيها الذين آمنوا إذا قمتم إلى الصلاة فاغسلوا وجوهكم وأيديكم إلى المرافق وامسحوا برؤوسكم وأرجلكم إلى الكعبين). والخلاف بين المسلمين هو في كيفية غسل الأيدي، وحكم الأرجل في الوضوء. فالذي عندنا: انه يجب في غسل الأيدي الابتداء بالمرفقين والانتهاء بأطراف الأصابع، على اعتبار أن المقصود من قوله تعالى: (إلى المرافق) هو مع المرافق حسب التفسير الوارد عن أئمة أهل البيت (عليهم السلام). حيث أن لفظة(إلى ) وردت في اللغة العربية بمعنى (مع) أيضاً كما في قوله تعالى: (ولا تأكلوا أموالهم إلى أموالكم). وقال الراوي سألت أبا عبد الله الصادق(عليه السلام) عن قول الله عز وجل: (فاغسلوا وجوهكم وأيديكم إلى المرافق)، فقلت هكذا، ومسحت من ظهر كفي إلى المرفق، فقال ليس هكذا تنزيلها_ أي تفسيرها _ إنما هي فاغسلوا وجوهكم وأيديكم من المرافق ثم أَمَرَّ يده من مرفقه إلى أصابعه. وفي رواية أخرى عن زرارة قال قلت لأبي جعفر(عليه السلام) ألا تخبرني من أين علمت وقلت إن المسح ببعض الرأس وبعض الرجلين؟ فضحك، ثم قال يا زرارة قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) ونزل به الكتاب من الله لأن الله عز وجل يقول فأغسلوا وجوهكم، فعرفنا أن الوجه كله ينبغي أن يغسل، ثم قال وأيديكم إلى المرافق، ثم فصل بين الكلام فقال وامسحوا برؤوسكم فعرفنا حين قال برؤوسكم أن المسح ببعض الرأس لمكان الباء، ثم وصل الرجلين بالرأس كما وصل اليدين بالوجه فقال: وأرجلكم إلى الكعبين، فعرفنا حين وصلها بالرأس أن المسح على بعضها، ثم فسر ذلك رسول الله (صلى الله عليه وآله) للناس فضيعوه. الكافي ج3 ص62. وحكم الأرجل في الوضوء هو المسح لا الغسل، لأن قوله تعالى: (وأرجلكم) بالنصب، عطف على الرؤوس المنصوبة محلاً، المجرورة لفظاً. وفي الحديث أن بُكَيْر وزرارة ابني أعين سألا أبا جعفر(عليه السلام) عن وضوء رسول الله (صلى الله عليه وآله) فدعا بطست أو بتور فيه ماء فغسل كفيه ثم غمس كفه اليمنى في التور فغسل وجهه بها واستعان بيده اليسرى بكفه على غسل وجهه ثم غمس كفه اليمنى في الماء فاغترف بها من الماء فغسل يده اليمنى من المرفق إلى الأصابع لا يرد الماء إلى المرفقين ثم غمس كفه اليمنى في الماء فاغترف بها من الماء فأفرغه على يده اليسرى من المرفق إلى الكف لا يرد الماء إلى المرفق كما صنع باليمنى ثم مسح رأسه وقدميه إلى الكعبين بفضل كفيه ولم يجدد ماء. وهناك توجد روايات عديدة ترويها مصادر العامة في هذا الباب،منها: - أخرج ابن ماجة في سننه عن رفاعة بن رافع أنه كان جالساً عند النبي(صلى الله عليه وآله) فقال: إنها لا تتم صلاة لأحد حتى يسبغ الوضوء كما أمره الله تعالى يغسل وجهه ويديه إلى المرفقين ويمسح رأسه ورجليه إلى الكعبين(ج/156). - أخرج أحمد بن حنبل في مسنده عن علي(عليه السلام) قال: كنت أرى أن باطن القدمين أحق بالمسح من ظاهرهما حتى رأيت رسول الله(صلى الله عليه وآله) يمسح ظاهرهما(ج1/95). - أخرج ابن ماجة في سننه عن ابن عباس قال: (إن الناس أبو إلا الغسل ولا أجد في كتاب الله إلا المسح)(ج1/156). |
العدد 66 إيّاهم (عليهم السّلام) عنى |
س: هل يجب اتباع أهل البيت(عليهم السلام) على جميع المسلمين، كوجوب متابعة النبي الأكرم(صلى الله عليه وآله) وما هي وظائف الأمة تجاه أهل البيت(عليهم السلام)؟ ج: متابعة أهل بيت النبي (صلى الله عليه وآله) واجبة على جميع الأمة، كوجوب متابعة النبي الأكرم(صلى الله عليه وآله)، و يجب الأخذ بأقوالهم والتأسي بسيرتهم العطرة، بل لا بد من الاقتصار على نهجهم دون غيرهم فأنهم خليفة رسول الله على الأمة. ويدل على ذلك جملة من الأمور: الأخبار المتواترة الدالة على التمسك بالثقلين، كتاب الله وعترة الرسول(صلى الله عليه وآله)، كقوله(صلى الله عليه وآله):(إني تركت فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا بعدي، كتاب الله حبل ممدود من السماء إلى الأرض، وعترتي أهل بيتي، ولن يفترقا حتى يردا عليّ الحوض، فانظروا كيف تخلفوني فيهما) وهذا الحديث متفق عليه بين جميع المسلمين وفيه دلالة واضحة على عصمة أهل البيت(عليهم السلام) ولزوم الأخذ بأقوالهم على حد لزوم الأخذ بالقرآن الكريم، ووجوب محبتهم ومودتهم، وعدم كفاية القرآن الكريم للهداية من دون التمسك بأهل البيت(عليهم السلام). قوله(صلى الله عليه وآله):(مثل أهل بيتي كمثل سفينة نوح، من ركبها نجى، ومن تخلف عنها غرق) وقوله(صلى الله عليه وآله):(إنما مثل أهل بيتي فيكم مثل باب حطة في بني إسرائيل من دخله غفر له). قوله(صلى الله عليه وآله):(من أحب أن يحيا حياتي، ويموت ميتتي، ويدخل الجنة التي وعدني ربي، وهي جنة الخلد فليتول علياً وذريته من بعده، فإنهم لن يخرجوكم باب هدى، ولن يدخلوكم باب ضلالة) إلى غير ذلك من الأدلة الكثيرة المروية في كتب جميع المسلمين. أما وظائف المسلمين بالنسبة إلى أهل البيت(عليهم السلام) فهي كثيرة منها: 1) معرفة الأئمة الطاهرين(عليهم السلام) والإقرار بإمامتهم وولايتهم، والتسليم لهم والتأسي بهم. 2) التولي لهم والتبري من أعدائهم، وإطاعتهم وامتثال أوامرهم ونواهيهم. 3) الرجوع إليهم والتحاكم إليهم في جميع الأمور الدينية والدنيوية والأخروية. 4) تعلم جميع العلوم والمعارف والأحكام منهم لا من غيرهم، لأن الصحيح منها هو ما كان عندهم، فإنهم باب علم النبي(صلى الله عليه وآله) وطريق حكمته. 5) الرجوع إليهم في جميع ما يعود إلى القرآن الكريم من تفسيره وتأويله، ومحكمه ومتشابهه، وناسخه ومنسوخه، وخاصه وعامه، فهم العالمون بحقائقه وقد نزل القرآن في بيوتهم. 6) التوسل بهؤلاء الأطهار وجعلهم شفعاء إلى الله تعالى في الدواهي، وفي قضاء الحوائج حيث قال تعالى:(وابتغوا إليه الوسيلة). 7) مودتهم وحبهم ونصرتهم وصلتهم. وبالإضافة إلى ذلك وظيفة الأمة في زمان غيبة سيدنا ومولانا الإمام المهدي المنتظر(أرواحنا فداه)، هي انتظار الفرج والظهور المبارك، والتهيؤ لنصرته، والتصدق لسلامته، والدعاء له ولفرجه، والثبات على معرفته، وفقنا الله لذلك ونفعنا بحبهم وولايتهم وثبتنا على معرفتهم. |
العدد 64 وجوب المتابعة لأهل البيت (عليهم السلام) |
س: هل يجب اتباع أهل البيت(عليهم السلام) على جميع المسلمين، كوجوب متابعة النبي الأكرم(صلى الله عليه وآله) وما هي وظائف الأمة تجاه أهل البيت(عليهم السلام)؟ ج: متابعة أهل بيت النبي (صلى الله عليه وآله) واجبة على جميع الأمة، كوجوب متابعة النبي الأكرم(صلى الله عليه وآله)، و يجب الأخذ بأقوالهم والتأسي بسيرتهم العطرة، بل لا بد من الاقتصار على نهجهم دون غيرهم فأنهم خليفة رسول الله على الأمة. ويدل على ذلك جملة من الأمور: الأخبار المتواترة الدالة على التمسك بالثقلين، كتاب الله وعترة الرسول(صلى الله عليه وآله)، كقوله(صلى الله عليه وآله):(إني تركت فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا بعدي، كتاب الله حبل ممدود من السماء إلى الأرض، وعترتي أهل بيتي، ولن يفترقا حتى يردا عليّ الحوض، فانظروا كيف تخلفوني فيهما) وهذا الحديث متفق عليه بين جميع المسلمين وفيه دلالة واضحة على عصمة أهل البيت(عليهم السلام) ولزوم الأخذ بأقوالهم على حد لزوم الأخذ بالقرآن الكريم، ووجوب محبتهم ومودتهم، وعدم كفاية القرآن الكريم للهداية من دون التمسك بأهل البيت(عليهم السلام). قوله(صلى الله عليه وآله):(مثل أهل بيتي كمثل سفينة نوح، من ركبها نجى، ومن تخلف عنها غرق) وقوله(صلى الله عليه وآله):(إنما مثل أهل بيتي فيكم مثل باب حطة في بني إسرائيل من دخله غفر له). قوله(صلى الله عليه وآله):(من أحب أن يحيا حياتي، ويموت ميتتي، ويدخل الجنة التي وعدني ربي، وهي جنة الخلد فليتول علياً وذريته من بعده، فإنهم لن يخرجوكم باب هدى، ولن يدخلوكم باب ضلالة) إلى غير ذلك من الأدلة الكثيرة المروية في كتب جميع المسلمين. أما وظائف المسلمين بالنسبة إلى أهل البيت(عليهم السلام) فهي كثيرة منها: 1) معرفة الأئمة الطاهرين(عليهم السلام) والإقرار بإمامتهم وولايتهم، والتسليم لهم والتأسي بهم. 2) التولي لهم والتبري من أعدائهم، وإطاعتهم وامتثال أوامرهم ونواهيهم. 3) الرجوع إليهم والتحاكم إليهم في جميع الأمور الدينية والدنيوية والأخروية. 4) تعلم جميع العلوم والمعارف والأحكام منهم لا من غيرهم، لأن الصحيح منها هو ما كان عندهم، فإنهم باب علم النبي(صلى الله عليه وآله) وطريق حكمته. 5) الرجوع إليهم في جميع ما يعود إلى القرآن الكريم من تفسيره وتأويله، ومحكمه ومتشابهه، وناسخه ومنسوخه، وخاصه وعامه، فهم العالمون بحقائقه وقد نزل القرآن في بيوتهم. 6) التوسل بهؤلاء الأطهار وجعلهم شفعاء إلى الله تعالى في الدواهي، وفي قضاء الحوائج حيث قال تعالى:(وابتغوا إليه الوسيلة). 7) مودتهم وحبهم ونصرتهم وصلتهم. وبالإضافة إلى ذلك وظيفة الأمة في زمان غيبة سيدنا ومولانا الإمام المهدي المنتظر(أرواحنا فداه)، هي انتظار الفرج والظهور المبارك، والتهيؤ لنصرته، والتصدق لسلامته، والدعاء له ولفرجه، والثبات على معرفته، وفقنا الله لذلك ونفعنا بحبهم وولايتهم وثبتنا على معرفتهم. |
العدد 63 في مواجهة التيارات الفاسدة |
س1: ما هي السبل الكفيلة لمواجهة التيارات الفكرية الفاسدة؟ وما هو دور المؤسسات الإسلامية في ضمان حصانة الفرد المسلم؟ ج1: لكي يتمكن المسلمون من مواجهة التيارات الفكرية الفاسدة التي يخشى أن ينزلق في مهاويها الشباب المسلم عن جهل أو انحراف، لا بد من الالتفات إلى السبل الكفيلة بالقيام بهذه المواجهة وضمان حصانة الفرد المسلم ورسم معالم ارتقائه، والتي يمكن تحديدها في الوسائل التالية: 1- الإرشاد الفكري: من أبرز أسباب تأخرنا نحن المسلمين هو قلة وجود المبلغين والعاملين الاعلاميين على نشر المبادئ الحقة للإسلام القائمة على فقه آل محمد(صلوات الله عليهم) وعلومهم الإلهية، فلو أردنا أن نقارن بين بعض الأنشطة التي نقوم بها في سبيل خدمة الإسلام والإنسانية، وبين التي تقوم بها المذاهب والأديان الأخرى لوجدنا أن عملنا ونشاطنا يقل بكثير عنهم، فإذا أردنا أن نوفر في المجتمع الإسلامي الرشد الفكري والوعي الإسلامي الحضاري، فإننا سنحتاج في ذلك إلى الكثير من المبلغين والخطباء، وكل فرد منا ينبغي أن يجعل أحد أبنائه تلميذاً من تلاميذ الإمام جعفر الصادق(عليه السلام) ليصبح مبلغاً قديراً ومضحياً للإسلام ليواجه التيار الجارف من الأفكار الهدامة. 2- نشر الكتب: من الطرق والوسائل الناجحة التي يتم بواسطتها نشر الوعي والثقافة في المجتمع هو نشر الكتب الدينية والتوعوية، ومع الأسف فإننا لم نستفد من هذه الوسيلة كما ينبغي، فعلينا أن نغتنم هذه الوسيلة الفعالة وننشر الكتب في كل فرصة ومجال، كالمجالس الحسينية ومراسيم العزاء والاحتفالات والأعياد والمناسبات وغير ذلك. 3- تنظيم أفراد المجتمع وتوجيههم وحثهم على مبادئ الإسلام: حالياً نتحسس ميول بعض شبابنا في ثقافتهم وسلوكهم إلى الغرب أو الشرق، بل ويقلدونهم أيضاً حذو النعل بالنعل، لذلك فليعمد شبابنا المثقف إلى الحسينيات والمساجد التي تعتبر من أهم المراكز التجمعية في الإسلام لينطلقوا منها، كما يجب إدخال التنظيم في كل مجالات الحياة وجوانبها، حيث يقول الإمام أمير المؤمنين(الله الله في نظم أمركم). 4- تأسيس المؤسسات: لكي نكون على تماس مباشر بحاجات المجتمع الإسلامي ومتطلباته، لا بد من العمل بجد ونشاط لتأسيس المؤسسات الدينية والخدماتية بشكل واسع من قبيل الحسينيات والمكتبات العامة والمستوصفات والمدارس وصناديق القرض الحسن وهيئات الإعانة وما أشبه ذلك، وتشجيع المؤمنين من أصحاب رؤوس الأموال في المشاركة ودعم هذه الجهود الخيّرة، ولتأسيس هذه المؤسسات فوائد كثيرة لا تخفى على أحد، وقد عبرت الروايات عنها بالصدقة الجارية، لأن هذه الدنيا لها بوابتان، بوابة الدخول إليها وهي رحم الأم، وبوابة الخروج منها وهي القبر، حيث يطوي الموت حياة الإنسان ويصبح عندها في طي النسيان في الدنيا ولكن هذه المؤسسات الإسلامية والخيرية هي التي تجعله حياً يتداول ذكره وفكره القريب والبعيد، ويتوالى عليه الثواب باستمرار ودون انقطاع، قال رسول الله(صلى الله عليه وآله):(خير الناس من انتفع به الناس). |
العدد 62 مشروعية التطبير |
س1: هل ضرب الرؤوس (التطبير) في يوم العاشر من المحرم أمر مستحب في الشريعة الإسلامية؟ وماذا عن الضرر الناتج من جراء الضرب؟ ج1: مما لا شك فيه أن التطبير عمل مستحب، وقد قامت الأدلة الشرعية المتضافرة عليه، وأفتى بذلك علماؤنا قديماً وحديثاً، لما فيه من مواساة لجراحات سيد الشهداء(عليه السلام) وأصحابه وأهل بيته، وفي ذلك تربية على بذل الغالي في سبيل الدين والعقيدة، مضافاً إلى ما فيه من تعظيم الشعائر التي قال عنها سبحانه:(ومن يعظم شعائر الله فانها من تقوى القلوب)... كما فيه أيضاً إظهار للمودة والمحبة لأهل البيت(عليهم السلام)التي هي من الواجبات الشرعية باتفاق المسلمين قال سبحانه:(قل لا أسألكم عليه أجراً إلا المودة في القربى) ولا شك أن التطبير ونحوه من الشعائر الحسينية وفيه إظهار للمودة والمحبة والتعاطف مع مواقف أهل البيت(عليهم السلام)وصمودهم ودفاعهم عن الدين والمبادئ الإسلامية، بل قد ورد في الأدلة المتضافرة حثهم عليهم السلام على إقامة الشعائر وإحياء أمرهم، حيث قال(عليه السلام):(أحيوا أمرنا رحم الله من أحيا أمرنا)، مضافاً إلى ما ورد عن الإمام الرضا(عليه السلام)من قوله:(إن يوم الحسين أقرح جفوننا) وقرح الجفن أشد من التطبير بلحاظ حساسية العين البالغة، كما ورد عن مولانا صاحب الأمر(سلام الله عليه)(لأبكين عليك بدل الدموع دماً... حتى أموت بلوعة المصاب وغصة الاكتياب) وواضح أن البكاء من دم بل والموت من أثر المصيبة أشد وأعظم من التطبير، ثم إن في التطبير ونحوه إحياءً لأمرهم وتذكيراً بهم وترويجاً لمبادئهم وسيرتهم. ومن فوائد التطبير في صحة الإنسان أنه يكون في موضع الحجامة من الرأس و هي من سنن الرسول(صلى الله عليه وآله) وقد تواترت روايات الفريقين في حث على ذلك وان الرسول(صلى الله عليه وآله)كان يفعل ذلك في كل عام وكان يسميها المنقذة، وقد ورد في صحيح البخاري وغيره من كتبهم عدة روايات تدل على أن الرسول(صلى الله عليه وآله) شق رأسه، وعليه فلو طبر الحسينيون بقصد الحجامة أيضاً تأسياً برسول الله(صلى الله عليه وآله) حصلوا في ذلك على ثواب مضاعف، والذي يتبع سيرتهم (عليهم الصلاة والسلام) يجد من ذلك الكثير. ثم إن السيرة المتبعة منذ القديم للمؤمنين هي مواساة سيد الشهداء(عليه السلام) بمختلف المراسم العزائية وكان منها التطبير وكل ذلك كان بمرأى ومسمع من أعاظم فقهاء الطائفة بل أن بعضهم رضوان الله عليهم كان يفتي بوجوبه ويقوم هو بهذه الشعيرة العزائية ولم يحدثنا التاريخ أو السيرة أنه كان سبباً للاختلاف أو الفرقة أو ما أشبه والقول بالعدم أو الحرمة هو الذي قد يسبب الفرقة والاختلاف. وأما ما يقال من استلزامه الضرر وهو حرام فهو أول الكلام من ناحية أصل الضرر بل انه نوع حجامة والحجامة لها فوائد جمة مضافاً إلى الفوائد المعنوية في ذلك، وقد اتفقت كلمة الفقهاء على حرمة أصناف ثلاثة من ضرر النفس فقط هي: قتل النفس. قطع أعضاء البدن. إسقاط قوة من القوى كالإعماء أو الإطراش ونحوها. وأما غيرها فلا دليل على الحرمة، بل قامت الحياة الاجتماعية على ارتكاب جملة من الأعمال اليومية المشتملة على بعض الأضرار بلا مانع عقلي أو شرعي أو عقلائي كالألعاب الرياضية والتدخين ونحوها وحتى السفر بالطائرات وغيرها مما يوجب تلف النفس أحياناً فهل يحكم بحرمتها لأنها تستلزم الضرر ولو أحياناً؟ |
العدد 61 الشفاعة |
س1: ما هي الشفاعة؟ ولمن تكون؟ ج1: الشفاعة هي توسط الأولياء في الغض عن تقصير أو رفع درجة أو ما أشبه كأستجابة الدعاء. وقد ورد ذكر الشفاعة في القرآن الكريم والسنة المطهرة المروية عن الرسول الكريم(صلى الله عليه وآله) والأئمة المعصومين(عليهم السلام)، وهي حقيقة ثابتة، والإيمان بها من الضروريات. قال الله تعالى:(لا يملكون الشفاعة إلاّ من اتخذ عند الرحمن عهداً)، وقال سبحانه:(يومئذ لا تنفع الشفاعة إلاّ من أذن له الرحمن ورضي له قولاً)، وقال عز وجل:(يعلم ما بين أيديهم وما خلفهم ولا يشفعون إلا لمن ارتضى). وأما من السنة المطهرة فالأحاديث متواترة عن الرسول والعترة الطاهرة(صلوات الله عليهم)منها: قول رسول الله(صلى الله عليه وآله):(إذا قمت المقام المحمود تشفعت في أصحاب الكبائر من أمتي فيشفعني الله فيهم، والله لا تشفعت فيمن آذى ذريتي). ومسألة الشفاعة في الإسلام كما صرحت بها آيات القرآن الكريم مقيدة بشروط، وهذه الشروط تارة تخص المشفِّع أو الشفيع، وتارة أخرى تخص المشفوع له. وحق الشفاعة يكون للرسول الكريم(صلى الله عليه وآله) وللأئمة المعصومين من ذريته (عليهم السلام) ثم للأنبياء(عليهم السلام) والأولياء والصالحين من الناس، قال الله تعالى مخاطباً نبيه الكريم(صلى الله عليه وآله):(ولسوف يعطيك ربك فترضى). فينجي الله تعالى بشفاعتهم كثيراً من المذنبين والخاطئين كما يرفع بها درجات المؤمنين، فعن رسول الله(صلى الله عليه وآله) أنه قال:(إني أشفع يوم القيامة فأشفع، ويشفع علي(عليه السلام)، فيشفع ويشفع أهل بيتي فيشفعون، وإن أدنى المؤمنين شفاعة ليشفع في أربعين من إخوانه كلّ استوجب النار). وقال الإمام الصادق(عليه السلام):(ثلاثة يشفعون إلى الله عز وجل فيشفعون، الأنبياء ثم العلماء ثم الشهداء). والشفاعة تشمل أولئك الذين بلغوا مرتبة الارتضاء أي القبول لدى الله سبحانه وتعالى، والذين التزموا بالعهد وهذا العهد هو الإيمان بالله ورسوله حسب ما ورد في التفسير . كما أنها لا تشمل الكفار الذين انقطعت علاقتهم عن الله لأجل الكفر به وبرسله وكتبه، كذلك وانقطعت علاقتهم الروحية عن الشفعاء الصالحين لأجل انشغالهم في الفسق والأعمال السيئة وارتكابهم الجرائم الكبيرة. وعليه فلا بد للمؤمنين بهذا المبدأ(الشفاعة) أن يسعوا لتوفير شروطها كي يشملهم عطاؤها، وأن يجتنبوا الذنوب التي تقضي على كل أمل في الشفاعة كالظلم ونحوه، وأن يعمقوا في أنفسهم الإيمان بالله واليوم الآخر. ثم إن الشفاعة كما تكون في زيادة الثواب كذلك تكون في إسقاط العقاب عن فساق المسلمين المستحقين للعذاب. وقد أنكر البعض من الناس الشفاعة وصوروها على أنها شركاً وانحرافاً عن خط التوحيد، والحقيقة غير ذلك، فالشرك هو أن يشرك الإنسان أحداً فيما يختص به الخالق، وأن يتجه الإنسان في طلبه إلى فرد يعتبره قادراً بشكل مستقل عن إرادة الله عزّ وجل على تلبية ذلك الطلب. أما إذا طلب الإنسان من أحد شفاعة منحها له الله، فما ذلك بشرك، بل هو عين الإيمان والتوحيد. |
العدد 60 الولاية التكوينية |
س: ما هو المراد بالولاية التكوينية للأئمة المعصومين (عليهم السلام) ألا يكون الاعتقاد بذلك من الغلو؟ ج: لقد قامت الأدلة العقلية والنقلية المتضافرة على ثبوت الولاية التكوينية لرسول الله (صلى الله عليه وآله) والأئمة المعصومين (عليهم السلام). والولاية التكوينية بمعنى: أن لهم (عليهم السلام) أن يتصرفوا في الكون بإذن الله سبحانه،فإن الله عز وجل قد أذن لبعض مخلوقاته في ذلك، كما يتصرف عزرائيل بإذنه سبحانه في الإماتة، وكذلك بالنسبة إلى بعض الملائكة حيث قال سبحانه: (فالمدبرات أمرا) ومن المعلوم أن المعصومين (عليهم السلام) جميعاً أفضل من الملائكة، ولذا سجدت الملائكة لآدم (عليه السلام) وهم (عليهم السلام) أفضل من آدم (عليه السلام)، وفي الحديث القدسي: (عبدي أطعني تكن مِثلي أو مثَلي، أقول للشيء: كن فيكون وتقول للشيء كن فيكون) وهذا يمكن تحققه بالنسبة إلى الإنسان المؤمن العادي، فكيف بهم (عليهم السلام) وهم من المعدن الأسمى والجوهر الأعلى؟ كما قال (صلى الله عليه وآله): (الناس معادن كمعادن الذهب والفضة) الكافي ج8 ص177، وفي قصة النبي عيسى (عليه السلام) دلالة على ذلك حيث كان يبرأ الأكمه والأبرص ويحيي الموتى بإذن الله سبحانه وتعالى وهم (عليهم السلام) أفضل من عيسى (عليه السلام) لما ورد من أن عيسى (عليه السلام) يصلي خلف الإمام المهدي (عجل الله فرجه الشريف) بالإضافة إلى الروايات المتعددة والتي تعد من ضروريات مذهبنا. وقد دل القرآن الكريم على ثبوت الولاية التكوينية لعدة من الأنبياء والأولياء (عليهم السلام) فتثبت لهم (عليهم السلام) بطريق أولى: كقصة آصف وعرش بلقيس، وسليمان والريح، وقصة الجبال والطير مع داود (عليه السلام) وقصة عيسى (عليه السلام) وتكلمه في المهد وإبرائه الأكمه والأبرص وإحياء الموتى وخلقه الطير كما سبق) إلى غيرها مما ورد في القرآن الكريم. ومن الواضح أن قدرتهم التكوينية ليست ذاتية من عند أنفسهم، بل هي منحة الله تعالى وعطاؤه لهم (عليهم السلام) ولذا قال سبحانه: (قل لا أملك لنفسي نفعاً ولا ضراً) فقدرتهم في طول قدرة الله سبحانه وحاصلة بإرادته تعالى، وهذا ليس من الغلو، لأن الغلو معناه جعل العبد بمنزلة الرب ونحوه والفرق كبير بين ثبوت الولاية التكوينية لهم (عليهم السلام) بالمعنى المذكور وبين الغلو، وعليه فان إنكار ذلك أمر لا يرجع إلى برهان أو دليل بل قام الدليل على خلافه. |
العدد 58 فوائد الإمامة |
س1: هل الإمامة من أصول الدين؟ وما هي فائدتها؟ ج1: الإمامة أصل من أصول الدين الإسلامي الحنيف، كالعدل والتوحيد والنبوة والمعاد، وهي منصب الهي ورئاسة عامة في أمور الدين والدنيا لمن يختاره الله سبحانه وتعالى للقيام مقام النبي(صلى الله عليه وآله) في إرشاد الناس وقيادة المجتمع، فيأمر النبي(صلى الله عليه وآله) بالإشارة إليه ووجوب اتباعه، ففي متواتر الحديث عن رسول الله(صلى الله عليه وآله):(من مات ولم يعرف إمام زمانه مات ميتة جاهلية). وقد أمر الله سبحانه وتعالى رسوله الكريم محمداً(صلى الله عليه وآله) بتبليغها إلى الناس كما تشير بذلك الآية الشريفة:( يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك وإن لم تفعل فما بلغت رسالته). فصدع الرسول الكريم(صلى الله عليه وآله) بالأمر وبلغ به في طريق عودته من حجة الوداع بالقرب من غدير خم، وذلك في الثامن عشر من ذي الحجة، يوم جمع الناس ليتلو عليهم أمر الله بتنصيب الإمام أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام) إماماً وولياً وخليفة من بعده، ولما تم الأمر لأمير المؤمنين(عليه السلام) وبايعه الناس جمعياً، نزل الأمين جبرائيل مهنئاً ومبلغاً الرسول(صلى الله عليه وآله) قول الله عز وجل:( اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام ديناً). فبإقرار الإمامة والولاية كمل الدين وتمت النعمة ورضي الله سبحانه بالإسلام ديناً تاماً لا نقص فيه. وقد أكد النبي(صلى الله عليه وآله) على ضرورة التمسك بأئمة أهل البيت(عليهم السلام) وحصر الهداية والنجاة فيهم، إذ قال:(إني تارك فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي أهل بيتي ما إن تمسكتم بهما لن تضلوا من بعدي أبداً، وإن اللطيف الخبير أخبرني أنهما لن يفترقا حتى يردا عليّ الحوض، فانظروا كيف تخلفوني فيهما) وقال (صلى الله عليه وآله):(إنما مثل أهل بيتي فيكم مثل سفينة نوح من دخلها نجا ومن تخلف عنها هلك). وقد قال عز وجل:(وما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى الله ورسوله أمراً أن يكون لهم الخيرة من أمرهم). أما فائدة الإمامة فعظيمة لا غنى للبشر عنها أو الاستعاضة عنها بشيء آخر، ففي حديث عن الإمام أبي جعفر الباقر(عليه السلام) قال جابر: قلت لأي شيء يحتاج إلى النبي والإمام؟ فقال(عليه السلام):( لبقاء العالم على صلاحه، وذلك أن الله عز وجل يرفع العذاب عن أهل الأرض إذا كان فيها نبي أو إمام، قال الله عز وجل:(وما كان الله ليعذبهم وأنت فيهم)، وقال النبي(صلى الله عليه وآله):( النجوم أمان لأهل السماء، وأهل بيتي أمان لأهل الأرض، فإذا ذهبت النجوم أتى أهل السماء ما يكرهون، وإذا ذهب أهل بيتي أتى أهل الأرض ما يكرهون) يعني بأهل بيته الأئمة الذين قرن الله عز وجل طاعتهم بطاعته فقال:( يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم) وهم المعصومون المطهرون الذين لا يذنبون ولا يعصون وهم المؤيدون الموفقون المسددون، بهم يرزق الله عباده، وبهم يعمرّ بلاده، وبهم ينزل القطر من السماء، وبهم تخرج بركات الأرض، وبهم يمهل أهل المعاصي و لا يعجل عليهم بالعقوبة والعذاب، لا يفارقهم روح القدس ولا يفارقونه، ولا يفارقون القرآن ولا يفارقهم صلوات الله عليهم أجمعين) علل الشرائع ج1 ص123-124. وقال الإمام الرضا(عليه السلام):(نحن حجج الله في أرضه وخلفاؤه في عباده، وأمناؤه على سره، ونحن كلمة التقوى، والعروة الوثقى، ونحن شهداء الله وأعلامه في بريته، بنا يمسك الله السماوات والأرض أن تزولا، وبنا ينزل الغيث، وينشر الرحمة، لا تخلوا الأرض من قائم منا ظاهر أو خافٍ، ولو خلت يوماً بغير حجة لماجت بأهلها كما يموج البحر بأهله). |
العدد 57 الراسخون في العلم |
س: من هم الراسخون في العلم الذين قصدهم القرآن الكريم؟ هل هم أهل البيت(عليهم السلام)؟ كيف يمكن إثبات ذلك؟ ج: الراسخون في العلم: تعبير قرآني ورد في موضعين، أحدهما في سورة آل عمران، قال تعالى:(وما يعلم تأويله إلا الله والراسخون في العلم يقولون آمنا به كل من عند ربنا) والآخر في سورة النساء، قال تعالى:(لكن الراسخون في العلم منهم والمؤمنون يؤمنون بما أنزل إليك وما أنزل من قلبك). وبحسب المعنى اللغوي لكلمة الراسخين، فإنها تعني الذي لهم قدم ثابتة في العلم والمعرفة، ومن الطبيعي أن يكون معنى الكلمة واسعاً يضم جميع العلماء والمفكرين، إلاّ أن هناك بين هؤلاء أفراداً متميزين لهم مكانتهم الخاصة، وهم يأتون على رأس مصاديق الراسخين في العلم، وهؤلاء هم الذين تنصرف إليهم الأذهان عند استعمال هذه الكلمة قبل غيرهم، وهذا هو الذي تقول به بعض الأحاديث التي تفسر الراسخين في العلم بأنهم النبي(صلى الله عليه وآله) وآله أئمة الهدى(عليهم السلام). عن أبي جعفر(عليه السلام): (كان رسول الله(صلى الله عليه وآله) أفضل الراسخين في العلم قد علم جميع ما أنزل الله عليه من التأويل والتنزيل وما كان الله لينزل عليه شيئاً لم يعلّمه تأويله، وهو وأوصياؤه من بعده يعلمونه كله) مجمع البيان ج2 ص410. وعن أبي عبد الله(عليه السلام) قال:( نحن الراسخون في العلم ونحن نعلم تأويله) الكافي ج1 ص213. وقال أمير المؤمنين(عليه السلام)في خطبة الأشباح:(وأعلم أن الراسخين في العلم هم الذين أغناهم عن اقتحام السدد المضروبة دون الغيوب، الإقرار بجملة ما جهلوا تفسيره في الغيب المحجوب..). والآيات القرآنية قسمان: قسم معانيها واضحة جداً بحيث لا يمكن إنكارها ولا إساءة تأويلها وتفسيرها وهذه هي الآيات المحكمات، وقسم آخر مواضيعها رفيعة المستوى، أو أنها تدور حول عوالم بعيدة عن متناول أيدينا، كعلم الغيب، أو عالم يوم القيامة، وصفات الله، بحيث إن معرفة معانيها النهائية وإدراك كنه أسرارها يستلزم مستوى عالياً من العلم، وهذه هي الآيات المتشابهات. فالنبي(صلى الله عليه وآله) وأوصياؤه المعصومون(عليهم السلام) بعلمهم الواسع يعرفون أسرار الآيات ويفهمون المتشابهات منها كما يفهمون المحكمات. وهناك كلام يدور حول تفسير الآية:(وما يعلم تأويله إلاّ الله والراسخون في العلم). قال بعض الناس، يجب الوقوف عن لفظ الجلالة، أما الراسخون في العلم فكلام مستأنف، بمعنى أن الله تعالى قد استأثر وحده بعلم المتشابه دون العلماء الراسخين في العلم،ويلاحظ على هذا القول بأن الله سبحانه حكيم لا يخاطب الناس بأشياء لا يفهمونها، ولا يريد أن يفهموها، والصحيح أن الراسخين في العلم معطوف على لفظ الجلالة، وأن المعنى، يعلم تأويل المتشابه الله والراسخون في العلم، وقد قال الإمام أمير المؤمنين(عليه السلام):(ذاك القرآن الصامت وأنا القرآن الناطق). |
العدد 56 عالم الذر |
س: ما هو عالم الذرّ؟ وكيف امتحن الله سبحانه عباده في ذلك العالم؟ ألا يعني أن ما قبله الإنسان في عالم الذرّ هو تسليم بمصيره، وبالتالي فهو مجبور وليس بمختار؟ ج: يقول الله سبحانه مخاطباً نبيه:(وإذ أخذ ربك من بني آدم من ظهورهم ذريتهم وأشهدهم على أنفسهم ألست بربكم قالوا بلى شهدنا..) والذرية في اللغة: الأبناء الصغار اليافعون، إلا أنها تطلق في الغالب على عموم الأبناء، وأصل هذه الكلمة مأخوذة من ذرأ، ومعناه الخلق، وقال بعضهم: بأنها مأخوذة من ذرّ، بمعنى الموجودات الصغيرة جداً، كذرات الغبار، وقال آخرون: بأن أصل الكلمة مأخوذ من مادة الذرو، معناه النثر والتفريق والتنقية. روى العلامة المجلسي(رحمه الله) في المجلد الخامس من كتابه(بحار الأنوار)عن عالم الذر أخباراً كثيرة خلاصتها: إن الله سبحانه وتعالى بعد أن خلق آدم(عليه السلام) أخرج ذريته من ظهره على شكل ذرات صغيرة تتعلق بعدئذ بجسدها الخاص بها في هذه الدنيا، وعندما اكتمل لديها_ أي المخلوقات الذرية_ العقل والشعور والإرادة والاختيار، أخذ الله تعالى الميثاق عليهم بالربوبية والنبوة بكل الأنبياء(عليهم السلام)، وكذلك الأئمة(عليهم السلام)، ولعله كان أيضاً بالنسبة إلى المعاد، فقال عزّ وجل: ألست بربكم؟ فأجاب بعضهم وهم أصحاب اليمين بطاعة ورغبة: بلى، فأقروا وصدقوا، أما البعض الآخر وهم أصحاب الشمال، فأجابوا: بلى، ولكن عن كراهة ودون رغبة، ثم اختبرهم سبحانه وتعالى بأن أمرهم بدخول النار، فما كان من أصحاب اليمين إلاّ أن سارعوا بالطاعة وتنفيذ الأمر، فصيّرها الله عليهم برداً وسلاماً، أما الآخرون وهم أصحاب الشمال فأعرضوا عن الطاعة وتنفيذ الأمر. وظاهر بعض الروايات أن الدنيا مرتبطة بذلك العالم، حيث إن الله تبارك وتعالى ابتلى الخلق في بدء الخليقة في عالم الذر قبل ابتلائهم في هذه الدنيا، وقد يقول قائل بأن هذا يستلزم تأييد المذهب الجبري، فيقال له: إن الإنسان اختار ما اختاره في عالم الذر عن إرادة وشعور وعقل واختيار هذا أولاً، وثانياً: يستفاد من الروايات وغيرها، أن الإنسان لم يسلب اختياره في هذه الدنيا، فليس مجبوراً للعمل وفق ما اختاره في عالم الذر، بل يمكنه تغيير مسلكه واتجاهه، كما ورد في حديث الإمام أمير المؤمنين(عليه السلام):(وشرط في ذلك البداء فيهم) بمعنى أن الله يغير من حال من كان في عالم الذر من أصحاب الشمال، ويجعله في أصحاب اليمين، إذا جاهد نفسه في هذه الحياة الدنيا وأناب إلى ربه، وبهذا يتضح أن المصير الإنساني قابل للتغيير بين ما كان عليه الاختيار في عالم الذر، وبين ما عليه الحال في هذه الدنيا، ومفتاح التغيير بيد الإنسان نفسه الذي عليه أن يسعى في تحقيق مصيره الذي يشاء. |
العدد 55 التوسل بالصالحين |
س1: ما معنى الوسيلة؟ وهل يجوز التوسل بالأولياء الصالحين كالنبي الأكرم(صلى الله عليه وآله) وعترته الطاهرة(عليهم السلام) مع بيان الدليل على ذلك؟ ج1: الوسيلة: هي ما يتوصل به إلى الشيء ويتقرب به ، ووسل فلان إلى الله وسيلة إذا عمل عملاً تقرب به إليه. قال تعالى:(يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وابتغوا إليه الوسيلة)، وهي تشمل كل عمل أو شيء يؤدي إلى التقرب إلى الله تعالى، ومن مصاديقها التقرب بالعبادات والأعمال الصالحة وبالنبي وعترته الطاهرين(صلوات الله عليهم أجمعين) وقد قال الإمام أمير المؤمنين(عليه السلام):(إن أفضل ما توسل به المتوسلون إلى الله سبحانه وتعالى الإيمان بالله وبرسوله والجهاد في سبيله فانه ذروة الإسلام، وكلمة الإخلاص فإنها الفطرة، وإقامة الصلاة فإنها الملّة، وإيتاء الزكاة فإنها فريضة واجبة، وصوم شهر رمضان فانه جنة من العقاب، وحج البيت واعتماره فإنهما ينفيان الفقر ويرحضان الذنب..). والمقصود من التوسل هو أن يقدم الإنسان المؤمن إلى ربه شيئاً ليكون وسيلة إلى الله تعالى لأن يتقبل دعاءه ويجيبه إلى ما دعا، وهو ليس معناه طلب الحاجة من النبي أو الإمام حتى يقال إنه شرك بالله أو مخالف للآيات القرآنية، بل المراد منه هو جعل النبي الأكرم(صلى الله عليه وآله) شفيعاً إلى الله في قضاء الحاجة، أو أن يقسم بجاههم ويطلب من الله بذلك حاجته. والروايات الواردة في حقيقة التوسل ورجحانها بلغت من الكثرة حتى وصلت حد التواتر، وادعاء البعض بأنها ضعيفة أمر لا يقبل به أي باحث منصف، فعن أمير المؤمنين(عليه السلام) في دعائه:(.. بحق محمد وآل محمد عليك، وبحقك العظيم عليهم أن تصلي عليهم كما أنت أهله، وأن تعطيني أفضل ما أعطيت السائلين من عبادك الماضين من المؤمنين وأفضل ما تعطي الباقين من المؤمنين). وقد جرت سيرة المسلمين على التوسل بالنبي وآله الأطهار(عليهم السلام)، وروي أن رجلاً ضريراً أتى إلى رسول الله(صلى الله عليه وآله) وطلب منه أن يدعو له فأمره النبي(صلى الله عليه وآله) أن يتوضأ ويحسن وضوءه ثم يصلي ركعتين ويدعو بهذا الدعاء:(اللهم اني أسالك وأتوجه إليك بنبيك محمد نبي الرحمة، يا محمد إني أتوجه بك إلى ربي في حاجتي لتقضى، اللهم شفعه فيّ)، كما يذكر أن الشافعي وهو أحد أئمة السنة الأربعة المشهورين كان يتوسل إلى أهل البيت(عليهم السلام) ويقول: آل النبي ذريعتي وهم إليه وسيلتي أرجو بهم أعطى غداً بيد اليمين صحيفتي ولم يقتصر التوسل على زمن الإسلام فحسب، بل كان أمراً معهوداً قبل الإسلام فهذا النبي آدم(عليه السلام) يتوسل بنبي الإسلام محمد(صلى الله عليه وآله) لعلمه بالمنزلة العظيمة التي يحظى بها عند الله، وقد توسل عبد المطلب بالنبي(صلى الله عليه وآله) وهو رضيع عندما استسقى لقريش وكذلك فعل أبو طالب، كما ورد في بعض الروايات. |
العدد 54 أحاديث الطينة وأفعال العباد |
س: قد يفهم البعض من حديث الطينة، الجبر في أعمال العباد، وظاهر الحديث أن المؤمن قد خلق من طينة عليين فمآله إلى الجنة، وأن الكافر قد خلق من طينة سجين فمآله إلى النار، فكيف تفسرون ذلك؟ ج: لا يخفى أن المراد من الجبر الذي هو محل بحث ومناقشة بين مدارس المسلمين، هو ما كان في أفعال الإنسان وتصرفاته، فالشيعة يقولون بالاختيار فيها، ومن العامة من يقول بالجبر.. وأما مسائل الخلق والتكوين فالكلمة متفقة على عدم اختيار الإنسان في خلقه وتكوينه وهو ما يشهد به الوجدان، إذ لا أحد من البشر يختار أبويه ولا ذكوريته أو أنوثته ولا مسقط رأسه ولا جماله ولا ذكائه ولا طوله أو قصره، لكن هذا ليس هو محل البحث، وإنما الذي تدور عليه رحى المناقشة قديماً وحديثاً هو ما يفعله الإنسان وينسب إليه من أعمال وتصرفات يترتب عليها الثواب والعقاب. وعليه فإن أحاديث الطينة تخرج موضوعاً عن مبحث الجبر الاصطلاحي هذا أولاً. وثانياً: إن أحاديث الطينة تدل على اختيار الله سبحانه لخلق البشر من طينة مختلفة، فبعضهم من عليين وبعضهم من سجين، ولكن هذا الاختيار الإلهي لطينة بعض الناس من الأول ولبعضهم الآخر من الثاني يرجع إلى ملاك الحكمة والعلم وهذا لا يسلب اختيارهم في دار الدنيا.. وقد بيّن جمع من العلماء عدة معان لهذه الروايات نشير إلى بعضها، فمنها: إن هذه الروايات منزّلة على العلم الإلهي بحال العباد الاختياري مستقبلاً فيجعل طينتهم على حسب اختيارهم، كما يقيّم الأستاذ طلابه قبل الامتحان فيعطيهم منازلهم على وفق ما يعلم، فإنه سبحانه قد علم الأشياء قبل وجودها كعلمه بها بعد وجودها، وقد علم في الأزل أحوال الخلق في الأبد، وما يأتونه وما يذرونه بالاختيار منهم، فلما علم منهم هذه الأحوال وأنها تقع باختيارهم خلق كلاً من طينة تتناسب مع طبيعته واختياره، وفي هذا المعنى وردت بعض الروايات أيضاً منها ما عن مولانا الإمام الكاظم (عليه السلام) في تفسير قول رسول الله (صلى الله عليه وآله): (الشقي من شقى في بطن أمه، والسعيد من سعد في بطن أمه) فقال: الشقي من علم الله عزّ وجل وهو في بطن أمه أنه سيعمل أعمال الأشقياء، والسعيد من علم الله عزّ وجل وهو في بطن أمه أنه سيعمل أعمال السعداء). وهذا التفسير هو الذي ذهب إليه مشهور العلماء. ومنها: ما يظهر من كلمات السيد نعمة الله الجزائري (قده) في كتابه الأنوار النعمانية ج1 ص294 وهو الذي ربما تقصده بعض الروايات أيضاً وحاصله: إن خلق الأرواح قد كان قبل خلق عالم الذر وقد أجج سبحانه ناراً وكلّف تلك الأرواح بالدخول، فمنهم من بادر إلى الامتثال ومنهم من تأخر عنه ولم يأت به، فمن هناك جاء الإيمان والكفر ولكن بالاختيار، فلما أراد الله سبحانه أن يخلق لتلك الأرواح أبداناً تتعلق بها، خلق لكل روح البدن الذي يناسبها، فالروح الطيبة خلق بدنها من عليين والخبيثة من سجين وعليه فإنه يكون ما صنع بها سبحانه جزاءً لذلك التكليف السابق والاختبار الذي اختار الإنسان نتيجته في بادئ الخلق. |
العدد 53 السجود على التربة |
س1: هل يجب السجود على الأرض كالتراب والحصى وما أنبتت الأرض مما لا يؤكل أو يلبس؟ أم يجوز السجود على كل شيء كالفرش والثوب وما أشبه؟ ج: السجود ركن من أركان الصلاة فمن كان سجوده صحيحاً صحّت صلاته ومن كان سجوده باطلاً فصلاته باطلة، ومن هنا جاءت أهمية السجود في عبادة المكلّف والتأكيد عليها في الأحاديث الشريفة الواردة عن النبي الأكرم(صلى الله عليه وآله) وأهل بيته الطاهرين(صلوات الله عليهم أجمعين). قال رسول الله(صلى الله عليه وآله):(جعلت لي الأرض مسجداً وطهوراً) حيث جوّز السجود على نفس الأرض لا ما يفرش على الأرض، والأرض تشمل التراب والحجر والرمل وغيرها من أنواع الأرض، وكذا يجوز السجود على ما أنبتت الأرض غير مأكول ولا ملبوس كما في الروايات، فلا يصحّ السجود على ما يؤكل أو يلبس ولو كانت مما أنبتت الأرض كالكتان والقطن وثمار الأشجار، وكذلك لا يجوز السجود على السجاد والفرش المصنوع من جلود الحيوانات وأوبارها وأصوافها والبلاستيك والمعادن وما أشبه. ويدل على ذلك أيضاً فعل رسول الله(صلى الله عليه وآله) بسجوده على الأرض دون أن يتقي وجهه بشيء، وهناك بعض الأحاديث تذكر أن النبي(صلى الله عليه وآله) كان يسجد في بعض الأحيان على الخمرة وهي الحصيرة أو السجادة الصغيرة التي تنسج من سعف النخل، وكان(صلى الله عليه وآله)ينهى المسلمين عن السجود على غير الأرض أو ما أنبتت غير مأكول ولا ملبوس، حتى مع شدة الحّر فلم يجوّز النبي(صلى الله عليه وآله) السجود على الثوب أو الفرش مع كونه(صلى الله عليه وآله) بالمؤمنين رؤوف رحيم. فعن جابر بن عبد الله الأنصاري(رض) قال: كنت أصلّي مع النبي(صلى الله عليه وآله) الظهر فآخذ قبضة من الحصى فأجعلها في كفي ثم أحوّلها إلى الكف الأخرى حتى تبرد، ثم أضعها لجبيني حتى أسجد عليها من شدة الحر. والعلّة في السجود على التراب هو التذلّل لله تعالى كما جاء في الحديث عن الإمام الصادق(عليه السلام) حيث قال:(ينبغي للمصلّي أن يباشر بجهته الأرض، ويعفّر وجهه في التراب لأنه من التذلّل لله). وأما السجود على الفرش الغالية والسجاد الثمين فليس فيه خضوع ولا خشوع، بل ربما بعث على الكبرياء والاستعلاء. أما السجود على التربة الحسينية فليس هو فرض محتّم ولا مما ألزمه المذهب ولكنه مستحب وهو اختيار الأفضل للسجود عليه، فقد روي عن الإمام الصادق(عليه السلام) أنه قال:(السجود على طين قبر الحسين ينور على الأرضيين السبع، ومن كانت معه سبحة من طين قبر الحسين كتب مسبّحاً وإن لم يسبّح). |
العدد 52 الجمع بين الصلاتين |
س1: لماذا نجمع بين الصلاتين(صلاة الظهر والعصر، وصلاة المغرب والعشاء) وما هو الدليل على ذلك؟ أليس التفريق أفضل من الجمع؟ ج: إن حالة الجمع بين الصلاتين سنّت لرفع الحرج على المسلمين رأفة بأهل الأشغال والحوائج وهم أكثر الناس، حيث قد يؤدي الانشغال بها إلى ترك الصلاة إما غفلة أو نسياناً أو تساهلاً، نتيجة الإجهاد العضلي والفكري، فالأولى الجمع بين الصلاتين كما في روايات أهل البيت(عليهم السلام) كي لا يذهب عليهم ثواب الصلاة. ومن المعلوم أن هناك موارد كثيرة يجمع المسلمون فيها الصلاة بلا خلاف بينهم، كجواز الجمع بعرفة والمزدلفة، وكذلك الجمع بين الصلاتين في السفر، كما لا خلاف أيضاً في الجمع بين الصلاتين لعذر، كالمرض والمطر والثلج كما صرح به فقهاء المذاهب الأخرى وعلى اختلاف فيما بينهم، والذي ثبت عندنا أن النبي(صلى الله عليه وآله) قد جمع بين الصلاتين من دون سفر، ومن دون بقية الأعذار الأخرى، وعندما سئل عن ذلك قال(صلى الله عليه وآله):(أردت أن أوسع على أمتي). والآيات القرآنية دالة على جواز الجمع بين الفريضتين منها قوله تعالى:(أقم الصلاة لدلوك الشمس إلى غسق الليل وقرآن الفجر إنّ قرآن الفجر كان مشهوداً) فأوقات الصلاة حددتها الآية الكريمة بثلاثة أوقات، الظهر، الليل، الفجر، فدلوك الشمس يعني زوالها عن دائرة نصف النهار، والوقت مشترك بين الظهر والعصر إلى المغرب، إلا أن الظهر قبل العصر، وغسق الليل هو انتهاء الوقت لصلاة المغرب والعشاء، والغسق هو: تراكم الظلمة وشدتها في نصف الليل، وهو الوقت المشترك بين المغرب والعشاء، وقرآن الفجر، هو وقت صلاة الصبح. وكذلك قوله تعالى:(أقم الصلاة طرفي النهار وزلفاً من الليل، إن الحسنات يذهبن السيئات ذلك ذكرى للذاكرين). والآية في معرض تحديد أوقات الصلاة وهي ثلاثة، فـ(طرفي النهار)- أي الطرف الأول وهو أول النهار، والطرف الثاني وهو آخر النهار- فيكون وقت صلاة الصبح في الطرف الأول من النهار، ووقت صلاة الظهر والعصر معاً في الطرف الثاني منه ويبتديء من زوال الشمس ظهراً وينتهي بغروبها-(وزلفاً من الليل) وهو الوقت الثالث، وهو وقت مشترك بين صلاتي المغرب والعشاء ويمتد من المغرب الشرعي إلى نصف الليل إلا أن صلاة المغرب قبل العشاء. ومن الأحاديث الشريفة، عن ابن عباس قال: صلى رسول الله(صلى الله عليه وآله) الظهر والعصر في المدينة من غير خوف و لا سفر فقيل له: لم فعل ذلك؟ قال: أراد أن لا يحرج أحداً من أمته. وروي عنه أيضاً: أن النبي(صلى الله عليه وآله) صلى بالمدينة سبعاً وثمانياً: الظهر والعصر، والمغرب والعشاء. إلى غير ذلك مما نقله الرواة في كتب الحديث، ويستفاد من بعض الروايات(إن الجمع بين الصلاتين يزيد في الرزق) فالجمع هو الأفضل، ووجوب التفريق بين الصلوات لا دليل عليه. |
العدد 51 الرجعة |
السؤال: هل تعد الرجعة من ضروريات الدين وإنكارها يعد كفراً، وكيف تكون؟ الجواب: مسألة الرجعة من الأمور المسلمة والثابتة في مذهب الإمامية وهي من ضروريات المذهب، وهي عبارة عن رجوع أقوام عند قيام الإمام الحجة(عجل الله فرجه الشريف)، والرجعة تختص بالبعض كمن محض الإيمان محضاً ومحض الشرك محضاً والباقون مسكوت عنهم كما جاء في بعض الكتب ووردت به النصوص الشريفة. والاعتقاد بالرجعة إجمالاً يعد من الواجبات التي يجب على المؤمن أن يعتقد بها دون أن تكون هناك ضرورة شرعية للخوض في معرفة تفاصيلها ومدتها ومن تشمل من الأفراد، وقد أشارت الآيات الكريمة في القرآن الكريم إلى مسألة الرجعة كما في قوله تعالى:(ويوم نحشر من كل أمة فوجاً ممن يكذب بآياتنا)، وقوله تعالى:(ولنذيقنّهم من العذاب الأدنى دون العذاب الأكبر) وقوله تعالى:(إنا لننصر رسلنا والذين آمنوا في الحياة الدنيا ويوم يقوم الأشهاد)، وقوله تعالى:(ونريد أن نمن على الذين استضعفوا في الأرض ونجعلهم أئمة ونجعلهم الوارثين ونمكن لهم في الأرض ونري فرعون وهامان وجنودهما منهم ما كانوا يحذرون) ، وقد فسرت هذه الآية برجعة الأئمة عليهم السلام واحداً بعد الآخر بعد قيام حكومة الإمام المهدي(عجل الله فرجه الشريف). أما من السنة الشريفة فالروايات كثيرة بلغت أعلى حد التواتر، قال الإمام الصادق(عليه السلام):(والله لا تذهب الأيام والليالي حتى يحيِ الله الموتى ويميت الأحياء، ويرد الحق إلى أهله، ويقيم دينه الذي ارتضاه لنفسه)، وقد سأل المأمون مولانا الرضا(عليه السلام): يا أبا الحسن ما تقول في الرجعة؟ فقال(عليه السلام):(إنها الحق قد كانت في الأمم السالفة ونطق بها القرآن، وقد قال رسول الله(صلى الله عليه وآله): يكون في هذه الأمة كل ما كان في الأمم السالفة حذو النعل بالنعل والقذة بالقذة..). وعن خصوصية الرجعة قال الإمام الصادق(عليه السلام):(إن الرجعة ليست بعامة، وهي خاصة لا يرجع إلا من محض الإيمان محضاً أو محض الشرك محضاً). وقد أخبرت الروايات أن أول من يرجع بعد فترة حكومة الإمام المهدي(عجل الله فرجه الشريف) هو الإمام الحسين(عليه السلام)، فعن الإمام الصادق(عليه السلام) قال:(أول من تنشق الأرض ويرجع إلى الدنيا الحسين بن علي(عليهما السلام)...) وقال(عليه السلام):(أول من يرجع إلى الدنيا، الحسين بن علي(عليهما السلام) فيملك حتى يسقط حاجباه على عينيه من الكبر)، وفي زيارة الإمام الحسين(عليه السلام) نقرأ:(وأشهد الله وملائكته وأنبياءه ورسله أني بكم مؤمن وبإيابكم موقن). |
العدد 50 مشروعية الحزن والعزاء |
س1: هل يجوز التبرع بالكلية أثناء الحياة أو بعد الوفاة؟ ج: يجوز بعد الوفاة، ويجوز في أثناء الحياة بشرط عدم الضرر البالغ. س2: ما هو الحكم في قيادة السيارة بشكل يرعب الناس ويبث الخوف في نفوس النساء والأطفال، عن طريق الضغط على الفرامل ومن ثم الانطلاق بالسيارة بأقصى سرعة؟ ج: لا يجوز فعل ما يضر بالغير أو يؤذيه. س3: إذا رأى شخص في المنام رسول الله(صلى الله عليه وآله) أو أحد الأئمة(عليهم السلام) يأمره بفعل أو ينهاه عن فعل، فهل يجب عليه امتثال ذلك؟ ج: لا حجية شرعاً للرؤيا، ويلزم إتباع الحكم الشرعي المأخوذ من مصادره المعهودة. س4: المعروف أن الوقت الذي تمضيه المتوفى عنها زوجها هو أربعة أشهر وعشرة أيام ولكن جرت العادة في مناطقنا بإلزام المرأة على الاختباء في غرفتها وأن تقفل عليها الباب وتطفئ الأنوار لمدة يوم كامل، أي تدخل الساعة الواحدة صباحاً ولا تخرج إلا بعد صلاة المغرب لتغتسل من العدّة، ولا تكلم أحداً كأنها سجينة، ما مشروعية ذلك في حكم الإسلام؟ وماذا تفعل من ليس لها القدرة على ذلك؟ ج: المحرّم على المرأة المعتدّة بعدة الوفاة هو لبس الثياب الملوّنة التي تعتبر زينة والاكتحال وأن تفعل ما يعتبر زينة، وباقي الأمور المذكورة ليست من الشريعة، ولا يجوز إلزام المرأة بها. س5: كيف نواجه خطر المفاهيم والمصطلحات الغربية الوافدة؟ ج: بنشر الثقافة الإسلامية. |
حول ظهور الإمام المهدي (عج) |
س : لو خرج الآن الإمام المهدي ماذا سيفعل الناس، هل سيندهشون، هل سنراه في التلفزيون؟ كيف سيبدأ الحكم؟ هل سيأمر بغزو إسرائيل في التو وهو يعلم أن لديها قنابل ذرية وصواريخ عابرة للقارات؟ هل ستستجيب الدول العظمى لأوامره، ومن أين يأتي بالسلاح لمقاومة الكفار؟ بسم الله الرحمن الرحيم ج : ورد في الحديث الشريف (يصلح الله أمر المهدي في ليلة) وإن قضية الإمام المهدي يرعاها اللطف الإلهي ولذا ورد في حديث آخر (ينصر بالرعب) أي يلقى الرعب في قلوب أعدائه إما يسلمون أو يستسلمون له. ولكن ينبغي الالتفات إلى أمور: إن قضية الإمام المهدي (عج) من القضايا الغيبية التي يرعاها ربنا تبارك وتعالى في كل آن ولحظة، والله سبحانه على كل شيء قدير وإذا أراد شيئاً أن يقول له كن فيكون، وكل أسلحة العالم وقدراته لا تساوي شيئاً أمام قدرة الله وعظمته، ولو شاء الله لخسف بالعالم الأرض أو لسيّل عليه البحار أو لأنزل عليهم المطر أو فجر البراكين والزلازل التي لا تقاومها كل أسلحة العالم وأشدها فتكاً وإذا أراد الله نصرة المهدي (عج) فلا ينهض لمقاومته شيء وإذا أراد الله أن يوقف أسلحة العالم ويبطلها عن العمل لفعل، ولعل الله سبحانه سوف يفعل ذلك إذا ظهر الإمام المهدي (عج) حتى يقف الجميع مستسلمين لأمره سلام الله عليه. ليس كما تتصورون أو كما يروج بعض خصوم الأئمة وأعداء الشيعة بأن المهدي سوف يظهر ويسفك الدماء ويقتل الآلاف والملايين بل المهدي يظهر كظهور جده رسول الله (ص) فدعوته الحكمة وسياسته الرحمة والمحبة والعدل وعندما يظهر سوف يأتي بآيات موسى (ع)ومعاجزه وعندما يراها اليهود وعلماؤهم سوف يؤمنون به، وكذلك ينزل معه عيسى (ع)الذي رفعه الله إليه كما أشار إلى ذلك القرآن الكريم، ولما يجد النصارى نبيهم معه ويدعوهم لنصرته سوف يؤمنون به، كما أن ما سوف تظهر على يديه من معاجز كونية وكرامات ما يكفي للآخرين من الوثنيين واللادينيين إلى الإيمان به، وبعد ذلك لا يبقى من الناس غير المؤمنين إلاّ القليل ومعهم لا نحتاج إلى استعمال سلاح ولا نخاف من سلاح، لأن حامل السلاح ومالكه سوف يؤمن بالمهدي(عج). ينبغي أن نفرق بين انتظار فرج الإمام وما يجب علينا من تكاليف شرعية في العمل والجهاد فإنه كما أن انتظار الفرج عمل مشروع وراجح شرعاً كذلك العمل والجهاد وحفظ الكرامة والحرية والتحرر من الأعداء ولا يعني انتظار الفرج الجلوس والقبول بالذل كما لا يعني إن الجهاد وحده طريق للخلاص الحقيقي بل الخلاص الحقيقي مع الإمام سلام الله عليه والخلاص والتحرر النسبي بالجهاد والعمل ومقاومة إسرائيل وأمثالها الآن من الواجبات أيضاً إذا توفرت شرائطه الشرعية. |
بين العدل والاختلاف |
س : كيف يمكن أن نحقق العدل مع وجود الاختلافات الرهيبة بين البشر في الأشكال والمراكز والمقامات والأموال والأولاد وغيرها من نعم الحياة؟ وكيف يمكن تكييف مقولة العدل مع جهل معرفة بعض شرائح المجتمع التي تعيش في مناطق لم يصلها الإسلام أو وصلها ولكن ليس بالشكل المطلوب؟ بسم الله الرحمن الرحيم ج : الاختلافات الموجودة من سنن الله سبحانه وتعالى في الحياة لأجل التكامل والتكافل وهذا هو مقتضى العدل، بل ومقتضى سنة الاختبار والامتحان للبشر الذين يمتحنهم ربهم في كل نعمة وفي كل حال وآن من آنات العمر، إذ لولا الاختلاف في المواهب والنعم والخيرات والملكات لكان الناس نمطاً واحداً والحياة رتيبةٌ مملة وليس فيها طموحٌ للأفضل ولا سعيٌ إلى التقدم، إلا أن الفقدان طريق إلى الوجدان كما يقولون، فإن فاقد العلم يسعى لتعلمه، والجائع يسعى لإشباع رمقه بالعمل، والحاكم يسعى لتحسين سمعته والحفاظ على منصبه، والغني يسعى لحماية ثروته وزيادتها وهكذا، وعلى هذا المنوال تسير الحياة فيعيش الناس سعداء، والمساواة ليست دائماً من العدل لأن العدل إعطاء كل ذي حق حقه ووضع الشيء في محله وهو قد يتوافق مع المساواة وقد لا يتوافق فإن من الواضح أن العامل المفكر والخبير في عمله يصرف ثمان ساعاتٍ كما يصرفها عامل أخر أقل منه ومقتضى العدل أن يدفع للأول أجرة أكثر من الثاني لمزاياه وكفاءاته مع ان مقتضى المساواة عكس ذلك ولكن تجد أن في المساواة في هذه الصورة ظلماً لذلك العامل الخبير الجاد في عمله وهكذا، وبهذا يظهر بطلان مزاعم الشيوعية وبعض الأنظمة العالمية في دعوتها إلى المساواة، إذ ليست المساواة دائماً عدل بل قد تكون ظلماً والصحيح هو الدعوة للعدل لا للمساواة. أما بالنسبة إلى الذين لم تصلهم رسالة الإسلام أو وصلتهم ولكن ليس بالشكل المطلوب فنقول: إن الناس أمام الرسل والأنبياء والحجج الشرعية على ثلاثة أقسام: عالمٌ بها بمعنى أن وصلته الحجج الإلهية فيجب عليه الالتزام وإذا لم يلتزم كان عاصياً وسوف يعاقب في الآخرة. جاهلٌ مقصّر وهو الذي سمع بالحجة أو أمكنه مطالعة الكتب والاستماع إلى المنذرين والمبلغين إلا أنه يتكاسل عن ذلك ويهمل، فهذا يعاقب أيضاً وهو أمر طبيعي كما يعاقب الضابط الجندي إذا قصّر في الالتزام بالضوابط وإن ادعى أنه جاهل وكذا يفشل الطالب في المدرسة إذا أهمل الالتزام بالضوابط مع إمكانه السؤال والتعلم والمطالعة وكذلك شأن الدين والحجة الدينية. جاهلٌ قاصر وهؤلاء هم الذين يعيشون في منأى عن العالم وبعيدين عن الثقافة والعلم ولم تصل إليهم الحجج الشرعية فإنهم قاصرون لا مقصرون لذلك فإنهم يوم القيامة إما سوف يغفر لهم ربهم ويدخلهم الجنة لأن الجهل القصوري عذر لهم أو سوف يمتحنهم الله سبحانه في الآخرة فيدخل المطيع إلى الجنة والعاصي إلى النار. |
نظام الكون واكتشافات العلماء |
س: إذا كان الأمر كما يعتقده الإلهيين من أن هذا الكون ونظامه مخلوقات لعلّة عليا متصفة بالعلم والقدرة والحكمة فلماذا نشاهد بعض مظاهر الفوضى والعبث في بعض الظواهر الكونية مثال ذلك ما اكتشفه علماء الأحياء: 1. من وجود حيوانات ذات عيون لا تبصر،2. فما فائدة عيون بلا إبصار وما فائدة ثدي الرجل ولو كان هناك غاية وقصد لما وجدت هذه الزوائد. 3. إن هناك ملايين الكواكب والنجوم السابحة في الفضاء مع كونها غير حاوية إلى أي عنصر مفيد يتصل بالإنسان ويعود بالفائدة عليه. ج: لقد أثبتت التجارب العلمية في مختلف مراحل التاريخ البشري أن علوم البشر مهما بلغت تبقى عاجزة عن درك الكثير من الخفايا والعلل والأسباب في هذا الكون. لأن البشر مهما أوتي من قوة فهو محدود والمحدود لا يقدر أن يحيط إحاطة تامة وكاملة في الكون الذي لا يتناهى في أسراره وقوانينه وأنظمته. وكم من النظريات العلمية التي كانت تعتبر من المسلمات في قرون من الزمان جاءت نظريات أخرى أبطلتها والشواهد والأدلة على ذلك كثيرة ولا مجال لشرحها.. من هنا.. نقول: عدم معرفتنا بمصلحة بعض الموجودات أو الحكمة من وجودها لا يدل على عدم وجود الحكمة والمصلحة لأن (عدم الوجدان لا يدل على عدم الوجود) ولا زال الطب الحديث يكتشف المزيد من المعالجات والأدوية من العقاقير والأعشاب وبطون الحيوانات، وعلماء الرياضيات يكتشفون الكثير من المعادلات والقوانين فهل في صورة عدم اكتشافهم للدواء من العشب المعين أو الحيوان المعين كان من المنطقي أن نقول لا فائدة فيها لأننا لا نعلم لها فائدة؟ كلا.. وهكذا الأمر في أنظمة الحاسوب والإنترنت والفضائيات، ولعل تطور الحياة البشرية سيوصلنا إلى المزيد من الاكتشافات والفوائد فيما ذكرتم، كما قد يتطور العلم الفلكي ويوصلنا إلى وجود عناصر مفيدة جداً وهامة في حياة الإنسان ويظهر بطلان ما قاله العلماء سابقاً.. كما أننا لو وضعنا أنفسنا مكان البشر الذين عاشوا قبل ألف عام وكنا نخبرهم عن الطائرات والأقمار الصناعية والحاسوب والإنترنت كانوا يضحكون علينا وينكرون ما نقول وعندما نسألهم لماذا تضحكون منا؟ يقولون لأنكم تقولون بأمور نحن لا نعلم لها فائدة؟ ألم يعد هذا من المخالفات الصريحة للمنطق والبرهان؟ هذا أولاً.. وثانياً: إن الله سبحانه خلق الكون ضمن قوانين وأنظمة واقعية وثابتة لا تتغير وبمقدار ما يكتشف منها الإنسان يتطور ويتكامل عقله وحياته كما يقول سبحانه (ما ترى في خلق الرحمن من تفاوت) وعلى فرض صحة ما ذكرتم من وجود الفوضى واللانظام في الكون فإن هذا لم ينشأ من فعل الله سبحانه بل ينشأ من سوء استعمال القوانين أو التعامل معها بغير الطريقة التي أرادها الله تعالى.. أضرب لك مثلاً: النار.. قانون أوجده الله سبحانه ليقوم بوظائف كبيرة وعظيمة في حياة الإنسان ابتداءً من الطعام إلى الإنارة إلى التدفئة إلى تمويع المعادن والفلزات... الخ. ولهذا الوجود طريق ونظام للاستفادة منه بالشكل الأفضل فإذا أسأنا الاستفادة من نظامه وقانونه فإنه سيكون محرق ويقتل الإنسان في أسوء قتلة. وهذا المثال ينطبق في الكهرباء والنفط والذرة ونحو ذلك من قوانين فهل إذا وجدنا أن النار الحارقة تقتل الآن البشر نقول هذه فوضى أوجدها الله في الكون؟ أم الفوضى نشأت من سوء استعمال الإنسان للقانون؟ إذن قدرة الله ورحمته وعدله تظهر في وضع القوانين العادلة التي يجري منها نظام العالم حسب أفضل مسير وأفضل حياة.. إلا أن التصرفات التي تطرأ على هذه القوانين عبر التاريخ الطويل للبشر وحسب الأغراض والدواعي والمصالح ونحو ذلك قد سبب تغيرات في الخلق والتكوين. |
حول العقيدة و الولاء |
س1: هل كانت فدك قبل أن يهبها رسول الله صلى الله عليه وآله للزهراء عليها السلام من الأنفال؟ وما الفرق بين الأنفال والفيء؟ ج: الأنفال في الأصل مأخوذة من مادة« نفل» ومعناها الزيادة، وتطلق اصطلاحاً على ما يستحقه رسول الله صلى الله عليه وآله والإمام المعصوم من الأموال على وجه الخصوص. وهي الأرض التي تملك من غير قتال سواء انجلى أهلها أو سلموها طوعاً، والأرضون الموات، وسيف البحار ورؤوس الجبال، وما يكون بها، وكذا بطون الأودية والآجام وأما الفيء فهو بمعنى الرجوع، ويطلق على ما يحصل عليها المسلمون بدون حرب. والفيء يكون ملكاً للرسول صلى الله عليه وآله يتصرف فيه حسب أمر الله تعالى، ثم من بعده ينتقل إلى الأئمة المعصومين(عليهم السلام). أما فدك فكانت إحدى القرى المثمرة في أطراف المدينة، التي تبعد بحوالي (140كم) عن خيبر، ولما سقطت قلاع خيبر في السنة السابعة للهجرة بيد المسلمين جاء ساكنو فدك يريدون الصلح مع الرسول الله صلى الله عليه وآله فأعطوا نصف أراضيهم وبساتينهم للرسول صلى الله عليه وآله واحتفظوا بالنصف الأخر لأنفسهم، ومن هنا فإنّ فدكاً كانت ملكاً لرسول الله صلى الله عليه وآله وقد وهبها لفاطمة عليها السلام بأمر من الله عزوجل فكانت ملكاً لها كما هو المصرّح به عند الكثير من المؤرخين والمفسرين من الفريقين، ومن جملة ما ورد في ذلك، ما في تفسير الدر المنثور عن ابن عباس في تفسير قوله تعالى(وآتى ذا القربى حقه) أنه صلى الله عليه وآله عندما نزلت هذه الآية عليه، أعطى فدكاً لفاطمة عليها السلام. وقد روي عن الإمام الصادق ( عليه السلام ):(لما نزلت هذه الآية، وآت ذا القربى حقه، أعطى رسول الله (صلى الله عليه وآله)فاطمة فدكاً، فقال أبان بن تغلب: رسول الله أعطاها، فغضب الإمام جعفر الصادق(عليه السلام): ثم قال: الله أعطاها)، هذا ويستفاد من بعض الروايات أن الصديقة الطاهرة فاطمة الزهراء(عليها السلام) تشكو لأبيها(صلى الله عليه وآله) في يوم القيامة أمر فدك. |
التقية |
س1: ما هي التقية؟ وهل هي واجبة؟ وما هي الأدلة التي استند عليها الشيعة لدى العمل بمبدأ التقية؟ وما هو الفرق بينها وبين النفاق؟ بسم الله الرحمن الرحيم ج: التقية: إسم من الاتقاء، والمراد منه تجنب الضرر الذي يرد من الأخرين بسبب مخالفتهم في العقيدة أو الفكر، بواسطة التظاهر بما يوافقهم ونحو ذلك. وقد وردت التقية في القرآن الكريم في إنقاذ النفس والأهل من عذاب النار كما في قوله سبحانه ( قوا أنفسكم وأهليكم ناراً) وقوله تعالى: ( واتقوا النار التي وقودها الناس والحجارة) . وقد استعملها المؤمنون على عهد الأنبياء السابقين وعلى عهد رسول الله ( صل الله عليه و اله وسلم) كما ذكرها القرآن الكريم في قضية مؤمن آل فرعون حيث قال سبحانه ( وقال رجل من آل فرعون يكتم إيمانه) وفي عهد رسول الله ( صل الله عليه و اله وسلم) عمل بها عمار بن ياسر حينما عذبه المشركون فأظهر لهم كلمة الكفر ومدحه القرآن الكريم كما في قوله سبحانه (إلا من أكره وقلبه مطمئن بالإيمان) وكذلك مدحه النبي ( صل الله عليه و اله وسلم) لأنه لم يكفر حقيقة بل تظاهر بذلك لإنقاذ نفسه من القتل والتعذيب. وقال تعالى (لا يتخذ المؤمنون الكافرين أولياء من دون المؤمنين ومن يفعل ذلك فليس من الله في شيء إلا أن تتقوا منهم تقاة ويحذركم الله نفسه) إلى غير ذلك من الآيات الشريفة. وهي واجبة في موارد خوف الضرر الخطير على النفس أو العرض أو المال ونحو ذلك، وهو أمر يعمل به كل عاقل لدى تعرضه إلى الأضرار الفادحة كالتي ذكرنا، بل ويعمل عليها العقلاء بفطرتهم الأولية إذا وجدوا أن دفع الأخطار يتم بالتظاهر بالموافقة الظاهرية، لكن يشترط في العمل بها أن يكون هنالك ضرر أو خوف ضرر معتد به عند العقلاء. كما يجب أن يكون في التظاهر صورة بموافقة المخالفين تجنباً للضرر لا موافقة حقيقية. والتقية غير النفاق بل هي عكسه لأن النفاق إخفاء الكفر وإظهار الإسلام، أما التقية فإظهار الكفر أو نحوه وإخفاء الإيمان. وقد وردت روايات متضافرة تدل على مشروعيتها بل والعمل بها. |
المرأة وتولّي القضاء |
س : لماذا لا يجوز تولي المرأة لمنصب القضاء الإسلامي أي أن تكون قاضية شرعية على الرغم من أن بعض النساء تحمل كفاءات عالية تؤهلها لتولي المناصب القيادية العليا في أجهزة الدولة؟ بسم الله الرحمن الرحيم ج: انعقد الإجماع فضلاً عن الأدلة الأخرى على عدم جواز تولي المرأة للقضاء الإسلامي أي أن تكون قاضية شرعاً وتصدر أحكاماً قضائية ويؤيد صحة هذه الفتوى التركيبة النفسية والروحية للمرأة فضلاً عن الآثار العاطفية والاجتماعية التي تترتب على ممارستها المستمرة في القضاء واطلاعها على مختلف الجنايات والجرائم وآثارها السلبية عليها أولاً ثم على أطفالها وبيتها ثانياُ، نعم ينبغي الاستفادة من كفاءات المرأة في المشاورات والاستشارات ونحو ذلك بما يجمع بين استثمار كفاءاتها وحرمة توليها لمنصب القضاء المباشر ومضاعفاته الخطيرة عليها، وحرمان المرأة من هذا الحق لا يعتبر انتقاصاً من إنسانيتها أو انتهاكاً لحريتها، فإن الإسلام أخذ بعين الاعتبار صلاح المرأة وكرامتها، وسنّ لها بعض الحقوق مما يتفاوت مع حقوق الرجل حفظاً لفطرتها وعواطفها وإبقاءً على شخصيتها وكرامتها حيث أوجب عليها الحجاب مثلاً، كما أننا نجد حتى في عالم اليوم الذي يدعي بأنه لا يجعل فرقاً بين الرجل والمرأة، أن تولي النساء للمناصب القضائية العالية كالمحاكم الدولية ونحوها قليل جداً، وهذا يؤكد أن دعوى صحة ذلك لازال في طور الكلام والشعار ولم يصل إلى حد العمل بالدرجة المطلوبة عندهم، لكن حيث أن الإسلام لا يتناول الأمور من موقع الشعارات والكلمات الخالية من المصداقية، ولأنه مشرع من خالق الإنسان والعالم بأسراره ومكوناته واستعداداته يصرح منذ البدء بعدم صحة تولي المرأة لمنصب القضاء رعاية لها وحفظاً للدقة المطلوبة في باب القضاء، كما يقول بعدم صحة تولي الرجل لأدوار النساء الخاصة كأعمال الأمومة وتربية الأولاد ونحو ذلك فان من الحكمة أن تجعل الشيء المناسب في المكان المناسب. |
آية التطهير ونساء النبي |
س : يظهر من الآية 73 من سورة هود (قالوا أتعجبين من أمر الله، رحمت الله وبركاته عليكم أهل البيت إنه حميد مجيد) أن زوجة إبراهيم (عليه السلام) من أهل البيت، وقد سمعت من العلماء والخطباء أن زوجات النبي لسن من أهل بيته مستشهدين على ذلك بآية التطهير وحديث الكساء، فما هو رأيكم؟ بسم الله الرحمن الرحيم ج : إن الأهل لغةً هم من يرتبطون مع الإنسان بقرابة أو نسب. وهناك استعمالات أخرى وردت في القرآن الكريم، حيث أطلق الأهل على ما يجمع مع الإنسان برابطة العقيدة والمبدأ، لذا أخرج ابن نوح عن أهله مع أنه ولده بلا إشكال، حيث قال سبحانه: (إنه ليس من أهلك إنه عمل غير صالح) وأدخل هارون في أهل موسى(صلى الله عليه وسلم) حيث قال سبحانه: (واجعل لي وزيراً من أهلي هارون أخي) وفي خصوص آية التطهير أراد الله عزّ وجل بأهل بيت النبي (صلى الله عليه وسلم) علي وفاطمة والحسنين (عليهم السلام) فقط وذلك لصريح الروايات التي وردت في شأن نزول الآية المباركة كما هو عليه الاتفاق يبن العامة والخاصة بينما لم يرد الله عزّ وجل نساء النبي ، كما أن الروايات الشريفة والواقع الخارجي يؤكدان أن أهل البيت (عليهم السلام) منبع الفيوضات الربانية والبركات الإلهية. هذا والذي يدّل على أن زوجات النبي غير معنيات بآية التطهير، الضمائر الموجودة قبل آية التطهير وفيها وبعدها حيث تتحدث الجمل السابقة واللاحقة عن المؤنث ومخاطبة النساء بالصراحة كما لا يخفى قال الله تعالى: (وقرن في بيوتكن ولا تبرَّجن تبرّج الجاهلية الأولى وأقمن الصلاة وآتين الزكاة وأطعن الله ورسوله، إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا، واذكرن ما يتلى في بيوتكن من آيات الله)، إلاّ أن الضمير في آية التطهير جاء مختلفاً عما قبله وبعده حيث صيغ للمذكر لغلبة الذكور فيه اذ ليس فيهم إلاّ فاطمة (سلام الله عليها) مضافاً إلى شموله لسائر الأئمة الطاهرين(عليهم السلام) من ذرية الإمام الحسين (عليه السلام) كما أن الأدلة الخاصة والقرائن التاريخية تؤكد نزولها في المذكورين ( عليهم السلام) فحسب وأما مجيء آية التطهير في سياق آيات النساء فهو متعارف في فنون القرآن ويطلق عليه في الأدب بـ(الإلفات) بأن يبدل المتكلم كلامه من المخاطب إلى الغائب وبالعكس ومن المذكر إلى المؤنث ويوسّط معنىً جديداً في ضمن السياق دفعاً للملل والسأم ورتابة الكلام إلى غير ذلك مما أراد الله عزّ وجل، مضافاً إلى أن آية التطهير تدلّ على العصمة وهي منحصرة في أهل البيت ( عليهم السلام) و العصمة لا تشمل نساء النبي بالإجماع. |
القرآن يجلُّ عن النقص والتحريف |
س1: نقرأ في كتب البعض أن الشيعة يقولون بتحريف القرآن، وفيه من الزيادة والنقصان، ويستشهد هؤلاء على ذلك بكتاب (فصل الخطاب في إثبات وتحريف كتاب رب الأرباب) ما صحة ذلك؟ بسم الله الرحمن الرحيم ج: أجمعت الشيعة على عدم تحريف القرآن وعدم الزيادة والنقص فيه، ويدل على عدم التحريف الأدلة القطعية والبراهين العقلية والنقلية، وقد نص الله سبحانه على حفظ القرآن وعدم تحريفه، قال الله تعالى: (لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه) وقال سبحانه:(إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون). والتحريف من أجلى مصاديق الباطل، كما أنه من أجلى منافيات الحفظ، وقد نص على عدم تحريف القرآن علماؤنا ومفسرونا في مختلف كتبهم فضلاً عن الروايات المتواترة والمنقولة عن أهل بيت العصمة والطهارة (عليهم السلام). وقد نص علماؤنا أجمع على حجية القرآن، ومن الواضح أنه لو كان الكتاب محرّفاً لم يكن حجة لأن كل آية ترد أو تقرأ يحتمل فيها التحريف، على تفصيل ذكروه في مظانه، قال الله سبحانه:(وإنه لكتاب عزيز لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنـزيل من حكيم حميد) فهو كتاب يجل عن النقص والتحريف. والحق أنه لا يوجد عالم من علمائنا يقول بالتحريف بمعنى تغير آيات الله سبحانه لفظا. وأما الكتاب المذكور (فصل الخطاب) ففيه قصة مفصلة صنعها بعض خصوم الشيعة حيث أن الحاج النوري (رحمه الله) كتب كتاباً اسماه (فصل الخطاب في الرد على تحريف الكتاب) وقد ذكر فيه أقوال البعض القائلين بتحريف القرآن وردها جميعاً ليثبت عدم التحريف، ولكن الخصوم صنعوا مكيدة فأخذوا ما أورده من شبهات يقولها القائلون بالتحريف ولم يذكروا أجوبته وطبعوا الكتاب للتهريج على الشيعة، وهذه ليست أول قارورة كسرت في الإسلام، ولو أردنا التحدث عن هذا الموضوع سيطول بنا المقام، ومن قبل قام البعض الذين باعوا دينهم بالدينار بتحريف بعض أحاديث النبي (صلى الله عليه وآله) ووضعوا كذباً وزورا خدمة لمصالح البعض وحكومته فلا تستبعد أن يقوم جمع آخر بتحريف أقوال علماء الشيعة، والله الهادي. |
حول عصمة الأنبياء (عليهم السلام) |
السؤال: كيف نردّ على قول البعض بأن الأنبياء (عليهم السلام) معصومون فقط في تبليغ الرسالة أما في أمور الحياة الأخرى فهم وباقي البشر سواء، مستشهدين بذلك على أن النبي آدم (عليه السلام) خالف أمر ربه وأكل من الشجرة، ثم أن النبي موسى (عليه السلام) قتل رجلاً... فكيف يكون معصوماً من يرتكب القتل العمد؟ بسم الله الرحمن الرحيم الجواب: لا شك أن الأنبياء والأئمة والصديقة الطاهرة فاطمة الزهراء (عليهم السلام) كلهم معصومون عن كل معصية وكل خطأ ونسيان وفي كل صغيرة وكبيرة وعن النوم الغالب حتى يمضي وقت الصلاة. إذ لو انتفت العصمة فيهم قلّ اعتماد الناس عليهم ولم يحصل الوثوق بالشرائع وصاروا محل إنكار العامة ومورد عتابهم وبذلك يسقط محلهم عن القلوب. بالإضافة إلى أنه يقبح من الله الحكيم أن يلقي أزمّة الخلق في يدي من لا يؤمن خلافه، فيزيد وينقص ويحكم بالهوى، والحال أنه قادر على أن يعيّن المعصوم الذي لا يخطأ ولا ينسى، يقول الله تعالى في وصف نبيه (وما ينطق عن الهوى إن هو إلاّ وحي يوحى) وقال تعالى (سنقرئك فلا تنسى إلاّ ما شاء الله) واستثناء المشيئة إعلام بأن الأمر لا يخرج عن إرادة الله فبإمكانه تعالى: أن يجعل النبي كسائر الناس يسهو وينسى. ويقول القرآن الكريم في وصف نبيه والأئمة (عليهم السلام) (إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا) عن ابن عباس: قال سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله) يقول:(أنا وعلي والحسن والحسين والتسعة من ولد الحسين مطهرون معصومون)، وقال أمير المؤمنين (عليه السلام) (إنما الطاعة لله عز وجل ولرسوله ولولاة الأمر، وإنما أمر بطاعة أولي الأمر، لأنهم معصومون مطهرون لا يأمرون بمعصيته). وقال الإمام الصادق (عليه السلام): الأنبياء وأوصياؤهم، لا ذنوب لهم، لأنهم معصومون مطهرون. ولأن البعض أنكر عصمتهم إلاّ في تلقي الوحي فقد نسب إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله) الكثير من الأمور التي يخجل الإنسان العادي أن تنسب إليه فما بالك بشخص رسول الله محمد (صلى الله عليه وآله). وأما قضية آدم وموسى (عليهما السلام) فهو من باب ترك الأولى لا المعصية بمعنى الذنب، صحيح أنه في عرف اليوم يطلق العصيان على الذنب إلاّ أنه ورد في القرآن الكريم في خصوص موضوع الأنبياء ـ بمعناه اللغوي ـ وهو: الخروج عن الطاعة وعدم تنفيذ الأمر، وأمر الله لآدم كان إرشاداً له لطريق سعادته الحقيقية وكان الأولى لآدم (عليه السلام) أن يسمع إلاّ أنه عصى ذلك الأمر بمعنى أنه لم يستجب لا أنه عصى الأمر الوجوبي وكذا الكلام في قتل موسى (عليه السلام) للقبطي.. فأنه ترك الأولى لأن موسى (عليه السلام) كان من مصلحته أن يبعد أخطار الفراعنة عنه حتى يتوصل إلى غايته، وكان قتل القبطي سبباً لمعرفتهم به لذا خرج منهم خائفاً، ولكن قتله للقبطي لم يكن عصياناً لأن القبطي كان يستحق القتل لأن الفراعنة قتلوا الآلاف من الأطفال والنساء ودمروا بني إسرائيل، ومن الواضح أن قتل مستحق القتل ليس بعصيان.
|
التقريب بين المذاهب الإسلامية |
السؤال: ماذا يراد بمصطلح التقريب بين المذاهب والفرق الإسلامية، هل المقصود به التخلي عن المبادئ التي يؤمن بها كل طرف، وكيف يتحقق ذلك؟ الجواب: التقريب معناه تقارب وجهات النظر واحترام الرأي الآخر وبث روح التفاهم والحوار الهادف المنطقي من دون إظهار التعصب، والتأكيد على الأمور المشتركة وهذا ليس معناه أن يرفع كل مذهب اليد عن اعتقاده في الأصول والفروع واتبّاع الآخرين وإلاّ فكل واحد يطلب من الآخر أن يرفع يده عن اعتقاده وهذا يوجب التصادم بدل التقارب. والذي يراجع المعتقدات والتاريخ والسيرة القائمة عند مختلف الفرق يجد أن الخلاف أحياناً لا يقتصر على المسائل الفرعية بل قد يتعدى إلى بعض الأصول كصفات الخالق وبعض شرائط النبوة وقضية الإمامة والخلافة وخصوصيات المعاد، فضلاً عن الفروع الفقهية والآداب والسنن. ومن الواضح أن الخلاف في المعتقدات أمورٌ لا يمكن معها إيجاد الوحدة لأن ذلك يستدعي أحد أمرين كلاهما غير ممكن عادة: أولاً: أن يتنازل كل طرف عن مبادئه وأصوله وعقائده وفروعه لصالح الطرف الآخر، وهذا الأمر لا يمكن حصوله عادة كما لم يقع ذلك منذ التاريخ القديم، لأن من يرى أنه على حق وأن غيره على باطل كيف له أن يلتزم بالباطل؟ ثانياًَ: أن يتنازل الجميع عن أصولهم وعقائدهم وفروعهم ويلتزموا بشيء ثالث ومن الواضح أن هذا أيضاً غير ممكن إذ لا يوجد شيء آخر بنظر الأطراف هو أفضل وأكمل مما عندهم حتى يلتزموا به. فالمقصود بالتقريب هو العمل بالأخوة الإسلامية واحترام الرأي الآخر والسعي لإقناع المقابل بالحكمة والموعظة الحسنة وعبر الحوار الحر المنطقي، مضافاً إلى تقريب المواقف السياسية والتلاحم والوحدة في الأهداف العليا المشتركة التي تصب في مصالح المسلمين، وتكرس قوة المسلمين في مقابل أعداء الدين فان هذا ممكن وواقع كما هو المشاهد بالنسبة إلى الكثير من الدول والأمم والشعوب المتعددة الاتجاهات إلاّ أنها اتحدت وتلاحمت في مواقف سياسية ووطنية كبرى، مثل الهند في ثورة غاندي، والعراق في ثورة العشرين، وإيران في ثورة التنباك، وفرنسا في الثورة الصناعية وهكذا.
|
الإمام علي عليه السلام وخلافة المسلمين |
السؤال: ما هي الأدلة على أن النبي(صلى الله عليه وآله) عين علياً(عليه السلام) خليفة من بعده بأمر من الله؟ ولماذا تنازل الإمام عن حقه؟ أليس من المفترض أن يقاتل حتى يستعيد حقه؟ الجواب: لقد نقل المسلمون في تفاسيرهم وتواريخهم روايات عديدة وصريحة في ذلك، منها أن النبي(صلى الله عليه وآله) جمع في مبدأ الدعوة الإسلامية وحين أنزل الله تعالى عليه(وأنذر عشيرتك الأقربين) رجال بني هاشم ودعاهم إلى دار عمه أبي طالب وأطعمهم وهم يومئذ أربعون رجلاً يزيدون رجلاً أو ينقصون رجلاً وفيهم أعمامه أبو طالب وحمزة والعباس وأبو لهب، وقال لهم(صلى الله عليه وآله): يا بني عبد المطلب إني والله ما أعلم شاباً في العرب جاء قومه بأفضل مما جئتكم به، جئتكم بخير الدنيا والآخرة وقد أمرني الله أن أدعوكم إليه, فأيّكم يؤازرني على أمري هذا، على أن يكون أخي ووصيي وخليفتي فيكم، فأحجم القوم عنها غير علي(عليه السلام) – وكان أصغرهم- إذ قام فقال: أنا يا نبي الله أكون وزيرك عليه، فأخذ رسول الله برقبته، وقال: إن هذا أخي ووصيي وخليفتي فيكم، فاسمعوا له وأطيعوا. وهذا الحديث معروف بين المسلمين بحديث الدار. ومنها أنه لما رجع رسول الله(صلى الله عليه وآله) من حجة الوداع ونزل غدير خم جمع الناس وخطب فيهم خطبته المشهورة وقال فيما قال: كأني دعيت فأجبت وإني قد تركت فيكم الثقلين، أحدهما أكبر من الآخر، كتاب الله وعترتي، فأنظروا كيف تخلفوني فيهما، فإنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض، ثم قال: إن الله عزّ وجل مولاي وأنا مولى كل مؤمن، ثم أخذ بيد علي(عليه السلام) فقال: من كنت مولاه فهذا علي مولاه، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه.. وقد أخرج هذا الحديث المتواتر جمهور من العامة كما ذكر تفاصيله العلامة الأميني في كتاب الغدير. ومن أحاط علماً بسيرة الرسول(صلى الله عليه وآله) يجد علياً(عليه السلام) وزيره في أمره، وظهيره على عدوه، وعيية علمه، ووارث حكمه، وصاحب الأمر من بعده، ومن وقف على أقوال النبي(صلى الله عليه وآله) يجد النصوص في ذلك متواترة. ثم إن الإمام(عليه السلام) لم يتنازل عن حقه مطلقاً بل طالب به وسعى إلى المهاجرين والأنصار يطلب النصرة ويحرضهم على استرداد الحق إلى أصحابه واستنهض كبار شيعته وأهل بيته لإعلان أحقيته. نعم لقد إكتفى الإمام(عليه السلام) بالاحتجاجات الكلامية ولم يقاتل القوم لأسباب منها: قلة الأعوان يومئذ بحيث لم يكن من الممكن أن يتم حسم الأمر لصالحه بالشكل الذي يحقن معه دماء المسلمين، وشهر السيف آنذاك كان يهدد جهود النبي(صلى الله عليه وآله) وكان يعني بالتالي ضياع الإسلام. ومنها كذلك خشيته على الإسلام بأن يرتد عنه أولئك الذين لمّا يدخل الإيمان في قلوبهم. ويؤكد على ذلك ما أوصى به رسول الله(صلى الله عليه وآله) من أن يلتزم الصبر على الأذى احتياطاً على الأمة. ولذلك صبر وفي العين قذى وفي الحلق شجى. كل هذا وقد سعى الإمام(عليه السلام) جاهداً في تقديم النصيحة وأجتهد للمسلمين في المشورة، ومن تتبع سيرته في تلك الأيام يجد أنه أثر المسالمة فلم يحارب حفاظاً على الأمة واحتياطاً على الملّة وإيثاراً للآجلة على العاجلة. |
معنى العبودية في الأسماء الشخصية |
السؤال: ما مشروعية جواز تسمية الإنسان بالأسماء التالية: عبد الحسين-عبد الزهراء، وغيرها من الأسماء المضافة إلى المعصومين(عليهم السلام)? حيث يقول البعض إن التسمية بـ(عبد) يجب أن يأتي بعدها اسم من أسماء الله عزّ وجل؟ الجواب: العبودية في اللغة مأخوذة من الخضوع والتذلل، ويطلق لفظ العبد على المملوك؛ لأنه لا يملك شيئاً في قبال مولاه، فهو في خضوع وتذلل إليه. والعبد: المملوك خلاف الحر؛ قال سيبويه: هو في الأصل صفة قالوا: رجل عبد؛ ولكنه استعمل استعمال الأسماء، والجمع أعبد وعبيد. وكانت العرب تطلق هذه الأسماء أيضاً للتدليل على ذلك وإن لم يكونوا مملوكين مثل(عبد مناف) ?(عبد شمس) ?(عبد قيس). والتسمية التي يطلقها بعض شيعة أهل البيت(عليهم السلام) على أولادهم مثل (عبد الحسين) ?(عبد الزهراء) ونحوها.. لا يراد منها أنه يعبد(الحسين)أو (الزهراء) ويتخذ منهما (عليهما السلام) أرباباً من دون الله، بل هذا اتهام نشأ من الجهل أو التعمد أو الافتراء لأنه لا تجوز العبادة لغير الله مطلقاً. وإنما يراد من هذه التسمية إبداء غاية الخضوع والتذلل والوقوف بالخدمة محبةً وعشقاً لا عبادة، كما يقال في العرف كثيراً(فلان يعبد الرياضة)?(فلان يعبد القراءة) ?(فلان يعبد الشعر) المقصود منه شدّة الحب والولع، فكيف بمن أراد أن يجعل اسماً له يدل على غاية المحبة والخضوع لأهل البيت (عليهم السلام) وهم العباد الذين جعلهم الله حجة على الخلق وطهرهم وعصمهم من الأدناس والنواقص، وجعلهم أبواب النجاة والخلاص للبشرية في الدنيا والشفاعة في الآخرة، كما أمر الله سبحانه بمودتهم ومحبتهم في قوله سبحانه:(قل لا أسألكم عليه أجراً إلاّ المودة في القربى) وقد أتفق الشيعة والعامة على أن المراد من القربى هم أهل البيت(عليهم السلام)، كما أفتى إجماع المسلمين على وجوب محبتهم ومودتهم، وقد ورد في الأخبار الشريفة(خير الأسماء ما حمّد وما عبّد) هذا وقد ورد في القرآن الكريم نسبة العبد إلى الناس حيث قال عزّ وجل:(من عبادكم وإمائكم). |
الإسلام ومسألة الرق |
السؤال: لماذا لم يحرّم الإسلام الرق؟ وما هي الحكمة من الفروق والاختلافات بين الأحرار والعبيد في الحقوق الاجتماعية؟ الجواب: ينبغي الالتفات إلى أمور: أولاً: إن الرق كان قبل الإسلام ومع الإسلام وبعده وجاء الإسلام فحرم ما كان يخالف منه الإنسانية وجعله في إطار خاص على تفصيل مذكور في محله، أما في غير الإسلام فغالباً كان يحصل الرق من غلبة بعض على بعض بواسطة الحروب أو غيرها بممارسات لا إنسانية، واليوم يمارس الرق بأساليب ملتوية غير صريحة كما نراه في استعباد أصحاب الأموال والسلاح والقدرات العالمية للشعوب الضعيفة، وكما يرى في تجار الجنس والدعارة والمخدرات وما أشبه، فان ممارستهم للاستعباد المقنّع أشدّ مما كان سابقاً في الجاهلية. أما الرق الذي أقرّه الإسلام وجعله طريقاً لهداية الكفار المحاربين فهو الأسلوب الأفضل لحفظ كرامة الإنسان. حيث إن الرق في الإسلام منحصر فقط بالكفار الذين خرجوا لحرب المسلمين وصاروا أسارى بيد المسلمين، فإن الأسير الحربي يخيرّ فيه بين أمور ستة، أحدها الرق، وليس هو الحل الوحيد... ثانياً: الأمور التي يخير الإسلام في التعامل مع الأسير الحربي أمور متعددة منها: 1- المنّ، بأن يطلقوا سراحه منّةً وفضلاً من الحاكم الإسلامي عليه. 2- الفداء، بأن يدفع مقداراً من المال مقابل إعطائه الحرية. 3- النفي. 4- السجن. 5- الاسترقاق. ومن الواضح أن الإسلام قد وضع أحكاماً وآداباً كثيرة للتعامل الإنساني مع العبيد، إذ ليس معنى الرق في الإسلام أن السيد يتمكن أن يتصرف في شؤون العبد كما يريد، وإنما لا يحق له إلا التعامل بمقتضى المعروف، فلا يجوز له ضربه أو قتله أو جرحه أو إخافته، ولو فعل السيد بعبده ما ينكّل به ينعتق عنه فوراً بدون اختياره. ومن الواضح أن من الأهداف التي أرادها الإسلام من الاسترقاق هو تربية الكفّار وإدخالهم في الإسلام، وفي كثير من الأحيان نجد أن العبيد كانوا يؤمنون بالإسلام، ويضحّون بأنفسهم في سبيل الدين، وكانوا يرفضون العودة إلى بلادهم لما يرونه من معاملة المسلمين الحسنة التي فيها تحفظ كرامتهم وعزتهم. ثالثاً: مضافاً إلى ذلك فقد جعل الإسلام تحرير العبيد من العبادات وحثّ عليه حيث شرّع تحرير العبيد ضمن الكفّارات، فمن أفطر عمداً في شهر رمضان يتمكن أن يعتق رقبة كفارة لإفطاره، وكذا في غيره على تفصيل ذكره الفقهاء في كتاب الكفّارات. والذي يراجع سيرة المعصومين(عليهم السلام) والمسلمين يجد أنهم كانوا يعتقون العبيد دائماً تقرّباً إلى الله تعالى لأنه ليس هدف الإسلام الانتقام بل الهداية والإصلاح. ومن هنا يعرف أن الاسترقاق ليس انتهاكاً لكرامة الإنسان، فإن الكافر المحارب الذي أقدم على محاربة الإسلام والمسلمين يكون قد عرّض نفسه لأكبر من هذه الإهانة حيث جعل نفسه في معرض القتل فكيف بالأيسر، والذي يسبب الإهانة لنفسه غير محترم. انظر إلى ما تتعامل به الدول اليوم من سجن الأسرى وقتلهم، أليست هذه من أشد الإهانات، وأيهما أكثر إهانة أن تجعل الأسير تحت رحمة السيد المؤمن، أم تحت سوط الجلاّد وخلف قضبان السجون. وفي هذا الموضوع بحث طويل ذكرناه في بعض كتبنا. مقالة العدد المواساة في أجلى مظاهرها وأظهر مصاديقها المواساة في اللغة، تعني المشاركة والمساهمة في المعاش والرزق، وقال عنها بعض اللغويين في معاجمهم، ولا يكون إلا من كفاف، فإن كان من فضل فليس بمواساة، وقالوا عنها كذلك أنها معاونة الأصدقاء والمستحقين ومشاركتهم في الأموال والأقوات، والمواساة تكون بالنفس والمال والعلم والكلام، وأخصها بالنفس والمال. وقد أكد الشارع المقدس هذا المفهوم وحثّ عليه، والأحاديث المروية عن أهل بيت العصمة والطهارة(عليهم السلام) فيه كثيرة، فعن أمير المؤمنين(عليه السلام) أنه قال:(المواساة أفضل الأعمال) وعنه(عليه السلام)(أحسن الإحسان مواساة الأخوان) وقال(عليه السلام)( ما حفظت الأخوة بمثل المواساة) وعن الإمام الصادق(عليه السلام) قوله:(تقربوا إلى الله تعالى بمواساة إخوانكم). وجاء في المثل(إن أخاك من آساك). وأجلى مظاهر المواساة وأروع صورها تظهر في مواقف أبي الفضل العباس لأخيه الحسين عليهما السلام في كربلاء، فقد واسى العباس أخاه الحسين عليه السلام بأنواع المواساة وضرب أروع الأمثلة في الإباء والوفاء والفداء والإيثار، وهو على بصيرة في دينه، وإيمان راسخ في قلبه، وتقوى خالصة لله سبحانه وتعالى، وإلى ذلك أشار الإمام الصادق(عليه السلام) بقوله( كان عمنا العباس نافذ البصيرة صلب الإيمان) ويذكر أرباب المقاتل أن أبا الفضل العباس(عليه السلام) لماّ ملك الشريعة يوم العاشر من المحرم، اغترف غرفة من الماء ليشرب، تذكر عطش الحسين(عليه السلام) فنفض الماء من يده وقال بإيمان عميق ونفس واثقة والله لا أذوق الماء وأخي الحسين عطشان. إن هذه الفعال لا تصدر إلا من نفس حرّة أبيّة، إنها ميزة في نفسيّة أبناء أمير المؤمنين علي بن أبي طالب(عليه السلام). ونقرأ في زيارته الواردة عن الإمام الصادق(عليه السلام)(أشهد لقد نصحت لله ولرسوله ولأخيك فنعم الأخ المواسي) وفي زيارة الناحية الواردة عن الإمام الحجة المنتظر(عجل الله تعالى فرجه الشريف(السلام على أبي الفضل العباس المواسي أخاه بنفسه، الآخذ لغده من أمسه، الواقي له، الساعي إليه بمائه، المقطوعة يداه..). لقد أعطى العباس(عليه السلام) الكثير لله فأعطاه الله المنزلة الرفيعة والدرجة العالية كما جاء عن الإمام السجاد(عليه السلام) قوله(وإن للعباس عند الله تبارك وتعالى منزلة يغبطه عليها جميع الشهداء يوم القيامة). |
قيام الأدلة على وجوب التقليد |
السؤال: هناك فتوى مفادها أنه لا يجوز للمقلِّد أخذ أحكام دينه من أي شخص كان، وعليه أن يقلِّد المجتهد ويأخذ جميع الأحكام منه فقط، ويجب أن يكون هذا المجتهد واحداً، ما هو الدليل العقلي والشرعي على ذلك؟ ومنذ متى بدأ هذا النظام؟ الجواب: التقليد: هو الرجوع إلى العالم المجتهد والالتزام بقوله في مقام العمل. ولا شك أن العلم والعدالة شرطان أساسيان في جواز الرجوع، أما العلم فهو مما حكم به العقل بضرورة رجوع الجاهل إلى العالم في موارد الجهل كما يرجع الشخص المريض إلى الطبيب لعلاج مرضه، ولا شك أيضاً إنَّ المجتهدين أهل خبرة في الأحكام الشرعية، فالرجوع إليهم رجوع إلى أهل الخبرة، وهو مما قامت عليه سيرة العقلاء، هذا مضافاً إلى الآيات والروايات، أما الآيات فمنها قوله تعالى:(فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون) ودلالته ظاهرة في أن غير العالم يجب أن يرجع إلى العالم، وما ورد من تفسيرها بأهل الكتاب، وتأويلها بالأئمة الطاهرين(عليهم السلام) لا يحصر الدلالة؛ لأن ذلك من باب أظهر المصاديق أو أكملها بعد ظهور الآية في الإطلاق في أهل الذكر حتى يشمل العلماء، وأما الروايات فمنها ما ورد في قول عبد العزيز بن المهتدي للإمام(عليه السلام)(لا أكاد أصل إليك أسألك عن كل ما أحتاج إليه من معالم ديني أفيونس بن عبد الرحمن ثقة آخذ عنه ما أحتاج إليه من معالم ديني؟ فقال (عليه السلام): نعم) ومن البديهي أن معالم الدين تشمل الفتوى والرواية، وما عن علي بن المسيّب الهمداني قال: قلت للرضا(عليه السلام) شقَّتي بعيدة ولست أصل إليك في كل وقت فممّن آخذ معالم ديني؟ قال(عليه السلام): زكريا بن آدم القمي المأمون على الدين والدنيا). وأما العدالة فقد ورد في التوقيع المبارك لصاحب الأمر عجَّل الله تعالى فرجه الشريف:(فأما من كان من الفقهاء صائناً لنفسه، حافظاً لدينه، مخالفاً على هواه، مطيعاً لأمر مولاه، فللعوام أن يقلِّدوه) إلى غيرها من الأدلة النقلية بل والعقلية المتضافرة، أما مسألة رجوع المقلِّد إلى مجتهد واحد فلأن المجتهدين قد يختلفون في الفتوى ولا مجال للمكَّلف أن يعمل بها جميعاً لأنه تناقض ولا مجال لرفض أقوالهم جميعاً لبطلان عمله، فلابد و أن يختار أحدهم ويعمل بفتواه والأحوط أن يختار الأعلم، نعم يجوز له التبعيض في التقليد على تفصيل ذكره الفقهاء في باب الاجتهاد والتقليد. وأما بداية هذا النظام فكان في عهد المعصومين عليهم السلام، فإن مع اتساع رقعة المكان وطول الآفاق وعدم إمكان رجوع الجميع إلى النبي أو الإمام مباشرة لمعرفة الأحكام الشرعية، بل في فترات عدم وجود النبي وظهور الإمام لا بد أن يعمل الناس بفتاوى الفقهاء العدول إذ يدور أمرهم بين أن يتركوا العمل وهو عصيان أو يعملوا بآرائهم وهم ليسوا من أهل الخبرة أو يرجعوا إلى العلماء العدول وهو الحق. |
علم الله تعالى |
السؤال: ما معنى أن الله عالم بكل شيء وهل هو عالم بالموجودات قبل وجودها وحين وجودها، وبعد وجودها؟ الجواب: معنى ذلك أن لله سبحانه وتعالى يعلم كل شيء حتى عدد حبات الرمال وقطرات مياه البحار وما تخفي الصدور، وهو تعالى محيط بالماضي والحال والمستقبل.. فيعلم ما حدث، وما هو كائن، وما سيكون، ولا فرق في علمه بين الجلي الواضح، والغامض الخفي، وقد أجمع الإلهيون على أن العلم من صفات الله الذاتية الكمالية، وأن علمه سبحانه ليس حصولياً، وإنما هو علم حضوري. قال الله تعالى:(واعلموا أن الله بكل شيء عليم) فهذه الآية تدل على أنه تعالى عالم بجميع الأشياء قاطبة، جزئيها وكليها، الظاهر منها أو الخفي، وهو تعالى عالم بما مضى وما يأتي، وما هو كائن، وبكل ما في الكون من الأسرار والرموز، يقول سبحانه:(وعنده مفاتح الغيب لا يعلمها إلا هو، ويعلم ما في البر والبحر، وما تسقط من ورقة إلا يعلمها ولا حبة في ظلمات الأرض ولا رطب ولا يابس إلا في كتاب مبين) ويقول تعالى(قل إن تخفوا ما في صدوركم أو تبدوه يعلمه الله ويعلم ما في السماوات وما في الأرض). ويدل على علمه تعالى: أنه صنع الأشياء المتقنة، وأبدع المخلوقات الدقيقة مما لا يتم إلا بالعلم، ولا يمكن أن يصنع إلا بدراية، قال تعالى:(ولقد خلقنا الإنسان ونعلم ما توسوس به نفسه ونحن أقرب إليه من حبل الوريد). وقال عزَّ من قائل:(عالم الغيب لا يعزب عنه مثقال ذرة في السماوات ولا في الأرض ولا أصغر من ذلك ولا أكبر إلا في كتاب مبين). إلى غير ذلك من الآيات التي تدل على علمه تعالى بكل شيء. وهذا المعنى ورد كثيراً في روايات أهل البيت(عليهم السلام)، فقد قال الإمام أمير المؤمنين(عليه السلام):(الحمد لله الذي يعلم عجيج الوحوش في الفلوات، ومعاصي العباد في الخلوات، واختلاف النينان في البحار الغامرات، وتلاطم الماء بالريح العاصفات). وقال(عليه السلام):(قد علم السرائر، وخبر الضمائر، له الإحاطة بكل شيء). وعن عبد الله بن مسكان قال: سألت أبا عبد الله(عليه السلام) عن الله تبارك وتعالى أكان يعلم المكان قبل أن يخلق المكان، أم علمه عندما خلقه وبعدما خلقه، فقال(عليه السلام):(تعالى الله! بل لم يزل عالماً بالمكان قبل تكوينه كعلمه به بعد ما كوّنه وكذلك علمه بجميع الأشياء كعلمه بالمكان). وسئل(عليه السلام) هل يكون اليوم شيء لم يكن في علم الله عز وجل، قال(عليه السلام):(لا، بل كان في علمه قبل أن ينشيء السماوات والأرض). |
الأئمة(عليهم السلام) وعلم الغيب |
السؤال: إن مفاد جملة من الأحاديث أن الأئمة(عليهم السلام) يعلمون الغيب، وفي القرآن الكريم آيات كثيرة تدل على أن العالم بالغيب هو الله سبحانه فكيف نوفق بينها؟ الجواب: لا شك أن العالم بالغيب هو الله تعالى ولا أحد غيره يعلم الغيب، إلا أنه تعالى أعلم بعض عباده الغيب وأطلعهم عليه فعلموه بإعلام الله تعالى لهم، قال تعالى:(عالم الغيب فلا يظهر على غيبه أحداً إلا من ارتضى من رسول) ونبينا الخاتم(صلى الله عليه وآله) ممن ارتضاه الله، فهو عالم بالغيب بإعلام الله تعالى له. وقال الله تعالى:(وما من غائبة في السماء والأرض إلا في كتاب مبين) وقال سبحانه(ثم أورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا) وقال عزّ من قائل:(قل كفى بالله شهيداً بيني وبينكم ومن عنده علم الكتاب) وقد نقل المفسرون أن الذي عنده علم الكتاب هو الإمام علي بن أبي طالب(عليه السلام) وإلى ذلك أشار النبي(صلى الله عليه وآله) بقوله(أنا مدينة العلم وعلي بابها). وقد ورث ذلك عنه أبناؤه المعصومون(عليهم السلام)، فليس من المستغرب أن يعرف النبي(صلى الله عليه وآله) والوصي(عليه السلام) الغيب بإعلام الله تعالى له، وقد ذكر ابن حجر في صواعقه في أحوال كل من الأئمة الصادق والكاظم والرضا والجواد (عليهم السلام)قصصاً تدل على أنهم كانوا يعلمون الغيب، وكذلك نقل غيره من علماء العامة، فإثبات علم الغيب للنبي الأكرم(صلى الله عليه وآله) وآله الأطهار(عليهم السلام) ليس من متفردات الإمامية. وأما قوله تعالى:(قل لا أملك لنفسي نفعاً ولا ضراً إلا ما شاء الله ولو كنت أعلم الغيب لاستكثرت من الخير وما مسني السوء) فهو محمول أما على نفي الغيب ابتداءً بلا تعليم من الله تعالى، أو على نفي علم مخصوص. |
المساجد والحسينيات |
سؤال: ما هو دور المساجد والحسينيات في خدمة المجتمع الإسلامي؟ جواب: للمساجد والحسينيات أهمية كبيرة لا يمكن تجاهلها، ولها دور عظيم في إحياء الشعوب لا يمكن أن ينكر، ومن يقرأ التاريخ يجد ان من أوائل ما قام به الرسول الأعظم(صلى الله عليه وآله) عند هجرته إلى المدينة المنورة هو تأسيس المسجد واتخاذه مقراً للقيادة وإدارة شؤون الدولة الإسلامية ومركزاً لتجمع المسلمين، ومنه انطلقت مسيرة الإسلام ورفعت رايته، وكذلك كان في عهد الإمام أمير المؤمنين(عليه السلام)ثم تأسست الحسينيات بعد واقعة الطف فأصبحت مراكز لنشر الوعي الإسلامي ومؤسسات ثقافية وإعلامية وساحات علمية قادرة على إعادة بناء وعي الأمة وتنمية إمكانية الفرد المسلم من خلال تخريج المئات من العلماء وآلاف الطلبة والمثقفين. ولم تقتصر رسالة المسجد والحسينية على هذا فقط بل احتلا مواقع أخرى فيمكن الاستفادة منهما في صلاة الجماعة، وفي الوعظ والإرشاد والرثاء، ومن أهم ما يلزم القيام به هو إقامة المجالس الحسينية،فإن لإقامة هذه المجالس فوائد كثيرة منها: ذكر أهل البيت(عليهم السلام) وهي عبادة، ومنها: إن إقامة المجالس لذكرهم(عليهم السلام) يدفع البلاء والمشكلات، وتنزل الرحمة على ذلك المكان، وهذا مما يؤكد حبنا لهم(عليهم السلام) ويشدنا نحوهم ويربطنا بهم، مما يوجب سعادة الدنيا والآخرة. وكذلك يمكن الاستفادة منهما في إحياء المراسيم الإسلامية الأخرى، وفي الدعاء والزيارة، وفي عقد المؤتمرات الدينية، وفي الدرس والتأليف، وبيان الأحكام الشرعية للناس، وقراءة القرآن وتعليمه وحفظه، ومن هنا عمل الطغاة على محاربة المساجد والحسينيات ومنعوا إقامة مجالس العزاء لأنها تفضح المجرمين وتبشرهم بالعذاب الأليم وتكشف الحقائق للأمة. ولنعمل من أجل أن تكون المساجد والحسينيات ملتقى للأخوة الإسلامية ومركزاً للتآخي والتوادّ والإخلاص في العمل في سبيل الله بما ينفع الناس، ونحن بأمس الحاجة لأن نكون على اتصال مباشر ودائم بمجتمعنا عبر هذه القنوات. |
حديث الغدير |
سؤال: إن القرائن اللفظية، والأدلة العقلية، توجب القطع الثابت بأن رسول الله(صلى الله عليه وآله) ما أراد يوم غدير خم إلا تعيين علي بن أبي طالب(عليه السلام) ولياً لعهده، وقائماً مقامه من بعده وإماماً على الناس، ولكن هل حديث الغدير متواتر عند أهل السنة مثلما هو متواتر عند الشيعة؟ جواب: في البدء لا بد من القول إن الشيعة لم يتدينوا بمذهبهم الذي عرفوا به من حبهم فقط لأهل بيت النبوة(عليهم السلام) الذين أذهب الله عنهم الرجس وطهرهم تطهيراً كما أوجب على الناس مودتهم واتباعهم والائتمار بأوامرهم وموالاتهم ومعاداة أعدائهم، وإنما الذي يدفع الشيعة لذلك هو العديد من الآيات القرآنية والأحاديث المتواترة والصحيحة المروية عن الفريقين، ومنها حديث الغدير الذي له الأهمية الكبيرة لما رافق أجواء صدوره من أحداث خطيرة وفريدة في سفر التبليغ للرسالة الخاتمة. وتظهر أهمية حديث غدير خم جلية من خلال زمن ومكان هذا الحديث، إذ أراد النبي(صلى الله عليه وآله) به أن يوصل نداءً عظيماً إلى كل قاص ودان من المسلمين في ذلك اليوم، ويرفع كل إبهام وغموض، ويدفع كل شك وريب، ولا يخفى ان عظمة الحديث وخطورته قد تجسدت بوضوح في الآية الكريمة التي أمر بها الله تعالى نبيه(صلى الله عليه وآله) بتبليغ هذا الحديث: (يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك وإن لم تفعل فما بلغت رسالته والله يعصمك من الناس) المائدة: 67. لذلك فإن حديث الغدير(قطعاً) من الأحاديث المتواترة، وقد رواه الصحابة والتابعون وعلماء الحديث في كل قرن بصورة متواترة، كما حفظته قلوب عامة الناس وتناقلته ألسنتهم. وقد نقل هذا الحديث ورواه(110) من الصحابة، و(89) من التابعين، و(3500) من العلماء والمحدثين، كما ان فريقاً من العلماء ألّفوا كتباً مستقلة حول حديث الغدير، أهمها كتاب(الغدير) للعلامة الشيخ عبد الحسين الأميني طبع منه(11) مجلداً حيث تناول الحديث ورواته وطرقه وأسانيده ومضامينه وشروحاته بحثاً وتحقيقاً وتنقيباً وبتفصيل دقيق ورائع. إن تواتر حديث الغدير مما تقضي به النواميس التي فطر الله الطبيعة عليها، شأن كل واقعة عظيمة تمس الدين والأمة والإنسان بالصميم، فترى النبي الأكرم(صلى الله عليه وآله) يوقعها بمنظر وبمسمع من الألوف المجتمعة من أمته جاءوا من كل فج عميق، ليحملوا عنه النبأ الذي يحدد ملامح مستقبل الإنسان ومسيرة بني البشر على سطح هذه الأرض. وعليه فلا ريب في تواتر حديث الغدير من طريق أهل السنة، فقد صرح علماؤهم بتواتره كصاحب الفتاوى الحامدية في رسالته المختصرة الموسومة بالصلوات الفاخرة في الأحاديث المتواترة، والسيوطي، ومحمد بن جرير الطبري صاحب التفسير والتاريخ، وأحمد بن محمد بن سعيد بن عقدة، ومحمد بن أحمد بن عثمان الذهبي، فإنهم تصدوا لطرقه، فأفرد له كل منهم كتاباً على حدة، وقد أخرجه ابن جرير في كتابه من خمسة وسبعين طريقاً، وأخرجه ابن عقدة في كتابه من مئة وخمسة طرق، كما صحح الذهبي كثيراً من طرقه. وقد نقل السيوطي حديث الغدير في أحوال علي من كتابه تاريخ الخلفاء عن الترمذي كما أخرجه عن عديدين، منهم أبو أيوب الأنصاري، وزيد بن أرقم. ومما يدل على شيوع هذا الحديث، ما أخرجه الإمام أحمد في مسنده، عن رياح بن الحارث من طريقين إليه، قال: جاء رهط إلى علي، فقالوا السلام عليك يا مولانا، قال: من القوم؟ قالوا: مواليك يا أمير المؤمنين، قال: كيف أكون مولاكم وأنتم قوم عرب، قالوا سمعنا رسول الله(صلى الله عليه وآله) يوم غدير خم يقول: من كنت مولاه فإن هذا مولاه، قال رياح فلما مضوا تبعتهم فسألت من هؤلاء؟ قالوا: نفر من الأنصار فيهم أبو أيوب الأنصاري! وعلى ضوء ما جاء آنفاً، هل هناك مجال للشك في صحة وأصالة وتواتر حديث الغدير عند الفريقين؟ |
الإمام المهدي (عجل الله تعالى فرجه الشريف) |
س: ما هي علامات ظهور الإمام المهدي (عجل الله
تعالى فرجه الشريف)؟ |
شخصية السيدة الزهراء(عليها السلام) |
س: لولا قوة شخصية
فاطمة الزهراء(عليها السلام) _ رغم ما تعرضت من ظلم واضطهاد، حين وقفت بوجه
الظالمين وأهل السقيفة_ لما بقيت لدينا قضية حق وباطل، بل لفهم الناس أن الصراع
كان على الملك. ولولا قوة شخصية العقيلة زينب(عليها السلام) في مواجهة يزيد لما
تحققت أهداف ثورة الإمام الحسين(عليه السلام)، ولما وصلنا الإسلام الحقيقي.
والسؤال: ما هي الإجراءات العملية التي ينبغي لنسائنا أن يقمن بها ليتمكن من
الاقتداء بهاتين السيدتين الجليلتين لأجل إعلاء كلمة الإسلام؟ |
حب علي(عليه السلام) |
س: ما معنى أن حب
علي حسنة لا تضر معها سيئة؟ وهل هو حديث أو قول مشهور؟ |