الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر

س1: هل تجوز الهجرة من البلاد الاسلامية إلى غيرها؟

ج: إذا كان الانسان مضطراً إلى ذلك صحّ، وكذلك إذا كانت الهجرة سبباً لإرشاد الناس وهدايتهم.

س2: ما حكم السكوت على العادات السيئة بين المؤمنين؟

ج: إذا كانت عادة محرّمة يجب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.

س3: ما حكم سوء الظن وتتبع العثرات ونشرها بين الناس؟

ج: حرام قطعاً.

س4: هل يجوز مقاطعة المسلم المذنب والعاصي؟

ج: لا يقاطعه بل ينصحه.

س5: هل وجوب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والتبليغ والإرشاد خاص بعلماء الدين أم يعم جميع الفئات المسلمة في المجتمع؟

ج: يعم جميع المسلمين بشروطه.

س6: هل يجب إجبار الزوجة –بالقوة- على ارتداء الحجاب؟

ج: يجب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، علماً بأنه يلزم التدرج في ذلك، ببيان حكمة الحجاب وفلسفته، قال الله تعالى:(ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن)، وقال تعالى:(قوا أنفسكم وأهليكم ناراً..)وفي المقام تفصيل مذكور في الكتب الفقهية.

س7: إذا ركب شخص مع شخص آخر في السيارة الخاصة وكان سائق السيارة يستمع إلى الغناء فما الذي يتوجب على الراكب؟ وإذا كان نهيه عن ذلك يسبب الانزعاج لصاحب السيارة، فما هو الحكم؟

ج: عليه أن يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر إذا توفرت الشروط مع مراعاة التدرج في المراتب، والموعظة الحسنة تجذب الإنسان وتشرح النفس ولا تسبب الانزعاج-عادةً-.

س8: أنا مخطوبة منذ خمسة شهور مع العقد، وأنا لا أجد الراحة النفسية التامة مع خطيبي، ولا أشعر بشخصيته كرجل في معاملته لي، فهو يهملني ولا يهتم بي، وأنا حائرة أفكر ماذا عليّ أن أفعل، هل أنفصل عنه أم أستمر معه؟ فما هو رأيكم؟

ج: الإنسان قابل للتغيير، ومن العوامل المؤثرة في إيجاد التغيير (الثقافة) و(الأخلاق)، فكم من الأشخاص كانوا غافلين عن وظائفهم ثم التفتوا إليها فغيروا سلوكهم، وكم من الأشخاص تغيّروا على أثر الأخلاق الطيبة والكلام الحسن، كما ان للدعاء والتضرع إلى الله سبحانه وأوليائه الكرام (عليهم الصلاة والسلام) دوراً كبيراً في هذا المجال.

س9: في مثل هذه الظروف الصعبة التي نعيشها اليوم في العراق ما هي النصيحة التي يقدمها سماحتكم إلى الشباب المؤمن في هذا البلد الجريح؟

ج: ينبغي بعد الإيمان بالله (تعالى) والالتزام بالشريعة المطهّرة التثقف بثقافة القرآن الحكيم وثقافة أهل البيت(عليهم السلام)، ونشر ذلك بين الناس، وهداية أكثر عدد من الشباب، والحيلولة دون وقوعهم في فخاخ الشياطين، والتخلق بالأخلاق الحميدة، وخدمة الناس جميعاً. ومن الأمور المهمة في هذه المرحلة: تأسيس اللجان الدينية والثقافية والاجتماعية التي تنهض بسد الفراغات الموجودة في المجتمع. قال الله تعالى: (وتعاونوا على البر والتقوى). وفي الحديث الشريف: (يد الله مع الجماعة).

س10:هل وردت كراهية بالتسمية باسم(وليد) عن أهل البيت(عليهم السلام)؟

ج: خير الأسماء ما عبد وحمد.

س11: هل لكم أن توضحوا لنا ما المقدار اللازم من الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وذلك تجاه إخواننا في الغرب، لأن الكثير من الشباب يبتعد عن طريق أهل البيت (عليهم السلام)، ويتجه إلى خط الشيطان، علماً بأن البعض يستمع، والبعض يرفض ذلك, ويقول: هذه حرية شخصية ولا يحق لأحد التدخل في حياتي؟

ج: الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر يجب أن يكونا بالحكمة والموعظة الحسنة، فإن القول الحسن يؤثر في السامع تأثيراً بليغاً.

س12: ما هي العوامل التي تساعد المرأة المسلمة على ترك الأغاني واللهو المحرّم والتوجه الى الأعمال السليمة؟

ج: أهم العوامل المساعدة على ذلك: الإيمان بالله تعالى وباليوم الآخر والاعتقاد بأن في حرام الدنيا عقاباً. وقد حرّم الله تعالى الأغاني وآلات اللهو، وتوعّد عليها العذاب وصبّ الآنك في أذن سامعها، كما إن للغناء وآلات اللهو تأثيراً سلبياً على أعصاب الإنسان، وقد ذكر تفصيل ذلك في الكتب المعنية بهذا الشأن.

س13: هل يجوز للمرأة أن ترقص لزوجها, وللرجل أن يرقص لزوجته؟

ج: يجوز ذلك، إذا لم يختلط بمحرم خارجي.

س14: هل يجوز الرقص المحلي في الأعراس؟ وما هو حكم المشاركة في هذه المجالس؟

ج: الإمام الراحل: مع الاختصاص (النساء للنساء والرجال للرجال)، ومع عدم اشتماله على حرام آخر، يجوز.

السيد المرجع: لا يجوز على الأظهر، والمشاركة إذا لم تستلزم حراماً فهي جائزة.

س15: ما هو حكم رقص الرجال أمام محارمهم من النساء، والنساء أمام محارمهن من الرجال سواء أكانت الحرمة سببية أم نسبية؟

ج: لا يجوز

س16: هل يُعَد زوج الأُخت في حالة سكنه في بيت العائلة أجنبياً بالنسبة الى أخوات الزوجة؟

ج: زوج الأُخت أجنبي بالنسبة إلى أخوات الزوجة وإن سكنوا معاً.

س17: هل يجوز لشخص أن يعطي مالاً إلى شخص فقير بعنوان القرض على أن يسدّد شخص آخر هذا القرض لاحقاً من أموال الصدقات؟

ج: يجوز ذلك.

س18: كيف نشرح قول الإمام (عليه السلام):  "بني إذا كنت في بلدة فعاشر بآداب أربابها" من دون التعارض مع كون المستحب والمكروه الشرعيان يبقيان على ما هما عليه حتى مع تعارضهما مع الآداب الاجتماعية المتعارفة في مجتمع ما؟

ج: مع تعارض الآداب الاجتماعية مع غير الإلزاميات من الأحكام الشرعية تقدم الأولى، لأن الشارع نفسه أمر بذلك.

س19:  أنا حين كان عمري 9 سنوات أخذت من عند إحدى صديقاتي مفكرة، وأخذت من حانوت المدرسة (شوكولاتة)، وعمري 12 سنة، وهم لا يعرفون بذلك إلى اليوم، وأنا نادمة أشد الندم، فماذا علي أن أفعل الآن؟

ج: إذا كنت تعرفين الشخص الذي أخذت منه فعليك إرجاع الشيء المأخوذ أو مثله أو قيمته إليه ولو من دون علمه (كأن تدخليه في حسابه في البنك، لكن بشرط أن يعلم أنه له، لا أنه دخل في حسابه بالخطأ (مثلاً))، وإلا تتصدقين بقيمته نيابة عنه.

س20: هل يجوز الاشتراك في المسابقات التي يقوم المشترك من خلالها بشراء تذكرة دخول إحدى المباريات، ومن خلالها (التذكرة) يمكن له أن يفوز بجائزة؟ وماذا لو قام بشراء التذكرة فقط لغرض الفوز بجائزة، لا لكي يدخل بها أيّ مباراة؟

ج: الظاهر جواز ذلك وجواز أخذ الجائزة إن حصلت.

س21: إلى أي حدّ يستطيع أن يصل إليه الإنسان العادي من خلال استمراره في الترويض؟

ج: يقول الإمام أمير المؤمنين (سلام الله عليه) في نهج البلاغة :  (إنما هي نفسي أروضها بالتقوى)  فينبغي على كل موالٍ لأهل البيت (سلام الله عليهم) أن يسير على هديهم ونهجهم في كل شيء وحتى في الترويض، وهو (سلام الله عليه) يقول: إن الرياضة للنفس تكون بالتقوى، وقد فسّر الإمام الصادق (سلام الله عليه) التقوى بـ: الالتزام باتيان الواجبات، وترك المحرّمات، والتخلّق بالأخلاق الحسنة والآداب الرفيعة، فإذا استطاع الإنسان أن يلتزم بهذه الثلاثة قربة إلى الله تعالى وصل إلى مرتبة رفيعة من الإيمان واليقين.

س22: شخص تقدم للارتباط بفتاة، ويتردد على منزلهم، ولكن والدها يرغب في تأجيل عقد القِران، فهل يجوز الالتقاء بالفتاة خارج المنزل دون علم أهلها الذين قد لا يوافقون؟

ج: ما دام لم يتم عقد الزواج بينهما فهما في حكم الأجنبيّين، لذا يجب عليهما مراعاة الضوابط الشرعية وعدم صدور حرام منهما.

س23: إذا أطلق قطّاع الطرق العيارات النارية على المجاهدين، فهل يجوز الردّ عليهم؟

ج: يجوز الردّ عليهم – في مفروض السؤال – بأقل ما يردعهم ويتجنّب الإصابات القاتلة مهما أمكن.

س24: كيف يمكن للشباب الابتعاد عن ملذّات الدنيا المحرّمة خصوصاً في عصر تنشر فيه الفضائيات الرذيلة؟

ج: الطريق إلى ذلك: الاهتمام بتهذيب النفس، وتثقيفها بثقافة القرآن الكريم وثقافة الرسول (صلّى الله عليه وآله) وأهل بيته الطاهرين (سلام الله عليهم). وفي نهج البلاغة يقول الإمام أمير المؤمنين (سلام الله عليه): "وإنّما هي نفسي أروّضها بالتقوى". نهج البلاغة، ج3، ص71. وهو (سلام الله عليه) قدوتنا، فيجب علينا الاقتداء به في هذا الأمر المُهمّ، وليعلم الشباب الكرام أن اللذات المحرمة كما تضيّع عليهم آخرتهم، كذلك تضيّع عليهم دنياهم، قال الله تعالى: (ولو أن أهل القرى آمنوا واتقوا لفتحنا عليهم بركات من السماء والأرض ولكن كذبوا فأخذناهم بما كانوا يكسبون). الأعراف:96.

س25: هل يجوز للمسلم أن يحضر المجالس التي تقدّم فيها الخمور؟

ج: حضور المجلس جائز, ولكن الجلوس على مائدة فيها الخمر حرام وإن لم يشرب هو.

س26: ماذا نعمل حتى نكون من السعداء حينما نرى صحيفتنا يوم القيامة؟
ج: إذا أردنا ذلك فعلينا أن نزيّن صحيفتنا بالأعمال الصالحة، لأن العمل الصالح هو الأساس بعد الإيمان، وهناك آيات عديدة في القرآن الكريم تثبت هذا المعنى منها قوله تعالى: (وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون). التوبة:105، وقوله سبحانه: (إني لا أضيع عمل عامل منكم من ذكر أو أنثى). آل عمران:195، وقوله عز وجل: (والذين عملوا الصالحات سندخلهم جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها أبداً). النساء: 122، وقوله تعالى: (الذين آمنوا وعملوا الصالحات طوبى لهم وحسن مآب). الرعد: 29. إضافة إلى جملة من الأحاديث الشريفة المروية عن النبي الكريم وأهل بيته المعصومين (عليهم السلام)، مثل (جعل الله الجنة لمن عمل لها)، ومثل (الدنيا مزرعة الآخرة)، و(اليوم عمل ولا حساب وغداً حساب ولا عمل).

س27: إذا كان هناك شخص لا يصلي، فما هي أفضل الطرق لهدايته؟

ج: لعل أفضل الطرق لهدايته اصطحابه إلى المسجد في وقت الصلاة، وأيضاً: اصطحابه إلى مجالس اﻹمام الحسين (عليه السلام) وتوصية الخطيب بالتكلم عن أهمية الصلاة وفضلها، وأيضاً إهداؤه بعض الكتب المختصة بالصلاة والتي تبيّن أهميّتها ومكاسبها العظيمة، فإن الصلاة مفتاح كل خير: من سعادة وهناء، وسعة رزق وثراء، وصفاء قلب ونفس، وجلاء فكر وسريرة، وروح وريحان لدى الموت، وجنة ونعيم في اﻵخرة.

س28: تمنعني والدتي من زيارة عمتي والتي لا تزال قعيدة الفراش لمرض ألمَّ بها، وتشير إلي بعدم رضاها بالزيارة، فما حكم زيارتي لعمتي مع أنَّ فيه عصياناً لوالدتي؟

ج: لا يحق ﻷحد أن يأمر بقطع اﻷرحام، والعمة من اﻷرحام فيجب وصلها، لكن بخفية من اﻷم وبصورة لا تتأذى منها اﻷم.

س29: ابتلينا في العراق وفي بغداد بالذات بكثرة محلات بيع الخمر وبأعداد غير طبيعية، ونحن نرى صمتاً من كبار الساسة عن ذلك فما تكليفنا تجاه الوضع؟ وهل تقدمون نصيحة أو فتوى للساسة تجاه الوضع؟
ج: الرأي العام اذا كان صالحاً له دوره في إصلاح المسؤولين حتماً، لذلك ينبغي نشر ثقافة القرآن الحكيم المتجسدة في ثقافة الرسول الكريم وأهل بيته الطاهرين في أوساط الناس كما يلزم الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، حتى يكون الرأي العام صالحاً ومؤثراً وفاعلاً إن شاء الله تعالى.

س30: بعض الناس يقومون بالأعمال الصالحة للريـاء والسُّمعة، مثل الصدقة والصلاة، ومن ذلك رفع الصوت بالذكر والدعاء وقراءة القرآن ليسمعه الآخرون فيعجبوا به، أو يتحدث عمّا فعله من الخير إلى الآخرين ... إلخ، فإذا كان العمل لهذا الهدف باطلاً شرعًا، فهل هذا العمل بهذه النية حرام في حدّ ذاته؟ وهل المرائي آثم؟
ج: المرائي يتحمّل أعباء العمل وعناء العبادة، ومع ذلك يحرم نفسه من الثواب والأجر، فعمله الصالح، وعباداته الشرعية لولا الرياء كانت طاعة، لكن بالرياء الحرام أبطل طاعته، ولذلك فهو أيضاً آثم وعاص لقوله (تعالى): (ولا تبطلوا أعمالكم) سورة محمد (صلى الله عليه وآله) / آية 33.

س31: أنا موظف وأحضر معي للعمل عبوة ماء فارغة، حيث إن مكان العمل يوفر مياه الشرب للموظفين. في بعض الأحيان يبقى بعض الماء في العبوة وآخذها معي إلى المنزل، فما حكم شرب الماء الباقي في البيت؟
س32: ما حكم استخدام أوراق الطباعة من مكان العمل للأغراض الشخصية؟
ج332: إذا كان مثل ذلك متعارفاً لدى الموظفين بحيث يكشف عن الرضا فلا إشكال.

س33: أنا موظف وأحضر معي للعمل عبوة ماء فارغة، لأن مكان العمل يوفر مياه الشرب للموظفين، في بعض الأحيان يبقى بعض الماء في العبوة وآخذها معي إلى المنزل، فما حكم شرب الماء الباقي في البيت؟
س34: ما حكم استخدام أوراق الطباعة من مكان العمل للأمور الخاصة؟
ج33و34: إذا كان مثل ذلك متعارفاً لدى الموظفين بحيث يكشف عن الرضا فلا إشكال.

س35: أحياناً أشاهد بعض النساء في بعض المقامات تصلي وتركع وتسجد بشكل غريب، هل يجب عليّ تنبيهها لخطئها؟
ج: نعم يجب أمرها بالمعروف وذلك بالحكمة والموعظة الحسنة.

س36: إذا كنت آمر بالمعروف وأنهى عن المنكر، ولكن لا أحد يستجيب لي، فهل أترك ذلك؟
ج: مع احتمال التأثير يجب الاستمرار بشروطه المذكورة في كتاب «المسائل الإسلامية» تحت عنوان «شروط الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر».

س37: هل يجوز لي كطالب جامعي إذا رأيت طالبة شعرها ظاهر وغير محجبة أن أنصحها؟
ج: جائز ـ في فرض السؤال ـ.

س38: لو عملت عملاً والتفت إلى السؤال عن حكمه، لكني أكاد أجزم (عقلاً) أنه جائز، فهل يجب علي السؤال عن حليته من حرمته؟ وإن وجب السؤال، فهل الوجوب فوري؟
ج: يجب السؤال في مفروض السؤال، وهو فوري كي يتداركه لو لم يكن قد أتى به على الوجه الصحيح.

س39: كيف يمكن تفسير ظاهرة المشاركة الواسعة للمؤمنين والمؤمنات في الزيارات المليونية والمجالس الدينية وصلوات الجماعة، بينما تغيب تلك المشاركة في قضايا المجتمع والبلاد المهمة، كالتظاهر ضد قوى الإرهاب والدول الداعمة لها، أو رفع دعاوى قضائية ضد فقهاء التكفير والإرهاب الوهابي، على سبيل المثال؟

ج: يمكن تفسير ذلك بأمور: 1. وجود التأكيد العملي والقولي من الناس على الزيارة وعلى المشاركة في صلوات الجماعة والمجالس الحسينية والدينية ونحوها، بينما لم يكن هذا التأكيد العملي والقولي تجاه القضايا المهمة والظواهر الشاذة موجوداً، مع أنه قد ورد في القرآن الحكيم والحديث الشريف التأكيد على ذلك، مثل قوله تعالى: «والمؤمنين والمؤمنات بعضهم أولياء بعض يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر» التوبة/71، ومثل قول الرسول الكريم (صلى الله عليه وآله): "كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته". 2. وجود الدافع الفطري الشديد في الإنسان إلى التديّن وحب ما يرتبط بالله تعالى والرسول الكريم وأهل بيته المعصومين (عليهم السلام)، والمشاركة في الجماعة والمجالس الحسينية ونحوها، بينما لا يوجد هذا الدافع الفطري الشديد بالنسبة إلى معالجة القضايا المهمة. 3. وجود مبلّغين مخلصين ووجود قنوات مخلصة لنشر ثقافة الزيارة والمشاركة في الجماعات، والمجالس الدينية وإقامة الشعائر الحسينية ونحوها، بينما لا نرى على الساحة السياسية والاجتماعية مبلّغين ولا قنوات لنشر ثقافة الاهتمام بالقضايا المهمة، وردع الظواهر الشاذة. ونستنتج من ذلك وغيره بأنه كما يجب نشر ثقافة الزيارة والمشاركة في المجالس والجماعات كذلك يجب نشر ثقافة الاهتمام بالقضايا المهمة، وردع الظواهر الشاذة، ومعالجة العنف والتكفير ورفع الدعاوى القضائية على المروجين لها والعاملين بها، حتى يعم المجتمع الإسلامي ثقافة الإحساس بالمسؤولية والقيام بما يجب عليهم تجاهها إن شاء الله تعالى.

س40: ما الذي يتوجب علي فعله مع إحدى زميلاتي التي ترتدي الملابس الضيقة وتضع المكياج، مع العلم أن تصرفاتها وأخلاقها ممتازة، وهي أيضاً تستمع للأغاني وفي الوقت نفسه تستمع للقصائد الحسينية أيضاً؟!
ج: النصيحة بالكلام الطيب والقول اللين .

س41: في أوائل المقالات (ص51-52)، يقول الشيخ المفيد: (اتفقت الإمامية على أن أصحاب البدع كلهم كفار، وأن على الإمام أن يستتيبهم عند التمكن، بعد الدعوة لهم وإقامة البينات عليهم، فإن تابوا عن بدعهم وصاروا إلى الصواب، وإلا قتلهم لردتهم عن الإيمان، وإن من مات منهم على تلك البدعة فهو من أهل النار). السؤال: من هم أصحاب البدع؟ وهل يجوز قتلهم إن لم يتوبوا؟
ج: إذا عرفنا معنى البدعة عرفنا أصحابها أيضاً، والبدعة كما في مجمع البحرين: «الحدث في الدين، وما ليس له أصل في كتاب ولا سنّة، وإنما سميّت بدعة، لأن قائلها ابتدعها من نفسه» ولا يجوز لأحد قتل أحد، بل ذلك موكول إلى الحاكم الشرعي، وهو يرى حكم الله فيه.

س42: ماذا أفعل لاُحبّ ربي وإلهي أكثر، وأن يكون قلبي ينبض له فقط؟
ج: جاء في الحديث الشريف ما مضمونه بأن الله تعالى أوحى إلى أحد أنبيائه يأمره بأن يحبّبه إلى الناس، ولما سأل النبي بأنه كيف يحبّبه إلى الناس؟ قال: بأن يذكر لهم لطف الله تعالى بهم، ورحمته إياهم، وحبّه لهم إن أنابوا إليه، وأن يذكّرهم بالنعم الكثيرة التي لا تعدّ ولا تحصى مما قد أنعم به عليهم، فإذا تذكر الإنسان النعم الكبيرة كنعمة الهداية إلى الإسلام، ونعمة الولاية لله وللرسول ولأهل البيت وذلك باستمرار أصبح نابضاً بالحب لله تعالى الذي تفضل به عليه.

س43: الفتاة المسلمة في هذا اليوم أصبحت تلبس أو تتمكيج بما هو غير لائق بشأنها كمسلمة، وعندما تسألها عن ذلك؟ تجيب بكل ثقة عندما أتزوج أو عندما أتخرّج من الجامعة سأتغير جذرياً، بل سوف ألبس العباءة! فما رأيكم في ذلك؟ وما هو دور من يريد أن يأمر بالمعروف عندما يواجه بهذا الجواب؟ هل ينتهي دوره باعتبار أن المقابل يعرف المنكر ويفعله؟
ج: لا ينتهي بذلك دور الآمر بالمعروف، وإنما يجب عليه وبحكمة الإلفات إلى أنّ التغيير الجذري وخاصة من الشر إلى الخير، كما هو في مفروض السؤال، هو أمر يجب التمرين عليه من البداية، ففي الحديث الشريف: إن الخير عادة، كما أن الشر أيضاً عادة، لأنه لو تعود الإنسان على الشر فسيصعب عليه العودة، وبالعكس لو تعود على الخير، فسيسهل عليه البقاء من أهل الخير فيما بعد، ولذا فالالتزام بالخير والشرع يجب أن يكون من نعومة أظفار الإنسان، ومن هنا فينبغي إفهام هذه الفتاة المسلمة أنّ عليها البدء فوراً بعملية التغيير والاستمرار ومزاولة التغيير حتى تستطيع وبأسرع وقت ممكن أن تكون من أهل الخير ومن الملتزمين بالشرع إن شاء الله تعالى.

س44: ما هو حكم من رأى منكراً ولم يغيره؟
ج: إنكار المنكر واجب باللسان والأركان والقلب، فإذا لم تجتمع شرائط الإنكار باللسان والأركان وجب الإنكار بالقلب، وفي الحديث عن أمير المؤمنين (عليه السلام): (أمرنا رسول الله (صلى الله عليه وآله) أن نلقى أهل المعاصي بوجوه مكفهرّة)، وهو يعني فيما يعني الاستنكار بالقلب، فإذا ترك المسلمون حتى الإنكار بالقلب شملهم الحديث الشريف القائل: (إذا تركتم الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر سلّط الله عليكم شراركم ثم تدعون فلا يستجاب لكم)، والعياذ بالله.

س45: أنا فتاة، وأرى بعض الفتيات عندما آمرهن بالمعروف يتكلمون عني بسوء، فما هي الطريقة الصحيحة للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر؟
ج: الطريقة الصحيحة هي كما قال الله تعالى: «ادع الى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة» النحل/125، وهناك شروط عديدة مذكورة في كتاب «المسائل الإسلامية» تحت عنوان «شروط الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر» فينبغي مراجعتها، علماً بأن التكلم بسوء في مواجهة الناصحين كان موجوداً من زمان الرسول الكريم وأهل بيته المعصومين، واستمر حتى يومنا هذا، فعلى الفتى المؤمن والفتاة المؤمنة عدم الاكتراث بذلك إذا كان ما يؤدّيه هو بحكمة وموعظة حسنة.

س46: ما المقصود من القول المأثور (النظرة الأولى لك والثانية عليك)؟ وهل يجوز إطالة النظرة الأولى للمرأة والتمعن فيها بحجة أنها ما زالت نظرة أولى كما يدَّعي البعض؟
ج: المقصود من النظرة الأولى: اللحظة الأولى التي تقع فيها عين الإنسان ومن دون سابق تصميم على امرأة ليست من المحارم له، حیث تكون هذه اللحظة نظرةً بريئة، وسليمة من الغرض أو المرض، ولذا تكون مسموحة للإنسان ولا يؤاخذ بها ولا يعاقب عليها، أما لو وقعت عينه ولم يرفعها فإنها تكون حينئذ في حكم النظرة الثانية المنهي عنها والمتوعَدٌ بالمؤاخذة بها والمعاقبة عليها، فكما أن تكرار النظر لا يجوز فكذلك إطالة النظر وإدامته لا تجوز أيضاً.

س47: إذا تخاصم شخصان سواء أكانا من الأقارب أم لا، ولم يقبل الظالم أن يطلب العفو، فهل يمكن للمظلوم أن لا يكلمه ولو طال الزمان؟
ج: لا تجوز القطيعة بين المؤمنين وخاصة بين الأرحام وعلى الخصوص إذا زادت المدة عن ثلاثة أيام، إلاّ أن يتوقف عليه حق أو زجر ونهي عن منكر وكان أهم، وفي الحديث الشريف عن أبي جعفر الباقر (عليهما السلام) أنه قال: (ما من مؤمنَيْن اهتجرا فوق ثلاث، إلاً وبرئت منهما في الثالثة)، فقيل له: يا ابن رسول الله: هذا حال الظالم فما بال المظلوم؟)، فقال (عليه السلام): (ما بال المظلوم لا يصير إلى الظالم فيقول: أنا الظالم حتى يصطلحا).

س48: إذا كنت في السوق، ورأيت شخصاً يقوم بأخذ بعض الحاجات خفية من صاحبها، فهل يجب عليّ إخبار صاحب المحل عنه، من باب النهي عن المنكر؟
ج: لا يجب إخبار صاحب المحل بذلك، إذ ليس إخباره نهياً عن المنكر، وإنّما النهي عن المنكر يكون بنصيحة ذلك الفرد الذي يأخذ الحاجة بخفاء، وإرشاده إلى إرجاع الحاجة أو دفع ثمنها، وإذا كان محتاجاً إلى تلك الحاجة، ولا مال له، سدّد عنه لو كان قادراً على ذلك، وطلب منه الالتزام بعدم التكرار.

س49: على مستوى الفرد أو في إطار التبليغ، كيف يمكن تحجيم الهوّة بين القول والعمل، وهي ظاهرة "دينية" خطيرة جداً سائدة في عموم المجتمع، فنرى من يصلي ويصوم ويحج...إلخ، لكنه ُقْبِلُ على الحرام في حال مروره بأزمة، ويسارع إليه إذا عرض عليه. وقد أشار الإمام الصادق (عليه السلام) إلى هذه الظاهرة الخطيرة حيث قال: (لا تغترّوا بصلاتهم ولا بصيامهم، فإنّ الرجل ربما لهج بالصلاة والصوم حتى لو تركه استوحش ولكن اختبروهم عند صدق الحديث وأداء الأمانة)؟
ج: يمكن للفرد، أو المبلّغ الديني فيما إذا رأى مجتمعه قد ابتلى بهذه الهوّة التي تكون عادة بين القول والعمل تحجيمها عبر أمور: أولاً: التركيز في كل ما يقوله الإنسان وقياسه بأعماله، والسعي بأن يكون ما يقوله وفق ما يعمله. ثانياً: جعل الآيات القرآنية التي تحرّض على اتّحاد القول الحسن والفعل الحسن وتنهى عن الاختلاف بينهما نصب عينيه وعدم الغفلة عنها. ثالثاً: التذكّر الدائم لأقوال وأعمال الرسول الكريم وأهل بيته المعصومين الذين جعلهم الله تعالى قدوة وأسوة لنا، حيث كانت أقوالهم موافقة لأعمالهم، وأعمالهم لا تختلف مع أقوالهم. رابعاً: الإيمان بأنّ الله تعالى يفضح الإنسان الذي يقول شيئاً ويعمل شيئاً آخر، والتاريخ خير شاهد على ذلك. خامساً: الخوف من الله تعالى ومن مؤاخذته لمن يختلف كلامه مع عمله، وغير ذلك ممّا يدعو للسعي لتوحيد القول مع العمل وتوافقهما إن شاء الله تعالى.