العقائد |
س1: هل ذات الله تعالى مفهوم جزئي لها تحقق خارجي في كل أنحاء الوجود؟ ج: الله سبحانه وتعالى موجود في كل مكان، لكن نحو هذا الوجود فوق إدراك البشر، فإنه تعالى ليس بجسم ولا ماهية له، والانسان لا يعرف شيئاً إلا بمثله أو ضده، والله لا مثل له ولا ضد له كما ذكرناه في (شرح التجريد). س2: الله سبحانه وتعالى لا يُرى بالعين، ولكن يُرى بالقلب، فما معنى رؤيته بالقلب؟ ج: العلم بوجوده وصفاته الجمالية والجلالية الكمالية، كعلمنا بالبديهيات. س3: هل الأئمة المعصومون (عليهم السلام) يعلمون الغيب؟ وكيف؟ ج: يعلمون بتعليم الله، قال تعالى: (يعلم ما بين أيديهم وما خلفهم ولا يحيطون بشئ من علمه إلا بما شاء) ـ سورة البقرة آية 255ـ والحصول إما بإرسال الرسل أو الإلقاء في القلب أو عمود النور، أو نحو ذلك مما ذكر في كتب الأخبار والكلام. س4: ظهور الإمام
المهدي (عجل الله تعالى فرجه) يتوقف على أي
شيء؟ ج: الفرج
والظهور يحتاج إلى أسباب عديدة من أهمها
الاستقامة والصبر والدعاء. س5: ما معنى
العصمة التكوينية للأئمة الأطهار (عليهم
السلام) ، وما هي أدلتكم الشرعية عليها ؟ ج: العصمة بمعنى
مصونيتهم (عليهم السلام) من الأخطاء
والنواقص الخَلقية والخُلقية، بعد أن
طهرهم الله سبحانه وتعالى واصطفاهم وأذهب
عنهم الرجس المادي والمعنوي كما قال
سبحانه: {إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس
أهل البيت ويطهركم تطهيرا} والأدلة على
عصمتهم
متضافرة عقلاً
ونقلاً ذكرها العلماء في مظانها. س6: ما هو رأيكم
بالنسبة إلى مسألة رض ضلوع السيدة العظيمة
فاطمة الزهراء (سلام الله عليها وعلى آلها
الأطهار)؟ ج: أما بالنسبة إلى مسألة رض ضلع السيدة فاطمة الزهراء (عليها السلام) فهي قضية ثابتة عند الفريقين ولا مجال للتشكيك فيها. وقد ذكرنا تفصيل ذلك في كتاب فقه الزهراء(عليها السلام). س7 : هل النبي صلّى الله عليه وآله وسلم وابنته فاطمة الزهراء عليها السلام، والأئمة الاثنا عشر عليهم السلام معصومون؟ وما هي عصمتهم؟ هل هي عن المعصية فقط، أم عنها وعن الخطأ والنسيان، أم عنها وعن النوم الغالب حتى يمضي وقت الصلاة؟ ج: النبي الأعظم، وابنته فاطمة الزهراء، وأمير المؤمنين، والأئمة الأحد عشر من ذريّتهم صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين، كلهم معصومون عن كل معصية، وكل خطأ ونسيان، وعن النوم الغالب حتى يمضي وقت الصلاة بل انهم معصومون حتى من ترك الأولى، وقد تحدّثنا عن الأدلة العقلية والنقلية على هذه العصمة في العديد من كتبنا في أُصول الاعتقاد والفقه. س8 : هل نسبة العصمة عند المعصومين الأربعة عشر عليهم الصلاة والسلام واحدة أم مختلفة؟ ج: درجات عصمتهم عليهم الصلاة والسلام بنسبة واحدة ومتساوية. س9 : ما هو نظركم بالنسبة إلى الولاية التكوينية والتشريعية للمعصومين الأربعة عشر عليهم السلام بصورة عامة، ولفاطمة الزهراء عليها السلام بصورة خاصة، وقد نوّهتم عنهما في كتابكم القيّم: » من فقه الزهراء عليها السلام «؟ ج: دلت الأدلة المعتبرة المؤيدة بالموارد الكثيرة: ان فاطمة الزهراء وسائر المعصومين صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين، لهم جميعاً الولاية التكوينية والتشريعية معاً، وقد جاء في زيارة الإمام الحسين عليه السلام التي قال عنها الشيخ الصدوق عليه الرحمة:» انها اصح زياراته عليه السلام رواية « ما يلي: » إرادة الربّ في مقادير اموره تهبط إليكم، وتصدر من بيوتكم، والصادرعما فصل من أحكام العباد «. س10 : ما هو نظركم في الرجعة، أصلها، نسبتها إلى أيّ واحد من المعصومين عليهم السلام؟ ج: الرجعة ثابتة بالأدلة المعتبرة، أصلها من القرآن الكريم، ونسبتها لجميع المعصومين الأربعة عشر عليهم السلام وتبدء بعد ظهور الإمام الثاني عشر المهدي المنتظر عجل الله تعالى فرجه الشريف. س11 : هل الدليل على إمامة الإمام المهدي عليه السلام يختلف عن دليل إمامة الأئمة الآخرين عليهم السلام أم لا؟ ج: كلا، لا اختلاف، فإن هناك أدلة مشتركة على إمامة الأئمة الاثنى عشر عليهم السلام، وهي عشرات الآيات القرآنية المأوّلة – حسب الروايات المتواترة – بالأئمة الاثني عشر عليهم السلام، ومتواتر الروايات، ومختلف الأدلة العقلية القاطعة. كما أن هناك أدلة عقلية ونقلية خاصة على إمامة كل واحد من الأئمة الاثني عشر عليهم السلام، وكذلك الإمام المهدي عليه السلام، فقد وردت بشأنه آلاف الروايات وفي مئات الكتب، اضافة إلى الأدلة العقلية القائمة على إمامته صلوات الله وسلامه عليه، وعجّل الله تعالى فرجه الشريف. س12 : هل الحديث الشريف المروي عن رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلم: »الأئمة بعدي اثنا عشر« متواتر عندكم؟ وهل هناك شبهة في ولادة الثاني عشر منهم وهو الإمام المهدي (ع)؟ ج: نعم، الحديث متواتر، ولا شبهة في ولادة الإمام الثاني عشر عليه السلام، والأدلة عليها كثيرة، ولو لا الحجة لساخت الأرض بأهلها، وانه لو كان اثنان يعيشون على الأرض لكان أحدهم الحجّة كما ورد بذلك متواتر الروايات بالدلالات المتعددة. س13: ذكرتم في كتابكم القيّم »من فقه الزهراء عليها السلام« – اكثر من مرة – ان للزهراء عليها السلام مرتبة عالية، فما هي حدود هذه المرتبة؟ هل يفوق الأئمة عليهم السلام جميعاً، أم بعضهم، أم ان الأئمة عليهم السلام يفوقونها في المرتبة؟ ج: نعم ان لفاطمة الزهراء عليها السلام مرتبة عالية، لكن دون مرتبة أبيها رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلم، وهي كُفو لبعلها أمير المؤمنين عليه السلام، وفوق مرتبة بنيها الأئمة الاحد عشر عليهم السلام. س14: ذكرتم ايضاً في نفس المصدر بعض الحوادث التي حصلت بعد ارتحال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلم، فما هو نظركم الكريم فيها؟ ج: قد أخبر القرآن الكريم عن ذلك حيث قال: »أفإن مات أو قتل انقلبتم على اعقابكم«. س15: هل ان فاطمة الزهراء عليها السلام شهيدة، وقد ذكرتم في كتابكم القيّم: »من فقه الزهراء عليها السلام« انها استشهدت؟ ج: نعم ورد ذلك في روايات صحيحة وقد ذكر في كتب التاريخ ايضاً. س16: هل انها عليها السلام كانت صدّيقة، كما قال القرآن الكريم عن مريم ابنة عمران بأنها كانت: »صدّيقة«؟ ج: نعم، ورد في الاثر المعتبر بأنها عليها السلام كانت صدّيقة، ولذا غسّلها كُفوها، الإمام أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام – مع وجود امرأة كان يمكنها أن تقوم بذلك – حيث ان الصدّيق لا يتولّى غسله إلاّ صدّيق، وهي عليها السلام أفضل من مريم الصدّيقة كما صرّح بذلك المتواتر من الروايات الشريفة. س17: ما هو تقييمكم للتواريخ التي ذكرت: ضرب فاطمة الزهراء عليها السلام، وغصبها فدكاً، وعصرها بين الحائط والباب، وإسقاطها محسناً وأمثال ذلك؟ ج: كل ذلك ثابت صحيح. س18: ذكرتم في كتابكم القيّم: »من فقه الزهراء عليها السلام« اهتمامها صلوات الله عليها بالدفاع عن ولاية بعلها الإمام أمير المؤمنين عليه السلام، وبنيها الأئمة الاحد عشر المعصومين عليهم السلام، فما هو حدود ذلك؟ وهل يجب علينا ايضاً ذلك في هذا الزمان؟ ج: لقد كانت فاطمة الزهراء صلوات الله وسلامه عليها المدافعة الاولى – بعد ابيها النبي الاعظم صلّى الله عليه وآله وسلم – عن ولاية الإمام أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام، وفي هذا السبيل ضحت بنفسها، وابنها المحسن، وما تركت مجالا يمكن الانتصار من خلاله للإمام أمير المؤمنين عليه السلام واثبات حقّه، إلاّ استفادت منه، والواجب على المؤمنين الاقتداء بها صلوات الله وسلامه عليها، وذلك بما يناسب كل زمان ومكان، وحسب الشروط الشرعية المذكورة في كتب الفقه، فإن كل قول، وعمل، وتقرير منها، حجة شرعية. س19: ذكرتم في نفس المصدر ايضاً: استحباب رواية خطبة فدك، لرواية عدد من المعصومين عليهم السلام لها، فهل ترون أيضاً استحباب ذكر كل ما يتعلق بفاطمة الزهراء عليها السلام مما جرى عليها بعد أبيها رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلم؟ ج: نعم، يستحب ذلك جميعاً، وكل ذلك لا يخلو من قولها عليها السلام، أو فعلها، أو تقريرها، وكلها حجة كما ذكرنا، وما خرج عن ذلك مما يتعلق بفضائلها ومناقبها صلوات الله وسلامه عليها، فلا إشكال في استحباب ذكره ونقله ونشره، بل قد يجب ذلك إذا كان مصداقاً للواجب من الأمر بالمعروف والدعوة إلى الخير. س20: ذكرتم في الجزء الاول من كتابكم القيم: »من فقه الزهراء عليها السلام« انها صلوات الله عليها كانت ممن افترض الله طاعتهم على جميع الخلائق، واستندتم في ذلك إلى بعض الروايات، فهل هذه الروايات بنظركم الكريم معتبرة؟ ج: نعم، ان هذه الروايات معتبرة، وقد أكّدنا اعتبارها في الكتاب المذكور، وذكرنا غيرها من الأدلة الاخرى هناك أيضاً، كما وقد ذكرنا تفصيلا لبعض المذكورات في كتابنا: »الفقه البيع« وفي العديد من كتبنا الاخرى، نسأل الله تعالى أن يجعلنا في زمرة المتمسكين بها، وبأبيها، وبعلها، وبنيها، صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين، ومن المتبرين من أعدائهم، ومن الذاكرين لفضائلهم، والناشرين لآثارهم، والمروّجين لتراثهم، والفائزين بولايتهم في الدنيا والآخرة، انه قريب مجيب. س21: هل يجوز الحلف بغير الله سبحانه كالأنبياء والأئمة عليهم السلام ؟ ج: يجوز ولكن لا ينعقد الحلف . س22: إذا كان الرسول (ص) يعلم بان اللحم مسموم فلماذا مضغه والإمام علي (ع) يعلم بان ابن ملجم سيقتله فلماذا خرج من بيته ألا يعتبر ذلك نقضاً على علم النبي أو الإمام بالغيب ؟ ج: علمهم الغيبي وقدرتهم الغيبية لا تغير سلوكهم وبرنامجهم الفردي والاجتماعي وإلا لم يكونوا أسوة ولما تحقق الامتحان . س23: هل الله سبحانه يتكلم وما هي الكيفية التي يتكلم بها ؟ ج: يجب الاعتقاد بان الله تعالى متكلم بالمعنى الصحيح إما خلق الصوت كما التزموا بذلك في قوله سبحانه ( وكلم الله موسى تكليما ) وإما إيجاد علامة دالة على ذلك في اللوح بسبب القلم . س24: هل يجوز القسم (الحلف) بصفات الله تعالى كما جاز بأسمائه وإذا جاز ينعقد القسم أم لا ؟ ج: يجوز القسم بأسماء الله تعالى وصفاته مثل رب الكعبة وخالق السماوات وينعقد الحلف به بحيث يوجب حنثه الكفارة . س25: هل يجب الاعتقاد بأمانة جبرائيل أم أنه مخلوق عادي ؟ ج: يجب الاعتقاد بكون جبرائيل أميناً وذلك من ضروريات الدين ( مطاع ثم أمين) وعليه الروايات. س26: هل يمكن أن يصدر من الله عز وجل أخطاء؟ ج: تعالى الله سبحانه عن ذلك علواً كبيراً وهو منزه عن كل نقص وقبيح وهو الكامل المطلق من كل الجهات. س27: هل يمكن رؤية أهل البيت (عليهم السلام) وإذا كان ممكناً فما هي الأعمال التي اعملها حتى أراهم وأتكلم معهم؟ ج: رؤيتهم عليهم السلام المباشرة ممكنة بل وواقعة لعديد من الأولياء والعلماء المقربين كما تقع للبعض الآخر لمصالح وحكم. أما رؤيتهم عليهم السلام بمعنى ظهور معاجزهم من قبيل شفائهم المرضى ونحوه فذلك يحصل ولازال للكثير من الناس ويمكنكم العمل بما ورد في بعض الكتب في هذا المجال منها تنبيه الخواطر وجامع السعادات وليعلم أن الرؤيا ليست باختيارنا بل هم عليهم السلام إذا وجدوا فينا القابلية والاستعداد سيمنحوننا هذا الشرف . س28: هل يجب الاعتقاد بنبوة النبي محمد (صلى الله عليه وآله) أم يكفي الاعتقاد بنبوة الأنبياء السابقين؟ ج: يجب الاعتقاد بنبوة النبي الأعظم محمد (صلى الله عليه وآله) ورسالته ومن لم يعتقد بذلك كان كافراً والاعتقاد من عقد القلب فلا يكفي مجرد العلم بذلك. س29: ما هو المراد بالولاية التكوينية؟ ج: هي السلطة أو السلطنة على الكون ونواميسه بإذن الله تعالى، ولا يعطى هذا المقام إلا لمن اختاره الله تعالى . س30: وهل هي ثابتة لأهل البيت (عليهم السلام)؟ ج: نعم هي ثابتة لأهل البيت (عليهم السلام) باعتبارهم سادة الأولياء المختارين وقد أشير إلى هذا المقام في الحديث القدسي الشريف: (يا ابن آدم أنا أقول للشيء كن فيكون أطعني فيما أمرتك أجعلك تقول للشيء كن فيكون). س31: وهل يجب الاعتقاد بها؟ ج: يجب الاعتقاد بها عن دليل وبرهان . س32: ما هي حدود علمهم صلوات الله عليهم، هل هو حاصل بالفعل أم متعلق بالمشيئة؟وهل هو إجمالي أم تفصيلي؟ ج: بمقدار ما ورثوه من النبي (صلى الله عليه واله) وما أطلعهم الله تعالى عليه. وهو بالنسبة لهم علم حاصل بالفعل وتفصيلي. س33: وهل المراد من تنزل الملائكة والروح فيها نزولهـــا على الأئمـــة (عليهم السلام) بعد النبي الأكرم (صلى الله عليه واله)؟ ج: نعم كما ورد ذلك في الروايات. س34: هل أن عصمتهم (عليهم السلام) كعصمة جدهم المصطفى (صلى الله عليه واله) أم أنها نسبية؟ ج: نعم كعصمة جدهم المصطفى (صلى الله عليه واله). س35: ما يقول السيد المرجع (حفظه الله تعالى) في: الوقوف ووضع اليد على الرأس حال ذكر الإمام صاحب العصر والزمان (عجل الله فرجه الشريف)؟ ج: ورد في الروايات استحباب وضع اليد على الرأس عند ذكر اسم الإمام الخاص بالقيام (القائم)، وذكر بعض العلماء استحباب ذلك عند كل اسم للإمام(عجل الله تعالى فرجه). س36:هل أن النبي محمد (صلى الله عليه وآله) كان أميا قبل نزول الوحي عليه وإذا كان كذلك ألا يعتبر ذلك نقصا فيه كونه معصوما؟ ج: قال تعالى (الذين يتبعون الرسول النبي الأمي ) ومعنى كونه (صلى الله عليه وآله) أميا فيه وجوه واحتمالات : منها انه نسبة إلى أم القرى وهي مكة, ومنها بمعنى الذي لم يتعلم عند معلم قط لاقبل الوحي ولابعده، و هذا هو المشهور بل كاد ان يكون متفقا عليه, ولا يخفى ان عدم التعلم عند معلم لايعني عدم العلم ولا يلازمه لأنه (صلى الله عليه وآله) كان يعلم كل شيء بوحي الله تعالى وارادته ولكن العرب تسمي من لم يتعلم عند المعلم بالأمي نسبة إلى ألام. وبهذا يظهر ان أميته (صلى الله عليه وآله) لم تكن نقصا بل هي كمال , وتتضمن الدلالة على مقامه وعلو مرتبته (صلى الله عليه وآله).. س37: قال الإمام الصادق (عليه السلام):(لاجبر ولاتفويض بل هو أمر بين أمرين ) أي ان الطاعة والمعصية يصدران بتقدير ومدد. ألا يعتبر هذا المدد سببا للمعصية؟ وإذا كان كذلك ألا يعتبر هذا السبب نوعا من أنواع التأهيل للجبر ؟ ج: على فرض صحة ما ذكرتم فأنه لامانع من صدور الطاعة بواسطة إرادة العبد ومادامت الإرادة تتعلق بالفعل أو الترك، يصدق على الإنسان انه مختار . س38: هل الجنة والنار اللتان جعلهما الله تعالى في الآخرة موجودتان؟ ج: قال سبحانه (وان جهنم لمحيطة بالكافرين) وفيها إشارة إلى أنها موجودة إلا أننا نفقد القدرة على إدراكها وهذا لا يلزم منه العبث لوجود فوائد وأغراض عديدة لوجودها فعلا ، والعبث هو خلق مالا فائدة منه .وقد فصّل ذلك علماء الكلام في كتبهم بما يغني عن البيان فراجع. س39: هل يعتبر التسبيح التكويني جبرا؟ ج: الجبر اصطلاحا ماكان في الأفعال والتشريع لا التكوين وإلا فان الخلق من حيث الشرائط والزمان والمكان والخصوصيات بالنسبة للمخلوق جبر إلا ان هذا ليس مقصودهم من الجبر والاختيار فتدبر. س40: ما معنى انتظار الفرج؟وماذا نعمل حتى نكون من الشهداء بين يدي الإمام المنتظر (عجل الله تعالى فرجه)؟ ج: الانتظار هو ان يهيأ الإنسان نفسه لاستقبال الإمام (عجل الله تعالى فرجه)ونصرته،والتسليم له وذلك بتهذيب نفسه بالابتعاد عن المحرمات والالتزام بالواجبات وبما أمر به الرسول الأعظم والأئمة صلوات الله عليهم أجمعين من المستحبات كصلاة الليل وزيارة الجامعة وزيارة عاشوراء والدعاء للإمام بالفرج والتصدق عنه . وقد ورد أيضا قراءة دعاء العهد أربعين صباحا. س41: ما مدى صحة دعوى أحد المؤمنين الذين يدعون رؤية الإمام الحجة (عليه السلام) و هل يمكن رؤيته في المنام واليقظة،مع يقيني بصدق هذا الرجل لما عرف عنه من ورع وتقوى؟ ج: يمكن رؤية الإمام (عجل الله تعالى فرجه) في اليقظة و المنام،وعادة من يرى الإمام (عجل الله تعالى فرجه) من العلماء لايدعي ذلك إلا عند الضرورة الملحة. س42: هل تتحقق أكثر علامات آخر الزمان و خاصة الكبرى منها و كيف تفسرون ظهور الدجال و السفياني، هل تتوقعون ظهورا أكثر للشيعة في الألفية المقبلة أرشدوني إلى كتاب يتكلم بلغة العصر في هذا المجال. ج: للتفصيل يمكنكم مراجعة الكتب التالية: الإمام المهدي من المهد إلى الظهور، والغيبة الكبرى، و بشارة الإسلام. أما الظهور الأكثر للشيعة فهذا مرهون بمدى نشاطهم و تفانيهم من أجل نشر راية الحق في أرجاء المعمورة. س43: تبرز بين حين وآخر بعض الأقلام التي يفهم منها أنها محاولة للنيل من العقائد الشيعية، ما رأيكم فيها، وما هو تكليفنا الشرعي تجاهها؟ ج: يقول الله تعالى: (ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن). ومن أفضل طرق الدعوة إلى الله تعالى: نشر (العقائد الحقة) ـ بمختلف طرق النشر ـ فإن في ذلك سداً أمام نفوذ الباطل (بإذن الله تعالى). ومما يساعد على ذلك: تأسيس اللجان المهتمة بذلك، فإن (يد الله مع الجماعة). س44: هل يحاسبنا الله سبحانه وتعالى على النوايا أم على الأعمال الظاهرة؟ ج: يعلم الله جل وعلا بظاهر الإنسان وباطنه (إن تخفوا شيئاً أو تبدوه يعلمه الله)، ولكن الحساب يكون على الأعمال الظاهرية وعلى ما يكون من الباطن ويترتب عليه أثر كسوء الظن بالله تعالى ورسوله، وقد وعد جل وعلا بالعفو عن كثير من الأمور الباطنية (ويعفو عن كثير) وقد ورد في بعض الأحاديث أن النية السيئة معفو عنها إلا إذا جاء بها، بخلاف النية الحسنة فإنها تكتب له ويثاب عليها. س45: إذا كان الحساب على النوايا فهذا يعني أن ذكر الإنسان بسوء في داخل القلب دون أن يخرج على اللسان يعتبر من الغيبة؟ ج: لا يعتبر من الغيبة والأفضل تطهير الباطن من ذلك. س46: إذا قال الإنسان في نفسه أنه سيعمل الحرام (أي نوع من الحرام) ولكن لم يفعله، فهل يعني ذلك أنه ارتكب محرماً؟ ج: نية الحرام مجردة عن العمل ليست محرمة ولكنها تعتبر تجرياً على المولى ولا تليق بالمؤمنين. س47: من المعلوم أن الله عز وجل خلق الملائكة من نور وخلق الجن من نار وخلق الإنسان من طين، ولكن ممّ خلق الله الكائنات الحية الأخرى كالحيوانات مثلاً؟ ج: خلقها من الماء والتراب. س48: هل عهد إلى النبي (صلى الله عليه وآله) بوضع الأحكام كلما تحققت موضوعاتها، وهل أوكلت إليه (صلى الله عليه وآله) دائرة من دوائر التشريع، أم هو واسطة في إيصال الوحي فقط؟ ج: قال تعالى: (وما ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى) وما وضعه الرسول (صلى الله عليه وآله) من التشريعات كلها كانت بأمر من الله عزوجل. س49: هل الإمام المعصوم (عليه السلام) مصدر للتشريع أم أنه مبلغ فقط؟ ج: مصادر التشريع هي: القرآن الكريم، والسنة المطهرة المروية عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) وأهل بيته الطاهرين (عليهم السلام)، مضافاً إلى الإجماع والعقل، ومن الواضح رجوعها كلها إلى أمر الله ومشيئته. س50: هل علوم الأئمة (عليهم السلام) جاءت كلها من رسول الله (صلى الله عليه وآله)، أم هناك مصادر أخرى لعلومهم؟ ج: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): (أنا مدينة العلم وعلي بابها) وقال أمير المؤمنين الإمام علي (عليه السلام): (علمني رسول الله ألف باب من العلم يفتح لي من كل باب ألف باب). س51: من المعروف أن النبي (صلى الله عليه وآله) كان قبل بعثته موحداً مسلماً يعبد الله وفق شريعة النبي إبراهيم (عليه السلام) فلماذا لم يتعبد بشريعة النبي عيسى (عليه السلام) وهو المتأخر؟ ج: معنى كونه على شريعة إبراهيم (عليه السلام) كونه على المبادئ المتفق عليها بين الرسالات السماوية والأنبياء من التوحيد والتعبد لا معناه التعبد بمعنى التبعية لشريعته ودينه الخاص. س52: العدل صفة من صفات الله سبحانه وتعالى، فكيف يكون أصلاً من أصول الدين؟ ج: جعل العدل أصلاً لأنه يبتني عليه الاعتقاد بالمعاد وتصديق ما جاء به الأنبياء(عليهم السلام). س53: ما هي أهداف غيبة الإمام المهدي(عجّل الله تعالى فرجه الشريف)؟ ج: غيبة الإمام(عليه السلام)كانت حفظاً لشخصه الكريم من مكائد الظالمين، فإن جميع الأئمة عليهم السلام من قبله قد قتلوا بالسيف أو بالسم، فغاب(عليه السلام)إلى أن يأمره الله عزّ وجل بالظهور فيملأ الأرض قسطاً وعدلاً بعد ما ملئت ظلماً وجوراً. س54: هل الإرادة من الصفات الذاتية أو الفعلية؟ ج: الإرادة من صفات الفعل، لأنه كل ما أتصف به وبضده فهو من صفات الفعل والله عزّ وجل يريد ولا يريد كما قال تعالى:(يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر)سورة البقرة:185. س55: ما هو المعيار في تحديد ضروريات الدين والمذهب؟ ج: ضروري الدين: ما كان واضحاً كونه من الدين بالبداهة كالصوم والصلاة، وضروري المذهب: هو ما كان واضحاً كونه من المذهب كذلك كالعدل والإمامة. س56: ما هو العلم الواجب شرعاً تعلمه في الفقه والعقيدة؟ ج: الإمام الراحل(قدس سره): علم أصول الدين، والأحكام التي تقع محلاً لابتلائه.. السيد المرجع(دام ظله): علم أصول الدين، وفروع الدين، والواجبات والمحرمات في جميع شؤون الإنسان من خلق وأدب وغيرهما. س57: كيف تم تكاثر البشرية على الأرض في عهد النبي آدم (عليه السلام) وهو لم ينجب سوى قابيل وهابيل وقتل أحدهما الآخر؟ ج: حسب الروايات فإن الله تعالى خلق خلقاً جديداً فتزوج أولاد آدم(عليه السلام) بالخلق الجديد، والروايات تنفي بشدة زعم البعض بأنه تم زواج الأخوة والأخوات، كما أنه كان لآدم (عليه السلام) عدة من الأولاد ومنهم هبة الله شيث(عليه السلام). س58: لماذا اتبع مؤمنو قريش ملّة نبي الله إبراهيم(عليه السلام) قبل نزول الرسالة المحمدية على الرغم من وجود الديانات اليهودية والنصرانية. ج: معنى كونهم على شريعة إبراهيم(عليه السلام)، كونهم على المبادئ المتفق عليها بين الرسالات السماوية والأنبياء(عليهم السلام). س59: قال بعض المفكرين:(لقد جاء جميع الأنبياء والرسل من أجل إرساء قواعد العدالة لكنهم لم ينجحوا بما فيهم النبي محمد(صلى الله عليه وآله) وإن الذي سينجح في ذلك هو المهدي المنتظر(عجل الله تعالى فرجه الشريف) كيف يمكن توجيه هذا الكلام؟ ج: المقصود أن الفرصة لم تسنح لهم لتطبيق العدالة الكاملة على كل الكرة الأرضية لوجود الموانع، وفي حكومة الإمام المهدي(عليه السلام)حيث تشمل جميع الكرة الأرضية، ستنتشر العدالة بجميع معانيها على ما ورد في متواتر الروايات من الشيعة والسنة، وقد قال الله تعالى:((ليظهره على الدين كله)) والإظهار بمعنى التفوق الشامل الكامل وذلك لم يحدث لحد الآن، وسوف يحدث بإذن الله تعالى في عصر الإمام المهدي(عليه السلام). س60: لماذا لم يقتل الإمام أمير المؤمنين(عليه السلام) عبد الرحمن ابن ملجم(لعنه الله) وهو يعلم علم اليقين بأنه قاتله، وكيف نفسر قتل الخضر(عليه السلام) حينما صحب نبي الله موسى(عليه السلام) لذلك الفتى الذي فقط خيف عليه بأن يفسد أبويه؟ ج: لا يجوز القصاص قبل الجناية كما صرح به الإمام أمير المؤمنين(عليه السلام)، وأما قضية قتل الخضر(عليه السلام) لذلك الغلام، فإن الغلام كان قاتلاً فاقتص منه على ما ذكره البعض وهناك وجوه أخرى مذكورة في المفصلات. س61: كيف يمكن التوفيق بين مقتضى العدل الإلهي الذي نعتبره من أصول الدين وبين عدم وصول الرسالة المحمدية إلى البعض مثلاً في أوروبا وأفريقيا وغيرها، وإن وصلتهم فبصورة خاطئة فبأي ذنب يدخلون النار وهم لم يتعرفوا على الرسالة المحمدية بصورتها الصحيحة؟ ج: لا يدخل النار الذين لم تتم عليهم الحجة، وإنما يمتحنون يوم القيامة كما ورد في الروايات. س62: يقوم المؤمنون عند زيارة الأماكن المقدسة بمسح أيديهم على الأضرحة والأبواب بقصد التبرك، فما هو التبرك وما هي نتائجه؟ ج: الرسول الأكرم(صلى الله عليه وآله) وأهل بيته الطاهرين(عليهم السلام) محالّ رحمة الله عز وجل وكل ما يرتبط بهم فهو مبارك ويقصد بهذا العمل شمول الرحمة الإلهية ببركتهم. س63: يدعي البعض جهلاً أو تعصباً بأن الطواف حول أضرحة الأئمة(عليهم السلام) هو شرك بالله تعالى- والعياذ بالله-، فما هو رأي سماحتكم؟ ج: إذا عرفنا معنى الشرك سيتضح بطلان هذا الإدعاء، فالشرك: هو أن يجعل الإنسان لله سبحانه شريكاً في العبادة أو غيرها، بأن يطوف حول القبر ويريد بذلك عبادة النبي(صلى الله عليه وآله) أو الإمام(عليه السلام)، ومن الواضح أن هذا ممّا لا يقول به الشيعة، إلا إن المعاندين يتهمون المؤمنين بذلك لعجزهم عن مواجهة الدليل بالمنطق. س64: إذا كان الله عزّ وجل ليس بجسم فكيف تعبر الآية الشريفة عن الرسول(صلى الله عليه وآله) أنه كان قاب قوسين أو أدنى منه سبحانه، وأنه (صلى الله عليه وآله) كان يخترق الحجب حتى وصل لمكان لو وصل عنده جبرائيل(عليه السلام) لاحترق؟ وهل كان الرسول(صلى الله عليه وآله) بحاجة لأن يعرج به إلى السماء حتى يخاطبه الباري عز وجل من ذلك المكان، والله سبحانه وتعالى موجود في كل مكان؟ ج: إن الرسول(صلى الله عليه وآله) كان قاب قوسين أو أدنى من المحل الذي يصدر منه الأمر والنهي لا من ذات الله تعالى، فان الله ليس بجسم ولا محل له كما ثبت ذلك بالأدلة القطعية في(علم الكلام)، وجبرائيل(عليه السلام) لا يحق له الدنو من ذلك المحل لأن معنوياته ليست في مستوى معنويات رسول الله(صلى الله عليه وآله)، وقد عرج الله تعالى بنبيّه إلى سمائه وإلى ذلك المحل تكريماً وتشريفاً له. س65: هل يصح أن نقول بأن الله ذو سلطة على المخلوقات، وما هو الدليل على ذلك؟ ج: قال تعالى:(هو القاهر فوق عباده) ومقتضى الخالقية والمالكية هو الهيمنة والسلطة والحاكمية على المخلوق. س66: ما هو المقياس في التفريق بين الصفات الذاتية والصفات الفعلية؟ ج: صفات الذات عين الذات، ولا يصح سلبها مطلقاً عنه سبحانه، كعلمه سبحانه، وصفات الفعل ليست عين الذات، ويمكن إثباتها له في زمان ونفيها عنه في زمان آخر، كالخالقية؛ فان الله تعالى كان ولم يكن معه شيء ثم خلق الأشياء، إلى غير ذلك من صفات الفعل. س67: كيف يمكن لملك الموت أن يقبض أرواح العباد وهم كثيرون وهو واحد؟ ج: لملك الموت أعوان وجنود كما يستفاد من بعض الروايات والآيات الشريفة قال تعالى:(توفته رسلنا) وقال سبحانه:(توفتهم الملائكة) وقال عز وجل:(توفاهم الملائكة) مضافاً إلى إمكان أن يكون لملك الموت قدرات خارقة منحها له الله تعالى لتمكنه من قبض كثير من الأرواح في آن واحد. س68: يحتج البعض بقول الله تعالى:(إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس...) على أن إرادة الله لا تنفك عن المراد، فالعصمة إذن إجبارية، فما هو رأي سماحتكم؟ ج: العصمة حالة في المعصوم تمثل(اقتضاءً) للاستقامة في درب الهدى وللابتعاد عن دروب الضلال و.. و.. ولأنها تمثل (الاقتضاء) لا(العلية التامة): فهي لا تمثل أي نوع من أنواع الإلجاء والإجبار.. بل المعصوم يقدم على الطاعة ويتجنب المعصية بكامل اختياره.. وذلك لمعرفته بحسن الطاعة وقبح المعصية.. بمرتبة عالية من المعرفة، وإذا أردنا التنظير لذلك فيمكن أن نمثل بالأم الرؤوف التي لا تقدم على قتل أولادها اختياراً لوجود مانع داخلي يمنعها من ذلك، وإن كان ذلك المانع لا يسلبها الاختيار.. وعلى كل فحيث إن الإرادة الإلهية تعلقت بوجود هذه الحالة(الاقتضائية) في المعصومين(عليهم السلام) - لأنه تعالى رآهم أهلاً لذلك- لا تكون(العصمة)إجبارية وإنما تكون إجبارية لو كانت هذه الحالة علة تامة للردع عن المعصية، وهنالك أجوبة أخرى مذكورة في الكتب المعنية بهذا الشأن. س69: من المعلوم والثابت عندنا أن أجداد النبي(صلى الله عليه وآله) كلهم مؤمنون وموحدون، والإشكال الحاصل أن جد رسول الله(صلى الله عليه وآله) عبد المطلب عنده عشرة من الأبناء منهم عبد مناف، ومناف كما هو معروف صنم من أصنام العرب في الجاهلية، وكذلك عبد العزى، والعزى أيضاً كما هو معروف صنم من أصنام العرب، فكيف يسمي عبد المطلب وهو الموحد بعض أبنائه بهذه الأسماء؟ ج: أما مناف فمعناه المرتفع وليس المقصود به الصنم، وأما بقية الأسماء فلا دليل عليها. س70: بعض المسلمين لا يعتقدون بالولاية ولكنهم يظهرون حبهم لأهل البيت(عليهم السلام) فهل يكون حبهم هذا مجزياً لهم؟ ج: إن رسول الله(صلى الله عليه وآله) قد عين أمير المؤمنين علي بن أبي طالب(عليه السلام) خليفة من بعده وذلك في قصة غدير خم وغيرها، فمن علم بذلك وخالف الرسول(صلى الله عليه وآله) فقد انحرف عن الصراط المستقيم وأما الجاهل القاصر في هذه الدنيا فسوف يمتحن في يوم القيامة، وفي الحديث المروي عن الإمام الباقر(عليه السلام):(بني الإسلام على خمس، إقام الصلاة وإيتاء الزكاة وحج البيت وصوم شهر رمضان والولاية لنا أهل البيت، فجعل في أربع منها رخصة ولم يجعل في الولاية رخصة، من لم يكن له مال لم يكن عليه الزكاة ومن لم يكن عند مال فليس عليه حج ومن كان مريضاً صلى قاعداً وأفطر شهر رمضان، والولاية صحيحاً كان أو مريضاً أو ذا مال أو لا مال له فهي لازمة واجبة). س71: هناك شبهات مطروحة حول مظلومية الزهراء(عليها السلام) وقضية الهجوم على الدار وإسقاط الجنين، فما هو رأي سماحتكم حول هذه المواضيع؟ وهل هناك مجال للتشكيك فيها؟ ج: لا مجال للتشكيك في ذلك، كيف وقد رواها حتى العامة في كتبهم. س72: هل يجوز للمؤمن أن يتعمد تشكيك نفسه في المسائل العقائدية ويكون هدفه هو البحث ليزداد يقينه فيها؟ ج: يمكنه البحث عن الأدلة ومن دون أن يتعمد تشكيك نفسه في الاعتقادات الحقّة، وذلك ليرسخ يقينه ويزداد، فالتشكيك مرفوض والترسيخ لازم. س73: ما هو الهدف من شهادة الملائكة على الناس بالرغم من أن الله تعالى عليم بكل خافية؟ ج: ربما يكون من أسباب ذلك أن الإنسان قد ينكر يوم القيامة بعض ما ينسب إليه فتشهد الملائكة بصحة ما نسب إليه إتماماً للحجة عليه ثم إن في ذلك ترغيباً في الثواب وترهيباً من فعل المعاصي. س74: هل رجعة أهل البيت(عليهم السلام) إلى دار الدنيا حقيقة ثابتة؟ ج: ورد بذلك روايات معتبرة، وهي من معتقدات المذهب، وقد صرح العلامة المجلسي(رحمه الله) في أكثر من مورد من كتابه القيم بحار الأنوار بأن جميع الأئمة(عليهم السلام) لهم رجعة. (انظر بحار الأنوار ج98 ص349 وج99 ص142، وانظر شرح الزيارة الجامعة للسيد عبد الله شبر ص161 وغيرها). س75: هل يصح وصف المعصومين(عليهم السلام) بأنهم علّة للخلق؟ ج: ورد في الأدلة أنه لولاهم (عليهم السلام) لما خلق الخلق. (كما في حديث الكساء المتواتر نقله وفي غيره أيضاً). س76: ورد على لسان البعض أن المعصوم(عليه السلام) في حالة استشهاده سواء بالسم أو السيف يغيب عنه الحدث وكذلك العلم به، فما مدى صحة ذلك؟ ج: المعصوم(عليه السلام) يرى أن قضاء الله سبحانه ورضاه في ذلك فيتعامل مع الحدث معاملة الظاهر، فان رضا الله تعالى رضاهم(عليهم السلام) وهذا من مصاديق التزاحم وتقديم الأهم كما في الجهاد والدفاع. س77: ما الفرق بين الإرادة التشريعية والإرادة التكوينية؟ ج: المسألة طويلة المباحث وربما يلخص- على تأمل ونقاش- في أن الإرادة الإلهية بمعنى واحد وقد فسرها بعض العلماء بأنها العلم بما في الفعل من المصلحة، وانقسام الإرادة إلى تكوينية وتشريعية ناشىء من اختلاف المتعلق، بمعنى أن الإرادة الإلهية إذا تعلقت بالخلق والتكوين تسمى تكوينية، وإذا تعلقت بأفعال العباد وأمرهم ونهيهم فتسمى تشريعية. س77: يقول الله تعالى: (إن الدين عند الله الإسلام) وهذا يعني أن جميع الأنبياء(عليهم السلام)، كانوا على دين الإسلام، ونحن نعلم أن عيسى(عليه السلام) كان مسيحياً، وموسى(عليه السلام) كان يهودياً، فكيف يكون ذلك؟ ج: الدين الذي ارتضاه الله تعالى لعباده هو الإسلام وحده وان كان عند غيره اليهودية أو النصرانية أو غيرهما، فان الله لم يرسل إلا الإسلام، وهو دين الأنبياء جميعاً، فانه عبارة عن التسليم لله جل وعلا، وقد قال تعالى:(هو سمّاكم المسلمين) واختلاف الأديان السماوية إنما هو في الشرائط والمزايا لا في الجوهر والأصول، قال تعالى عن لسان إبراهيم(عليه وعلى نبينا وآله الصلاة والسلام): (واجعلنا مسلمين لك ومن ذريتنا أمة مسلمة) وقال تعالى عن لسان يوسف(على نبينا وآله وعليه الصلاة والسلام): (توفني مسلماً...) وهكذا. س78: ما هو اللوح المحفوظ الذي كتبت فيه أعمالنا؟ وإذا كانت جميع أفعال الإنسان مكتوبة فيه، أليس ذلك دالاً على أنه مجبور؟ ج: اللوح المحفوظ: هو اللوح الذي يحتوي(ضمن ما يحتوي) على تقدير الأعمال الإرادية للإنسان على أن يكون صدورها باختيار الإنسان نفسه، وبعبارة أخرى: هو اللوح الذي يعكس علم الله تعالى بما كان وما يكون وما هو كائن، والعلم بالأفعال الإرادية لا يستلزم الجبر، لأنه كعلم الأستاذ بمستويات تلاميذه ونتائجهم في الاختبارات من حيث النجاح والفشل، ومن الواضح أن علم الأستاذ لامدخلية له في النتائج، فلا جبر إذن. س79: لماذا سكت الإمام أمير المؤمنين(عليه السلام) عن حقه ولم يقتص من الذين اعتدوا على حرمة بيته وضربوا زوجته فاطمة الزهراء(عليها السلام) واسقطوا جنينها؟ ألم يكن حاضراً وقتئذ؟ ج: لعل من أسباب ذلك أن الإسلام كان في بدء نشوئه، وكانت الدولة الإسلامية التي أسسها رسول الله(صلى الله عليه وآله) في المدينة فتية فإذا حصل نزاع وفتنة تنتهي الدولة الإسلامية وتهدر التضحيات الكبرى التي بذلت لإقامة صرح الإسلام وتشييد الحق، فلذلك سكت الإمام أمير المؤمنين(عليه السلام) عن حقه وكان ذلك بأمر رسول الله(صلى الله عليه وآله)، إذ الإسلام يحتاج إلى مثل هذه التضحيات حتى يبقى، وقد أشار الإمام أمير المؤمنين(عليه السلام) إلى ذلك في الخطبة الشقشقية، فمصلحة الإسلام مقدمة وقد قدمها أمير المؤمنين وفاطمة الزهراء(عليهما السلام) على حقهما وأنفسهما. س80: لماذا بايع الإمام الحسن(عليه السلام) معاوية؟ ج: الإمام الحسن(عليه السلام) صالح معاوية ولم يبايعه للمصالح العالية الإسلامية وبُعد النظر الذي أُمر(عليه السلام) به من قبل الله تعالى وجده الرسول (صلى الله عليه وآله) كما صالح جده(صلى الله عليه وآله) المشركين في الحديبية. س81: يعتقد البعض أن شفاعة النبي وأهل بيته(صلوات الله عليهم) كفيلة بأن تدخله الجنة مهما كانت ذنوبه وأخطاؤه، شريطة أن تخرج روحه عند الموت على ولاية محمد وآل محمد(صلوات الله وسلامه عليهم)، فهل هذا صحيح؟ ج: الولاية لأهل البيت(عليهم السلام) تسبب له الطاعة وترك المعصية والتوفيق للتوبة إن شاء الله تعالى ولو ظل هنالك بعض الذنوب ولم ينل عقوبتها في هذه الدنيا فهو يستحق العقاب عليها في النشأة الأخرى. س82: ما معنى كلمة شيعة؟ وإلى من ينتمي الشيعة؟ ج: الشيعة: الأتباع والأعوان والأنصار، وأصلها من المشايعة أي المتابعة والمطاوعة، وفي القرآن الكريم:(وإن من شيعته لأبراهيم) أي أنه على مناهجه وسنته في التوحيد والعدل واتباع الحق، وقد سمّى الرسول(صلى الله عليه وآله) أتباع علي(عليه السلام) شيعة، فقال(صلى الله عليه وآله):(هذا وشيعته هم الفائزون). س83: هل الإيمان والاعتقاد بما حدث من المصائب على أهل البيت(عليهم السلام) يعتبر من ضروريات الدين؟ ج: من الدين التولي لله ولأوليائه، والتبري من أعداء الله وأعداء أوليائه، ومن ملازماتهما العادية: أن يعرف الإنسان ولو بصورة إجمالية مظلومية أولياء الله، وظلم أعداء الله: مناوئيهم وغاصبي حقوقهم لهم، قال الله تعالى:( وكذلك جعلنا لكل نبي عدواً شياطين الإنس والجن) الأنعام 112. س84: هل الإنسان يحاسب في البرزخ؟ أم إن الحساب فقط في يوم القيامة، وإذا كان الإنسان يحاسب في البرزخ، فهل يعني ذلك أنه سيحاسب مرتين؟ ج: الذي يستفاد من أحاديث عديدة أن للميت مناسبات ثلاثة عند موته قبل أن ترفع جنازته، ومن البرزخ، ويوم القيام، وتفصيل هذه المناسبات يطلب من محلها. س85: هل النبي(صلى الله عليه وآله) والأئمة(عليهم السلام) يتلقون العلوم من الله تعالى عن طريق الوحي، أم إن للبشر دخلاً في علومهم؟ ج: علومهم من الله تعالى، والملك واسطة بينهم وبين الله تعالى وقد تلقى الأئمة(عليهم السلام) علومهم من رسول الله(صلى الله عليه وآله) أيضاً. س86: هل هناك تفاضل بين الأئمة الإثنى عشر(عليهم السلام) بمعنى أن الإمام السابق أفضل من اللاحق؟ ج: يستفاد من بعض الروايات ان مراتب الفضل هكذا: أولاً رسول الله(صلى الله عليه وآله) ثم الإمام علي أمير المؤمنين وفاطمة الزهراء، ثم الحسن ثم الحسين(عليهم السلام) ثم القائم(عجل الله فرجه الشريف) ثم بقية الأئمة(عليهم جمعياً الصلاة والسلام). س87: ما هو رأي سماحتكم في موضوع عصمة الأنبياء والرسل، هل هي عصمة مطلقة، أم عصمة غير مطلقة كما قال البعض؟ وكذلك عصمة أئمة أهل البيت(عليهم السلام)، هل هم معصومون كعصمة الأنبياء(عليهم السلام)أم إن عصمتهم عصمة مكتسبة من خلال مخافة الله واليقين بقبح الذنب؟ ج: دلت الأدلة العقلية والنقلية على عصمة الأنبياء(عليهم السلام) عن الذنوب والأخطاء مطلقاً، وكذلك الأئمة(عليهم السلام)، وليست مراتب العصمة واحدة، بل تختلف باختلاف المراتب في الفضل الإلهي العلم واليقين والمجاهدة، قال تعالى:(والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا) علماً بأن رسول الله(صلى الله عليه وآله) والأئمة الأطهار(عليهم السلام) في أعلى درجات العصمة. س88: هل من الجائز تسمية الله أو وصفه بأنه (علّة العلل)؟ ج: وصفه لا مانع منه، وأما التسمية فالأحوط وجوباً التوقف فيها على المأثور. س89: هل أسماء الله توقيفية؟ وكم يبلغ عددها؟ ج: نعم، أسماؤه تعالى توقيفية على الاحوط، وقد ورد في دعاء (الجوشن الكبير) ألف اسم له تعالى. س90: هل صفات الله توقيفية كما هي أسماؤه؟ ج: الوصف من دون التسمية ليس توقيفياً على الأصح. س91: هل أنا من المسلمين وعلى خط أهل البيت(عليهم السلام) لو كنت أعتقد بأن الله واحد لا شريك له وهو العادل الذي لا يظلم وأن محمداً(صلى الله عليه وآله) رسوله وان كل ما جاء به (صلى الله عليه وآله) من عند الله حق لا ريب فيه والأئمة الهداة(عليهم السلام) هم الإثنا عشر الذين عينهم الله تعالى على لسان نبيه(صلى الله عليه وآله) وأن الله يبعث من في القبور ليجزي الناس بما عملوا؟ ج: هذا الاعتقاد صحيح، وإذا انضم إليه العمل بالأركان، من أداء الواجبات وترك المحرمات كان كافياً إن شاء الله تعالى. س92: ما هو السر المستودع في سيدة نساء العالمين(عليها السلام)؟ ج: السر المستودع هو سر، ولا يُعرف حقيقته. س93: تشير فتوى سماحة السيد المرجع(دام ظله) في أهل الكتاب من اليهود والنصارى والمجوس إلى وجوب الاحتياط عنهم إلا في حالات العسر والحرج، فهل الشخص الذي يعيش في دول الغرب (غير المسلمة) مضطراً إلى مخالطتهم في حالةِ عسر وحرج؟ ج: العسر والحرج شخصيان، فإن تحقق لشخص موضوعهما لم يجب الاحتياط وإن لم يتحقق وجب الاحتياط. س94: ما المقصود بالفئة الملهى عنها التي لا تكون في الجنة البرزخية ولا في النار البرزخية؟ ج: لقد ورد في الحديث الشريف عن الإمام الباقر8 أنه قال: (إنما يسأل في قبره من محض الإيمان محضاً والكفر محضاً وأما ما سوى ذلك فيلهى عنه) الكافي ج3 ص235. س95: كيف تمكن بعض المسلمين انتزاع الخلافة من الإمام أمير المؤمنين علي(ع) بالرغم من أن الله تعالى قد نصبه على لسان نبيه محمد(ص) ، أليس الله تعالى إذا أراد شيئاً يقوله له كن فيكون؟ ج: الإرادة الإلهية قسمان تكوينية وتشريعية، فالتكوينية قوله للشيء كن فيكون، أما التشريعية فمثل إرادة الصلاة من الناس مع ان الكثير من الناس لا يصلون، وهكذا بالنسبة إلى خلافة الإمام علي(ع) حيث أمر الله بها وخالفه بعض الناس. س96: ما هو واجبنا تجاه من يغيّر دينه من الإسلام إلى دين آخر؟ ج: يلزم السعي في هدايته وبيان الحق له بالأدلة والإقناع ملتزمين في ذلك قوله تعالى: (ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة) النحل/125. س97: هل يوجد من النصارى والمسيحيين من لا يقول بالثالوث؟ ج: المسيحيون والنصارى الأوائل الذين رأوا المسيح(ع) وآمنوا به، آمنوا به كرسول أمين من عند الله تبارك وتعالى، فهم موحدون لأن الأديان السماوية كلها مبنية على التوحيد، وأما فكرة الثالوث فهي فكرة دخيلة عليهم، أدخلها المحرّفون بعد المسيح8 في الدين، تأثراً بالهنود البراهمة فإنهم يقولون بالثالوث. س98: أشكل علي أنا وأحد الإخوان في معرض البحث في بعض مسائل أصول الدين ما يلي: نعرف أن الله عز وجل عالم علما مطلقا مما يقتضي أن الله عز وجل قد علم بمن سيدخل منا الجنة قبل خلقه ومن سيدخل منا النار قبل خلقه فإذا كان ذلك كذلك فلماذا خلق الله تعالى فرعون وأشباهه مع كونه تعالى عالما بأن فرعون سيدخل النار ؟ وما هو وجه الحكمة في ذلك ؟ ج: إنما خلق الله تبارك وتعالى الخلق لكي يتكاملوا ويدخلوا الجنة وينالوا النعيم بكمالهم، قال تبارك وتعالى: (وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون) الذاريات/56، أي ليعلمون، والهدف من العلم هو حصول الكمال، والله تعالى لم يخلق فرعون فرعوناً، وإنما صار فرعون فرعوناً بسوء اختياره، كما أنك لو فتحت مدرسة لتعليم الناس العلم، كي يستفيدوا منه في تعمير ديناهم وآخرتهم، فاستغل أحد التلاميذ ما تعلمه من العلم في سبيل الفساد والإفساد وإهلاك الحرث والنسل، فان الذنب ذنبه، ولا لوم على من فتح المدرسة، وأما علم الله تعالى بان فلاناً سيكون كافراً أو فاسقاً فهو لا يقتضي جبره على ذلك، فان العلم تابع للمعلوم ومنعكس عنه، وليس علةً للمعلوم، كما أن علمك بطلوع الشمس غداً ليس علةً لطلوع الشمس غداً، بل طلوع الشمس غداً هو السبب في علمك بذلك، وهذا المثال لمجرد تقريب الفكرة إلى الذهن، ولا نقصده بحرفيته، والكلام في هذا المقام طويل، وتفصيله في علم الكلام،-أي علم العقائد-. س99: ما هي الحكمة من خلق الله الإنسان؟ ج: الحكمة من ذلك هو تكامل الناس لكي ينالوا نعم الله وتشملهم رحمته وفيّاضيته قال تبارك وتعالى: (وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون)، وقد ورد في الخبر عن الإمام الحسين(عليه السلام) في أن المقصود من يعبدون هو(ليعلمون) وإنما العلم من أجل تكامل الإنسان وكماله فبمقدار ما يصل الإنسان من كمال في الدنيا ينال مرتبة في الجنة والآخرة. س100: ما معنى أن يعلم أهل البيت الغيب؟ ثم نحن نرى في سيرتهم أنهم يسألون كما كان يسألُ أمير المؤمنين رسول الله عن بعض الأشياء مما يعني عدم علمه بها مسبقاً، والحسين يسأل زينب عن سبب شمها نحره وتقبيلها صدره فتجيبه عن سؤاله؟ ونبي الله زكريا يسأل مريم عن مصدر الرزق فتجيبه بأنه من عند الله، ونبي الله موسى يسأل الخضر. ثم هل مريم أفضل من نبي الله زكريا؟ وهل الخضر أفضل من نبي الله موسى؟ ج: معنى علم أهل البيت (عليهم السلام) بالغيب هو: علمهم بذلك عن طريق تعليم رسول الله (صلى الله عليه وآله)، فإن رسول الله (صلى الله عليه وآله) كان قد أطلعه الله على غيبه كما في قوله سبحانه: ((عالم الغيب فلا يظهر على غيبه أحداً إلا من ارتضى من رسول)). الجن26-27، وقد أمره الله أن يطلع عليها أهل بيته(عليهم السلام)، ولذا ورد عنه (صلى الله عليه وآله) أنه قال: ((ما من علم علمنيه ربي إلا علمته علياً)). وكذلك يمكن أن يحصل العلم لهم (عليهم السلام) بطريقة (الإلهام) يعني الإلقاء في الروع. وأما الأمثلة المذكورة في السؤال، فهي من باب سؤال العارف، الذي هو نوع من البلاغة، قال تعالى "وما تلك بيمينك يا موسى" وأيضاً هي لوصول ذلك العلم إلينا لما فيه من عبر وعظات، قال تعالى: ((وما تلك بيمينك يا موسى)، كما أن المسؤول لا يدل على أن المسئول أفضل، ولذا فقد كان الرسول (صلى الله عليه وآله) كثيراً ما يسأل جبرائيل (عليه السلام) وجبرائيل يجيبه مع أننا نعلم - وبالقطع - بأنه (صلى الله عليه وآله) أفضل من جبرائيل. س101: هل يجوز تصور الذات إجمالاً أو تفصيلاً؟ ج: في الحديث الشريف ما مضمونه: (إن كل ما يتصوره الإنسان فهو مخلوق لذهن الإنسان). نعم تصور أنه سبحانه (شيء لا كالأشياء) لا مانع منه. س102: ينسب لبعض أتباع أهل البيت (عليهم السلام) القول بنسبة الرزق والإحياء والإماتة لأمير المؤمنين وبقية أهل البيت (عليهم السلام) بتمكين من الله، فما مدى صحة ذلك؟ ج: الكلام في ذلك كله إذا رجع إلى كونه بإذن الله وتمكينه كان صحيحاً، لأن الله (تعالى) يحكي عن عيسى بن مريم (عليهما السلام) في القرآن الكريم بأنه كان يخلق من الطين كهيئة الطير وينفخ فيه فيكون طيراً بإذن الله، ويحيي الموتى بإذن الله, والنبي الخاتم وأهل بيته المعصومون أكرم على الله من الأنبياء السابقين. س103: ما هو الفرق بين كلام الله عزّ وجل في الحديث القدسي وبين كلامه سبحانه في القرآن الكريم؟ ج: الفروق عديدة منها أن القرآن الكريم في مقام التحدي والإعجاز والحديث القدسي ليس كذلك. س104: من هم المعصومون؟ ج: العصمة درجة رفيعة لا ينالها إلا أنبياء الله وأوصياؤهم وأمثالهم لتأهلهم لها دون غيرهم، وهي درجات أعلاها ما كان للنبي الأعظم(صلى الله عليه وآله) وابنته فاطمة الزهراء(عليها السلام) والأئمة الاثني عشر(عليهم السلام). س105: هل هناك نصٌ جليٌ في شأن الإمامة أم النصوص الموجودة كلها تحتاج إلى تأويل؟ ج: في الإمامة نصوص جلية واضحة، مثل قوله تعالى مخاطباً إبراهيم الخليل (عليه السلام) بعدما اختبره ورآه أهلاً للإمامة: "إني جاعلك للناس إماماً، قال ومن ذريتي قال لا ينال عهدي الظالمين". البقرة/124، وهو نص صريح في أن الإمامة من عند الله تعالى، ولما طلبها ابراهيم لذريته أجابه تعالى بأنه يجعلها في المعصومين من ذريته، وهم محمد (صلى الله عليه وآله) وآله (عليهم السلام)، وعبّر عن الإمامة بأنها عهده, ولا ينال عهده إلا المعصومون، ومن النصوص الجلية أيضاً قوله سبحانه: "يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم". النساء/59، فسَألوا الرسول: ومن هم أولو الأمر؟ فعرَّفهم النبي (صلى الله عليه وآله) بأسمائهم وصفاتهم، وأن أولهم علي بن أبي طالب (عليه السلام). وآخرهم المهدي (عجل الله فرجه)، ثم استنكرت الآية التي بعدها على الذين يرجعون إلى غير النبي (صلى الله عليه وآله) وإلى غير أوصيائه أشد استنكار, وقالت: "ألم تر إلى الذين يزعمون أنهم آمنوا... يريدون أن يتحاكموا إلى الطاغوت". النساء/60، ومن النصوص قوله تعالى: "إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون". المائدة/55، ومنها: ((اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام ديناً)) المائدة/3، ولمزيد من الاطلاع يراجع كتاب: (العبقات) و(الغدير) و(المراجعات) وغيرها. س106: ما هي الولاية التكوينية؟ ج: سيد المعصومين الأربعة عشر هو رسول الله (صلى الله عليه وآله)، وقد أشار إلى القمر فصار نصفين، وفي القرآن الكريم في سورة القمر /1: (اقتربت الساعة وانشق القمر). ومن بعد النبي (صلى الله عليه وآله) الإمام أمير المؤمنين (عليه السلام)، وقد أشار إلى الشمس حين الغروب فرجعت، فصلى (عليه السلام) العصر، ثم غربت، وهذا التصرف منهم (عليهم السلام) - بإذن الله (تعالى) - هو مظهر من مظاهر الولاية التكوينية التي منحها الله تعالى لأهل البيت (عليهم السلام)، وفي القرآن الكريم آيات متعددة تدل على أن الله تعالى منح بعض أوليائه الولاية التكوينية، مثل قوله تعالى: ((قال الذي عنده علم من الكتاب أنا آتيك به قبل أن يرتد إليك طرفك)). النمل/40، وقوله سبحانه: ((إني أخلق لكم من الطين كهيئة الطير فأنفخ فيه فيكون طيراً بإذن الله وأبرئ الأكمه والأبرص وأحي الموتى بإذن الله)). آل عمران/49. س107: ما معنى أن الرسول والأئمة هم (واسطة الفيض)؟ ج: الفيض كما في مجمع البحرين بمعنى: الصبّ والإشاعة، والفيض هنا في قولنا: (الرسول والأئمة (عليهم السلام) هم (واسطة الفيض)). يعني بأنهم وسيلة صبّ الله رحمته وإشاعتها على خلقه جميعاً، إذ رحمة الله _ كما في الروايات الشريفة _ لا تشمل الناس ولا تعم المخلوقات والكائنات إلا عبر (واسطة) تتلقى تلك الرحمة وتعكسها على الآخرين، و(الواسطة) هم النبي (صلى الله عليه وآله) وأهل بيته (عليهم السلام)، وهذا يشبه الأمواج الصوتية المبثوثة في الجو، فإنه لولا الجهاز الساحب لهذه الأمواج لم يمكن الاستفادة منها، فكذلك رحمة الله، لولا النبي(صلى الله عليه وآله) وأهل بيته (عليهم السلام) لما شملت الناس، ولا عمّت المخلوقات. س108: ما هي الأمور التي تساعد الفرد على البكاء على مصائب أهل البيت (سلام الله عليهم) ؟ ج: القلب إذا رقّ جرت الدمعة، ولرقة القلب عوامل مذكورة في الأحاديث الكريمة. هذا وفي الحديث الشريف: "من بكى أو تباكى فله الجنّة" وسائل الشيعة، للحر العاملي، ج14، ص596. فإنّ في التباكي إشارة إلى من لم تدمع عينه, ولم يبك، وإنّما اتخذ لنفسه هيئة الباكي وموقف الحزين المتأثر، فإن لهُ الجنة أيضاً. س109: ما هي الطريقة الصحيحة التي يستطيع الفرد فيها زيارة الإمام الحسين (سلام الله عليه) ويهدي ثوابها إلى روح والده ؟ ج: ينوي النيابة عن الوالد قبل الشروع في الزيارة، أو ينوي إهداء ثواب الزيارة إلى الوالد بعد تمامها. س110: ما هي وظيفة الرسول ؟ وما هي وظيفة الإمام ؟ وما هو الفرق بين النبي والرسول والإمام ؟ وهل يمكن أن تجتمع النبوة والرسالة والإمامة في شخص واحد ؟ ج: وظيفة الرسول كما في القرآن الكريم تبليغ الرسالة، ووظيفة الإمام صيانة الرسالة وحفظها عن الاندثار والتحريف. والفرق بين النبي والرسول والإمام هو أن النبي شخص مرتبط بالسماء، والرسول من كلف بتبليغ الرسالة إلى الناس، وكل رسول نبيّ، وليس كل نبي رسولاً، والإمام له ما للنبي والرسول سوى الوحي، فإنه لا يوحى إلى الإمام مثل ذلك الوحي، ويمكن أن تجتمع الثلاثة في شخص واحد كإبراهيم الخليل (عليه السلام) ونبينا الكريم (صلى الله عليه وآله). س111: كيف يمكن الوصول إلى مرضاة الله (عزّ وجلّ) وكيف الحصول على العلم الرباني؟ ج: الوصول إلى مرضاة الله تعالى يكون عبر أمور: 1- أداء الواجبات. 2- ترك المحرمات. 3- الالتزام بالأخلاق والآداب الإسلامية وخدمة الناس وإكرامهم وإيصال النفع إليهم وخاصة الأرحام. وأمّا الحصول على العلم الرباني فيمكن ـ بعد الالتزام بالأمور الثلاثة المذكورة أعلاه ـ بمطالعة القرآن الحكيم وتفسيره، ونهج البلاغة وشرحه، والصحيفة السجادية وتوضيحها، وأصول الكافي فهو مفيد جداً. س112: ماذا يفعل من سئم العيش ويكره البقاء في الحياة الدنيا نظراً لتفشّي مظاهر الفساد ؟ ج: ورد في الأدعية الكريمة طلب (طول العمر) من الله سبحانه، كي يستطيع الإنسان عبادة ربّه وخدمة دينه وتعمير آخرته أكثر فأكثر، والقضاء على مظاهر الفساد لا يكون بالتواري، بل بأن يثقف الإنسان نفسه بثقافة القرآن الكريم والرسول الأعظم(صلى الله عليه وآله) وأهل بيته (عليهم السلام). س113: هل السفياني التي تشير إليه الروايات أنه يقاتل الإمام المهدي (عجل الله تعالى فرجه) هو أبرز من يقاتله أم هناك أعداء آخرون بارزون؟ وأيضاً: ما هو معتقد السفياني الذي يقاتل الإمام المهدي (عجل الله تعالى فرجه)؟ وما هو معتقد أتباعه؟ هل هم يدّعون الإسلام وينكرون الإمام المهدي (عجل الله تعالى فرجه)؟ وهل إن معتقدهم كمعتقد هؤلاء الإرهابيين التكفيريين الناصبين العداء لأهل البيت (عليهم السلام), والذين نراهم اليوم يقتلون الناس باسم الإسلام أم إنهم يعلنون كفرهم وإنكارهم للدين صراحة؟ أرجو توضيح ذلك. ج: الظاهر من بعض الروايات الشريفة في هذا المجال هو: إن السفياني أبرز المعاندين، وإنه وغيره هم ممن يدّعون الإسلام, وينكرون الإمام (عليه السلام), ويحاربونه، وإلا فإن جملة من الروايات تقول بأن بعض غير المسلمين هم السباقون إلى الإيمان بالمهدي الموعود، لأن المسيح ينزل ويقتدي به (سلام الله عليه), فيؤمن به المسيحيون، وأنه (سلام الله عليه) يخرج التوراة الصحيحة من جبل بالقدس لليهود, فيؤمن به اليهود. س114: من أين يأخذ المكلّف تفصيلات العقائد وفروعها؟ ج: العقائد يجب أخذها من القرآن الحكيم ومن تفسير أهل البيت (سلام الله عليهم) للقرآن الكريم، ومن كلماتهم (عليهم السلام) المروية في الكتب المعتبرة مثل نهج البلاغة، والصحيفة السجادية، وغير ذلك، فإن النبي (صلى الله عليه وآله) خلّف فينا برواية عامة المسلمين وخاصتهم، الثقلين: كتاب الله وعترته أهل بيته، قائلاً: ما إن تمسكتم بهما لن تضلّوا بعدي أبداً.
س115: سمعت مقولة يردّدها
البعض بأن الله تعالى أرحم بعباده من الأمّ على ولدها… فكيف يكون أرحم بعباده
من الأمّ على ولدها ويُدخلهم النار؟ س116: هل تحقيق دولة العدل الإلهي في عهد الإمام المهدي (عجّل الله فرجه) هو بنحو من الصدفة أم بنحو من الجبر؟! وإلا... فكيف سيحقق الإمام ما لم يتحقق حتى في حياة الرسول (صلى الله عليه وآله) بالأمور الطبيعية لا الغيبية؟ ج: تأسيس هذه الدولة الكريمة لا يتحقق إلا مع تهيؤ الشرائط التي تتحقق قبل ظهور الإمام الحجّة (عجّل الله فرجه)، ولا يكون ذلك صدفة أو بنحوٍ من الجبر. وأما في زمان الرسول (ص) فهذه الشرائط ما كانت محققةً. ولعل من أسباب ذلك تقدم ثقافة الناس في زمان الإمام (ع)، ولذا يسلم النصارى عندما يقول لهم السيد المسيح بأنّ هذا إمامي وإمامكم، ويسلم اليهود عندما يخرج الإمام (ع) ألواح التوراة من جبال فلسطين، ويريهم اسمه الشريف فيها، وهذا التغير التلقائي هو من عوامل نصرة الإمام (ع) وتمكنه من الأخذ بزمام الأمور، وهذا العامل لم يكن متوفراً في عهد رسول الله (ص). س117: أنا شابّ وأحسّ بأني أحتاج إلى الزواج، ولكنّني أتعلّل عنه بعُذر مواصلة الدراسة، وأتحجّج بمسألة النفقة والمال، رغم أني غير مقتنع بهما، فهل هذا حرام ؟ وبماذا تنصحونني؟ ج: الزواج المبكّر صحة وسلامة للجسم والروح، وللدين والدنيا، فلا ينبغي تأخيره، ويراعى فيه البساطة وترك التقيّد بالأمور التي تعرقله وتؤخّره، علماً بأنّ الله قد وعد الزوجين الفقيرين بالغنى حيث قال: "إن يكونوا فقراء يغنهم الله من فضله" النور: 32. س118: ورد في بيان مقام المعصومين (سلام الله عليهم): (وإياب الخلق إليكم وحسابهم عليكم). وفي مقام الإمام علي (سلام الله عليه) خاصة (قسيم النار والجنة). فهل الحساب والقسمة حقيقيان أم مجازيان؟ ج: الحساب حقيقي، وكذلك القسمة حقيقية، ولا مانع عقلاً ولا شرعاً من ذلك، كيف وقد خوّل الله (تعالى) بعض الأعمال الجسام إلى بعض ملائكته مثل قبض الأرواح الذي خوّله إلى عزرائيل (عليه السلام) ملك الموت، ومثل نفخ الصور للبعث والقيامة الذي خوّله إلى إسرافيل (عليه السلام)، فما المانع من أن يخوّل الله (تعالى) حساب الناس إلى حبيبه محمد (صلى الله عليه وآله) وأهل بيته المعصومين (سلام الله عليهم)، وكذلك تقسيمهم الجنة والنار؟ س119: هل يجوز السجود لغير الله تعالى؟ وكيف نفهم سجود سيدنا يعقوب (عليه السلام) وزوجته وأولاده الأحد عشر لسيدنا يوسف(عليه السلام)، خاصة وأن يعقوب نبي من أنبياء الله تعالى، وليس إنساناً عادياً؟ ج: كان يوسف (على نبينا وآله الصلاة والسلام) قبلة لهم، ولم يكن السجود لأجله، بل كان السجود لله تعالى شكراً على ما أنعم به عليهم، فسجودهم باتجاهه (عليه السلام) كان كسجودنا باتجاه الكعبة المشرفة. س120: قرأت في أحد الكتب أن المراد من العرش هو المحل الذي تصدر منه أوامر الله سبحانه، فهل هذا يعني أن لله (عز وجل) مكاناً يختص به هو، والله لا يؤين بأين ولا يكيف بكيف؟ ج: لا منافاة بين أن يكون المولى تعالى غير مؤين بأين، وأن يكون له محل تصدر منه أوامره تعالى، كما إن الكعبة المشرفة بيت الله في الدنيا، وقد عبر عنها في القرآن الكريم بقوله:(بيتي)، ومع ذلك فما هي إلا محل لبركات الله تعالى وفيوضاته، ولا يستلزم ذلك أن يكون تعالى جسماً حتى يؤين بأين. س121: وهل هذا المحل هو المكان نفسه الذي وصل النبي الأكرم (صلى الله عليه وآله) إليه عندما عرج به إلى السماء؟ ج: نعم هذا هو الظاهر من الروايات. س122: هناك من لا يؤمن بالعصمة المطلقة، بل يرى محدوديتها لدى الأنبياء (عليهم السلام)، فماهو رأي سماحتكم؟ ج: دلت الآيات الكريمة والروايات الشريفة على أن الأنبياء وأوصياءهم جميعاً معصومون بالعصمة الكبرى، لكن هذه العصمة لها مراتب ودرجات، وقد حاز على أعلى مراتبها وأرقى درجاتها المعصومون الأربعة عشر: نبينا(صلى الله عليه وآله) وأهل بيته الطيبون الثلاثة عشر(صلوات الله عليهم أجمعين)، والتفصيل مذكور في علم العقائد. س123: ما مدى تأثير العنصر الوراثي في مسألة الهداية والضلال؟ وهل لوضع الوالدين تأثير في طبيعة نفسية الولد من جهة هدايته وضلاله؟ ثم ما ذنبه في تحمل تبعات الغير، ونحن نرى أن البعض ينعم بهداية ذاتية ميسر لها، والبعض الآخر يغرق في الضلال بسبب ما ورثه من والديه، بل إنه حتى لو سعى نحو الهداية يرى أن كوامن نفسه تدعوه للسير في الطريق المخالف، ولا يجد في نفسه الرغبة والميل نحو الهداية مثل من ولد من أبوين صالحين مؤمنين؟ ج: لا شك أنّ للوراثة تأثيراً ما في طباع الإنسان وميوله وأخلاقياته، كما إن للتربية أثراً لا ينكر في استقامة الإنسان أو انحرافه وفي توجيه ميوله ورغباته، إلا أنّ كلاً من الوراثة والتربية ليسا علة تامة للانحراف، لأنهما لا يسلبان الإنسان الإرادة، ومما يدل على ذلك أن آسية بنت مزاحم عاشت في وسط ملؤه الفساد والانحراف والوثنية، ومع ذلك كانت في قمة الإيمان حتى ضرب القرآن بها مثلاً للذين آمنوا، وبالمقابل فإن بعض من عاش مع النبي (صلى الله عليه وآله) لم يسر على هديه، بل انحرف، فلم ينفعه ذلك المحيط الإيماني. وقد أودع الله سبحانه في الإنسان عقلاً به يميز الصحيح من السقيم والخير من الشر والحق من الباطل، وأرسل الأنبياء ومن بعدهم الأوصياء حججاً وأدلة على الحق، فكان لله على الناس حجتان، حجة باطنة وهي العقول، وحجة ظاهرة وهم الأنبياء والرسل والأوصياء (عليهم السلام)، نعم من كان قاصراً عن تحصيل الحق والوصول إليه لا شك أنه معذورٌ عند الله سبحانه وتعالى، ويعبر عنهم بالمستضعفين، وهؤلاء يعاد امتحانهم في يوم القيامة، فإن نجحوا دخلوا في رحمة الله كما دلت على ذلك بعض الروايات. أما لماذا هذا التفاوت في الفرص بالنسبة للناس، أو ليس العدل يقتضي تساوي الجميع في الفرص، فجوابه، إن طبيعة الحياة تقتضي مثل هذا التفاوت، ولاشك أن الله تبارك وتعالى يراعي في الحساب مثل هذه الأمور، فحساب مَنْ توفرت له ظروف التدين ولم يتدين ليس كحساب مَنْ كانت فرصه قليلة. س124: هل صحيح أن النبي (صلى الله عليه وآله) أخبرنا بأن أمته ستفترق إلى ثلاث وسبعين فرقة، كما افترق اليهود إلى إحدى وسبعين فرقة، والنصارى إلى اثنتين وسبعين فرقة؟ ج: ورد بهذا المضمون بعض الروايات. (راجع البحار /ج28/باب 1 /ص29/ ح21 ، ووسائل الشيعة/ ج27 /باب6/ص49 ) ... . وهذه الروايات تؤكد على أهمية العقيدة، وتدفع المسلمين إلى البحث والفحص حتى يجدوا المعتقد الحق، فيؤمنوا به، فيكونوا من الفرقة الناجية.وأما ما ورد من أن فرقة من هذه الفرق ناجية والبقية في النار، فجمعاً بين هذه الرواية وروايات أخر يكون المقصود من التي ترد النار هي خصوص مَنْ عرف الحق والحقيقة فخالف تعصباً، وعاند عالماً عامداً، واتّباعاً للهوى والمصالح الدنيوية، أو كان جاهلاً مقصّراً، وأما الجاهل القاصر فيعاد امتحانه في يوم القيامة. س125: ما هو رأيكم في مقولة (أن المعصوم متكامل جسمانياً ولا تحصل له الوفاة وفق الأسباب الطبيعية التي تسري على بقية البشر كالمرض والهرم ... ولا يموت المعصوم إلا بحادث عارض كالقتل أو السم)؟ ج: الطب أثبت هذه النظرية القائلة: بأن الانسان لو عرف كيف يوازن بين عناصره الموجودة في الجسم عبر نظام في الطعام والشراب والبيئة المناسبة والنسبة الكافية من ترك الهموم والأحزان، وعدم توارد الأوضاع الطبيعية المؤدية إلى قصر العمر ونحو ذلك، وصنع ذلك كله لعمّر آلاف السنين، والأئمة المعصومون (ع) يعرفون ذلك جيداً، ولذلك لو لا القتل وما يصيبهم من المآسي والآلام والمشاكل الاجتماعية والطبيعية المضادة لطول العمر لعمّروا طويلاً، كما قد عمّر إمامنا المهدي المنتظر (عج) إلى يومنا هذا أكثر من أحد عشر قرناً. س126: يُتهم الإسلام بأنه دين انعزالي لا يشجع على الانخراط في الحياة، ويَستشهد من يهاجم الإسلام بعدة شواهد كسيرة الصوفية والزهاد ونبذهم الحياة بما فيها من مباهج. ورغم أن كثيراً من الأعلام من علماء الإسلام يؤكدون أن الإسلام دين يجمع بين الدنيا والآخرة، إلا أنهم ألّفوا الكثير من الكتب في فضيلة الزهد والزهاد، ورووا مئات الأحاديث الواردة عن النبي (ص) وأهل بيته الطاهرين في ذلك، ومنها: أن الدنيا دار ابتلاء وامتحان للمؤمن، ومنها: أن القابض على دينه كالقابض على الجمر، ومنها: ما ورد في نهج البلاغة عن أمير المؤمنين (ع) في ذم الدنيا والركون إليها وفضيلة الزهد، فكيف ندفع تلك التهم؟ وبم نفسر هذه الأقوال الواردة في تراثنا؟ ج: الوارد في القرآن الحكيم وعن الرسول الكريم وعن أئمة أهل البيت (ع) هو: أن الإسلام دين يجمع بين الدنيا والآخرة، قال الله تعالى: (وابتغ فيما آتاك الله الدار الآخرة ولا تنس نصيبك من الدنيا) القصص: 77. وفي الحديث الشريف: "ليس منا من ترك دنياه لآخرته أو ترك آخرته لدنياه". وفي حديث آخر: "ليس الزهد أن لا تملك شيئاً، ولكن الزهد أن لا يملكك شيء". وخير مثال على ذلك سيرة الرسول الكريم وسيرة أئمة أهل البيت (ع) الحاكية عن سيرة رسول الله (ع)، فإنهم ضربوا لنا أروع الأمثلة في الجمع بين الدنيا والآخرة. وأما الصوفية فقد حاربهم الرسول الكريم وأئمة أهل البيت (ع)، وشنعوا عليهم في تصوفهم وابتعادهم بذلك عما أمر الله تعالى.
س127: يدعي كثير من
أهل العلم والحكمة الكشف، كما يدعي بعض أهل الحكمة القدرة على انسلاخ روحه من
بدنه، ثم يسافر بروحه – مثلاً - من النجف إلى مشهد ويرجع في الليلة نفسها،
والبعض يدعي بأنه استطاع الانفلات من بدنه ورأى جسده من فوق، فما رأيكم؟
س128: كيف يمکن الوصول إلى مرضاة الله (عزّ وجلّ)؟
وكيف نحصل على العلم الرباني؟
س129: هل الله سبحانه وتعالى لا يحبّ الفرحين؟
س130: ما هو رأيكم في عقيدة وحدة
الموجود ـ التي هي غير وحدة الوجود، وهي أن يقال أنه لا موجود إلا الله. وأن
العلاقة بين المخلوقات والله (جل وعلا) هي كالعلاقة بين الموج والبحر، فهما شيء
واحد إلا أن الموج حالة عرضية ليس إلا. وأن كل العالم من أعلى مراتب الوجود إلى
أسفل سافلين هو لا شيء، إذ أن كل ما هو موجود هو تعالى لا غير. وأن الآية
الشريفة (وإن من شيء إلا يسبح بحمده ولكن لا تفقهون تسبيحهم ) هي بلسان الكثرة،
وإلا فإنه هو الحمد والحامد والمحمود. وما حكم من يعتقد بهذا مع التزامه
الظاهري ببقية التكاليف الشرعية؟ س131: كيف تفسرون مفهوم العدل اﻹلهي في ضوء عدالته المطلقة مع اﻹبتلاءات وصور المعاناة التي يعاني منها أصحاب العلاقات الجسدية، من عمى وعرج وغيرها من العاهات التي ترافقهم منذ الولادة؟. ج: جعل الله تعالى الدنيا دار أسباب ومسببات، فإذا كانت اﻷسباب فيها نقص حادث بفعل اﻹنسان ـ غالباً ـ فالنتيجة هي أن تكون المسببات غير متكاملة وناقصة، فإذن: النقص من إعاقة وما أشبه يكون غالباً بفعل اﻹنسان قال تبارك وتعالى: "ثم أتبع سبباً". الكهف/ 89. وورد في الحديث الشريف: "أبى الله أن يجري اﻷمور إلا بأسبابها". وكثير من هذه العلاقات والتشوهات الخلقية تعود إلى فعل الوالدين، فحتى ننجب جيلاً سليماً معافىً يجب علينا أن نتبع النصائح الطبيّة واﻵداب الشرعية في هذا المجال، ويكفيك أن تلقي نظرة على ما ورد من آداب الزواج في كتاب (مكارم اﻷخلاق) الباب الثامن منه. علماً بأن الله تبارك وتعالى قد خفف في اﻷحكام عن هؤلاء المعاقين بشكل وآخر في الدنيا، وسيجازيهم في اﻵخرة بالثواب والحسنى إن صبروا على ما ابتلوا به.
س132: نحن نعتقد بأن أهل البيت (عليهم السلام) بما
أعطاهم الله من ولاية تكوينية قادرون على إحياء الموتى وشفاء المرضى وغيرها من
التصرفات، السؤال هو: هل هناك أولوية في الطلب من الله أو أنه لا فرق؟
س133: نعلم بأن محمداً (ص) هو خاتم الرسل وأفضلهم،
بل هو أشرف خلق الله، فكيف اختص الله موسى (ع) بالتكليم وعيسى (ع) بالإحياء
وإبراء الأكمه والأبرص، واختص إبراهيم (ع) بمنزلة الخلة "خليل الله" دون أن
يختص محمداً (ص) بذلك؟
س134: ما هي الأمور التي تساهم وتساعد الفرد في
البكاء على مصائب أهل البيت (سلام الله عليهم)؟
س135: نحن جمع من المؤمنين جاءنا جماعة ممن يدعون
ظهور اليماني ويروجون لذلك بكراسات مطبوعة، والسؤال أولاً: هل هي دعوة حق أم
ماذا؟ وثانياً: ما هو واجبنا من حيث قبول تلك الكراسات وإعطائها للناس
لمطالعتها أو عدم قبولها وعدم السماح لهم بنشر دعوتهم؟
س136: أسمع كثيراً أنه يقال أن حواء خلقت من ضلع آدم
(عليه السلام)، فهل هذا الشيء صحيح؟ وإذا كان صحيحاً، فما الحكمة من ذلك؟
س137: ما حكم إلقاء أكياس كتب
عليها أسماء أهل البيت غير المعصومين كالسيدة زينب وأبو الفضل العباس (سلام
الله عليهما) في القمامة، علماً بأنّ تلك الأسماء قصدت بها أشخاصهم المباركة؟
فإن البعض يقوم بإلقاء تلك الأكياس في المزبلة، وعند الاحتجاج عليهم يجيبون بأن
الجرائد كل يوم تُرمى في القمامة، مع أنّ فيها آيات قرآنية وأسماء مقدّسة، فما
قولكم؟
س138: هل هناك أحكام غير قابلة للنسخ في الشرائع
السماوية، وإذا وجدت فلماذا لم تنسخ؟
س139: ما هي حجة الشيعة في إحياء ذكرى وفيات الأئمة
ومواليدهم من القرآن والسنة؟ وما حجتي على من يدعي بأنها بدعة؟ وهل إحياء هذه
المناسبات واجب أم مستحب؟
س140: هل الأفضل الاستغاثة بالله تعالى مباشرة أم
بالنبي (ص) أو أحد الإئمة (ع) بصفتهم طريقاً الى الله تعالى؟
س141:- في الحديث المعروف عن أمير المؤمنين (ع) "
القضاة أربعة......". وفيه أن الذي في الجنة هو الذي حكم بالحق وهو يعلم بأنه
حق، أي باليقين. ألا يثير هذا الحديث التساؤلات حول ما يعتمد عليه من ظنون في
الفقه؟
س142: هل هناك علوم لا يعلم بها سوى الله، أي حتى
الأنبياء والأوصياء لا يعلمون بها؟
س143: هل سند واقعة كسر الضلع المروية في دلائل
الإمامة لابن جرير الطبري معتبر أم لا؟
س144: ما هو اللوح المحفوظ؟ وإذا كانت أعمالنا
مكتوبة وما سنفعل وما سيكون، أليس هذا دال على أننا مجبرون، لأنه مكتوب علينا؟
س145: هناك من يقول بأنه لا يبقى في نار جهنم خالداً
فيها بعد العذاب إلا ثلاثة عشر شخصاً, فما مدى صحة هذا الكلام؟
س146: يقول البعض: "إن
سند زيارة عاشوراء ضعيف وحيث إنّ خبر الضعيف غير حجة فالنتيجة أن زيارة عاشوراء
هذه غير حجة، فلا يمكن الاحتجاج بها لا في الفقه ولا في العقائد" ؟
س147: في منطقتنا تقام أعمال تشبيه السبايا في عشرة محرم الحرام، وتسير قافلة
التشبيه في الأزقة بين البيوت للتأثير على الناس، وذلك من خلال تصوير ما جرى
على أهل البيت وبنات الرسالة، ويخرج الناس لمشاهدة هذه القافلة. فما هو رأيكم
في التشبيهات والتمثيليات المتعلقة بقضية الإمام الحسين (سلام الله عليه)؟
س148: كيف تفسرون
مفهوم العدل اﻹلهي على ضوء الابتلاءات وصور المعاناة التي يقاسي منها أصحاب
الإعاقات الجسدية، من عمى وعرج وغيرها من العاهات التي ترافقهم منذ الولادة؟
س149: كيف للإنسان أن يكفر عن ذنوبه الكبار؟ فأنا لدي ذنوب هي من أكبر الكبائر،
ولكن الحقيقة أني لم أكن أعلم بها لصغر عمري، وحيث إن المرأة تعتبر بالغة من سن
التاسعة، وأنا كنت أعمل تلك الذنوب من التاسعة لحد سن الثانية عشرة حتى استوعبت
أنها محرمة جداً، ولقد تبت منها، واستغفرت الله كثيراً، والحمد لله عندي إيمان
لابأس به، ومشكلتي الآن أني أجد في حياتي صعوبة شديدة، فبلاءاتي مؤلمة، وأنا
أعرف أن في البلاء تكفيراً عن الذنب، ولكني أعلم أيضاً أن الله أرحم الراحمين
وخير الغافرين، وسؤالي ما هي الأعمال التي يتوجب علي القيام بها لكي أعيش
براحة، وما هي أكثر سور القرآن والأدعية التي تغفر بسببها الذنوب العظام؟
س150: كيف ينال الإنسان التوفيق من الله تعالى؟
س151: عن الإمام أمير المؤمنين (عليه السلام): "لقد علمتم أني أحق الناس بها من
غيري، ووالله لأسلمن ما سلمت أمور المسلمين، ولم يكن فيها جور إلاّ عليّ خاصة،
التماساً لأجر ذلك وفضله وزهداً فيما تنافستموه من زخرفه وزبرجه". السؤال: كيف
يمكن أن تسلم أمور المسلمين دون الإمام أمير المؤمنين (عليه السلام)؟! وهل يصح
قول من يقول بأن الإمام في حالة عدم توليه ما خصه الله به هو أيضاً موجود أم
القول بأن وجود الإمام والأمور كلها بيده هو (الأسلم)، وإن وجود الإمام والأمور
ليست كلها بيده (أقل سلماً)؟
س152: حديث عن
الاستقامة لم أفهمه: "لو صليتم حتى تكونوا كالحنايا وصمتم حتى تكونوا كالأوتار
ثم كان الاثنان أحب إليكم من الواحد لم تبلغوا الاستقامة". كنز العمال. ما معنى
الاثنان هنا؟
س153: في الرواية أنه عند ظهور صاحب الزمان (عجل الله تعالى فرجه الشريف), يضع يده
الشريفة على رؤوس العباد فتكمل عقولهم, والسؤال: هل معنى ذلك أنه يصبح لديهم من
المعارف والفهم والقدرة الباطنية والتسديد الإلهي, بحيث يصيرون متساوين جميعاً
في الإيمان, حتى الذي كان بقالاً يصبح كالذي كان مرجعاً، وإن كان غير ذلك، فما
هو توجيه هذا الحديث؟
س154: في رواية عن
اسحاق بن عمار عن أبي عبد الله(عليه السلام) قال: إن المؤمنين إذا قعدا يتحدثان
قالت الحفظة بعضهما لبعض: اعتزلوا بنا فلعل لهما سر وقد ستر الله عليهما، فقلت:
أليس الله(عز وجل) يقول: (ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد)، فقال(عليه
السلام): يا إسحاق إن كانت الحفظة لا تسمع فإن عالم السر يسمع ويرى. والسؤال
هنا: ما هو مقصود الإمام(عليه السلام) من عالم السر، وما هو هذا العالم؟
س155: ما رأي سماحتكم في أنَّ الأنبياء أولي العزم(عليهم السلام) بعثوا برسائل
عالمية إلى شرق الأرض وغربها وجنها وإنسها. حيث إنه هناك من يرى أن عالمية
الأنبياء أولي العزم الأربعة نوح وإبراهيم وموسى وعيسى(عليهم السلام) عالمية
محدودة (جغرافياً وزمنياً)، وعالمية خامسهم خاتم النبيين عالمية مطلقة
(جغرافياً وزمنياً)، فقد ورد في [إنجيل متى 10: 5 ـ 6] أن عيسى(عليه السلام)
كان يقول لحواريِّيه الإثني عشر: "إلى طريق الأمم لا تمضوا، وإلى مدينة
للسامريين لا تدخلوا، بل اذهبوا بالأحرى إلى خراف بيت إسرائيل الضالة". وقال
الله(عزوجل) في الرسول الأعظم(صلى الله عليه وآله): "وَما أَرْسَلْناكَ إِلاَّ
رَحْمَةً لِلْعالَمِينَ"؟. س156: جاء في حديث الرسول الأعظم(صلى الله عليه وآله) حول أمير المؤمنين الإمام علي بن أبي طالب(عليه السلام) في غدير خم: "وأدر الحق معه حيث دار". وفي حديث آخر: "الحق مع علي يدور معه حيث دار". السؤال: لماذا لم يقل(صلى الله عليه وآله): "وأدره مع الحق حيث دار" وعلى فرض ورود الحديث بالصيغة الثانية: "وأدره مع الحق حيث دار". ما الفرق في الدلالة بين القولين؟ ج: أراد الرسول الكريم وبأمر من الله تعالى أن يقول للتاريخ وللأجيال ولكل العالم: أن علياً(عليه السم) هو الذي يجسّد الحق ويمثّله في الخارج، وليس هناك بين الحق وعلي(عليه السلام) فاصل، ولا يمكن أن يحصل افتراق، وهذا من امتيازات الإمام أمير المؤمنين(عليه السلام) وامتيازات الأئمة المعصومين من بنيه بعد الرسول الكريم وهو خاص بهم ولا يشاركهم فيه أحد أبداً، ولإيصال هذا المعنى للجميع قال الرسول الكريم: «الحق مع علي يدور معه حيث دار»، وقال: «أدر الحق معه حيث دار» ولم يقل «أدره مع الحق حيث دار». لأن التعبير الأول أقوى في الدلالة على المعنى المذكور، فهو لا يدع مجالاً للشك بأن الافتراق لا يمكن أن يحصل في حال من الأحوال.
س157: ما هي العوالم التي يمر بها الإنسان قبل أن يأتي إلى عالم الدنيا، وما هي
العوالم التي سوف يمر بها بعد عالم الدنيا؟
س158: ينسب أكاديميون ومثقفون لسماحتكم القول بأن "حرية الرأي في نظام الله وقانون
الإسلام أكثر تقديساً حتى من الشهادتين، فماذا ترون؟
س159: هل مسألة (القيام في عصر الغيبة) هي مسألة فقهية ينبغي معها التقليد للمرجع, ام هي مرتبطة بالامور العقائدية التي ينبغي ان يصل اليها المكلف بنفسه ؟
س160: كيف نستطيع الإحساس بإمام زماننا (عجل الله فرجه الشريف)، والشعور بمعاناته،
والإحساس بأنه قريب منا، بل وبيننا؟
س:161 إذا كان الإمام الحجة (عجل الله فرجه الشريف) سيمسح على رؤوس العباد فتكتمل
عقولهم _كما ورد في بعض الروايات_، فهل سيبقى عصاة وجناة في زمانه (عليه
السلام)؟ وإلا فما فائدة المسح على الرؤوس؟!
س162:
كيف ننتظر الإمام الحجة (عجل الله تعالى فرجه)، وهل نستطيع توطيد علاقتنا به؟
س163:
كيف أعرف أن الله (عزوجل) راضٍ عني؟
س164: لماذا لا يوجد نبي بعد النبي محمد (صلى اله عليه وآله)؟
س165: كيف يمكننا أن نكون من أنصار الإمام الحجة؟ أليس التمهيد للإمام الغائب هو
الأهم في وقتنا الحالي؟ أليس من واجبنا أن نعمل على إصلاح المجتمع؟ أليس من
واجبنا أن نعمل على اجتماع القلوب كما قال تعالى ( ولتكن منكم أمة يدعون إلى
الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر) آل عمران/104؟ و ما هو تكليفنا الأهم
في زمن الغيبة؟
س166: غالب الناس الذين يهاجرون إلى أمريكا أو أوروبا تحصل عندهم حالة ضعف في
التدين بشكل عام، سواء على مستوى العقيدة أو على مستوى الفروع، فهل هذا يعتبر
من مصاديق التعرب بعد الهجرة؟
س167: نفتقر في هذا الزمان إلى العرفان العملي، وخصوصاً في الوسط الحوزوي، وهو
واضح لدى الجميع .. أرجو التعليق مع توضيح المراد من العرفان العملي؟
س168: هناك أقوال تتداول بين الناس.. فما رأي سماحة السيد المرجع (دامت بركاته)
فيها، هل يصح قولها؟
س169: هل الرايات السوداء التي تظهر قبل ظهور الإمام المهدي (عجل الله تعالى فرجه
الشريف) هي داعش؟
س170: إذا مات شخص شيعي فاسق متجاهر بفسقه، فهل يجوز قراءة (اللهم إنا لا نعلم منه
إلا خيراً، وأنت أعلم به منا) في صلاة الميت عليه أم يلزم قراءة شيء آخر؟
س171: إذا كانت روح الإنسان كما قال تعالى (من روحه) تشريفاً وتكريماً (لا بالمعنى
الحقيقي)، فكيف يمكن تصوّر أن تتحول مثل هكذا روح إلى شريرة؟
س172: أين يجد الإنسان نفسه؟
س173: هناك طريقة يتبعها بعض لطلب الحاجة من الأئمة المعصومين (عليهم السلام)، وهي
أن يكتب حاجته في ورقة، ويعطي هذه الورقة لأي شخص ذاهب إلى زيارة الإمام الحسين
(عليه السلام) أو أي إمام ليرميها بداخل الضريح، بعض لا يعتقد بذلك فما هو
رأيكم؟
س174: لمولاتنا زينب (عليه السلام) "العصمة الصغرى"، ماذا يعني ذلك؟ وما الفرق
بينها وبين "العصمة الكبرى"؟
س175: هل يحشر الناس يوم القيامة عراة، ولماذا؟ وماذا عليّ أن أفعل حتى لا أحشر
كذلك؟
س176: في إحدى الصحف، قرأت مقالاً يتناول أهمية الكتمان في أمور الدين والدنيا،
ويذكر الكاتب أنه روي أن (الإذاعة كفر)، وأن (المذيع والقاتل شريكان)، دون أن
ينسب الروايات إلى أي إمام معصوم!!:
س177: تذكر مصادر تاريخية أن محاولة حرق نبي الله إبراهيم (عليه السلام) قد جرت في
العراق، وكذلك ذبح نبي الله يحيى (عليه السلام).. وهنا سؤال: لماذا كل هذه
الوقائع الدامية قد جرت في العراق، ومنها وأعظمها واقعة عاشوراء الدامية؟ وهل
لكل هذا علاقة بالظهور المقدّس للإمام المخلص الحجة المهدي المنتظر عجل الله
تعالى فرجه الشريف؟
س178: هل النظر في ملکوت السماوات والأرض وما خلق الله من شيء، ينتهي إلى حد
ومقدار؟ |