العادات الضارة

س1: مجتمعنا تكثر فيه الإشاعات بعضها قد يكون صحيحاً والبعض الآخر غير صحيح وهذه الإشاعات على مستوى الأفراد والعلماء وأحيانا تمس بعض المراجع، كيف نحدد مسؤوليتنا تجاه هذه الإشاعات؟

ج: قال الله تعالى في كتابه الحكيم: (ولا تقف ما ليس لك به علم إن السمع والبصر والفؤاد كل أولئك كان عنه مسؤولا) واذا علمت بشيء فلا يجوز التحدث به إذا كان إهانة أو ما أشبه، وقد نقل عن الإمام امير المؤمنين عليه السلام: (لا كل ما يعلم يقال)، نعم اذا كان من باب ردع أهل البدع فجائز.

س2: ما هو حكم السب على سبيل المزاح ؟

ج: اذا اشتمل على قذف او غيره من المحرمات فلا يجوز و إلا فمكروه.

س3: إذا أعمل وشم على يدي عبارة عن اسم مقدس, وادخل إلى الحمامات فما حكم ذلك؟

ج: في نفسه جائز، ولكن إضافة إلى كراهته في نفسه فهو لا يخلو من إيجاد مشاكل شرعية عند وضوئك أو غسلك فكيف تمسها وأنت محدث.

س4: هل الوشم يبطل الوضوء؟

ج: الوشم لا يبطل الوضوء، نعم ما له جسم يمنع وصول الماء إلى البشرة يمنع عن صحة الوضوء.

س5: ما حكم الوشم في الإسلام؟

ج: مكروه.

س6: عندي مسألة مشتبه فيها ألا وهي حكم الوشم بالكي الكهربائي بدون إخراج الدم، ما حكمه؟

ج: الوشم في نفسه مكروه.

س7: كثرت في هذه الأيام الاحتفالات بأعياد الميلاد للأبناء، وفي هذه الاحتفالات يدعى الأقارب فيحضرون، ومعهم بعض الهدايا للمحتفى به، مما يلقي بأعباء على الأسر المدعوة، وعلى الأسرة المحتفلة بابنها، لما تقوم به من إعداد لذلك الحفل، فما حكم مثل هذه الاحتفالات؟
ج: الاحتفال في نفسه جائز، ولكن ينبغي الابتعاد عما يوجب العسر والضرر والحرج.

س8: لدي مشكلة، وهي أنني عندما أريد الإقدام على عمل معين أتحدث عنه قبل إتمامه، وهذا ما يسبب لي المشاكل، فهل هناك دعاء خاص أو آية قرآنية أو حرز يعمل من أجل تيسير الأمور؟
ج: ورد في الرواية (إظهار الشيء قبل استحكامه مفسدة له). وورد أيضاً: (استعينوا على قضاء حوائجكم بالكتمان). فعليك أن لا تظهر أمرك لكل أحد، بل للصديق المخلص الناصح الذي يساعدك على قضاء حاجتك فقط. وأما الآيات والأدعية والأحراز فهي كثيرة في هذا المجال. وللاطلاع على بعض ذلك يراجع كتاب الباقيات الصالحات، وهو ملحق بكتاب مفاتيح الجنان (أو بهامشه) وغيره من الكتب.

س9: يهتم مجموعة من الأشخاص في بلدنا بقراءة الكفوف معتمدين على ما فيها من الخطوط، فيقومون بتحديد ما إذا كان العمر طويلاً أم قصيراً، أو الأمور التي تجري على الأشخاص في المستقبل, فهل ورد مثل ذلك في أحاديث الأئمة (ع)؟

ج: لا حجية لأمثال هذه الأمور شرعاً.

س10: هل تجوز المبارزة بالعصا في الأعراس ؟ وما هو الحكم فيما إذا كان يرافقها استعمال الآلات الموسيقية؟

ج: لا بأس بالمبارزة المذكورة _في نفسها_ إذا لم يكن فيها ضرر, ولم يرافقها حرام آخر. واستعمال آلات اللهو لا يجوز.

س11: كيف يمكن للإنسان أن يتأكد بأنه واقع تحت تأثير السحر؟

ج: لا طريق عادةً للتأكد من ذلك، وقد ورد النهي عن التشاؤم، كما ورد الأمر بالتفاؤل.

س12: في حال تأكد وقوع السحر، ما هو العلاج الناجح؟

ج: لا تأكد عادةً، ولطرد الاحتمال ينبغي المداومة على السور الأربع: (الجحد والتوحيد والفلق والناس)، وكذا المواظبة على قراءة الآية 54 حتى 56 من سورة -  الأعراف - والتي تبتدئ بقوله سبحانه: " إِنّ رَبّكُمُ اللّهُ " - وتنتهي بقوله تعالى – " إِنّ رَحْمَةَ اللّهِ قَرِيبٌ مّنَ الْمُحْسِنِينَ " - في كل يوم، فهو مما ينفع ويفيد في هذا المجال إن شاء الله تعالى.

س13: سادتي العلماء أريد شيئاً يبعدني عن المحرمات، أرجوكم لا تقولو لي: الإرادة هي أهم شي، لأنني لا أملك الإرادة. وأنا إنسان أنظر إلى الأفلام الإباحية والصور عبر (النت)، وكل مرة أندم على فعلتي وأقول لن أفعلها مرة أخرى، أرجوكم أريد حلاً عملياً يخلصني مما أنا فيه؟
ج: يجب على الإنسان المؤمن أن لا يقرب الحرام، وأن يتركه لو ابتلي به، وللتوفيق لترك الحرام والابتعاد عنه ينبغي الالتزام بأمور ثلاثة: ١- الإيحاء النفسي بأن الذنب يضر بالإنسان وتركه يسعد الإنسان وأنه قادر بعون الله (تعالى) على تركه والابتعاد عنه. ٢- الطلب من الله (تعالى)، والتوسل بالرسول الكريم وأهل بيته المعصومين من أجل التوفيق لتركه والابتعاد عنه. ٣- تطبيق الترك عملاً حين يعرض له الأمر الحرام وتوسوس له نفسه، فيقوم بالسيطرة عليها وصرفها عن ارتكاب ذلك الحرام، وبهذه الوصفة الثلاثيّة يوفقه الله تعالى لترك الحرام والابتعاد عنه ان شاء الله تعالى.

س14: هل يجوز الكذب لإظهار الموقف الحق في الخصومات؟
ج: الحق والموقف الحق له أدلة كثيرة ناصعة وقوية تثبت الحق وتؤيد الموقف الحق، ومعه لا حاجة إلى الكذب الذي هو من أشد المحرّمات. نعم لو كان ـ مثلاً ـ مديوناً لأحد وسدّد له المال، ومع ذلك طالبه الدائن بالمال، فإنَّ له شرعاً إنكار أنه استدان منه.

س15: إذا قمت بشراء كتاب معين بسعر معين، وعندما سألني أحد الأشخاص عن السعر، أخبرته بخلاف السعر الحقيقي، فهل أنا مذنب، وهل يجب أو يستحب طلب إبراء الذمة؟
ج: تستغفر الله ولا تعود لمثله.

س16: هل يجوز لنا أن نكذب على شخص في شيء ما ونقسم (والله)، لأنه إذا قلنا الصراحة ممكن أن تحدث مشكلة، فهل يحاسبنا الله على ذلك ونكون مذنبين؟
ج: الكذب حرام ولا يجوز، ولكن يجوز له التخلص من مثل هذه المواقف المحرجة بالتورية. وهي أن يتكلم الإنسان بكلام يقصد منه شيئاً، ويفهم المتلقي منه شيئاً آخر.

س17: عندي سؤال: هل يجوز لي إيذاء الجسد عندما أعمل معصية، حتى تبقى علامة لي لأتذكر وأرتدع؟
ج: يجوز للإنسان زجر نفسه حتى يبتعد عن المعصية بواسطة الصوم، وليس له إدخال النقص على الجسد.

س18: هل يجوز الكذب لدفع ضرر بليغ؟
ج: يجوز الكذب دفاعاً عن الحق أو لتخليص المؤمن أو ماله أو عرضه من الظالم أو لدفع الظالم عن المظلوم.
س19: كيف يعني الكذب دفاعاً عن الحق؟! يعني أن يختلق رواية مثلاً؟
ج: ليس معنى الدفاع عن الحق إختلاق رواية، بل معناه: ما جاء بعده: من تخليص المؤمن أو ماله أو عرضه، بإضافة إصلاح ذات البين، فإن الإصلاح حق، ومن أجل إحقاق هذا الحق يكون الكذب فيه صدق عند الله تعالى كما في الحديث الشريف.

س20: هل الوشم (بمختلف أشكاله) حلال أم حرام ؟
ج: الوشم مكروه مطلقاً، إلا إذا كان بلفظ الجلالة أو آية كريمة من القرآن الحكيم فلا يجوز، وذلك لفقد الطهارة أحياناً كحدوث الجنابة ونحوها، نعم حيث إن الوشم هو مجرّد لون في البشرة فلا يكون مانعاً من الوضوء والغسل ونحوهما.

س21: هل يجوز لنا أن نكذب على شخص فيما يخص شيئاً ما، ونقسم (والله)، لأنا إذا قلنا الحقيقة فيمكن أن تحدث مشكلة، فهل يحاسبنا الله على ذلك أم لا؟ وهل يعتبر ذلك ذنباً؟
ج: الكذب حرام، وهو مفتاح لكثير من المعاصي كما ورد في الحديث الشريف، ولذلك يبتعد المؤمنون عنه ولا يقربونه، وخاصة إذا كان مقروناً بالقسم والحلف، نعم هناك موارد خاصة يكون الكذب فيها صدقاً كما في مورد الإصلاح كالزوجين مثلاً، وفي مورد التخليص من الظالم الذي يريد قتل الإنسان أو مصادرة أمواله ونحو ذلك، وفي موارد الضرورة، وفي غير الموارد الخاصة يجوز للإنسان التورية تخلّصاً من الكذب.

س22: (تفاءلوا بالخير تجدوه)، من هذا المنطلق، هل هناك توعية لأصحاب التفكير السلبي (المتشائمين) للتقليل من هذه الظاهرة؟
ج: يقول النبي الأعظم (صلى الله عليه وآله وسلم): "الأمل رحمة لأمتي، ولو لا الأمل ما رضعت والدة ولدها، ولا غرس غارس شجراً". ويقول وصيه أمير المؤمنين (عليه السلام): "قَتَلَ القنوطُ صاحبَه"، "لكل هم فرج". وزاد حفيده الإمام الرضا (عليه السلام) بالقول: (تفاءلوا بالخير تجدوه)، وهذا كله، يدعو الإنسان الى أن يستبشر خيراً، وأن يكون متفائلاً في حياته، والتفاؤل هو الميل إلى تبني وجهة نظر مفعمة بالأمل، والتفكير في أن كل شيئ سيؤول إلي الأفضل، ويعني العمل بجد واجتهاد وحكمة وتدبر، يقول أمير المؤمنين (عليه السلام): "لا تكن ممّن يرجو الآخرة بغير عمل، ويرجو التوبة بطولة الأمل. يقول في الدنيا بقول الزاهدين، ويعمل فيها عمل الراغبين". "الجاهل يعتمد على أمله ويُقصّر في عمله".
وينبغي للمؤمن أن يكون على يقين بأن الخير والشر والنفع والضر كله بيده (عز وجل)، وأنه (لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا)، فإن داخَلَ الإنسان شيء من التشاؤم والقلق تجاه بعض الأمور أو الاختيارات، فليتصدق ويسأل الله دفع البلاء والسوء، فإنه لا يضره من ذلك شيء بإذن الله. وفي أي حال، على المؤمن أن يحسن التوكل على الله الذي كتب على نفسه الرحمة، وهو تعالى القادر على كل شيء، وبعباده اللطيف الخبير، يقول الإمام أمير المؤمنين (عليه السلام): "من وثق بالله أراه السرور، ومن توكل على الله كفاه الأمور".

س23: هل يجوز جلوس الناس في الطرقات وخاصة أنه يسبب حرجاً للمارة؟
ج: لا يجوز مزاحمة الناس وإيجاد الأذى لهم في الطرقات، مع أن هذا فعل حرام لو سبب إحراجاً للمارة، وفي رواية أنّ إماطة الأذى عن طريق الناس صدقة، وقيل أنه من موجبات سعة الرزق، هدانا الله تعالى لما فيه الخير والصلاح.

س24: هل الوشم يسبب إشكالاً بالنسبة للوضوء والغسل؟
ج: الوشم مكروه، وقد ذكرت التقارير العلمية أنه يضر بقلب الإنسان، نعم هو ليس مانعاً من وصول الماء إلى البشرة في الوضوء والغسل.

س25: إذا أخبروا شخصاً بكلام سيء عن بنت، وهو متقدم لبنت للزواج بها، وحلّفوه أن لا يتكلم لتلك البنت، وهو حلف بالله أن لا يتكلم، وبعد فترة استوجبت الظروف أن يخبر البنت.. ما هو حكمه، هل يعتبر حانثاً بالقسم؟ وهل الّذي يقسـم بالقرآن على أن لا يعمل شيئاً وبعد فترة يعمله يعتبر حانثاً أم القسم بالله فقط يستوجب الكفارة؟
ج: القسم الشرعي الذي يترتب على مخالفته الحكم بالكفارة هو القسم بالله تعالى، وكفارته: إطعام عشرة فقراء أو إكساؤهم، وإذا عجز عن ذلك فصيام ثلاثة أيام متواليات، وأمّا القسم بالقرآن الكريم وعدم العمل به فهو عظيم عند الله تعالى وكفارته التوبة والاستغفار والعزم على عدم التكرار.