الادعية والزيارات

س1: ما الحكمة من قراءة دعاء الندبة في يوم العيد، ومعانيه تشعر الإنسان بالأسى والحزن على الإمام المهدي (عجل الله فرجه الشريف) ألا يتعارض ذلك مع الفرحة والابتهاج بعيد الفطر السعيد كنعمة ربانية كبرى بعد انقضاء شهر الصيام؟

ج: بما أن يوم العيد يوم فرح وسرور فينبغي أن لا يغفل المؤمن عن ذكر الإمام الحجة (عجل الله فرجه الشريف) الذي يكمن السرور الواقعي في لقائه وظهوره.

س2: نقرأ في بعض كتب الأدعية أن من يريد زيارة الإمام الحسين (عليه السلام) من بعيد فانه يصعد إلى السطح ويتجه صوب كربلاء ويقرأ الزيارة، فهل أن الزيارة من داخل الغرفة لا تجزي ويلزم الصعود إلى سطح الدار؟ وهل تكفي الزيارة من دون صلاة الهدية اللاحقة لها؟

ج: تصح الزيارة وصعود السطح والصلاة زيادة في الاستحباب.

س3: عند القيام بالزيارة الجامعة، هل ينبغي التوجه ناحية مرقد كل معصوم عند السلام عليه، أم تكفي قراءة تمام الزيارة باتجاه القبلة؟

ج: الأفضل التوجه إلى القبر الشريف، ويصح بأي كيفية أخرى.

س4: هل يكفي ذكر اللعن والسلام مرة واحدة بدل التكرار الطويل لهما لمن أراد أن يزور الإمام الحسين (عليه السلام) بزيارة عاشوراء، أم يلزم تكرارهما مائة مرة؟

ج: يجوز الاكتفاء بواحدة، وإذا أراد إدراك الثواب كاملاً فيكرر.

س5: إذا كان دعاء تعقيب صلاة المغرب طويلاً نسبياً إضافة إلى نوافل المغرب، فهل تفوت به فضيلة العشاء؟

ج: لا تفوت فضيلة العشاء، إذ يمتد وقت فضيلتها إلى ثلث الليل على الأظهر.

س6: هل يجزيء في الزيارة والدعاء، الاستماع أم يجب التلفظ؟

ج: للاستماع فضل، والأفضل التلفظ.

س7: هل الدعاء في صلاة الليل يقتصر على الرجال المؤمنين فقط، أم يشمل النساء أيضاً؟

ج: السيد المرجع (دام ظله): يصح عدّ المؤمنات ضمن الأربعين على الأظهر.

الإمام الراحل (قدس سره): لا بأس أن يدعو للنساء بعد الدعاء للأربعين مؤمناً أو قبل ذلك.

س8: ما هي شروط استجابة الدعاء إذا كان المسلم في شدة ويريد لضائقته أن تنفرج؟

ج: هناك شروط مذكورة لاستجابة الدعاء، كصفاء النية والاستغفار والصلاة على محمد وآله (صلوات الله عليهم) وأن لا يكون عاذراً لظالم، علماً بأنه قد تتأخر الإجابة لمصلحة ما، وعلى الإنسان أن لا ييأس من رحمة الله عزّ وجل، وقد ذكر السيد ابن طاووس والعلامة المجلسي (رضوان الله عليهما) هذه الشروط مفصلاً في الإقبال والبحار..

س9: قرأت في بعض الأدعية المقطع التالي: (اللهم إني أعوذ بك منك..) فهل يجوز الاستعاذة بالله سبحانه منه؟

ج: بمعنى الاستعاذة بالله من غضب الله وسخطه وعذابه.

س10: ما حكم الإفراد والجمع في الدعاء مثلاً ما هو وارد في دعاء كميل: (اللهم ومن أرادني بسوء فأرده) هل يجوز قول (ومن أرادنا..) وهو كلام المعصوم (عليه السلام)؟

ج: يجوز إذا لم يكن بنية الورود، والأفضل الالتزام بنص الدعاء.

س11: يقول البعض إن ما يحدث في العراق الآن إنما هو بسبب دعاء الإمام الحسين (عليه السلام) على أهله عندما قال: (ولا ترض الولاة عنهم أبداً) فهل قول الإمام هذا يخص من كان في زمانه فقط ولم ينصره، أم أنه دعاء عليهم وعلى ذريتهم إلى يوم القيامة؟

ج: ما يحدث هو نتيجة الابتعاد عن مبادىء الإسلام والثقافة الإسلامية، ونتيجة تسلط الظالمين على البلاد، والدعاء ظاهر في الذين كانوا في ذلك العهد وشاركوا في قتل العترة الطاهرة أو خذلوهم، فهو من قبيل (القضايا الخارجية) لا (القضايا الحقيقية) على مصطلح الأصوليين، ولا يدعو الإمام الحسين (عليه السلام) على الأبرياء من الناس وهو الإمام الرؤوف الذي تعطّف حتى على قاتليه.

س12: يقول البعض بأن في زيارة أضرحة الأئمة (عليهم السلام) هناك من يتوجه بالدعاء وطلب الحوائج إلى الإمام مباشرة، فهل يجوز مشاركة الله سبحانه في ذلك وهو القائل: (ادعوني أستجب لكم)؟

ج: الشرك في المقام عبارة عن: الاعتقاد بوجود قدرة ذاتية لشخص ما بدون عطاء من الله سبحانه، وأما الاعتقاد بامتلاك شخص لقدرة مستمدة من قدرة الله سبحانه فليس شركاً، بل هو مؤكد للتوحيد قال الله تعالى: (وابتغوا إليه الوسيلة) وفي الحديث الشريف عن أهل البيت (عليهم السلام): (نحن الوسيلة) وفي الآية الكريمة حكاية عن نبي الله عيسى (على نبينا وآله وعليه الصلاة والسلام): (أني أخلق لكم من الطين كهيئة الطير فأنفخ فيه فيكون طيراً بإذن الله) وتفصيل الكلام في (علم الكلام).

س13: في زيارة عاشوراء بعض المقاطع مذكور قراءتها مائة مرة، فهل يجوز قراءة هذه المقاطع مرة واحدة في الأيام العادية دون العاشر من المحرم؟

ج: نعم، ولكن للتكرار ثوابه الخاص.

س14: هل يتعارض الدعاء مع الرضا بالقضاء والقدر؟

ج: لا يتعارضان وقد ذكر تفصيل ذلك في الكتب العقائدية.

س15: يستفاد من بعض الروايات الواردة في زيارة الإمام الحسين(عليه السلام) استحباب كون الزائر أشعث، مغبراً، حافي القدمين، وفي المقابل هناك روايات يستفاد منها استحباب أن يكون الزائر على غسل، وأن يلبس نظيف الثياب، فأيهما المستحب؟

ج: الظاهر مع إمكان الإغتسال، إن الصورة الثانية مقدمة ما لم يوجب تأخير الزيارة، وإلاّ فالصورة الأخرى مقدمة.

س16: أفضلية الدعاء هل تختص بالمأثور من التعقيبات، أم إنها تنطبق على جميع الأدعية؟

ج: لا يختص الدعاء بالمأثور، وإن كان هو الأفضل.

س17: تغيير صيغة الدعاء المأثور من صيغة المفرد إلى صيغة الجمع، هل تشجعون على ذلك لما فيه من إشراك الجماعة في الدعاء، أم إنه لا يجوز لما في ذلك من تغيير لكلام المعصوم(عليه السلام)؟

ج: ينبغي عدم التصرف في الدعاء المأثور عن المعصومين(عليهم السلام) ولا بأس بالتصرف لا بعنوان الورود.

س18: هل مطلق الذكر جائز في بيت الخلاء، أم إن هناك أذكاراً مخصوصة؟

ج: مطلق الذكر جائز، وخصوصاً الواردة منها في آداب التخلي.

س19: لو كان المريض يرفض معالجة مرضه، علماً أن ذلك يؤثر عليه تأثيراً بالغاً، فما هو حكمه؟

ج: ينبغي الاستطباب والعلاج ، وإذا كان يتضرر ضرراً بالغاً بترك المعالجة يكون العلاج واجباً حينئذ.

س20: هل يعدّ علاج العقم (عدم القدرة على الإنجاب) الذي قد يستلزم النظر-مثلاً- من المسوغات التي تجيز للرجل أن يباشر علاج المرأة الأجنبية التي تعاني من هذه الحالة؟

ج: علاج العقم( لمن عليها حرج من ذلك) من المسوغات فيما إذا لم يكن هناك طبيبة تعالج عقمها عندها.

س21: هل يجوز تناول الدواء الذي تحتوي مكوناته على مشتقات الخنزير؟

ج: لا يجوز ذلك إلاّ عند الاضطرار.

س22: لو تعرض المريض خلال العملية الجراحية لانتكاسة صحية بسبب عملية التخدير، فهل على الطبيب شيء؟

ج: الطبيب ضامن إلاّ إذا أخذ البراءة ولم يفرط في العلاج.

س23: هناك نوع من الأدوية يستخرج من الحوت يسمى بـ(زيت الحوت) يوصي بعض الأطباء مرضاهم باستخدامه كعلاج، فهل يجوز ذلك؟

ج: إذا كان للإدهان به فيجوز، وأما أكله فلا يجوز إلاّ في حالة الضرورة.

س24: ما الحكم في استعمال حبوب منع الحمل للتحكم في وقت الدورة الشهرية، خاصة ما يسمى بحبوب الاختبار التي تعجل بالدورة قبل وقتها الطبيعي؟

ج: جائز إذا لم يترتب عليه ضرر كبير.

س25: ما معنى الاستغفار ومتى يلجأ الإنسان إليه وهل وقته محدد بعد كل صلاة فقط؟

ج: الاستغفار: من الغَفْر، أي التغطية والستر، وغفر الله ذنوبه أي سترها، والاستغفار: هو طلب من الله تعالى أن يستر ذنوب العبد ويعفو عنها، والاستغفار في كل وقت موجب لزيادة الدرجات، وبعد الذنب موجب لغفرانه.

س26: ما حكم تعليق الحرز في رقبة الإنسان؟

ج: في نفسه جائز، ويقتصر على المأثور من ذلك أو ما علم ان مفاده لا يحتوي على محرّم.

س27: لدي كتاب يحتوي على بعض الرقى والطلاسم وبعض أحراز أهل البيت b فما حكم استعمالها والاستفادة منها؟

ج: الأدعية والأذكار أو العوذات والأحراز المروية عن أهل البيت b لا إشكال فيها، وكذا ما علم ان مفاده لا يحتوي على محرم.

س28: ما هي أسباب سرعة استجابة الدعاء؟

ج: منها: الطعام الحلال، وكون الإنسان على الطهارة، والإلحاح في الدعاء والبكاء، وقد ذكر ذلك بتفصيل السيد الجليل ابن طاووس(رحمه الله) في مهج الدعوات ص447 إلى ص450 ونقله عنه العلامة المجلسي(ره) في البحار ج90 ص352 إلى ص354.

س29: أريد دعاءاً أو حرزاً أتختم به حتى أبلغ مرادي وهو أن انجح في كل عام بتفوق في الدراسة؟

ج: في الروايات الشريفة أن قراءة آية الكرسي:(الله لا إله إلا هو الحي القيوم... هم فيها خالدون) مجربة لقضاء الحوائج ومنها حاجة التفوق في الدراسة.

وقد ورد عن الرسول(صلى الله عليه وآله):(الداعي بلا عمل كالرامي بلا وتر) فالدعاء والمثابرة والجد في الدراسة كل ذلك يسبب أن ينجح ويتفوق الإنسان.

س30: هل هناك دعاء يمكن أن يضمن للإنسان حسن العاقبة في الدنيا؟

ج: الذي يضمن للإنسان حسن العاقبة بإذن الله تعالى هو الإيمان والعمل الصالح، وتجنب الذنوب والآثام، والدعاء بمثل دعاء العديلة الموجود في (مفاتيح الجنان) وكتاب (الدعاء والزيارة).

س31: أود معرفة ان كان هناك دعاء يؤلّف بين القلوب، وهل من الممكن ان أدعو الله بأن يزوجني شخصاً بعينه؟

ج: لعلّ قراءة هذه الآية وتكرارها تسبب التأليف بين القلوب:(واعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرقوا واذكرو..)، وأما الدعاء إلى الله أن يزوجك فلاناً فلا مانع منه خاصة إذا توفرت فيه شروط الاستجابة، فيكون مستجاباً إن شاء الله تعالى.

س32: ما مدى صحة دعاء الفرج الذي ينسب إلى مولانا بقية الله الأعظم (عجل الله فرجه الشريف)؟

ج: هو مما ورد في كتب الدعاء، علماً بانه يتسامح في أدلة السنن.

س33: لدي والدة مريضة بسرطان الثدي وقيل لي ان أفضل علاج لها القراءة عليها، فما هي السور والأدعية التي تنصحون بقراءتها؟ 

ج: مما نقل من ذلك ما يلي:

(بسم الله الملك الحق المبين شهد الله أنه لا إله إلا هو والملائكة وأولوا العلم قائماً بالقسط لا إله إلا هو العزيز الحكيم إن الدين عند الله الإسلام الله نور وحكمة وحول وقوة وقدرة وسلطان وبرهان لا إله إلا الله آدم صفي الله لا إله إلا الله إبراهيم خليل الله لا إله إلا الله موسى كليم الله لا إله إلا الله محمد العربي رسول الله وحبيبه وخيرته من خلقه أسكن يا جميع الأوجاع والأسقام والأمراض وجميع العلل وجميع الحميات سكنتك بالذي سكن له ما في الليل والنهار وهو السميع العليم وصلى الله على خير خلقه محمد وآله أجمعين).

وقد ورد عن الرسول(صلى الله عليه وآله):(الداعي بلا عمل كالرامي بلا وتر)، نعم الدعاء والصدقة يسببان إن شاء الله تعالى أن يشخص الطبيب المرض ويعطي العلاج المناسب له وينزل الله تبارك وتعالى الشفاء له بسبب ذلك.

س34: قد وردت الروايات في فضل زيارة أهل البيت(عليهم السلام) وزيارة مراقدهم الطاهرة، كما إن بعض الروايات الشريفة نصت على مجموعة من الأدعية والزيارات المأثورة وهناك من الروايات ما نصت على استحباب قراءة القرآن الكريم في تلك الأماكن المقدسة، وإهداء ثواب القراءة إلى الإمام المعصوم(عليهم السلام) والسؤال الوارد: أيهما أفضل؟ الاشتغال بالأدعية والزيارات كعاشوراء والجامعة وغير ذلك أم تلاوة القرآن الكريم؟

ج: لكل منهما فضل وموارد الفضل مختلفة، وينبغي للمؤمنين الجمع بين هذه المثوبات مهما أمكن.

س35: سألني أحد أصدقائي عن سبب تسمية دعاء كميل بهذا الاسم، فأجبته بالإجابة الموجودة في كتاب مفاتيح الجنان، لكنه أعاد عليّ السؤال بصيغة أخرى، وهي سبب تعليم الإمام علي(عليه السلام) كميل بن زياد(رضوان الله عليه) هذا الدعاء؟

ج: دعاء كميل سمّي بهذا الاسم لأن كميل بن زياد النخعي هو الذي رواه عن أمير المؤمنين(عليه السلام)، وهو في الأصل دعاء النبي الخضر(عليه السلام). وأما لماذا علّم الإمام أمير المؤمنين(عليه السلام) كميلاً-بالذات- هذا الدعاء فلعل ذلك لأن كميلاً من خواصه وخلّص أصحابه وحملة علومه.

س36: جاء في أحد أدعية ليلة الجمعة: (وتعرفني الإجابة في دعائي) أريد أن أعرف معنى هذه الفقرة وكيف يعرفنا الله الإجابة في دعائنا؟
ج: لعلّ معنى هذه الفقرة هو أن الله تعالى عندما يستجيب دعاء الإنسان - كما لو دعا بأن يعافيه من مرضه، فعافاه- يعرّفه الإجابة، يعني: أن لا يغفل عن أن مرضه زال عنه بسبب دعائه وبسبب استجابة الله تعالى لدعائه، فإن عدم الغفلة عن ذلك يدعو الإنسان إلى أن يشكر تلك النعمة، وبالشكر تدوم النعم وتزداد.

س37: لدي مشكلة، وهي أنني عندما أريد الإقدام على عمل معين أتحدث عنه قبل إتمامه، وهذا ما يسبب لي المشاكل، فهل هناك دعاء خاص أو آية قرآنية أو حرز يعمل من أجل تيسير الأمور؟

ج: ورد في الروايات (إظهار الشيء قبل استحكامه مفسدة له). وورد أيضاً: (استعينوا على قضاء حوائجكم بالكتمان). فعليك أن لا تظهر أمرك لكل أحد، بل للصديق المخلص الناصح الذي يساعدك على قضاء حاجتك فقط. وأما الآيات والأدعية والأحراز فهي كثيرة في هذا المجال. (وللاطلاع على بعض ذلك يراجع كتاب الباقيات الصالحات "وهو ملحق بكتاب مفاتيح الجنان" وغيره).

س38: هل توجد آية في القرآن تبين جواز الدعاء لغير الله وطلب الحاجة من غيره (تعالى) أم لا؟ وإذا كان الجواب: لا، فلماذا يقوم بعض الناس بطلب الحاجات من آل البيت، ألا يعتبر هذا شركاً؟

ج: المؤمنون الموالون لأهل البيت (عليهم السلام) يطلبون حاجاتهم من الله (سبحانه) ويتوسلون بمن هو أقرب إليه تعالى, وهم الرسول الكريم, وفاطمة الزهراء، وأئمة أهل البيت (عليهم السلام) الذين أنزل الله في حقهم: "إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا". الأحزاب 33، وقد أمر الله (عز وجل) في كتابه الحكيم بذلك, وقال: "وابتغوا إليه الوسيلة".المائدة:35 على أن طلب الحاجات منهم (عليهم السلام) باعتبار أن الله تعالى منحهم قدرات تكوينية خاصة لا مانع منه أيضاً، وقد قال سبحانه: "سيؤتينا الله من فضله ورسوله". التوبة:59، وقال تعالى: "وما نقموا إلا أن أغناهم الله ورسوله من فضله". التوبة:74، فقد نسب القرآن الحكيم كلاً من الإيتاء والإغناء إلى الله (تعالى), ونسبه إلى الرسول الكريم أيضاً.

س39: لدي مشكلة، وهي أنني عندما أريد الإقدام على عمل معين أتحدث عنه قبل إتمامه، وهذا ما يسبب لي المشاكل، فهل هناك دعاء خاص أو آية قرآنية أو حرز يعمل من أجل تيسير الأمور؟

ج: ورد في الروايات (إظهار الشيء قبل استحكامه مفسدة له). وورد أيضاً: (استعينوا على قضاء حوائجكم بالكتمان). فعليك أن لا تظهر أمرك لكل أحد، بل للصديق المخلص الناصح الذي يساعدك على قضاء حاجتك فقط. وأما الآيات والأدعية والأحراز فهي كثيرة في هذا المجال. (وللاطلاع على بعض ذلك يراجع كتاب الباقيات الصالحات "وهو ملحق بكتاب مفاتيح الجنان" وغيره).

س40: ما هو رأيكم بدعاء الندبة؟ وهل صحيح أن فيه عبارات من الغلو؟

ج: دعاء الندبة معتبر سنداً، وليس فيه شيء من الغلوّ.

س41: هل دعاء كميل هو من إنشاء الإمام علي (سلام الله عليه) - كما هو المتعارف - أم هو من إنشاء الخضر (سلام الله عليه)؟

ج: دعاء كميل هو في الأصل دعاء الخضر (عليه السلام)، وقد علّمه الإمام أمير المؤمنين (عليه السلام) كميل بن زياد.

س42: ما هي أسباب سرعة استجابة الدعاء؟

ج: منها: الطعام الحلال، وكون الإنسان على طهارة، والإلحاح في الدعاء والبكاء، وقد ذكر ذلك بالتفصيل جمعٌ من الأعلام ومنهم: السيد الجليل ابن طاووس (رحمه الله) في مهج الدعوات ص447 إلى ص450، ونقله عنه العلامة المجلسي (رحمه الله) في البحار ج90 ص352 إلى ص354.

س43: أتمّنى رضا الله عليّ، وأنا كثير الدعاء والصلاة وقراءة القرآن، وما زلت أحسّ بأنّي مقصّر بحقّ الله وأريد المزيد، هل هناك آية معيّنة أو دعاء معيّن يسهّل عليّ أمري ويشرح صدري؟ وأيضاً هناك ضيق في صدري أعاني منه دائماً بسبب هموم الحياة والصدمات المجرحة؟

ج: الإحساس بالتقصير أمام الله تعالى أمر ممدوح في الإسلام، ولذلك جاء في الدعاء: "اللهم لا تجعلني من المعارين" يعني: - والعياذ بالله - من الذين يكون إيمانهم عارية عندهم، ويؤخذ منهم عند الموت. "ولا تخرجني من التقصير" أي: بأن أرى نفسي - دائماً - مقصّراً أمامك مهما عملت من حسنات ومبرات، وصالحات وخيرات. ثم إنّ المواظبة على الاستغفار والمداومة على قراءة الآية الكريمة: "لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين" تشرح الصدر وتذهب بالهمّ والغمّ إن شاء الله تعالى.

س44: هل يجوز التشكيك بزيارة عاشوراء واللعن الوارد بها؟

ج: لا يصحّ التشكيك في زيارة عاشوراء ولا في اللعن الوارد فيها، لأنها من حيث السند حديث قدسيّ، روي عن النبي (صلى الله عليه وآله) عن جبرائيل (عليه السلام) عن الله (تعالى)، ومن حيث اللعن فقد لعن الله (تعالى) مكرراً الذين آذوه في رسوله، وآذوا رسوله في أهل بيته في القرآن الحكيم، ومنها في سورة الأحزاب الآية: 57، قال الله تعالى: (إن الذين يؤذون الله ورسوله لعنهم الله في الدنيا والآخرة وأعدّ لهم عذاباً مهيناً). مضافاً إلى أنّ اللعن هو إعلان البراءة من أعداء الله، والتبرّي وكذلك التولّي فرضان شرعيّان من الله (تعالى) على كلّ مسلم ومسلمة، (والسبّ) هو التنقيص اللساني (واللعن) هو البعد عن الله (تعالى).

س45: ما هي الطريقة الصحيحة التي يستطيع الفرد بها زيارة الإمام الحسين (سلام الله عليه)، ويهدي ثوابها إلى روح والده؟

ج: ينوي النيابة عن الوالد قبل الشروع في الزيارة، أو ينوي إهداء ثواب الزيارة إلى الوالد بعد تمامها.

س46: ما هي الأمور التي تساهم وتساعد الفرد في البكاء على مصائب أهل البيت (سلام الله عليهم)؟

ج: القلب إذا رقّ جرت الدمعة، ولرقة القلب عوامل مذكورة في الأحاديث الكريمة. هذا وفي الحديث الشريف: (من بكى أو تباكى فله الجنّة). وسائل الشيعة (للحر العاملي) ج14 ص596> فإنّ في التباكي إشارة إلى من لم تدمع عينه، ولم يبك، وإنّما اتخذ لنفسه هيئة الباكي وموقف الحزين المتأثر، فإن لهُ الجنة أيضاً.

س47: ورد في زيارة‌ الناحية المقدسة: (برزن من الخدور، ناشرات الشعور على الخدود لاطمات والوجوه سافرات) كيف تفسرون هذه العبارة؟
ج: برزن من الخدور ... أي : من خيامهن، و ليس بين الرجال الأجانب، فقد كان الأجانب عند مجيء جواد الإمام الحسين (عليه السلام) بعيدين عن المخيم،‌ مشتغلين بقتل سيّد الشهداء (عليه السلام) كما في المقاتل.

س48: ما معنى ما جاء في زيارة الناحية المقدسة من قوله -عجّل الله تعالى فرجه الشريف-: (ناشرات الشعور)؟

ج: كان من المتعارف عند العرب سابقاً أن المرأة إذا فقدت عزيزاً عليها تبقى بقيّة عمرها محزونة لمصابه، وفي ظروف كهذه كانت تفتح ضفيرتها داخل الستر والحجاب كعلامة لشدة المصيبة، (وهذه العادة موجودة في العراق أيضاً وربما في مناطق عربية أخرى). إذن معنى (ناشرات الشعور) هو أن العلويات حللن ضفائرهن من تحت المقانع لشدة المصاب بعد أن ربطن المقانع على رؤوسهن بإحكام امتثالاً لأمر سيد الشهداء (سلام الله عليه)، فقد أوصاهن بذلك، لكي لا يهتك حجابهن عند المصيبة والفاجعة.

س49: هل يجوز لشعراء أهل البيت (سلام الله عليهم) كتابة القصائد التي تعبّر العتب الشديد من السيدة زينب (سلام الله عليها) للعباس (سلام الله عليه)، أو من السيدة الزهراء (سلام الله عليها) لأمير المؤمنين علي (سلام الله عليه) وما شابه ذلك؟

ج: إذا كان العتاب ظاهراً في نسبة التقصير والنقص إلى أحدهما فهو غير جائز، وأمّا بمقدار ما يكون لسان الحال (عرفاً) بلا ترتب محذور خارجي فهو جائز.

س50: هل هناك دعاء يمكن أن يضمن للإنسان حسن العاقبة في الدنيا؟

ج: الذي يضمن للإنسان حسن العاقبة بإذن الله تعالى هو الإيمان والعمل الصالح، وتجنّب الذنوب والآثام، والدعاء بمثل دعاء العديلة "الموجود في كتاب (مفاتيح الجنان) وكتاب (الدعاء والزيارة) للمرجع الراحل (قدس سره) مفيد كذلك (إن شاء الله)".

س51: هناك حديث ورد فيه: أنّ من قال بعد صلاة الفجر وصلاة الظهر: (اللهم اجعل صلاتك وصلاة ملائكتك وأنبيائك ورسلك على محمد وآل محمد) لا يكتب عليه ذنب إلى سنة كاملة، هل هذا صحيح؟ وماذا لو تعمد الشخص ارتكاب ذنب، هل معناه أنه لا يكتب عليه ذنب مهما أذنب؟

ج: هذه الأحاديث وأمثالها ـ وهي كثيرة ـ مقتضيات، والمقتضي يؤثّر الأثر الكامل بشرط عدم وجود الموانع، نظير (من قال لا إله إلا الله) بالنسبة إلى الحديث الشريف :(كلمة لا إله إلا الله حصني، فمن دخل حصني أمن من عذابي)، وغير ذلك. ومن الشروط أن لا يرتكب ما يمحو أثر الدعاء، فإنّ بعض الذنوب تحجب الدعاء، وهناك شروط أخرى ذكر بعضها العلاّمة المجلسي (رحمه الله) في البحار ج90، الباب الثاني والعشرون: (من يستجاب دعاؤه ومن لا يستجاب).

س52: كثيراً ما نقرأ: من قرأ سورة كذا فله من الأجر كذا، ومن قرأ الدعاء الفلاني فله كذا، ومن أدّى العبادة الفلانية فله كذا، فيجتهد الشخص بتلك الأعمال رغبة في الثواب المترتّب على فعلها، فهل ينافي ذلك أن تكون لوجه الله، وهل تكون مقبولة، وهي قد أُدّيت طمعاً في الثواب من الله سبحانه وتعالى، مع العلم بأنه لا يوجد بشر يستطيع أن لا يكون طامعاً في الثواب من الله؟

ج: في الحديث الشريف ما مضمونه: من بلغه ثواب على عمل، فعمله، أعطاه الله ذلك الثواب، فيكون العمل لله تعالى، ويكون الداعي للإنسان إلى ذلك العمل هو الثواب، وهذا جيّد وحسن، إذ لا تنافي بين العمل لله (سبحانه) والطمع في ثوابه ورجاء مغفرته ورضوانه. وقد مدح القرآن الكريم هؤلاء إذ قال: (كانوا يسارعون في الخيرات ويدعوننا رغباً ورهباً وكانوا لنا خاشعين). سورة الأنبياء، الآية:90. نعم إنّ فضيلة العبادة لا رغباً ولا رهباً أكثر وأكثر.

س53: هل صدور المعجزة من النبي (صلى الله عليه وآله) والأئمة من أهل بيته (ع) كإحياء الميت أو إبراء الأبرص و الأكمه هو من باب الدعاء بأن يدعو فيستجيب الله له، أم من باب الإقدار التكويني، ولماذا؟
ج: ظهور المعجزة على يد الرسول (صلى الله عليه وآله) أو الأئمة (ع) يكون بالدعاء وبالقدرة التكوينية عليها بإذن الله تعالى، وذلك لأن كلاً من الرسول صلى الله عليه وآله والأئمة سلام الله عليهم لابد من أن يأتي بدليل على صدق ادعائه النبوة أو ادعائه الإمامة، فيسلّحه الله بسلاح المعجزة، ويعطيه الولاية التكوينية بحيث يقول للشيء: كن بإذن الله، فيكون الشيء المراد تصديقاً له. وذلك كما جاء في القرآن الحكيم عن النبي موسى (ع) ومعجزاته التسع، وعن النبي عيسى (ع) وإحيائه الموتى وإبرائه الأكمه والأبرص، وعن النبي سليمان (ع) وبساطه، وعن وصيّه آصف بن برخيا (ع) وإتيانه بعرش بلقيس من مدينة سبأ بلحظة عين، وغير ذلك.

س54: جاء في أحد أدعية ليلة الجمعة: (وتعرفني الإجابة في دعائي). أريد أن أعرف معنى هذه الفقرة، وكيف يعرفنا الله الإجابة في دعائنا؟
ج: لعلّ معنى هذه الفقرة هو أن الله تعالى عندما يستجيب دعاء الإنسان –كما لو دعا بأن يعافيه من مرضه، فعافاه- يعرّفه الإجابة، يعني أن لا يغفل عن أن مرضه زال عنه بسبب دعائه وبسبب استجابة الله تعالى لدعائه، فإن عدم الغفلة عن ذلك يدعو الإنسان إلى أن يشكر تلك النعمة، وبالشكر تدوم النعم وتزداد.

س55: أنا موظف وطبيعة عملي لا تترك لي الكثير من الوقت لعمل المستحبات، وكتب الأدعية والمستحبات فيها الكثير الذي لا يتسع له وقتي، وأحب أن ترشدوني الى أهم المستحبات اليومية والأسبوعية التي تحوز على أعظم الثواب؟
ج:
1. المواظبة على القلاقل الأربعة وعلى قراءة آية 54 حتى 56 من سورة الأعراف، وقول: «أستغفر الله ربي وأتوب إليه» مائة مرة صباحاً ومائة مرة مساءً في كل يوم.
2. قراءة دعاء الأيام مع زيارة الأيام وزيارة عاشوراء في كل يوم.
3. قراءة سبع مرات «بسم الله الرحمن الرحيم لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم» بعد صلاة الصبح وبعد صلاة المغرب وتسبيحة السيدة فاطمة الزهراء (ع) بعد كل صلاة وللتفصيل يراجع كتاب مفاتيح الجنان وكتاب الدعاء والزيارة للإمام الشيرازي الراحل، ففيها ما يفيدكم إن شاء الله تعالى.

س56: في بعض الأدعية الواردة عن أهل بيت العصمة (سلام الله عليهم) تُذكر هذه العبارة: (ومن الحور العين برحمتك فزوّجنا). فعندما تقرأ المرأة هذه العبارة، فماذا يرزقها ربّ العالمين في الجنّة؟ هل الحور العين بالنسبة للمرأة هو زوجها؟

ج: إن ذلك لغة أعم، وربّما يكون المراد من الحور العين بالنسبة للمرأة هو زوجها.

س57: عندي حاجة إلى الله (تعالى)، منذ سنوات وأنا أدعوه، وقد تأخرت الإجابة لسبب يعلمه الله وحده، ولكني بسبب ذلك حزينة جداً وكثيرة العتب على الله (سبحانه) إلى درجة أنَّ حياتي أصبحت مرة. لا أعرف ماذا أفعل، صارت هذه الحاجة هاجساً لي، وأنا الآن أتمنى أن أتخلص من هذه الحالة، ولكني وصلت إلى مرحلة أجد صعوبة بالغة في ذلك. سؤالي هو: ماذا أفعل لكي أتخلص من حالتي هذه؟ وهل في ذلك حرام أني ألح في الدعاء وأكثر من العتاب بسبب التأخير؟ لقد استحييت من كثرة الاستغفار بسبب ذلك، أريد منكم كلاماً أو نصيحة بحيث لا أرجع لهذه الحالة، وأرضى بما قسمه الله (تعالى)؟
ج: جاء في الحديث الشريف: أن الله (تعالى) بالنسبة إلى عبده المؤمن كالطبيب بالنسبة إلى المريض، فكما لا يعطي الطبيب ما يشتهيه المريض وإنما يعطيه ما هو بصالحه، فكذلك المؤمن لا يعطيه الله ما يريده، بل يعطيه ما هو بصالحه، وفي دعاء الافتتاح: (ولعل الذي أبطأ عني هو خير لي لعلمك بعاقبة الأمور). مضافاً إلى ما ورد في الروايات الشريفة من التأكيد على أن يفوّض الإنسان أمره ومستقبله كله إلى الله تعالى، ويرضى برضاه، ويصبر على ما قسمه له. والالتزام يومياً بقول: (أستغفر الله ربي وأتوب إليه) مائة مرة صباحاً ومائة مرة مساءً بنية أن يقضي الله حاجتكِ مفيد إن شاء الله (تعالى).

س58: لو استأجر شخصاً لزيارة النيابة ولم يخصص له كيفيتها وكميتها، فما هو أدنى ما يجب على النائب أن يأتي به ليكون قد أدَّى ما عليه من الواجب تجاه المنوب عنه؟
ج: يكفي أن يأتي بزيارة واحدة وبالكيفية المخصوصة المتعارفة.

س59: هل يجوز الدعاء للمظلومين من غير الشيعة بالفرج كالشعوب التي تعاني من الاضطرابات حالياً ؟ لأن هناك من يقول أنه لا يجوز الدعاء لهم إلا بالهداية؟
ج: نعم يجوز الدعاء بالفرج لكل المظلومين في العالم وإن لم يكونوا مسلمين.

س60: هل يجوز الدعاء للمظلومين من غير الشيعة بالفرج، كالشعوب التي تعاني من الاضطرابات حالياً؟ لأن هناك من يقول أنه لا يجوز الدعاء لهم إلا بالهداية، فما هو رأيكم الشريف؟
ج: نعم، يجوز الدعاء بالفرج لكل المظلومين في العالم، وإن لم يكونوا مسلمين.

س61: عندي حاجة إلى الله (سبحانه وتعالى)، منذ سنوات وأنا أدعوه، وقد تأخرت الإجابة لسبب يعلمه الله وحده، ولكني بسبب ذلك حزينة جداً وكثيرة العتب على الله (سبحانه) إلى درجة أنَّ حياتي أصبحت مرة. لا أعرف ماذا أفعل، صارت هذه الحاجة هاجساً وأنا الآن أتمنى أن أتخلص من هذه الحالة، ولكني وصلت إلى مرحلة أجد صعوبة بالغة في ذلك. سؤالي هو: ماذا أفعل لكي أتخلص من حالتي هذه؟ وهل في ذلك حرام أني ألح في الدعاء وأكثر من العتاب بسبب التأخير؟ لقد استحييت من كثرة الاستغفار بسبب ذلك، أريد منكم كلاماً أو نصيحة بحيث لا أرجع لهذه الحالة، وأرضى بما قسمه الله تعالى؟
ج: في الحديث الشريف: أن الله (تعالى) بالنسبة إلى عبده المؤمن كالطبيب بالنسبة إلى المريض، فكما لا يعطي الطبيب ما يشتهيه المريض وإنما يعطيه ما هو بصالحه، فكذلك المؤمن لا يعطيه الله ما يريده، بل يعطيه ما هو بصالحه، وفي دعاء الافتتاح: (ولعل الذي أبطأ عني هو خير لي لعلمك بعاقبة الأمور)، مضافاً إلى ما ورد في الروايات الشريفة من التأكيد على أن يفوّض الإنسان أمره ومستقبله كله إلى الله (تعالى)، ويرضى برضاه، ويصبر على ما قسمه له. والالتزام يومياً بقول: (أستغفر الله ربي وأتوب إليه) مائة مرة صباحاً ومائة مرة مساءً بنية أن يقضي الله حاجتكِ مفيد إن شاء الله (تعالى).

س62: هل يُحكم على البناء المحيط بمراقد أبناء المعصومين (سلام الله عليهم) بالمسجدية؟ وهل يجوز للحائض دخول مراقد أبناء المعصومين (سلام الله عليهم)، بما فيها مرقد العباس والسيدة زينب والمعصومة (سلام الله عليهم)؟
ج: لا يحكم عليه بالمسجدية لمجرد كونه مرقداً، نعم لو كان الحرم مسجداً أو كان قسم منه كذلك حرم الدخول إلى المسجد دون غيره.

س63: هل يجوز للمسلم أن يترحم على صديقه المسيحي وأن يدعو له بالمغفرة؟ علماً بأنه كان يزور الإمام الحسين (عليه السلام) معي وزار الإمام الرضا (عليه السلام) ووضع قلادة آية الكرسي على صدره مع علامة المسيح (عليه وعلى نبينا وآله أفضل الصلاة والسلام).
ج: الدعاء له جائز مطلقاً، والترحم لا ينبغي.

س64: تعبت وأنا أدعو لنفسي بالزوج الصالح، وقد مضت عليَّ إحدى عشرة سنة وأنا أتوسل وأدعو الله أن يرزقني بزوج صالح، ذهبت إلى العراق وتوسلت تحت قبة الإمام الحسين (عليه السلام)، وكذلك طلبت من أبي الفضل العباس (عليه السلام)، وذهبت إلى الإمام علي (عليه السلام) وطلبت منه أيضاً، وذهبت إلى الإمام علي بن موسى الرضا (عليه السلام) في إيران، ولم يستجب دعائي، وإلى الآن لم يجيبوا طلبي، أرسلت لهم رسائل عتاب ولم يجيبوني، وصرت أعتب عليهم في داخلي كثيراً لماذا لا يستجيبون لي؟ هل هناك طريقة معينة للتوسل بهم من أجل الزواج؟ هل من الضرورة أن أكتب سورة الأحزاب بنفسي وبخط يدي؟ أو لا إشكال لو اشتريتها من مكان ما مكتوبة على جلد غزال، أو قمت بطباعتها من الكمبيوتر وعلقتها في الغرفة؟ في منطقتنا ليس للفتاة حيلة من أجل الزواج إلاّ الدعاء والصبر، وأنا الفترة الذي أدعو فيها طويلة – إحدى عشرة سنة -، فكيف أدعو ربي حتى يعجله لي؟ ثم إنني أصبحت أخاف أن أدعو وأتوسل كثيراً في هذا الموضوع لأني سأعتب، وأشعر بأن عقيدتي ستقل إذا لم تستجب دعوتي، فماذا أفعل؟ انصحوني أرجوكم.
ج: جاء في الحديث الشريف ما معناه: بأن الله تعالى يحبّ الدعَّائين الذين يكثرون الدعاء والطلب من الله سبحانه، ولا يبرمه إلحاح الملحّين، وقد تكون الإجابة بطيئة امتحاناً للداعي أو لعدم مصلحته أو نحو ذلك، ولذا ينبغي للمؤمن أن لا يملّ من الدعاء ولا يقنط من الإجابة، علماً بأن الدعاء إذا كان بحضور القلب ومع الإقبال على الله والقطع بأن الله يستجيب الدعاء، ومع الوضوء والبدء بالصلوات على النبي وآله والختم به والتوسل بأهل البيت (عليهم السلام) فإنه يستجاب إذا لم تكن هناك مصلحة في تأخيره. والمفيد لتسهيل الزواج بعد الدعاء هو: الاهتمام بصلاة أول الوقت، وحسن الظن بالله تعالى، والعدل والإحسان إلى الآخرين، والالتزام بالأخلاق والآداب الإسلامية في كل شيء ومع كل أحد وخاصة مع الوالدين والأهل والأقرباء وخدمتهم بإخلاص والكلام الطيّب معهم، وكذلك ينبغي المداومة على قول: (أستغفر الله ربي وأتوب إليه) مائة مرة صباحاً ومائة مرة مساءً، والمواظبة على القلاقل الأربع: الكافرون والتوحيد والفلق والناس، وعلى الآية 54 حتى 56 من سورة الأعراف، وقراءة دعاء الإمام أمير المؤمنين (عليه السلام): (اللهم إني أعوذ بك من بوار الأيّم). وعن الإمام الصادق (عليه السلام): أنه من كتب سورة الأحزاب وجعلها في منزله جاءت إليه الخطّاب في منزله، وفي رواية أخرى: يكتب سورة إنا فتحنا إلى قوله تعالى: عزيزاً حكيماً بزعفران على لباس الفتاة تجد زوجاً، وبرواية أخرى: يكتب بماء الورد والزعفران: (من كل شيء خلقنا زوجين لعلكم تذكرون: اللهم بحقّ قولك هذا، وبحق محمد (صلى الله عليه وآله) أن ترزق هذه المرأة زوجاً موافقاً غير مخالف بحق محمد وآله الطاهرين).

س65: أنا مداوم على قراءة زيارة عاشوراء يومياً، وفي هذه الزيارة توجد بعض الكلمات تقرأ بطريقتين (أو فيها جمل إضافية ولكن بحسب نسخة أخرى) كما هو موجود في مفاتيح الجنان، فهل أقرؤها بدون الاحتمالات الأخرى أم مع الاحتمالات؟
ج: الأفضل قراءتها باحتمالاتها المذكورة في الزيارة.

س66: في دعاء العشرات الذي يقرأ في عصر يوم الجمعة، توجد عبارات موهمة بالنسبة لي، فمثلاً يقول: تقرأ (يا رحمن يا رحمن) عشر مرات، فهل أقرؤها مزدوجة عشر مرات أم المقصود قراءتها عشر مرات مفردة، وأيضاً قراءة (قل هو الله أحد) عشر مرات ، فهل أقرأها هكذا أم أقرأ السورة كاملة عشر مرات؟
ج: تقرأ (يا رحمن يا رحمن) مزدوجة عشر مرات، وتقرأ «قل هو الله أحد» - لا السورة - عشر مرات.

س67: بعض الأشخاص يجعل كتابة الدعاء مهنة له، ويكتب الدعاء لكل الحوائج، ولحل مشاكل الناس، ويأخذ الأجرة المعينة حسب الدعاء الذي يكتبه، فهل يعتبر هذا شغلاً أم لا؟ وإذا كان لا يعتبر شغلاً، فهل أخذ الأجرة فيه ضمان؟
ج: كتابة الأدعية والأحراز الواردة في الأحاديث الشريفة جائز، ويجوز أخذ الأجرة المتواضعة عليه.

س68: ما هي الأشياء أو الأدعية التي إذا عملها الإنسان من الصباح وُفّق في ذلك اليوم؟ وما هي الأشياء التي تجلب الرزق، وتجعل صاحبها دائماً موفّقاً في عمله وتحرّكاته وحياته؟
ج: التعقيب بعد صلاة الصبح بالتعقيبات الواردة في مثل كتاب مفاتيح الجنان وعدم النوم بين الطلوعين وقراءة القرآن قبل طلوع الشمس وقراءة أدعية أيّام الأسبوع وكذلك زيارة المعصومين (سلام الله عليهم) في أيّام الأسبوع. كلّ ذلك مما يسبّب التوفيق في ذلك اليوم. وأهمّ الأشياء التي تجلب الرزق هي الصدقة وحسن الأخلاق وطيب الكلام مع الجميع.

س69: عندما نقرأ دعاء كميل أو الصحيفة السجادية مثلاً لا نلاحظ أن الإمام أمير المؤمنين(عليه السلام) أو الإمام السجاد(عليه السلام) يستغيثان أو يتوسلان أو يطلبان العون من النبي(صلى الله عليه وآله) أو أحد الأئمة(عليهم السلام)، فهل قول (يا علي) يمكن أن يكون هو من الموروثات التي تعارف عليها الشيعة فيما بينهم، أم أن هناك أصلاً شرعياً يدل عليه؟
ج: شرعيته مستندة إلى القرآن الحكيم، حيث ينسب الله(عزوجل) الإعطاء والإغناء الى رسوله الكريم(صلى الله عليه وآله) كما في الآية الكريمة (59) و(74) من سورة التوبة وغيرهما من الآيات الكريمات، ومستندة إلى الرسول الكريم(صلى الله عليه وآله) حيث كان يقول لعلي(عليه السلام) كلما هجم عليه العدو في غزوة أحد - وقد فرّ المسلمون وتركوا الرسول وحده -: (يا علي اكشف هذه الكتيبة عني)، ومستندة إلى أهل البيت(عليهم السلام) أيضاً، فإنهم في جميع أدعيتهم المأثورة عنهم نراهم يتوسلون إلى الله(عزوجل) بخاتم أنبيائه وأهل بيته في مسألتهم إياه.

س70: لدي حاجة وطلبت حلها من الله والنبي وأهل بيته، وزرت الأئمة(ع)، وتوسلت بهم، وطلبت منهم الشفاعة في قضائها، وهي موضوع تأخر زواجي وفتح قسمتي وتيسير أمري، فقد أثّر هذا الأمر على عملي ونفسيتي وحياتي، وأرى السنوات تمر ولم أتزوج، أرجو إرشادي إلى عمل أو نذر أو دعاء لحل هذه المعضلة؟
ج: المداومة على قول: «أستغفر الله ربي وأتوب إليه» مائة مرة صباحاً، ومائة مرة مساءً، وعلى قراءة القلاقل الأربعة صباحاً ومساءً، والالتزام بصلاة أول الوقت، وحسن الأخلاق، وطيب الكلام، وخدمة الناس بإخلاص.. مفتاح لحل مثل هذه المشكلات إن شاء الله تعالى.

س71: أنا طالبة في الكلية وأعاني حالياً من قلة استيعاب وفهم وتركيز، ونحن الآن على أبواب الامتحان، فأرجو منكم تزويدي بأدعية لآل البيت وأحاديث للمعصومين(عليهم السلام) كي تحل مشكلتي؟
ج: ينبغي للطالب عند مطالعته للدرس أن يحاول أن لا يفكر بأي شيء آخر لا يرتبط بدرسه، يعني: عليه أن يفكر فقط في درسه الذي هو مشغول به، وبهذا يستطيع التركيز وهضم المعلومات، ومما ينفع للحفظ وتقوية الذاكرة قراءة القرآن والصوم وأكل الزبيب على الريق وأكل اللبان والعسل والكرفس واستخدام السواك، وعن الصادق عليه السلام: إذا أردت أن تحدث عنا بحديث فأنساكه الشيطان فضع يدك على جبهتك وقل: صلى الله على محمد وآله، اللهم إني أسئلك يا مذكر الخير وفاعله والآمر به ذكرني ما أنسانيه الشيطان. فإنه يذكره إن شاء الله تعالى. ونقل الشيخ الكفعمي في مصباحه مجموعة من الأدعية النافعة في هذا المجال، فلتراجع.

س72: عندما نقرأ الأدعية أحياناً نلاحظ أن الخطاب موجه للرجال فقط _ كما في دعاء العهد وغيره_ فكيف نوجه أو نفسّر ذلك إذا قرأت النساء أمثال هذه الأدعية؟
ج: لا بأس للمرأة أن تقرأ دعاء العهد ونحوه ممّا يكون الخطاب فيه موجّهاً للرجال، وذلك لأن الغلبة في الأصحاب هي للرجال.

س73: هل يجوز للفتاة أن تذهب لزيارة العتبات المقدسة بدون علم أبيها؟
ج: تستأذنه ـ في فرض السؤال ـ خصوصاً إذا كان مؤدياً لإيذائه.

س74: شخص ظُلم، فهل يجوز أن يدعو على الذي ظلمه بالموت؟ مع أن من ظلمه سرق منه مالاً قليلاً فقط؟
ج: إن الحديث الشريف قد نهى المظلوم وحذّره من أن ينقلب ـ بسبب كثرة الدعاء على ظالمه أو كثرة التظلم منه ـ ظالماً، ولذلك ينبغي الدعاء له بالهداية، لعله يتوب ويرجع المال إليه، وذلك اقتداءً بالرسول الكريم الذي كان يدعو لقومه الظالمين له ويقول: اللهم اهدِ قومي فإنهم لا يعلمون.

س75: في إطار تداخل المفاهيم والتباس وقائع المشهد الذي تمر به دول المنطقة، ما دلالات حديث: أمير المؤمنين الإمام علي بن أبي طالب: "والٍ ظلوم خير من فتن تدوم"؟ وكيف يمكن الالتزام بمضمون مثل هذه الأحاديث مع ملاحظة مسألة حق الشعوب بالحرية والعدل والرفاه؟
ج: الحديث جاء في البحار: ج72 ص359 وفي كتب أخرى، وهو على فرض اعتباره يشير إلى حرص الإسلام على المصلحة العامة للشعوب، فهناك قول معروف: الكافر العادل خير من المسلم الظالم، وهنا يقول: السلطان الظالم خير من فتن تدوم، لأن الفتنة إذا دامت سلبت الأمن وأعقبت الفقر والفاقة.

س76: هل يجب الوضوء عند سجدة زيارة عاشوراء؟
ج: لا، ولكنه أفضل

س77: لماذا يبكي المعصوم في دعائه عند ذكر العذاب والنار ويوم القيامة، وهو غير ملاقٍ شيئاً منها؟ وهل يبكون عند ذكر الجنة والنعيم، ويتمنون ذلك وهم ملاقوه؟ ما أود معرفته هو حقيقة ما يفكرون به وما يرجونه عند البكاء، حتى أفهم كيف ينبغي على المؤمن أن تكون روحيته واتصاله بالله؟
ج: كلما أدرك الإنسان عظمة الخالق كلما شعر بقصوره وتقصيره، وبكاؤهم (عليهم السلام) من أثر هذا الشعور والإحساس، نعم، فهم لم يرتكبوا ما يستوجب خوفهم من النار، وقد قالها أمير المؤمنين (عليه السلام): «إلهي ما عبدتك خوفاً من نارك ولا طمعاً في جنتك، وإنما وجدتك أهلاً للعبادة فعبدتك». وقال (عليه السلام): (لو كشف لي الغطاء ما ازددت يقيناً).

س78: ما هو حكم الصلاة داخل روضة الإمام الحسين (عليه السلام) أو في روضات الأئمة (عليهم السلام)، هل هي تمام أم قصر؟
ج: هناك أربع مواطن يتخيّر الإنسان المسافر فيها بين الصلاة تماماً وبين الصلاة قصراً، والتمام أفضل، وهي: 1- مكة المكرمة 2- المدينة المنورة 3- الكوفة 4- حرم الإمام الحسين (ع) وكل كربلاء المقدسة.

س79: هل تصح زيارة الإمام الحسين (عليه السلام) عن بُعد؟ وهل تقبل هذه الزيارة؟ وإذا صحت، فماهي شروطها؟
ج: تصح الزيارة من بعيد، وتقع مقبولة عند الله تعالى، ويؤجر الزائر عليها إذا كانت بحضور قلب وإخلاص، ومن آدابها أن يتوجه بقلبه إلى كربلاء المقدسة، ويستقبل القبلة ويقول: «السلام عليك يا أباعبدالله، السلام عليك ورحمة الله وبركاته». وهي أقصر الزيارات، وفيها ثواب حج إن شاء الله.

س80: هل من الصحيح أن يكتب الشخص حاجته في ورقة، ثم يرميها في ضريح أحد الأئمة برجاء قضاء حاجته، وهل هذا العمل شرعي؟
ج: ورد بذلك روايات شريفة، ومع ورود هذه الروايات يكون عملاً شرعياً، كيف لا وقد أمرنا الله تعالى بالتوسل بهم في قوله سبحانه: «وابتغوا إليه الوسيلة» المائدة/35، وقد جاء عن الرسول الكريم وأهل بيته المعصومين أنهم هم الوسيلة إلى الله تعالى.

س81: يقال: إن الإمام الحسين (عليه السلام) عَبرة وعِبرة، أليس أن العِبرة للاتعاظ، فهل هذه العبارة تصلح أن نقولها بحق الإمام الحسين(عليه السلام)؟
ج: نعم، إن الإمام الحسين(عليه السلام) كما هو عَبرة كل مؤمن ومؤمنة، وما ذكره مؤمن إلا واستعبر، فكذلك هو عِبرة للمؤمنين أيضاً، لأن العِبرة هي الاسم من الاعتبار - على ما جاء في مجمع البحرين - والمعتبِر هو المستدل بالشيء على الشيء، مما يعني: أن الإمام الحسين(عليه السلام) هو قدوة وأسوة، يقتدي به الأحرار ويعتبرون من نهضته وتضحيته، كيف ينهضون ويضحون من أجل الله تعالى، ويكسبون لأنفسهم العزة والكرامة، في الدنيا والآخرة.

س82: لقد عرفنا في العراق أن تراب زوار الإمام الحسين (عليه السلام) (المشاة) طاهر وليس بنجس، بل هناك من الناس من يغسل ثيابهم ويتبرك بها، مثلاً المرأة التي ﻻ تلد تغتسل بالماء الذي تم غسل ثياب الزوار به فتحمل بإذن الله ببركة تراب الزوار العالق بالثياب. أنا عندما أذهب إلى كربلاء المقدسة عباءتي طويلة جداً بحيث تكون شبراً تحت قدمي (اقتداءً بسيدة الحجاب الزهراء (عليها السلام) ورعاية للستر)، فتمتلئ الثياب من تراب كربلاء، فيشكلون عليّ قائلين: ﻻ تجوز الزيارة والصلاة بهذه الهيئة التي أنت فيها والتراب في ثوبك وعباءتك، فهل كثرة اﻻحتشام والحجاب تضر بالزيارة خاصة زيارة الأربعين؟
ج: في كثرة الاحتشام والحجاب كما جاء في السؤال، اقتداء بالسيدة الطاهرة فاطمة الزهراء (عليها السلام)، والاقتداء بها (سلام الله عليها) شرف في الدنيا وسعادة في الآخرة، يعني: ليس فقط أنها لا تضر بالزيارة بل تكسب الزيارة أجراً أكبر وثواباً أعظم إن شاء الله تعالى.

س83: هل يجوز قراءة دعاء الندبة ثم التوقف ثم الرجوع إلى القراءة من حيث وقفت، أم أعاود قراءته من البداية، علماً بأني صاحب محل، وعند قراءتي للدعاء في كل صباح يوم الجمعة يأتي إلي زبائن ليشتروا مني؟
ج: لا بأس في ذلك خصوصاً لأجل قضاء حوائج المؤمنين، ويمكنك المتابعة من حيث توقفت.

س84: ورد في الروايات أن الدعاء مُستجاب تحت قبة الإمام سيد الشهداء (صلوات الله عليه)، هل الأمر مخصوص بالإمام الحسين (عليه السلام)، أم ينطبق على سائر قباب المعصومين (صلوات الله عليهم)، وهل المقصود من القبة القبة الفعلية أم هو تعبير معنوي بحيث يشمل كل كربلاء؟
ج: إن الله تعالى يسمع الدعاء ويجيب الداعي، ولكن هناك أزمنة خاصة مثل ليلة الجمعة، وأمكنة خاصة مثل قبّة الإمام الحسين (عليه السلام) يحبّ الله تعالى أن يُدعى فيها ويعجل إجابة الدعاء، والأدلة دلت على أنّ هذه الخصوصية مرتبطة بالكون تحت قبة الإمام الحسين (عليه السلام)، والقبة يقال لبناء معروف كما في لسان العرب، وقال أيضاً: (بيت مقبّب أي: جعل فوقه قبّة)، وعلى هذا المعنى يكون الدعاء تحت قبة الإمام الحسين (عليه السلام) يعني الدعاء داخل الروضة المطهّرة، ولكن يمكن القول بأنه في مثل المناسبات المزدحمة بالزوار كزيارة الأربعين، تكون كل كربلاء مصداقاً ل(تحت قبته)، إذ كربلاء المقدسة في هذه المناسبات المزدحمة هي بمثابة البيت الواحد الذي جعل فوقه قبة الإمام الحسين (عليه السلام).

س85: دعاء السمات، هل سنده ثابت؟
ج: نعم، هو من الأدعية الشهيرة عند علماء الطائفة في جميع الأعصار والأمصار، وهم وسائر المؤمنين مواظبون على تلاوته، وجاء في كتب الأدعية المعتبرة مثل مصباح الشيخ الطوسي وغيره، ونقله كتاب «الدعاء والزيارة» وكتاب «مفاتيح الجنان»، ويدل على اعتباره اشتماله على مطالب مهمة واحتواؤه على مضامين عالية لا يعلم تفسيرها ولا تأويلها إلا الراسخون في العلم.

س86: ما سبب عدم استجابة الدعاء رغم الإلحاح في الدعاء والصلاة.. وبالتالي الوصول إلى درجة الجزع؟
ج: هناك موانع تمنع من استجابة الدعاء، مثل اللقمة الحرام والرزق الحرام، ومثل ارتكاب الظلم والعدوان ونحو ذلك، وفي غير موارد المنع، يستجيب الله دعاء داعيه ولكن على أنحاء ثلاثة: الف: إذا كان ما يريده الداعي بصلاحه أعطاه الله ذلك. باء: لم يكن ذلك بصلاحه، فيدفع عنه بلاءً كان من المقرّر أن ينزل عليه. جيم: يدّخر الله ثوابه إلى آخرته، فلما يرى الداعي ثواب ذلك، فيتمنى أن لم يستجب الله شيئاً من أدعيته حتى يكون له هناك ثواب أكثر.

س87: في زيارة الإمام الحسين (عليه السلام) نقول: (السلام على الحسين وعلى علي بن الحسين وعلى أولاد الحسين وعلى أصحاب الحسين)، فمن المقصود بـ علي بن الحسين (عليهما السلام)، هل هو: علي الأكبر أم علي السجاد؟ وإذا كان علياً السجاد، فلماذا لم يقل وعلى أبي الفضل.. أم وضعه مع الصحابة؟ ولِمَ لم يضع علياً الأكبر في المحل نفسه؟
ج: الزيارة المذكورة حيث إنها وردت في حق الإمام الحسين (عليه السلام) والشهداء من أهل بيته وأصحابه، فيكون ذلك قرينة على أن المراد بـ علي بن الحسين (عليهما السلام) هو عليّا الأكبر (عليه السلام)، ولعل عدم ذكر أبي الفضل العباس (عليه السلام) لأن له زيارة مستقلة وخاصة.

س88: في بعض الأحيان نحيي أمر أهل البيت (عليهم السلام) بإقامة مجالس حسينية قبل موعد المصيبة أو المناسبة السعيدة، هل في ذلك إشكال شرعي؟
ج: المجالس الحسينية مدارس فضيلة وأخلاق، وإحياء لثقافة أهل البيت (عليهم السلام) التي هي تجسيد حي لثقافة القرآن الحكيم، وهي محبّذة طيلة أيام السنة وفيها أجر وثواب، مضافاً إلى ما في الشعائر الحسينية من تعظيم لشعائر الله «ومن يعظّم شعائر الله فإنها من تقوى القلوب» الحج:32.

س89: هناك مقام في لبنان يُنسب للسيدة (خولة)، هل صحيح أنها بنت الإمام أمير المؤمنين (ع)؟
ج: إن من الأمور التي قد تسالم عليها الفقهاء من الشيخ المفيد وحتى يومنا هذا هو: ثبوت النسب بالشهرة، وفي بعلبك مزار اشتهر بأنه للسيدة خولة بنت الإمام الحسين (عليه السلام)، وهو كاف في حجّية ذلك، فضلاً عن الأدلة الأخرى، مثل ما جاء في كتاب «تاريخ بعلبك»، والذي صدر عام 1889 م.

س90: أنا أعاني من مشكلة أنه أدعو كثيراً، وأطلب حوائجي بإلحاح، لكن لا يستجاب لي، ولا أعرف السبب، فهل هناك أسباب لحجب الدعاء؟ وهل هناك أسلوب أو طريقة يستخدمها الإنسان في الدعاء؟
ج: الدعاء حتى يستجاب لابد من توفر مجموعة أمور فيه، منها: الانقطاع إلى الله تعالى، والاعتناء بكون مكسبه ورزقه حلالاً، وتخميس أمواله بعد أن يجعل لنفسه رأس سنة خمسية، واليقين بأن الله سبحانه يستجيب له، وعلى الداعي أن يبدأ الدعاء بالصلاة على محمد وآل محمد، وأن يختمه كذلك بالصلاة على محمد وآل محمد، وأن يدعو للمؤمنين أولاً ثم يدعو لنفسه، وأن يختار للدعاء الأوقات المفضّلة مثل أوقات الصلوات، وليالي الجمعة ويومها، وأن ينتخب لدعائه الأماكن المقدّسة وخاصة مثل الحائر الحسيني، فإن الدعاء تحت قبّة الإمام الحسين (عليه السلام) مستجاب ونحو ذلك، علماً بأنه قد ورد في الحديث الشريف: (إجابة دعاء المؤمن ثلاث إما أن يدخر له، وإما أن يعجل له، وإما أن يدفع له بلاء يريد أن يصيبه)، مضافاً إلى أنه قد جاء في الحديث الشريف: إن الله تعالى بالنسبة إلى عبده المؤمن كالطبيب بالنسبة إلى المريض، فكما لا يعطي الطبيب المريض ما يشتهيه وإنما يعطيه ما هو في صالحه، فكذلك المؤمن لا يعطيه الله ما يريده بل يعطيه ما هو في صالحه، وفي دعاء الافتتاح: «ولعل الذي أبطأ عني هو خير لي لعلمك بعاقبة الأمور»، مضافاً إلى ما ورد في الروايات الشريفة من التأكيد على أن يفوّض الإنسان أمره ومستقبله كله إلى الله تعالى، ويرضى برضاه، ويصبر على ما قسمه له، وعليه الالتزام يومياً بقول: «أستغفر الله ربي وأتوب إليه» مائة مرة صباحاً ومائة مرة مساءً، وبقراءة القلاقل الأربعة، كما إن قراءة الآية 54 حتى 56 من سورة الأعراف مرة صباحاً ومرة مساءً بنية أن يقضي الله حاجته مفيد إن شاء الله تعالى.
يقول سماحة المرجع الشيرازي (دام ظله) في كتابه (حلية الصالحين): قد يجري الإنسان ألفاظ الدعاء على لسانه فقط، فيكون دعاؤه سطحياً. وقد ينطلق الدعاء من أعماقه، وهذا أفضل من الأول بلاشكّ، ولكنّه أيضاً لا يكفي، بل لا بدّ أن يكون إلى جانب الدعاء والخشوع سعي من قبل الإنسان نفسه لتحصيل ما يطلب من الله مستفيداً مما أعدّه الله سبحانه وتعالى للعباد، فقد روي عن رسول الله صلى الله عليه وآله أنّه قال: الداعي بلا عمل كالرامي بلا وتر(الدعوات: 19 ح11).

س91: نقول: (اللهم صل على محمد وآل محمد)، ماذا يعني ذلك؟ كيف يصلي الله سبحانه وتعالى على محمد وآل محمد؟
ج: الصلاة على محمد وآله تعني تخليد ذكرى الرسول الكريم وأهل بيته المعصومين، وتسديد بعض الحق الذي استحقه الرسول الكريم وآله الطاهرين بسبب هدايتهم لنا وإخراجنا من ظلمات الكفر والشرك إلى نور الإيمان والتوحيد، وفيها ثواب كثير وفضل كبير، وأما أنه كيف يصلّي سبحانه على محمد وآل محمد، وهو القائل: «إن الله وملائكته يصلون على النبي»، ففي تقريب القرآن للإمام الشيرازي الراحل: «الصلاة بمعنى العطف واللطف، ومن المعلوم أن صلاة الله على الرسول: رحمته ولطفه به، كما أن صلاة الملائكة عطفها وطلب رحمتها من الله له... سئل الإمام الكاظم (سلام الله عليه): ما معنى صلاة الله، وصلاة ملائكته، وصلاة المؤمن؟ قال: صلاة الله رحمة من الله، وصلاة الملائكة تزكية منهم له، وصلاة المؤمن دعاء منهم له». تقريب القرآن، المجلد الخامس، ج22، ص356.

س92: ماذا حلّ برؤوس أهل البيت وأصحاب الإمام الحسين (عليه السلام) بعد قطعها؟ هل أرجعت مع رأس الإمام (عليه السلام) أم دفنت في مكان ما؟
ج: جاء في الحديث الشريف ما يدل على أنّها أُلحقت بالأبدان عند رجوع قافلة السبايا إلى كربلاء.

س93: هل صحيح أن الإمام الحسين (صلوات الله عليه) بكى على أعدائه؟ هل يعقل ذلك، مع أنه في مرات أخرى دعا عليهم؟
ج: الإمام الحسين (عليه السلام) كجده الرسول الأمين(صلى الله عليه وآله)، حريص على هداية الناس ودخولهم الجنة، ويكره لهم الشقاء والنار، ولذلك لمّا قال لهم ما مضمونه: أما تعلمون أني ابن بنت نبيكم..؟ فلماذا تقاتلونني؟ أجابوا: نقاتلك بغضاً منا لأبيك، عندها _على ما يقال_ بكى (عليه السلام)، لأنّ بغض علي (عليه السلام) موجب للنار.

س94: زوجتي تصر على الذهاب إلى كربلاء المقدسة في السنة مرتين إلى ثلاث مرات، وتضع عيالها عند أمها أو أمي، هل يحق لها ذلك ؟
ج: مع إذن الزوج يحق لها ذلك، نعم، حيث إنّ طريق الزيارة طريق محفوف بالأجر الكبير والثواب الكثير، فينبغي للزوج لكي يكون شريكاً معها في ثواب الزيارة الذي لا يعلم مداه إلاّ الله (عز وجل) أن يأذن لها بذلك، بل وأن يصحبها في الذهاب للزيارة أيضاً.

س95: أود أن أعرف رأيكم بخصوص قراءة زيارة عاشوراء لمدّة 40 يوماً بغرض قضاء حاجة متعسّرة للغاية، هل يمكنني البدء وأنا في العذر الشرعي؟ حيث إنّ الحاجة في الوقت الحالي مستعجلة جداً. وأيضاً هل يمكنني قراءة زيارة عاشوراء بنيّة قضاء أكثر من حاجة في نفس الوقت أم لكل حاجة قراءة خاصة؟
ج: جاء في الحديث الشّريف الحثّ على قراءة زيارة عاشوراء في كل يوم إن أمكن، وهي تفيد في قضاء الحوائج الصّعبة والمتعسّرة _ سواء كانت حاجة واحدة أم متعدّدة _ إن شاء الله تعالى، ولا بأس بالبدء بها في كل حال وعلى كل حال، إذ لا تشترط الطّهارة في شيء منها إلّا ركعتي صلاة الزّيارة، فيمكن تأخيرها إلى زمان الطّهارة والإتيان بها جميعاً.