نص الحديث

الفهرس

المؤلفات

  الحديث الشريف

الصفحة الرئيسية

 

(وَالَّذي بَعَثَني بِالحَقِّ نَبِيّاً وَاصْطَفاني بِالرِّسالَةِ نَجِيّاً) (113)

(ما ذُكرَ خَبَرُنا هذا في مَحفِلٍ مِنْ مَحافِلِ أهْلِ الأرْضِ وَفيهِ جَمْعٌ مِنْ شيعَتِنا وَمُحِبّينا)

التأكيد في البحوث العائقدية

مسألة: يستحب التكرار والتأكيد في البحوث العقائدية ومطلق المطالب الهامة[1]، كما أكد النبي (صلى الله عليه وآله) ههنا قائلاً لمرة ثانية: (والذي...).

والتأكيد يكون للإبلاغ وتركيز الموضوع في الذهن أكثر فأكثر، وإتماماً للحجة وقطعاً للعذر.

دور التكرار في الأمور الغيبية

وكما أنه ينبغي سقي الأشجار كل يوم حتى تثمر بعد حين، كذلك يلزم التكرار في الإرشاد والتوجيه والهداية، حتى يثمر خيراً في النفس أو في البدن لنفسه أو للغير.

ولذا كرر في القرآن الحكيم: ((فبأيّ آلاء ربّكما تكذّبان))[2] وشبهه.

ولذا كان التوجيه نحو تكرار الدعاء الفلاني أو الذكر المعين، حتى تتحقق النتيجة المطلوبة، كما ورد في الروايات.

وفي حالة عدم إمكان التكرار أو صعوبته أو ما أشبه ذلك فالظاهر، الاكتفاء بالممكن ولو لمرة وستتحقق كل الآثار أحياناً وبعضها أحياناً أخرى.

فقد ورد أن نوحاً (عليه السلام) لمّا خاف على السفينة من الغرق، أمره الله سبحانه أن يقول: (لا الله إلاّ الله) ألف مرة، ولما أشرفت السفينة على الغرق، ورأى إن الوقت لا يسع لتكرار الألف، علمه الله سبحانه أن يقول: (لا الله إلاّ الله ألف مرة).

وورد في حديث في باب زيارة عاشوراء، أن يقرأ الإنسان اللعن والسلام مرة واحدة ثم يقول بعد كل منهما: (مائة مرة).

ومنها، ملاكاً والغاءً للخصوصية ولإرشاد العقل لذلك، يفهم العموم.

وقد ورد في الحديث إن رسول الله (صلى الله عليه وآله) ربما كرر الكلام للسائل ونحوه ثلاث مرات.

وفي حديث أن فاطمة (عليها السلام) كررت الإجابة على سؤال السائل إلى عشر مرات.

وقال ابن سينا: طالعت الكتاب الفلاني أربعين مرة حتى فهمته[3].

[1] وقد سبق الإشارة إليه.

[2] الرحمن آية 13.

[3] ومن الإستطراد أنه ما نسب إلى ابن سينا من شرب الخمر تهمة اقترفها بعض المؤرخين المنحرفين ووقع فيها من لا اطلاع له من المؤمنين ومثل ذلك كثير في التاريخ.