نص الحديث

الفهرس

المؤلفات

  الحديث الشريف

الصفحة الرئيسية

 

(فَقالَ أبي رَسُولُ الله (صلى الله عليه وآله) يا علي) (112)

توجيه الكلام للمُشاكل

مسألة: يرجح توجيه العظيم كلامه إلى من يقاربه في العظيمة ويشابهه، مع وجود غيره.

ولذا نرى إن النبي (صلى الله عليه وآله) وجه كلامه إلى علي (عليه السلام) فقال: (يا علي) ولم يقل: (يافاطمة، أو يا حسن، أو يا حسين (عليهم السلام)).

فلا يقال: إن فاطمة (عليها السلام) كعلي (عليه السلام) في العظيمة، كما يدل على ذلك بعض الأحاديث التي ذكرها السيد البحراني (قده) في معالم الزلفى، فان الترتيب ـ حسب مايستفاد ـ من بعض أحاديث الرسول (صلى الله عليه وآله) أولاً في الفضيلة، ثم علي (عليه السلام) وفاطمة (عليها السلام) معاً، ثم الحسن (عليه السلام)، ثم الحسين (عليه السلام) ثم القائم (عجل الله تعالى فرجه الشريف)، ثم من بعد الأئمة الثمانية (عليهم السلام) قبله (عليه السلام)، وهذا باعتبار سمو الجوهر في مختلف مجالات الارتفاع.

لا يقال: كيف يكون القائم (عجل الله تعالى فرجه الشريف) أفضل من أبيه (عليه السلام) مع أن أباه كان إماماً عليه مدة؟

لأنه يقال الأمر تابع لجعل الله سبحانه وتعالى، والجعل كما ذكرناه حسب دلالة بعض الروايات، وتوضحه قضية موسى (عليه السلام) ـ وهو من أولي العزم ـ والخضر (عليه السلام) فتأمل.

ومن المحتمل أن يكون الخطاب لعلي (عليه الصلاة والسلام) نظراً لأنه كان هو الذي قام بطرح السؤال أولاً، فأراد الرسول (صلى الله عليه وآله) أن يجيب على سؤالله مرة ثانية.

فسح مجال الحديث للأكبر أو الأعظم

مسألة: ينبغي ترك زمام الحديث للأكبر أو الأعظم مع وجوده، ولذا نرى إن الزهراء والحسنين (عليهم السلام) لم يسألوا النبي (صلى الله عليه وآله) وإنما سأله علي (عليه السلام).

والزهراء (عليها السلام) وإن كانت عدل علي (عليه السلام) في العظيمة ـ لما سبق من الروايات ـ ولقوله (صلى الله عليه وآله): لما كان لفاطمة كفؤ آدم فمن دونه[1] ولغير ذلك ـ إلاّ أن علياً (عليه الصلاة والسلام) حيث كان إماماً على الزهراء (عليها السلام) اقتضى الأمر أن يكون هو المتكلم مع رسول الله (صلى الله عليه وآله) وأما الحسنان (عليهما السلام) فهما في الرتبة بعدهما (عليهما السلام)، لذا قال الإمام الحسين (عليه الصلاة والسلام):

فأبي شمس وأمي قمر ***وأنا الكوكب وابن القمرين[2]

وقال (عليه السلام): (أبي خير مني وأمي خير مني وأخي خير مني)[3]

هذا بالاضافة إلى الاحتمال الأخير المذكور أنفاً.

[1] التهذيب 7/470ب41 ح90.

[2] بحار الأنوار 45/48 ب37.

[3] بحار الأنوار: 45/3 ب37.