نص الحديث

الفهرس

المؤلفات

  الحديث الشريف

الصفحة الرئيسية

 

(وَرَبِّ الكَعْبة) (111)

القسم بالله وبمخلوقاته

مسألة: يجوز القسم باسماء الله تعالى وصفاته مثل: رب الكعبة، والله الكون، وخالق السماوات، الى غير ذلك، وينعقد الحلف به بحيث يوجب حنثه الكفارة.

أما الحلف بغير الله سبحانه كالانبياء والأئمة (عليهم السلام) والآيات الكونية، فالظاهر جوازه، لكن لا ينعقد بهم الحلف مثل:

قوله سبحانه: ((لَعَمْرُكَ إِنَّهُمْ لَفِي سَكْرَتِهِمْ يَعْمَهُونَ))[1]

وقوله تعالى: ((وَالضُّحى * وَاللَّيْلِ إِذا سَجى))[2].

وقوله سبحانه: ((وَنَفْسٍ وَما سَوَّاها))[3]، فهو جائز تكليفاً غير منعقد وضعاً.

أما ما ورد في الحديث: (من كان حالفاً فليحلف بالله)، فالمراد: الحلف الجامع للشرائط ذو الأثر الوضعي، ولا دليل على تحريم ما عداه.

وسيرة المتشرعة ـ قديماً وحديثاً ـ بالإضافة إلى دليل البراءة وغيرهما، تدل على الجواز.

ووجه قسمه (عليه السلام) برب الكعبة، كونها موضع عناية الله تعالى، فإنه سبحانه كما خلق الاشياء حسناً وأحسن، كذلك جعل بعض الأزمنة والأمكنة محطة ومورداً لعنايته، وذلك مثل الكعبة والمساجد، ومثل يوم الجمعة والأعياد الإسلامية وما أشبه.

كما أنه تعالى جعل بعض الأماكن محطة أمان، وبعض الأزمنة كذلك، وذلك كمكة المكرمة كما قال الله تعالى: ((وَمَنْ دَخَلَهُ كانَ آمِناً))[4] والأشهر الأربعة الحرم.

[1] الحجر: 72.

[2] الضحى: 1 ـ 2.

[3] الشمس: 7.

[4] آل عمران: 97.