نص الحديث

الفهرس

المؤلفات

  الحديث الشريف

الصفحة الرئيسية

 

(إلى أن يتفرقوا) (107)

استحباب اللبث في مجالس الخير

مسألة: يستحب البقاء في مجالس الخير واستدامة الجلوس فيها، فمجلس القراءة الحسينية ومجالس العلم والمصلى، يستحب استمرار الجلوس فيه، ولو بعد انتهاء القراءة والدرس والصلاة في الجملة، فإن في ذلك تذكيراً أكثر بذلك الخير، وربطاً للمرء به أكثر فأكثر في مختلف شؤون حياته.

كما أن قوله (عليه الصلاة والسلام): (إلى أن يتفرقوا) يرشد إلى ذلك مع لحاظ عدم الخصوصية في المورد من حيث أصل المثوبة وإن كان له خصوصية من حيث الخصوصية، ومن المعلوم ـ كما أشرنا سابقاً ـ استحباب فعل الإنسان ما يوجب جلب الخير إلى نفسه من الرحمة والبركة واستغفارالملائكة وما أشبه ذلك.

ويجري هنا الكلام السابق فيمن كان كارهاً للبقاء، أو مضطراً أو فاقداً للوعي أو الصحوة كالمجنون والمغمى عليه والطفل وما أشبه ذلك، لأن كلا البحثين بملاك واحد.

ولا يخفى إن التفرق هنا ليس كالتفرق في باب خيار المجلس، حيث يوجب زوال الأثر هناك، بل ظاهر المقام أنه بخلاف خيار المجلس حيث إن مشي خطوات وشبهه يوجب سقوطه[1]، فليس البابان بملاك واحد حتى يكون كلاهما في حكم واحد، من هذه الجهة.

والظاهر أن (ما ذكر خبرنا...) يشمل ما إذا كانت مكبرات الصوت، تبث حديث الكساء وهو يسير في الشارع ويسمعه، أما إذا كان في السيارة أو الطائرة أو القطار، وأحدهم يقرأ الحديث فلا إشكال في شمول (وفيه جمع...) له.

[1] راجع (الفقه: الخيارات) للمؤلف (قدس سره).