المؤلفات |
(فَقالَ لأبي: إن الله قَدْ أوْحى إلَيْكُمْ يَقُولُ:) (96) |
التمايز بين القرآن وغيره |
مسألة: يرجح أن تمتاز الآيات القرآنية في الكلام أو في الكتابة، عن سائر الكلمات بميزة ظاهرة كما قال جبرئيل (عليه السلام): (قد أوحى إليكم يقول). ولقد كان ما جاء به جبرائيل (عليه السلام) وحياً من الله سبحانه وتعالى، وإنما لم يذكر الوحي، في أول الكلام، وذكره هنا لأن الوحي باعتبار أنه قرآن وتحدّ، بخلاف المقطع الأول من الكلام حيث لم يكن من القرآن. ويمكن أن يفهم من الفرق يبن الكلامين، إن من المستحسن تمييز القرآن عن غيره من أنحاء الوحي، إذا كان في ضمن كلامٍ بعضه قرآن وبعضه حديث قدسي، بما يدل على أن هذه القطعة من القرآن، وحيث إن الخطاب هنا كان بصيغة: ((إِنَّما يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ [1]. قال جبرئيل (عليه السلام): أوحى إليكم بصيغة الخطاب للجمع، بينما في السابق كان يخاطب النبي (صلى الله عليه وآله) بصيغة المفرد. ومن الواضح أنه يمكن الوحي بالنسبة إلى غير النبي (صلى الله عليه وآله) كما قال سبحانه ((وَأَوْحى رَبُّكَ إِلَى النَّحْلِ أَنِ اتَّخِذِي مِنَ الْجِبالِ بُيُوتاً وَمِنَ الشَّجَرِ وَمِمَّا يَعْرِشُونَ))[2] وقال سبحانه:) ((إِذْ أَوْحَيْنا إِلى أُمِّكَ ما يُوحى))[3] إلى غير ذلك. أما الوحي بالمعنى الأخص وهو ما كان يتوسّط جبرئيل (عليه السلام) بالنحو الخاص، فهو خاص بالأنبياء (عليهم السلام). |
[1] الحزاب: 33. [2] النحل: 68. [3] طه: 38. |