نص الحديث

الفهرس

المؤلفات

  الحديث الشريف

الصفحة الرئيسية

 

(فهبط الأمين جبرائيل)

(وقال: السلام عليك يا رسول الله، العلي الأعلى) (87)

وصف الله بالعلي الأعلى

مسألة: يجوز خطاب الله تعالى بالعلي الأعلى، حتى بناءً على أن أسماء الله توقيفية، استناداً لهذا الحديث الشريف.

ولعل جبرائيل (عليه السلام) إنما قال (العلي) باعتبار أنه قد هبط من أعلى، وكلما هبط الإنسان وكان من موقع أعلى فأعلى، تجلى علو العالي له أكثر فأكثر، ويكون أظهر بالنسبة إليه، ولهذا ورد أنه (لما نزلت ((فَسَبِّحْ بِاسْمِ رَبِّكَ الْعَظِيمِ))، قال لنا رسول الله (صلى الله عليه وآله): اجعلوها في ركوعكم، فلما نزلت ((سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الأَعْلَى)) قال لنا رسول الله (صلى الله عليه وآله): اجعلوها في سجودكم)[1].

وحيث إن العلو يمكن اتصاف غير الله سبحانه وتعالى به عرفاً ـ وإن كان بمعناه الحقيقي وبقول مطلق منحصراً جل وعلا ـ قيَّده جبرائيل (عليه السلام) بالأعلى، فإنه أعلى من كل عال، وهذا من ضيق التعبير، إذ أين المحدود من اللامحدود والفقر المحض من الغني ذي القوة المتين؟

ثم إن جمعاً من أهل الذكر والدعاء، قالوا: إن الإنسان إذا كرر وأكثر من ذكر أحد أسماء الله سبحاه وتعالى أفاض الله عليه مفاد ذلك الاسم، فمثلاً: من يريد العلو: إذا أكثر من ذكر (يا علي) ومن يريد الغنى إذا كرر (يا غني) ومن يريد الجاه إذا لازم ذكر: (يا ملك) وهكذا، فإن الله سبحانه وتعالى يفيض عليه مصاديق تلك الألفاظ، وهذا من المجربات وإن لم أجد به رواية.

تعظيم الله سبحانه

مسألة: يستحب تعظيم الله سبحانه عند ذكر اسمه دائماً، كما قال جبرئيل (عليه السلام): (العلي الأعلى).

وكذلك تعظيم كل من عظّمه الله تعالى، فإذا ذكر الإنسان الرسول (صلى الله عليه وآله) وإذا سمّى علياً (عليه السلام) أو الحسن (عليه السلام) أو غيرهم من المعصومين (عليهم السلام) عقب الإسم بوصف أو دعاء دال على العظيمة والرفعة مثل: (عليه السلام) و (صلوات الله عليه) و (روحي له الفداء)، وما أشبه ذلك.

[1] وسائل الشيعة: 4/944 ب21 ح1.